الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

التعليم تحت حذاء الانتقالية

 

التعليم تحت حذاء الانتقالية

 

كيف يبلغ البنيان تمامه ان كنت تبني وغيرك يهدم؟

هل فيكم من سمع بقرار واحد مدروس بعناية في صالح التعليم في هذه الفترة الانتقالية؟ هل سمعتم بغياب الجدول الزمني وكثرة قرارات التأجيل دون تحسبٍ للعواقب؟ دعوا كل هذا وتعالوا الى التحطيم الجد جد وتخريب القائم وتقزيم الأدوار للمؤسسات المتعوب عليها. مجلس المهن التربوية والتعليمية مثالاً.

بعد جهد جهيد وعمل دؤوب وطول انتظار وحاجة ماسة لمجلس المهن التربوية والتعليمية الذي تأخر 61 عاماً بعد المجلس البيطري 59 عاماً بعد المجلس الطبي. وبعد إجازته من المجلس الوطني وصدور قرار إنشائه بقانون مستمد من دستور السودان (يا اخوانا دستور السودان في ليه داعي مادام كل دستور يجد من لا يحترمه ويريد تغيره لدستور على مزاجه) المهم قام المجلس بالقانون الذي اتبعه لمجلس الوزراء وان تكون له شخصية اعتبارية مستقلة. وحدد مهامه في أن يكون المجلس مختصاً بوضع السياسة العامة وإقرارها والإشراف على الخطط والبرامج في:-

1.  مجال المهن التربوية والتعليمية. المحافظة على المستوى العلمي الرفيع للمعلمين وذلك عن طريق الاعتماد المهني لمؤسسات.

2.   إعداد المعلمين وتدريبهم وتأهيلهم بالتنسيق مع الجهات المختصة. وضع معايير التدريب والعمل على ترقية مهنة التعليم وتطويرها ودعم دور المعلم وتعزيزه.

3.   الموافقة على تسجيل المعلمين لمزاولة مهنة التدريس في المؤسسات التعليمية.

4.   القيام بتفتيش جميع المؤسسات التعليمية للمعلمين لتأكد من حسن الممارسة المهنية والالتزام بتطبيق المعايير والأسس والضوابط المقررة.

5.   عقد امتحانات التدرج المهني وفقاً لما ورد من مستويات التدرج وفقاً للقانون.

6.   وضع قواعد أخلاقيات المهنة وقواعد حمايتها بما يحافظ على شرف مهنة التعليم.

 إن القيام بالمهام والصلاحيات السابقة تتطلب أن يكون المجلس مستقلاً عن إي من الوزارات ذات الصلة.  

      بعد كل هذا الوضوح يأتي من يقرر بتبعية مجلس المهن التربوية والتعليمية الى وزارة التربية في سباحة عكس التيار ولا أدرى بمن استرشد واضع هذا القرار في سابقة لا مثيل لها في العالم ان يكون المجلس المهني تابع الى الجهة التنفيذية.

      لماذا استثنوا بعض المجالس المهنية وتركوها تابعة لمجلس الوزراء مثل المجلس الطبي والهندسي والبيطري هل لأن التعليم والتربية امران غير مُهِمين؟ أم (حقارة) بالتعليم والمعلمين؟ سؤال ما مصير مجلس المهن الموسيقية الى أي الوزارات سيتبع يا كباتن الفترة الانتقالية؟

       أليس في القوم رجل رشيد وسعيد يقول ارفعوا حذاءكم عن التعليم؟ ما لم يكن الهدف تحطيم أمة السودان بعوامل أخرى غير الجوع؟ لن تقوم لدولة قائمة مهما بلغت من قوة الاقتصاد ما لم تكن التربية والتعليم من أولوياتها.

على حكام الفترة الانتقالية ان يعلموا أنهم ليسوا خالدين وحتماً سيأتي من بعدهم من يُكَونوا لهم لجان إزالة التمكين القحتي وسرد شطحاتهم وخزيهم وعلى شاشات التلفزيون. اللهم الا إذا كانوا يملكون ضمانات من جهات عليا.

ويظل السودان في وحل الى يوم الدين كلما جاءت شلة لعنت اختها.

مرة واحدة اسمعوا النصح وصوبوا هذا القرار المعيب. واتبِعوا مجلس المهن التربوية والتعليمية والمجالس الأخرى الى مكانه الطبيعي مجلس الوزراء ليُقيم الوزارة وما تحتها.

اسمعونا مرة، مرة.

 

ليست هناك تعليقات: