الثلاثاء، 23 مارس 2010

البنك الزراعي وسعر القمح المجحف!

منْ منكم لا يعرف ما وصلت إليه العلاقة بين أمريكا وفرنسا في مسألة الدعم الزراعي؟ الدعم الذي تصر عليه فرنسا وترفضه أمريكا لأنه يقلل من المنافسة التجارية الحرة ولكن فرنسا مزارعها في حدقات عيونها لا تتركه للإهمال ولا الخسارة يوماً.
مع فائق تقديرنا لكل المحاولات الحكومية لتوطين الزراعة وتطبيق شعار ( الزراعة بترول السودان الحقيقي) واختيار المتعافي وزيراً للزراعة ،والنهضة الزراعية ، وكل اللت والعجن إلا أن طموحاتنا أكبر من ذلك بكثير وعشمنا في أن تعقل الحكومة وتحسب خيرات الزراعة حسابا آخر غير الربح المباشر.
لو منحت النهضة الزراعية إمكانات وحدة السدود من قروض دولارية و حساب منفصل يقيها شر التسول في ردهات وزارة المالية وبيروقراطيتها( علمت أن النهضة الزراعية صدقت بئراً قبل سنة لمشروع زراعي رائد ولم تحفر البئر حتى كتابة هذه السطور).لو منحت النهضة ميزانيتها لصدقنا أن الدولة جعلت الزراعة في حدقات عيونها.
رغم كل ذلك نشكر الدولة أن منحت البنك الزراعي عناية ليكون راعيا للزراعة ولم يقصر كثيراً والتمويل يقدم بأقل الفوائد 3 % تشجيعا للزراعة كل ذلك خير.غير أن هذا البنك لم يستطع ان ينسى أنه بنك يجب ان يربح ويربح ويربح وما فيش بنك أحسن من بنك مش كلها تتعاطى المشهيات لتصب في خزينتها الأرباح المهولة.
مرة ثانية يشكر البنك الزراعي الحكومي ( طبعا يا أخوانا بنك المزارع نسي أهداف التأسيس من زماااااااااااااااان) يشكر على تمويله الزراعة وبما أنه الوحيد في مجال التمويل الزراعي – تقريباً – لا يُسأل عن أسعار المدخلات.(ما كتر خيرو مولها!).
التسويق من عقبات الزراعة الأساسية الآن الطماطم مثالاً ( كل من اشترى الكيلو 15 جنيه الآن يستطيع أن يشترى 7 صفائح ب 15 جنيه .وحدة صفيحة وحدة متخلفة ولكن ماذا نفعل هذه وحدة السوق المنتشرة ) .ليس سوق الخضروات فقط حتى الحبوب وعلى سهولة تخزينها وترحيلها هناك مشكلة تسويق.
حدد البنك الزراعي سعر جوال القمح بمبلغ 80 جنيه للجوال. معه الحق أن يحدد ما يشاء وخيّر المزارعين الذين مولهم بين السداد النقدي أو يستلم قمحهم بهذا السعر.يبدو سعر البنك متوافقا مع السعر العالمي (الطن 340 دولار تقريباً). لكن السؤال هل يقارن إنتاجنا بالإنتاج العالمي؟ هذا سؤال، ومدخلاتنا هل هي بالسعر العالمي؟ خلل زراعتنا الدائم قلة الإنتاجية وعلو التكلفة.
المزارع بعيد عن كل هذا وينوب عنه في النقاش دهاقنة الاتحاد ولكن النتيجة ستكون الإحجام عن الزراعة .حتى المساحة التي زُرعت الآن في مشروع الجزيرة 215 ألف فدان نوع من الإحجام ولكن الاحجام سيزيد إلى أن تؤل المساحة للصفر ( التفاضل شنو؟).
آمل أن يرفع بنك الزارعي السعر قليلاً ليكون 100 جنيه للجوال زنة 100 كيلو. علشان نصدق ان الدولة صادقة في اهتمامها بالزراعة.


التيار السبت 20/3/2010 م

ليست هناك تعليقات: