الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

عليه ابكوا واعتذروا ب مجذوب عمر بشير

 عليه ابكوا واعتذروا

ب مجذوب عمر بشير

 

       فقدت البلاد بالأمس عالماً ، شخصياً لم اسمع به الا أمس، والملايين مثلي ولكنهم يعرفون اسماء السياسيين والفنانيين واللاعبيين لهم الاحترام كل بقدر عطائه. غير ان كل عطاء الفيئات الثلاثة لا يساوي عطاء فقيد الأمس.

معلوماتي عن الفقيد من مقال للبروفسير نبيل حامد حسن بشير كتبه 2010 م واعاد نشره بالامس بمناسبة وفاة عالمنا موضوع المقال. واستعنت بعالم آخر هو ب.خضر جبريل للاستزادة بمعلومات التواريخ والارقام التي خلا منها مقال بروفسير نبيل الا القليل. 

كنا نسمع باعشاب النيل وأخيرا علمت ان اسمها ورد النيل هذه الاعشاب في النيل الابيض منذ عشرينات القرن الماضي يقال جاء بها عدو  وبذرها في النيل الابيض لتقضي عليه وهذه الاعشاب كلفت السودان كثيرا من الاموال خمسة ملايين دولار سنوياً 5000000 $ لمكافحتها وكانت تكلفة مكافحتها بمادة كيماوية مركب 24D  ترش بطائرات على الاعشاب ولا تقضي عليها ولكنها تقلل من اضرارها المتمثلة في التلوث وبخر المياه وانهاك البيئة التي تعيش فيها الأسماك وإعاقة الملاحة. هذه الاعشاب كانت بعبعاً يخيف مصر والسودان وكل جهدهم الا تتعدى خزان جبل الاولياء.

نجحت ابحاث بروفسير مجذوب  في  1978 م حيث احضر من امريكا المكافحة الاحيائية التي تتمثل في سوستين من رتبة غمدية الأجنحة وفراشة من رتبة حرشفية الاجنحة (انا هنا انقل من ب .نبيل مش فاهم المهم السوسة  والفراشة ديل كان لاقوني بالدرب ما بعرفهم) لله دركم علماء بلادي.

 هذه الحشرات تتغذى على ورد النيل واطلقها ب مجذوب في النيل الابيض لتاكل هذه العشبة وتقضي عليها ويعود للنهر فوائده من ملاحة وسمك وحفظ الماء وجريانه.

يقول ب خضر جبريل لو لا عناية الله باكتشاف بروف مجذوب لكانت كارثة في مطلع الثمانينات حين اندلع التمرد وصعب رش النيل الابيض جنوب كوستي. ويذكر خضر المانيا ويشكرها على دعم مكافحة اعشاب النيل او ورد النيل لعشرات السنين.

في مقال د.نبيل يسأل من يصرف ما جناه السودان من بروف مجذوب في هذا الاكتشاف ، وطبعاً له ابحاث اخرى في البودا والمسكيت، قدّر بروف نبيل الفائدة المادية بما لا يقل عن 100 مليار دولار. ويسأل ماذا قدمت له الدولة؟

قطعاً العارفين لفضل الرجل من العلماء اعطوه حقه من التقدير والاشادة. لكن نبيل في مقاله خاطب رئاسة الجمهورية لتكريم الرجل او ترشيحه لجائزة هالمية او اطلاق اسمه على مؤسسة علمية ضخمة. ويقول نبيل لو بيدي لسميت النيل الابيض مجذوب عمر بشير.

ذهب الرجل الى ربه وعنده الرحمة والمغفرة ومضاعفة الأجر . وهنا لم يفت شيء يمكن ان نحفظ للرجل مكانته ونعوض اسرته ما لحق بها من وقت اقتطعه منها لهذه الابحاث . ماذا لو جعلنا من فقد هذا العالم بداية لجهة علمية معتبرة توقف للعلماء وتنشر ابحاثهم وما حققوه من فوائد اتصلح بها حال الأمة؟

مركز ابحاث بروفسير مجذوب عمر بشير التطبيقي

45 يوما ليست كثيرة

 45 يوما ليست كثيرة

 

       لا مانع من أن يبدأ تاريخ السودان من تغريدة الرئيس الامريكي ترامب التي حركت ملايين الشعب السوداني ونثرَ كلٌ بضاعته اليمين واليسار. ما لم يتسامى الفريقان عن الصغائر والغيرة والكراهية وتسجيل الاهداف والسعي لإجتثاث الآخر لن تقوم لهذه البلاد المُتربص بها قائمة. (الحمد لله اصبحوا اثنين بعد اختفاء الطائفية ،رحمها الله وطيب مرقدها).

    يكتمل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد سلسلة إجراءات من الرئيس الامريكي والكونغرس في مدة أقصاها 45 يوماً. قلت الرئيس الامريكي ولم اقل ترامب ربما يذهب في الانتخابات الى بيته وليس البيت الابيض.

     فرح اليسار، الحاكم الآن، يحتاج الى ضبط وان يعمل حسابه في تصرفاته ومنطق حكمه. عواقب ونتيجة رفع الدعم ليست محسومة تماماً ولو بنسبة قليلة كل شيء وارد في السياسة. عليه النغمة السائدة الآن في إعلام البسار جرعة ليست عاقلة واعتبر بعضهم تغريدة ترامب نصراً كبيراً وهللوا لها (طبعا لم يكبروا) وبدأت تخرج عبارات المنتصر وكأنهم حلوا كل مشاكل السودان وما بقي لهم الا الفتك بالخصوم واقصائهم. متناسين ما جره اتفاق جوبا على السودان من مشاكل في الشمال والشرق وفي كثير من الجهات. ومتناسين الحال الاقتصادي البائس. إن فشل رفع اسم السودان من القائمة، لا قدر الله ، ستكون شماتة غير الحاكمين او المهمشين كبيرة وربما تكون القشة التي تخرج قحت وتقيمها من كراسيها.

      بالمقابل على خصوم قحت ألا تغضبهم فرحة الخصم ويكيلوا له مما يعلمون من دسائس. هناك طرف ثالث غير اليمين واليسار اسمه الوطن يجب ان يعمل الجميع لمصلحته قبل مصالح الاحزاب التي ما جنت من مصالحها الا دمار الوطن. لماذا لا يشجع خصوم قحت اللعبة الحلوة وإن فشلت النتيجة،لا سمح الله، فليشمتوا ما شاء الله لهم ان يشمتوا في خصومهم وليقولوا لهم : يداك اوكتا وفوك نفخ هذه العقوبات كنتم سببها يوم كنتم معارضين للانقاذ والوطن ولم تفرقوا بين الانقاذ والوطن وجرحتم الوطن في خاصرته وقزمتموه.

 الطريق الثالث كما يقول الأخ بكري المدني.

 السودان ليس ملكا للحزب الشيوعي وتوابعه من اليسار وانفار الجمهوريين وأيضا ليس حكراً للاسلاميين، هناك شعب يريد ان يرى وطناً معافى وطن يعمل الكل لمصلحته اولاً ، لا تعذيب لا تهريب لا محاباة لا مجاملة لا قبلية نريد كل يعمل في مجاله بكل اخلاص.

  لماذا لا يكف اليسار عن القرارات المستفزة كتعيين القراي وشاكلته وتكوين اللجان من غير المختصين ولماذا التلهف الى الكيكة اينما وضعت؟ اليس هذا ما كانوا يعيبونه على حكم الانقاذ؟

      ثم ثانياً لماذا لا تنشر حكومة قحت انجازاتها السابقة وما تنوي عمله واولوياتها أما كفاها طق حنك كل هذه المدة وما تُخرِج من سينات سنفعل سنعبر سننتصر. اضيف ليها سيناً جديدة ، سننتظر رفع امريكا.

ولماذا يُعجب الانقاذيون فشل قحت؟

 

45 يوما ليست كثيرة

 

       لا مانع من أن يبدأ تاريخ السودان من تغريدة الرئيس الامريكي ترامب التي حركت ملايين الشعب السوداني ونثرَ كلٌ بضاعته اليمين واليسار. ما لم يتسامى الفريقان عن الصغائر والغيرة والكراهية وتسجيل الاهداف والسعي لإجتثاث الآخر لن تقوم لهذه البلاد المُتربص بها قائمة. (الحمد لله اصبحوا اثنين بعد اختفاء الطائفية ،رحمها الله وطيب مرقدها).

    يكتمل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد سلسلة إجراءات من الرئيس الامريكي والكونغرس في مدة أقصاها 45 يوماً. قلت الرئيس الامريكي ولم اقل ترامب ربما يذهب في الانتخابات الى بيته وليس البيت الابيض.

     فرح اليسار، الحاكم الآن، يحتاج الى ضبط وان يعمل حسابه في تصرفاته ومنطق حكمه. عواقب ونتيجة رفع الدعم ليست محسومة تماماً ولو بنسبة قليلة كل شيء وارد في السياسة. عليه النغمة السائدة الآن في إعلام البسار جرعة ليست عاقلة واعتبر بعضهم تغريدة ترامب نصراً كبيراً وهللوا لها (طبعا لم يكبروا) وبدأت تخرج عبارات المنتصر وكأنهم حلوا كل مشاكل السودان وما بقي لهم الا الفتك بالخصوم واقصائهم. متناسين ما جره اتفاق جوبا على السودان من مشاكل في الشمال والشرق وفي كثير من الجهات. ومتناسين الحال الاقتصادي البائس. إن فشل رفع اسم السودان من القائمة، لا قدر الله ، ستكون شماتة غير الحاكمين او المهمشين كبيرة وربما تكون القشة التي تخرج قحت وتقيمها من كراسيها.

      بالمقابل على خصوم قحت ألا تغضبهم فرحة الخصم ويكيلوا له مما يعلمون من دسائس. هناك طرف ثالث غير اليمين واليسار اسمه الوطن يجب ان يعمل الجميع لمصلحته قبل مصالح الاحزاب التي ما جنت من مصالحها الا دمار الوطن. لماذا لا يشجع خصوم قحت اللعبة الحلوة وإن فشلت النتيجة،لا سمح الله، فليشمتوا ما شاء الله لهم ان يشمتوا في خصومهم وليقولوا لهم : يداك اوكتا وفوك نفخ هذه العقوبات كنتم سببها يوم كنتم معارضين للانقاذ والوطن ولم تفرقوا بين الانقاذ والوطن وجرحتم الوطن في خاصرته وقزمتموه.

 الطريق الثالث كما يقول الأخ بكري المدني.

 السودان ليس ملكا للحزب الشيوعي وتوابعه من اليسار وانفار الجمهوريين وأيضا ليس حكراً للاسلاميين، هناك شعب يريد ان يرى وطناً معافى وطن يعمل الكل لمصلحته اولاً ، لا تعذيب لا تهريب لا محاباة لا مجاملة لا قبلية نريد كل يعمل في مجاله بكل اخلاص.

  لماذا لا يكف اليسار عن القرارات المستفزة كتعيين القراي وشاكلته وتكوين اللجان من غير المختصين ولماذا التلهف الى الكيكة اينما وضعت؟ اليس هذا ما كانوا يعيبونه على حكم الانقاذ؟

      ثم ثانياً لماذا لا تنشر حكومة قحت انجازاتها السابقة وما تنوي عمله واولوياتها أما كفاها طق حنك كل هذه المدة وما تُخرِج من سينات سنفعل سنعبر سننتصر. اضيف ليها سيناً جديدة ، سننتظر رفع امريكا.

ولماذا يُعجب الانقاذيون فشل قحت؟

 

الوقود وقود ثورة

 

الوقود وقود ثورة

 

       من طرائف الواتساب صورة تاكسي أصفر قديم لا لوحات له ولا زجاج خلفي وينال نصيبه من البنزين حسب الصف الذي بقي فيه اياماً. معلوم هدف هذا البنزين لن يساهم في نقل طالب ولا مريض فهو ليس وسيلة مواصلات اصلاً. ستباع هذه الحصة في السوف الاسود . ولماذا السوق الاسود؟

  حيلة امنية درجت عليها الأجهزة الأمنية كلما ارادت ان ترفع سعر سلعة غاز او بنزين او جازولين أحدثت ندرة فائقة فيها لترى بعض الناس يشترونها باضعاف سعرها ، ويكون رد الجهات الامنية : ما دام مستعدين تشترونها بهذا الثمن ما رائكم ان نوفرها لكم بسعر اقل منه ولكنه ضعق السعر القديم؟

منطق امني في رأيي غير مدروس اقتصادياً وحل فطير.

     الآن ومنذ اكثر من اسبوعين أزمة وقود حادة وصفوف تخجّل ، طبعاً الحكومات لاتخجل ولا تعتذر، وهم كأفراد أمورهم ماشة. هل رايتم سيارة حكومية قاطعة بنزين؟

   هل يهلم القائمون على الأمر ، طيب الراقدون جنب الأمر، هل يعلمون مضاعفات هذا التصرف البائس وفي كم من المشاكل تسبب؟ والذين يتحدثون عن رفع الدعم وتحرير سوق المحروقات بنزين وجازولين هل حسبوا ما يترتب على ذلك من التضخم والغلاء وفقدان العملة لقيمتها يوم تنتشر الشركات المستوردة للوقود في الاسواق لشراء الدولار من السوق الاسود وكم سترفع قيمته لتربح؟ وما أثر ذلك على الحياة وغلاء الاسعار وانعدام المواصلات وقلة الانتاج وتسيب الموظفين الذين خدعوهم بزيادة الرواتب 569 % ووجدوها اقل من القديم بعد اشتعال الاسواق والغلاء الذي طال كل شيء. وما عادت تكفي بند المواصلات.

   هل في القوم اقتصاديون بحق ام هواة؟ لماذا تكرار الخطأ؟ وتجريب المجرب؟ الا توجد حلول أخرى؟ وما المانع من تنفيذها؟

    انتاج الذهب وحده اذا ما أُحسن استغلاله كفيل بتغيير وجه الاقتصاد في هذه البلاد؟ مقدرة بنك السودان على شراء كل الذهب ومن يقف عائقا ضد ذلك؟ هل هناك مستفيدون من الذهب وهم اقوى من الحكومة او للحكومة مصلحة في تصدير الذهب بهذه الطرق التي لا تعود على البلاد بفائدة؟

    اذا ما احسن (الراقدون) على الأمر ووحدوا كلمتهم واصبحوا حكومة حق ، يمكن ان يرشد انتاج الذهب والذي بلغ في سنة من السنوات 200 طن لم تستفد البلاد منها شروى نقير وذهبت الى غير مكانها الطبيعي. والفطامة قاسية سيحرس اقوام مصالحهم بالجيوش والتاتشرات.

الحلول الاقتصادية معروفة  مهما حاول البعض تحججاً بالحصار يا ما دول انكفت على نفسها اقتصادياً سنوات واصبحت مارداً اقتصاديا يحسب العالم له الف حساب. ولكن قادها رجال لا يعرفون الا الوطن ولا يخافون الا الله وبعضهم يخاف التاريخ.

 اي تهور وزيادة في اسعار الوقود ستكون نهاية الزراعة ونهاية الزراعة تعني نهاية التجارة وتتراصع قطع الدمينو . والانهيار.

زيادة أسعار الوقود هي القشة التي ستقصم ظهر العنز.

 

اين عقلاء بلادنا؟

 

اين عقلاء بلادنا؟

 

       طال انتظار السودانيين لعبور الحكومة الانتقالية الذي وعد به رئيس الحكومة الانتقالية كثيرا. ويدلاً من العبور اكتشفوا انهم يسيرون في متاهة جبلية وان العبور صار صعباً جداً بل هم في هاوية يصعب النجاة منها ان هم استمروا محاولين العبور مع حمدوك، الذي تاه عليه الدرب وتعب من البحث عن العبور وانه واضع يديه فوق رأسه ويقول :(ارماني شنو في المصيبة دي؟) مفترضاً فيه الصحو.

 الوضع الآن بشبه اجماع السودان في أسوأ حالته داخلياً وخارجياً . خارجياً فقد الصين الصديق القديم وجرى وراء الغرب الليئم والذي ليس في قلبه رحمة لحليف ولا يعرف الا الابتزاز واذلال الضحية. بالله اليس واهم من يريد ان يخرج من امريكا بمصلحة وطنية وها هي كلما نفذوا لها طلبا اشترطت آخر ويستاهل الذي يدفع بلا مقابل. أما الحليف العربي الذي كانت قحت تبني عليه الامال وتنتظر منه مليارات الدولارات ادار اليهم ظهره بعنف وشترط ويشترط ولم  يبق له الا شرط واحد (حفتر) رئيساً والا موتوا بفقركم وضائقاتكم من الوقود والدقيق وما جرت من ضائقات.

   كيف يدافع عاقل عن الحكومة الانتقالية وهي تحتضر وربما تنتحر ان ئيست من الشفاء ، وهي التي اعترفت بأن كثيرا مما فعلت كان خطأ. وبدأت تعتذر الى ان جاءت الطامتين الكبيرتين تعيين الولاة المدنيين واتفاق جوبا كلا الحدثين فتحا الباب ليخرج الناس ما في صدورهم من غل على قحت. التي تسببت في الانهيار الاقتصادي وتدني العملة الوطنية الى الحضيض وارتفاع التضخم الى 212 %.

   ليس من العدل ولا العقل ان يعلق من ادعى الاصلاح يعلق كل عجزه على النظام البائد وهذا الذي نحن فيه جعل الشعب يعض اصابع الندم بأن بدل سيئاً والسوء هتا نسبي بدله بأسوأ منه استلمت قحط الدولار في السوق الموازي (بلا موازي بلا فلسفة في السوق الاسود) 70 جنيها اليوم تعدى 260 جنيهاً.

 لماذا هذا السودان رهينة للسياسيين او للاحزاب التي لا تعرف الا نفسها والخراب؟ اين عقلاء هذه البلاد من غير الجزبيين؟ ألا يمكن ان تدير المرحلة الانتقالية بفريق عمل جديد واصلاح كل تشوهات الفترة الانتقالية. واولها مجلس السيادة الذي جعل للسودان احد عشر رئيسا بدل رئيس واحد كل واحد من هؤلاء يظن انه الرئيس ويستمتع بمخصصات الرئيس ويصرح كمان ويوعد. وآخرون يتظرون دورهم ليصبح مجلس السيادة 15 عضواً بالله اين الشفافية التي ثار الناس من اجلها انشروا للشعب تكلفة الحكم الان او ميزانية المجلسين السيادي و الوزراء. ثم التعديل الثاني الغاء الوثيقة الدستورية بكل نسخها المختلف عليها والتي فصلت تفصيلاً.

لابد من حركة تصلح كل تشوهات الحكمين الانقاذي والقحاتي. وبهذه البلاد كفاءات وكلما ذكرت الكفاءات تحركت الكفوات. اليس في هذه البلاد مستقلون لا يعرفون الاحزاب ليملأوا هذا الفراغ وينتشلوا هذه البلاد من هذه الحفرة؟

كنت اريد ان اكتب ينقذوا بدل ينتشلوا ولكن خشيت واستحيت من بعض فعل الذين ادعوا الانقاذ قبلاً.

عودوا الى الله.

الخرطوم ليست نظيفة

 

 الخرطوم ليست نظيفة

 

        سأغرد بعيداً عن صفوف الخبز والبنزين والجازولين والدواء، وانقطاع الماء التي انطبق عليها حادثة الذي وزع المنشورات أوراق بيضاء بلا كتابة ولما سُئل قال وهذه حالة محتاجة كتابة؟ كان ذلك أيام حكم الرئيس نميري وما بكينا من حكم الا بكينا عليه. من السيء والأسوأ قدر هذا الشعب. كان الله في عونه.

   خلونا من الكلام الكبار كبار ونغرد في نقطة واحدة. وابدأها بسؤال هل منكم من مر بشارع من شوارع الخرطوم، عاصمة اللات الثلاثة والانهار الثلاثة، واعجبته نظافة الشارع وخلوه من الكوش؟ نستثني شارع النيل. أو الانترلوك المبعثر (وقود الثورة). هل رأيتم شارعاً مكتمل العرض كما أنشي ولم تأخذ الاتربة والتراب مترا من كل جانب من جانبيه. يعني لو الشارع سُفلت 7 أمتار اليوم تجده اقل من خمس أمتار والباقي تحت التراب بالله كم مليار من الجنيهات هذه التي ترقد تحت مخدة الكسل السوداني المنكور وسوء الإدارة المستمر؟

  نأتي للخبر الذي حرك كل هذا تقول ولاية الخرطوم أنها رفعت مرتبات عمال النظافة من 1500ج الى 3000 ج (بالله زيادة 100 % ما شاء الله) أسألك بالله يا من وقعت على هذه الزيادة كم تكلف وجبة من وجباتك المدفوعة من خزينة الدولة؟ كيف يعمل عامل بمرتب شهري 3000 ج أي بمعدل مية جنيه في اليوم لا تكفي لأي بند من بنود المعيشة ولا تكفي لفطوره اثناء ساعات العمل وماذا يحمل لعياله آخر اليوم. هل سيحمل لهم الوطنية؟ 

 هذا الأسلوب لا ينظف مدينة فلا بد من أسلوب نظافة آخر طبعاً جربت هيئة نظافة الخرطوم قبل ذلك جمع رسوم النفايات بالقوة والجبر دون خدمة تساوي ما يدفع المواطن وجعلوا لها نيابة كل ذلك فشل لأنها رسوم بلا مقابل.

    لابد من أسلوب آخر وجعل هذه الخدمة محفزة ونجعل منها مصدر دخل للكثيرين ونرى الآن في الشوارع من يجمع قوارير البلاستيك واحدة واحدة ليبيعها لمن يوردها لمصانع البلاستيك لتعيد تدويرها. ويمكن ان يجمع آخر الورق وآخر الصفيح وثالث قطع الحديد ورابع الزجاج. وكلها يمكن الاستفادة منها مرة أخرى بطرق علمية وتجارية.

    المواطن لن يدفع دون مقابل لما يدفع. سيدفع رسوم النفايات بطيب خاطر إذا جاءه من يأخذ نفاياته يومياً وفي ساعة معينة. ولتأخذ لجان الخدمات والتغيير هذا المشروع كل حي او مربع يتفق مع من له وسيلة نقل يجمع لها العمال النفايات بعد فرزها (حديد، خشب، ورق، كرتون، أكياس) بعد عملية الفرز تكون هناك أماكن تجميع معلومة لكل حي تسلم فيها باقي النفايات لعربة المحلية التي تخرج بها الى المكبات الكبيرة وكل ذلك ليلاً.

حيث تكون الشوارع صباحاً نظيفة نظافة تامة ليس فيها كوّش. ثم تأتي معالجة تراب الشوارع والانترلوك.

أخشى ان يحتاج الشباب للانترلوك قريباً.

 

أشد اتفاق جوبا عيوباً

 

أشد اتفاق جوبا عيوباً

 

 

        من ذكريات الغربة في نهاية السبعينات نقاش مع زميل العمل السوري وكان الحديث يومها عن القبول في الجامعات وشرحت لهم كيف التنافس على مقاعد الجامعة، في ذلك الزمان ومقابله، ان المنافسة حقيقية ولا يمكن ان يقبل أحد في جامعة الخرطوم الا بما حقق من درجات. وسألني: يعني ولد الرئيس لا يمكن ان يدخل الجامعة استثناءً ولو لم يحقق الدرجة المطلوبة؟ قلت: نعم مستحيل. وبعد استغراب منه قال: نحن في سوريا 25 % من مقاعد الجامعة لحزب البعث حصلوا او لم يحصلوا درجات.) وهذه سوريا اليوم كما ترون نتيجة طبيعية للتسلط).

    ما كنت أحسب ان أعيش لأرى وأقرا أن 15 % من مقاعد الجامعات وفي الكليات التطبيقية طب وهندسة ومثيلاتها سيكون محجوزاً لطلاب دارفور ولعشر سنوات تماماً. هذه ليست اتفاقية سلام هذه اتفاقية تخريب ثوابت ولن أتعدى هذا البند وآثاره وما سيحدث من خراب في الحياة كلها وليتبنى كل في تخصصه بنداً من بنود الاتفاق الأخرى.

    كيف مرَّ هذا البند على المتفاوضين وما هي آثاره على الحياة العلمية داخل الجامعات وهذا التمييز المعيب حتى للطلاب أنفسهم. ومن يصدق ان من دخل الجامعة بهذا البند لن يطالب بامتحانات خاصة ونسب نجاح خاصة. والويل لمن يتجرأ من الأساتذة ويعطي طالب القبول الدارفوري ما يستحق من الدرجات فسندخل في دوامة عنصرية داخل الجامعات: ليه ارسب علشان من دارفور؟ وليس هذا السبب ولكن السبب ان دخلها بلا استحقاقها. وبدلاً من حل مشاكل دارفور، ان كانت لها مشاكل حتى الآن، سنزيد المشكلة ونساعد باستمراريتها طول الوقت وتصبح ازمة دائمة هذا إذا استمر السودان موحداً.

    أليس في المتفاوضين عاقل ينتبه لمثل هذا البند واني اراه اشد البنود عيباً لا يهمني ان يعفى طالب دارفور من الرسوم ولو كان ابن أكبر تاجر في حين يدفع طالب باقي السودان الرسوم مهما كان فقيرا، هذه امرها سهل ويمكن ان ينسى بمجرد التخرج ولكن امر ان تقبل طالبا في كلية طب او هندسة او تربية دون استحقاق أكاديمي ستكون النتيجة ضرر مركب وطويل الأثر في الحياة ويولد اضرارا مضاعفة ومركبة.

     ثم ما تعريف طالب دارفور المطلوب للتمييز؟ من قبائلها؟ ام امتحن من مدارسها؟ وماذا لو كل الطلاب توجهوا ليمتحنوا للشهادة من مدرسة من مدارس دارفور؟ هل حُسبت هذه العواقب ام استعجال النتائج وتسجيل هدف نجاح واحد هو المطلوب بعد الفشل الاقتصادي والعدلي وكل ضروب الحياة

ثم هل هذه الاتفاقية بهذه الطريقة ملزمة لكل السودان؟ بعض من ناس جلسوا وتوافقوا مستعجلين ليقولوا حققنا السلام وادخلوا البلاد في ورطة. أي قصير نظر يمكنه ان يراها بداية تقسيم السودان الى دويلات. ماذا لو اجتمع نفس العدد من المتفاوضين وأصدروا اتفاقية مناهضة لهذه تماما ما يمنع ذلك.

لا يمكن ان تدار الدولة بهذه الطريقة.

 

أ.محمد ابراهيم الامام.... على الخط

 

أ.محمد ابراهيم الامام.... على الخط

 

 

        الاخ الكريم استاذ احمد...لك التحية والتقدير.

استمعت الى المربى الكبير الاستاذ محمد الشيخ مدنى عام 2001 في مؤتمر في ولاية الجزيرة وقد كان يعرض فيه تجربته (المدارس النموذجية) مقابل تجربة ولاية الجزيرة (تركيز بلا تميبز) .التى اعلنتها الاستاذة الفاضلة عليها رحمة الله ليلى احمد سعيد.

قبل ان اتناول التجربتين احب اقول ان مناقشة تجارب الولايات في مؤتمرات كهذه كانت ظاهرة صحية جدا. بكل اسف افتقدناه خلال هذا العام الدراسي المضطرب من عمر الحكومة الانتقالية. بالرغم من ان ما طرح خلاله من قضايا مصيرية اكثر خطورة من التجربتين موضوع حديثي..

في بلادي تحارب التجارب دون تقييم. وتلغى المناهج وتقزم بالقص والحذف دون ان تعرض على احد وهي الان تطرح للتنفيذ لتسرق بها ايام العام الدراسي الذى. لن يكون اكثر من 120 يوما بدلا عن 210 يوم.

استاذ احمد المساحة لا تكفى ان ابوح لكل ما اريد قوله في هذا المجال الذى ارى انه يساس ويدار بالعشوائية.

استاذ احمد ما جرى في التجربتين السابقتين وما يجرى الان .القاسم المشترك  في فشله هو النَفَس القصير وعدم التخطيط السليم الذى لا بقف عند الخطة فقط بل مدى توفر معينات النجاح لتلك الخطة والا اصبح الامر اهدارا للوقت والموارد ايا كانت. بما فيها اللوائح والقوانين ومهام المؤسسة والوصف الوظيفي لكل العاملين.

تجربة المدارس النموذجية في الخرطوم. وبما فهمته. من الاستاذ. قد كانت الخطوة الاولى للانطلاق الى جعل كل مدارس الولاية نموذجية. وكان راي الشخصي ان  النموذج لن يكون عاما. وعليه بهذا المعنى كنت استسيق فكرة تركيز بلا تمييز أكثر من فكرة المدارس النموذجية.

تخيل استأدى الى ان يحقق استاذنا الجليل هدفه ماذا سيحدث للمدارس الحكومية الاخرى؟ . اعتقد الاجابة كانت واضحة. و هي الهجرة من المدارس العادية. الى الفصول الخاصة في النموذجية والى المدارس الخاصة. في ظل تمييز غير إيجابي.

الغريبة في رده على احد اسئلتى اقر استاذ محمد بان تجربة الجزيرة هي التي تحقق العدالة والاستمرارية.

تجربة الجزيرة كانت تهدف الى تركيز اهتمام الولاية بالنهوض بكل المدارس دون تمييز. ولكن كما اشرت سابقا ان ما يعيبنا. اننا نطلق الفكرة هكذا ونشرع في تنفيذها دون ان نخضعها للدراسة للوقوف على فرص النجاح والتحديات..

ودون اي اعتبار للمدى الزمنى للخطط. طويلة متوسطة وقصيرة. بل نبدأ هكذا ونخلط بين مكونات ومطلوبات الفترات متعجلين النتائج ومصدرين الاحكام

لو كانت الجزيرة قامت بحصر كل الاحتياجات ووضعت الحكومة جدول اولويات والتزمت بما تخصصه من ميزانيات لكنا قد استطعنا ان ننجز شيئا ذا قيمة...بكل اسف نحن نعيش العشوائية في التخطيط وفي ترتيب افكارنا وادارة مواردنا بكل اسف.

تجربة المدارس النموذجية كان يمكن الاستعاضة عنها بمدارس الموهبة والتميز .اذا لم تكن قد انحرفت عن اهدافها.

تجربة المدارس النموذجية. أجهضها السلوك الإداري لبعض الوزراء والإداريين الذين جعلوا منها موردا ماليا بدعوى تطوير هذه المدارس ولكنه ذهب الى جيوبهم. بينما كان يمكن ان تؤهل كل مدرسة نموذجية مدرسة وبالتالي خلق بيئة نموذجية في كل المدارس. ولكن عدم وضوح الرؤية والقوانين هو افة النجاح في هذا البلد.

أ.محمد الشيخ مدني.... يُعقِّب

 

أ.محمد الشيخ مدني.... يُعقِّب

 

 

     وصلتني رسالة من الأستاذ محمد الشيخ مدني تعقيباً على مقالي بخصوص المدارس النموذجية ولأن الرسالة أطول من مساحة هذه الزاوية اتنازل عن الاطراء الذي خصني به واختصر ما يمكن اختصاره.

 (بعد هذه المقدمة التي أعتبرها واجباً نحو حديثك أرجو أن أعقّب على ما ذهبت إليه في التالي :

أولاً : لم يغب عن ذهننا في الوزارة أهمية توفير ميزانية محترمة جداً للتعليم ... لأننا نؤمن بأنه من البديهيات أن نهضة أي دولة لا يمكن أن تتم دون الاهتمام بالتعليم والصرف عليه كأولوية وبنسبة عالية من صرف ميزانية الدولة ... ولكن لعلنا جميعا ً نعلم الظروف الاقتصادية في البلد ، ونعلم أن القلم ليس بيد وزير التربية والتعليم ... ولهذا السبب تحديداً كان القرار التدرّج في تطبيق المدارس النموذجية ... وذكرت أن البداية كانت بست مدارس تضاعفت إلى إثنتي عشرة في العام التالي ، حتى وصلت إلى أربعين قبل أن تتوقف بفعل فاعل ... وهنا تستحضرني جلسة للمجلس التشريعي لولاية الخرطوم والتي كانت مخصصة للتعليم ... فاسهب الإخوة نواب المجلس في مطالبهم بجودة التعليم بالولاية والحماس له مطالبين بكل مطلوبات الجودة في التعليم ... وظللت صامتاً أستمع بتركيز شديد ... وعندما جاء دوري للتعقيب   ... أولاً وافقت وأمنت بصحة ومعقولية كل ما طرح من مداولات ... ثم قلت لهم : بما أنني معلم  حولت كل امانيكم الى ارقام  مجموعها في حدود 270 مليار بالقديم ... وطلبت منهم وهم الجهة التشريعية التي تجيز موازنة الولاية أن تعتمد هذا المبلغ في ميزانية وزارة التربية.  

ثانياً : أتفق معك تماماً أن واحدة من سلبيات تجربة المدارس النموذجية كانت في هجرة عدد كبير من طلاب الولايات النابهين للخرطوم ، بل وهجرة بعض الأسر للخرطوم من أجل التعليم لأبنائهم ... وأقول لك بكل صدق لقد كانت تلك الظاهرة واحدةً من هواجسنا ... ولذلك لم نتجاهلها ... ولأؤكد لك اهتمامنا بهذه الظاهرة ، وبالرغم من أن سياسات التعليم العام في السودان ليس  شأناً ولائي ... ولكن جرى تقليد في التعليم وهو قيام مؤتمر سنوي قومي لوزراء التربية والتعليم لكل الولايات ... ولم يمر مؤتمر دون أن أعرض على الإخوة وزراء التربية من الولايات تجربة ولاية الخرطوم في المدارس النموذجية ... ومؤشرات نجاحها ... وإقتراح لهم بالبدء في التعليم النموذجي في ولاياتهم بإنشاء مدرستين نموذجيتين (بنين ، بنات) بكل محلية ... ولم تستجب من الولايات غير ولاية نهر النيل وبدأت بمدرسة الشيخ حمد الثانوية بعطبرة ، ويشهد العطبراويون بنجاح التجربة ، ولكن بكل أسف فإن والي نهر النيل الحالي أيضاً تبنّت فكرة إلغاء المدارس النموذجية بولاية نهر النيل .

ثالثاً :  أوجه كل من يهمه امر التربية لبحث الطالب الباحث قمر الدين جمال عثمان ، الذي حاز به درجة الماجستير من جامعة الخرطوم في عام 2011م وكان البحث بعنوان : "معدّل الذكاء ومستوى الإبداع ومؤشر التحصيل الدراسي لدى طلبة المدارس الثانوية النموذجية مقارنة بطلبة المدارس الجغرافية بولاية الخرطوم"  . وبحث آخر أطروحة للطالب / إبراهيم عبد الرحيم إبراهيم محمود في عام 2012م التي إجازتها جامعة الخرطوم ومنحته بموجبها درجة الدكتوراه عن رسالته بعنوان :

"معدّل الذكاء وعلاقته بدرجة الإبداع والتحصيل الدراسي وبعض المتغيّرات الديمغرافية لطلاب المدارس الثانوية بولاية الخرطوم" ... حيث تطابقت نتيجة الرسالة مع رسالة الماجستير أعلاه).

 

 

  

 

محمد الشيخ مدني.... ولكن

 

محمد الشيخ مدني.... ولكن

 

 

     قرأت مقالاً جميلاً جمال لغة وترتيب أفكار للمربي الفاضل الأستاذ محمد الشيخ مدني يتحدث فيه عن تجربة المدارس النموذجية بولاية الخرطوم بوم كان وزيراً لتربية ولاية الخرطوم. مقارناً بينها وبين القبول الجغرافي الذي اعتمدته الآن ولاية الخرطوم لاغية المدارس النموذجية. ونظرت اليها أو كادت تقول سنكسح ونمسح كل ما فعله النظام البائد وما أسهل الكسح والمسح والهدم والردم وما أصعب البناء والابتكار.

   لا شك أي تجربة تربوية لن تكون كاملة وكل النظريات التربوية لها وعليها لصعوبة تطبيق معايير التربية على كل الناس وهم مختلفون في كثير. لكل انسان طبعه ولكل انسان مقدراته ولكل انسان ميوله ويصعب اكتشاف كل ذلك بنسبة تامة. لذا نجد تجربة المدارس النموذجية وحسب ما أورد الأستاذ مدني كانت فكرة صائبة وتدرجت بسرعة وانتشرت وكانت في طريقها لغاياتها ولو بعد حين.

ولكن

لا يعني ذلك أنى مع كل ما أورده الأستاذ مدني ولا أعفيه من مسئولية تدني التعليم الذي كان سائداً في المدارس الحكومية وكادت الإنقاذ ان ترفع يدها عن التعليم والصحة تماما تاركة كليهما للقطاع الخاص وهو لعمري شيء عجيب وغريب. إذا لم تصرف الدولة وحكومتها على تعليم المواطن وصحته لماذا تحكمه وتتقدمه ما هي الخدمات الواجبة على الدولة ان لم تكن الصحة والتعليم في مقدمتها؟

 أستاذنا وسنيرنا محمد الشيخ مدني  (لابد من عنصرية لمعهد المعلمين العالي) لماذا لم يكن جهادك ووقوفك منصبا على كل التعليم الحكومي والإصرار على ان يكون مقدماَ على كل بنود الصرف لأن الانسان هو رأسمال كل بلد يريد مستقبلاً وليس المشاريع سريعة النتائج قصيرة العمر.

   أما اختلافي معك الثاني، قلي بريك لو اكتملت تجربة المدارس النموذجية في ولاية الخرطوم وباقي السودان بهذا الضعف كيف سيكون النزوح والهجرة الداخلية لولاية الخرطوم. من اول أسباب اكتظاظ الخرطوم بهذه الكتل البشرية نزوح سكان الأقاليم الى الخرطوم بحجج كثيرة أولها وثانيها التعليم والصحة.

كأني اسمعك الآن تقول: كنت وزيرا لولاية وليس لكل السودان أي لست وزيرا اتحادياً. وهذا صحيح ومنه نخرج بأن عدم التوازن في تقديم الخدمات هو ما جر على السودان كثير مما نحن فيه من مشاكل وحركات مسلحة ومصلحة.

   ربما يسأل قارٍ وانت ما دورك؟ لا املك الا الكتابة الصحفية هذه ويشهد على ذلك أرشيف الاستفهامات كم كتبت عن التعليم في الثلاثين سنة الماضية، كما يقولون، طبعا أي شيء صار يؤرخ له بالثلاثين سنة الماضية..

 غير أني أخشى ونحن بالذي نعيشه اليوم  ان نبكي على ماضٍ أسود بسبب حاضر اشد منه سواداً وبعد البكاء على مدارس نموذجية رميت بالضربة القاضية الى تعليم بالأماني وجبة إفطار مع كتاب مدرسي مجانا ومواصلات الى تأجيل عام دراسي وكتابين فقط سهل طباعتهما خلوهما من الآيات التي لا تعجب القراي.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

يا ما نظيف

 

يا  ما نظيف

 

 

 

     لا تستغرب هذا العنوان عزيزي القارئ ولن يزعج أحداً بعد قليل إذا ناديته يا وسخ او يا وسخان. ترى لماذا؟ هل منكم من قارن أسعار المنظفات على اختلافها سائلة وبدرة وجامدة معطرة وغير معطرة بالماضي؟

    صابونة غسيل الملابس التي كانت في يوم من الأيام ب قرش ونص 1.5 قرش سعرها اليوم 50 جنيهاً. صابون بشرى الذي تغسل به الاواني وخلافها وهو ليس سائلاً ولا صلباً إنما مائع (وأعوذ بالله من المياعة في السلوك والقرارات) هذا الصابون كان عبوته 3 كلجم بسبعة جنيهات اليوم سعرها 475 جنيهاً. كيس بدرة صغير أصغر عبوة كانت بجنيه واحد الآن بثلاثين جنيهاً ، اما اذا ما حدثتك نفسك لصابون الفاب الراقي جداً فالكيلوجرام الواحد اليوم 275 جنيهاً كاملة. أما صابون الحمام المحلي والمستورد كاد ان يباع في عمارة الذهب أو الصيدليات بالجرام والملي جرام وبأسعار خرافية مثلاً المحلي التي كانت بخمسة جنيهات اليوم بسبعين جنيهاً. ورجع المغتربون الى مربع السبعينات ليرسلوا لأهلهم المعجون والصابون ، يا خسارة من الانتكاسة.

      كيف سيكون حال الناس والفقراء على وجه الخصوص مع هذه الأسعار الخرافية هل سيحافظون على نظافتهم ام سيتسخون؟ نسيت ان أقول لكم هذا إذا وجدوا الماء، فأزمة الماء في العاصمة الآن مخجلة رغم كل هذه الأنهار التي فاضت وتفرج عليها العالم، تشكو كثير من احياء الخرطوم انقطاع الماء لعدة أسابيع. (لا ماء ولا صابون هو الوسخ دا كيف؟).

   من الذي كذب على موظفي القطاع العام وقال لهم حسّنا رواتبكم بنسبة 569 % ولم يقل لهم ان السوق سيرتفع بهذه النسبة ويزيد ويصبح الراتب القديم على قلته وظلمه أجزى مما يتعاطون الآن هذا ان قدرت هبة محمد علي  على توفير الراتب لهم.

إذا كان ما ذكرنا ارتفاع في بند واحد من بنود الحياة اليومية كيف هي البنود الأخرى؟ من مأكل ومشرب؟ وهذا الصمت الى متى من الحكومة الانتقالية وعلاما تراهن؟ وهل تعلم ما يعيشه الناس كل الناس من ضيق في العيش وازمات في الوقود والخبز والدواء والماء لم يبق الا الهواء والحمد لله؟

توصيات المؤتمر الاقتصادي المهبب هل فيها ما يجب هذا الوسخ؟ بالمناسبة تبعات الوسخ ليس القبح وحده ولكن سيتسبب في امراض ناتجه عن عدم النظافة واسالوا ناس الصحة.

 مرة واحدة تصارح هذه الحكومة الذهب لمن؟ وعائدات الصادر لمن؟ وخطة أن لا نصدر خاماً أين وصلت؟ بالمناسبة بواخر الخراف التي ارجعت هل طلب مرجعوها ان لا تأتيهم خام؟ طيب اللحم المبرد رجع ليييييه؟   

نسأل الله نظافة القلوب والابدان لكل أهل السودان؟

 

الدور على البنوك الإسلامية

 

الدور على البنوك الإسلامية

 

     ياما كتبت أيام الإنقاذ عن البنوك الإسلامية وقلت ما يجري من معاملات في البنوك باسم الإسلام يحتاج مراجعة علماء اقتصاد وفقهاء. غير ان ذلك لا يمنع من ان يدلى العامة – امثالي – بدلوهم. كتبت وقلت لا يعقل ان اضع مالي في بنوك تتاجر به وتشارك به من تشاء ولا يكون المودع شريكاً في الربح؟ بل تطالبه هذه البنوك بثمن دفتر الشيكات ورسوم مسك الدفاتر ويدفع لكثير من العمليات في حسابه.

   كتبت مرةً اسال عن كثرة البنوك (فوق 30 بنك) في هذا البلد الفقير وخصوصا البنوك الأجنبية ما الذي جاء بها في بلد الدراويش هذا ان لم تكن في اقتصاده ثغرات مفيدة (طبعا غير فوائد الوسطاء والسماسرة).

     ما كانت تقوم به البنوك باسم الإسلام يحتاج فقهاء أكثر من تلك اللجان التي يحلي بها البنك قائمة موقعه الالكتروني فضيلة الشيخ فلان وفضيلة الدكتور فلان اذ يفتون في نطاق ضيق غالبا فتاوى في صالح البنك وليس عملاء البنك. واسوأ ما في بنوك السودان طريقة تكوبن مجالس الإدارات وطباخة اجتماعات الجمعية العمومية التي غالباَ ما يستفيد مساهم البنك وجبة عشاء فقط وربما لا يجد فرصة ليقول كلاماً يفش به غله. وهذا ما حطم شركات المساهمة العامة قل ان تجد شركة مساهمة عامة موثوق بها.

        رغم كل هذا لا يمكن ان يكون البديل للبنوك الإسلامية كما قال أحد الاقتصادين الشيوعيين اما ن تندمج أو تتعامل بالربا. هنا نغلب بند انا وابن عمي على الغريب. أليس هناك خيار ثالث؟ الا يمكن إيجاد بديل لمحاربة الله؟ (طبعا الملحدين واللبراليين سيضحكون على هذا) بديل تلزم به هذه البنوك الإسلامية شعارا او فعلاً لماذا الإصرار عن الهدم وتغليب وجهة النظر اليسارية في كل الحياة والتي يعلم القائمون عليها انه مهما طال الزمن او قصر سيخلفهم من يمحو كل ما فعلوا بالاستيكة وتسير البلاد في وحل محو ما فعل اليسار ومحو ما فعل اليمن والشعب يتلوى جوعاً وغرقاً وصفوفاً.

   أ. ياسر عرمان كان احنَّ على اقتصادنا من أعضاء الحزب الشيوعي اذ دعا البنوك للعمل بالنظامين الإسلامي والربوي وعلى العميل ان يختار ما يريحه. (يا اخوانا الزول دا بدأ يقول حِكماَ حيث استنكر في وقت سابق الاقصاء لأي سوداني ولم يجامل اليسار ويقول الا الإسلاميين). طبعا التاريخ الذي كتب التطهير واجب وطني، واعقبه الإسلاميون بنقيضه التمكين واجب وطني والآن كلامها خَجِلٌ من ذلك ولكن اليسار يراهن على الشباب الذي لم يقرأ الماضي ولم يسمع به.

      يا جماعة الخير، كما يقول البوني، الاقتصاد علم وله مدارس عدة ليجلس لذلك علماء اقتصاد وفقهاء ويضعوا لنا أسس اقتصاد يوجه لمصلحة المواطن وبنوك محدودة يمكن متابعتها تلزم بان تعمل لصالح المودع والبلاد وليس لمصلحة الأشخاص ومجالس الإدارات.

هو دون ربا اقتصادنا داقي الدلجة كمان نمشي ل (يمحق الله الربا).

 

 

خوش مؤتمر اقتصادي

 

خوش مؤتمر اقتصادي

 

     البلاد في انتظار المؤتمر الاقتصادي الذي يجري التحضير اليه منذ زمن ليس بالقليل. وجاء اليوم الموعد والأمة السودانية تنتظر الحل والفرج الاقتصادي والحلول المدروسة وانزالها على أرض الواقع.

       شاهدت جزءاً من المؤتمر على قناة النيل الأزرق وصدمت وصعقت وكدت اتقيأ مما سمعت ورأيت. الذي في راسي ان هذا المؤتمر سيكون عدد من الأوراق لا تزيد عن الأربعة تتبنى كل ورقة مدرسة من مدارس الاقتصاد، اقتصاد رأسمالي، اقتصاد اشتراكي، اقتصاد إسلامي واقتصاد الانكفاء على الذات. ويتناقش عدد قليل من اهل كل فكرة مع الآخرين وفي النهاية يتم التزاوج بين هذه المدارس ويؤخذ من كل مدرسة ما يناسب الواقع السوداني وتبلور في برنامج واحد محدد المدخلات والمخرجات وتتبعه جداول زمنية.

        غير ان الذي رأيت وسمعت من حماس سوداني وكل يقول ما يشاء في حرية تامة، وطبعا هذا شيء جميل ولكن تحت عنوان آخر غير عنوان المؤتمر الاقتصادي الحلم الذي كنا ننتظره.

      مدنيااااو مدنياااوا والحمد لله لم يردد خلفها أحد وتحدثت عن الاغتصاب وقوانينه ويجب تعميم قانون الخرطوم على كل السودان كل هذا في المؤتمر الاقتصادي الكنا بنحلم بيه، ما شاء الله.  

    آخر يتحدث بحماس ويطالب برفع الدعم بكل شجاعة. واستاذ جامعي صفقت له القاعة كلها يوم طالب بأبعاد مدني عباس مدني وهو سبب الكارثة ونسي القراي. ما كله اقتصاد.

        ما سمعت ولا قرات مادحاً لجلسة المؤتمر الا واحدة أثنت على قدر الحريات المتاح ونقد الماضي. كلنا مع الحريات ولكن لكل مقال مقام ومؤتمر اقتصادي يجب ان لا يخرج ويصبح ليلة سياسية او ركن نقاش. المؤتمر الذي جرى الاعداد له يجب ان لا تكون فيه مفاجآت، أوراق معدة جيداً ومعقِّبون سمعوا جيداً وتوصيات يتفق عليها وتصاغ بوضوح. لا مجال لرفع الأصوات ولا رفع الأصابع ولا تهافت على المايكرفون.

  هل سيعاد المؤتمر وتصبح هذه تجربة يخلص منها الى الأخطاء التي بدأت في كل شيء؟ هل يعتبر هذا هو المؤتمر المراد وهناك توصيات معدة مسبقا، كما كان يفعل النظام السابق، وتمرر رضي من رضي وابى من ابى.

  نسمع عن المؤتمر الجامع الذي ظل يدعو له الامام الصادق رئيس حزب الامة هل سيكون بهذا التوهان ام يعلم حزب الامة ما يريد من المؤتمر الجامع ونسأل هذه (الجامع) ما حدودها هل سيدعى اليه الأربعين مليوناً كلهم على صعيد واحد لا ادرى أي مكان سيسع هذا المؤتمر الجامع ام جامع للأحزاب وعددها قبل المصالحة فوق المية حزب، كم هو عدد الأحزاب بعد الاتفاق الموقع بالأحرف الأولى؟

اللهم نسألك امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك.

اللهم ولى علينا خيارنا.

 

بناة مجلس المهن التربوية

 

بناة مجلس المهن التربوية 

 

     وردتني رسالة مهمة جداً ليس لأنها من صديق وزميل دراسة فحسب بل ليرى الذين لا يعرفون عن مجلس المهن التربوية والتعليمية إلا السيارة الحكومة ومن خلفهم من لا يعرف وظيفة المجلس ويظن كل ما انتهى بتربية مكانه وزارة التربية والتعليم. الجهل والاستعجال على الغنائم هو أكبر مهدد لاستمرار هذه البلاد ولا حلم للبناء قريب مع هؤلاء السياسيين المتعطشين للانتقام وكسب الغنائم. الى رسالة صديقي د. محمد حمد النيل

 (لقد عملنا في التحضير لتأسيس مجلس المهن التربوية وتحديد مستويات الكفاية ما يقارب الستة شهور دون اي حوافز... وكنا نجتمع دون مراوح او مكيفات.. بل ولا حتى اضاءة سوى لمبة اقتصادية موصلة بسلك طويل من برج المعلم لعدم توصيل الكهرباء... لم نتذمر.. كنا نجلس على كراسي محدودة جداً ومهترئة والاسفنج الداخلي بارز وواضح..

الخبراء الذين عملوا كانوا ستة لا يجمع بينهم الا العلم والمعرفة وحب الوطن..

بدانا الاختبارات من حيث انتهى الاخرون، حيث بدانا بالاختبارات الإلكترونية التي دربتُ عليها الاساتذة في عدد من الجامعات..

الاختبارات كانت في غاية الشفافية حيث ان التصحيح يتم بصورة الكترونية وبمجرد انتهاء الاختبار تظهر النتيجة امام المُختَبَر مباشرة..

لجنة الخبراء تعد الاختبارات النظرية وتشرف على مراقبتها كما تنفذ اختبارات الاداء.. ويتم تقديم حافز شهري لا يتجاوز الفا جنيه.. وليس بالضرورة ان يكون منتظما لان رسوم الامتحان رمزية ولا تغطي تكاليفه..

هل واجه المجلس صعوبات؟

  اتفق الخبراء من البداية على ان يكون المجلس مهنيا فعلا وإذا حدثت اي تدخلات فسيتركون المجلس جميعا... وحسب القانون لا يتم توظيف اي معلم مالم يجتاز اختبار مزاولة المهنة... وكل المحاولات لاختراق هذا القانون باءت بالفشل.. ولعل أكبر محاولة تجاوز كانت لوزير التربية نفسه ولكن لم يستطع، ووصلت محاولات التجاوزات لمجلس الوزراء، حيث اشتكى الوزير مجلس المهن التربوية ولكن مجلس الوزراء احتكم الى قانون المجلس الذي يجعله سلطة مستقلة عن وزير التربية..

      قام المجلس باستطلاع اراء مديري المدارس افادوا بان المعلمين الذين تم توظيفهم بناء على اختبار مزاولة المهنة كانوا من أميز المعلمين خلال العشرين عاما السابقة..

    مجلس المهن التربوية السوداني يعتبر من المجالس الرائدة في العالم العربي.. حيث لم يطبق ذلك الا في ٣ أو ٤ دول بشكل اختبارات كفايات للمعلمين.. اما فكرة المجلس فهي فكرة رائدة ولذلك تواصل معه مكتب التربية العربي للاستفادة من التجربة وتعميمها..

سأذكر فيما بعد تجارب المجالس المهنية للمعلمين في عدد من دول العالم واستقلاليتها لضمان حماية المهنة واخلاقياتها وصولا لترقية مهنة التعليم.

د. محمد حمد النيل

عضو لجنة خبراء مجلس المهن التربوية والتعليمية

 *ملاحظة*

  هذا التوضيح لك يا اخ احمد حتى تكون على المام بجزء من الجهد الذي بذله الخبراء في السودان لبناء هذا الصرح المهم.

معليش يا دكتور محمد ليكن لكل السودان وليس لي وحدي وليعرف الناس من الذي يبني ومن الذي يهدم.

 

 

التعليم تحت حذاء الانتقالية

 

التعليم تحت حذاء الانتقالية

 

كيف يبلغ البنيان تمامه ان كنت تبني وغيرك يهدم؟

هل فيكم من سمع بقرار واحد مدروس بعناية في صالح التعليم في هذه الفترة الانتقالية؟ هل سمعتم بغياب الجدول الزمني وكثرة قرارات التأجيل دون تحسبٍ للعواقب؟ دعوا كل هذا وتعالوا الى التحطيم الجد جد وتخريب القائم وتقزيم الأدوار للمؤسسات المتعوب عليها. مجلس المهن التربوية والتعليمية مثالاً.

بعد جهد جهيد وعمل دؤوب وطول انتظار وحاجة ماسة لمجلس المهن التربوية والتعليمية الذي تأخر 61 عاماً بعد المجلس البيطري 59 عاماً بعد المجلس الطبي. وبعد إجازته من المجلس الوطني وصدور قرار إنشائه بقانون مستمد من دستور السودان (يا اخوانا دستور السودان في ليه داعي مادام كل دستور يجد من لا يحترمه ويريد تغيره لدستور على مزاجه) المهم قام المجلس بالقانون الذي اتبعه لمجلس الوزراء وان تكون له شخصية اعتبارية مستقلة. وحدد مهامه في أن يكون المجلس مختصاً بوضع السياسة العامة وإقرارها والإشراف على الخطط والبرامج في:-

1.  مجال المهن التربوية والتعليمية. المحافظة على المستوى العلمي الرفيع للمعلمين وذلك عن طريق الاعتماد المهني لمؤسسات.

2.   إعداد المعلمين وتدريبهم وتأهيلهم بالتنسيق مع الجهات المختصة. وضع معايير التدريب والعمل على ترقية مهنة التعليم وتطويرها ودعم دور المعلم وتعزيزه.

3.   الموافقة على تسجيل المعلمين لمزاولة مهنة التدريس في المؤسسات التعليمية.

4.   القيام بتفتيش جميع المؤسسات التعليمية للمعلمين لتأكد من حسن الممارسة المهنية والالتزام بتطبيق المعايير والأسس والضوابط المقررة.

5.   عقد امتحانات التدرج المهني وفقاً لما ورد من مستويات التدرج وفقاً للقانون.

6.   وضع قواعد أخلاقيات المهنة وقواعد حمايتها بما يحافظ على شرف مهنة التعليم.

 إن القيام بالمهام والصلاحيات السابقة تتطلب أن يكون المجلس مستقلاً عن إي من الوزارات ذات الصلة.  

      بعد كل هذا الوضوح يأتي من يقرر بتبعية مجلس المهن التربوية والتعليمية الى وزارة التربية في سباحة عكس التيار ولا أدرى بمن استرشد واضع هذا القرار في سابقة لا مثيل لها في العالم ان يكون المجلس المهني تابع الى الجهة التنفيذية.

      لماذا استثنوا بعض المجالس المهنية وتركوها تابعة لمجلس الوزراء مثل المجلس الطبي والهندسي والبيطري هل لأن التعليم والتربية امران غير مُهِمين؟ أم (حقارة) بالتعليم والمعلمين؟ سؤال ما مصير مجلس المهن الموسيقية الى أي الوزارات سيتبع يا كباتن الفترة الانتقالية؟

       أليس في القوم رجل رشيد وسعيد يقول ارفعوا حذاءكم عن التعليم؟ ما لم يكن الهدف تحطيم أمة السودان بعوامل أخرى غير الجوع؟ لن تقوم لدولة قائمة مهما بلغت من قوة الاقتصاد ما لم تكن التربية والتعليم من أولوياتها.

على حكام الفترة الانتقالية ان يعلموا أنهم ليسوا خالدين وحتماً سيأتي من بعدهم من يُكَونوا لهم لجان إزالة التمكين القحتي وسرد شطحاتهم وخزيهم وعلى شاشات التلفزيون. اللهم الا إذا كانوا يملكون ضمانات من جهات عليا.

ويظل السودان في وحل الى يوم الدين كلما جاءت شلة لعنت اختها.

مرة واحدة اسمعوا النصح وصوبوا هذا القرار المعيب. واتبِعوا مجلس المهن التربوية والتعليمية والمجالس الأخرى الى مكانه الطبيعي مجلس الوزراء ليُقيم الوزارة وما تحتها.

اسمعونا مرة، مرة.

 

وغيرك وصباحي يَهدُمُ

 

وغيرك وصباحي يَهدُمُ

 

كيف يبلغ البنيان تمامه ان كنت تبني وغيرك يهدم؟

اطلعت على مقال بصحيفة السوداني الصادرة يوم 16/9/2020 بعنوان (مجلس المهن التربوية جعجعة بلا طحين) للكاتب مبارك عبد الرحيم صباحي. لا نشك في ان الرجل حادب على التعليم وربما من منصة المتفرجين ويشكر على ذلك. وبناء الأمم يبدأ بالتعليم. متفق عليه.

ماليزيا كانت تنفق 25 % من ميزانيتها على التعليم والآن تجني ثمار ذلك. لذا نقتبس من مقال صباحي هذه الفقرة (لتصبح الدعوة ملحة الى إعادة تنظيم المهنة ووضع المعايير الأخلاقية والقانونية التي تحدد المطلوبات وتؤطر لمن يمتهن التعليم ..... كل هذا لا يحتم – بالضرورة – قيام كيان جديد تنقصه الكثير من الأهلية والمعينات التي لا قبل للدولة بها في ظل المؤسسات القائمة التي تطلع بالدور ذاته).

لا أدرى ما الذي أزعج صباحي مجلس المهن التربوية والتعليمية أم القائمين عليه أم ميزانيته؟ ان كان المجلس فقد تأخر كثيراً فقد عرفت البلاد المجالس المهنية قبل الاستقلال وكان أولها المجلس البيطري 1953 وتلاه المجلس الطبي1955 والمجلس الهندسي والقائمة طويلة وبعد نصف قرن او اكثر انتبه التربويون الى ما حاق بمهنتهم من دخلاء دخلوها بلا وجه حق واضروها واضروا التعليم ومن ثم المجتمع. ضرورة تنظيم المهنة لا يختلف عليها اثنان وان كانت هناك مؤسسات قائمة يمكنها القيام بهذا الدور ما مر القانون بالمجلس الوطني وبه 400 عضو أليس في كل هؤلاء من يعرف ما يعرفه صباحي ومر بمجلس الوزراء وقطعا فيه وزير تربية ان لم يكن وزيرا تربية. اما إذا كان احتجاج صباحي على القائمين عليه ومؤهلاتهم فليفتح البا لمن هم اعلم منهم ومن يشك في علم بروف عبد الباقي ود. فتحية فليأتي بمن هو اعلم منهم والباب مفتوح اما ان كان بكاء صباحي على الميزانية فهؤلاء الذين أسسوا مجلس المهن التربوية والتعليمية يشهد الله انهم بذلوا وقتاً وعلماً وعلاقات ولم يكلفوا الميزانية العامة معشار ما تكلفه مجالس أخرى لماذا الاستهانة بالتعليم ومجلسه يا صباحي؟

يقول صباحي ان المجلس سيسحب البساط من كليات التربية وجميع المجال التربوي بما فيها وزارة التربية والتعليم نفسها. هل سحب المجلس الطبي البساط عن وزارة الصحة وكليات الطب هذه المجالس المهنية يا صباحي؟ هي لتجويد المهنة في الكليات وبعد التخرج ولا يزاول المهنة الا من مر بضوابطها ونال رخصتها لماذا تريد مهنة التعليم بلا رخصة وتريد الذي يعرف والذي لا يعرف ان يكون معلماً وخطأ المعلم ينعكس على الصف كله وخطأ الطبيب يتضرر منه مريض واحد.

أما قولك ان الذين رسبوا في الامتحان الأول كانوا أكثر من 90% فقول تنقصه الدقة ولعلمك ولعلم كل من كتب في نتيجة الامتحان الأول لمجلس المهن التربوية والتعليمية أن المجلس وجد لجنة الاختيار قبلت طلب كل من يرغب في المهنة، تربوي وغير تربوي ورأى المجلس ان يمتحنهم جميعا وهذه نتيجة طبيعية نسبةً لأن كثير من المتقدمين لا يحملون مؤهلاً تربوياً.

 مدلول المجلس البيطري في الخمسينات والمجلس التربوي بعده ب 61 سنة.

يعني الحيوان قبل الانسان.