يملأ وقت المحاكم ما يعرف بالأشهاد الشرعي وهو أنواع وأكثرها شيوعاً وقوف الناس أمام القضاء ليثبتوا أن الطاهر وطاهر اسمان لشخص واحد وكذا الصديق وصديق وتتدرج إشكالات الأسماء إلى أن نصل إلى فصل الاسم المركب ودمجه كقولك محمد أحمد اسم أم اسمان ومعلوم أن السودانيين لا يستخدمون ( ابن ) فلان بن فلان ولا نصل إلى اسم عائلة موحد في كثير من الأحيان.
غير أن عدم التوفيق في أسماء مركبة مثل محمد علي أو محمد عثمان كيف تكون اسماً لشخص واحد؟ فقول الناس محمد الخاتم مقبول إذ يتيمنون باسم النبي الكريم وكذا محمد المختار واحمد المصطفى ومحمد الماحي كل هذه من صفاته صلى الله عليه وسلم ولكن ان تأتي بعلي او عثمان بعد محمد ففي الأمر مبالغة لا يسعفها منطق.
في بعض المحاكم يقف الولد ليغير اسماً اختاره له أبوه ولم يعجبه بعد أن كبر وفي ذلك يكون الأب قد خالف السنة إذ من حق الابن على والده ان يسمه الاسم الحسن. غير أن أسماء حسبها جيراننا السعوديون أنها غير شرعية مثل عبد النبي وعبد الرسول وأحيانا يسستغربون اسم نقد الله، كيف يعني نقد الله؟ وما دروا أن الاسم برطانة الدناقلة يعني عبد الله.
هذا كله كوم ولكن المصيبة في أسماء الصفات كان يُسمى الولد ذكي ويخرج للدنيا وتثبت الأيام عدم ذكائه ويصبح الاسم عبئا ثقيلاً على صاحبه، أو زكي ويكون ليس كذلك فمن يغير مثل هذه الأسماء؟صاحب الاسم ام المجتمع؟ والقائمة طويلة كأن يسموه الصادق ويأتي حاكم كالنميري وعبر أجهزة الإعلام في لحظة خلاف سياسي يعكس الاسم الكاذب الضليل واللص الهارب تندرا بخصم آخر اختاروا له اسم الشريف. والقائمة طويلة من أسماء الصفات على وزن فاعل كقولك نافع وفاضل ويجد الخصوم في قلب الاسم إلى نقيضه متنفساً لهم. بالمناسبة (غندور) ما معناها؟
نعود لحق الابن الشرعي على والده ومنه أن يسميه الاسم الحسن ، كثير من الناس لا يتعب في اختيار الاسم كثيرا ومنهم من يتحجج بأن (الاسم نزيلة) أي كأنه ينزل من السماء ساعة ذبح العقيقة وهذا لعمري تهرب وكسل فكري لماذا لا نسميهم الاسم الحسن أولاداً وبناتاً. فقد سمعت الفكي عبد الرحمن – رحمه الله – يقول مرة: ماذا لو انتظرنا بالاسم حتى نعرف هوية المسمى وضرب مثلاً يسموها نفيسة وما تطلع نفيسة ويسموه الفكي وما يطلع فكي.
في الختام تحياتي لصديقنا وزميل الدراسة الذي أربك الكنترول بطول اسمه سر الختم السيد الحسن الشريف البدري ولك أن تتخيل هذا الاسم باللغة الانجليزية ومطلوب منه أن يكتبه حرفا حرفاً كل حرف في مربع وفاض الاسم على المربعات الممنوحة وانتظرت إدارة المدرسة فتوى من الوزارة كان ذلك في زمن بعيد الاتصالات فيه صعبة والمسافة بين مركز الامتحانات والمدرسة بعيدة.
كل انتخابات وانتم بخير.
صحيفة التيار الجمعة 19/3/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق