الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

عليه ابكوا واعتذروا ب مجذوب عمر بشير

 عليه ابكوا واعتذروا

ب مجذوب عمر بشير

 

       فقدت البلاد بالأمس عالماً ، شخصياً لم اسمع به الا أمس، والملايين مثلي ولكنهم يعرفون اسماء السياسيين والفنانيين واللاعبيين لهم الاحترام كل بقدر عطائه. غير ان كل عطاء الفيئات الثلاثة لا يساوي عطاء فقيد الأمس.

معلوماتي عن الفقيد من مقال للبروفسير نبيل حامد حسن بشير كتبه 2010 م واعاد نشره بالامس بمناسبة وفاة عالمنا موضوع المقال. واستعنت بعالم آخر هو ب.خضر جبريل للاستزادة بمعلومات التواريخ والارقام التي خلا منها مقال بروفسير نبيل الا القليل. 

كنا نسمع باعشاب النيل وأخيرا علمت ان اسمها ورد النيل هذه الاعشاب في النيل الابيض منذ عشرينات القرن الماضي يقال جاء بها عدو  وبذرها في النيل الابيض لتقضي عليه وهذه الاعشاب كلفت السودان كثيرا من الاموال خمسة ملايين دولار سنوياً 5000000 $ لمكافحتها وكانت تكلفة مكافحتها بمادة كيماوية مركب 24D  ترش بطائرات على الاعشاب ولا تقضي عليها ولكنها تقلل من اضرارها المتمثلة في التلوث وبخر المياه وانهاك البيئة التي تعيش فيها الأسماك وإعاقة الملاحة. هذه الاعشاب كانت بعبعاً يخيف مصر والسودان وكل جهدهم الا تتعدى خزان جبل الاولياء.

نجحت ابحاث بروفسير مجذوب  في  1978 م حيث احضر من امريكا المكافحة الاحيائية التي تتمثل في سوستين من رتبة غمدية الأجنحة وفراشة من رتبة حرشفية الاجنحة (انا هنا انقل من ب .نبيل مش فاهم المهم السوسة  والفراشة ديل كان لاقوني بالدرب ما بعرفهم) لله دركم علماء بلادي.

 هذه الحشرات تتغذى على ورد النيل واطلقها ب مجذوب في النيل الابيض لتاكل هذه العشبة وتقضي عليها ويعود للنهر فوائده من ملاحة وسمك وحفظ الماء وجريانه.

يقول ب خضر جبريل لو لا عناية الله باكتشاف بروف مجذوب لكانت كارثة في مطلع الثمانينات حين اندلع التمرد وصعب رش النيل الابيض جنوب كوستي. ويذكر خضر المانيا ويشكرها على دعم مكافحة اعشاب النيل او ورد النيل لعشرات السنين.

في مقال د.نبيل يسأل من يصرف ما جناه السودان من بروف مجذوب في هذا الاكتشاف ، وطبعاً له ابحاث اخرى في البودا والمسكيت، قدّر بروف نبيل الفائدة المادية بما لا يقل عن 100 مليار دولار. ويسأل ماذا قدمت له الدولة؟

قطعاً العارفين لفضل الرجل من العلماء اعطوه حقه من التقدير والاشادة. لكن نبيل في مقاله خاطب رئاسة الجمهورية لتكريم الرجل او ترشيحه لجائزة هالمية او اطلاق اسمه على مؤسسة علمية ضخمة. ويقول نبيل لو بيدي لسميت النيل الابيض مجذوب عمر بشير.

ذهب الرجل الى ربه وعنده الرحمة والمغفرة ومضاعفة الأجر . وهنا لم يفت شيء يمكن ان نحفظ للرجل مكانته ونعوض اسرته ما لحق بها من وقت اقتطعه منها لهذه الابحاث . ماذا لو جعلنا من فقد هذا العالم بداية لجهة علمية معتبرة توقف للعلماء وتنشر ابحاثهم وما حققوه من فوائد اتصلح بها حال الأمة؟

مركز ابحاث بروفسير مجذوب عمر بشير التطبيقي

ليست هناك تعليقات: