الخميس، 10 ديسمبر 2020

"عثمان الجندي" الجندي المعلوم

 

        هناك تقليد ، لم أبحث فيه كثيراً ، بأن يكون في عاصمة الدول نصب او تمثال يسمى الجندي المجهول أحتراماً لكل جندي مات في معركة ولم يذكره احد في كتب التاريخ وغيرها. نحن كمسلمين نعلم ان الموت ليس النهاية ولا نعوض    الجندي الذي مات في معركة بقطعة أسمنت او رخام تضع عليها الزهور في المناسابات القومية. نحن نؤمن ان الشهيد في الجنة ويشفع في سبعين من أهلة وعشيرته وكفى بذلك تقديرا لا يدانيه تقدير.

        عفواً اطلنا المقدمة او الرمية أو المدخل سمها ما تشاء. كل ذلك لنفرق بين الجندي المجهول والجندي المعلوم. حبينبا الأستاذ عثمان الجندي ما رايت في حياتي رجلاً وهب وقته للعمل العام مثل الأخ عثمان الجندي هذا الرجل يستمتع استمتاعاً لا يدانيه استمتاع في بذل الخير للفقراء والمساكين. يجري هذا في دمه وكأني به إذا سئل عن امنيته يقول: أقدم لكل فقير ما يكفيه . ولكن هيهات ما أكثر الفقراء في بلادي ( زمان قبل الحاصل دا قالوا نسبة الفقر 90 % يا ربي الآن كم 99.9 % طبعا غير الفقراء هم السياسيون والسماسرة وقليل من التجار).

      عثمان الجندي وعبر منظمة (جانا) يقدم ابدعات ومشاريع لا يفكر فيها كثير من الناس. قبل اسبوعين اتصل عليّ عثمان الجندي ، أحمد يا اخ عندك طلاب خلاوي حولك؟ قلت نعم كم عددهم؟ قلت اتأكد وارجع ليك. عدت اليه بأعداد طلاب اثنين من الخلاوي التي حولنا. انتهت المكالمة. بعد اسبوع تقريبا يتصل مرة اخرى يا اخي نحن في جانا جهزنا للطلاب ديل بطاطين وستوزع  السبت بالساحة الخضراء (طيب ولا يزعل احد ساحة الحرية) بقولوا الولد بسميه ابوه.

     استلم طلاب الخلاوي الذين ما كنا نعرف ونحن القريبين منهم كيف كانوا يواجهون البرد. ولكم ان تتصوروا فرحة هؤلاء الصغار بهذه البطاطين وفي هذا الوقت بالذات.

 عثمان ما شاء الله ، يعمل أكثر من 20 ساعة في اليوم لله كدا تطوعاً  ويود لو يحل كل مشكلة يسمع بها او يشعر بها هو. ويبحث لها عن الحلول ويشرك الخيرين وعندما يقل الخيرون يتجه الى المنظمات والمؤسسات التي تعرف معنى المسئولية المجتمعية مثال بطاطين الشتاء هذه من جهاز المخابرات الوطني وجمعية من دولة البحرين تقبل الله منهم.

     في الحتانة حول عثمان وشبابهم كوشة الى حديقة. ولكم ان تتخيلوا كيف تصبح الكوشة حديق’( يا رب كل كوش ولاية الخرطوم تصبح حدائق لتصبح أجمل عاصمة في العالم).

  المقربون للجندي جداً يحكون عنه ما لا يصدق في عمل الخير رجل وهب نفسه للعمل العام والابداع وبمنهج محترم جداً من اجل الفقراء وما يمكن ان يقدم لهم يقبل عثمان العون من أي جهة ولا يفكر في سياسة ولا تحزب ولا منافع انتخابية.

    خلاص قولوا ما شاء الله وربنا يحفظ عثمان الجندي ويقبل منه صالح الاعمال ويوفقه لعمل الخير وان يعطي اسرته ما تستحق من وقت.

كم تكلفة الحُكم؟

 

        قرأت في الاسافير أن واحداً من اعضاء المجلس السيادي صرح بأن راتبه 120 الف جنيه (بالقديم 120 مليون جنيه في الشهر) . وفي خبر آخر شكت عضو المجلس السيادي فلانة أن نثريات مكتبها سُرقت وهي مليار ونصف بالجديد أو مليون ونصف بالقديم ولم تخبرنا هل هي نثريات اليوم الواحد أم الشهر أم السنة. وما معنى نثريات نتمنى ان نعرف ماذا يفعل الدستوري بالراتب ما دامت كل ملتزمات حياته من خزينة الدولة؟

  دمج الخبرين يعطينا واحد على 11 من مخصصات المجلس السيادي. طبعا لم يحدثونا عن التكلفة الأخرى من سيارات ووقودها وحرس واعاشتهم وسائقين وإعاشتهم.ونثريات وربما المنزل الهوليدي فيلا.

يعني بدل رئيس واحد صار لنا أحد عشر رئيساً.

   يأتي الدور على مجلس الوزراء والمستشارين وفي الأفق مجلس شركاء الفترة الانتقالية 28 عضو (فقط) وهل سيكتفي أعضاؤه الذين في المجلسين الآخرين السيادي والوزراء بمخصصاتهم السابقة ام سيطالبون بمخصصات جديدة مع الاعضاء الجدد؟  ومن ثمَ يأتي دور الولاة الثمانية عشر ومصاريفهم (والموبايل ابو 150 مليون وفاتورته) ولكل ممن ذكرنا حاشيته من حرس شخصي وأمن وسائقين ومنزل وهلم جرا.

     في الدولة المستقرة أو دول العالم الاول مخصصات الحكم والرواتب معروفة للجميع ويطبق عليها نظام الضرائب امعاناً في الشفافية. وسمعنا قصص كثيرة تجبر المسؤول المتطاول على المال العام على الاستقالة مثال الوزيرة التي استخدمت كرت البنزين الحكومي في سيارتها الخاصة ورغم اعتذارها وارجاع المبلغ اُجبرت بالضغط العام على تقديم استقالتها (قال كرت بنزين قال هنا مواسير بنزين لسياراته وسيارات كل من يعرف من أقارب واصدقاء مش هو تعبان جداً ويااااااالله حتى رضى يحكمنا).

    ما لم يكن هناك مجلس تشريعي منتخب من قبل الشعب لن ينصلح الحال ولن تتم المراقبة حتى المجلس التشريعي الذي يتباطأون فيه لن يكون مقنعا وسيكون عبء جديد على المواطن حتى يدفع رفاهية حكامه.

  بما أن زمن الغتغتة والدسديس  انتهى كما تقول شعارات الثورة نريد من وزيرة المالية أن تطلعنا كشعب بكل تكلفة الحكم وبالتفصيل حتى يكون معروفاً للشعب أين تذهب ضرائبه وثروات الدولة على الخدمات وبأي نسبة؟ أم على الحكام الذين نسوا ان هذه الكراسي مؤقتة وكل متعة بعدها كوبر والشاشات التلفزيونية ولجان فكفكة التمكين وتنصيب التمكين الجديد. ورحم الله حمد الريح والدوش والساقية لسه مدورة.

     نطالب بشدة بنشر الرواتب والمخصصات لكل اعضاء المجالس السيادي والوزراء والشركاء والولاة وبالتفصيل. وما لم يحدث ذلك سندرجها في قائمة الإثم. وتعريفه ( الإثم ما حاك في الصدر وخفت ان يطلع عليه الناس).

أقول ذلك دون التعرض لما يقال في الاسافير من استغلال حزبي للمال العام لعدم كفاية الادلة.

أيما مال عام استحيت من كشفه والجهر به متى ما طُلب منك ذلك.

فيه إنَ.

لتكن الاتصالات البداية


        اذا ما سُئل الناس من اين نبدأ الاصلاح؟ ستكون الاجابات مختلفة. منهم من يجيب لنبدأ بالخدمة المدنية فطالها ما طالها من التشوهات. وربما يقول آخر الأمن مقدم على كل شيء . وربما يجيب ثالث الزراعة هي بداية الاصلاح والمخرج. وسينبري آخر لا صلاح لأمة الا بالتعليم.

      كل ما تقدم صحيح وقابل للاضافة. غير أني ارى أننا في العهد الرقمي digital age  لا اقول الاتصالات المتطورة هي كل شيء ولكنها المدخل لكثير من جوانب الحياة وخصوصاً الاقتصادية. عبر الاتصالات والشبكات التي لا تعرف الطششان يمكن ان نتقدم بسرعة ونتجاوز كثير من العقبات. على سبيل المثال لا الحصر ستكون كل المعاملات المالية عبر البنوك مما يعني توفير تكلفة طباعة  العملة ثم دخول كل او جل الكتلة النقدية للبنوك ويستطيع القطاع المصرفي ان يسهم في الزراعة والصناعة بقدر وافر وليس كما هو اليوم. ليس ذلك فحسب بل كل معاملات الدولة وجباياتها ومنصرفاتها ستتضاعف في شفافية كاملة. وسبب الشفافية أخص الضرائب التي تؤخذ الآن من الفقراء أكثر من الأغنياء. في السودان،كحالة نادرة، كلما زاد الدخل قلت الضرائب  عكس ما يحدث في كثير من دول العالم. وعندها ستدفع المجموعات الكبيرة التي تتهرب من الضرائب بمهادنة الحكام والسياسيين وتنفق في الذي لا يطلب منها ويضيع نصيب الفقراء.

      الاتصالات القوية ستكون عوضاً عن الخدمة المدنية المترهلة وسيقضى كثير من المواطنين معاملاتهم من منازلهم موفرين الوقود وزحمة الشوارع والطرق وحوادث المرور. الاتصالات القوية تسهم في التعليم وتضاعف مخرجاته. الاتصالات القوية ستكون مفتاح لخير كثير اذا تجرد السياسيون والتفتوا لاصلاح حال البلد المائل. العهد السابق ولا اقول البائد درش العيش وعلى العهد الحاضر التنعيم. أحدث  طفرة في توزيع الكهرباء  والاتصالات ووصلت اطراف السودان البعيدة جداً وعلى العهد الحاضر التوليد والاستقرار والصيانة.

      كذا في الاتصالات هنا اربعة شركات اتصالات بدأت متطورة ووقفت ولم تواكب. بنياتها التحتية موجودة تنقصها المواكبة لتحمل البلاد الى عالم اليوم الذي لا يقبل الانتظار و Try later  حاول لاحقاً.

   ما المناسبة ؟ المناسبة يقال ان سوداتل جاءها قائد جديد لا أعرفه ولكن في سيرته الذاتية البركة ولا احبذ الشخصنة والاسماء والسودان هدته الشخوص وكل يريد ان يسجل اسمه وباسرع فرصة ويستعجل النتائج والذي ينقصنا هو المؤسسية.

    نتمنى أن يبعد المدير الجديد لسوداتل كل السياسة والسياسيين والفعل السياسي القبيح المبتذل المعروف (بالبل) ويلتفت لما يجعل هذه الشركة رائدة الاتصالات في السودان وتجبر الشركات الاخرى لتجرى وراءها تجديداً وتطويرا ومنافسة حتى ينقطع نفسها.

     نتمنى ان يكون قوياً ويفضح اي سياسي يقدم المنفعة الخاصة له او لحزبه على منفعة خدمة الاتصالات. أمام المدير الجديد تحديات كبرى وتشوهات نتمنى ان ينسى الماضي الذي ليس مسئولاً عنه وينهض بهذه الشركة وان لا يكون الهدف الاساسي الربح فقط وان تتغير رؤية الشركة الى انها منقذة السودان ومطورته وسيأتي الربح لاحقا خيرا وفيرا بعد ان تجذب أكبر قدر من المستخدمين.

نسال الله لك التوفيق يا م.مجدي طه وعشم الشعب فيك كبير.

وبعدين معاك يا مصر


        لا ينكر أحد فضائل مصر على السودان ولا فضائل السودان على مصر كأي جارين. ولا داعي للتفاصيل. ولكن للسودان من مصر جراح تنزف حتى الآن .لا أعني حلايب ولا شلاتين ولا نتوء حلفا. فكل ذلك تغول مصر فيه أوضح من الشمس ولم يجد رجلاً يوقف مصر (يا أخت بلادي يا شقيقة) ما أكذب الشعر أحياناً. ولا أعني الكوميسا التي أغرقت السوق السوداني ببضائع مصرية كثيرة لا داعي لها. ولا يعبر لمصر من بضائع السودان الا النفيس لحوم ومنتجات زراعية عالية القيمة عالمياً.

    الكوميسا لم تُراقب جيداً ولا أقل من جيد لقد قرأت بعيني هاتين صنف مكتوبٌ  عليه (made in china) وعلى نفس المنتج (صنع في مصر). في تحايل تام على الكوميسا استيراد بضائع صينية وتضع عليها (صنع في مصر) لتستفد من مزايا الكوميسا في استغفال تام للجمارك السودانية وهيئة المواصفات السودانية اذا احسنا الظن. وإن لم نحسن الظن نقول انما هو باب فساد عريض.

 كل هذا مشهيات او مقبلات كما يقول الشوام تقدم قبل الوجبات.

     د.ياسر ميرغني عبد الرحمن أمين جمعية حماية المستهلك السودانية – حفظه الله – رجل مخلص لوطنه غاية الاخلاص وللصيدلة كمان. نقل خبراً عبر الاذاعة السودانية ان شاحنات محملة بمحاصيل زراعية من أم روابة والرهد والأُبيض على جوالات مكتوب عليها انتاج مصري وبداخلها محاصيل كركدي وسمسم ومشتراة بالعملة المحلية (الورق) لتعيد تصديرها مصر لأوروبا وتبيعها بالدولار لصالح رجال أعمال مصريين.

    صراحة لا ألوم هؤلاء التجار وجدوا بلداً سائباً وعاثوا فيه فساداً وربما سموه شطارة. لكن أين اجهزة دولتنا واين سودانيتنا التي تبدأ من العامل الذي عبأ هذه المحاصيل في جوالات كتب عليها انتاج مصري والتاجر السوداني الذي باعها والشاحنة التي حملتها هذا موت الضمير في الشق الشعبي. طيب اين السلطات من شرطة وجمارك ومكافحة تهريب؟ اين الامن الاقتصادي؟أين الضرائب؟ اين الوزراء وأخص وزير النجارة (بالله خلوها النجارة وما تصححوها) الذي عجز عن تحقيق أي نجاح في اي بند من بنود وزارته.

  في العهد السايق يوم طُبقت العقوبات الامريكية التي طالب بها عمر قمر الدين وزير الخارجية الحالي وامثاله ومُصِر على عدم الاعتذار عنها ، في ذلك الوقت اضطرت بعض مؤسسات الدولة ان تصدر منتجاتها عبر دول الجوار. طيب ما حجة الحكومة الانتقالية الآن هل تعزي الأمر الى حالة الهشاشة ومشغولية المناصب والمحاصصة والتمكين الجديد.

     إن عجزت حكومة ق ح ت  عن المحافظة على الأمن الأقتصادي الذي كان يرصد كل صغيرة وكبيرة وجعلت منه جامع معلومات تركن في الرفوف فعلى اقتصادنا السلام.

    من يحفظ لنا هذا السودان قبل ان يضيع من بين يدينا واخشى ان لا نجد ارضا اسمها السودان نختلف  فوقها. أمام هذه الهشاشة في كل شي إلا الجري وراء المناصب السياسية للاستمتاع من خزينة الدولة على حساب الفقراء.

مطلوب شوية رجالة أمام الاستغفال والفهلوة المصرية.

في رحيل عبد الحليم

 

       إنا لله وإنا اليه راجعون. السبت الحزين. الفراق المر. نوارة القرية .الذكاء المتقد المروة الفائقة الابتسامة المستمرة يدخل السرور على كل من يقابله . العطاء العام والخاص ، ارسل حكيماً ولا توصه وجدتها عند عبد الحليم لا تكفي هو دائما يضيف لما تتوقع الكثير. ما وقف على عمل الا واعطاه كل ما يملك وما اكثر ما يملك من قدرات. اللهم ارحم ابن عمي عبد الحليم محمد احمد الصديق أو عبد الحليم الجعلي صاحب اليد المعطاة ما خرج من صيدليته فقير بلا دواء وبذلك شهد الناس . كان يعرف القرية كلها تقريباً ويعرف أحوال الكثيرين. وما اكثر معارفه خارج القرية. في ريعان شبابه ان كان البكاء يرجع ميتاً لرجع عبد الحليم.

ويراسلني د.عمر عبد القادر ويقول: السلام عليكم عماه

ما بين انات الحزن ودموع نحاول حبسها فتجري سائلة يراها غيرنا فتسيل دموعه كما النار في الهشيم. لم يكن الموت في هذه الدنيا الا حدثاً متكرراً ولكن كان الفقيد هو الاستثناء .. عماذا اكتب قلب اسد ام ضحكة انسان ام ابتسامة طفل ام ذلك الذكاء الوقاد واللماحية المتفردة والتعليقات التي ترغمك ان تضحك وانت بأي حال.. 

يبدأ صباحنا بسماع صوته من داخل بيتهم فنطمئن ان الدنيا مازالت بخير .. وحينما نلتئم في فطور او مناسبة الا وكان السؤال عنه ان لم يكن حاضراً..لا تكتمل روعة لمة ولا شربة قهوة الا به ويا لمساخة البُن بدونه ويالحسرة الفريق الذي اصبح من بعده يتسربل الحزن..  بفقدنا له نبتت كل كوامن الحزن فينا وأدركنا كم كان عظيما بيننا وكيف كنا سعداء به ونحن لا ندري انه سيرحل سريعاً مثل حلم جميل  

مارأيته الا هاشاً جميل الدواخل والمحيا.. صيدليته كانت محطة الفقراء قبل المرضى فما رجع منها احد خاليا بسبب تقص ماله عن ثمن الدواء واستشاراته في ذات  الشأن   يشهد له بها اطباء الطواريء ومن حوله بكم حادثة انقذها بنصائح لا يجيدها الا من اعطاه الله شيئاً من ( لدن).. وهو المتنقل بين منزله والصيدلية والحواشة صانعا من هذه الثلاثية  مثلث حب لوالديه ولاسرته الصغيرة ولمن حوله.

حينما رن هاتفي بالخبر المفجع عرفت معنى اللوعة وانكسار الخاطر وتذكرت وانا القادم قبل شهر ونيف بالعربية وكانت متسخة دخلت المنزل وخرجت لبعض الشأن فوجدته بالخرطوش يغسل فيها  وعندما راني قال ضاحكاً ( زمان الضيف بيكرموه بعليقة الحمار هسي بنغسل ليه عربيته).. يا لفجيعتنا فيك وانت عاقبنا في الفريق والحلة بم نبكيك وما هي كلماتنا التي توصف فاجعتنا فيك يا ابا احمد ونحن ان احتجنا لك ما كان علينا الا ان ترفع الهاتف وتقول ( يا عبد الحليم عاوزينك  في ....)  ودوما يكون الرد منك مبتدئاً بكلمة ( ابشر)،، اللهم بشره بالفردوس الاعلى من الجنة وجميع امواتنا.

اعزي نفسي ووالديه واخوته واسرته .. والاقربين منه وجدانيا خاله احمد المهل واخي احمد وكل الاهل بالقرية واعزيك انت يا عماه فكم كانت دموعك غالية وانت تغالبها فتغلبك وتهزمنا قبل ان تهزمك فتنهمر من الجميع

الا رحم الله عبد الحليم الجعلي وجزاه عن الجميع خير الجزاء.

تكرار الخطأ في وزارة الطاقة

 

    من الناس من سمى حكومة الفترة الانتقالية او حكومة السيد حمدوك حكومة الخرطوم، ومنهم من بالغ وقال إنها لا تعرف كل الخرطوم بل حدها نمرة 2 والعمارات وإن بالغت تصل الصحافة أما فيما عدا ذلك فلا يعنبها من السودان كثير شيء.

     لا ترى في السودان ازمة جازولين ولا بنزين ولا غاز الا بقدر ما يحرك مركبات ومطابخ الخرطوم وباقي السودان ليس في حساباتها. وتقيس نجاها في تقاريرها الخاصة بهذه المساحة من السودان.

      في وزراة الطاقة ادارة اسمها ادارة الامداد تتفرع منها ادارة توزيع مسئولة عن توزيع كل المحروقات من بنزين وجازولين وغاز.  تجتهد في العدل بين مواطنيها مثلاً كل غلز مصفاة الجيلي لولاية الخرطوم والمستورد ،إن استورد، لباقي الولايات وان لم يستورد ليست مشكلة بالنسبة لادارة التوزيع التي لا تعرف ما ينتج من هذا الاجتهاد الخاطي. إذ يهجم المحرومون من الغاز على اطراف الخرطوم الجنوبية ،مثلاً ، بالنسبة لشمال الجزيرة ويشترون الاسطوانة باسعار مضاعفة ويخرجوا بها من الخرطوم بطرق ملتوية ، ويوصلونها للمواطن بمبلغ 1500 ج ومواطن الخرطوم يشتريها ب 200 ج.

لمَ حدث هذا؟

   جلس على ادارة التوزيع مديرون عدة نذكر منهم الاستاذ هشام سرالختم اتخذ قرار منع وكلاء شمال الجزيرة او المناطق المتاخمة للخرطوم سنة 2014 وبعد ان أدرك ووضحت له الآثار السالبة للقرار التي لم تكسب الخرطوم غازاً وزادت الفساد والسوق الاسود تراجع عن قراره وعاد وكلاء غاز المناطق المتاخمة يمدون اهل القرى بغاز بتكلفته الرسمية.

    كرر نفس الخظأ الاستاذ فيصل عبود 2018 ومنع وكلاء شمال الجزيرة من التعبيئة من مستودعات الشجرة واصر رغم كل المضاعفات السالبة للقرار وما سببه للمواطن من ضيق، واخيراً أُجبر على الغاء قراره وعاد امداد الغاز لطبيعته.

      جاء دور مدير التوزيع لسنة 2020 م.عبد الله أحمد عبد الله واتخذ نفس القرار ،فعل من لم يقرأ ارشيف الوزارة، ولكن هذه المرة لجهة سمح لأهل ابوقوتة وما حولها    ومنع وكلاء محلية الكاملين. وليبرر لقراراه جاء بحجة ان هؤلاء لهم مستودع في الجديد وطبعاً علمه عن هذه المستودعات كعلمي باللغة الصينية. في رايه عندهم مستودع في المنطقة و مهما كانت مواصفات المستودع  مبرر كاف لمنع هؤلاء الوكلاء.

هذه المستودعات الخلوية مستودعات افراد والفرق بينها وبين المستودعات الرسمية في الجيلي والشجرة كبير من حيث الوفرة والوزن والسعر.

    من الآثار السالبة لهذا القرار كل سيارة بنزين داخله من شمال الجزيرة على الخرطوم في شنطتها اسطوانة او اسطوانتي غاز (قنابل). ثانيا انتعش تجار الازمات واوصلوا الاسطوانة للمسكين المتوسط الحال وليس له سيارة 1500 ج اما الفقراء فلهم الله منهم من اتجه لمواقد الكهرباء ومنهم من اتجه للفحم على غلائه وتدميره للبيئة أسالوا ناس الغابات كيف ضاع جهدهم بقرار غير موفق.

أين ادارة الامداد واين وكيل الوزارة من هذه الاجتهادات الخاطئة؟ والى متى يبدأ كل مسئول من الصفر ولا يرجع لجهد من سبقوه؟

هل يمكن ان يكون مدير التوزيع مع شعار الثورة ، حرية سلام وعدالة؟

طالبوا بعزل القراي

 

  في أخبار السبت 14/11/ 2020 أن إمام مسجد السيد عبد الرحمن بودن وباوي طالب في خطبة الجمعة وقال:المدعو القراي متطرف ومتعصب لأفكاره الجمهورية ويريد هدم المجتمع السوداني وهو خطر على الأمن الفكري والسلام المجتمعي ونطالب بعزله.

    بعيدا عن دوافع امام الجمعة والتي جاءت متأخرة كثيراً ولا استبعد ان هذه المطالبة بعزل القراي جاءت بعد ان شطب السيد القراي تاريخ المهدية من المناهج السودانية. وليكن

      هذه الحكومة الانتقالية التي ظنها الناس حكومة كفاءات او هكذا كانت المطالبة التي لم يسمعها اليسار  الآ يقدح في صدقها عشرات الشواهد ولكنها في القراي مديرا لمركز المناهج وهو دارس اقتصاد أوضح مثال على عدم الالتزام بالرجل المناسب او القريب من المناسب في المكان المناسب؟

     هل ارادت قحت ان تسترضي قلة الجمهوريين بتولية القراي لأخطر منصب على طريقة حكومات الاحزاب في السابق مع وزارة الثروة الحيوانية.        بالله الذي يبحث عن رضا الجمهوريين ،على قلتهم، وعداء الاسلاميين على كثرتهم بحجة انهم نظام سابق هل يبحث عن بناء دولة او استقرار؟ هل كل الاسلاميين بالجملة فاسدون؟ طبعا (كل) هذه يمكن ان يخرقها واحد اذا ما وجد اسلامي واحد غير فاسد يهدم كلمة (كل) ناهيك عن العكس كيف تستغني  قحت عن كل كفاءات الاسلاميين وخبرتهم ولا تجد فيهم رجلاً  رشيداً تستعين به على موقع  من مواقع الدولة وتبدأ البحث في الاقليات لتجد مدير مناهج من الجمهوريين درس اقتصاد، لترضي منْ؟

    كم من الناس والجهات طالبت بعزل القراي من هذا المنصب يا سيادة رئيس الوزراء؟ ولماذا لم تستجب وتعزل هذا القراي المثير للجدل والباحث عن تمكين  افكار الجمهوريين الضالة؟ لماذا تضييع الوقت وهدر الاموال في عمل سينقضه اي قادم آخر بعد القراي وهل عمل المناهج عمل يقوم به فرد مهما بلغ من خبرة في علم المناهج؟

     لماذا يُصر السيد رئيس وزراء الحكومة الانتقالية على هذا الشخص وغيره من الفاشلين كثر، ولكن شبه اجماع على فشل هذا القراي ورفضه بالله انزله في استفتاء او استطلاع على الانترنت للشعب السوداني أسألهم عن مقوبولية هذا القراي من عدمها هذا اذا لم نرفع السقف ونقول ليكن الاستفتاء للحكومة كلها.

ماذا لو عزلت القراي ووزير التربية الذي لا يفرق بين الشأن الاتحادي والشأن الولائي في وزارته؟ وزاد الطين بلة بالشحدة الما جبت شيء غير هدر كرامة السودانيين الذين عرفوا بالعفة.

إن تأخرت مطالبة الانصار بعزل القراي الى أن هبش تاريخ المهدية فهناك آلاف طالبوا قبلهم ومن منطلقات علمية تطالب بعزله لمَ الإصرار عليه.

الله سائلكم عن مضيعة وقت الشعب السوداني والعبث به.

 

الحرية والجهل بالأشياء

  

       شاهدت كغيري آلاف وربما مئات الآلاف من مستخدمي الوسائط فيديو أجرى فيه أحدهم لقاءً مع سائقي شاحنات تحمل حاويات متضجرون لأن صاحب الحاويات وهو الامدادات الطبية لم يقم بانزالها لعدة أيام. ويحدي هنا معهم حق.ويشكون من سوء الخدمات في المنطقة التي يقفون فيها وهي جنوب الخرطوم ليست بعيدة عن حي مايو كثيراً. ولازلنا نقف معهم إذ شكو من البعوض وانفلات الامن وعدم وجود خدمات. في الحتة دي، كما يقول الشباب، أول ما يتبادر للذهن من الخدمات دورات المياه مثلاً وهم يسكنون كابينات الشاحنات لأكثر من اسبوع.

  كل هذه الشكاوي لصالحهم والغريب انهم اشتكو لادارة الامدادات الطبية ولم تحرك ساكناً. مما يدل على عيب في عقد الترحيل والذي يجب ان يكون فيه شرط جزائي  على صاحب البضاعة غرامة بمقدار يتفق عليه عن كل يوم تاخير.  

 الى هتا الأمر في صالحهم.

ولكن بعضهم اضاف ان المخازن مليانة دواء والناس تشكو من قلة الدواء وندرته وغلائه ومنهم من أشر على الحاويات وقال بالله في دواء بشيلوه في حاويات في الحر دا؟

 بحكم علاقة سابقة بالامدادات الطبية في زمن سابق قبل اربع سنوات تقريبا يوم كنت امينا لمجلس امناء مستشفى قريتي، وهو عمل تطوعي، وعلى ايام مديرها العالم الفاضل الدكتور جمال خلف الله الذي لم تحتمل صدقه بعض الجهات وغادرها وغادر السودان كمان.

    تلك العلاثة القديمة بالامدادات الطبية اقول هذه المخازن التي في جنوب الخرطوم ليست مخازن ادوية بل هي مخازن أجهزة معدانت طبية لا تحتاج تبريد. والادوية محفوظة في مخازن رئاسة الامدادات الطبية بافضل الطرق العلمية. وعمل علماء تخزين وسيستم دقيق جداً.

     كيف قبل مُجري التحقيق المصوَّر هذه الافادات الساذجة عن ادوية في حاويات حديد وبثها للناس؟ هنا لنا وقفة مع الحرية هل يندرج مثل هذا التحقيق المصور والذي افاداته من طرف واحد وجاهل ولم يستنطق الطرف الثاني. مثل هذا العمل اين يندرج وما آثاره السالبة على البلاد كلها وعلى الوعي العام؟

  هنا يمكن ان نستنتج ان الحرية المطلقة بينها والفوضى خيط رفيع. لا يمكن أن يتحدث كل من هب ودب في ما يعرف وما لا يعرف تحت يافطة الحرية.

تخريمة من واقع التحقيق الفاشل.

وعودة الى ندرة الدواء( اليوم خلصت كل ادوية السكري مني) وسائق الشاحنة يقول المخازن ملانة ادوية ولقد صدق ولكن ليست هذه المخازن وانما مخازن شركات الادوية التي لم تعجبها التسعيرة الحكومية. وحقاً الحكومة في ورطة في مسائل كثيرة ولكن ورطة الدواء هي الأكبر. فلا هي قادرة على تحريره وعندها ستكون قاتلة للشعب منفذة لقرارات البنك الدولي التي ما نجحت في دولة قط. واذا ما فكرت الحكومة في تحرير سعر الدواء بعدما طحنت الاقتصاد فعلى الدنيا السلام.

  الجمهوريون  شعارهم : الحرية لنا ولسوانا أضافوا عليه إلا في المناهج.

الصرف الحكومي.... كم؟ِ


       أثار حديث السيد وزير التربية والتعليم عن الكتاب المدرسي الكثيرين مرةً سلباً  والأخرى ايجاباً. الاولى يوم قال انه خاطب عدة دول عبر وزارة الخارجية طالباً منهم اعانته بورق لطباعة الكتاب المدرسي. ولم تتصدق عليه إلا دولة واحدة تبرعت ب 30 الف دولار وردها لهم مشكوراً.   (للسعوديين مثل يقول : شحاد ويشرًط . أي يشترط)    

     يبدو كُثر الحديث عن هذه الشحدة التي أعادت القرعة فارغةً اضطرت السيد الوزير ليبوح بما باح به في منتدى كباية الشاي الذي تقيمه صحيفة التيار كل خميس  صحفية التيار تمارس عادة حميدة في دور للصحافة لم تمارسه الا التيار (إيه رائك في كسير التلج دا يا صديقي عثمان ميرغني).     السيد الوزير قال أنه طلب من وزارة المالية 15 مليون دولار لطباعة الكتاب  المدرسي وحفيت قدماه او قدما من يرسلهم لوزيرة المالية ومافيش فائدة وأضاف: ولكن طلبات القصر  تجاب فورا مهما كان حجم الطلب.

       دعونا نقول إن السيد الوزير وضع يده على علة السودان الحقيقية التي لا يريد سياسي الخوض فيها وهي مخصصات الحكام من رئيس ووزراء ونواب برلمان وخلافه وامتيازاتهم. هذا البند مما يجعل العمل السياسي جاذباً وجعل من السياسة مهنة منذ الاستقلال الى يومنا هذا. منذ ان يصل السياسي هذه المراتب يودع الفقر والشقاء طيلة حياته، وقد ينسى هموم المهمومين يرفع الدعم عن الوقود والسيارات المخصصة له ولاسرته مؤشرها في الاف F))       دائماً ولا يدري بكم هو. علاجه مؤمن له ولأسرته  وشرطا بالخارج بنص القانون ولا يدري كم هو المهم على المالية ان تدفع نفقات علاج الحاكم. والأكل والمشرب من نثريات المكتب التي ربما تكون بلا سقف (طيب المرتب يعمل بيه شنو؟).

  يقال ان الرئيس الامريكي له 100 مليون دولار في السنة لا تزيد سنتاً وله راتب محدد ومعروف ما عدا ذلك لا يحق له أكل سندوتش من الخزينة العامة. وكذلك كل الرواتب بكل شفافية معلومة لكل الشعب ولا يستثنى من الضرائب أحد مهما بلغ.

ما لم تبدأ العدالة من هنا تصبح شعار فارغ وحكي وتسلية. بداية بناء الدولة سلطة متقشفة لا تطالب ب 35 سيارة انفينتي والشعب ينوم امام الافران وآخرون لا يرون الغاز بالشهور.

 ما لم يكن مرتب الرئيس معروف وكل الوزراء وكل مخصصاتهم محددة بدقة وليس هبر فلن تقوم لهذه البلاد قائمة اذ التنافس على السلطة الآن ليس لبناء الدولة ولا حلحلت مشاكل الشعب وانما الهدف من السلطة هي النوم على السرائر المخملية في روتانا وما شابهها والامتيازات  والبدلات والسيارات وكل ما يتمناه السياسي يجده.

     نريد قدوة مثل الرئيس الجنوب امريكي الذي لم يغير سيارته الخاصة وكانت فلوكسواجن (قعونجة) نريد قدوة مثل مهاتير محمد يحاسب على كل صغيرة وكبيرة.

ما لم يستحي الحكام من الصرف على الجكومة لذواتهم لن يبدأ بناء دولة محترمة.

 

أقمح بلا ري

 

       كان التربويون يقولون صورة خير من الف كلمة، مثمنين وسائل الايطاح. بدلاً من تحدث الصغار عن حجم الفيل وطول خرطومه في كلام كثير اعرض عليهم صورة الفيل. والاعلاميون كانوا يقولون الصورة لا تكذب ، هذا طبعا قبل الفوتوشوب والحيل الكمبيوترية.

   ليت الاعمدة الصحفية تتطور وتصل مرحلة استصحاب الصور. لكنت اليوم صورت لكم عشرات الترع في مشروع الجزيرة مغطاة تماماً بالحشائش (من القيفة للقيفة) صراحة لا اعرف مصدر هذه الكلمة.

     زراعة القمح وكل زراعة المدخل الاول هو الري ولا زراعة بلا ري. ومقولة الزراعة مواقيت لكل المحاصيل  ولكنها كانها خُلقت للقمح اذ له موعد زراعة اذا تجاوزه لا ينتج وان انتج تكون الانتاجية ضعيفة جداً. قد لا تسدد ما صُرف عليه هذا عندما كانت المدخلات الاخرى معقولة السعر اما اليوم فكل العمليات الفلاحية الاولية تضاعفت عدة مرات بسبب رفع الدعم على الوقود.طبعا ناس الحكومة وتحديدا وزارتي المالية والطاقة سيقولون لم يطل رفع الدعم جازولين الزراعة وسنقول لهم كلام صحيح ولكن اصحاب الالات يتحججون بذلك وقد رفعوا كل الاسعار على طريقة رفع الدعم وربما معهم حق لان هذه الآلات تستهلك بطاريات وايطارات وزيوت وكل ذلك طار السما. بالمناسبة حدثني ثقة ان الجمارك على اطارات التركترات والالات الزراعية 30 % وعلى كفرات (لساتك)   السيارات 10 % طبعا ناس الجمارك عليهم بالحجم ولا يهمهم الايطار المنتج والايطار للرفاهية.

  كل هذه مؤشرات سالبة لا تشجع على زراعة القمح وخصوصا عدم ضمان الري. القمح يحتاج الى ريات لا تقل عن السبعة ويفضل ثمانية ريات والترع (المحششة) التي نراها يومياً لن تسقية أكثر من رية او ريتين. لذا اقترح على وزارة الري ان لم تستطع تنظيف الترع ان تساهم مع ادارة السجون في توسعة السجون التي يحتاجها المعسرون من المزارعين بعد ان يدفنوا كل الاسمدة والتقاوي في ارض لم يصلها الماء. ( انه القمار الحلال).

      شد ما يزعج في موضوع القمح اشارات تلتقط من هنا وهناك بان الحكومة لا تريد القمح المحلي ووجع راس سعر التركيز وربما يتوفر لها فمح مجاني من (الاصدقاء) الجدد ، بالله العالم دا فيه من يدفع بلا اجندة وسداد فواتير تحت الطاولة. تقول العرب تموت الحرة ولا تأكل بثديها. لماذا بعض الحكومات تاكل بثديها وفخذيها كمان؟

   اذا ما صح ان الحكومة عينها على الاعانات والهبات القمحية وزاهدة في القمح المحلي تكون (كمن دفق موية على السراب) او لو قارنت القمح المشبع بالإشعاع  ورخص سعره وما تدفعه للمحلي تكون لا بتعرف اقتصاد ولا صحة.

    كتبت قبل سنتين  في مثل هذه الايام مقالاً بعنوان (أقمح بلا ماء) وبعدها بيومين جاء وكيلا الزراعة والري وعدد من المهندسين ووقفوا على الواقع وعالجوا الأمر بسرعة يشكرون عليها كان ذلك  في ديسمبر 2018 م.

هل سيتحرك وزير الري و وكيل الري ليروا باعينهم الحال أم ما لهم وما الخلاء والشقاوة.

هي الكراكة دي شنو؟ وبتعمل شنو؟

السيّر بلا خطة متكاملة

  

       المدرسون يبدأون اعداد الدرس بوضع الأهداف ، ماذا يريد ان يعطي لتلاميذه فيما يعرف بالاهداف التربوية . يكتبون  بنهاية هذا الدرس يصبح التلميذ قادرا على  كذا وكذا وكذا. ويختبر تحقيق اهدافه في نهاية الحصة. على هذا المنوال لك ان تتخيل عدد من سيارات السباق لم يحدد لها هدف وصول، وانطلقت الصافرة كيف سيكون المشهد؟ سينطلق كلٌ باقصى سرعة ويسير في الاتجاه الذي يعجبه ( ويكمل وقوده) دون ان يصفق له أحد.

     الذين رفعوا الدعم يقولون فعلنا ما علينا ولا يهمنا الآخرين ، الذين عليهم معالجة الآثار السالبة لرفع الدعم، وهم المالية ووزارة الضمان الاجتماعي وصناديقها وديوان زكاتها والمركز القومي للمعلومات. والله وحده يعلم كم يحتاجون من الوقت لردم الهوة الاقتصادية والمحافظة على خط الفقر  ولا ادري كم هو الآن لكن سمعنا انه قريب من 90% (العشرة ديل التجار والسياسيون والسماسرة). كيف تسمح كابينة القيادة لهؤلاء ليعمل كل على تحقيق هدفه الخاص مهما كانت قيمة صحته ما دام يضر ضررا يصعب علاجه دون انتظار العوامل الأخرى

   حكومتنا الانتقالية هل لها خطة؟ هل حددت أو حُدِدت لها أهداف؟ ام الباب مفتوح ليجتهد كلُ من جلس على كرسي ليفعل ما يراه مناسباً ويشفِ غليله إن كان انتقاماً من خصم او تحقيق اشباع شهوة الحكم. وكلاهما مرض نفسي.

   هل من اهداف الحكومة الانتقالية بناء دولة محترمة؟ هذا لا يتم بما نراه امامنا من هدم لكل ما فعله الخصم او العهد البائد صالحا كان ام طالحا المهم لابد من ازالته ويبدأون من الصفر (ليتهم يبدأون) وعندما يذهبوا ، وهذه سنة الحياة وغافل من ظن انه خالد على كرسي ، وعندما يذهبون يأتي من يصفهم بالعهد البائد ويهدم كل ما فعلوا ويبدأ من الصفر . وبمرور تكرار الصفر سيأتي يوم لا نجد فيه سودان كان يسع الجميع. لا سمح الله. وربما يهرب الصفر نفسه.

     ماذا لو اكتفت هذه الحكومة الانتقالية بهذه الفترة العبثية والتي اوصلت الناس الى حالة لم يسبق لها مثيل وتركت التعالي وعدم السؤال عن حالة مواطنها الذي ما عاد يعرف عنه ساكني القصور الحكومية والمكاتب الباردة والمستأجر لهم بالدولار لا يعرفون شيئاً عن معيشة الناس.

بقليل من التجرد يمكن ان يكُف السياسيون عن المناكفات والتي هي عراك على جسد الشعب. اليسار واليمين كل يريد ان يقض على الآخر ومنذ زمن بعيد وها هما الى يوم الناس هذا يفعلون. الا يكفِ هذا التناطح السياسي الذي شرد الكفاءات وهدم البنيات واذل العلماء ورفع الدهماء ولم يبن وطناً.

ليس كل العوامل داخلية ، ولكن الخارجية مقدور عليها اذا اخلصنا النوايا وأصلحنا الداخل سياسياً بفتح باب للتعاون بين الفرقاء السياسيين.

ولنا في رد المعارضة التركية على بايدن اسوة حسنة.

 

.

الغلاء حديث الناس

 

       بروفسير مامون حميدة يوم كان وزيراً لصحة ولاية الخرطوم كانت خطته أن توزع الخدمة على كل اطراف العاصمة حتى لا يكون مركز العلاج واحد هو مستشفى الخرطوم. لم يبدأ بإنشاء المراكز الصحية وتوزيعها توزيعاً جغرافيا يقرب الخدمات الطبية للمواطن في اقرب مكان له. ومراكز مكتملة الكوادر الصحية والأجهزة والادوية معامل وصيدليات, وبعد ان يشعر كل مواطن عدم حاجته لمستشفى الخرطوم ويصبح مستشفى الخرطوم خال من الزبائن يفعل به ما يشاء بأن يكون مرجعياً او تعليميا او ذو تخصصات نادرة او الهدم ان لم تكن هناك حاجة لكل ذلك.

      السيد الوزير، غفر الله له، بدأ بالهدم قبل البدائل المقنعة وربما خطى فيها خطوات لكن البداية كانت كارثة الهدم . فقَدَ الناس المستشفى المتكامل الذي كانوا يجدون فيه كل التخصصات وذو الحوادث المتميزة والتي بفقدها فقدت ارواح كثيرة.

نفس السناريو تطبقه الآن الحكومة الانتقالية في مجال آخر اسمه  رفع الدعم. وتبدأ بالعكس تماماً ورقة وقلم وقرار. وبس خلاص كما يقول شعبان عبد الرحيم. وبعد ان يقع الفاس في الرأس تقول ان لها معالجات للاسر الفقيرة التي لم تحصها بعد ولا تعرف كم عددها ولا اين هي. وتقول انها ستعالج الغلاء عبر الجمعيات التعاونية وبرنامج سلعتي المتعثر ولا تعلم كم جمعية ستنشأ واين هي وكم ستوفر. وتقول انها ستوفر مواصلات للطلاب باسعار رمزية وهي حتى الان لا تعرف عدد الطلاب ولا عدد المركبات المطلوبة لنقلهم. كل ذلك بعد ان رفعت الدعم وعم الغلاء وتضاعفت اسعار كل شبيء يسبب النقل والترحيل وغلاء المحروقات او الوقود.

   الذي يحدث الآن يصعب علاجه ولو وفقت الحكومة الانتقالية بمعجزاتها في انجاز المعلاجات التي تتمناها وليس لها ادوات لو وفقت في شهر ناهيك عن سنين كثير من التشوهات ستصبح واقع يصعب الرجوع عنه.

    بدل التهريب سينشأ السوق الاسود والرمادي والأحمر. في الوقود وفي الدولار وستتوقف المواصلانت حيث يجد صاحب الحافلة انه احسن له الف مرة ان يبيع حصته في السوق الاسود ويكسب منها ذهباً بلا ركاب بلا قطع غيار بلا ازعاج. سيقول قائل لنا معالجة لن يمنح الحافلة وقودها لا بعدد ادوارها الفعلية التي سيحصيها (بشر يطحن الغلاء اسرته) ويختم عليها.

     الذي يجب ان يعرفه المُشرع ان اي سعرين للسلعة هو باب فساد لا شك في ذلك. مثلاً الغاز له ثلاثة اسعار غاز المصانع، الأغلى. يتبعه غاز المنازل ويأتي غاز المخابز كأرخص غاز. وفي غياب الأمن الاقتصادي الذي حُجِّم دوره  في جمع المعلومات التي لا يساله عنها احد، حدث ما حدث (لو عايزنها بالسين انا عنديش مانع) وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

الذي لم يقله احد . كم من الوقود تستهلك المركبات الحكومية؟ المجلس السيادي ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووووك والمستشارين والوزراء واللجان.

كانوا يقولون استهلاك الحكومة من الوقود 70 %.

الزراعة الحل قولاً لا فعلاً

  

      اذا كنت تسير بأي طريق من طرقنا البرية فلا تنظر يميناً ولا شمالاً حتى لا ترى الارض مسطحة وغبراء وليس عليها اثر حياة وهي تنادي ازرعوني ازرعوني. وقتها يمكنك ان تسأل من بجانبك لماذا لا تزرع هذه الاراضي؟ اتريد الاجابة على سؤالك؟

 سنقول  لك دع عنك التي لم تزرع من قبل، الآن تصحير ومنع زراعة لأرض كانت تزرع عشرات السنين وليست في واق الواق ولكنها شمال الخرطوم بعدد قليل من الكيلومترات .كانت تمد العاصمة والمنطقة التي حولها بمنتجات متنوعة خضر، فاكهة، بيض، لحوم ،اسماك ، منتجات أخرى. تسمى المشاريع الخلوية بمنطقة الجدايد وحبيبة.

    فجإة تتفتح عبقرية وزارة الري بمنع هذه الاراضي والبالغ مساحتها 12500 فدان. تم توزيعها في عهد حكم الرئيس النميري (لو قلت في عهد مايو لسأل الشباب مايو يعني شنو؟) ما هي المعايير التي قسمت بها هذا السؤال ليس وقته اليوم. اليوم نحن مع ماساة منع هذه المساحات من الماء الذي كان يأتيها من مشروع الجزيرة. قبل تعلية خزان الرويصيرص التي بشرونا بأنه بعد التعلية ستكون الزراعة طول العام، وها نحن نجابد في بعض العام أين ذهب المياه التي اضافتها التعلية أخشى ان تكون الاجابة على هذا السؤال لا مواعين لنا نطرح بها هذه الكمية من المياه. طيب أيهما اصعب تعلية الحزان 10 امتار أم تمديد القنوات على سطح الارض.

   الذي حدث ان قرارا صدر من وزارة الري بعدم سقاية هذه الاراضي، دون الرجوع الى ما سيحدثه القرار من اضرار ستموت اشجار مثمرة اثمرت بعد سنين وستموت، وستموت انعام وطيور واسماك. بالمناسبة المنع لم يكن برفق كتابة يمكن التراجع عنها بل المنع صاحبه تدمير للمداخل القنوات (الدورانات) مما سبب خسائر بملايين الجنيهات.

   بالله أتدرون ما حل وزارة الري الذي طرحته للمتضررين؟ امسكوا الخشب، طلبت وزارة الري من هؤلاء المزارعين جمع مبلغ 8 ملايين يورو ( لمن لا يعرفون العملة الاوربية اليور اكبر من الدولار) وستعينهم وزارة الري بالخرط والمشورة الفنية لمد ترعة جديدة من النيل الازرق. ما شاء الله ، ما شاء الله نعم الحل.

     نعم هذه عقلية بعض الثوار ليس الابداع وزيادة المساحات الزراعية التي ورثوها من العهود البائدة من الاستعمار الى الانقاذ. بما فيها عهد عبود الذي أنشأ مشروع المناقل. وعهد نميري الذي انشأ السوكي والرهد، والانقاذ التي علت خزان الوصيرص 10 امتار ليزيد الماء المخزن من مليار ونصف متر مكعب الى 7 مليار متر مكعب. والثوار يريدون ان ينجحوا قمح ولاية الجزيرة بظلم اصحاب المشاريع الخلوية بالجديد وحبيبة.

الزراعة هي رافعة الاقتصاد السوداني بالتيمم طبعاً مع غياب وزارة الري.

زراعة بلا ماء آخر الابتكارات.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

عليه ابكوا واعتذروا ب مجذوب عمر بشير

 عليه ابكوا واعتذروا

ب مجذوب عمر بشير

 

       فقدت البلاد بالأمس عالماً ، شخصياً لم اسمع به الا أمس، والملايين مثلي ولكنهم يعرفون اسماء السياسيين والفنانيين واللاعبيين لهم الاحترام كل بقدر عطائه. غير ان كل عطاء الفيئات الثلاثة لا يساوي عطاء فقيد الأمس.

معلوماتي عن الفقيد من مقال للبروفسير نبيل حامد حسن بشير كتبه 2010 م واعاد نشره بالامس بمناسبة وفاة عالمنا موضوع المقال. واستعنت بعالم آخر هو ب.خضر جبريل للاستزادة بمعلومات التواريخ والارقام التي خلا منها مقال بروفسير نبيل الا القليل. 

كنا نسمع باعشاب النيل وأخيرا علمت ان اسمها ورد النيل هذه الاعشاب في النيل الابيض منذ عشرينات القرن الماضي يقال جاء بها عدو  وبذرها في النيل الابيض لتقضي عليه وهذه الاعشاب كلفت السودان كثيرا من الاموال خمسة ملايين دولار سنوياً 5000000 $ لمكافحتها وكانت تكلفة مكافحتها بمادة كيماوية مركب 24D  ترش بطائرات على الاعشاب ولا تقضي عليها ولكنها تقلل من اضرارها المتمثلة في التلوث وبخر المياه وانهاك البيئة التي تعيش فيها الأسماك وإعاقة الملاحة. هذه الاعشاب كانت بعبعاً يخيف مصر والسودان وكل جهدهم الا تتعدى خزان جبل الاولياء.

نجحت ابحاث بروفسير مجذوب  في  1978 م حيث احضر من امريكا المكافحة الاحيائية التي تتمثل في سوستين من رتبة غمدية الأجنحة وفراشة من رتبة حرشفية الاجنحة (انا هنا انقل من ب .نبيل مش فاهم المهم السوسة  والفراشة ديل كان لاقوني بالدرب ما بعرفهم) لله دركم علماء بلادي.

 هذه الحشرات تتغذى على ورد النيل واطلقها ب مجذوب في النيل الابيض لتاكل هذه العشبة وتقضي عليها ويعود للنهر فوائده من ملاحة وسمك وحفظ الماء وجريانه.

يقول ب خضر جبريل لو لا عناية الله باكتشاف بروف مجذوب لكانت كارثة في مطلع الثمانينات حين اندلع التمرد وصعب رش النيل الابيض جنوب كوستي. ويذكر خضر المانيا ويشكرها على دعم مكافحة اعشاب النيل او ورد النيل لعشرات السنين.

في مقال د.نبيل يسأل من يصرف ما جناه السودان من بروف مجذوب في هذا الاكتشاف ، وطبعاً له ابحاث اخرى في البودا والمسكيت، قدّر بروف نبيل الفائدة المادية بما لا يقل عن 100 مليار دولار. ويسأل ماذا قدمت له الدولة؟

قطعاً العارفين لفضل الرجل من العلماء اعطوه حقه من التقدير والاشادة. لكن نبيل في مقاله خاطب رئاسة الجمهورية لتكريم الرجل او ترشيحه لجائزة هالمية او اطلاق اسمه على مؤسسة علمية ضخمة. ويقول نبيل لو بيدي لسميت النيل الابيض مجذوب عمر بشير.

ذهب الرجل الى ربه وعنده الرحمة والمغفرة ومضاعفة الأجر . وهنا لم يفت شيء يمكن ان نحفظ للرجل مكانته ونعوض اسرته ما لحق بها من وقت اقتطعه منها لهذه الابحاث . ماذا لو جعلنا من فقد هذا العالم بداية لجهة علمية معتبرة توقف للعلماء وتنشر ابحاثهم وما حققوه من فوائد اتصلح بها حال الأمة؟

مركز ابحاث بروفسير مجذوب عمر بشير التطبيقي

45 يوما ليست كثيرة

 45 يوما ليست كثيرة

 

       لا مانع من أن يبدأ تاريخ السودان من تغريدة الرئيس الامريكي ترامب التي حركت ملايين الشعب السوداني ونثرَ كلٌ بضاعته اليمين واليسار. ما لم يتسامى الفريقان عن الصغائر والغيرة والكراهية وتسجيل الاهداف والسعي لإجتثاث الآخر لن تقوم لهذه البلاد المُتربص بها قائمة. (الحمد لله اصبحوا اثنين بعد اختفاء الطائفية ،رحمها الله وطيب مرقدها).

    يكتمل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد سلسلة إجراءات من الرئيس الامريكي والكونغرس في مدة أقصاها 45 يوماً. قلت الرئيس الامريكي ولم اقل ترامب ربما يذهب في الانتخابات الى بيته وليس البيت الابيض.

     فرح اليسار، الحاكم الآن، يحتاج الى ضبط وان يعمل حسابه في تصرفاته ومنطق حكمه. عواقب ونتيجة رفع الدعم ليست محسومة تماماً ولو بنسبة قليلة كل شيء وارد في السياسة. عليه النغمة السائدة الآن في إعلام البسار جرعة ليست عاقلة واعتبر بعضهم تغريدة ترامب نصراً كبيراً وهللوا لها (طبعا لم يكبروا) وبدأت تخرج عبارات المنتصر وكأنهم حلوا كل مشاكل السودان وما بقي لهم الا الفتك بالخصوم واقصائهم. متناسين ما جره اتفاق جوبا على السودان من مشاكل في الشمال والشرق وفي كثير من الجهات. ومتناسين الحال الاقتصادي البائس. إن فشل رفع اسم السودان من القائمة، لا قدر الله ، ستكون شماتة غير الحاكمين او المهمشين كبيرة وربما تكون القشة التي تخرج قحت وتقيمها من كراسيها.

      بالمقابل على خصوم قحت ألا تغضبهم فرحة الخصم ويكيلوا له مما يعلمون من دسائس. هناك طرف ثالث غير اليمين واليسار اسمه الوطن يجب ان يعمل الجميع لمصلحته قبل مصالح الاحزاب التي ما جنت من مصالحها الا دمار الوطن. لماذا لا يشجع خصوم قحت اللعبة الحلوة وإن فشلت النتيجة،لا سمح الله، فليشمتوا ما شاء الله لهم ان يشمتوا في خصومهم وليقولوا لهم : يداك اوكتا وفوك نفخ هذه العقوبات كنتم سببها يوم كنتم معارضين للانقاذ والوطن ولم تفرقوا بين الانقاذ والوطن وجرحتم الوطن في خاصرته وقزمتموه.

 الطريق الثالث كما يقول الأخ بكري المدني.

 السودان ليس ملكا للحزب الشيوعي وتوابعه من اليسار وانفار الجمهوريين وأيضا ليس حكراً للاسلاميين، هناك شعب يريد ان يرى وطناً معافى وطن يعمل الكل لمصلحته اولاً ، لا تعذيب لا تهريب لا محاباة لا مجاملة لا قبلية نريد كل يعمل في مجاله بكل اخلاص.

  لماذا لا يكف اليسار عن القرارات المستفزة كتعيين القراي وشاكلته وتكوين اللجان من غير المختصين ولماذا التلهف الى الكيكة اينما وضعت؟ اليس هذا ما كانوا يعيبونه على حكم الانقاذ؟

      ثم ثانياً لماذا لا تنشر حكومة قحت انجازاتها السابقة وما تنوي عمله واولوياتها أما كفاها طق حنك كل هذه المدة وما تُخرِج من سينات سنفعل سنعبر سننتصر. اضيف ليها سيناً جديدة ، سننتظر رفع امريكا.

ولماذا يُعجب الانقاذيون فشل قحت؟

 

45 يوما ليست كثيرة

 

       لا مانع من أن يبدأ تاريخ السودان من تغريدة الرئيس الامريكي ترامب التي حركت ملايين الشعب السوداني ونثرَ كلٌ بضاعته اليمين واليسار. ما لم يتسامى الفريقان عن الصغائر والغيرة والكراهية وتسجيل الاهداف والسعي لإجتثاث الآخر لن تقوم لهذه البلاد المُتربص بها قائمة. (الحمد لله اصبحوا اثنين بعد اختفاء الطائفية ،رحمها الله وطيب مرقدها).

    يكتمل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد سلسلة إجراءات من الرئيس الامريكي والكونغرس في مدة أقصاها 45 يوماً. قلت الرئيس الامريكي ولم اقل ترامب ربما يذهب في الانتخابات الى بيته وليس البيت الابيض.

     فرح اليسار، الحاكم الآن، يحتاج الى ضبط وان يعمل حسابه في تصرفاته ومنطق حكمه. عواقب ونتيجة رفع الدعم ليست محسومة تماماً ولو بنسبة قليلة كل شيء وارد في السياسة. عليه النغمة السائدة الآن في إعلام البسار جرعة ليست عاقلة واعتبر بعضهم تغريدة ترامب نصراً كبيراً وهللوا لها (طبعا لم يكبروا) وبدأت تخرج عبارات المنتصر وكأنهم حلوا كل مشاكل السودان وما بقي لهم الا الفتك بالخصوم واقصائهم. متناسين ما جره اتفاق جوبا على السودان من مشاكل في الشمال والشرق وفي كثير من الجهات. ومتناسين الحال الاقتصادي البائس. إن فشل رفع اسم السودان من القائمة، لا قدر الله ، ستكون شماتة غير الحاكمين او المهمشين كبيرة وربما تكون القشة التي تخرج قحت وتقيمها من كراسيها.

      بالمقابل على خصوم قحت ألا تغضبهم فرحة الخصم ويكيلوا له مما يعلمون من دسائس. هناك طرف ثالث غير اليمين واليسار اسمه الوطن يجب ان يعمل الجميع لمصلحته قبل مصالح الاحزاب التي ما جنت من مصالحها الا دمار الوطن. لماذا لا يشجع خصوم قحت اللعبة الحلوة وإن فشلت النتيجة،لا سمح الله، فليشمتوا ما شاء الله لهم ان يشمتوا في خصومهم وليقولوا لهم : يداك اوكتا وفوك نفخ هذه العقوبات كنتم سببها يوم كنتم معارضين للانقاذ والوطن ولم تفرقوا بين الانقاذ والوطن وجرحتم الوطن في خاصرته وقزمتموه.

 الطريق الثالث كما يقول الأخ بكري المدني.

 السودان ليس ملكا للحزب الشيوعي وتوابعه من اليسار وانفار الجمهوريين وأيضا ليس حكراً للاسلاميين، هناك شعب يريد ان يرى وطناً معافى وطن يعمل الكل لمصلحته اولاً ، لا تعذيب لا تهريب لا محاباة لا مجاملة لا قبلية نريد كل يعمل في مجاله بكل اخلاص.

  لماذا لا يكف اليسار عن القرارات المستفزة كتعيين القراي وشاكلته وتكوين اللجان من غير المختصين ولماذا التلهف الى الكيكة اينما وضعت؟ اليس هذا ما كانوا يعيبونه على حكم الانقاذ؟

      ثم ثانياً لماذا لا تنشر حكومة قحت انجازاتها السابقة وما تنوي عمله واولوياتها أما كفاها طق حنك كل هذه المدة وما تُخرِج من سينات سنفعل سنعبر سننتصر. اضيف ليها سيناً جديدة ، سننتظر رفع امريكا.

ولماذا يُعجب الانقاذيون فشل قحت؟

 

الوقود وقود ثورة

 

الوقود وقود ثورة

 

       من طرائف الواتساب صورة تاكسي أصفر قديم لا لوحات له ولا زجاج خلفي وينال نصيبه من البنزين حسب الصف الذي بقي فيه اياماً. معلوم هدف هذا البنزين لن يساهم في نقل طالب ولا مريض فهو ليس وسيلة مواصلات اصلاً. ستباع هذه الحصة في السوف الاسود . ولماذا السوق الاسود؟

  حيلة امنية درجت عليها الأجهزة الأمنية كلما ارادت ان ترفع سعر سلعة غاز او بنزين او جازولين أحدثت ندرة فائقة فيها لترى بعض الناس يشترونها باضعاف سعرها ، ويكون رد الجهات الامنية : ما دام مستعدين تشترونها بهذا الثمن ما رائكم ان نوفرها لكم بسعر اقل منه ولكنه ضعق السعر القديم؟

منطق امني في رأيي غير مدروس اقتصادياً وحل فطير.

     الآن ومنذ اكثر من اسبوعين أزمة وقود حادة وصفوف تخجّل ، طبعاً الحكومات لاتخجل ولا تعتذر، وهم كأفراد أمورهم ماشة. هل رايتم سيارة حكومية قاطعة بنزين؟

   هل يهلم القائمون على الأمر ، طيب الراقدون جنب الأمر، هل يعلمون مضاعفات هذا التصرف البائس وفي كم من المشاكل تسبب؟ والذين يتحدثون عن رفع الدعم وتحرير سوق المحروقات بنزين وجازولين هل حسبوا ما يترتب على ذلك من التضخم والغلاء وفقدان العملة لقيمتها يوم تنتشر الشركات المستوردة للوقود في الاسواق لشراء الدولار من السوق الاسود وكم سترفع قيمته لتربح؟ وما أثر ذلك على الحياة وغلاء الاسعار وانعدام المواصلات وقلة الانتاج وتسيب الموظفين الذين خدعوهم بزيادة الرواتب 569 % ووجدوها اقل من القديم بعد اشتعال الاسواق والغلاء الذي طال كل شيء. وما عادت تكفي بند المواصلات.

   هل في القوم اقتصاديون بحق ام هواة؟ لماذا تكرار الخطأ؟ وتجريب المجرب؟ الا توجد حلول أخرى؟ وما المانع من تنفيذها؟

    انتاج الذهب وحده اذا ما أُحسن استغلاله كفيل بتغيير وجه الاقتصاد في هذه البلاد؟ مقدرة بنك السودان على شراء كل الذهب ومن يقف عائقا ضد ذلك؟ هل هناك مستفيدون من الذهب وهم اقوى من الحكومة او للحكومة مصلحة في تصدير الذهب بهذه الطرق التي لا تعود على البلاد بفائدة؟

    اذا ما احسن (الراقدون) على الأمر ووحدوا كلمتهم واصبحوا حكومة حق ، يمكن ان يرشد انتاج الذهب والذي بلغ في سنة من السنوات 200 طن لم تستفد البلاد منها شروى نقير وذهبت الى غير مكانها الطبيعي. والفطامة قاسية سيحرس اقوام مصالحهم بالجيوش والتاتشرات.

الحلول الاقتصادية معروفة  مهما حاول البعض تحججاً بالحصار يا ما دول انكفت على نفسها اقتصادياً سنوات واصبحت مارداً اقتصاديا يحسب العالم له الف حساب. ولكن قادها رجال لا يعرفون الا الوطن ولا يخافون الا الله وبعضهم يخاف التاريخ.

 اي تهور وزيادة في اسعار الوقود ستكون نهاية الزراعة ونهاية الزراعة تعني نهاية التجارة وتتراصع قطع الدمينو . والانهيار.

زيادة أسعار الوقود هي القشة التي ستقصم ظهر العنز.

 

اين عقلاء بلادنا؟

 

اين عقلاء بلادنا؟

 

       طال انتظار السودانيين لعبور الحكومة الانتقالية الذي وعد به رئيس الحكومة الانتقالية كثيرا. ويدلاً من العبور اكتشفوا انهم يسيرون في متاهة جبلية وان العبور صار صعباً جداً بل هم في هاوية يصعب النجاة منها ان هم استمروا محاولين العبور مع حمدوك، الذي تاه عليه الدرب وتعب من البحث عن العبور وانه واضع يديه فوق رأسه ويقول :(ارماني شنو في المصيبة دي؟) مفترضاً فيه الصحو.

 الوضع الآن بشبه اجماع السودان في أسوأ حالته داخلياً وخارجياً . خارجياً فقد الصين الصديق القديم وجرى وراء الغرب الليئم والذي ليس في قلبه رحمة لحليف ولا يعرف الا الابتزاز واذلال الضحية. بالله اليس واهم من يريد ان يخرج من امريكا بمصلحة وطنية وها هي كلما نفذوا لها طلبا اشترطت آخر ويستاهل الذي يدفع بلا مقابل. أما الحليف العربي الذي كانت قحت تبني عليه الامال وتنتظر منه مليارات الدولارات ادار اليهم ظهره بعنف وشترط ويشترط ولم  يبق له الا شرط واحد (حفتر) رئيساً والا موتوا بفقركم وضائقاتكم من الوقود والدقيق وما جرت من ضائقات.

   كيف يدافع عاقل عن الحكومة الانتقالية وهي تحتضر وربما تنتحر ان ئيست من الشفاء ، وهي التي اعترفت بأن كثيرا مما فعلت كان خطأ. وبدأت تعتذر الى ان جاءت الطامتين الكبيرتين تعيين الولاة المدنيين واتفاق جوبا كلا الحدثين فتحا الباب ليخرج الناس ما في صدورهم من غل على قحت. التي تسببت في الانهيار الاقتصادي وتدني العملة الوطنية الى الحضيض وارتفاع التضخم الى 212 %.

   ليس من العدل ولا العقل ان يعلق من ادعى الاصلاح يعلق كل عجزه على النظام البائد وهذا الذي نحن فيه جعل الشعب يعض اصابع الندم بأن بدل سيئاً والسوء هتا نسبي بدله بأسوأ منه استلمت قحط الدولار في السوق الموازي (بلا موازي بلا فلسفة في السوق الاسود) 70 جنيها اليوم تعدى 260 جنيهاً.

 لماذا هذا السودان رهينة للسياسيين او للاحزاب التي لا تعرف الا نفسها والخراب؟ اين عقلاء هذه البلاد من غير الجزبيين؟ ألا يمكن ان تدير المرحلة الانتقالية بفريق عمل جديد واصلاح كل تشوهات الفترة الانتقالية. واولها مجلس السيادة الذي جعل للسودان احد عشر رئيسا بدل رئيس واحد كل واحد من هؤلاء يظن انه الرئيس ويستمتع بمخصصات الرئيس ويصرح كمان ويوعد. وآخرون يتظرون دورهم ليصبح مجلس السيادة 15 عضواً بالله اين الشفافية التي ثار الناس من اجلها انشروا للشعب تكلفة الحكم الان او ميزانية المجلسين السيادي و الوزراء. ثم التعديل الثاني الغاء الوثيقة الدستورية بكل نسخها المختلف عليها والتي فصلت تفصيلاً.

لابد من حركة تصلح كل تشوهات الحكمين الانقاذي والقحاتي. وبهذه البلاد كفاءات وكلما ذكرت الكفاءات تحركت الكفوات. اليس في هذه البلاد مستقلون لا يعرفون الاحزاب ليملأوا هذا الفراغ وينتشلوا هذه البلاد من هذه الحفرة؟

كنت اريد ان اكتب ينقذوا بدل ينتشلوا ولكن خشيت واستحيت من بعض فعل الذين ادعوا الانقاذ قبلاً.

عودوا الى الله.

الخرطوم ليست نظيفة

 

 الخرطوم ليست نظيفة

 

        سأغرد بعيداً عن صفوف الخبز والبنزين والجازولين والدواء، وانقطاع الماء التي انطبق عليها حادثة الذي وزع المنشورات أوراق بيضاء بلا كتابة ولما سُئل قال وهذه حالة محتاجة كتابة؟ كان ذلك أيام حكم الرئيس نميري وما بكينا من حكم الا بكينا عليه. من السيء والأسوأ قدر هذا الشعب. كان الله في عونه.

   خلونا من الكلام الكبار كبار ونغرد في نقطة واحدة. وابدأها بسؤال هل منكم من مر بشارع من شوارع الخرطوم، عاصمة اللات الثلاثة والانهار الثلاثة، واعجبته نظافة الشارع وخلوه من الكوش؟ نستثني شارع النيل. أو الانترلوك المبعثر (وقود الثورة). هل رأيتم شارعاً مكتمل العرض كما أنشي ولم تأخذ الاتربة والتراب مترا من كل جانب من جانبيه. يعني لو الشارع سُفلت 7 أمتار اليوم تجده اقل من خمس أمتار والباقي تحت التراب بالله كم مليار من الجنيهات هذه التي ترقد تحت مخدة الكسل السوداني المنكور وسوء الإدارة المستمر؟

  نأتي للخبر الذي حرك كل هذا تقول ولاية الخرطوم أنها رفعت مرتبات عمال النظافة من 1500ج الى 3000 ج (بالله زيادة 100 % ما شاء الله) أسألك بالله يا من وقعت على هذه الزيادة كم تكلف وجبة من وجباتك المدفوعة من خزينة الدولة؟ كيف يعمل عامل بمرتب شهري 3000 ج أي بمعدل مية جنيه في اليوم لا تكفي لأي بند من بنود المعيشة ولا تكفي لفطوره اثناء ساعات العمل وماذا يحمل لعياله آخر اليوم. هل سيحمل لهم الوطنية؟ 

 هذا الأسلوب لا ينظف مدينة فلا بد من أسلوب نظافة آخر طبعاً جربت هيئة نظافة الخرطوم قبل ذلك جمع رسوم النفايات بالقوة والجبر دون خدمة تساوي ما يدفع المواطن وجعلوا لها نيابة كل ذلك فشل لأنها رسوم بلا مقابل.

    لابد من أسلوب آخر وجعل هذه الخدمة محفزة ونجعل منها مصدر دخل للكثيرين ونرى الآن في الشوارع من يجمع قوارير البلاستيك واحدة واحدة ليبيعها لمن يوردها لمصانع البلاستيك لتعيد تدويرها. ويمكن ان يجمع آخر الورق وآخر الصفيح وثالث قطع الحديد ورابع الزجاج. وكلها يمكن الاستفادة منها مرة أخرى بطرق علمية وتجارية.

    المواطن لن يدفع دون مقابل لما يدفع. سيدفع رسوم النفايات بطيب خاطر إذا جاءه من يأخذ نفاياته يومياً وفي ساعة معينة. ولتأخذ لجان الخدمات والتغيير هذا المشروع كل حي او مربع يتفق مع من له وسيلة نقل يجمع لها العمال النفايات بعد فرزها (حديد، خشب، ورق، كرتون، أكياس) بعد عملية الفرز تكون هناك أماكن تجميع معلومة لكل حي تسلم فيها باقي النفايات لعربة المحلية التي تخرج بها الى المكبات الكبيرة وكل ذلك ليلاً.

حيث تكون الشوارع صباحاً نظيفة نظافة تامة ليس فيها كوّش. ثم تأتي معالجة تراب الشوارع والانترلوك.

أخشى ان يحتاج الشباب للانترلوك قريباً.