شباب رواندا وشبابنا
صورة شارع جميل، جميل لا تكفي جميل جداً وامرأة منحنية ويداها بين الزهور.
التعليق المصاحب يقول: في كيغالي عاصمة رواندا يوم السبت الأخير من كل شهر تُغلق
المحلات التجارية وتنعدم حركة السيارات من الساعة الثامنة صباحاً وحتى منتصف
النهار. حيث يخرج الشعب لزراعة الشتول وتنظيف الشوارع والحدائق العامة وهي عادات
ترسخت لدى الروانديين حتى الرئيس الدولة بول كاغامي وحرمه وكبار مسئولي الدولة
تعودوا على المشاركة في هذه العادة، في دولة توصف حكومتها بأنها واحدة من أكثر
الحكومات كفاءة ونزاهةً في افريقيا. أ.ه
رواندا خرجت من حرب أهلية مشهورة بين قبيلتي
الهوتو والتوتسي ولكنهم بعد الحرب تواثقوا على ان يتركوا الماضي وراء ظهورهم
ويبنوا دولتهم وهي الآن شامة افريقيا ومضرب المثل للحكم الراشد والدولة النظيفة
نظيفة حسياً ومعنوياً. ونحن نبحث عن واحدة ولا نجدها لا نظافة حسية ولا معنوية.
رغم اننا خرجنا من حكم آخره فاسد وأخشى ان نكون خرجنا الى حكم أفسد.
بعض شبابنا،
هداهم الله، جاؤوا بعادات غريبة أسوأها على الاطلاق الاحتجاج غير السلمي متمثلاً
في إغلاق الشوارع ليس بالوقفات الاحتجاجية كما يفعل كل راشد ولكن هؤلاء إذا انقطع
الماء في جنوب الخرطوم مثلاً قاموا عصرا بإغلاق الطرق الرئيسة، وإغلاقها بماذا؟
بالانترلوك الذي يخلعونه من الشارع يضعونه في وسط الطريق. خرابان أو ميتة وخراب
ديار. هؤلاء لا يفكرون في إعادة الانترلوك الى مكانه بعد انتهاء المهمة ولا يفكرون
في الوقت المهدر ولا تعطيل وسائل الإنتاج وما تحدثه المركبات في الطرق الترابية من
ازعاج وتلوث لأهل الاحياء المجاورة. طبعا أصحاب المركبات ينفذون الرجوع من الترس
خوفا على أنفسهم ومركباتهم من الحجارة التي تقذف على أي سيارة مخالفة لرأي شباب
بلادي. أليس هذا خللا امنياً لا يندرج في أي من أبواب الحرية والتغيير؟ أين حفظة
السلام من هؤلاء؟
كيف نصل بهؤلاء الى مرحلة شباب رواندا؟
نبدأ بالقدوة رئيس رواندا الآن وحرمه ورجال
دولته قدوة فعلية وليس للمظاهر، بعد ان وفروا متطلبات الحياة الأساسية من مأكل
ومشرب وأمن وكهرباء ومواصلات وتعليم وعلاج التفتوا الى الجماليات غرس الشتول
وتنظيف الشوارع.
القدوة اسرع وسائل التربية وهذا الشعب منذ
ان توقفت الحرب لم يمض عليه ربع قرن ووصل الى ما وصل اليه. كيف نحوّل
الشباب من محتج بوسائل قذرة الى شباب متفتح إيجابي يبني هذا الوطن الغني بكل شيء
الا المواطنة الصادقة وحب الوطن بعيداً عن التربية السياسية السالبة التي مازالت
ترزح مكانها.
ليس كل شبابنا سلبيون. نعم هناك شباب بنوا
كثيراُ عبر منظمات المجتمع المدني مثلاً شارع الحوادث، بنك الطعام، عديل المدارس
وغيرها كثير. في بعض القرى يقومون بأعمال جليلة ولكننا نطمع في المزيد واختفاء الظواهر
السالبة مثل حرق اللساتك وخلع الانترلوك.
شبابنا علموا
بعضكم البناء لا الهدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق