معذرة لتعاطي السياسة فهي عندي كتعاطي المكروهات مثل التدخين، والتمباك؛ ولكن أجبرتني عليها الضرورة( وجع ضرس مثلاً). المعلوم أن كثيراً من الأحزاب غير جاهز لهذه الانتخابات، ولا يستطيعون مقاطعتها فبعض الأحزاب مات جُلّ أنصاره، أو أعضاؤه؛ وليس له في الشباب نصيب( بيني بينكم الشباب ديل برّة اللعبة السياسية خالص، ويحتاجون رموزاً انتخابية- مثل موبايل، وmp3 وهلم جرّاً- ودعاية انتخابية مثل سنجعل الإنترنت مجاناً، والمكالمات بالثانية وكدا، وسنوزع شاشات في الطرقات). وبعض الأحزاب احتار في كيفية دخولها، وخشي على الرجل الأول من الدردرة، والفشل؛ فقدم كبش فداء من الصف الثاني، وبعض الأحزاب لثقته في نفسه الزائدة قدم المتردّية، والنّطيحة، وما أكل السبع. بعض الأحزاب يريد تأجيلها ولكنه يخشى حديث الناس؛ بالمناسبة كم عدد الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات؟، وما علاقتها بالمواطن قبل هذه الانتخابات؟؛ (طيّب) كيف ستكون العلاقة بعد الانتخابات؟ كل هذا ونحن نتفرّج، غير أن الانتخابات بدأت خيراتها تتقاطر؛ ولا أعني 200 مليون دولار الصندوق. ولكن خيرات كثيرة هلّت على المواطن؛ ففي الأسبوع الماضي أعلن الرئيس تخفيضات في رسوم عدادات الكهرباء، وتخفيض فاتورة الكهرباء. واليوم–الأحد الفائت– جاءتني رسالة موبايل تقول وزارة الداخلية تخفض رسوم الجواز إلى 250 جنيه بدلاً من 400، وللطلاب 200 جنيه، وللأطفال 100 جنيه خير، وبركة. لكن بيني وبينكم وزارة الداخلية هذه لا نرضى منها بتخفيض الجواز؛ فهذا لا يهم إلاّ فئةً قليلةً ولكن نريد منها أن تخرج يدها من جيبنا. فهي صارت وزارة مالية موازية، وأخشى أن تكون أغنى من وزارة المالية وبيني وبينكم بند واحد هو شركة الوكيل التي تقدم خدمات الشرطة، واسألوها كيف تضع رسومها؟، ومن يجيزها لها؟، وأين تصرفها؟ وطريقة المراجعة هذه، كل يوم تكتشف الحكومة واحدة من معاناة الشعب، وتزيلها. وكأني سمعت الرئيس في مهرجان جماهيري مع النساء يجعل بعض الخدمات الطبية مجاناً. بهذه الطريقة كل يوم الحكومة تصلح(حتة) علشان كده لو تأجلت الانتخابات شهرين تلاتة الحكاية حتكون تمام، ولن يجد المجلس الوطني القادم ما يقدمه للمواطن غير استعراض الّلغة، وفنون الخطابة، ويذكرونا جمعيات أيام زمان، واستعراض اللغة، والمهاترات الخشنة، والناعمة، وكاريكاتيرات عز الدين هذا الزمان، وأعني صديقنا فارس. لهذا السبب هطول الكرامات، والتصحيح، لا غيره؛ (أجّلوها شوية).
صحيفة التيار الاربعاء 10/3/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق