الثلاثاء، 30 مارس 2010

البصات الجديدة ليست كل الحل

إن كان السياسيون لا يرون في ابريل القادم إلا الانتخابات، فهناك من لا يرى فيه إلا البصات الجديدة القادمة على ولاية الخرطوم. أصحاب الحافلات تحسسوا من القادم الجديد وهو عند بعضهم ( قطع رزق ) رغم إن الأرزاق بيد الله ولا تموت نفس إلا بعد أن توفى رزقها.
وبعضهم يراه تطور طبيعي ولكل تطور ضحايا هم الذين لا يواكبون ويريدون الحياة أن تقف عند خبراتهم غير المتطورة، وما أكثر هذا الصنف خصوصاً في الخدمة المدنية.
نعود للبصات.. كثير من مدن الدنيا ليس فيها موقف حافلات في وسطها كما عندنا وذلك لعدة أسباب حيث البصات أو قطارات الأنفاق او المترو في حالة حركة دائمة ولكل راكب محطة صعود ونزول تختلف عن الأخرى .أما في خرطومهم هذه فكل الركاب لهم محطة نزول واحدة هي وسط الخرطوم وبعدها يبحثون عن وسيلة أخرى لمحطة أخرى.
أول الأسباب في ازدحام الخرطوم نفسها هو التنمية غير المتوازنة حيث كل شيء في الخرطوم ، لذا ترك الناس الولايات وجاءوا يهرولون نحو كرش الفيل التي احتكرت جل المال ( في مطلع التسعينات حيث غُيرت العملة كان 70 % من الكتلة النقدية بالخرطوم. في تغيير العملة الأخير سكتوا عن هذه النسبة ويبدو أنهم وجدوها 90 %). وخلل داخلي في الخرطوم نفسها ويجب أن يُبحث علمياً لماذا الزحام في وسط الخرطوم وما الذي في وسط الخرطوم وليس في أطرافها أو المدن الأخرى حتى يحج الناس إلى منى هذه كل يوم؟ ( منى الحقيقية 3 أيام في السنة أو اربعة)
لماذا الأسواق نهارا فقط ؟ كانت هناك حجة في السابق عدم انتظام الكهرباء ولكن ما شاء الله الكهرباء عال العال الآن.لماذا لا يتسوق الناس ليلاً ولماذا وسط الخرطوم مخيف ليلاً؟ مكاتب الدولة معظمها في وسط الخرطوم ، الحكومة الالكترونية إذا رضي المكنكشون والمستفيدون من عدم تطبيقها (ناس الإيصالات البيضاء والدعم السائب والملف الإجباري) لو طبقت الحكومة الالكترونية لقضى الناس معاملات كثيرة من بيوتهم أو من أطراف المدن ولا حاجة للمجيء لوسط الخرطوم المزعج.
وعودة أخيرة للبصات الجديدة هل سيكون لها موقف وتنظر الدور والكمسار يصيح بحري نفر بحري نفر؟ أم ستكون في حالة حركة دائمة ودائرية؟ الاولى نظام تقليدي هو الذي جعل آلاف الحافلات كلها متجهة لوسط الخرطوم صباحاً وتظل الساعات الطوال واقفة في انتظار الدور ، بالله بأي اقتصاد حر سُمح لهذه الآلف لتعمل في جزء من اليوم؟
ثالثاً هل ستكون مكيفة ومريحة كما في معظم مدن الدنيا أم سيكون السائق هو الحاكم الشمولي فيها، يشغل التكييف كما يريد أو يتعلل بأن التكييف سيهلك الماكينة؟ سائق أم مهندس مصمم؟
اخيراً هل المقصود منها الربح؟ أم ترقية السلوك الحضري؟
حلوة يا يوسف عبد الفتاح ، مش؟

صحيفة التيار 30 مارس 2010

المواصفات وحماية المستهلك

ما يدور في الغرف والقاعات بخصوص حماية المستهلك يجب أن يخرج وبأسرع ما يمكن لنبني ثقافة حماية المستهلك.سؤال منْ من المستهلكين يعرف حقوق المستهلك المنصوص عليها دولياً؟ أتبرع بعرضها عليكم وما سمعت بها بهذا الترتيب إلا في ورشة حماية المستهلك الأربعاء 24 مارس 2010 بقاعة اتحاد المصارف وكانت بمناسبة اليوم العالمي للمستهلك واليوم العربي للتقييس تحت شعار ( نحو مستهلك إيجابي واقتصاد زاهر)
حقوق المستهلك الثمانية هي :‏ -
1. الحق في السلامة.
2. ‏ الحق في الاختيار.‏
3. الحق في أن يستمع إليك.‏
4. الحق في أن تعلم.‏
5. الحق في التوعية.‏
6. الحق في التعويض.‏
7. الحق في بيئة صحية.‏
8. الحق في الاحتياجات الأساسية.‏
كان ذلك في ورقة عرضتها الأستاذة وداد كمتور وفصلت فيها كثيراً ، وحمدت الله على أن نيابة المستهلك وجمعية المستهلك صار لهما واقع ولو قليلاً - في بدايته - وفي الطريق محكمة حماية المستهلك.( المطلوب أن يكون المستهلك ايجابياً ويتقدم لهذه المؤسسات بمظلمته).
المستهلك الآن سلبي لا يعرف حقوقه ولا واجباته والسوق لا ترحم من حيث السعر ولا الجودة كلها في حاجة الى مراجعة في وقت فهمَ فيه كثير من الناس ان حرية التجارة تعني ( الاستكرات) بلا حياء.
ورقة أخرى عن النظام المتري طال انتظارنا لتطبيق النظام المتري المنتشر في العالم ومازالت بلادنا رهينة لوحدات المستعمر والمستعمر نفسه ترك العمل بالنظام البريطاني وصار يستخدم النظام المتري. ونحن كمسخ صرنا نستخدم النظامين في آن معاً (رطل سكر وكيلو عدس ).
النظام المتري يا سادتي نظام سلسل ولو طبقناه بدأءً من مناهج مراحلنا الدنيا لصار التلاميذ معظمهم محبين للحساب ، حيث يستخدم قوى العشرة 10 ، 100 ، 1000 ، وهكذا مليمتر سنتمر ديسمتر متر وبنفس الطريقة لتر، ديسي لتر ، سنتي لتر، ملي لتر أما ناس ياردة وميل وبوصة وفهرنهايت الله لا أجبرك على تحويلاتها.
مازالت البوصة تستخدم في بيع أقطار المواسير ماسورة نص بوصة وماسورة 2 بوصة والياردة في السلك لفة سلك 100 ياردة .كي ما نواكب ونطبق النظام كاملاً كانت الحجة عدم الإمكانات ولكن الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس هذه المرة قالت أنها وفرت كل الأوزان ووحدات السعة وستنشرها في كل الولايات وتسحب الوحدات القديمة. ( يا رب تعملها بدون غرامات وبدون تعسف جماعتها الذين مروا من سنتين وأذاقوا صغار التجار الويل بالغرامات التعسفية التي مما عاد يخجل منها أحد).
عموما علينا الكثير كي نصبح دولة محترمة تستخدم ليس النظام المتري وحده ولكننا في حاجة لنظام يضع الأسس ولا يضع الأسماء ( ليعوس) الاسم ما يشاء ويأتي آخر ليبدأ (العواسة) من الأول. نريد نظم إدارة ثابتة لا يهم من يقف عليها.نظم قابلة للمراجعة والمحاسبة لا تنتهي ب ( خلوها مستورة).

صحيفة التيار الأحد مارس 2010

الخميس، 25 مارس 2010

هــذه الأرض... لِمنْ؟

مدخل : صديقان قادمان وبدا لهما من بعيد مصنع سيراميك دار بينهما النقاش الآتي:- الأول:(وكان قد مر بالطريق من قبل) بالله شايف المصنع داك؟ الثاني : نعم مصنع سيراميك. الأول: لماذا يعطى كل مساحة الأرض هذه؟ الثاني: يا أخي خليه يشيلها دي أرض من فيضان نوح؛ لم تُستغل ما (بارك الله فيه) عمل فيها مصنع. الأول: يا أخي إنت ما شُفت المساحة المحجوزة والمساحة التي قام فيها المصنع. الثاني : ما حصل. (بعد قليل يصلان المصنع ويرى الثاني شاسع المساحة المسورة لصالح المصنع، وما شيّد عليه المصنع من أرض؛ عندها فتح الثاني عينيه كبيرتين ولم يصدق ما رأى). الثاني: كل هذه المساحة لمصنع السيراميك؟ الأول: خلاص شفت بي عينك؟ بُكرة يبيعها مدينة سكنية. هذا ما دار بين الصديقين الذين استغربا كبر المساحة المسورة لمصنع سيراميك. قطعاً للتنفيذيين مبرّراتهم كجذب الاستثمار الأجنبي، ولهم من المبررات ما لم يخطر على بال الصديقين، وهناك مختصون، ومهنيون يعرفون كثيراً في هذه الجوانب. لكن يظل السؤال أليس هناك معشار من صحة في الحوار أعلاه؟ وهل قوانين الاستثمار متنبهة للمستقبل، ومدركة لمتطلباته تماماً؟، وحافظة لحق الأجيال القادمة؟، وهل يظن مشرِّعونا أننا سنظل فقراء إلى يوم يبعثون، وفرطوا في الأرض جذباً للاستثمار الأجنبي. ولماذا الهرولة إلى الأجنبي إلى هذا الحد- وعدد ليس بالقليل من رؤوس أموالنا مستثمر خارج البلاد- ونفر منا هرب ليستثمر في الجارة إثيوبيا. أيهما أسهل (حلحلة) المشكلات الاقتصادية الداخلية، أم الجري وراء الاستثمار الأجنبي. وهل العقود المبرمة مدركة لكل المستقبل، ومآلاته، أم عماها الفقر، وأرادت صناعةً؛ بأي شرط. لا شك أن مصنع السيراميك إضافة للصناعة السودانية. وكان رائداً، وفاتحاً لهذا المجال. وحفز آخرين لولوج هذا المجال، ونحسبه رأس مال أخوي، وليس أجنبياً. كل هذا لا يمنع أن نقول أن هذه المساحة تحتاج إلى مبررات؛ نتمنى أن نعرفها. ويكون جميلاً أن نعرف أثر هذه الصناعات على البيئة، وأين توضع مخلفاتها؟. كل هذا يحتاج إلى إجابات. غير أن الآثار الجانبية للسيراميك في العموم- أن هذه الثقافة الجديدة لم تصاحبها؛ وصفات؛ ماذا نلبس من أحذية حتى لا يرمينا السيراميك؟(والذي صار بعضهم يسميه سيرميك). أكون سعيداً لو تعرض باحث في المجال الطبي، ورصد لنا حالات كسور العظام بسبب الأرضيات الملساء، وقارنها بعدد، وأنواع كسور العظام قبل دخول هذه الثقافة. وسينال عليه أجرين واحد في الدنيا شهادة أكاديمية، والآخر في الآخرة بإذن الله. هنيئاً لمصنع السيراميك بهذه المساحة. ويظل السؤال أعلاه.

صحيفة التيار الخميس 25/3/2010 م

الثلاثاء، 23 مارس 2010

دفاعاً عن مدير مياه ولاية الجزيرة وأمثاله

اعتاد الناس على عنوان مثل ( ليس دفاعا عن ....) لكني هنا أصر وبإلحاح أني أريد أن أدافع عن موظف عام قال فيه أحد المراسلين ( لا تقربوا الصلاة) ووقف.
أوردت صحيفتنا هذه يوم الاثنين 15/3/2010 م خبراً بالخط العريض على صفحتها الثالثة ( مدير مياه ولاية الجزيرة يتصرف في ممتلكات الهيئة) مختصر الخبر أن الهيئة سلَّفت عدد (10 ) صهاريج مياه لأحدى الشركات وعجزت عن استرجاعها وحسبت ذلك نوع من الفساد.
لا اشك لحظة أن من يقرأ الخبر يخيل إليه أن هذه الشركة استلفت هذه الصهاريج العشرة وذهبت بها بعيدا عن مياه الجزيرة أو باعتها في السوق أو نحو من ذلك وبدون ضمانات والشركة هربت أو انقطعت صلتها بولاية الجزيرة.
منذ سنة 2006م كتبت عدة مرات عن التطور الذي حدث في مياه ولاية الجزيرة وبإعجاب شديد لكثرة انجازاتها في مجال مياه الشرب. في سنة واحدة حفروا 200 بئر وفي سنة اخرى 150 بئراً جملة ما حفر من آبار منذ 2006 الى 2010 م هذه (750) بئراً .واليوم لا تجد مكانا في ولاية الجزيرة ليس به ماء شرب نظيف أو في طريقه لذلك نسبة لعدم اكتمال التركيب في بعض المناطق.هذه الكتابات جعلتني أعرف مدير الهيئة المشوهة سمعته في ذلك الخبر الأخ المهندس عبد الباقي نور الدائم.قرأت الخبر واتصلت بالرجل: يا أخي خير ما هذا الذي في الصحف اليوم؟ رد :الحمد لله انك سألت وقال هذه الشركة التي بالخبر حفرت للولاية ما جملته 137 بئراً ولها مديونيات على الهيئة أكثر من مليوني جنيه وفي فترة من الفترات وبعقد من العقود تأخرت صهاريج الشركة وطلبت من الهيئة تسليفها 10 صهاريج لتسقي بها بعض القرى المحتاجة جداً للماء وكان منطقنا ومنطقهم أن نكمل هذه الآبار لفائدة المواطنين – وليس لفائدة الشركة – وقد كان ذلك. قيمة هذه الصهاريج 270 ألف جنيه بالجديد حفاظاً على المال العام وليكون ملزماً للشركة ارجاعها حسبناها لهم بمبلغ 500 ألف جنيه.
سألته : يعني هذه الصهاريج التي في الخبر رُكِّبت لقرى بالولاية؟ قال: نعم. قلت:كده البطن باردة جداً ويبقي كل شيء بعد ذلك مقدور عليه وإجراءات مكاتبات.زادني من الشعر بيتاً - كما يقولون - أن هذه الشركة حتى يوم الناس هذا لها مديونية على الولاية أضعاف مبلغ الصهاريج.
أما دوافع وما وراء الخبر فنستحي أن نذكرها وأتمنى أن لا نضطر لها.بيدي الآن كل وثائق الخبر وما وراء الخبر.
الذي لا يخطئ أبداً هو الذي لا يعمل أما من ينجز (750) بئراً الذي شهدت بها كل ولاية الجزيرة، إن أخطأ يجب ان نقول له كما قال وردي :غلطاتك عندنا مغفورة.

الثلاثاء 23م3/2010

العطلة الصيفية ..بعضٌ من حل

ما أن تحل العطلة الصيفية للمدارس إلا و تسمع عبارات مثل ( أمانة يا المدارس ما كنتِ ماسكة بلاء) في إشارة لانتشار التلاميذ والطلاب في الشوارع. هذا العمر المليء بالطاقة يجرب كل شيء ليملأ به وقته.
في ظل غياب كثير من البرامج التربوية التي يجب أن تستغل هذه الطاقات لما ينفع هذه الفئة العمرية التي تعتبر رصيداً غالياً نجد كثير من الأعذار يتربع على قائمتها بند الميزانيات، هذه الميزانيات يسهل خروجها لكل المهرجانات والاحتفالات والمؤتمرات والانتخابات ولكن حين تُطلب للتربية والتعليم تُقطر بالقطارة. غير أن عذراً آخر هو حر الصيف في السودان فهو قاتل لكل البرامج غير أن ليله يجب أن يُستفاد منه.
كنا في زمن بعيد نملأ الإجازة الصيفية في مراكز شباب القرى أو أنديتها بالشعر والمسرح والندوات .ذكرني صديقنا انس عبد المحمود كاتب الدراما المعروف بفرقة خرجت من نادينا لتعرض مسرحيات على القرى المجاورة وقال أنس إنه كان صغيرا وقتها ولكن كان لتلك الليلة أثر كبير في حياته.
جاء التلفزيون واحتكر كل هذه الطاقات وانكفأ كلٌ داخل بيته أمام هذا الجهاز العجيب لذا يجب أن يعوض هذا الجهاز الناس ما فقدوا بسببه واحسب أنه يحاول أن يفعل بل أكثر.
غير مبرراً تربويا ملء وقت الإجازة الصيفية بتدريس منهج العام القادم وهذه بدعة ليس لها محل من الإعراب وطريقة التدريس التي تمارس بها – في أغلب الأحيان – تجارية بحته تفقد المنهج أهدافه لذا يجب مكافحتها.
أما صغارنا الذين أدمنوا (اسبستون( و(توم أند جري) وأفلام الكرتون الأخرى لا نقول لا ولكن بمقدار وصناعة البدائل مطلوبة وعلى هيئات إعلامنا أن تجهد نفسها في منافسة هذه البرامج الوافدة.
أما عبر الكمبيوتر فهناك برامج كثيرة مفيدة تعب عليها علماء في كثير من المجالات فقط تريد من الآباء معرفة أين هي حتى يصبح الكمبيوتر جهازاً تربوياً مفيداً .بين يديّ الآن برنامج لمادة الرياضيات قامت علية نخبة من أساتذة جامعة مصرية وله عدة سنوات ويطورونه بين الحين والآخر إلى ان أصبح يلبي متطلبات أطفال ما قبل المدرسة برسومات جميلة وأدوات تربوية مدروسة. المدرسة المنتجة بدمياط لم تقف عند الرياضيات فقط والذي يدخل موقعها على الانترنت يجد المفيد الكثير، غير أن هذا البرنامج ( الوجيز في الرياضيات) لبى رغبات كل طلاب مرحلة الأساس وما قبلها. ادخلوا على هذا الموقع لتجربوه مع أولادكم وانظروا كم سيمكثون مع الكمبيوتر في متعة وتعلم http://mhafiz.net/files/wageez.exe .
مادة الرياضيات مادة متصلة فقدان حلقة منها يؤثر كثيرا على ما بعدها لذا هذا البرنامج يحل عقدة هذه المادة في مرحلة الأساس ونكون ساهمنا في جعل الكمبيوتر وسيلة تربوية وحفظنا أولادنا من حر الصيف وأجبنا على بعض السؤال.

صحيفة التيار الاحد 21/3/2010 م

البنك الزراعي وسعر القمح المجحف!

منْ منكم لا يعرف ما وصلت إليه العلاقة بين أمريكا وفرنسا في مسألة الدعم الزراعي؟ الدعم الذي تصر عليه فرنسا وترفضه أمريكا لأنه يقلل من المنافسة التجارية الحرة ولكن فرنسا مزارعها في حدقات عيونها لا تتركه للإهمال ولا الخسارة يوماً.
مع فائق تقديرنا لكل المحاولات الحكومية لتوطين الزراعة وتطبيق شعار ( الزراعة بترول السودان الحقيقي) واختيار المتعافي وزيراً للزراعة ،والنهضة الزراعية ، وكل اللت والعجن إلا أن طموحاتنا أكبر من ذلك بكثير وعشمنا في أن تعقل الحكومة وتحسب خيرات الزراعة حسابا آخر غير الربح المباشر.
لو منحت النهضة الزراعية إمكانات وحدة السدود من قروض دولارية و حساب منفصل يقيها شر التسول في ردهات وزارة المالية وبيروقراطيتها( علمت أن النهضة الزراعية صدقت بئراً قبل سنة لمشروع زراعي رائد ولم تحفر البئر حتى كتابة هذه السطور).لو منحت النهضة ميزانيتها لصدقنا أن الدولة جعلت الزراعة في حدقات عيونها.
رغم كل ذلك نشكر الدولة أن منحت البنك الزراعي عناية ليكون راعيا للزراعة ولم يقصر كثيراً والتمويل يقدم بأقل الفوائد 3 % تشجيعا للزراعة كل ذلك خير.غير أن هذا البنك لم يستطع ان ينسى أنه بنك يجب ان يربح ويربح ويربح وما فيش بنك أحسن من بنك مش كلها تتعاطى المشهيات لتصب في خزينتها الأرباح المهولة.
مرة ثانية يشكر البنك الزراعي الحكومي ( طبعا يا أخوانا بنك المزارع نسي أهداف التأسيس من زماااااااااااااااان) يشكر على تمويله الزراعة وبما أنه الوحيد في مجال التمويل الزراعي – تقريباً – لا يُسأل عن أسعار المدخلات.(ما كتر خيرو مولها!).
التسويق من عقبات الزراعة الأساسية الآن الطماطم مثالاً ( كل من اشترى الكيلو 15 جنيه الآن يستطيع أن يشترى 7 صفائح ب 15 جنيه .وحدة صفيحة وحدة متخلفة ولكن ماذا نفعل هذه وحدة السوق المنتشرة ) .ليس سوق الخضروات فقط حتى الحبوب وعلى سهولة تخزينها وترحيلها هناك مشكلة تسويق.
حدد البنك الزراعي سعر جوال القمح بمبلغ 80 جنيه للجوال. معه الحق أن يحدد ما يشاء وخيّر المزارعين الذين مولهم بين السداد النقدي أو يستلم قمحهم بهذا السعر.يبدو سعر البنك متوافقا مع السعر العالمي (الطن 340 دولار تقريباً). لكن السؤال هل يقارن إنتاجنا بالإنتاج العالمي؟ هذا سؤال، ومدخلاتنا هل هي بالسعر العالمي؟ خلل زراعتنا الدائم قلة الإنتاجية وعلو التكلفة.
المزارع بعيد عن كل هذا وينوب عنه في النقاش دهاقنة الاتحاد ولكن النتيجة ستكون الإحجام عن الزراعة .حتى المساحة التي زُرعت الآن في مشروع الجزيرة 215 ألف فدان نوع من الإحجام ولكن الاحجام سيزيد إلى أن تؤل المساحة للصفر ( التفاضل شنو؟).
آمل أن يرفع بنك الزارعي السعر قليلاً ليكون 100 جنيه للجوال زنة 100 كيلو. علشان نصدق ان الدولة صادقة في اهتمامها بالزراعة.


التيار السبت 20/3/2010 م

في مدلولات بعض أسماء السودانيين

يملأ وقت المحاكم ما يعرف بالأشهاد الشرعي وهو أنواع وأكثرها شيوعاً وقوف الناس أمام القضاء ليثبتوا أن الطاهر وطاهر اسمان لشخص واحد وكذا الصديق وصديق وتتدرج إشكالات الأسماء إلى أن نصل إلى فصل الاسم المركب ودمجه كقولك محمد أحمد اسم أم اسمان ومعلوم أن السودانيين لا يستخدمون ( ابن ) فلان بن فلان ولا نصل إلى اسم عائلة موحد في كثير من الأحيان.
غير أن عدم التوفيق في أسماء مركبة مثل محمد علي أو محمد عثمان كيف تكون اسماً لشخص واحد؟ فقول الناس محمد الخاتم مقبول إذ يتيمنون باسم النبي الكريم وكذا محمد المختار واحمد المصطفى ومحمد الماحي كل هذه من صفاته صلى الله عليه وسلم ولكن ان تأتي بعلي او عثمان بعد محمد ففي الأمر مبالغة لا يسعفها منطق.
في بعض المحاكم يقف الولد ليغير اسماً اختاره له أبوه ولم يعجبه بعد أن كبر وفي ذلك يكون الأب قد خالف السنة إذ من حق الابن على والده ان يسمه الاسم الحسن. غير أن أسماء حسبها جيراننا السعوديون أنها غير شرعية مثل عبد النبي وعبد الرسول وأحيانا يسستغربون اسم نقد الله، كيف يعني نقد الله؟ وما دروا أن الاسم برطانة الدناقلة يعني عبد الله.
هذا كله كوم ولكن المصيبة في أسماء الصفات كان يُسمى الولد ذكي ويخرج للدنيا وتثبت الأيام عدم ذكائه ويصبح الاسم عبئا ثقيلاً على صاحبه، أو زكي ويكون ليس كذلك فمن يغير مثل هذه الأسماء؟صاحب الاسم ام المجتمع؟ والقائمة طويلة كأن يسموه الصادق ويأتي حاكم كالنميري وعبر أجهزة الإعلام في لحظة خلاف سياسي يعكس الاسم الكاذب الضليل واللص الهارب تندرا بخصم آخر اختاروا له اسم الشريف. والقائمة طويلة من أسماء الصفات على وزن فاعل كقولك نافع وفاضل ويجد الخصوم في قلب الاسم إلى نقيضه متنفساً لهم. بالمناسبة (غندور) ما معناها؟
نعود لحق الابن الشرعي على والده ومنه أن يسميه الاسم الحسن ، كثير من الناس لا يتعب في اختيار الاسم كثيرا ومنهم من يتحجج بأن (الاسم نزيلة) أي كأنه ينزل من السماء ساعة ذبح العقيقة وهذا لعمري تهرب وكسل فكري لماذا لا نسميهم الاسم الحسن أولاداً وبناتاً. فقد سمعت الفكي عبد الرحمن – رحمه الله – يقول مرة: ماذا لو انتظرنا بالاسم حتى نعرف هوية المسمى وضرب مثلاً يسموها نفيسة وما تطلع نفيسة ويسموه الفكي وما يطلع فكي.
في الختام تحياتي لصديقنا وزميل الدراسة الذي أربك الكنترول بطول اسمه سر الختم السيد الحسن الشريف البدري ولك أن تتخيل هذا الاسم باللغة الانجليزية ومطلوب منه أن يكتبه حرفا حرفاً كل حرف في مربع وفاض الاسم على المربعات الممنوحة وانتظرت إدارة المدرسة فتوى من الوزارة كان ذلك في زمن بعيد الاتصالات فيه صعبة والمسافة بين مركز الامتحانات والمدرسة بعيدة.
كل انتخابات وانتم بخير.

صحيفة التيار الجمعة 19/3/2010

هذا لا أخلاقي يا وزارة الصحة

أن يطالب الأطباء بتحسين أحوالهم هذا عمل مشروع ، خصوصا إذا ما قارنا رواتبهم بمخصصات السياسيين الذين سدوا الأفق بحثا عن الكسب الكبير والرخيص وأحيانا بلا مؤهلات, راتب عضو المجلس يعادل 10 أضعاف راتب نائب الاختصاصي. (عالم ثالث بجد).
كلمة إضراب مزعجة للدولة داخليا وخارجياً ولكن سلاح من الأسلحة التي يستخدمها الكثيرون. لكن ان تخرج علينا وزارة الصحة التي مدحناها كثيرا في الآونة الأخيرة وقلنا فيها عدة مرات أنها من الوزارات التي شهد المواطن بتطورها، أن تختزل وزارة الصحة الإضراب بأنه عمل سياسي فهذا غير مقبول، لا نشك لحظة بأن بعض السياسيين فرحوا له واستغلوه أو حاولوا استغلاله ، لكن هذا ليس كل الحقيقة.
واشك أن يكون الإخوة في قيادة الوزارة البروف أبو حسن عائشة والدكتورة تابيتا بطرس والدكتور كمال عبد القادر مقتنعون بما يفعلون ويقولون هذه الأيام تمام الاقتناع إذ يحتم عليهم المنصب السياسي الدفاع عن الحكومة . ظهر البروف أبو حسن عائشة في نشرة العاشرة مساء الثلاثاء و أثنى على نواب الاختصاصيين ووصفهم بأنهم مشروع علماء ورصيد ممتاز يجب أن يُنصف ولكنه في ختام حديثه لبس الثوب السياسي وبدأ واضحاً أنه يقول قولاً مجبر عليه وهدد وتوعد المضربين وهو الرجل الذي لم نسمع عنه إلا كل خير وقامة في العلم.
ثالثة الأثافي والعمل غير الأخلاقي الذي أنا بصدده هو R 0 وتعني تعيين أطباء (مكان نواب الاختصاصيين بدون وظائف حالية) لسد فراغ المضربين من الأطباء الذين لم يجدوا وظائف وهم جالسون في بيوت أهاليهم بالشهور هؤلاء سيهرعون مجبرين لسد الفراغ لكن هل يعني ذلك أنهم مقتنعون بما عليهم و على من سبقوهم ؟ لا أظن والأسوأ أنهم من شدة حيرتهم وحاجتهم للوظيفة سيوقعون على شروط قاسية منها: لن يعطوا رواتب إلا بعد ستة أشهر. وهؤلاء سيلاحقهم عار أنهم طعنوا زملاءهم من الخلف مدى الحياة. ويقال ان هناك وظائف أخرى تحت مسمى H0 ايضا بدلاً عن أطباء الامتياز. H =house officer و R=registrar .
أن تستعين الوزارة بهؤلاء المغبونين لكسر الإضراب إنها تفتن بين أبنائها وهذا عمل غير أخلاقي ويفقد الوطن رصيداً غالياً من أبنائه.وبدلاً من أن تجهد وزارة الصحة نفسها بإقناع الحكومة بتحسين وضع الأطباء وفي يدها توجيهات السيد الرئيس وخصوصا وزارة المالية التي تعرف قبل غيرها أين يذهب جل مال الخزينة العامة.
كنا ننتظر من وزارة الصحة بعد التطور الذي حدث في البنيات التحتية أن تتجه مباشرة لسن القوانين المنظمة للحقل الطبي بقطاعيه الخاص والعام وتقنن للعيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة وتضع ضوابط لمهنة الطب وتطويرها ومواكبتها وتضع من الضوابط لزمن الأخصائي وتحدد له ساعات للعمل وساعات للإطلاع والمواكبة وتدريب غيره وكثير يمكن ان يقال في وزارة الصحة وعنها.
أن تلجأ وزارة الصحة للأساليب الأمنية لحل مشاكل الأطباء هذا عمل غير موفق وغير أخلاقي ويجب أن لا تغرق في شبر أن الإضراب سياسي.
غير أن على الأطباء المضربين أن يعطوا اللجان متسعاً من الوقت يكون معلوماً بين الطرفين ويخففوا الضغط قليلاً ، رسالتهم وصلت وزادت.
مالي أرى اتحاد الأطباء صار رديفا لاتحاد المزارعين.

صحيفة التيار مارس 2010

شكراً هيئة الطرق والجسور

عجيب أمر بلادنا وخصوصاً إعلامها، ترى فيه ما لا يستحق ان يُرى وما يستحق الإعلام لا تجده إلا إذا ذهبت إليه بنفسك.أكون واضحاً تابعوا أخبارنا وكم من المؤتمرات والنقة ينشر لنا كل يوم؟ ما أجتمع سياسيان إلا وكانت الكاميرا حاضرة (وعينك ما تشوف إلا النور وعلى التلفزيون عدل).
سافرت في زيارة خاصة إلى كسلا قبل ستة أشهر رأيت سوء حال الطريق وما آل إليه،وقلت في نفسي هذا الطريق كامرأة كبيرة تزوج عليها زوجها بأخرى صغيرة واعني طريق هيا عطبرة الذي اختصر المسافة بين الخرطوم وبورتسودان 400 كلم أو نحوها.قلت بعد ذلك الطريق سينصرف النظر عن الطريق القديم.
زرت كسلا مرة أخرى ويا هول ما رأيت، رأيت المرأة الكبيرة قد تمكيجت وتَحننتْ وشُد وجهها وصارت كبنت عشرين. الطريق صار أملساً خالٍ من البثور وعلى خديه خطين أصفرين مثل حِنة الخليجيات وتوسطته عيون القطط.قلت سبحان الله مئات الكيلومترات تمت صيانتها بهذه الروعة وهذه السرعة ولم يسمع بها إلا مستخدمي الطريق وإعلامنا يتابع (اللعلاعين) ويصور لنا في لتهم وعجنهم الذي مللنا سماعه.
غير أن خاطرة أخرى خطرت لي هي إن من المؤسسات من تبدأ بالإعلام تصوير العقد في مؤتمر يذاع وينشر ويتلفز وضع حجر الأساس يذاع وينشر وصول أول حاوية معدات بالكاميرا وضع الحجر الأول، تابعي إذاعة، الحجر الثاني تعال يا تلفزيون ولما ينتهي المشروع نجد بند الإعلام كان له ميزانية لا تقل عن ميزانية الشركات المنفذة ( شوية مبالغة أقسموا على اثنين ما في مشكلة).أما إذا كان في الافتتاح الرئيس أو نائبه يقوم نفس سودانيير والشركات الأخرى في ترحيل الوفود، والبصات للصغار وهاك يا سيارات مقدمة وبعد المقدمة ، الوقود الذي يصرف في ذلك اليوم يكفي لإقامة مشاريع أخرى لا تقل روعة عن المُفتتح.
نعود للهيئة القومية للطرق والجسور دخلت يوماً مكتب مديرها العام المهندس حامد وكيل - الحائز على نجمة الانجاز من رئيس الجمهورية - في ذلك المكتب عُلقت خريطة السودان وعليها الطرق المُنفذة والمُقترحة، شيء عجيب شيء لم يعكسه الإعلام بالصورة المطلوبة بل أكتفت كل جهة بمعرفة التي يليها ولكن الصورة الكاملة لم تُملك للجمهور هذا ما أجزم به.
بالله كيف تتم هذه الانجازات و لا يسمع بها إلا المستفيد الأول لا شك هو منهج راقٍ ولو كان نهجاً عاماً لقلنا نحن بخير ونسير على الطريق الصحيح .لكن في بلادنا الذي يدهن جدار مدرسة يريد أن يراه في الإعلام في نفس الليلة كفاتورة منصب، ما بال هؤلاء يشيدون آلاف الكيلومترات ويعتبرونها واجب طبيعي.
متطوع أنا لأعلم عن كل ما أسمع به لهيئة الطرق والجسور لأني اعرف قيمة الطرق وليس الشوارع.

صحيفة التيار

عبد الحي الربيع ، تلفزيون السودان

كل أمنيتي أن تقرأ عزيزي القارئ العنوان كما يرن في أذني . كلما سمعت تقريراً يقدمه هذا الشاب الرائع ( عبد الحي الربيع ) وروعته في قوة صوته – ما شاء الله – سلامة نطقه، تمكنه من لغته، ثقته في نفسه، لفت انتباهي منذ أن كان مراسلاً للإذاعة السودانية من جدة. كنت استمتع بتقاريره وصار أليفا لنا بعد أن ظهر في التلفزيون وكنت أتخيل هذا الصوت العزب ينبعث من شخص ( ليه فقرة) فإذا بي أجد شابا نحيفا يزأر كما الأسد تبارك الله وما شاء الله عيني باردة.
حتى هذه اللحظة لا علاقة لي بعبد الحي غير علاقة مستمع ( لتقريراتي) من الدرجة الأولى. بالمناسبة قناة الجزيرة ملوك التقارير فيها من ( إندنا) عندنا والصديقين العزيزين فوزي بشرى وأمير صديق ينثران الدرر ويمتعانك لغوياً كلما كتبا تقريراً وقلَّ ما تظهر صورهم في القناة الرهيبة ( برضو تقولي ليس هناك عنصرية).وعلى طاري عنصرية القنوات كتب الدكتور أبو القاسم قور مرة يعيب على واحدة من قنواتنا بأنها قناة اللون الأصفر.وليس فيها مذيع ولا مذيعة إلا وهو من فاتحي اللون طبعا فتحان اللون نسبي ما يراه د.قور اصفراً هو في قنوات أخرى داكن جداً.
مثل عبد الحي الربيع يجب أن يُرعى رعاية خاصة من ما جميعوه حتى نرى هذا الجسم النحيل وقد زاد عدة كيلوجرامات، وأن يكون قدوة لمقدمي التقارير لا بل مدرباً لمقدمي التقارير حتى نرى في أجهزة إعلامنا كتاب تقارير بهذه الدرجة من نقاء الصوت وسلامة اللغة وقصير العبارة مع حلاوتها.ونصدرهم ما دام عجزنا عن تصدير المحصولات الزراعية.
ليس لي كثير معلومات عن هذا الفن ، كتابة التقارير، ولكن قطعا له أسسه وقواعده وفنونه وإن لم تُجمع هذه حتى يومنا هذا فيجب أن تُجمع وتدون وتقدم في منهج علمي حتى نرى عشرات مثل فوزي بشرى ,أمير صديق وعبد الحي الربيع.
ليس من حق مقدم تقارير آخر أن يعتبرني تجاوزته او ظلمته فأنا لست لجنة ولا أقدم جوائز فلكل مقدمي التقارير تقديري واحترامي لكن عبد الحي الربيع حفر صوته في رأسي حفراً. وأريد أن أعرف هل التقرير التلفزيوني يحفظ ام يقدم من ورقة أم من شاشة بعيدة أم هو على الهواء مباشرة كما يقول الشعراء (قطع اخضر) يعني ابن لحظته.
نعود ل(عبد الحي الربيع تلفزيون السودان ) وندعو الله له الحفظ وامسكوه بشدة قبل أن تخطفه قناة بترودولارية. هل تسمعني يا أستاذ محمد حاتم. أتمنى.
مش موضوع كويس وخالي من الانتخابات ونقة السياسة؟؟
صحيفة التيار 15/3/2010 م

حماية مستهلك الاتصالات

الحاضرون:أصحاب الوجعة والمظالم.
الغائبون : (المستكرتون) و (اللغافون).
المتحدث الرئيس: د.الطيب مختار.
العريس أو النجم : د.عز الدين كامل.
المكان : قاعة اتحاد المصارف.
الزمان: الاثنين 14 مارس 2010 م.
المناسبة اليوم العالمي للمستهلك تحت شاعر ( أموالنا حقوقنا).
ما عاد استخدام الهاتف المحمول في أيد قليلة كما بدأ قبل 12 سنة تقريباً يوم كانت شريحة الموبايل بمبلغ مليون ونصف وتدفع إيجار شهري 60 جنيه وإذا تخلفت عن دفع الفاتورة غرموك 60 أخرى والأجرة بالمسافات يعني دقيقة بورتسودان أغلى من دقيقة مدني. هذا يوم كانت شركة الهاتف السيار وحيدة.الحمد لله على المنافسة اليوم الشريحة شبه مجاناً ( لذلك الاحتكار مقيت واحتكار الطعام في ظروف خاصة حرام).
أدهشنا الدكتور الطيب مختار بمعلوماته وما يقع علي مستخدمي الاتصالات من ظلم، لدرجة كدنا نبكي مثل الذي قرأ له المحامي مظلمته فانفجر باكيا: معقول أنا مظلوم الظلم داك كلو وما ني عارف؟).
ونطالب بالمحاسبة بالثانية منذ زمن بعيد أسوة ببلاد الله الأخرى فإذا د.الطيب يقول ولماذا لا يكون الحساب بالجزء من ألف من الثانية؟؟؟؟ ثم تحدث عن حرية التنقل بين الشبكات من الشريحة الواحدة وقال ذلك ممكن ويجب ان يكون حقاً بأن تتنقل من شبكة لأخرى حسب أسعارها وميزاتها.وتحدث عن أرباح شركا الاتصالات وبخس ما تقدمه من دعم اجتماعي إذ انه جزء ضئيل من أرباحها التي تحسب بملايين الدولارات وبعضها صار يشرط الدعم الاجتماعي بالشراء منها.
تحدث كثيراً عن عيوب شركات الاتصالات وابرز من عيوبها أن طرح سؤالاً هل تحكم الصحافة شركات الإعلانات عفواً شركات الاتصالات أم العكس صحيح.
تعاقب المتحدثون وكل قال في شركات الاتصالات ما لم يقله ( مالك والخمر دي قديمة شوف حاجة تانية) ما لم يقله الطيب مصطفى في عرمان.
بعد مداخلات واستفسارات العديدين ومخترع رائع قدم مخترعاً لكاشطة تلحق ببطاقة الدفع المقدم بديلا للكشط بالأظافر الذي اثبت انه ضار بالصحة لاحتواء المادة المكشوطة على الرصاص.
وعلا المنصة مدير عام الهيئة القومية للاتصالات د.عز الدين كامل صراحة تذكرت الراحل محجوب عبيد غاية في التواضع والأدب ويبدو أن العلم الحقيقي رديف للأدب والتواضع. وردَّ في ذوق وأدب وبلغة لطيفة وأقر بالكثير من الذي قيل ووعد بالمحافظة على حقوق الأضلاع الثلاثة الزبون والشركات والحكومة.( في رأيي الحكومة تدخل بصفتين كزبون وكحاكم ويقال هي من أكبر مستهلكي الاتصالات ولكن يدفعها المواطن بدلاً عنها 20 % ضريبة قيمة مضافة، كثيرة جداً وأشك أن يكون لها مثيل في العالم).
طمأننا مدير الهيئة بأن يضع كل ما سمع للدراسة والمراجعة.
غياب شركات الاتصالات دليل إدانة كبير ولو جاءت لشكرناها على التحول الذي أحدثت في حياتنا. الآن حان استخدام الانترنت لأرسل هذا الذي كتبت بلمسة ليتحرك من اللعوتة إلى سكرتارية الصحيفة في الخرطوم في لمح البصر وبميزات خاصة للصحفيين شكرا جزيلاً شركات الاتصالات. فقط أصلحوا عيوبكم المعدودة.
صحيفة التيار 16 /3/2010 م

الثلاثاء، 16 مارس 2010

إنهم يشكون إليّ شرطة المرور

يبدو من كثرة ما كتبت عن شرطة المرور وتحدثت عن عيوبها صرت ملاذا لبعضهم ليشتكي لي شرطة المرور - وأعلن بصفتي من السلطة الرابعة عن استعدادي لتلقي الشكاوى ولا أملك إلا عرضها هنا .
جديد هذه الشكوى أن صندوق البوكسي صار لغزاً، أن تحمل على ظهر البوكسي - ذو اللوحة الملاكي - أن تحمل عليه أشخاصاً تتعرض للغرامة،وإذا حملت عليه براميل لبن تعرضت للغرامة وإذا حملت عليه بضاعة تعرضت للغرامة لدرجة أن صندوق هذا البوكس صار لغزاً لدرجة خفت أن أنت مررت به فارغاً لخفت من غرامة المرور لماذا تحمل هواءً على البوكسي. نصرخ باسم هؤلاء المنتجين هذا المنع على ماذا يستند؟؟؟ أم هي شهوة جمع المال؟
بالأمس اتصل عليّ صديقي م.مصطفى عبد الرسول لينقل لي أن صديقه المهندس عمر عربي ( أخ الأستاذة شادية عربي وهذه سنعود اليها) يقول ان المهندس عمر جاء من شمال الخرطوم يحمل شتولاً على ظهر البوكس استوقفته شرطة المرور وطلبوا منه دفع غرامة 30 جنيه لماذا ؟ ممنوع حمل الشتول على البوكس حلف المهندس عمر بالطلاق ان لا يدفع هذه الغرامة وبين شد وجذب وتعنت عمر - جزاه الله خيرا – رضخ صاحب الغرامة ولكنه تساءل : طيب الإيصال دا انا قطعتو اوديهو وين؟ بالمناسبة هذه الحجة نسمعها كثيرا لو ما قطعت الإيصال كنت خليتك لكن خلاص أتقطع . قدسية هذا الإيصال من أين أتت أعظم مستند يمكن أن تكتب عليه (لاغي) وتدبسه كمستند ملغي.
المهم عمر لم يدفع 30 جنيه بعد ان رأى أنها بلا مبرر إلا مبرر زيادة الدخل. غير ان الذي حيرني ان يشكو لي المهندس عمر عربي وأخته الأستاذة شادية عربي مسئولة الإعلام بوزارة المالية ، فورا قلت له يا أخي خلي شادية تكلم وزير المالية بما تفعله وزارة الداخلية التي تجبي ما لا يقل عن 36 مليار سنويا بالإيصالات الملونة.
غير أن القصة الأغرب هي قصة صديقنا الذي انتهت مدة تصديق المرور له بحمل اللبن على ظهر البوكس لثلاثين يوما بمبلغ 70 جنيه وذهب لتجديده وعلم أن هذه التصاديق أوقفت. حمل لبنه للخرطوم ولم تقابله الشرطة لأن الوقت كان باكرا وفي رحلة العودة والبراميل فارغة غرموه 30 جنيه لأنه كااااااان يحمل لبنا بلا تصديق لا حظ عقوبة بافتراض ما كان بأثر رجعي. بعد أن حكى لي طلبت منه أن يذهب إلى رئاسة المرور السريع في كيلو 10 سوبا او البيت الأبيض كما يحلو للسائقين تسميته ( هذا عندما كان بيتا ولكنه الآن عمارات عدة). ذهب الأخ للمرور السريع وحلوا له المشكلة بأن يدفع رسوم تصديق شهرية 20 جنيه. بعدها يكون صندوق البوكس يمكن ان يضع فيه اللبن.... ويصبح اللبن فوق البوكس ليس مخالفة مرورية.
يجب أن نفرق بين نبيل عمل الشرطة داخل العاصمة وما تقوم به من تسهيل للحركة وقبيح عملها على طرق المرور السريع.
سيد أحمد الحاردلو اعرني عنوان كتابك ( ملعون ابوكي بلد) وأضيف عليه ( ملعون ابوكي بلد هذه شرطة مرورها). استغفر الله نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن اللعن.

لنساعد الرئيس ويساعدنا الرئيس

صرح السيد رئيس الجمهورية – يوماً- بأن الماء والكهرباء خط أحمر.ومضى لا ادري عما يدور في كواليس الماء والكهرباء بخصوص هذا الخط الأحمر.غير أني أعلم وغيري يعلم أن البون شاسع بين التطور في هيئة الكهرباء وهيئة المياه، الأولى تتقدم مما جميعه ولكن ما يهمني هنا طريقة التحصيل وأعني بها هذا البرنامج الموفق للدفع المقدم والذي استحى كل من أطلق عليه ( الجمرة الخبيثة) وصار الكل يسميها الخطوة الحميدة .هذا البرنامج وقاعدة البيانات التي يمتلكها خطوة متقدمة يمكن الاستفادة منها كثيرا ولا نترك خيره محصورا للكهرباء فقط.هذا البرنامج أصبح من بنيات الدولة الممتازة حيث تخلفت كثير من الجهات بالقيام بدورها في التطوير .

حال هيئات المياه الآن بائس، وبحثت عن كلمة أخرى فلم أجد إلا متخلف. هيئات المياه في المدن والقرى تشكو من عدم التحصيل وبالتالي تدني التشغيل والإحلال والإبدال.هيئات المياه جربت كثير من القوانين ولم توفق في تحصيل رسوم المياه واستعانت بالشرطة وبطريقة مهينة للمواطن وتعني عجز الدولة وأيضاً لم توفق.
لدي مقترح يلحق المياه بالكهرباء رضاً وتشغيلاً وتحصيلاً، والمقترح ليس أمامه الآن من عقبة غير تدخل الرئيس ليلزم هيئة الكهرباء التعاون مع المياه في التحصيل عبر برنامج الدفع المقدم وسيخفف للمواطن 50 % من رسوم المياه.
رسوم المياه الشهرية في ولاية الجزيرة - مثلاً - 15 جنيه في القرى، لا يدفع 80 % هذه الرسوم وأسلوب مطاردتهم بالشرطة معيب جداً لهم ولأجهزة الدولة .مثال قرية فيها 1200 مشترك كهرباء مشتركي الماء 580 مشترك فقط ولا يدفع من هؤلاء للماء إلا نصفهم في أحسن الحالات.وكل ما سألت هيئة المياه خدمة تعللوا بالفلس وحتى مرتباتهم لم يقبضوها من شهور.
لذلك ليس هنالك أسرة تستهلك كهرباء ولا تستهلك ماء . إذا أضفنا إلى ذلك الطواعية التي تدفع بها الكهرباء وطبقناها على الماء والكهرباء نكون كسبنا عدة أهداف.
مثلاً القرية المثال أعلاه عليها ان تدفع للمياه 580 ×15 ج = 8700 ج. اذا دفع كل المسجلين. الواقع الآن لا تتحصل أكثر من 2000 جنيه في أحسن أحوالها. وإذا ما أضفنا رسوم المياه بواقع 7,5 ج لكل مشترك كهرباء . ستتحصل المياه 1200 ×7,5 ج = 9000 ج. تخصم منها هيئة الكهرباء استهلاك الآبار للكهرباء - وهو من أكبر بنود التشغيل - والتي تعمل بالديزل يخصم استهلاكها و صيانة الخطوط والمحطات, ما تبقى يحول لحساب هيئة المياه للنفقات الأخرى إحلال وإبدال وشبكات ودراسات وخطط مستقبلية.
أي يصبح المبلغ الواجب السداد 10 جنيهات 2,5 رسوم عداد الكهرباء و7,5 رسوم مياه.
أتقدم بهذا المقترح واعلم ان ضيقي الصدر في الكهرباء يمكن ان يقولوا: ونحن مالنا ومال الماء يطوروا نفسهم على كيفهم. وهنا يجب أن تتدخل الجهات العليا لتقول لهم مصلحة المواطن فوق مصالح المؤسسات وراحتها، وحتى لا نكرر التكلفة برنامج آخر للمياه يجب أن نستفيد من ما هو موجود ونقلل النفقات ونستفيد من البرنامج إلى أقصى مدى.
لا احسب أني تركت للفنيين والمتخصصين ما يبحثونه غير دمج الهيئتين . حديثي حديث من يطأ الجمر.سمعت أن ولاية الجزيرة كونت لجنة لبحث هذا المقترح ولا اعرف أين وصلت ولكني الآن أريدها لكل السودان وليس لولاية واحدة.
أخي الرئيس التقط هذا المقترح الذي وجد التأييد كثيرا فقط ينتظر التطبيق وهو سطر في برنامج الكمبيوتر وانهار ماء على الأرض وسقيا عامة.
(ليصبح الشعار كهرباء بلا موية ما في وموية بلا كهرباء ما في)

السبت، 13 مارس 2010

لنواب الاختصاصيين قضية بلا اتحاد

شهد الأسبوع الماضي حراكاً مطلبياً من الأطباء؛ بل من فئة نواب الاختصاصيين، ورفعوا مطالبهم- عبر لجنة كونوها- وحملت قضيّتهم التي لم يقل أحد بعدم عدالتها، و هي المرة الأولى التي يعرف الناس فيها أن هذا الطبيب- نائب الاختصاصي الذي أمامهم- راتبه 635 جنيهاً في الشهر( وعلى طريقة عادل إمام وعندك عيال؟؛ يا عمِّي اِتِّكلْ على الله، واشتغل ...). بالمناسبة أصغر سياسي في السلّم هو المعتمد- ومن المعتمدين مَنْ- يستلم شهرياً عشرة ملايين بالقديم(علشان كِدَا البلد كلّها عايزة تترشّح، وهاك يا ملايين)؛ بلا طب! بلا هندسة!. لهؤلاء الأطباء بدلات شهرية- أوعك تفكر(تروح) بعيد– هي فقط 35 جنيه. سبحان الله!؛ لذلك أضربوا بأدب 24 ساعة فقط؛ وإن لم يُسمع صوتهم لصغر المدة سيعيدون الإضراب لمدة 48 ساعة؛ وإن لم يُسمع لهم- فلجنتهم تتابع قضيتهم- ولكل حدث حديث. أتمنى أن يُنصفوا حتى لا يحملوا مؤهلاتهم على ظهورهم، ويهاجروا، ويتركوا لنا جيوش(الّلعلاعين) الذين ظلوا يملأون هذا السودان(نقّة) ، وحديث لم يُثمر إلاّ الخراب. الذي يحيّر أن هذه الفئة من الأطباء لم ترفع مطالبها عبر اتحاد الأطباء؛ بل كأنّي سمعت أنها في حالة عدم اعتراف بالاتحاد، ودخلوا معه في ملاسنات، وتجاوزوه. وهنا سؤال هذه الاتحادات كيف تأتي؟ وما واجبها؟ ومن تُمثّل؟ نحاول أن نجيب أم ننتظرها هي لتجيب؟ ما من جهة تنفيذية إلاّ وتتمنّى الاتحاد، أو النقابة الموالية لها، وتعمل لتفوز قائمتها في تنافس شريف. هذه الاتحادات الموالية للحكومات يجب أن توازن بين مطالب قواعدها، وموالاة الحكومة. أما أن ترتمي مرةً واحدةً في أحضان الحكومة، أو الجهة التنفيذية؛ هنا حتماً ستخسر قواعدها، وستتكرر الوجوه المريحة للجهة التنفيذية؛ ولكنها ستفقد احترام القواعد. وأظن أنّ شيئاً من هذا حدث لاتحاد الأطباء، وقفزت فوقه هذه الفئات عبر لجان اكتسبت شرعيتها من عدالة قضيتها وأخلصت لقواعدها. لن تستحي الجهات التنفيذية من هوان اتحاداتها، ونقاباتها على الناس، والقواعد؛ لكن(الأمر إذا فات حدّو انقلب ضدّه). الحكومات التي تبتهج للنقابات، والاتحادات المدجنة ؛ستفقد أيضاً احترام القواعد، ومجموع القواعد هو الشعب. بالله ليقارن كل من تمر عليه مطالب نواب الاختصاصيين، أو أطباء الامتياز(بالمناسبة هؤلاء يتقاضون فوق 500 جنيه قليلاً؛ ويبدو أنهم في انتظار نهاية مسلسل النواب؛ ليدوِّروا). كم تعادل مخصصات أي سياسي مقارنة بهؤلاء؟ 635 جنيه يعني 20 جنيه في اليوم!؛ وأجمل ما فيهم؛ أنهم لا ينعكس هذا الظلم على مرضاهم أبداً. وكيف يحدث ظلم لمريض من رسل الإنسانية؟ لهم كل التحية، والاحترام منا نحن الشعب الذي يعرف قدرهم. إنا نهدم وطناً بجيوش السياسيين الحاليين، والذين في الانتظار.

صحيفة التيار الجمعة 12/3/2010 م

مع تأجيل الانتخابات لسبب واحد

معذرة لتعاطي السياسة فهي عندي كتعاطي المكروهات مثل التدخين، والتمباك؛ ولكن أجبرتني عليها الضرورة( وجع ضرس مثلاً). المعلوم أن كثيراً من الأحزاب غير جاهز لهذه الانتخابات، ولا يستطيعون مقاطعتها فبعض الأحزاب مات جُلّ أنصاره، أو أعضاؤه؛ وليس له في الشباب نصيب( بيني بينكم الشباب ديل برّة اللعبة السياسية خالص، ويحتاجون رموزاً انتخابية- مثل موبايل، وmp3 وهلم جرّاً- ودعاية انتخابية مثل سنجعل الإنترنت مجاناً، والمكالمات بالثانية وكدا، وسنوزع شاشات في الطرقات). وبعض الأحزاب احتار في كيفية دخولها، وخشي على الرجل الأول من الدردرة، والفشل؛ فقدم كبش فداء من الصف الثاني، وبعض الأحزاب لثقته في نفسه الزائدة قدم المتردّية، والنّطيحة، وما أكل السبع. بعض الأحزاب يريد تأجيلها ولكنه يخشى حديث الناس؛ بالمناسبة كم عدد الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات؟، وما علاقتها بالمواطن قبل هذه الانتخابات؟؛ (طيّب) كيف ستكون العلاقة بعد الانتخابات؟ كل هذا ونحن نتفرّج، غير أن الانتخابات بدأت خيراتها تتقاطر؛ ولا أعني 200 مليون دولار الصندوق. ولكن خيرات كثيرة هلّت على المواطن؛ ففي الأسبوع الماضي أعلن الرئيس تخفيضات في رسوم عدادات الكهرباء، وتخفيض فاتورة الكهرباء. واليوم–الأحد الفائت– جاءتني رسالة موبايل تقول وزارة الداخلية تخفض رسوم الجواز إلى 250 جنيه بدلاً من 400، وللطلاب 200 جنيه، وللأطفال 100 جنيه خير، وبركة. لكن بيني وبينكم وزارة الداخلية هذه لا نرضى منها بتخفيض الجواز؛ فهذا لا يهم إلاّ فئةً قليلةً ولكن نريد منها أن تخرج يدها من جيبنا. فهي صارت وزارة مالية موازية، وأخشى أن تكون أغنى من وزارة المالية وبيني وبينكم بند واحد هو شركة الوكيل التي تقدم خدمات الشرطة، واسألوها كيف تضع رسومها؟، ومن يجيزها لها؟، وأين تصرفها؟ وطريقة المراجعة هذه، كل يوم تكتشف الحكومة واحدة من معاناة الشعب، وتزيلها. وكأني سمعت الرئيس في مهرجان جماهيري مع النساء يجعل بعض الخدمات الطبية مجاناً. بهذه الطريقة كل يوم الحكومة تصلح(حتة) علشان كده لو تأجلت الانتخابات شهرين تلاتة الحكاية حتكون تمام، ولن يجد المجلس الوطني القادم ما يقدمه للمواطن غير استعراض الّلغة، وفنون الخطابة، ويذكرونا جمعيات أيام زمان، واستعراض اللغة، والمهاترات الخشنة، والناعمة، وكاريكاتيرات عز الدين هذا الزمان، وأعني صديقنا فارس. لهذا السبب هطول الكرامات، والتصحيح، لا غيره؛ (أجّلوها شوية).

صحيفة التيار الاربعاء 10/3/2010

انتخابات 2014

قرأت مرة أن العالم البرت انشتاين عندما سُئل عن الأسلحة التي تستخدم في الحرب العالمية الثالثة؟ أجاب : لا أدري عن أسلحة الحرب العالمية الثالثة ولكن في الحرب العالمية الرابعة ستستخدم العصي والحجارة.( يعني سيبدأ العالم من الصفر). على العكس من انشتاين تماما أريد أن أتحدث عن انتخابات 2014 . انشغلت الإنقاذ بالتنمية خلال العشرين سنة الماضية – لا ينكر ذلك حتى المعارضين لها – البنيات التحتية من طرق وجسور ومشاريع زراعية ( يا راجل نسيت مشروع الجزيرة؟) ومعمار حديث ومصانع متطورة ، وفوق كل ذلك الطاقتين البترولية والكهربائية، واجتهدت ولايات في توفير الماء النظيف لمواطنيها ولاية الجزيرة على عهد عباس الطيب واداراته مثالاً ، وابتسمت بورتسودان بعد طول عبوس والشرق كله ابتسم معها.وع الولاية الشمالية الامر اوضح من شمس ابريل خزان مروي وطرق وكباري ، وطرق كرفان وطرق دارفور في طريقها الى الاكتمال اما الجنوب فما المسئول عنه باعلم من السائل وعلا سقف طلبات المواطنين وصارت المطالبة بطريق لا ينكرها مسئول رغم غلاء هذه الطرق.التطور في الحياة السودانية في العقدين الماضيين واضح وضوح الشمس.( تحدث المتعافي يوما في منبر الصحافة مقارنا بين غداء الامس وغداء اليوم وطلب شهادة عادل الباز بعد ان وصف غداء الامس رد عادل : بلا فضائح يا أخي). يحدي هنا كويسين طيب وبعدين تقدم لانتخابات 2010 الآف الناس يقدمون انفسهم كسياسيين ليه؟ لأن في حياتنا خلل يجب الانتباه اليه لماذا اصبحت السياسة جاذبة لهذا الحد؟؟؟؟ الأمر عندي لأن السياسيين استخدموا المثل (الذي بيده القلم ما بكتب رقبتو شقي) وصاروا ينهلون من الخزينة العامة بلا حياء ووبلا توصيف . متى ما توصلنا الى تقنين هذه المغريات واصبحت المناصب السياسية قريبة من الوظائف او الوظائف العليا سينقص عدد المرشحين في الانتخابات القادمة وسيتقدم اليها من يستحقها والمؤهل لها لا الباحثين عن رضاعة من ثدي الدولة الملتهب. كثيرمن الغربين عندما تنتهي مدته لا يحتار كثيرا فقط يعود لوظيفته القديمة استاذا في جامعة او الى مزرعته كما فعل كارتر( بيني بينكم الراجل دا ما رجع لسه صورته في الشاشات من حين لآخر). نريد ان نصل مرحلة ان نبحث عن سياسي ولا نجده الا بشق الانفس، ولا نريد السياسة ان تصبح مهنة من لا مهنة له والكل يريدها سبيلاً لكسب العيش. سينقص عدد المتقدمين لانتخابات 2014 بقليل من الشفافية ونشر المخصصات والرواتب على الشاشات.

صحيفة التيار الخميس 11/3/2010

الاثنين، 8 مارس 2010

تابيتا في الجبال وكمال في الحصاحيصا

كتبت يوماً بعد زيارة لبورتسودان بعد أن تولى ولايتها الأستاذ محمد طاهر ايلا وتغير حالها من الذي تعرفون عن ماضيها إلى تحفة بل إلى عروس البحر يا حورية بجد. كتبت يومها مقارنا حال بورتسودان قبل ولاية إيلا وبعدها وأثنيت وامتدحت لدرجة الغزل حال بورتسودان وختمت المقال بعبارة قاسية (أخطر ما في الأمر حكاية أن يكون الإخلاص في العمل مربوط بالموطن الصغير).
رد علي أحد الأفاضل من أوربا وقال ليس في ذلك عيب ولو كل مسئول عمل لموطنه الصغير لصب كل ذلك في تطوير البلد.
من يومها قبلت وجهة نظر الرجل وأنّبت نفسي على فترة توليت فيها شأناً عاماً أبعدتُ فيها المحاباة وجعلت بيني وبينها سداً منيعا حتى لا اتهم بالمحاباة لدرجة ( بلاش من ذكر الخاص).
قبل شهر تقريباً ظهر الدكتور كمال عبد القادر وبرفقته وزير الصحة ومسئولي ولاية الجزيرة يفتتح فيها عدة منشآت صحية مستشفى ومراكز صحية، الحصاحيصا مدينةً ومحليةً في أشد الحاجة إليها،ومن حبنا لأعمال كمال في وزارة الصحة أعماله التي لا ينكرها إلا حسود وحضوره الإعلامي المتقد ذكاءً وصدقاً كل هذا لم يترك لنا مجالاً لنتهمه بالمحاباة ونصيحة ذاك الرجل سابق الذكر ترن في آذاننا وباركنا صروح الحصاحيصا الصحية.
بالأمس ظهرت الدكتورة تابيتا بطرس في جنوب كردفان تفتتح الأكاديمية الصحية ألف مبروك يا د.تابيتا ومبروك على جبال النوبة هذه المنشأة الصحية ومزيد من العطاء حتى لا نرى نازحاً لعلاج ، كل زول يعالج في منطقته وتبقى العاصمة مرتاحة من نازحي العلاج.
عموما أيها الريفيون أفيقوا لأريافكم وكل يعمل ما يستطيع لريفه وما عاد الأمر مخجلاً ولا فيه شبة محاباة بعد ما رأينا في طرف من أطراف السودان بل في كثير من أطراف السودان كل يستعجل الخروج من التخلف إلى العصرية بعد أن كان كثير من الخدمات حكراً للخرطوم.
ولكن.
هؤلاء فعلوا لأوطانهم الصغيرة بعد أن عملوا للوطن الكبير الكثير وبذلك اخجلوا كل النقاد. وزارة الصحة في الأعوام الأخيرة تطورت تطوراً كبيرا لدرجة صار عوام الناس يشهدون بأن الخدمة الصحية في المستشفيات الحكومية العامة أحسن بكثير من المستشفيات الخاصة. وقد نالت وزارة الصحة في واحد من استطلاعات الرأي المركز الأول.
جزا الله خيرا كل القائمين على وزارة الصحة والى الأمام.
يا ربي وزارة التربية تصيبها الغيرة متين.
صحيفة التيار 8/3/2010 م

مشروع الجزيرة وسيرته الأولى!

بعض الكتاب استهوتهم عبارة ( سنعيدها سيرتها الأولى ) وصاروا يزجون بها في غير موضعها ، ولو كان ماضي كل ما بين أيدينا أنصع من حاضره لما وصلنا إلى هذه الدرجة. الحياة في تقدم والزمن لا يعرف العودة للوراء.
لماذا البكاء على ماضي مشروع الجزيرة؟؟ عفوا لنكون أكثر دقة من الذي يبكي على ماضي مشروع الجزيرة؟ الباكين على ماضي مشروع الجزيرة من هم؟ بعبارة أخرى من كان المستفيد من مشروع الجزيرة؟ الذي اعرفه أن المزارع كان آخر المستفيدين من المشروع ودليلي على ذلك واقع قرى مشروع الجزيرة. رغم البكاء على ماضي مال الخدمات الاجتماعية الذي بُنيت منه المدارس و(الشفخانات) وحفرت منه الآبار وكل ذلك جميل وكان له أثر – غير مباشر – طيب انعكس على مستقبل هذه القرى وخصوصا في التعليم. لكن إذا كانت كل هذه البنيات التحتية تمت من نسبة 2% التي كانت تستقطع للخدمات الاجتماعية أين 98 % الباقية؟ الإجابة عندي وبلا أدنى تردد ذهبت كلها للخرطوم. حسبنا عائد المزارعين من القطن سنة 1998 وكان العائد على المزارعين 6 % فقط.
ما قرأت موضوعا يبكي كاتبه على ماضي مشروع الجزيرة إلا وكان مستفيداً على حساب الآخرين فقد كيكته. من ذلك الموظفين والمقاولين والمتعهدين وشركات الأسمدة وشركات السمسرة كلها كانت ترضع من ثدي المشروع بنهم وتترك للمزارع فتاتاً ليقتات منه ليبقى على قيد الحياة لعام آخر.
الترهل الإداري غير المنطقي كان قاصما لظهر المشروع والباكين على رفع هذا الحمل من ظهر المشروع استعملوا عواطفهم ولم يستخدموا عقولهم. ,أسألهم سؤلاً بسيطا هل رأيتم من يوظف دهاناً ليقوم بطلاء غرفته مرة في السنة ويعطيه راتباً وامتيازات ومخصصات وظيفة وبدلات ومعاش؟ لا يقول بذلك عاقل كل من يعرف أبجديات الإدارة والاقتصاد سيستأجر دهانا ليوم واحد ليدهن الغرفة ويأخذ أجرته ويمشي.لذا كان التسريح بعد أن زادت التكلفة الإدارية عن 70 % في أغرب حالة من نوعها إذ العرف الاقتصادي يقول التكلفة الإدارية لأي منشأة يجب أن لا تتعدى 10 %.
لو قال قائل وبعدين المشروع دا ماشي على وين؟ لكان السؤال منطقياً ومقبولاً ولو سأل : ما هي خطة الخمسة أعوام القادمة؟ لقلنا نحن معك تماما. من يجيب على هذا السؤال؟
عاوزين خيارات؟ وزارة الزراعة ، مجلس إدارة المشروع،إدارة المشروع ، اتحاد المزارعين ، النهضة الزراعية.
وبعدين د.تاج السر محجوب عندو خطة لخمس وعشرين سنة ما نصيب مشروع الجزيرة منها؟ وللا يمكن المشروع دا تابع لدولة الصومال!

صحيفة التيار 7/3/2010

قانون المرور: المادة 67 معيبة

ما من قانون بشري إلا وفيه هفوات بقصد أو بغير قصد. انتظرنا قانون المرور لسنة 2009 م كثيراً ليرفع الغبن ويزيل الضرر ، ولنكن صادقين أن القانون قام عليه مجتهدون وأضافوا كثيراً من الفقرات ليكون ملبيا لاحتياجات الواقع. غير أن الذي كان ينتظره المواطن هو بعض من تقدم وبالتقانات لتحقيق السلامة ورفع ما يسمى بالتسويات الفورية التي تقوم بها النقاط التي على الطرق وداخل المدن. هذه النقاط المنتشرة على الطرق كل 25 كلم مستندةً على لوائح المرور السريع وهذه مستندة للمادة 67 من قانون المرور انحرفت من نقاط تدعي السلامة المرورية إلى نقاط جمع أموال ( هناك من له حساسية ضد كلمة جباية ). أضرار هذه النقاط وعيوبها صارت على كل لسان وحديث المجالس وبدأ الهمس يصبح علناً وكل ظلم يولد جريمة. ما لم يقف على هذه المشكلة كبير؛ وأعنى بالكبير من هو أكبر من وزارة الداخلية لأن وزارة الداخلية هي من أوصل المشكلة إلى هذا الحد، لذا لا ينتظر منها الحل هذا غير الحاجات (الحامياه). عيوب هذه المادة التسويات الفورية كثيرة وآثارها قاتلة منها:- • الأثر الاقتصادي: وقفت عقبة في تطور الاقتصاد. ما من مُنتِج أو ناقل لمُنتَج الا وصارت هذه النقاط مهدد له فهذه النقاط لا تستهدف إلا المنتجين ومركبات نقل المنتجات. وأحتار كثيرا عندما تدعي جهة حكومية بأنها ستوزع وسائل انتاج على الفقراء والذين لهم وسائل إنتاج عجزوا عن تشغيلها بسبب المرور. • الأثر الأخلاقي بعض من هذه النقاط أفسدت الذمم وجعلت من أمور كثيرة كان الذي يمارسها يمارسها في خجل شديد وبسرية تامة أصبحت اليوم كشرب الماء. وهو خطر لو تعلمون عظيم. • الأثر الأمني: عدم احترام هذه النقاط وما يدور فيها من حوار جعل من رجل المرور شخصية غير مقبولة ( صراحة في خاطري كلمة أخرى لكنها استعصت على الكتابة). • الأثر السياسي: لم تترك هذه التسويات الفورية من ذرة مواطنة في نفوس سائقيي مركبات النقل العام ، ويحسب هؤلاء السائقون كل ما يدور فيها على الحكومة القائمة علمت أم لم تعلم ، إذ سمعت من أحدهم بأنه سيصوت للآخر ولو كان يهودياً. أنظروا في أحدث شرخ بين الوطن والمواطن؟ كل خوفي أن تكون وزارة الداخلية أقنعت وزارة المالية بأنها ستريحها من الصرف عليها بهذه الجبايات وشركة الوكيل لو تركت وزارة المالية ولاية المال العام بهذه الحجة تكون قد جنت على الوطن جناية لا تغفر. بإمكان وزارة المالية تحصيل المال العام بطرق محترمة وقانونية و صرفه بعدالة. هل تعرف جهة كبيرة أو صغيرة كم جمعت وزارة الداخلية وكم صرفت وكيف؟

صحيفة التيار 5/3/2010

الأربعاء، 3 مارس 2010

(مرجان أحمد مرجان)

بيني وبين السينما زمن طويل آخر عهدي بدخول السينما كان في سبتمبر 1978م.غير أن دخول دور السينما ما عاد المصدر الوحيد،فإن لم تذهب إليها أتتك عبر القنوات الفضائية ،أو الانترنت أو في بص سياحي جميل غصبا عنك تشاهد رضيت ام أبيت وبصات هذا الزمن تحف ومريحة وأخص الكورية منها.والأخير – أي البص - هو ما جعلني أتفرج على فيلم (مرجان أحمد مرجان) بطولة عادل إمام و ميرفت أمين مرتين.
المبالغة أساس الدراما ولكن حتى المبالغة تحتاج إلى معيار، من يشاهد مرجان أحمد مرجان صاحب المال الكثير وكيف وصل لكل ما يريد عبر هذا المال لا يظن بواقع مصر خيرا وقطعا هذه ليست الحقيقة ولكن جزء هوله الكاتب ليصير كلاً.
هل الرشوة في مصر إلى هذا الحد وتطال كل مناحي الحياة حتى الجامعات؟ هل فقدت مصر الأخلاق إلى هذه الدرجة؟ قطعا الإجابة لا .
لكن قمة رداءة الفلم تمثلت في الفقرة التي سألت فيها بطلة الفيلم مرجان بعد مرض أبنته قائلة:مارست الرشوة في كل شيء هل تستطيع أن ترشي الله؟ فما كان رد الكاتب إلا أن جاء بمرجان على سجادة يصلي وينادي على مدير أعماله :عايزك تحجج لي 200 واحد على حسابي وجواً علشان العبارات مش مضمونة.( يعني رشوة الله ، تعالى الحق عز وجل عن سفاهة هؤلاء).
غير أن فقرة مهمة هي دخول مرجان إلى انتخابات مجلس الشعب ( وهذا ما ذكرنا بالفيلم) مرجان غير محبوب أبداً وخصمه أستاذة الجامعة المتحلية بالأخلاق التف حولها كل الناس حتى أولاد مرجان وموظفو مرجان كانوا في صيوانها ولم يبق في صيوان مرجان إلا شخصه ومدير أعماله ،رغم كل ذلك فاز مرجان بالمقعد ونال 22 ألف صوت وزيادة.
مرجان بماله صار أحسن لاعب كرة قدم ، ونال شهادة جامعية ، وصار شاعرا ونال جائزة أحسن شاعر وأحلى قصيدة على قصيدة من مثل ( حبيبي كش دفق الوسخ) أو ( حبيتي بتول وجدتها ... في حيطة العجول) ولم ينسى مرجان بأن يتبرع بمبلغ الجائزة إلى جمعية خيرية ويهدي هذا النجاح لرئيس الجمهورية.
لم يسلم من رشوة مرجان حتى أساتذة الجامعة وهذا ما هزم مبالغة الفيلم في رائي وخرج بالفن من بناء الأخلاق إلى هدمها.
غير أن الذي ذكرني بالفيلم فقرة فوز مرجان بالدائرة رغم تواضع إمكاناته مقارنة بخصمه.
صحيفة التيار 3/3/2010 م