الأربعاء، 21 يونيو 2023

المعاشيون والمعاشات الهزيلة

 

المعاشيون والمعاشات الهزيلة

 

 

في كثير من دول العالم يفرح الموظف ببلوغه سن التقاعد حيث يحصل على راتب يكفيه وقد يكون مساويا لآخر راتب كان يتقاضاه، عموما راتب التعاقد يعتمد على سنوات الخدمة. في المملكة السعودية إذا خدمت (40) سنة تتقاعد بكامل راتبك.

لا بد من ذكر مثال للمقارنة الأستاذة ن ع خدمت أكثر من 40 سنة ونزلت المعاش يوم 1/1/2021 ومنذ ذلك اليوم لم تمنحها ولاية الجزيرة مليما لا لا جنيها لا لا 100 جنيه واحدة لا صندوق المعاشيين ولا راتب المعاش الدسم سنأتي إلى دسامة رواتب المعاشات بعد قليل. طبعا هي مجرد مثال ومثلها آلاف المعاشيين في انتظار أن يحن عليهم من بيده المال في ولاية الجزيرة، وهو الذي يحدد أولويات الصرف طبعا راتب المعاشي وحقوقه آخر ما يفكر فيه من يدير مال ولاية الجزيرة ( ما خلاص المعاشي عايزين بيه شنو خليه شوية كمان) وشوية هذه الآن هي سنتان ورُبع؟ هل في بلادنا هذه أجهزة رقابة إدارية أم كلها سائبة كل يعمل على مزاجه.

كنا نسمع في زمن الإنقاذ – التي ما تركوا صفة ذميمة إلا نعتوها بها – أن الجهاز الاستثماري لصندوق المعاشات والضمان الاجتماعي أغنى من الحكومة والأموال التي تحت يده من الاستثمار في أموال المعاشيين خوفًا عليها من أن يأكلها التضخم قد صارت ثروة هائلة، رغم أن العائد على المعاشيين كان ضئيلًا جدًا.

جاءت الثورة وشتت الوعود كما وعدت بتشتيت مليارات الدولارات وفي الحتة (بتاعة) المعاشيين بالذات وعدوهم بزيادة الراتب المعاشي ليصل إلى 80 ألف جنيه ( تذكرني تخفيضات الأسواق يقول لك تخفيضات تصل إلى 50% ) هذا الوعد بزيادة رواتب المعاشيين – على قلته – يفترض أن يبدأ من أول يناير 2023 ولكن للأسف صرفوا يناير بالقديم وفبراير بالقديم والله يستر على مارس. إلا ساقك الفضول إلى معرفة أعلى راتب معاشي الآن كم هو 12500 جنيه يعني 20 دولارًا و83 سنتًا تقريبًا21 دولارًا هذه مكافأة لكل من عمل عشرات السنين في وظيفة خدمة لوطنه أليس هذا جزاء سنمار الذي في المثل؟

لا أدري عن باقي الولايات هل تتلذذ بمماطلة من نزلوا المعاش أم هذا في ولاية الجزيرة فقط والتي تتحجج بكثرة معلميها، بالله جد، وأكثر من عشر سنوات لم يعين مدرس في ولاية الجزيرة ربما فعلوا هذه السنة. يا ولاية الجزيرة قال صلى الله عليه وسلم: مطل الغني ظلم.

بالله كيف يتأخر حق موظف سنتين وربع 27 شهرًا لم تستلم ن ع حقوقها ولا جزء منها أيعقل ذلك ؟ من المسؤول عن هذا المطل؟

أما الوعد بالزيادة رغم أنها لم ترض الكثيرين ورغم ذلك لم ينفذ الوعد يا ترى هل سيعطى المعاشيون راتبًا دسمًا في نهاية مارس فروقات الشهرين وتستقيم الأمور.

أم كل ذلك لا مكان لمناقشته والأولوية للتوقيع على الإطاري؟

 

كيف تدار الشرطة؟

 

كيف تدار الشرطة؟

 

 

لا أدري هل رد القائد العام للشرطة، الفريق أول عنان، على ما كتبه صديقي الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد، الذي طالبه فيه بتوضيح كيف أحال عميداً للمعاش بسفارة السودان بأمريكا، وعين بدلاً عنه زوج بنته النقيب في مكانه، بعد ترقيته إلى رائد؟.. الأستاذ عبد الماجد طالب القائد العام للشرطة الفريق أول عنان بتوضيح الأمر للرأي العام وأن يستقيل من منصبه، لا أدري أيهما فعل أو سيفعل.. رسالة عبد الماجد لها يومان.

دعونا نبدأ الاستفهامات، ما يجري في الشرطة صار محيراً، إعفاءات بالجملة، واحالات للمعاش قبل سن المعاش، السؤال الأول كيف يتخذ قرار الإعفاء في الشرطة؟ هل يتخذ بحيثيات وعبر لجان إدارية ومجالس محاسبة؟ أم يتخذه فرد واحد وبالمزاج؟ وربما بالانتقام من كل من تسول له نفسه أن يقول هذا غير صحيح.. الصهر النقيب لا يمكن أن يحل محل عميد!!

أشك أن تكون الشرطة شهدت موجة إعفاءات ضباط بهذا القدر، وهذا التسارع لدرجة تعدد الإعفاءات في السنة الواحدة عدة مرات، وتنظر إليهم تجد معظمهم يتمتعون بصحة، ولم يبلغوا سن المعاش، بدا ذلك بعد ديسمبر 2019 بقائمة جعلت الكل يضع يديه فوق رأسه، إذ عزلت أكثر من ألف ضابط يقال (1036) ضابطاً في يوم واحد، وحتى الآن لم يوضح منْ اتخذ قرار إعفاء هذا العدد الكبير من الضباط. وتوالت القوائم وما أعفي من الضباط بعد ديسمبر 2019 أكثر من الذين أُعفوا خلال عشر سنوات قبل ديسمبر 2019 ( هارب أنا من مفردة ثورة إذ الثورات تحقق الأحسن، وهذا ما لا نراه حدث في أي من جوانب الحياة، لا تعليم لا صحة، لا أمن، لا بنى تحتية، لا محاربة فساد).

من بين المعفيين أخيراً السيد اللواء معاوية جعفر مدير الجوازات، تواصل معي بعد مقال كتبته عن ما يلقاه المتقدم لجواز من عنت، ويمكن أن يخفف عليهم بتعبية البيانات، ودفع الرسوم من البيت، وصارت معرفة إسفيرية أعقبتها جوازات السودانيين بالخارج، وكان رجلاً هميماً يعطي الأمر حقه ويزيد، (بالمناسبة حتى الآن لم نلتقِ وجهاً لوجه كله بالهاتف والواتساب)، وأنا أذكره بالخير في مقال رد عليَّ أحد القراء قائلاً : “والله ما ح يخلوه” بكرة يشيلوه وتشوف”. قلت له: “فال الله ولا فالك”. ولكن صدق تنبؤ الرجل. كان معاوية وكثيرون في همته ونجاحه ضمن الكشف الأخير. هل أقسمت جهة ما أن لا يبقى في منصبه من حقق نجاحاً؟ وما معاوية إلا مثالاً.

كيف تعوض الشرطة هذه الكفاءات التي صرفت عليها الدولة كثيراً؟ هل تخرج كلية الشرطة هذا العدد، ومتى يبلغوا درجة هؤلاء في التدريب؟ هل يمكن أن يصحح القرار الخاطئ في الشرطة؟

أكتب بغير علم ببواطن الأمور، وكيف يعين القائد العام للشرطة، ومن يقومه إذا انحرف عن الحق، وعين نقيباً بمؤهل صهر بدل عميد، هذا ما ظهر، هل هناك محسوبيات أخرى حدثت؟ السيد الفريق أول عنان لابد أن تجيب على عبد الماجد. الرأي العام كله في انتظار إجابتك أو استقالتك أو إقالتك.

مديرة قسم (الّا) تسويق بالكهرباء

 

مديرة قسم (الّا) تسويق بالكهرباء

من المعلوم في زماننا هذا أن التسويق علم وفن ولا تخلو مؤسسة عامة أو خاصة من قسم للتسويق يختار أفراد علم التسويق بمواصفات خاصة مثل بشاشة الوجه وحسن استقبال الزبائن والعرض الجيد والاستقبال الجيد ومحاولة اقناع الزبون بشتى السبل وفي الختام تقديم كروت البزنس والوداع بكلمات طيبات وخطوات.
كل هذه الصفات لا تمتلك مديرة قسم التسويق بالكهرباء (ه . أ.ع. ص) منها خصلة واحدة ان لم نزد على ذلك ارتفاع الصوت بلا سبب وسوء الردود. لا اظن ان زبونا خرج من مكتبها وعلى وجهه علامات الرضا والكل يخرج متحوقلا ومتحسبنا أي يقول حسبنا الله ونعم الوكيل أو لا حول ولا قوة إلا بالله.
الرماك فيها شنو؟
المؤسسات الخاصة من مزارع ومصانع وأماكن تجارية عليها شراء مستلزمات الكهرباء وتدفع قيمتها هناك في قسم (ه . أ.ع. ص) وكذا الصيانة . بتاريخ 23/10/2022 تعطل المحول واحالوه لقسم الصيانة التابع لادارة المهندسة مدير قسم التسوىق (قبل ما نمشي شوية ما علاقة الهندسة بالإدارة؟ أليس كل منهما علم منفصل؟) تمت الصيانة وخاطبت الورشة قسم التسويق بقيمة الفاتورة يوم 20/11/2022 م . اسفل الخطاب سطر يقول (يتم احضار شيك مصرفي باسم الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة).
استسهلت الامر وطلبت من صديق ان يقوم لي بسداد المبلغ عبر احد التطبيقات وقد كان حولت المبلغ للصديق الذي حوله بدوره لحساب الشركة السودانية للكهرباء عبر تطبيق (بنكك) . كان ذلك يوم 1/12/2022 رقم العملية 20000996031 اخذ الصديق الاشعار وختمه بختم الشركة السودانية للكهرباء.
عرضنا الاشعار للست المديرة التي استشاطت غضبًا: القال ليك ادفع عن طريق بنكك منو نحنا قلنا شيك مصرفي تمشي تدفع ببنكك. واعتبرت الدفع عبر بنكك جريمة العصر كلما اتصلت وقلت راجعي الحسابات وافرجي لنا عن المحول تقول: لا لا بس عايزة اعرف جبت رقم الحساب دا من وين؟ يا مديرة المهم المبلغ وصل شركة الكهرباء يعني لازم امشي البنك واصنقر ساعتين تلاتة علشان اطلع شيك مصرقي واركب السيارة واذهب لرئاسة الشركة واسلم سيادتك الشيك حتى يكون المبلغ وصل الشركة؟
ترد بعد يوم او يومين لازم تجي بنفسك الشركة وترجع المبلغ دا من الحساب داك لحسابي البعرفه انا. يا مديرة هذا عمل داخلي قومي به انت مع الحسابات. لا لازم تجي. في يوم 10/1/2023 وصلت عن الثانية ظهرا قالوا تاخرت وهي طلعت تعال بكرة. وجيت بكرة ولم اجدها عند الحادية عشرة جاءت مديرة التسويق وكررت كل الكلام السابق وعاملتني كمجرم سدد عبر بنكك وعليه أن يدفع الثمن.
الحمد لله كل الذين عليهم مخاطبة الشؤون المالية والشؤون المالية انجزوا ما يليهم بسرعة ورددت لها ردودهم التي تريدها هي. بكل طيبة ظننت انها اكتفت بهذا العقوبة وهذا العذاب وبقي عليها ان ترسل ايميل للورشة للاستلام . ولم تفعل وكانت تقول لي قدامي شغل كثير سارفع اليميل اخر اليوم واسال اليوم التاني لسع ما رفعت، صراحة لاني لا افهم ما هو الايميل حسبت انه يحتاج كرين 10 طن او 15 طن حتى يرفع. اتدرون متى وجدت م (ه . أ.ع. ص) الكرين لترفع به الايميل كان ذلك الحدث الذي لم توثقه قناة الجزيرة يوم الخميس 16/2/2023 م.ِ
الذي عين المديرة (ه . أ.ع. ص) في هذا المنصب هل سأل عن أدائها وكيف تدير قسم التسويق والترويج؟ الذي عين (ه . أ.ع. ص) هل قارن أداءها مع أداء أي إدارة أخرى من إدارة الكهرباء الذي يعين التي لا تعرف كيف تيسر العمل اما جهلا او خوفا او شهوة تعذيب الا يهمه التطوير؟ الى متى الموظف الما مناسب في المكان الما مناسب. اليس لوظائف الكهرباء وصف غير الاقدمية؟
اذا بقيت (ه . أ.ع. ص) في قسم التسويق اكثر مما بقيت اعلم ان هناك حجارة على الجدول لا تريد تقدمًا لهذه البلاد.

وقفة مع أسماء السودانيين

 

وقفة مع أسماء السودانيين

 

يملأ وقت المحاكم ما يعرف بالإشهاد الشرعي، وهو أنواع، وأكثرها شيوعاً وقوف الناس أمام القضاء ليثبتوا أن الطاهر وطاهر اسمان لشخص واحد، وكذا الصديق وصديق وتتدرج إشكالات الأسماء إلى أن نصل إلى فصل الاسم المركب ودمجه كقولك محمد أحمد اسم أم اسمان؟ ومعلوم أن السودانيين لا يستخدمون (ابن) فلان بن فلان التي تفصل بين الأسماء، ولا نصل إلى اسم عائلة موحد في كثير من الأحيان.
غير أن عدم التوفيق في أسماء مركبة مثل محمد علي، أو محمد عثمان، كيف تكون اسماً لشخص واحد؟ فقول الناس محمد الخاتم مقبول إذ يتيمنون باسم النبي الكريم، وكذا محمد المختار، وأحمد المصطفى، ومحمد الماحي، كل هذه من صفاته صلى الله عليه وسلم، ولكن ان تأتي بعلي أو عثمان بعد محمد، ففي الأمر مبالغة لا يسعفها منطق، كإضاعة محمد أمام أي اسم مصري في زمن ما، مثلاً محمد أنور، محمد حسني، وهكذا.

في بعض المحاكم يقف الولد ليغير اسماً اختاره له أبوه، ولم يعجبه بعد أن كبر، وفي ذلك يكون الأب قد خالف السنة، إذ من حق الابن على والده أن يسمه الاسم الحسن. (هكذا تعلمت من ابي رحمه الله) غير أن أسماء حسبها جيراننا السعوديون أنها غير شرعية مثل عبد النبي، وعبد الرسول، وأحياناً يستغربون اسم نقد الله، كيف يعني نقد الله؟ وما دروا أن الاسم برطانة الدناقلة يعني عبد الله.

هذا كله كوم، ولكن المصيبة في أسماء الصفات كأن يُسمى الولد ذكي ويخرج للدنيا وتثبت الأيام عدم ذكائه، ويصبح الاسم عبئاً ثقيلاً على صاحبه، أوالزاكي ويكون ليس كذلك، فمن يغير مثل هذه الأسماء؟ صاحب الاسم أم المجتمع؟ والقائمة طويلة كأن يسموه الصادق، ويأتي حاكم كالنميري وعبر أجهزة الإعلام في لحظة خلاف سياسي يعكس الاسم الكاذب الضليل، واللص الهارب تندراً بخصم آخر اختاروا له اسم الشريف، والقائمة طويلة من أسماء الصفات على وزن فاعل، كقولك نافع وفاضل ويجد الخصوم في قلب الاسم إلى نقيضه متنفساً لهم.

نعود لحق الابن الشرعي على والده، ومنه أن يسميه الاسم الحسن، كثير من الناس لا يتعب في اختيار الاسم ومنهم من يتحجج بأن (الاسم نزيلة) أي كأنه ينزل من السماء ساعة ذبح العقيقة، وهذا لعمري تهرب وكسل فكري، لماذا لا نسميهم الاسم الحسن أولاداً وبناتاً. فقد سمعت الفكي عبد الرحمن – رحمه الله – يقول مرة: ماذا لو انتظرنا بالاسم حتى نعرف هوية المسمى، وضرب مثلاً يسمونها نفيسة وما تطلع نفيسة، ويسمونه الفكي وما يطلع فكي.
غير أن الذي يحتاج تدخل السلطات في السجل المدني هو كتابة الأسماء باللغة الإنجليزية، لابد من قوالب متفق عليها أو أن تكتب الأسماء في قائمة يتبعها الناس جميعاً، ولا يكتب كل على هواه. أل مثلاً منهم من يكتبها al ، ومنهم من يكتبها el، محمد مثلاً من الناس من يكتبها muhamed ومنهم من يكتبها Mohammed لابد من الاستعانة باساتذة اللغة الإنجليزية وحصر الأسماء كثيرة التداول ووضعها في قائمة حيث يكتبها كل الناس بطريقة واحدة.
مقترح يريح ولا يكلف مالا ولا يضر باصحاب مصالح

السودانيون في مصر لماذا؟

 


 

 

 

دول أوروبا عن بكرة ابيها متضايقة من المهاجرين اليها من دول العالم الثالث في افريقيا وآسيا متناسية أنها كانت دول مُستعمِرة لهذه الدول ونهبت خيراتها- وما زالت تنهب – بلا مقابل وظلت المستعمرات في جهلها وتخلفها طوال فترة الاستعمار وبعد استقلال دول العالم الثالث -نظريًا – الا ان الهيمنة على الدول مستمرة وتجبر بطرق غير مباشرة الا يحكم هذه الدول وطنيون يقومون ببناء دول حقيقية انسانا وبنى تحتية وتربية وطنية وإنتاج واكتفاء واستغلال مواردها لخير أهلها.

مازالت الدول الغربية لها ذراع طويل، وخصوصا فرنسا في كثير من الدول الافريقية،وتتدخل عسكريا إذا ما هُددت مصالحها بكل سفور وقوة عين وتبعد كل من ينوي اصلاحًا وبالقوة. وكثيرًا ما جهر الافارقة بظلم الدول الغربية في وجوه رؤسائها وقالوا: ان خير بلدانكم ونهضتها من ثروات بلادنا ولم تقدموا لنا إلا ما تسمونه بالمساعدات التي تعطى لاتباعكم وعملائكم في تلك الدول وسريعًا ما تعود المساعدات الى منشأها الدول المانحة. وتظل الدول المتخلفة متخلفة ومديونة. في انتظار اعفاء الديون التي هي أقرب للفخ.

لوصدقت الدول الغربية مع مستعمراتها واستخرجتالثروات وتقاسمتها مع أهلها وبنت لهم دولا متقدمة لما هاجر لأوروباأحد. ولكنه الاستعلاء واستغفال الشعوب التي ستصحو يوما لا محالة اما ان تلحق خيراتها التي نهبها المستعمر وبنى بها اوروبا او تصلح حالها بعد طول عناء ومقاومة.

كذا حال مصر مع السودان لم تساعد في بناء السودان يومًا بل دائمًا تستثمر في كثير من خيراته الخام ان لم اقل كل خيرات السودان تصدر خامًا لمصر برماد القروش ان لم يكن بلا فلوس أحيانا وتصدر بعشرات اضعافها تحت عبارة (صنع في مصر) واحيانا تعاد الينا مصنعة بأضعاف ما اشترتها به منا. لم تساعد مصر يوما في صناعة ولا معينات صناعة ولا زراعة ، وما دخلت الى الكوميسا الا لتزيد من خيرات السودان بامتيازات الكوميسا. ولو كانت صديقة او جارة تريد ودا لزمن طويل لساعدت في نهضة الصناعة السودانية ولكنها مستفيدة من التخلف السوداني وعدم الاستقرار السياسي والذي كثيرا ما تكون هي عنصر فاعل فيه او مساعدا لتضمن ولاء بعض ذوي الذمم الخربة للحفاظ على مصالحها.

مصر لا تثبت للسودان جميلًا قط، ولو كان ارض النوبة ومدينة حلفا التي قام عليها السد العالي وغمرت حضارة آلاف السنين ولم تقدم حتى التعويض القليل الذي وعدت به. نسيت كل ذلك وسطت على حلايب وشلاتين. واعلامها هذه الأيام يشن حملة على السودانيين الذين في مصر والمقدر عددهم بخمسة ملايين.

بنفس منطق الافارقة في أوروبا انهم يطاردون خيراتهم المنهوبة. كل منتجاتنا خام الى مصر بثمن بخس، مصر لا تعين السودان على تقدم اقتصادي ولا سياسي.

الاستغفال لابد له من نهاية أو ردة فعل وهذه هي ردة فعل استغفال الساسة المصريين للشعب (الطيب).

أما هذا يا قادة دارفور؟

 

أما هذا يا قادة دارفور؟

  

 

 

لست ميَّالاً للكتابات السياسية المباشرة لكثرة الطارقين لها. وتحتاج لأدوات لا أملك منها الكثير أقلها مجالسة السياسيين وحضور مجالس نميمتهم في بعضهم البعض ولقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه المجالس ولو ختمها أصحابها بكفارة المجلس.

ولكن الذي اضطرني للكتابة في السياسة خبر في (الصحافة) بعددها 4878 بتاريخ 13/1/2007م، مفاده أن شجاراً على المناصب الدستورية أطل برأسه بين حركات دارفور وكل جهة رفعت قائمة مرشحيها للرئاسة وكل قائمة تحسب أنها التي يجب أن يُسمع لها.

مثل ذلك عندي مثل إخوة تشجاروا في الورثة قبل أن يدفنوا أبيهم. كيف يتشاجر سياسيو دارفور على المناصب وعماتهم وخالاتهم في خيام ومعسكرات وتقوم على إطعامهم الكنائس؟

أي منصب يحلو لعاقل وهذا مهره؟ وكل يوم يمر يفقد فيه المجتمع الدارفوري أخلاقاً، وتلاوة قرآن، وينشغل بهموم جديدة لم تكن في الحسبان لها من الآثار السيئة في المستقبل ما لها.

أن يتصارع مدمنو السياسة من الامدرمانيين في المناصب فذاك أمر مألوف فهم أس بلاء السياسة السودانية، وتدهور الأطراف هذه التي لم يكونوا يعرفونها إلا أيام الانتخابات ولم يحفروا فيها بئراً ولم يمهدوا لها طريقاً معنوياً أو حسياً.

هذه الأطراف المهمشة -عُرف الفاعل أو ظل مجهولاً- يجب أن تعمَّر ويجب أن يقف على أمر إعمارها عقلاء من أبنائها. أما أن يستغل أبناؤها تهميشها ليصلوا به إلى الكراسي فلا فرق بين انتهازية هؤلاء وأولئك الامدرمانيين وبعض أحياء الخرطوم الشرقية.

كتبت قبل اليوم مقالاً بعنوان: (السياسي غير المحترم) وقلت أي مفاوض لا يحمل قائمةً باحتياجات منطقته أو ولايته، كم بئرا يريد وكم مدرسة يحتاج وكم مستشفى ينقصه فهو طالب منصب ليس إلا. المواطن لا يهمه – كثيراً- من بنى المدرسة أو المستشفى أو من حفر البئر، ولكن يهمه عضم هذه الأشياء ونتائجها.

المواطن الذي اضطر لتطعمه الكنائس والمنظمات العالمية والأمم المتحدة سيذرف الدمع إن هو علم أنه بضاعة متاجر بها في الاتفاقيات وعلى قدر بؤسه يطلب المتاجرون به الكرسي الأعلى.

إن مواطن دارفور في انتظار أن يعود إلى قريته ولا يريد أن يرى النار إلا تحت قدره وداخل فرن الخبز ويريد طريقاً طويلاً يتواصل به مع الموانئ ليحج إلى بيت الله الحرام ويسبقه إلى ذلك الهدي السواكني كما يسمي أهل الحجاز الخروف السوداني طويل الذيل.

يا قادة دارفور كونوا قادة سلم وبناء، لنصدق أن قلوبكم على أهلكم.

في تأبين بروفسير حمدنا الله

 

في تأبين بروفسير حمدنا الله

 

لم يكن يوم الأحد 22/1/2023 يوماً عادياً في جامعة أفريقيا التي شهدت قاعتها الكبرى حفل التأبين. لم أكن هناك يوم صُلي على فقيد العلم بروفسير عبد الله حمدنا الله في مسجد الجامعة في يوم 12/10/2022م قطعاً كان أيضاً يوماً غير عادي. كلاهما يوما حزن على فقد ركيزة من ركائز الجامعة، منذ أن كانت “المركز الإسلامي” غير أن الأول كان من ضمن وصيته أن يُصلى عليه في مسجد الجامعة، حيث قضى فيها نصف عمره – أكثر من ثلاثة عقود – محاضراً وعميداً ومؤسساً لبعض كلياتها ومشرفاً على مئات من رسائل الماجستير والدكتوراة. ومساهماً في كثير من أنشطتها الثقافية.
الحفل كان مرتباً ترتيباً ممتازاً كيف لا يكون كذلك والقائم عليه الشركة السودانية للهاتف السيار “زين” حقاً “زين عالم جميل” ولابد أن نشكرها على جائزة الطيب صالح، وننسى غلاء فواتيرها. رب سائل وما علاقة زين بالراحل؟ أليست زين من رفعت اسم السودان الثقافي برعايتها لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي؟ صراحة هذه الجائزة غطت ثغرة إهمال الدولة للثقافة والأدب والفنون. وما تذكر الجائزة إلا ويذكر مجلس امناء الجائزة الذي على رأسه حبيب الكل رمز الذوق والوطنية والإبداع بروفسير علي محمد شمو وكم أسهب شمو يوم أمس في مدح فقيدنا الغالي بروفسير عبد الله حمدنا الله، وأثبت له دوره الكبير في كثير من المقترحات التي تبنتها جائزة الطيب صالح. وكان عضواً فاعلاً على مدى عشر سنوات إلى أن أقعده المرض ورغم ذلك أعطاها من بعيد من فكره الثاقب.
محتار أنا بين أن أكتب ما قيل في بروف عبد الله، أم أفصّل في الحفل فقرةً فقرة؟ بدأ الحفل بالقرآن الكريم، ثم كلمة “زين” حيث عدد الأستاذ صالح محمد علي مآثر الفقيد، ثم كلمة مدير جامعة أفريقيا، وكلمة ابننا م. عمر عبد الله حمدنا الله كلمة رصينة جمع فيها بين الحزن على الوالد والفرحة بأصدقائه وعارفي فضله وما تركه من أثر في الحياة السودانية، أعقبه بروف علي شمو في كلمة مجلس أمناء جائزة الطيب صالح بصوته القوي، ما شاء الله، ونثر محاسن الفقيد كما ننثر السماد على الأرض.
ختمت الجلسة الأولى بفيلم وثائقي للراحل بدأ من مسقط رأسه قرية عديد البشاقرة، وتدرج معه إلى مراحله الدراسية بمعهد التكينة، ومعهد أم درمان العلمي والأزهر الشريف.
بروفسير عبد الله حمدنا الله كان موجوداً في جميع وسائل الإعلام صحف، إذاعة، تلفزيون، وندوات ومحاضرات ينثر علماً فريداً أكد الباحثون بأنه لا يقبل بالمسلمات، تجده يطلق عبارة يشغل الدنيا والناس (أم درمان مدينة مصنوعة) وأخرى (عدد المثقفين في حزب الأمة أكثر من مثقفي الحزب الاتحادي) وكثير من غير المألوف أو المسلّم به. تفرد في المصادر حتى غناء البنات يحفظه ويخرج منه بعلم وغيره يخرج منه بالرقيص فقط .
بعد ذلك تتالت الأوراق العلمية التي قدمها العلماء د.عبد العظيم عوض، ب.عبد اللطيف محمد البوني، د.الإمام عمر الإمام، د. آدم يوسف موسى. كل هذه الأوراق سلطت على إنتاج بروف حمدنا الله رحمه الله، وهي مطبوعة طباعة أنيقة من زين، اطلبوها منهم ما أجود زين وأبعدها عن البخل.
كان الختام قصيدة عصماء مليئة بالحزن للشاعر الدكتور خالد فتح الرحمن، ومسك الختام الأستاذ غسان علي عثمان في شهادة مثقف مترع بالثقافة في حق الراحل عبد الله حمدنا الله ود الزعيم رحمه الله، قدم فقرات الحفل مضمناً شهادته السفير خالد موسى.