كتبنا في المرة الماضية عن اللمة والحشد وكيف أن المدعوين لم يحضروا وان غير المدعوين حضروا وكتبنا عن أدب الحشود إلى متى سيستمر؟ وهل يشاركنا احد في هذا العالم هذه العادة؟ المتحدثون في اللقاء بالقاعة الكبرى للمؤتمر الوطني كانوا تشكيلة حقيقية وجاءوا بخبير الري صغيرون الزين صغيرون رغم كبر سنه وضعف صوته وجاء عمي بروفسير هاشم الهادي ليدافع عن الحيوان ولا يستجدي دخول الحيوان للدورة الزراعية فالحيوان في معتقده لم يخرج من الدورة الزراعية ولن يخرج.وتحدث الرجل التربال الدكتور الزبير محمد الحسن صاحب الوجعة الحقيقية ولأنه مؤدب جداً لم يقل ما روي عنه في تمويل موسم سابق حيث نُسب إليه انه قال ليتني أعطيت التمويل للمزارعين في أيديهم. هذا عندما رأى التمويل يذهب في كل مكان إلا الزراعة.وتحدث صاحب الجاز والزيت تلك السلعة المخيفة التي كثيرا ما قالوا ان هي لم توظف للزراعة فالمستقبل سيكون حالكاً.
وغنى المغني( في الجزيرة نزرع قطنا ) وليته قال: في الجزيرة القطن غطس حجرنا
وتحدث الرئيس عن أهمية الزراعة وقصة الاكتفاء الذاتي من القمح والسكر وما شاكلها ووعد بان هذا السودان موعود بخير كثير يجب أن نحسن استقباله وشكا لنا الولاة الذين يعطلون الاستثمارات الخارجية بالرسوم والبيروقراطية.
المتفق عليه أن هذا الوطن لم يستفد من أرضه. والمختلف عليه من يستفد أولا الكل يريد أن يكون المستفيد الأول وبأسرع ما يمكن والكل يريد أن يضرب ويهرب ويصبح من أصحاب العمارات الراقية في الخرطوم.ما من مال رصد إلى الزراعة إلا تآمرت عليه جهات وعاد بأسرع ما يكون في شكل برج أسمنتي أو منزل في حي راقٍ من أحياء الخرطوم وترك الأرض بورا بلقعا كما كانت او أسوأ مما كانت.
من يطيل نفس هؤلاء ويصبروا حتى يعم الخير؟
لن تكون هناك نفرة زراعية إن لم نعمل بعلمية ودراسات حقيقية بعيدا عن صراع الإمبراطوريات الري ،الزراعة ،الثروة الحيوانية ،التقانة والمزارعين إن هم تكاملوا ربحنا جميعا وان هم تعنصروا لمهنهم ومصالحهم الخاصة فعلى الزراعة السلام وسنظل نستورد الطعام وقد نستورد بعده الماء رغم طول هذه الأنهار.
سنغفر لهذه اللمة السياسية ان اعقبها تنفيذ مدروس يغير كل الواقع الموجود وخصوصا في مشروع الجزيرة حيث كل شيء يحتاج الى تغيير اولها الري من ري متقطع إلى ري مستدام ولو بحفر آبار عند كل عشرين فدان أقول: ولو. لأني لست خبير ري ولكني مزارع يعرف ان لا زراعة بلا الماء.ولا إنتاج بلا تسويق.
يوليو 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق