بيني وبين السينما زمن طويل آخر عهدي بدخول السينما كان في سبتمبر 1978م.غير أن دخول دور السينما ما عاد المصدر الوحيد،فإن لم تذهب إليها أتتك عبر القنوات الفضائية ،أو الانترنت أو في بص سياحي جميل غصبا عنك تشاهد رضيت ام أبيت وبصات هذا الزمن تحف ومريحة وأخص الكورية منها.والأخير – أي البص - هو ما جعلني أتفرج على فيلم (مرجان أحمد مرجان) بطولة عادل إمام و ميرفت أمين مرتين.
المبالغة أساس الدراما ولكن حتى المبالغة تحتاج إلى معيار، من يشاهد مرجان أحمد مرجان صاحب المال الكثير وكيف وصل لكل ما يريد عبر هذا المال لا يظن بواقع مصر خيرا وقطعا هذه ليست الحقيقة ولكن جزء هوله الكاتب ليصير كلاً.
هل الرشوة في مصر إلى هذا الحد وتطال كل مناحي الحياة حتى الجامعات؟ هل فقدت مصر الأخلاق إلى هذه الدرجة؟ قطعا الإجابة لا .
لكن قمة رداءة الفلم تمثلت في الفقرة التي سألت فيها بطلة الفيلم مرجان بعد مرض أبنته قائلة:مارست الرشوة في كل شيء هل تستطيع أن ترشي الله؟ فما كان رد الكاتب إلا أن جاء بمرجان على سجادة يصلي وينادي على مدير أعماله :عايزك تحجج لي 200 واحد على حسابي وجواً علشان العبارات مش مضمونة.( يعني رشوة الله ، تعالى الحق عز وجل عن سفاهة هؤلاء).
غير أن فقرة مهمة هي دخول مرجان إلى انتخابات مجلس الشعب ( وهذا ما ذكرنا بالفيلم) مرجان غير محبوب أبداً وخصمه أستاذة الجامعة المتحلية بالأخلاق التف حولها كل الناس حتى أولاد مرجان وموظفو مرجان كانوا في صيوانها ولم يبق في صيوان مرجان إلا شخصه ومدير أعماله ،رغم كل ذلك فاز مرجان بالمقعد ونال 22 ألف صوت وزيادة.
مرجان بماله صار أحسن لاعب كرة قدم ، ونال شهادة جامعية ، وصار شاعرا ونال جائزة أحسن شاعر وأحلى قصيدة على قصيدة من مثل ( حبيبي كش دفق الوسخ) أو ( حبيتي بتول وجدتها ... في حيطة العجول) ولم ينسى مرجان بأن يتبرع بمبلغ الجائزة إلى جمعية خيرية ويهدي هذا النجاح لرئيس الجمهورية.
لم يسلم من رشوة مرجان حتى أساتذة الجامعة وهذا ما هزم مبالغة الفيلم في رائي وخرج بالفن من بناء الأخلاق إلى هدمها.
غير أن الذي ذكرني بالفيلم فقرة فوز مرجان بالدائرة رغم تواضع إمكاناته مقارنة بخصمه.
صحيفة التيار 3/3/2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق