السبت، 25 يوليو 2009

فقر الناس من دولتهم

يسألونك عن منظمة التجارة العالمية؟ وعن الكوميسا، لا تجبهم ، فهذا ديكور عالمي، وقل لهم دعك من سياسة بسمارك الخارجية فلنتحدث عن سياسة بسمارك الداخلية.
كم سعر الخروف في الأبيض؟ الإجابة بين 70 و100 ألف جنيه.
كم سعر الخروف في وسط السودان؟ بين 250 و300 ألف.
كم سعر صفيحة الطماطم في الجزيرة بين 1 و5 آلاف؟
كم سعرها في القضارف؟ 50 ألف لا ، هناك تباع بالكيلوجرام وكذا في بور تسودان.
سعر جوال البلح في الخرطوم 5 أضعاف سعره في كريمة ودنقلا.
هذا ولم يحن الحديث بعد عن خيرات الجنوب والتي فيها يساوي كيلوجرام الملح طناً من الفواكه.
وهكذا كل محصول هو سجين في مكانه لا يستطيع الحركة ولا ينعم المنتج بإنتاجه ولا المستهلك باستهلاكه. لماذا؟
الإجابة في غاية البساطة الطرق غير آمنة، ولا نعني بالأمن ما تبادر لذهنك عزيزي القارئ، بل الأمن هنا من نوع آخر، مئات النقاط الحكومية على الطرق «كل الخرطوم مدني مثالا 13 نقطة ثابتة و6 نقاط متحركة المجموع 19 في 186 كيلومتراً». واحدة بمرسوم من مكان مختلف. وكل واحدة لا تفكر إلا في عائدها ومواردها. وما أثر ذلك على الاقتصاد؟ هذا ما لم يجلس له احد ولم يسأل عنه أحد، فكل جهة تستمتع بخيارات الجباية حوافز، بدلات ، مبانٍ زجاجية و سيارات للموظفين وزوجاتهم، إلى أن وقفت الحال تماماً وبدأوا يتحدثون عن معالجة الفقر!! وتدهور الزراعة !! وتكدس الثروة الحيوانية وعدم انسيابها للخارج والداخل !!
لا تخلو 10 كيلومترات في أي طريق من نقطة توقيف أو نقطة جباية. وبعد هذا تسألوا عن الفقر ؟!! ها قد جربتم الجباية وغنى الدولة الذي جاء على حساب المواطن، دعونا نجرب عامين اثنين تنطلق فيهما المنتجات المحلية بلا توقف. وابحثوا عن الفقر إن لم يخرج من الباب الآخر، عندها سيتضاعف الإنتاج والاستهلاك وستنضر وجوه حرمت الابتسامة زمناً.
تُرى كم سيعارضون هذا التصحيح؟ عشرات الجهات المستفيدة ستقف ضد خلو الطرق من الألغام - قديما قالوا مصائب قوم عند قوم فوائد. ولكن هذه مصيبة شعب عند حكومة. والحكومة الرشيدة هي التي تقدم العام على الخاص. النقاط الموقفة للحياة (على وزن الأدوية المنقذة للحياة) هي:
1 - شرطة المرور والقاعدة عندها الكل مخالف ما لم يثبت العكس.
2 - الضرائب قلة معلوماتها وفاعلية أجهزتها، جعلتها تقف على الطرق.
3 - الجمارك الكل مُهرب ومُتهرب ما لم يثبت العكس.
4 - دمغة الجريح. (ماذا لو بدأنا بكنسها كأول خير من خيرات السلام)
.
5 - رسوم المرور السريع !!!!!
6 - نقاط تفتيش أسلحة منذ أيام الأسلحة. وظلت حتى اليوم. وقد تكون ابتدعت لها أغراض أخرى أقول قد.
7 - نقاط زكاة !!!!
8 - نقاط أمنية !!!!
أرجو إدراج هذه الألغام في أول حملة إزالة ألغام قادمة.
أعمدة قديمة لهذا الكاتب:4/2/2005
4/2/2005

ليست هناك تعليقات: