كتبت يوماً بعد زيارة لبورتسودان بعد أن تولى ولايتها الأستاذ محمد طاهر ايلا وتغير حالها من الذي تعرفون عن ماضيها إلى تحفة بل إلى عروس البحر يا حورية بجد. كتبت يومها مقارنا حال بورتسودان قبل ولاية إيلا وبعدها وأثنيت وامتدحت لدرجة الغزل حال بورتسودان وختمت المقال بعبارة قاسية (أخطر ما في الأمر حكاية أن يكون الإخلاص في العمل مربوط بالموطن الصغير).
رد علي أحد الأفاضل من أوربا وقال ليس في ذلك عيب ولو كل مسئول عمل لموطنه الصغير لصب كل ذلك في تطوير البلد.
من يومها قبلت وجهة نظر الرجل وأنّبت نفسي على فترة توليت فيها شأناً عاماً أبعدتُ فيها المحاباة وجعلت بيني وبينها سداً منيعا حتى لا اتهم بالمحاباة لدرجة ( بلاش من ذكر الخاص).
قبل شهر تقريباً ظهر الدكتور كمال عبد القادر وبرفقته وزير الصحة ومسئولي ولاية الجزيرة يفتتح فيها عدة منشآت صحية مستشفى ومراكز صحية، الحصاحيصا مدينةً ومحليةً في أشد الحاجة إليها،ومن حبنا لأعمال كمال في وزارة الصحة أعماله التي لا ينكرها إلا حسود وحضوره الإعلامي المتقد ذكاءً وصدقاً كل هذا لم يترك لنا مجالاً لنتهمه بالمحاباة ونصيحة ذاك الرجل سابق الذكر ترن في آذاننا وباركنا صروح الحصاحيصا الصحية.
بالأمس ظهرت الدكتورة تابيتا بطرس في جنوب كردفان تفتتح الأكاديمية الصحية ألف مبروك يا د.تابيتا ومبروك على جبال النوبة هذه المنشأة الصحية ومزيد من العطاء حتى لا نرى نازحاً لعلاج ، كل زول يعالج في منطقته وتبقى العاصمة مرتاحة من نازحي العلاج.
عموما أيها الريفيون أفيقوا لأريافكم وكل يعمل ما يستطيع لريفه وما عاد الأمر مخجلاً ولا فيه شبة محاباة بعد ما رأينا في طرف من أطراف السودان بل في كثير من أطراف السودان كل يستعجل الخروج من التخلف إلى العصرية بعد أن كان كثير من الخدمات حكراً للخرطوم.
ولكن.
هؤلاء فعلوا لأوطانهم الصغيرة بعد أن عملوا للوطن الكبير الكثير وبذلك اخجلوا كل النقاد. وزارة الصحة في الأعوام الأخيرة تطورت تطوراً كبيرا لدرجة صار عوام الناس يشهدون بأن الخدمة الصحية في المستشفيات الحكومية العامة أحسن بكثير من المستشفيات الخاصة. وقد نالت وزارة الصحة في واحد من استطلاعات الرأي المركز الأول.
جزا الله خيرا كل القائمين على وزارة الصحة والى الأمام.
يا ربي وزارة التربية تصيبها الغيرة متين.
صحيفة التيار 8/3/2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق