العجوز الانجليزية تسأل ضيفها السوداني: لماذا أنت كثير التردد على لندن؟
الضيف السوداني:هذه العاصمة وفيها نجد ما نريد.وأنتِِ كم مرة تزورين لندن في العام؟
العجوز الانجليزية:أنا لم أر لندن قط.
الضيف السوداني: ولندن لا تبعد عنك سوى 60 كم!!!!
العجوز الانجليزية:لاشيء لي فيها لماذا أزورها؟
لا مقارنة بعاصمتنا، ومن رأى لندن عندنا مرة يلوي عنق الحديث لياً ليريك انه تشرف برؤية لندن وكأنها الحج.
رغم أن الفعل همش مشهور هذه الأيام إلا أن أحداً لم يخبرنا بالفاعل.غير أن تهميشي الذي أعنيه اعرف فاعله معرفة تامة.
وقبل أن أفصح عن التهميش الذي نعانيه أريد أن أقول إن الحد من هجر الأرياف الى العاصمة لا يأتي بالتمني ولا بالشعارات ولأسباب عديدة يهاجر الناس الى العاصمة، منها خدمات التعليم والصحة والكهرباء احياناً مما جعل 70% من الكتلة النقدية في العاصمة وكل هذا المليون مربع ( يتجابد في 30 %) هذا خلل اقتصادي بين، لعلاجه يجب أن يجلس طيف كبير من العلماء ولا يُترك لهرجلة السياسيين وحدها.
تهميشي الذي أعني بعض التقانات الحديثة انحصرت في العاصمة ( إلا أن خدمة سودني بدأت من الأطراف شكراً لها) غير أن جدتها سوداتل تصر أن تجعل تعريفة الانترنت غالية جداً وبسعر مخالف لما هو في العاصمة، دقيقة المدن 40 جنيه ودقيقة الارياف 100 جنيه يا لهول الفرق. تسأل لماذا ولا مجيب ( حقارة ساكت) وتتقدم التقنية وتدخل خدمة DSL كل العاصمة وبعض الأقاليم وتسأل عنها على بعد 60 كلم ولا تجدها ولا تجد من يجيبك لماذا انقطعت هنا.
وتلجأ لموبيتل وتدخل في الانترنت مجانا ولعدة شهور ورغم بطء السرعة تصبر عليها مجبوراً ومكرهاً.وفجأة تتذكر موبيتل هذه المكرمة وتفرض سعراً بالكيلو بايت يعوض كل أيام الضياع.أين نذهب لنتصل بالعالم هل نحمل أولادنا ونهاجر للعاصمة من اجل خدمة انترنت ارخص؟؟؟
من يرحمنا؟
إما أن تساوينا العجوز سوداتتل بالمدن
أو تدخل لنا DSL
أو تتراجع موبيتل عن تعريفتها الجديدة.
أو تاتينا الشركات الاخرى بحل من السماء مباشرة SATALITTE
وقديما كان السكر يباع في كل السودان بسعر واحد رغم ان ترحيل الجوال من الجنيد لنيالا يساوي سعره. وفي ود السيد قرية قرب المصنع يمكن ان تحمله على ظهرك يباع بنفس السعر.
هذا تهميشنا وهؤلاء مهميشينا في زمن صارت الانترنت هي مفتاح المعرفة.
سبتمبر 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق