الأحد، 25 ديسمبر 2011

الماء خدمة أم سلعة؟

الأحد, 25 كانون1/ديسمبر 2011
لا تستعجل ليس مطلوباً منك إجابة بقدر ما المطلوب منك أن تعرف من سأل هذا السؤال؟ ولماذا سأل هذا السؤال؟
الذي سأل هذا السؤال هو جمعية حماية المستهلك، في ملتقاها الأسبوعي. ولماذا سألت هذا السؤال لأن في إمداد الماء مشكلة في ولاية الخرطوم رغم مقرن النيلين «ويا الخرطوم العندي جمالك جنة رضوااااان» كما يصدح الرائع المغفور له ـ بإذن الله ـ سيد خليفة. وتكرر ذلك تكرارًا غير ممل قناة الخرطوم الجديدة. ولابد أن تسأل وهل في جنة رضوان عطش؟
وفوق هذا لأن ربطاً على نار هادئة بين دفع الكهرباء ورسوم الماء قد فاحت روائحه وتذمر منه بعضهم واستغل التذمر آخرون ليصطادوا في الماء العكر ومنهم من يريد أن يسيسه.
صراحة منذ زمن ليس بالقصير جمع رسوم المياه مشكلة في كل السودان وتحصيل فاتورة الكهرباء مشكلتان، ومن جراء تعسُّر دفع فاتورة الكهرباء بطريقة سهلة وصحيحة عكف رجال على حل المشكلة وكان ذلك بقيادة المهندس مكاوي محمد عوض مدير الهيئة القومية للكهرباء السابق وجاء ببرنامج حديث في غاية اللطافة وتعبت الهيئة وحصرت مشتركيها في قاعدة بيانات «ما تخرش منها الميه كما يقول جيراننا». وندم كل من سمى نظام الدفع المقدم بالجمرة الخبيثة والجميع آمنوا بأنها حميدة خصوصاً بعد تطور نظام الشراء من عدة منافذ وعبر الإنترنت في الآونة الأخيرة. يحيرني الذين يحتجون على نظام الدفع المقدم. كم من الأشياء ندفع له مقدماً؟ أشياء كثيرة جداً حتى الرسوم الدراسية تدفع مقدماً، أنهم يبحثون عن سبب يلوموا به هذا البرنامج ليس إلا.
فكرنا في الاستفادة من هذا البرنامج في تحصيل رسوم الماء وكنت صاحب الفكرة إذ كررتها عدة مرات في هذا العمود، وحجتي حتى لا يدفع ونتعب مرتين في برنامج صمم من المال العام برنامج واحد يكفي. وحجتي أن كل الأساليب التي استخدمت في جمع رسوم الماء فشلت تماما ورغم أنها مكلفة ولكن لم تفِ بالغرض لا المواطن دفع ولا المواطن شرب، وصار كل منهم محمر للتاني «اسقيني بدفع، ادفع بسقيك».
تقدمت بمقترح سداد رسوم المياه عبر برنامج الكهرباء وعندما كانت الخرطوم مشغولة عن هذه الصغائر في نظرها إلى أن بلغت المديونية مديونية هيئة مياه الخرطوم بطرف مؤسسات الحكومة الاتحادية، تجاوزت «17 مليار جنيه»، ومديونيتها التي بطرف مؤسسات الحكومة الولائية ومحلياتها، تجاوزت « 6 مليارات جنيه»، ومديونيتها بطرف المصانع والشركات تجاوزت «4 مليارات جنيه»، أما مديونيتها التي بطرف المواطنين، فهي تقدر بـ«173 مليار جنيه».
في هذا الأثناء توجهت بمقترحي لولايتي، ولاية الجزيرة، وتقدمت بالمقترح للمعتمد ووزير المالية والمستشارين والمجلس التشريعي صراحة كنت مصرًا على فكرتي و«ملحاح» عكفوا عليها ودرسوها دراسة مستفيضة إلى أن صاغوها قانوناً. انكمش منه المواطن قليلاً في بدايته وأقسم لم يعارضه إلا الذين ما كانوا يدفعون.
الآن ولاية الجزيرة تنعم بإمداد مائي مستقر والهيئة تصلها عشرات الأضعاف مما كان يصلها وما بقي أمامها من تحد غير التجويد.
الإجابة عن السؤال أعلاه : الماء سلعة عندما يكون في زجاجة عبوة 600 ملل بجنيه وخدمة عندما يكون اليوم بنصف جنيه لاستهلاك غير محدد.

يا ربي أبقى وزير

السبت, 24 كانون1/ديسمبر 2011
ــ يارب وزارة، يا ربي وزارة.
ــ تقصد شنو؟
ــ يا أخي، أتمنى من الله يبقوني وزير، فيها حاجة؟
ــ قول بقوك، أها تستفيد شنو؟
ــ بالله أول حاجة سكن مجاني، وما بدفع فاتورة كهرباء ولا بوقف المكيفات لا ليل لا نهار.
ــ بالله دي حاجة تتمنى ليها وزارة.
ــ أزيدك من الشعر بيت فاتورة الموبايل ما عليّ. البيت كلو ينضم بره وجوة يعني داخلي وعالمي وما يدفعوا قرش.
ــ طيب يا أخي ما تبقى وزير وتتكلم قدر قروشك.
ــ طيب بنزين العربية أو العربيتين بي بلاش كلما تعاين في العداد تلقاهو full هيع. والعربية ملمعة دائماً ونظيفة.
ــ خلي السفر وبدل السفر كان مشيت لي عرس ود خالتك يحسبوا ليك بدل سفرية ليك ولي السواق والبودي قارد.
ــ يا أخي كلو دا ما حاجة تستحق وتتمنى.
ــ والغريب لمن تدخل الوزارة الوزير وصل، الوزير مرق، الوزير جاء، الوزير ما جاء الناس ما عندها شغلة غير الوزير. وما في زول بسألك بتسوي في شنو؟
ــ يا أخي، كل حركة محسوبة عليك في الدنيا وفي الآخرة.
ــ أصبر أصبر كدي الآخرة دي خليها هسة.
ــ ما هي مؤهلاتك لهذه الوزارة؟
ــ هي عايزة مؤهلات دي الحاجة الوحيدة في بلدنا دي الما عايزة مؤهلات ولا عُمر، عمرك سبعين ممكن تبقى وزير عمرك تلاتين ممكن تبقى وزير. بس يكون عندك حزب بيعرف يلعب صاح.
ــ طيب أنت ناسي أنه فترة سنة سنتين وترجع كما كنت.
ــ لا يا أخوي ما ممكن وزير يرجع كما كان أولاً هناك رضوة بعد الانتهاء عشرات الملايين وعربية كرت وأرض في مربع فاخر. تقول لي أرجع كما كنت دا كان ما شافوا ليك مجلس إدارة أو أي مفوضية تتعايش منها.
ــ صراحة كلامك محبط.
ــ خلي الكلام بتاع المثقفاتية دا هناك. الغريب ممكن تقعد في وزارة عدة سنوات ما في زول يقول ليك سويت شنو؟ أو أنجزت شنو أو خطتك شنو؟بس أهم حاجة تكون أنت وموبايلك على الصامت في مجلس الوزراء.
ــ الوزارة البتتمناها دي اتحادية ولا ولائية ؟
ــ لا يهم أي وزارة.
ــ الآن عرفت لماذا عدد الوزراء عندنا بالمئات، والكل يتمنى أن يصبح وزيراً كأسهل مهنة للتكسب.
طيب لماذا لا يصبح كل الشعب وزراء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بين زمانين -२-

الخميس, 22 كانون1/ديسمبر 2011
نواصل الجزء الثاني من كلمة وزير الثقافة الأستاذ عمر الحاج موسى بمناسبة افتتاح تلفزيون الجزيرة 1972م. وإن كان من تعليق بين لغة هذا الرجل ولغة بعضهم لا نستطيع أن نشبهها إلا بالإرسال التلفزيوني عبر المايكرويف والإرسال التلفزيوني بالأقمار الاصطناعية.
الى كلمة عمر:
الجمعية الأدبية... المهرجان الثقافى... الدعوة لمؤتمر الخريجين... حنتوب... بخت الرضا... الأبحاث... بركات . جـادت ومافـتـئـت الثـوّار... الأرباب دفع الله... أحمد وعامر المكاشفي... ود الصليحابى... ود برجوب... المهدى... ود حبوبة... القرشي... المزارعين... العمال والطلاب.
وحضنت أجمل الناس... الشنابلة... الحضور... السناهير... الحلاوين... العوضية... العايداب... الجعافرة... الدباسين وناس ود اللـِّدِر.
وأهلى فى الجزيرة سيدى الرئيس نايرين وزينين... طيبين وسمحين ومتسامحين... حمالين شيل وحلالين شِـبـك وأخوان بنات... يبشرون للثورة ويبشرون بها... ويتحزمون لها... ويغيرون عليها... فهي لهم القوت والعشم والعَـشـا... وهي الرجاء والأمان... هي النجدة والفزعة والنديهة.
لأطفالها: هي اللبن وهي اللبا... هي الحفيظة وهي القلادة... هي الحُجـا وهي الحجاب وهي اللوح والشرافة.
لزرّاعها وعمّـالها: هي التاتيبة وهي القِـسِّـيـبـة وهي السويبة... هي الرخـا وهي التخـا... هي الدخرى وهي البكرى... هي المطمورة وهي الشونة... هي العـد وهي السرف... هي الجَمَّام وهي المترة... هي التساب وهي أم رويق... هي العبادى وهي الدعاش هي الحملة... هي الشراية هي اللبنة... هي السُّـقـْدة هي الـلـقـدة... هي الشاية وهي التاية... هي القمح وهي القطن... هي المُـقـُد وهي السمسم.
لشبانها وشاباتها: هي النم هي الدوباى هي الشاشاى... هي الشوف وهي الشاف... هي الـحُـق وهي الحَقو... هي العديلة وهي الجَبيرة وهي الحَريرة وهي الضَريرة وهي الوزيرة.
ولشِـيبها: هي العمار وهي العمار... هي الودعة وهي الطية وهي العافية... وأحباؤك هنا فى الجزيرة يكيلون فريك حبهم للثورة بالأردب... وخضرة أملهم بالحواشة... وعِـيـنـة خريف رجائهم بالجبهة والطـَرْفـة والخيرصان... لا بُـتـَّاب فى حب حبهم ولا بـُور فى خضار أملهم... ولا رهاب فى حقيقة رجائهم... وهم لخير السودان يحرثون الأرض ويحلبون الضرع ويجمعون الزرع ويفرعون الفـرع ويلملمون الماء فى أب ستة وأب عشرين فهو الحبيب القادم عـبـر الوهاد والنهاد والنهود خلاصة دموع عيون المكادة.
والشكر لك ولجمهورية ألمانيا على كل ماقدمت وستقدم ونحن مدينون لها بتلفزيون أم درمان والجزيرة... ونريد أن نكون مدينين لها بتلفزيون كسلا وعطبرة وهم فاعلون.
والشكر لأهل مدنى ولأهل مدنى ولأهل مدنى فقد بردت ظلال ذراهم لنا واحلولى جنى نعماهم لنا وصفا جمام نداهم لنا وموضع السجدة والسندة فى الشكر لك سيدى الرئيس.
رجاؤنا أن تكون المحطة خيراً وبركة على الجزيرة... أن تكون أنسـاً للياليها... مُثـقـِّفـاً لبنيها... مُعلمـاً لعُمالها ومُزارعيها... منبراً لأدبائها... قيثارة لشعرائها.
السادة المدعوون لنفرح بهذا اليوم فهو تجمعت فيه الرجال والنساء والأطفال... حضنوا الطنبور ودقوا الدنقر ونقروا الشتم واستافوا طيب المِسك والجلاد.
يوم يهنئ فيه الصغار الكبار ويهنئ فيه الكبار الصغار ويهنأ فيه الكبار والصغار... وفيه تـُنـاغِـم العذارى العذارى... ويستنفر الشباب الشباب وفيه يخرج البشر بشيشه ويهز العطف عطفه ويذر ذر الفرح عطره وفيه يشدو الصفاء ويصفق الهناء... وترقص البهجة ويبشر البشر وفيه تزغرد السعادة للحاضر الأخضر والغد المعطاء......... ودامت الأفـراح.

بين زمانين

الأربعاء, 21 كانون1/ديسمبر 2011
ما رأيكم في استراحة لمدة يومين مع كلمة وزير الثقافة في عهد مايو الأستاذ عمر الحاج موسى «طبعاً نسيت رتبته العسكرية متعمداً» إذ غلب عليه الأدب وجزالة اللغة وامتاز بأسلوب فريد. الكلمة أدناه كانت بمناسبة افتتاح تلفزيون الجزيرة 1972م. وكانت وقتها حديث المجتمع وتبارى الناس في حفظها والاقتباس منها ومجاراتها.
إلى الجزء الأول من نص كلمة وزير الثقافة:
الإخوة الزملاء... السيدات والسادة... من مدني حسناء الجزيرة وغادتها أحييكم، من مدني الـسُّـنـِّي الراقـدة على شاطئ النيل الأزرق مستحمة من مائه... مستجمة على رماله... مستدفـئة بحبابه... مستـكـنة في رحابه... متوسـدة تربه وترابه... حرفه وجرفه... منها... من مدني أحييكم ويحييكم معي المشاهدون لحفلنا الحافـل الحفيل هذا ... إخوانكم وبناتكم وعمّاتكم وبنات عمّاتكم أراهم هناك صامتين مطرقين حامدين شاكرين... هناك بدءاً بحنتوب التي تجلس بجانب مدني كالهمزة على سطرها وصدرها... جنوبـاً إلى سنار فكوستي... ثم شمالاً لتحتضن المنطقة الرابضة بين ذراعي النيل الخالد... أبيضه وأزرقه... هي الجزيرة... هي المنطقة التي كان وسيظل لها دور الريادة والزيادة.
أنجَـبـتْ وما بَـرحَـتْ... أعـطـَتْ وما انـفـَكَّـتْ... جَـادتْ ومافـَتِـئـتْ.
أنجبت وما برحت السُّـراي أهل التـُّـقـَّـابـة والمسيد... محمد ودمدني... دشين قاضي العدالة... الشيخ الجنيد... الشيخ أبو وداعة... الشيخ الضرير... الشيخ حلاوي... الشيخ عمر ... الشيخ أبو قرون... الشيخ أبو شيبة... الجمري... بطران ... شـُمُّـو... القدال... عبد الباقي... عوض السيد... عوض الجـِـيـد... عوج الدرب... المسَـلـَّمي... الكـِشـِّيـف... المشمر... تمساح التـُّرُك... ودعيسى... ود كـنـَّـان... ود مضوي... ود نفيع... ود الترابي... ود الشافعي... ود بُساطي... ود ضيف الله... ود عويضة... ود خمجان... ود نور الدايم ... ود التـِّكِـيـنـة... فرح ود تكتوك... دفع الله ود أب إدريس... عبد الله ود أم مريوم... برير ود الحسين... هجو ود البتول ... قرشي ود الزين... المسَـلـَّمي ود أب ونيسة... الشاذلية ... السمانية... القادرية... الهندية... الأنصار... شيوخ الدباسين... اليعقوباب... الحسانية... الركابية... الحلاوين ... العركيين... المسلمية... والأعتذار لمن فاتني ذكرهم فهو العالِم بعدتهم.
أعطت وما انفكت الشعراء والأدباء... الهادي أحمد يوسف ... أبو عركي ... ثنائي الجزيرة... الكاشف... أحمد الطيب ... حسين الزهراء... الـمـَسـَّـاح... محجوب عثمان... الخير عثمان... محمد الأمين... عوض الجاك... البنـَّا... أحمد يوسف نعمة... البوشي...أحمد طه الفكي... أحمد علي طه ... جقود... إبراهيم عمر الأمين... رمضان زائد... رمضان حسن... حِمِّيدة أبو عُشر... عمر محمد سمباي... توفيق البكري... عمران... الطيب بابكر...عشامة... محمد مسكين ... محمد الأمين القرشي... حسن عبد اللطيف... محمد عثمان عبد الرحيم... حامد العربي... إبراهيم مدني... بابكر صديق... بابكر بدري... أحمد سالم... عبد الحليم علي طه والشريفة بت بلال.
ومن شعراء النومسوه: أبو كساوي... ود تميم... القـلـَّـع... ود عبد الملك... الشيخ حياتي وود سعد.
غداً بإذن الله نكمل الكلمة.

محن ولاية الجزيرة

الثلاثاء, 20 كانون1/ديسمبر 2011
انتظرت ولاية الجزيرة برنامج المحطة الوسطى بقناة الشروق، مساء الأحد بشوق شديد لتسمع من الوالي مباشرة ردوداً على أشياء كثيرة بعضها صرفت عليه أكثر من «88» ألف جنيه إعلانات صحفية لتوضحه للناس «على طريقتها طبعاً» ماذا في تقرير المراجع العام في قضية واحدة سنقف عندها طويلاً اليوم. ولو كل قضية من قضايا تقرير المراجع العام ستدفع لها عشرات الملايين لتوضيحها توضيحاً مقنعاً أو غير مقنع فذاك أمر آخر، ولو صرفوا هكذا ستفرغ بطن وزارة المالية وبألم شديد، ولو فرحت الصحف بهذا المال تصبح هي أيضاً شريكاً في الجرم ولو بنسبة قليلة.
غاب الوالي وجلست نسرين سوركتي كما في أغنية «ليلة السبت» حزينةً إذ تخلف الوالي وأربك حساباتها أيما ربكة، ولكن لله جنوداً اختصهم بملء الفراغ، فقد نط في البرنامج أحدهم وخلف الوالي الذي لم نسمع عذره بعد، والغائب عذره معاه إذا كان مقنعاً طبعاً «وقطع شك لم تبنشر سيارته ولم تقطع بنزين» ولم يخلف الوالي على البرنامج نائب الوالي ولا وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة ولاية الجزيرة بل ملأ الفراغ أمين الحكومة. والمعلوم أن وظيفة أمين عام هي وظيفة إدارية لا تخول لشاغلها التحدث باسم الولاية أبداً، اللهم إلا إذا كانت هذه الولاية بتلعب «دافوري» كل واحد يلعب في المكان الذي يعجبه لا فيها وينق ولا سنتر فرود.
يا نسرين الجاتك في برنامجك سامحتك.
نعرج على قضية التمويل الأصغر الخيرية التي وردت في تقرير المراجع العام، وقد صرفت الولاية كثيراً لتخرج الوالي من حرجها أو من ارتكابها. وأثارها المجلس التشريعي بكل قوة ليثبت أنه مجلس بحق وليس «تمومة جرتق» تسكته المخصصات.
وهذه القضية خطأ مركب، إذ افتتح هذه الجمعية الوالي بذات نفسه، ولعلاقة خاصة يبدو مع صاحبها المدعو محمد صلاح، دون أن يتعب الوالي نفسه في تحرٍ عن هذه الجمعية وتسجيلها وقانونيتها وعلاقتها بالدولة والمجتمع. وافتتاح الوالي لمقر الجمعية هو بداية الكارثة إذا صور للمواطنين أن الأمر جد. وبعد ذلك جمع محمد صلاح من المواطنين مبلغاً اُختلف فيه. ولكن على أرجح الأقوال أنه «685» ألف جنيه. وعندما عجز محمد صلاح عن الإيفاء بوعده وعجز عن إرجاع الأموال لأصحابها وبدأوا يتذمرون، جبر الوالي بعض الضرر من خزينة الولاية وأخرج مبلغ «335» ألف جنيه بأمر منه هو فقط، ثم بعد ذلك، والتواريخ موجودة في المستندات، أصدر مجلس الوزراء قراره بصرفها بعد ما صرفت «الجس البعد الضبح».
وكنت أتمنى لو نشرت مضابط جلسة مجلس الوزراء التي أجاز فيها أن يسدد عن هذه الجمعية هذا المبلغ، لنرى كيف يُتخذ القرار في ولايتنا. هل أمر الوالي وأطاع أعضاء مجلس الوزراء؟ أم بينهم من اعترض وقال كلمة حق. ومن حق مواطني ولاية الجزيرة أن يعرفوا ما دار في هذا الاجتماع لنحترم من نحترم عن بينة، ونضع تحت أقدامنا الساكتين عن الحق الشياطين الخرس. ويبدو أن هذا البروف في غير موضعه. ولا يعني ذلك أن كل شيء بالولاية خطأ، الماء مثلاً بخير كثير وسيتطور أكثر بعد طريقة السداد الجديدة.

والله في ولاية الجزيرة تنمية

الإثنين, 19 كانون1/ديسمبر 2011
نما تعني زاد. والنمو هو الزيادة التنمية في اللغة العربية كلمة مشتقة تعني الزيادة والانتشار. لذلك أحلف لكم بالله العظيم شاهدت بعيني رأسي ولم ينقل لي أحد أن في ولاية الجزيرة تنمية وزيادة. لا تستعجلوا وسيؤيدني كثيرون وأرجو من معلقي الإنترنت عدم الاستعجال.
شهودي هم كل المسافرين بين الخرطوم ومدني على السيارات الخاصة أو السيارات العامة أستحلفكم بالله ألم تشاهدوا النماء الذي حدث؟ لا أقول في المزارع ولا المصانع فهذه تحتاج إلى خبراء ليقفوا على أعدادها وما تقدمه.. ولكن ألم تشاهدوا أي زيادة؟
يا جاحدين كم كانت نقاط المرور السريع وكم أصبحت؟ من المسيد للخرطوم كنتم تستمتعون بدوريتين فقط ألم تشاهدوا النماء الذي حدث واحدة في المسيد وواحدة في جياد وواحدة في الباقير القدامي وواحدة عند العبور الجديد أو دريم لاند «بالمناسبة الحلم دا بقى عليهو شنو؟؟؟؟؟ اللاند خليناها». ويقول القادمون من مدني بالله أنت فاكرين وحدكم الخلوكم تستمتعوا بنقاط المرور؟ بنفس الطريقة زاد عدد النقاط.. دا كلو ليشنو ما عشان سلامة المواطن ونحلف لكم بالله نحن كشرطة همنا الأول السلامة ولا شيء غير السلامة انتو فاكرين نحنا غرضنا المخالفات المرورية ولا شنو؟ عيب عليكم يا مواطنين. وبإذن الله في السنة القادمة بدلاً من نقطة مرور كل 10 كيلومترات سنجعل نقطة مرور كل 5 كيلومترات وكل ذلك حفاظاً على سلامتكم ولا أي شيء آخر.
طيب بالله أليس هذا نماء أليست هذه زيادة لماذا لم يحتفل بها الإعلام ولماذا لم يخرج الوالي ومدير عام شرطة الولاية ليدشنو هذه الزيادة في نقاط توقيف المواطنين أصحاب المركبات العامة وسائقي اللواري التجارية طبعًا ديل هم سبب كل المشكلات على الطريق، أما السيارات الفارهة مواصفاتها جيدة ولا يمكن أن يحدث منها مخالفات لذلك تمر مر «الحدية» في هذه النقاط أما سيارات الحكومة والمنظمات طبعا هؤلاء يفهمون القانون جيدًا ولا داعي لتأخيرهم.
إلى السيد مدير عام الشرطة ومن موقع الشرطة على الإنترنت علمت أنك ستزور ولاية الجزيرة الأسبوع القادم لتفتح عددًا من مراكز الشرطة النموذجية في الهلالية وفداسي ومواقع أخرى.. يا سعادة الفريق أول هاشم عثمان الحسين المدير العام لقوات الشرطة نرجو أن تُخرجنا من هذا المأزق وهو تعريف طرق المرور السريع high way إن هذا الطريق ليس طريقًا سريعاً بأي مواصفات لا عالمية ولا محلية وهو بالقرب من المنازل ويمر بعدد كبير من القرى ولا يملك من مواصفة الطريق السريع شيئًا لذا هو طريق محلي داخل الولاية ينطبق عليه ما ينطبق على طريق اللعوتة وطريق المناقل وطريق ود الفادني ويمكن أن تشرف عليه الولاية إشرافًا كاملاً.
أقول هذا بكل براءة وأعلم أن نقاط هذا الطريق هي أكثر نقاط المرور دخلاً للشرطة.. ولكن مسؤول الأمن الأول يجب ألا يفرح بهذا المال المغصوب لأن عاقبته وخيمة وأرى بالوناً ينتفخ سينفجر يوماً.

الاتصالات وحماية المستهلك

الأحد, 18 كانون1/ديسمبر 2011
دعونا نبارك أولاً لجمعية حماية المستهلك مقرها الجديد الواسع على العكس من السابق الذي كتبنا عنه «موضوع مهم في مكان ضيِّق» أما اليوم فالموضوع مهم والمكان واسع والحضور رائع.
عقدت بالأمس،السبت، جمعية حماية المستهلك ملتقاها الأسبوعي تحت عنوان: «الاتصالات المشاكل والحلول» قدم الورقة الرئيسة الدكتور الطيب مختار وهو من الذين يعرفون كل شاردة وواردة عن شركات الاتصال السودانية لعمله بها فترات طويلة وهذه المرة الثانية التي أسمعه يتحدث عن الاتصالات، كانت الأولى في قاعة اتحاد المصارف. وكان في الأولى «مسخناً» جداً وأخرج كثيرًا من عيوبها أما بالأمس فيبدو أن موقفه كمقدم ورقة وليس معقباً فرض عليه كثيراً من القيود.
دافع الرجل عن الهيئة القومية للاتصالات دفاعاً طيِّباً حيث أوضح أن الهيئة مكبّلة باثنين، مجلس الإدارة والوزير، وقرأ بعض المواد من قانون الهيئات التي تجعل كل شيء بيد الوزير ويعتمد ذلك على مزاجه وانتمائه للحزب وسياسة حزبه، كل هذه العوامل وغيرها وذكر من عيوب مجالس الإدارات ما هو مشهور وقسم أعضاء المجالس إلى: سلبيين تفضّل عليهم السياسي ليأكلوا بها عيشاً، وآخرين أصحاب مصالح يحافظون على مصالحهم من خلالها وناشطون كثيرًا ما تسقط مقترحاتهم بالأغلبية الميكانيكية. وحدد لعلاج ذلك إصلاح القوانين واتباع هيئة الاتصالات لجهة عليا ليس سقفها وزير.
تحدث المعقبون عن عيوب شركات الاتصالات وما أكثرها وكان معظم الحديث عن الحساب بالثانية وكيف هو واجب فشلت الهيئة في إلزام الشركات به. وتحدثوا عن الشرائح «مجهولة الأبوين» أي الشرائح غير المسجلة وبالمناسبة عددها فوق المليون وهذه أثرها على المجتمع كبير وكم خربت بيوتاً وكم بها عملت جرائم. وتحدث أحد الإخوة عن خطورة الأبراج الصحية وأكد أنها مسرطنة وهجر منزله لوجود برج بالقرب منه. وتحدث مختص في الاتصالات وحدد من العيوب ما حدد ولكن ما علق بذاكرتي منها الأجرة الشهرية التي تأخذها شركة زين 25 جنيهاً كل ثلاثة أشهر لحزمة موبي بيد!!، واستغرب الأمر وهو القادم من كبرى شركات الاتصالات في العالم الغربي والشرقي ولم يسمع بمثل هذا ولم يره.
عموماً عقّب كثيرون على الورقة. من الرائع أن الشركتين الكبيرتين كانتا حاضرتين وبعدد من المسؤولين والمهندسين طيِّب بأيهما نبدأ؟ «هذه مثل هلال مريخ» لكن صراحة «سوداني» قدمت شبابها و«زين» قدمت صفها الأول.
وعندما جاء دورهم صراحة لم يقنعوني ولم يقنعوا إلا أنفسهم في حكاية الحساب بالثانية، وعندما سألهم مدير الجلسة الدكتور أبوبكر ميرغني: هل يمكن أن تقوم الأجهزة بهذه العملية هل هناك أي إشكال ؟كانت الإجابة نعم، يمكن للأجهزة أن تقوم بذلك.
واعتلى المنصة الدكتور عز الدين كامل مدير الهيئة القومية للاتصالات والذي يكنُّ له الجميع كل احترام لعلمه وأدبه الجمّ لكن ـ صراحة ـ كثيرًا من الردود على مشكلات الاتصالات رماها على المجتمع ومن ذلك عدم امتلاك المواطنين لهويات أو قل أوراق ثبوتية مما صعب حكاية تسجيل الشرائح. ودعوني اختلف معه في حكاية الحساب بالثانية حيث كان مبرره أن بعض الشركات خيّرت المستهلك بين الحساب بالدقيقة والحساب بالثانية وقال هناك من في صالحه أن يحاسب بالدقيقة «معقولة بس»؟؟ وقدم وعودًا طيّبة في أمور أخرى.
وكان مسك الختام وزيرة الدولة بالاتصالات عزة عمر عوض الكريم ابنتنا، كانت رائعة إذ لم تتحدث أكثر من دقيقتين اعتبرت كل ما سمعت خارطة طريق وستعمل بعلمية على حل كثير مما سمعت.
هذا إذا لم يكن في السياسة دغمسة يا ابنتي الوزيرة.
أها بعرف أرصد؟؟؟

د.محمد الأمين اسماعيل والآخر

الجمعة, 16 كانون1/ديسمبر 2011
لا أعرف هذا الشيخ الجليل إلا من خلال برنامجه الذي يقدمه من تلفزيون السودان واسم البرنامج رائع جداً «إفادة السائلين» لنا معه وقفة.. فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأمين إسماعيل يشد المشاهدين إليه شداً، روعة أسلوب وابتسامة وعلم وفير لا تعتعة فيه ولا تأتاة ما شاء الله.. وكل هذا يمكن أن يلخص في قبول من الله أنزله على خلقه فأحبوه.
قلت دعني اذهب للعم google وأرى بعضًا من سيرة الرجل. لم يخذلني وأفاد بالآتي في إيجاز: هو فضيلة الشيخ د. محمد الأمين إسماعيل
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ــ ودكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية.
محاضر بجامعة إفريقيا العالمية وهو من أبرز دعاة جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان.
هذا الرجل لا تستطيع إلا أن تتسمَّر أمام الشاشة عند تقديم برنامجه الذي سمَّاه بكل تواضع «إفادة السائلين» لم يقل فتاوى ولم يقل رأي الدين وهو للحقيقة برنامج عالم ومعلم يجيب بعلم وبهدوء وأدب، وفي المسائل التي تسير الفرقة يدخل عليها مدخلاً لطيفًا يقبله الطرفان. هنيئاً لجماعة انصار السنة بهذا الداعية وللمسلمين أجمعين.
وعلى العكس تمامًا هناك واحد من المنتمين لجماعة أنصار السنة، منفر جداً ولا يحترم الخصوم ولا الرأي الآخر ولا يتورع لحظة في ذكر الأسماء ويكيل لها السباب والشتائم وما موقفه من صديقنا والعالم البروف محمد عبد الله الريح إلا مثالاً يوم وصفه بـ«الموهوم والسافل والمنحط» تخيَّل كل هذا الوصف من إمام جمعة ومن على المنبر يا سبحان الله!!. الجماعة التي سمَّت نفسها بأنصار السنة المحمدية كيف قبلت هذا الممثل فيها والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول وبأدب جم «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا».. وصاحب هذا المنبر يشتم وبألفاظ سوقية ليضحك «جمهور» المسجد الذي يقدم فيه هذا الرجل خطبته أشبه بالمسرح والضحك فيه بأصوات عالية في منافسة لمسرح عادل إمام، ولكن هذا بالتشهير بخلق الله ولا تخلو خطبة من عدة أسماء يصيب أصحابها من الشتائم والغمز واللمز ما يصيبهم.. ومن عجلته لا تجده يكمل الصلاة على الرسول أبدًا فهو كثيرًا ما يقول «صل آ لأ وسلم» فعجلة لا أدري من يحركها غير الشيطان.. يا هذا الدعوة أسلوب. وعليك أن تتعلم من المؤدبين أمثال د. محمد الأمين إسماعيل بارك الله فيك.
ويستوقفني سؤال كيف قبلت جماعة أنصار السنة المحمدية المعروفة باتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف قبلت بهذا الرجل لا أقول في صفوفها ولكن كيف قبلت به إمامًا لجمعة هي من أقدس منابر المسلمين.
الفرق كبير بين أسلوب هذا وأسلوب ذاك، وعلى جماعة أنصار السنة المحمدية أن تتخير خُطابها وتُلزمهم بأدب الرسول حتى يصبحوا قدوة ولا يصبحوا مهرجين يأتيهم الناس للضحك و«الشمارات» والغيبة في عباد الله.
هذه نصيحتي لهذه الجماعة التي نرجو منها خيرًا كثيرًا ولا يهمني من بعد هذا أن أكون مادة خصبة لجمعته القادمة ولكن نلتقي يوم الحساب.
اللهم أكثر من أمثال محمد الأمين إسماعيل

الخميس، 15 ديسمبر 2011

ما هو الفساد؟؟؟

الخميس, 15 كانون1/ديسمبر 2011
ما سمعت كلمة الفساد إلا مقرونة بمحاربته. لكن أين قامت معركة الحرب هذه ومن انتصر فيها؟ هذا ما لم يقله لنا أحد.
النائب الأول لرئيس الجمهورية وفي هذين اليومين قال «سيفنا مسلّط على الفساد» بادرة خير تجعلنا نلتفت.
في رأيي قبل أن نحارب الفساد يجب أن نتفق على ما هو الفساد؟ كل الذين نراهم فاسدين هم على قناعة تامة بأنهم ليسوا فاسدين، مبررين ذلك بعدة وجوه منها ما يسنده قانون ومنهم من يقول هذا كسبي، ومنهم من يقول هذا نصيبي الذي جاءني من جراء بلاء حسن للحزب أبليته أو للدولة وكل من كسب كسباً هو بمثابة عائده من جهاد أو تفرغ لخدمة الحزب. هذا وآخرون يأكلون ناقة صالح وبالقانون، القانون يسكت عن كثير بلا تفصيل لذا يعرف الذين نحسبهم فاسدين بأنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف إذا كان المرتب في سلم الرواتب لا يكفي تحايلوا عليه بعقد يجعل بدل الملابس 90 مليون في السنة مثلاً ناهيك عن المرتب. والذي يوقع العقد بعد أن يقرأ التفاصيل يستصغر كل الذي بين يديه ويجد طريقاً لمضاعفته ولو بقطعة أرض في مكان راقٍ في الخرطوم ومن مبلغها يمتلك في اليوم الثاني عقارًا يساوي كل بيوت قريته التي منها أتى. وفي نفسه أن هذا ليس فساداً وإنما كسباً.
أما المسافرون بلا سبب، أؤلئك أمرهم عجب وبدلاتهم أعجب إذا كانت نثريات المسافر بمئات الدولارات في اليوم هل يسمى فاسداً من يسافر 365 يوماً في السنة؟؟ ومنْ طبيعة عمله أصلاً السفر وضيافته وإقامته إما على الدولة المضيفة أو على السفارة، لماذا يعطى بدلاً؟ ألأن السفر قطعة من نار جهنم؟ دا كان زمان بالجمل ولكنه اليوم متعة.« اللهم ارحم الرئيس إبراهيم عبود الذي أعاد كل بدل سفريات الوفد لخزينة الدولة».
أما السماسرة والمقاولون بأشخاصهم أو بأولادهم وأقاربهم فهؤلاء يحسبونها شطارة وأن الله ليس سائلهم عنها، وما أكثرهم ولن يفقدوا منصباً بسببها وحواء لم تلد غيرهم وهم خالدون في الكراسي أو هكذا يحسبون، وما أمر أحمد عزت ببعيد.
ولن نعرج على الفساد الأخلاقي وهذا أمر آخر دعونا نقف في الفساد المالي فقط كم من التجاوزات يعرضها المراجع العام سنة بسنة ولم نسمع بمحاكمة ولا خبر ولو بالحروف الأولى أدين في جريمة مال عام.
ثم الثراء الحرام وبراءة الذمة التي يودعها الدستوريون ما خبرها لم نسمع يوما بمسؤول أودع براءة ذمته التي كانت كذا ويوم خرج صارت كذا وسُئل من أين لك هذا؟ «النقصان غير وارد إطلاقاً».
غير أن السؤال الأسهل والأوضح كيف كنت وكيف أصبحت من سنة كذا لسنة كذا. ولو جمعت رواتبه كلها لما بنت معشار ما يملك من أين الأعشار التسعة الباقية؟؟
وأخيراً: كنا لا نسمع بالمرأة في عالم المال إلا دلالية كيف صار لهن اتحاد نساء أعمال ومنظمات خيرية؟؟

بروفسير يقترح فاسمعوا له

الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2011
أخي الفاضل الأستاذ أحمد
أشكركم كثيرا لأنكم أوصلتم صرختي إلى القراء
وقد وردتني محادثات تليفونية كثيرة عن ما ورد في كلماتي.
لم أقول كلماتي لكي أبتغي من ورائها غايات سياسية لأنني أكره السياسة وأعتقد أنها أقرب الطرق للوصول إلى جهنم الدنيا وعذاب الآخرة.
وما قلته عن نقص الحبوب هو حقيقة لا تقتصر على كردفان لأن الأمر ينطبق على النيل الأزرق ودارفور والنيل الأبيض والشمالية كما نعرفها من الجيلي إلى حلفا
أي أن الأمة السودانية كلها عرضة لها.
أما ما ذكرته عن الرعاة في أنهم بدأوا يعرضون ثروتهم للبيع فهو حقيقة لدرجة أنهم يبيعون نعاجهم الحوامل بإنتاج جديد للبيع ولا يفعل ذلك إلا من هو عالم بأنه خاسر في كل الأحوال مع انعدام المرعى والذرة اللازمة لإكمال الدورة الإنتاجية.
الأمر لا يختلف عن إخواننا البقارة وهم في نفس المحنة يضاف إليها ضرورة مراعي الجنوب وهو أمر صعب مع الظروف السياسية وشح المراعي واستحالة مراعي الجنوب الخصبة.
هذا أمر يحتاج إلى خطة إنقاذ عاجلة ولا يمكن الصمت عنه
على أنني أكتب إليكم اليوم في أمر آخر وألتمس أن تتم جميلكم وأن تستعرض اقتراحاً جديدًا
لا يخفي على أحد حتى مع تصريحات المسؤولين أن الأمة السودانية تمر بأزمة اقتصادية حقيقية تهدد بتفتتها
وقد شكلت وزارة ضخمة ضمت على الأقل ستة وستون وزيرًا، تحت هذه الظروف الحالكة اقتصادياً وسياسياً من المفترض أن تكون وزارة للإنقاذ الوطني وحكومة تنتشل البلاد من التخبط، ولابد من أن تتحلى بالمثالية والتجرد في سياساتها ووزرائها وباقي مكوناتها الإدارية
أي أن تكون بداية لإعادة هيكلة إدارية وإصلاح مسببات التردي.
أقترح ما هو واضح جلي لأن تبدأ عملها وهو أن تثبت لأبناء الأمة نزاهتها وتجرد أفرادها عما يمكن أن يوصموا به وهو الرغبات في الكسب والتكسب والكلمتان تتشابهان ولكن لهما معاني مختلفة..
الكسب هو في الراتب الكبير والمخصصات وألتمس من أفراد الحكومة الجديدة أن يعلنوا تنازلهم عن رواتبهم لخزينة الدولة وبصورة نهائية وتوليهم أعمالهم خدمة للأمة بدون مقابل..
التكسب هو الاستفادة من المنصب وعليه ألتمس أن لا يكون المنصب مدخلاً لأي كسب مادي للمطالبة بأي منها شخصياً أو لأي من يعرفه.
برغم عدم وجود حساب أو تقدير اقتصادي للوفر المتوقع ولكني أتوقع أن يكون كبيرًا من الناحية المالية وحافزًا معنوياً يضفي الثقة في أعضاء الحكومة الجديدة،
وذلك على أن ينسحب الأمر على باقي أجهزة الدولة
هذه ليست بدعة وتحدث في دول أغنى وأكثر تقدُّماً من السودان لتعزيز الثقة بين الأجهزة التنفيذية وأبناء الشعب.
وقد حدثت في اليابان بعد حادث الزلزال والكارثة النووية حيث تم تخفيض رواتب كل العاملين في الدولة بلا استثناء بمعدل 10% رغم أن اليابان مازالت تحتفظ بمركزها ورصيدها الاقتصادي واحتياطها من النقد الأجنبي والين يسجل معدلات مكاسب أمام الدولار وعملات حرة أخرى بمعدل 36% .
يا أخي نريد أفعالاً لا أقوالاً
حان وقت العمل، فهل نحن صادقون وجادون
ألف تحية طيبة
بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب
> تعليقنا: يا صديقي البروف في أغنية عنوانها «معقولة بس؟» أما أنا فأطلب منهم فقط أن يشتروا وقود سياراتهم من مرتباتهم وكتر خيرهم.

تابيتا كهرباء للصحة

لثلاثاء, 13 كانون1/ديسمبر 2011
أروني راضٍياً واحداً بهذه التشكيلة الحكومية الجديدة، طبعاً من غير الوزراء فهؤلاء راضون تمام الرضا، حتى معلن الحكومة وطباخها لم تبدُ عليه علامة رضا واحدة فما رأيت الدكتور نافع مرتبكاً وليس على ما يرام إلا في ذاك المؤتمر.. طبعًا لم يكن مؤتمرًا صحفيًا إذ لم يعقبه أي سؤال لا من صحفي ولا من غيرهم.. إعلان فقط.
الإحباط الذي عمّ الشعب السوداني من جيش الدستوريين الذين وجدهم جاثمين على صدره 66 وزيراً والقائمة مفتوحة للمزيد من الوزراء والأحزاب المكونة والتي تحت التكوين «يا عالم تعالوا نكون لينا حزب ويبدو أن الأمر أسهل من استخراج رخصة القيادة» و«15» في كابينة الرئاسة أي في القصر الجمهوري «7» مستشارين و«5» ومساعدين ونائبين ورئيس سبحان الله، مخير الله. كل هؤلاء ليديروا حكم هذه البلاد الفقيرة. هذا غير ما في الولايات من مستشارين ووزراء ومعتمدي محليات ومعتمدي رئاسة. ليتهم كانوا أشجاراً لما شكا د. عبد العظيم ميرغني من تصحر.. ليتهم كانوا كراكات لما شكا م. سمساعة من عطش مشروع الجزيرة.. ليتهم كانوا مصانع زيوت لما استوردنا زيت طعامنا.
خطرت لي نظرية وأريد أن أسجلها باسمي هي: «أن عدد الوزراء يتناسب طردياً مع التخلف» كلما كانت الدولة متقدمة يقل عدد الوزراء ويزيد عددهم كلما تخلفت الدولة: الإثبات أمريكا «15» وزيرًا، اليابان «16» وزيرًا، اليمن 35 وزيرًا، السودان «66» وزيرًا، الصومال عدد غير محدد.« ألا استحق هذه البراءة؟».
أما بعد
بعد كل هذا الإحباط دعونا نتعايش معه إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً في هذه التشكيلة لفت نظري الدكتورة تابيتا بطرس «حزب غير مسجل» والست الدكتورة كانت وزيرة صحة وهي الآن وزيرة كهرباء وقطعًا الدكتورة تابيتا بما لها من علم في صحة الإنسان وبما لها من خبرة في وزارة الصحة تعرف جيداً علاقة الماء بالصحة فكل ما كان الماء نظيفًا وكثيرًا تحسنت صحة الإنسان، وكثير من الأمراض تنقلها المياه ومن يريد مثالاً نحيله لسجلات ولاية الجزيرة ولمرض واحد هو البلهارسيا «الحمد لله الملاريا خفّت كثيراً».
المطلوب من الدكتورة تابيتا أن تنظر بعين العقل لتعرفة مياه الآبار فهذه الآبار تحاسبها وزارة الكهرباء بتعرفة غالية جداً 33 قرشًا للكيلو واط وهذه أعلى تعرفة، أعلى من تعرفة القطاعين الزراعي والصناعي وفي رأيي ورأي الكثيرين هذا خلل كبير وعدم نظرة كلية للأشياء.. إصرار وزارة الكهرباء على هذه التعرفة العالية لتزيد خزينتها مالاً ستدفعه وزارة الصحة علاجًا وأدوية وفقد إنسان. أرجو أن تضع الدكتورة تابيتا بطرس أمر تعرفة كهرباء مياه الشرب بنداً أولاً في جدول أعمالها وقبل أن تستلم مكتبها ومخصصاتها.
تروني قفزت من الوزير لوزيرة الدولة وما ذلك إلا لأن الوزير مشغول بالكليات من سدود وغيرها، مشكوراً، وليترك هذه لوزيرة الدولة.
يوم يحدث ذلك سنذوق طعم وزراء الدولة.

قصة السواق والجلابي

الإثنين, 12 كانون1/ديسمبر 2011
كان لأحدهم شاحنة مكوَّنة من ترلة كبيرة 12 مترًا وأخرى بعدها 6 أمتار.. امتلك الجلابي الشاحنة في زمن بعيد كان السائقون فيه قلة وليسوا مهرة لدرجة كبيرة فصارت هذه الشاحنة معهد تدريب للسواقين، كل واحد يحاول التعلم فيها وإثبات جدارته بقيادتها بطريقة صحيحة.. صاحبنا الجلابي صابر على الامتحان.. كان سائقو ذلك الزمان أمينين لدرجة لا بأس بها غير أن العائد من هذه الشاحنة كان ضعيفًا جداً ويا دوب يكفي امتيازات السائقين واكتفي الجلابي بالجانب الاجتماعي من الشاحنة.
طال الزمان على هذا الاستثمار وصار أضحوكة العصر الكل يتحدث عن الشاحنة وقلة عائدها وكثرة تعاقب السائقين عليها، وصاحبنا الجلابي يضيق بالسائقين أحيانًا ويصبر عليهم كثيراً وصار شكل الشاحنة قبيحاً وتعطلها كثيراً وصارت للفضيحة أقرب.
تحسن الحال وجاء للشاحنة سائق مختلف بدأ بصيانتها وجل دخل الشاحنة صار يذهب لصيانتها وتغيير شكلها، وصارت جاذبة الشكل بعد أن كان ينفر منها المستأجرون صاروا يرغبون فيها لتغيُّر شكلها وصاحبنا السائق مجتهد في تحويل ماضي هذه الشاحنة وجعلها وسيلة إنتاج تفيده وتعود لصاحبها بعائد يقنعه بأنه هو أحسن سائق مر عليه.
غير أن صاحبنا السائق الجيد كان ذا وجهين رغم هذا الإنتاج وهذا التغيير في الحال والشكل و له عيبٌ كبير، إذ مستوى الأمانة عنده ضعيف جداً وبدأ حاله يتحسن في بطء إذ الذي كان يخفيه على الجلابي في بادئ الأمر لم يكن كثيرًا ولكن كلما مضى الوقت كان يضاعف من حصته الخاصة المتفق عليها كأجر والتي يأخذها خلسةً علاوة على بيع الوقود للشاحنات الأخرى.
بنى السائق بيتاً أكبر من بيت مؤجره الجلابي وصار يستطيل فيه كل مرة ويزيد حتى صار حديث كل الناس: سبحان الله من أين لهذا السائق بكل هذه الأموال؟ الجلابي صابر تقدم أناس كثيرون يُسْدون النصح للجلابي بأن يغير هذا السائق، والجلابي محتار في استثماره فالمطروح أمامه حشف وسوء كيل.. سائقون غير منتجين وضعيفو الأداء وغير مؤتمنين على حال الشاحنة وسائق «خفيف اليد» ولكنه منتج.. وبعضهم قال للجلابي إن هذا السائق لا يصلي إلا في حضرتك.
جاءت الكارثة وبدأ الخلاف حين باع السائق المقطورة الصغيرة ذات 6 أمتار طولاً دون أن يستشير صاحب الشاحنة غير أن أوراق ملكيتها ضائعة، واختلف مع السائق بل أدخله المحكمة ليقول له من أين لك هذا؟ ومازال الأمر بيد القضاء إما أن يُرجع السائق الترلة التي باعها دون إذن صاحبها أو يحاسَب على كل صغيرة وكبيرة.
الأجاويد تدخلوا بين السائق والجلابي.. أبدى لهم الجلابي بعض المرونة لا مانع من أن يعمل معي ولكن بشروط: الأول أن يرد الترلة المباعة. والثاني أن يكف عن السرقة ويحاسبني يوما بيوم على كل صغيرة وكبيرة ويكون واضحًا وشفافًا.

بروفسير بوب يدق الجرس

الأحد, 11 كانون1/ديسمبر 2011
أخي وأستاذنا جميعاً،
ملأت الدموع عيوني حين قرأت مقالكم اليوم عن التباري في حكم الجياع، عين الحقيقة وقوة وشجاعة الكلمة،
يا أخي الذي لم تلده أمي رحمها الله، إن الأمة السودانية تحتضر بأسباب كثيرة، ولكن الجوع هو منظورها الشهور القادمة، نعم يا أخي، كلامك صحيح ولكن بعكس كلام صديقنا التيجاني، الأمر لن يحدث في المستقبل بل هو حادث الآن، الجوع أمر حقيقي في كردفان شمالاً وجنوباً،
جنوباً بسبب الحرب وشمالاً بسبب فشل الموسم الزراعي وانهيار السياسات الاقتصادية الفاشلة والجشعة في تشجيع المنتج، والأهم على الإطلاق غضب صاحب الملك على فسادنا وخنوعنا وخوفنا من قول الحق وكذبنا باسمه جل تعالى عما نفعل.
يا أخي، أنا أتابع يومياً الأسعار عن الحبوب في شمال كردفان وأعلم أن ما أبطأ طوفان اللاجئين حتى اليوم من الوصول إلى أم درمان، إنه الذهب ووجود المال الآن لشراء القوت بأي ثمن، ولكن وجود الحبوب هو الأساس بأي ثمن وهو محدود في السودان كله هذا العام وسنصل إلى انعدامه بسبب الكذب.
هل تصدق أن هناك ما يسمى بالمخزون الإستراتجي... أبدًا أبدًا، وإذا ما كنا سنحد من الكارثة فلا بد أن نستورد الآن مليون طن أو نعلن المجاعة وطلب العون العاجل، إن هناك جريمة الآن تعتمر في ساحات الخفاء والإخفاء والاغتيال الجماعي للأمة، لن تكون في شمال كردفان فقط،
أستطيع الكتابة حتى الغد ولكني بقلبي المثقل لابد أن أذهب الآن لكي أحاضر أبنائي الطلاب عن الاقتصاد الدولي
سوف أكون كاذباً أيضاً لأنني أحاضرهم وأنا أعلم أن أساسيات الاقتصاد الدولي والتبادل التجاري هو وجود إنتاج وهذا الآن غير حقيقي في حالة السودان.
لقد شللنا يا أخي!!
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب
عندما يكتب العلماء يجب أن يسمع السياسيون. هذا جرس إنذار ساخن بدأ دقه صديقنا محمد تجاني عمر قش ودققته بالأمس رغم قلة علمي وصلتي بالمنطقة ولكن خبر الجوع والمجاعة يحرك ذوي القلوب الرحيمة، والنفس البشرية غالية عند الله وعند الناس. ومما زاد همي أن الرعاة الآن يحاولون التخلُّص مما بين أيدهم من الأنعام يبيعونها وأولادها بأي سعر خوفاً من القادم.
إننا نناشد أن يسمع صوتنا الذين أقسموا اليوم، السبت ، أمام الرئيس. وأخصُّ وزير المالية الذي قطعاً بدأ يتحسس المخزون الإستراتيجي في شركة السهم الذهبي لعدد اللاندكروزرات والكامريات، هل يكفي للقادمين الجدد أم يبدأ الاستيراد. وأقول له إن الله سائلك عن أهل شمال كردفان وأنعامهم قبل احتياجات أبناء السيدين وأسرهم ومريديهم الذين قذفوا بهم إليكم.
وأقول للسيد وزير الثروة الحيوانية د.فيصل حسن إبراهيم، ومن حسن الصدف أنه لم يتغيّر في التشكيل الجديد وكان والياً لكردفان ويعرفها أكثر من غيره. قبل أن يقع الفأس في الرأس أدركوا شمال كردفان.
اللهم بلغنا اللهم اشهد. اللهم احفظ أهلنا في كردفان وجنّبهم النزوح والجوع.

يتبارون على حكم الجياع!!

السبت, 10 كانون1/ديسمبر 2011
صديقي محمد التجاني عمر قش كتب بالأمس على صفحات هذه الصحيفة مقالاً باكياً يدقُّ جرس إنذار قوي لمجاعة وشيكة في شمال كردفان وحتى لا يزعل منّا حكامنا «الأوفياء» سنكتب اسم الدلع الذي يريحهم «فجوة غذائية» لأن كلمة مجاعة مخيفة.
وحدد سعر الدخن الذي هو الغذاء الرئيس عند أهله في شمال كردفان وكيف وصل سعر ملوة الدخن لعشرة جنيهات في «الدرت» وكيف أن المرعى لا يكفي لشهرين وبدأ الناس يتخلصون من أنعامهم مخافة أن تموت جوعاً. وهدد من نزوح كالذي حدث في ثمانينيات القرن الماضي لا سمح الله، وسأل أسئلة مشروعة ماذا أعد المخزون الإستراتيجي لهذه الكارثة وماذا في زكايبه؟
صراحة المقال جعلني أرتجف وأنا أتخيل أهلنا في شمال كردفان في حالة نزوح للخرطوم أو الجزيرة على دوابهم ميممين وجوههم شطر الأنهار، رحمتك يا رب اللهم ألطف بهم.
حكامنا مازالوا في غيِّهم القديم وزارة كذا لهذا الحزب ووزارة «السفنجات» لذاك الحزب في مباراة أقل ما يقال فيها أنهم بعيدون عن شعبهم هم في وادٍ والشعب في وادٍ آخر. بالله كيف يشعر بمرارة مقال محمد التجاني من همّه في نادي القولف ويا له من إنجاز عظيم يتناسب والسودان بلد المترفين جداً والذين على ظهور جمالهم وثيرانهم يبحثون عن الماء والكلأ. بالله كيف يهنأ وزير بامتيازاته ومخصصاته ورحلاته وجزء كبير كشمال كردفان تتهدده المجاعة وملوة الدخن فيه بعشرة جنيهات؟ من أين جاء هؤلاء؟
أرجو شاكراً قبل مخصصات جيش الوزراء الذي عيِّن بالأمس أن تستقطعوا من مخصصاتهم ما يكفي لسد الفجوة الغذائية في شمال كردفان، أرجو شاكرًا أن يرحلوا ببص من أفخم البصات يوزعهم على وزاراتهم قبل أن يأتي أهل شمال كردفان ويشوهوا لهم عاصمتهم التي فيها ولدوا، يا أبناء الأكابر كيف «تتهنون» بحكم الجياع؟ أتريدون أن تتنعموا بمال هذا الشعب؟
أخشى أن لا تجدوا من تحكمونهم إذا ما استمر التفكير هكذا تباكي على المناصب بلا إنتاج ولا مجهود ولا إلتفاتة لشعب. من الآن نريد أن نعرف كم سيكون الصرف السيادي وكم سيكون الصرف على (.....) المحكومين.
إذا ما ظل الحال هكذا تقاسم للمناصب وتوزيع للوزارات حتى بلغ عدد الوزراء ووزراء الدولة رقماً يستحق التسجيل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية والناس تشكو الفقر الذي وصل مرحلة المجاعة وبيع ما يملكون خوفاً من الآتي لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا بد من دراسة عاجلة إما أن ترحّل ثروة كردفان الحيوانية إلى حيث المراعي وإما أن ترحّل الأعلاف إلى هناك، لا نقبل نزوحاً من أرض الخير، كردفان، لتصبح أرض الجوع والخرطوم ترفل في نعيمها وكأنها عاصمة دولة بترولية. ما لكم كيف تحكمون؟؟؟

للتربويين فقط

الخميس, 08 كانون1/ديسمبر 2011
يبدو لي والله أعلم أن أوسع مجالات العلوم تنظيراً هي علم التربية. وكان أستاذنا المرحوم بروفيسور مندور المهدي رحمه الله كثيراً ما يضرب المثل بالبروفيسور محجوب عبيد رحمه الله، في أنه كان محظوظاً أن وجد مدرسين يعرفون كيف تعالج الحالات الخاصة. فمحجوب كان حاد الذكاء، وحدة الذكاء والتخلف كلاهما صار يعرف بالحالات الخاصة. فقد فتحوا له المكتبة حتى لا ينتظر الآخرين الذين معدل إطلاعهم كتاب أو كتابين في السنة، وعند محجوب هذا ورد يوم أو يومين. اللهم ارحمهم جميعاً.
قضيت جزءاً من يوم الثلاثاء 6/12/2011م في قاعة الشارقة حاضراً للمؤتمر السنوي لكلية التربية جامعة الخرطوم «طبعاً» وبسبب الريد القديم كان لزاماً علينا حضوره. ولفت نظري أن الحضور جلهم من أساتذة الجامعات وهذا شيء جيد، ولكن افتقدت أساتذة المدارس وخريجي التربية لأعوام كثيرة، ولم أجد من زملاء الدراسة غير ثلاثة وكلهم أستاذة جامعات. ودعونا نقول إن حساسية التعليم لا تسمح لمعلم بأن يخرج من مدرسته لحضور مؤتمر ولو كان مهماً مثل هذا. «هذا إذا استبعدنا عامل العمر».
وقُدمت في الجلسة الثانية التي حضرتها ثلاث أوراق أحدها سنخصص لها هذه المساحة اليوم، وهي باب للجدل التربوي قديم. ومقدم ورقة «ذوو الاحتياجات الخاصة» البروفيسور هارون كان مصراً على أن دمج ذوي الحالات الخاصة لا بديل له، معدداً من الأسباب ما يعزز ما وصل إليه في بحثه. وبعد الورقة انهالت الآراء المضادة وخصوصاً من المعقب على الورقة مريم حسن عمر مديرة مدارس الموهوبين بولاية الخرطوم، وقد كانت مصرة على أن عزل الاحتياجات الخاصة هو الأفضل، وضربت مثلاً بأنه إذا نزلنا إلى أي من طرفي المنحنى ستجدنا لم نستطع توفير الحد الأدنى لهم، وسيكون هناك فاقد ما لم يعزلوا.
وقام معقب آخر وشن هجوماً عنيفاً على المدارس النموذجية بدرجاتها، واعتبر ذلك ودون أن يبرر تمييزاً تربوياً مرفوضاً. ولكن مريم كانت مصرة في تعقيبها الأخير، وبصراحة أنا معها. ولنثبت ذلك نقول إن كثرة التركيز على الفروق الفردية في كل محاور التربية والاهتمام بها كثيراً يدل على أن العلاج لا يمكن أن يكون عاطفياً فقط، وسيكون هناك «مظاليم».
وبصراحة العزل التربوي للموهبين أو الحالات الخاصة كان يمارس في هذا السودان منذ زمن بعيد وبدون إعلان اللجان التي كانت تعقد، حيث يجلس للامتحان «500» طالب ويقبل منهم للمرحلة العليا فقط «40» طالباً، ويذهب الآخرون ليس لمدارس أقل بل للشارع، ومعظمهم ناجحون ولكنهم غير متفوقين. هذا أسوأ أنواع العزل، حيث أنه إجحاف وطرد من التعليم تماماً، وليس لمدرسة أقل درجة كما كان صاحبنا المعقب الآخر محتجاً عليه.
أمر التربية صعب علاجه بالإطلاق، فكل حالة تستحق دراسة منفصلة وعلاجاً خاصاً، ولما كان هذا يحتاج إلى فرق كثيرة وعلماء وخبراء بقدر عدد الدارسين، يلجأ التربويون إلى سددوا وقاربوا، ليصلوا إلى شبه المثال وما أصعب المثال المطلق.

أدركوا رياض الاطفال

الأربعاء, 07 كانون1/ديسمبر 2011
اليوم يتتابع مؤتمر كلية التربية «جامعة الخرطوم طبعاً» الذي بدأ أمس بقاعة الشارقة بعنوان: «التعليم العام وتحديات القرن الحادي والعشرين». وفي شهرنا هذا ينعقد المؤتمر العام الثالث للتعليم. وفي كلا المؤتمرين سيتحدث علماء التربية كثيراً، ولكن ليس المهم التنظير ولا القوانين، ولكن العبرة في منْ ينفذ القانون. ومن ينزل النظرية إلى أرض التطبيق.
يبدو أن داء التخلف في كثير من الدول هو وضع التعليم في قاع قائمة الأولويات، وأن يعطى من الميزانية الفتات ومن الوزراء وزراء الترضيات. وما لم تدرك الدولة أهمية التعليم ووضعه على رأس قائمة الأولويات والاستثمار، فإنها تهدم من غير أن تشعر، وستدفع الأجيال القادمة الثمن أضعافاً مضاعفة. وهنا يحضرنا مهاتير محمد، وكيف بنى ماليزيا بنظرته الاستراتيجية للتعليم. «بالمناسبة أين صاحبنا بتاع الاستراتيجية التي أكل بها خبزاً زمنا طويلاً؟».
كل هذا مقدمة لمسألة في غاية الخطورة، وهي مرحلة التعليم قبل المدرسي، وهي لغير المختصين في التربية مرحلة حقيقية كاملة الدسم ولكن هوانها على الناس جعلها مسخاً مشوهاً. وبما أنها كانت يوماً ما لأولاد المترفين فقط، فإنها اليوم هي مرحلة إلزامية ولكن بدون تفعيل لقوانينها.
العجز المادي أو لأن التعليم ليس أولوية، جعل وزارات التربية تتنازل عن هذه المرحلة مرحلة التعليم قبل المدرسي للقطاع الخاص تنازلاً تاماً، ويصعب أن ترى روضة حكومية إن لم نقل انعدمت، وبدأت هذا التخلي ولاية الخرطوم التي تقلِّدها الولايات في كل قبيح وجميل. سكتنا عن هذا زمناً لنرى إلى أين تسير تجربة خصخصة التعليم قبل المدرسي، فبعد سكوت وعدم مراقبة إدارة التعليم غير الحكومي الطويل ما يجري في هذه الرياض، جاء دورنا بصفتنا مراقبين متخصصين لنقول إن هذه الرياض لا يكفي فيها وصف أنها ليست على ما يرام، بل تعدته لمرحلة الخطورة على الأبناء.
هم كثير من هذه الرياض مادي بحت، ولا اهتمام بما يقدم فيها من مناهج، ولا بمن يقدم المناهج رغم وجود عدة كليات تربية فيها، فهذا تخصص أم درمان الإسلامية والأحفاد مثالاً.
والكارثة تأتي في ما يعرف بحفل التخرج، تخيل.. حفل لتخريج طفل في الروضة تجمع باسمه من اولياء الامور أموال مهولة، إما أن تدخل جيوب القائمين على الحفل أو تصرف في مهرجان صاخب، وأحيانا زفة «وحوامة» بين الأحياء مايكرفونات وابواق سيارات.. كل ذلك لتلفت نظر من بالبيوت ليجبر الاطفال اهلهم لتسجيلهم في الروضة الفلانية. ونأتي لما يقال في الحفل من تعليم للكذب الصريح، ونشر الألقاب العلمية والرتب العسكرية على أطفال الروضة، وسط زغاريد ربات الخدور اللائي اتخذن من حفل التخرج استعراضاً للزينة.
أي تربية هذه؟ ومن سمح بها؟ وكيف غزت هذه المسخرة هذه الرياض وجعلتها لا تفكر إلا في حفل التخريج الذي يبدأ جمع ماله المهول قبل عدة شهور وكأنه الهدف الوحيد لهذه الرياض.. أين إدارة التعليم غير الحكومي من هذا؟ أم تسكت القائمين عليها «الظروف»؟
حسناً فعلت مؤسسة تربوية عملاقة هي المجلس الإفريقي للتعليم الخاص، بأن ألغت احتفال رياض الأطفال الصاخب ومنعت جمع أي مال من أولياء الأمور لهذه أو لغيره. واكتفي بالبلح والفول.
هل ننتظر اختفاء هذه الظاهرة بهذا البطء أم للوزارة كلمة أقوى؟

المجاهرة بمخالفة القانون

الثلاثاء, 06 كانون1/ديسمبر 2011
لو أن أحدهم جاء بزجاجة خمر تحت ثوبه ودخل منزله وأغلق الباب عليه وشربها كلها أو نصفها ونام.. مثل هذا لا يعلم به إلا الله وهذا أمر بينه وبين ربه.
أما إذا ما جلس أمام داره ميمماً وجهه شطر الشارع جالساً على كرسيه وأمامه طاولة عليها تلك الزجاجة واسم ما بداخلها مكتوب على ملصقها وبين الحين والآخر يصب ويشرب مثل هذا يسمى مجاهراً بالمعصية، وهذه منهي عنها ولها عقوبة شرعية.
تفقد الدولة هيبتها عندما لا يكون لها قانون يحتكم إليه الناس أو أن يكون القانون مطبق على بعض والآخرين لا، عندها سيبدأ بالون الغليان والغبن ينتفخ رويداً رويدا إلى أن يصل مرحلة الانفجار.
كتبت غير مرة بأن قانون المرور مجحف وليس لكل الناس ولا الناس سواسية أمامه فهو للضعفاء والبسطاء فقط وليته فقط لا بل قانون لا يطبق إلا على المنتجين.
بالله كم من السيارات في العاصمة والأقاليم تحمل لوحات عمرها أكثر من أربع سنوات ومكتوب عليها الحروف القديمة ولم تغير إلى اللوحة الجديدة التي تعلوها كلمة «السودان» مئات من السيارات إن لم نقل ألوف، والسبب بسيط لأن داخل هذه السيارة ضابط من الأمن أو الجيش أو الشرطة وهؤلاء لا يستطيع شرطي المرور أن يسألهم عن ترخيص بعد أن تخرج من فمه كلمة عقيد أو عميد أو لواء معاش أو في الخدمة لا يهم كلهم محصنون ضد القانون وعلى الشرطي المسكين أن يتنازل فور سماعه الرتبة عن حق السؤال وأن يقدم اعتذاراً «معليش سعادتك تفضل». إن كانت السيارة غير مرخصة أو مظللة وتحمل في داخلها بلاوي يكفي أن يقول إنه اللواء أو العميد أو العقيد.. ليست سيارات الضباط وحدها المحصنة ضد القانون بل كل سيارات المنظمات الدولية والطوعية لا يسألها أحد عن ترخيص ولا تفتيش شهري «بالله من هو العبقري الذي جاء ببدعة التفتيش الشهري»؟ وكل سيارة فارهة لا يسألها أحد.
والمنتج المسكين يوقف عشرات المرات في الطريق ليسأل عشرات الأسئلة والتي نهايتها دفع غرامة مرورية تزيد الإنتاج بؤساً على بؤسه.
المطلوب أولاً الاعتراف بأن هذه الدولة قانونها ليس مطبقاً بالتساوي؟ وهناك عدة ظواهر، بهذه الحالة فقط نريد أن نبدأ ترخيص السيارات، الغريب أن بعض السيارات تسير بلا لوحات ولا يسألها أحد ويقول لك بصوت خفيض: دا هوا في إشارة إلى كبر منصبه وما أصغرهما في عيني في تلك اللحظة، الذي لا يحترم القانون ليس كبيراً.
ثانياً أن يفعل أمر ترخيص السيارات وتقوم به جهة عدلية وكلاء النيابات مثلاً وعلى هؤلاء مهمة مؤقتة هي الحجز على كل سيارة غير مرخصة مهما كان من بداخلها ولا يطلق سراحها إلا بعد أن ترخص.. صراحة لا يهمني أن ترخص مجاناً أو بنصف القيمة أو ترخصها جمعيات المعاشيين للضباط كل هذا لا يهم وحتى لو اعفوا من رسوم الترخيص مبروك عليهم.
دعونا نشعر أننا في دولة القانون فيها لكل الناس، من أكبر رأس لأصغر كناس.

جهرٌ وهمس

الإثنين, 05 كانون1/ديسمبر 2011
بحسب البلاغ رقم 53/2008 بتاريخ 23/09/2009م بمحكمة جنايات المال العام، والذي قضت فيه المحكمة الموقرة بالحكم التالي:
«1» استرداد مبلغ 91.635.47 جنيه للخزينة العامةــ وتم التنفيذ فعلاً».
«2» السجن مدة 3 سنوات للمتهمين الاثنين بالتتابع.
«3» الغرامة 1.000 جنيه أو السجن لمدة سنة للمتهمين الاثنين بالتتابع، وتعود حيثيات البلاغ أعلاه حول اختلاس المال العام باستخدام أورنيك مالي«15» بنظام «القشرة». بعد أن كشفت الوحدة الحكومية المعنية عن وجود تهمة الاختلاس، وقامت الوحدة بإخطار المراجع العام، والذي بحسب تقريره «الذي أثبت حالة الاختلاس» قامت الوحدة بفتح البلاغ أعلاه.
وذكرنا كل ذلك حتى نقيم الحجة لإقامة العدل حتى يسود مفهوم: أن الجميع سواسية أمام القانون بدأ همساً حتى أصبح الآن جهراً داخل وخارج مبنى تلك الوحدة الاقتصادية الإيرادية الهامة، موضوع تهمة اختلاس مال عام يقدر بحوالى «300.000» جنيه من إيرادات ملعب سداسيات كرة القدم الذي يتبع لتلك الوحدة. وقد تمت إجراءات محاسبة بحق المتسببين، وأن رئيس الوحدة اكتفى فقط باسترداد المال من المتهَمَين الاثنين يُدفع بأقساط شهرية، وبالتالي هما في الخدمة وفي السليم «بحسب رئيس الوحدة». علماً بأن المادة 17/5 من قانون محاسبة العاملين بالخدمة المدنية القومية لسنة 2007م والتي تقرأ: «تتخذ السلطة المختصة رئيس الوحدة في هذه الحالة كافة الإجراءات القانونية اللازمة لاسترداد المال العام». فإذا كان ذلك الهمس والجهر صحيحاً على النحو الذي ذكرنا وتؤيده المستندات الدالة، فليس لرئيس الوحدة الحق القانوني لاسترداد هذا المال بهذه الطريقة، وإلاّ فما دور محكمة جنايات المال العام؟
ونسأل رئيس الوحدة: أليس المبلغ الذي قررتم استرداده من المتهَمَين يسمى اختلاساً؟ فإن كانت الإجابة بـ«لا» فماذا نسميه؟ أليس هو نفس المال الذي تم استلامه بأورنيك «قشرة»؟ أما إذا كانت الإجابة بـ«نعم» فهل تنصّب نفسك قاضياً في ذات الوقت؟ فإن كان تعاملك مع هذه الحادثة على هذا النحو، فهل ياترى المحكوم عليهما في البلاغ «53» أعلاه «بحسب رؤيتكم» قد ظُلِما؟ ولك أن تتعرف على أن المتهَمَين بالبلاغ «53» يفقدان الوظيفة بحسب ما نصت عليه المادة 27/8 من قانون محاسبة العاملين، في حين «حسب إجراءاتكم» أن المتهَمَين لديكما يتمتعان بالوظيفة وإلاّ فمن أين لكم بالاسترداد؟ وثمة أمرٍ آخر، فأين عقوبة السجن والغرامة بحق المتهَمَين؟ وهل وصل الهوان بالمال العام لدرجة عدم وجود العقوبة الرادعة لمثل هؤلاء؟ أم أنها الشفقة والمجاملة وليتها في حقٍ خاص، بل في مالٍ عام؟ وهل هذا الجرم الشنيع جره أحدٌ على أولئك أم كان هذا كسبهم؟ وهل ضَرَبَهم أحدٌ على أيديهم ليعملوا هذا العمل؟ إذن العقاب من جنس العمل. وكيف رأيتم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رفض شفاعة حِبِه «زيدٌ» بقوله: «أتشفَعُ في حدٍ من حدود الله؟» وقوله: «وأيمُ الله لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت، لقطع محمدٌ يدها» وهل تتفقون معي أن المتهَمَين بالبلاغ «53» وأسرهما وكافة المجتمع سينظر إليكم بالتقدير والاحترام؟ أم تنطبق على المتهَمَين المقولة المشهورة: «شقي الحال اليقع في القيد».
السيد/ رئيس الوحدة المعنية، وتكفي إشاراتي بأن الموضوع يلزمكم، فإن أردتم نصحي أرجو أن تضعوا كل الموضوع ومستنداته أمام السيد/ المراجع العام، إبراءً لذمتكم وهذا ما أتمناه، حتى يقوم المراجع العام بدوره حسب الاختصاص، وحسب تقريره فإن لزم الأمر يتم فتح البلاغ، وحينها تقول المحكمة المختصة كلمتها، ونقول لكم في هذه الحالة: أحسنتم وجزاكم الله خيراً.
ولنا عودة بحسب «سامر الاختلاس» ولكل حدثٍ حديث
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
الخير محمد نور أحمد
جوال: «0911600491»
بريد إلكتروني: golokhair@yahoo.com
> من أحمد: ليس لنا في هذا الموضوع إلا العنوان.. ولكنه خطير خطورة الخيار والفقوس على رأي المثل السوداني.

كيف عاد الرجل لموقعه

الأحد, 04 كانون1/ديسمبر 2011
لا أريد أن أقف طويلاً في ما فعله المؤتمر الوطني، من تعيينه هذا العدد المهول من المساعدين والمستشارين حتى بلغت مؤسسة الرئاسة 15 بالتمام والكمال.. عدم الوقوف ليس رضاءً بما حدث ولكن لكثرة الذين كتبوا في هذا الأمر عاكسين خيبة الأمل التي ارتسمت على وجوه الذين كانوا ينتظرون الرشاقة.. يبدو أن هناك لبساً في معنى كلمة رشاقة فما يراه زيد رشيقًا يراه عمرو ليس كذلك.. رحم الله البروفسير عون الشريف قاسم نفتقده اليوم ليرينا معنى رشاقة في اللهجة السودانية. أو ليضيف المعنى الجديد لقاموسه.
نترك حركات المؤتمر الوطني الذي هو واحد من اثنين إما أن القائمين بأمره حادّي الذكاء أو العكس تماماً.. عمومًا معدل ذكاء غير طبيعي إما لأعلى وإما للأسفل والدليل معنى الرشاقة المختلف عليه. دعونا نعامله بالمثل الخليجي «الشيوخ أبخص» أي أن الشيوخ يعرفون ما لا نعرف.
الذي حيرني اشد الحيرة أن مستشار رئيس الجمهورية الذي كتبت عنه الصحف عن استثماراته وابتزازه لوزير المالية وفاحت كثير من تجاوزاته ولم تسأله الحكومة ولم تحاسبه على ما قرأناه في الصحف.. على الأقل لم تحاسبه حسابًا علنيًا تثبت تبرئته أو تجريمه.. كنا نحسب أن القائمين بالأمر لا يريدون أن يحرجوا الرجل وهو في هذه السن وسيتم تغييره في أول تعديل ليزاح بهدوء حفظًا لماء وجهه وماء وجه حزبه، هذا إن كان لأحزابنا ــ بلا استثناء ــ ماء وجه يُخاف عليه..
هل يريد المؤتمر الوطني أن يقول وراء هذا الرجل قبيلة؟ بئس العذر ذاك والكل يتحدث عن هذه القبلية التي أطلت برأسها بعد قرن من التعليم وظننا أن المجتمع السوداني تجاوز القبلية والجهوية وتعافى منها، ولكن البعض يريد ان يعيش منها ويأكل بها خبزًا ويخوف السياسيين بها. وما أخوف السياسيين رغم كل ادعاءات الشجاعة التي يدعونها.
عودة الرجل لمنصبه غانمًا وترهل مؤسسة الرئاسة وبعض من «شمارات» الصحف تجعلنا نتنبأ بأن التشكيل الحكومي القادم سيكون محبطاً جداً وسينقل حاج أحمد من وزارة كيت ويعين أحمد فيها. وأزيد لن يوف المؤتمر الوطني بوعده إلغاء وزراء الدولة ولا وعد رشاقة الحكومة ستخرج مترهلة مترهلة اللهم إلا إذا قدم مقدمة تشرح المعنى الجديد لكلمات، ترهل، رشيقة، عريضة.
رجاء إلى وزارة الصحة الاتحادية أن تسعى من الآن في توفير علاجات ضغط الدم الذي ستزداد حالاته بعد إعلان الحكومة القادمة. وان توفر كثيرًا من سيارات الإسعاف الخيرية ومدفوعة القيمة.
إن كان الذي قيل فيه وكُتب فيه كل الذي كُتب يعود الى مكانه وكأن شيئًا لم يكن، فابشر بطول سلامة يا مربع.
أم نكرر «الشيوخ أبخص»

لم يجدوا إلا أرض المسجد

السبت, 03 كانون1/ديسمبر 2011
سؤال جوهري: عندما تعرض جهة ما مخططاً سكنياً مغرية المشترين بسعة شوارعه وميادينه ومرافق الخدمات من مدارس ورياض وميادين وحدائق، ويشتري المشتري بعد هذه الإغراءات والصورة المكتملة للمخطط السكني، هل من حق الجهة البائعة بعد ذلك التصرف في أرض هذه الميادين والمرافق العامة بعد نفاد كل القطع السكنية لتبيع الميادين لآخرين؟؟
المحير أن أول ضحايا هذا الإخلال بالعقد كان المسجد الذي استكثروا عليه مساحته المقررة له واقتطعوا جزءاً منها ليباع، ولسان حالهم يقول: المسجد لا يستحق كل هذه المساحة.
إلى رسالة لجنة المسجد:
أولاً: هذا المخطط يعرف باسم مخطط سبأ ثم مخطط الشهيد أبود جانة. وقيل إن الأرض التي تم البناء عليها كانت تتبع لجامعة الخرطوم، وتم تحويلها بصورة ما للصندوق القومي للتأمين الاجتماعي. وقام الصندوق القومي بتخطيط الأرض وتقسيمها لقطع سكنية وعمل بنيات تحتية لها مثل شبكة طرق أسفلتية وشبكة مياه وميادين وساحات ومساحات لرياض أطفال ومدارس، وميدان عام للخدمات فيه ميدان لكرة القدم وسوق ومخفر شرطة ومسجد ومدرسة.
وقام الصندوق القومي بالترويج لبيع القطع بهذا المخطط، موضحاً أن فيه الخدمات المذكورة أعلاه التي أصبحت بعد البيع ملكاً للمشترين بحسب العقد، وأن المشترين قاموا بدفع قيمة الخدمات والأراضي ضمن القيمة التي دفعوها للقطع التي اشتروها، بناءً على التسهيلات والخدمات المصاحبة المعروضة، وكانت بداية التوزيع في عام 2002م تقريباً.
وبعد شهر رمضان الماضي جاء بعض الأشخاص يحملون خرائط وأوراقاً، وذكروا أن هنالك حوالى «200» قطعة سكنية قد تم توزيعها لهم في الميادين بهذا الحي.
وعلمنا أن جهة ما قامت ببيع الميادين وكثير من المواقع المخصصة للخدمات العامة لهؤلاء الناس، وتشمل هذه المساحات المستقطعة ميادين عامة ومدارس وطرقات.
الأمر المهم والمحير أنهم قاموا باستقطاع مساحة حوالى «1400» متر مربع من مساحة المسجد التي تبلغ في الأصل حوالى «4000» متر مربع، بالرغم من أن تسليمه قد تم من قَبل من قِبل الأراضي والمساحة، وتم استخراج الكروكي له وتصريح البناء، وتم بناء المسجد بواسطة أحد المحسنين، ولما كان المبلغ الذي قام هذا المحسن بتخصيصه لهذا المسجد محدوداً فقد تم بناء المسجد بمساحة أقل، وتم عمل خطة لمرحلة ثانية لتوسعته من الناحيتين الشمالية والجنوبية، إلا أن عملية القطع أو البتر التي جاءت الآن جعلت الشارع العام على بعد أقل من ثلاثة أمتار من جدار المسجد الأيمن، مما يعنى محو خطة التوسعة بالإضافة إلى تشويه وضع المسجد.
مما تقدم ذكره يتضح تخبط السلطات الخاصة بهذا الشأن من أراضٍ وتخطيط ومساحة وغيرها، وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق مع المواطن، والتصرف في حقوق الغير، وعدم الاكتراث لبيوت الله في الأرض وحرماته، ومن مثل هذه الأعمال تتوالى علينا المصائب والإحن.
هذا باختصار لب الموضوع نرجو إبرازه بصورة واضحة ومبينة، لعل مسؤولاً ينفعل به ويبرئ نفسه ويصلح لجنة المسجد والحي.

شاركوني هذا الايميل

الجمعة, 02 كانون1/ديسمبر 2011
الرسالة الأولى : نِعمَ القائد:
كان أبو بكر رضي الله عنه إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء.. فاحتبس فيها شيئًا يسيرًا.. ثم عاد إلى المدينة ..فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه... فتبعه يومًا خفيةً بعدما صلى الفجر... فإذا أبو بكر يخرج من المدينة ويأتي خيمة قديمة في الصحراء.. فاختبأ له عمر خلف صخرة... فلبث أبو بكر في الخيمة شيئاً يسيرًا. ثم خرج ... فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة... فإذا فيها امرأة ضعيفة عميــاء... وعندها صبية صغار.... فسألها عمر :من هذا الذي يأتيكم... فقالت: لا أعرفه.. هذا رجل من المسلمين.. يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا...
قال: فماذا يفعل؟
قالت: يكنس بيتنا.. ويعجن عجيننا.. ويحلب داجننا... ثم يخرج..
فخرج عمر وهو يقول: لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر.. لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر!!.
الرسالة الثانية:
كـان يرى والدته المتوفاة كل يوم بالمنام تحرق أجزاءً من جسدها في النار طوال ثمان سنوات!!
وكان يدعو لها بالرحمة والمغفرة كل ما رآها على هذا الحال!!
واستمر بالدعاء حتى جاء اليوم الذي جاءته مبتسمة في المنام. فسألها لماذا كنتِ تتعذبين طوال هذه الفترة ؟ فقالت: بسبب كأس الحليب!!
وكان يعلم قصة كأس الحليب.. فيقول:
كان والدي متزوجاً قبل والدتي ولديه ولد من زوجته الأولى..
وكانت والدتي عندما تصب الحليب في الصباح تعطيني كوباً ممتلئاً وتعطي أخي كوباً نصفه حليب ونصفه تملأه بالماء!!
تتعذب 8 سنوات بسبب الظلم على شيء يعتبره بعض الناس بسيطاً!!
لكنه ليس بسيطا عند رب العالمين ..
قال تعالى: «ويحسبونه هيناً وهو عند اللّه عظيم»
وقال الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام:
«الظلم ظلمات يوم القيامة»
الرسالة الثالثة:
قال صلى الله عليه وسلم :«إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل..
فقال :إني قد أحببت فلانًا فأحبه..
فيحبه جبريل..
ثم ينادي في أهل السماء:
أن الله يحب فلانًا فأحبوه... فيحبه أهل السماء...
قال: ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض ..
وإذا أبغض الله عبدًا.. نادى جبريل :إني أبغضت فلانا فأبغضه...
فيبغضه جبريل..
ثم ينادي في أهل السماء:
أن الله يبغض فلاناً فأبغضوه...
فيبغضه أهل السماء..ثم تنزل له البغضاء في الأرض....
آآآآه ... ما أجمل أن تعيش على الأرض .. تأكل.. وتنام .. والله ينادي باسمك
في السماء «إني أحب فلاناً فأحبوه».

سيد يرد نيابة عن رباح

الخميس, 01 كانون1/ديسمبر 2011
نعم يا رباح يا بنت الإمام
أخي أحمد،
بعد السلام
أطلعت على مقالك بعنوان «لا يا رباح» وعدة مقالات انتقدت مقال رباح الصادق بخصوص ما ورد عن محادثة عقار.
لا أشك أن قلم الحبيبة رباح كفيل وقادر على الرد، لكن أرى لزاماً عليّ أيضاح قناعتي بأن الهجوم على مقالها نابع من أن المقال جاء من رباح بنت الإمام وليس من كاتب لا تربطه علاقة دم برئيس حزب.
للأسف الانتقادات الموجهة لمقال الحبيبة رباح معظمها نظرت إلى الجزء الفارغ وأهملت الجزء المملوء من الكوب والمتمثل في الآتي:
«1» فرحتها بمحادثة عقار ـ حسب تقديري ـ فرحة الصحفي والكاتب وأهل الدم لوجود خيط ولو رفيع ربما يقود إلى الفاعل الفعلي للجريمة وملاحقته، في النيل الأزرق تسفك دماء بواسطة الطرفين المتخاصمين دون وجه حق عند الإدانات يتنصل كل طرف ويحاول إلباسها الطرف الآخر.
إنني شخصياً لا أستبعد قيام خلايا أحد الطرفين الحركة والحكومة بالجريمة بسيناريو لمحاولة إلباسها الطرف الآخر. لذا لا أعتقد أن فرح رباح بمحادثة مالك عقار خارج نطاق هذا المفهوم.
«2» أهملت الانتقادات الموجهة للحبيبة ثبات موقف الحبيبة من اتهامها للحركة بإيراد الأدلة والشهادات التي تدعم اتهامها للحركة. حيث حددت الشهود بأسمائهم والمسافات بأرقامها لدحض نفي الحركة للجريمة والتي ارتكز عليها دفاعها في نفي التهمة حيث ذكروا أن موقع الجريمة يبعد 7 كلم من الدمازين وأن تواجد الحركة على بعد 25 كلم من الدمازين.
شهود الحبيبة رباح ـ حسب المقال ـ حددوا أن جبل أبو قرن يبعد 18 كلم من الدمازين وأن مكان الجريمة يبعد 13 كلم من جبل أبو قرن مما يعنى أن مسرح الجريمة يبعد 31 كلم من الدمازين ويقع في دائرة تواجد الحركة حسب بيان الحركة.
«3» ما ذكرته رباح أن سجل الحكومة حافل بتقتيل المواطنين هي حقيقة يسندها الاعتراف «سيد الأدلة قانوناً» حيث اعترف السيد الرئيس ومصطفى عثمان بأن القتلى في دارفور في حدود 10 آلاف وليس 300 ألف.
«4» أما هجومك وهجوم عقار وبعض الكُتّاب على رباح بالتعالي عرقياً فردي إيراد الحقيقة بأن الحبيبة رباح الصادق يجري في شرايينها الدم الفوراوي من جدتها «مقبولة والدة السيد عبد الرحمن» والدم الكاهلي من جدتها « والدة السيد الصادق رحمة بنت عبد الله ود جاد الله كسار قلم مكميك العاقر تلد تسمى عليك» ويسري في شرايينها الدم الدنقلاوي من جزيرة لبب دم محمد أحمد المهدي. إيرادي لنسبها ودمها ليس بدافع الجهوية والقبيلة بل لإثبات أن دمها فقط دون قلمها وأفعالها يثبت ويؤكد تحدثها باسم التنوع والتعدد العرقي والثقافي دون تحيز إثني حسب التهم التي وجهت إليها.
«5» في مجتمعنا السوداني ثقافة مقابر العائلة منتشرة وهذه حقيقة والأدلة كثيرة مثالاً لا حصرًا الغرفة الموجودة جنوب قبة الشيخ حمد النيل مدفون فيها الشيخ الصادق الدينكاوي وبداخلها وحول الغرفة ترقد قبور زوجته وأبنائه وبناته. ولعائلة المهدي الحق في قبول أو رفض دفن الآخرين بمقابر عائلتهم مثلما هذا الحق مكفول لكل عائلة سودانية خلافهم.
مودتي واحترامي
سيد الحسن
> تعليقنا: لو كان القول من آخر غير رباح لما كتبنا.

((حتى تكتمل الصورة))

الأربعاء, 30 تشرين2/نوفمبر 2011
قناة النيل الأزرق من صنف قنوات المنوعات. وبما أن المنوعات والتي أكثرها الغناء لا يمكن أن تكون طول الوقت لجأت قناة النيل الأزرق لتقديم بعض البرامج التي تستحق أن يقف عندها الناس ويبحثون عنها ويضبطون زمنها في مذكراتهم الرقمية، طبعاً انتهى زمن المذكرات الورقية أليس كذلك؟ من هذه البرامج «حتى تكتمل الصورة». وكان برنامج «عدد خاص» من البرامج التي تناقش قضايا كبيرة ومنها قضايا المسكوت عنه، لماذا توقف هذا البرنامج؟؟؟ السؤال لمدير القناة ولمقدميه.
الأستاذ الطاهر حسن التوم لا يحتاج مني لتسليط ضوء عليه في عمود في صحيفة فقد ثبَّت صورته وإمكاناته في ذاكرة المشاهدين عبر هذه القناة في عدة برامج منها موضوع حديثنا اليوم وآخر اسمه «مراجعات».
كل هذا مقدمة لحلقة الإثنين 28/11/2011 م التي ضمت«يرتبوهم كيف؟؟» بسيطة قال صلى الله عليه وسلم: «تيامنوا» أي أبدؤوا باليمين كان على يمين الطاهر الأستاذ عثمان ميرغني وبعده الدكتور حمد عمر حاوي من جامعة بحري ثم الأستاذة سناء حمد العوض الوزيرة والدكتور أمين حسن عمر».
عنوان الحلقة «الإصلاح» كان لعثمان وأمين نصيب الأسد في الحلقة ورغم رزانته المعهودة «طبعاً هروب من كلمة برودة» كان أمين كعادة السياسيين مكابرًا جدًا ولا يعترف بإخفاق ولا فشل شماعتهم في ذلك من ليس داخل دائرة الحكم فهو منظِّر فقط، وللحكم أساليبه التي لا يمكن أن تكون مثالية مهما اجتهد فيها الحاكمون،«التاريخ الذي نقرأه كله مثالي ومنتقى ولا يوجد طهر مئة في المئة هكذا أو بمعنى قريب من هذا قال كبيرهم يوماً».
عثمان كان نجم الحلقة وكان صريحاً ويتحدث بحرقة الواقع الذي أمامه وجميلاً كان مثاله بالرصيد وأن الحزب الحاكم درجات منهم من يقبل رأيه كاملاً ومنهم من لا يقبل منه إلا في حدود ومنهم من عليه أن يأكل عيش ويسكت، لم يقلها عثمان بهذه العبارة ولكن شبهها بالرصيد منهم من رصيده من الإصلاح صفر.« رصيدك لا يكفي لهذه المهمة».
إصلاح سناء التي تروِّج له أن قرارًا صدر لكي لا يبقى في المنصب أكثر من دورتين أحدٌ وضربت مثلاً بأمينة اتحاد إحدى الولايات بقيت 18 سنة يا بنتي كثيرون بقوا 22 سنة ولسة؟
إذا ما سُئلت عن الإصلاح الذي يجب أن يبدأ به هو المحاسبة العلنية هذا ما ينقص نظام الحكم، كل حكامنا محميون من المحاسبة وبدأ يتدحرج هذا لأسفل. وإصلاح آخر هو إعمال نظم وكتابة مواصفات انتهى عهد الحاكم المطلق لكل حقوق وواجبات يسأل ويُسأل. ليس الحكم مغنماً ليفعل صاحبه ما يشاء ولا يسأله أحد.
والذي حيّرني وما كنت أحسب أن د.أمين يتكئ عليه استشهاده على شرعية الحكم بالانتخابات الأخيرة، والتي كانت مثل مباراة كرة قدم بين فريق من الدرجة الأولى ليكن المريخ ضد فريق في حي من أحياء قرية من قرى الجزيرة لتكن اللعوتة. وقوة الحزب التي هي أكثر مما يجب هل هي قوة عادل أم قوة ظالم.

فيبدا بجمع البطاقات

الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2011
> حادثة أولى
يُقال إنه على أيام حكم جعفر نميري، أن قائد القوات المسلحة الفريق بشير محمد علي سمع خبر إعفائه من منصبه من الإذاعة في نشرة الثالثة، على طريقة نميري. فما كان من سعادة الفريق إلا أن أمر السائق بإيقاف السيارة وأمره بإنزال العلم الذي في مقدمتها. وواصل سيره بدون علم.. غاية الانضباط والمسؤولية.. عسكري محترم.
> حادثة ثانية
كان أحدهم والياً قبل سنوات وتعاقب على منصبه واليان على الأقل، فخالف مرورياً وأوقفه شرطي المرور وأراد أن يسجل له مخالفة، وأخرج بطاقة والٍ وقدمها للشرطي. وذهب في سبيله.. قمة اللا مسؤولية من الشرطي والوالي السابق.. المخالف مخالف مهما كان والياً سابقاً أو على رأس عمله.
> حادثة ثالثة:
عمل أحدهم رئيس محكمة شعبية أيام نميري أيضاً قبل عشرات السنين، ومازال يخرج بطاقة المحكمة الشعبية ويقول: «قاضي» ويتركه «الجابي» أو الحاجب احتراماً لهيبة القضاء ولا ينظر لتاريخ البطاقة.
> حادثة رابعة:
كلما سُئل في استقبال أو في نقطة تفتيش قال: معاك مقدم ركن فلان.. ويتركونه دون أن يُسال عن بطاقة أو إثبات شخصية. ويساعده في ذلك وسامة وحسن هندام وقوة صوت.
هذه الأمثلة تدل على خلل ما في تركيبتنا الاجتماعية وفي قوانيننا التي تحكم المناصب وتوصيفها. مثلاً الذي يُعفى من منصبه يمنع الحياء السوداني أن يُسأل عن أشياء كثيرة كانت تخص المنصب ويجب أن تنتهي بنهايته، أولها في رأيي البطاقة والملابس العسكرية.. وهي من أوائل عُهد التسليم.
إذا تركنا البطاقات مع كل من تبدل منصبه ومع هذه الوفرة في المناصب السياسية، سنجد جل الشعب السوداني بعد سنوات يحمل بطاقات دستورية إلا «حبوبة التاية»، وستظل الوحيدة التي تدفع عند النقاط وتمنع وحدها من الدخول لمرافق الدولة المختلفة، والوحيدة التي تحرر لها المخالفات المرورية.
وتيسيراً للحياة يجب أن نتقدم قليلاً شعباً وحكومةً.. مثلاً بوصفنا شعباً المطلوب منا التحلي بالحضارية، وأن نحمل بطاقات متى ما طُلب منا إخراجها لا نستنكف.. فمن أكبر منصب إلى أقل منصب يجب أن يحمل شاغره ما يثبت من هو؟ ويخرجه لكل من يطلبه، ويجب على طالب البطاقة ألا يتنازل عن هذا الحق، ويجب عليه أن يدقق في الصورة وسريان البطاقة وكأنه موظف جوازات في مطار.. هل يسافر من جوازه منتهٍ؟ وهل يجامله ضابط الجوازات؟«هذه كتابة من لم يسافر عن طريق صالة (VIP).. بالمناسبة الجماعة ديل بطلعوا جوازات ويجددوا ويقفوا صف زينا؟!».
عند تبدل المنصب يكون المبدّل حضارياً ويجمع البطاقة الأولى لأنه ضمن بديلها، ولكن عندما يكون الأمر أمر إزاحة يجب أن تكون الجهة المزيحة شجاعة وتطلب كل العهدة وعلى رأسها البطاقة والزي الرسمي.
أيها الناس كباراً وصغاراً تحلوا بشيء من المسؤولية واحملوا ما يثبت حاضركم لا ماضيكم، واجمعوا البطاقات المنتهية أو لا تخرجوها.. وضعوها في أرشيف الذكريات والبوم الصور القديمة.
والتغيير الأكبر على الأبواب، على طريقة السينما أيام زمان قريباً على هذه الشاشة.

لا يا رباح يا بنت الأمام

الإثنين, 28 تشرين2/نوفمبر 2011
كنا يومًا في إفطار جماعي ككُتاب في صحيفة الصحافة وتحلّقنا بعد الإفطار حلقات أنس. كنت قريبًا من حلقة ضمت الأستاذة رباح وبعض الإخوة الصحفيين المهتمين جداً بالسياسة وبما أني لست مهتمًا «جداً» بالسياسة كانت حلقتي مع د. فتح العليم وسعد الدين. بدأت أفكر بصوت مسموع مع الأخوين هل يعاب على رباح كل هذا الولاء لحزب أبيها؟ وسرحنا طويلاً.
لم أعب يومًا على أسرة السيد الصادق المهدي أن يصبحوا كلهم كتابًا سياسيين أو مستشارين للرئيس قريباً وأن تكون اللجنة التنفيذية للحزب معظمها من البيت الصادقي كل هذا لم يقوم نفسنا كمراقبين لا ننتمي لحزب الأمة. وأمر طبيعي في دول العالم الثالث.
لكن الذي حيرني ما ورد في مقال الأستاذة رباح الصادق المهدي بصحيفة «الرأي العام» وموقع الراكوبة على الإنترنت أنها فرحت بمكالمة من عقار ينفي فيها قتل بعض المدنيين من أنصار حزبها»، وكان الذين يموتون من غير حزبها ليسوا بشرًا» لم تقف فرحة رباح بنفي عقار بل زادت ما لم يخطر على عقل بشر اقرأ معي هذه العبارة: «وفعلاً كنت أتمنى لو كان المؤتمر الوطني هو الفاعل لما كان في الأمر عجب فنظام حكمه مدموغ بقتل المدنيين وقصفهم، ولا تهمته بلا مواربة. ومع اتفاقنا مع القائد عقار في أن نظام المؤتمر الوطني هو الحري بالإدانة وهو سبب مصائب السودان، ومع كل أملنا ورجائنا ألا يكون منسوبو الحركة مشتركين في الأحداث».
بالله هل تعمي السياسة الى هذا الحد؟ بالله هل كانت رباح واعية بما كتبت من كلمات؟ لا أصدق لا أصدق مثل هذا. فرحت رباح بمحادثة «القائد عقار» يا سبحان الله وكأنه لم يقتل يومًا عصفوراً. «وفعلاً كنت أتمنى لو كان المؤتمر الوطني هو الفاعل». صراحة ما رأيت في أحرف رباح حزنًا على الموتى حتى الذين من حزبها ناهيك أن تحزن لموت نفس بشرية أيًا كانت. ولكن كل همهما إلصاق تهمة قتلهم بالمؤتمر الوطني. سبب المصائب على حد قولها.
بالله هل هذه هي المعارضة؟
قطعًا الإجابة «لا» لأن والدها الإمام لم يشهد له إلا بعفة الكلام على كثرته.. ولم يبع الوطن وحرصه على الوطن لا تخطئه العين. طيب من أين جاءت رباح بهذه اللغة؟
أما الاثنية والتعالي العرقي فمنذ وفاة صديقي وزميل الدراسة أحمد علي جقومي في حادث مروري ومعه الأستاذ فاروق إسماعيل قبل عدة سنوات يوم رفضت أسرة المهدي بعنف دفن القيادي في حزب الأمة في قبة المهدي والتي زعموا أنها خالصة لأسرة المهدي وتكرر المشهد مع الدكتور عبد النبي علي أحمد أمين الحزب، فمنذ ذلك اليوم لا أبحث عن التعالي العرقي لدليل.
لا يفهم قارئي أني أدافع عن المؤتمر الوطني وأبرئه من العيوب ولكن إذا كان البديل هذه المعارضة المريضة الكسيحة العبارات فابشر بطول سلامة يا مربع. مثل معارضة رباح هذه هي التي تطيل عمر المؤتمر الوطني وتجعل الناس يرددون المثل القائل «ما الذي يجبرك على المر، الذي أمر منه».

احتفلوا معنا غداً

الأحد, 27 تشرين2/نوفمبر 2011
قبل نصف قرن من الآن قام صرح اسمه معهد المعلمين العالي، وفي مروره أصبح كلية التربية، ولنأخذ النبذة من موقع كلية التربية على الانترنت ونمضي «في نوفمبر من عام 1954م استدعت حكومة السودان لجنة دولية لتبحث في أمور التعليم الثانوي وتوجه الحكومة إلى أفضل الطرق لإصلاحه والتوسع فيه.
رفعت اللجنة تقريرها إلى وزير المعارف آنذاك في فبراير 1955م وأبرزت فيه أهمية إنشاء معهد عالٍ لتدريب معلمي المدارس الثانوية وتطوير البحث التربوي. وبناءً على تقرير اللجنة فقد تم إنشاء معهد المعلمين العالي بأم درمان في عام 1961م بمساعدة من منظمة اليونسكو والبنك الدولي. وتم تخريج الدفعة الأولى من طلابه في عام 1965م بدرجة الدبلوم بعد دراسة علمية ومهنية امتدت لأربع سنوات.
وفي عام 1968م تم الاتفاق بين وزارة التربية وجامعة الخرطوم على انتساب المعهد لجامعة الخرطوم أكاديمياً، حيث آل الإشراف الأكاديمي إلى مجلس أساتذة جامعة الخرطوم، وأصبحت الجامعة تمنح الدرجات الجامعية للخريجين اعتبارا من عام 1971م، وظل الإشراف الإداري والمالي مسؤولية وزارة التربية.
وفي عام 1974م تم ضم المعهد إلى جامعة الخرطوم بصورة كاملة، وأصبح كلية التربية، وآلت إليها كل المسؤوليات وممتلكات معهد تدريب المعلمين العالي».
ومن حقي بوصفي خريجاً قديماً «طبعا لا داعي لسنة التخرج» أن أدعوكم للاحتفال باليوبيل الذهبي لكلية التربية، وكلية التربية يوم كانت وحيدة كانت بمثابة القلب مضغة إذا صلحت صلح المجتمع كله، ولكن مشكلتها أن أثرها الموجب أو السالب لا يظهر إلا بعد زمن طويل، لذلك يهملها قصيرو النظر ولا يألونها انتباهاً، ويهون أمرها على السياسيين قصيري العمر، ويريدون أن يظهروا بأسرع ما يمكن على الشاشات.
كلية التربية قضينا فيها زمناً لا ينسى، ولا أريد أن ازكي ذلك الجيل وأقول كنا صفوة، ولكن في الحقيقة أن الدولة كانت تشتري خيرة العقول بالمال لتضمن جودة المعلم.. فالمعلم المؤهل يغطي على كثير من نقص مدخلات العملية التربوية. وكان التنافس على كلية التربية وقبلها طيب الذكر معهد المعلمين العالي كبيراً، بسبب المحفزات المالية. ولأكون صادقاً ليست كلها إيجابية، فالمال في يد الشباب أيضا كانت له بعض الآثار السالبة في ذلك الزمان ــ وبما أن الرجوع إلى تلك التجربة في ظل ما نرى بعيد بعيد، وحتى يوم سال البترول أنهاراً لم يلتفت للتربية أحد فما بالك اليوم.
رغم هذه التخريمة وهذا الهواء الساخن الذي خرج غصباً عني، أدعوكم لتشاركوا «الترابة» احتفالهم باليوبيل الذهبي لكلية التربية على مدى يومين تحتشد فيهما قاعات الكلية وبالمعارض والمحاضرات والندوات التي تمتد لأكثر من أسبوع وهمها كله واقع التربية في السودان.
كما ينعقد المؤتمر السنوي بعنوان «التعليم العام وتحديات القرن الحادي والعشرين» بقاعة الشارقة يومي 6 ــ 7 ديسمبر 2011 م. وأحسب أن توفيقاً كبيراً صاحب المعدين باختيار قاعة الشارقة نسبة لبعد الكلية التي توجد في في مدينة أم درمان.
أمر التربية معقد ومتطور ويحتاج إلى مواكبة وتحديث، وعفا الله عن بعض قنواتنا التلفزيونية التي مازالت واقفة عند عقوبة الجلد بين الرفض والقبول.
كل واحد في وادٍ، ألا تستحق التربية قناةً؟!

الأول عبودي محمد بخيت

السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2011


تقوم الدنيا ولا تقعد عند عقد المؤتمر الصحفي لوزير التعليم يوم إعلان نتيجة الشهادة الثانوية والكل يمسك أنفاسه في انتظار اسم أول السودان ولا تعود الرئتان لوضعهما الطبيعي إلا بعد إذاعة المائة الأوائل. وتزغردن.
لماذا لا يكون للموسم الزراعي نتائج ومؤتمر صحفي أليست الزراعة هي أيضًا جهد وتعب ومذاكرة وإظهار قدرات؟ وفوق ذلك ألا تتوقف حياة الناس عليها أم خدّرت وزارة المالية العواصم بهذا الخبز المستورد القابل للانقطاع ولعدة أسباب. ما موقفنا في ذلك اليوم الذي ينقطع فيه القمح المستورد؟ هل سنعلن السودان بلد مجاعة تستحق العون الدولي، وهذه الأنهار تجري من تحته؟ إلى أن يحدث اليوم الذي يكون لنتائج الزراعة قيمة تستحق عقد مؤتمر صحفي يعلن العشرة الأوائل لكل محصول وقطعًا سيحدث يومًا أتمنى أن يكون قريباً. إلى أن يحدث ذلك اليوم عندي لكم نتيجة مفرحة على الأقل لأمثالي المهتمين بالزراعة ويعرفون قدرها.
من إدماني لتصفح الإنترنت ولا أوصي بذلك لمن في عمري - ومن موقع مشروع الجزيرة على الإنترنت وللمهمومين بمشروع الجزيرة أن موقعه على الإنترنت هو http://www.gezira-scheme.com لفتني بل شدني هذا الخبر «27 جوالاً إنتاجية فدان الذرة العينة باك 501 ونصف الخبر هكذا «في إطار الخيارات المحصولية التي أتاحها قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م وتنويع التركيبة المحصولية وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص في تقديم خدماته للمزارعين، حقق المزارع عبودي محمد بخيت أحمد بترعة ود عطية منطقة ري التحاميد إنتاجية بلغت 81 جوال ذرة من مساحة ثلاثة أفدنة. وأوضح المزارع أن العينة باك 501 تتميز بإنتاجيتها العالية وسعرها المميَّز في السوق المحلي حيث بلغ سعر الجوال 140 جنيهًا ومخلفات هذه العينة علف عالي القيمة الغذائية للحيوان.
الجدير بالذكر ان هذه العينة تم توفيرها عبر شركة أوفانتا التابعة للشركة الوسطى وذلك في إطار التنافس الحُر لشركات التقارير وبلغت جملة المساحة المزروعة بهذه العينة 3000 فدان متوسط إنتاجية الفدان 20 جوالاً أي 2 طن».
بالله ألا يستحق مثل هذا الخبر أن يكون الخبر الرئيس وفي الصفحة الأولى؟ إن لم يكن مانشيتًا عريضًا لزحمة السياسة في هذه الأيام فليكن في الصفحة الأولى لعدة صحف. كثيرون منكم لا يرون ما نرى نحن المزارعين.
لماذا لم يجد مثل هذا الخبر حظه على الأقل مثل ما لقيت مباراة هلال مريخ؟ أو مؤتمر الحزب الحاكم؟ معقولة بس انت في هولندا أنت في سودان السياسيين وأقل ما يقال فيهم من عيوب عدم الإنتاج هذا إن لم نزد ونقول تعويقه.
مبروك المزارع عبودي محمد بخيت والى الأمام في كل المحاصيل رغم أن الفرق بينها وبين الذرة كبير حيث لا وسطاء ولا بياعين ولا سماسرة حصد ادفع ما عليك من رسوم مياه وإدارة وادخل الباقي في جيبك. اللهم زد عبودي واحفظه بذا يكون دخله من 3 أفدنة ذرة 81 جوالاً في 140 = 11340 جنيهًا علاوة على المخلفات الأخرى. هل سيبيع مثل هذا المزارع المناديل في شوارع الخرطوم؟

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

نسوان التلفزيون وبوهية العينين

الجمعة, 25 تشرين2/نوفمبر 2011

التلفزيون بخيره وشره لن يخلو منه بيت ــ إلا من أبى، ومن هنا تكمن خطورته وتجب رعايته، ولا بد أن يقوده رجال ــ أو نساء ــ يعرفون أثره واستخدامه الأمثل.
وسبب هذه المقدمة أنني سأتطرق إلى جزئية بسيطة من أجزائه، وخوفي من أن تكون سبباً في نشر العادات السيئة، شعر بذلك القائمون عليه أو لم يشعروا. ويختلف الناس في تقييمهم للجمال ولكن قطعاً هناك حد أدنى من الاتفاق.
هناك ظاهرة انتشرت في القنوات السودانية دون أن أحدد، ولا أريد أن أذكر القنوات بالأسماء لأني أكره واحدة منها كراهية التحريم ولا أقف عندها لحظة، أتريدون حرفها الأول «س» سؤال؟ والظاهرة هي ظهور مذيعات وضيوفهن من النساء بمنظر مقزز.. ومن أين جاءت هذه الظاهرة لا أدري.. وهي طلاء الحاجب الأعلى بلون الثوب الذي ترتديه المرأة اعتقاداً منهن أن هذا شيء جميل ويعمل matching تجانساً. غير أن الفطرة السليمة تنكر أن تصبح المرأة ملونة كما السيَّارة تبدو عيونها في شكل غريب على الفطرة صراحة.. فمن قال لهذه النسوة إن هذا شيء جميل قد لعب عليهن. ولا أريد أن أقف عند هابط قول بعضهن ولا هابط غنائهن، ولكن فقط هذا المنظر البشع الذي أخشى من انتشاره، إذ قد تحسب بعض المغفلات أن كل ما يظهر بالتلفزيون موضة ومقبول.
بالله تخيل عيون «مجلبطة» باللون الأزرق لأن التوب أزرق !! ما هذا البؤس؟ أليس لهذه القنوات فنانون يحسبون الجماليات على الأقل في حدها المتفق عليه؟؟
أليس لهذه القنوات إداريون ذوو غيرة ولهم كلمة رجل مثل: «ارجعي يا كديسة وغسلي وشك ده وتعالي.. وكان ما عجبك ما تجي». فنيو الديكور أليست لهم كلمة بأن يقولوا الديكور للخشب والحيطان وليس لجسم الإنسان الذي أحسن خلقه الله. وأسال الله ألا ينتشر هذا المنظر البشع وهذه العادة أو التقليعة السودانية.. ونسأل الله أن يعين القائمين على أمر القنوات حتى يرتفعوا بالذوق، ولا يسقطوا به فيكونون سبباً في انتشار العادات السيئة.
بالله النسوان أمات بوهية ديل ما ناقصات مخ.. كيف تلون الواحدة منهن جسمها على لون القماش، حيث يصبح المخلوق تابعاً لمصنوع؟
وربَّ قائل كل المسألة لفت نظر.. وها قد تحقق ذلك.. التفت نظري ولكن اضطررت إلى أن أبحث عن «ليمونة» لما أصابني من غثيان.

المراجع العام شكرا عُلِم

الخميس, 24 تشرين2/نوفمبر 2011

كالعادة في كل عام وفي مثل هذه الأيام «أيام الدرت» يقدم المراجع العام تقريره السنوي للمجلس الوطني. وينشر من فضائح الحسابات ما يشيب له الرأس «غير الشايب طبعاً كحالاتنا».
لسان حال المجلس الوطني والأجهزة التنفيذية يقول: أما مللت كل سنة تقدم شيئًا قريبًا من هذا، ما النتيجة؟
ولكن الرجل يمارس وظيفته ويؤدي واجبه القانوني وعلى كل جهة أن تقوم بما عليها وهي منظومة متى ما تقاعست أي جهة أو تواطأت فسيكون تعب المراجع العام راح شمار في مرقة. ومن محامد التقرير أن أورد هذه الفقرة «طالب التقرير وزارة العدل بحسم ملفات جرائم المال العام بالسرعة المطلوبة، والإسراع في تقديمها للمحاكم، مشيراً إلى أن جملة قضايا تعدي المال العام بلغت 39 حالة. «هذا طلب من المراجع العام وليس من كاتب صحفي فماذا لو لم تحسم وزارة العدل الملفات؟ أو تباطأت أو أرجأت بعضها نسبة لأن بعض التسويات تجري هنا أو هناك؟
ألا يقفز لذهنك قول شيرشل بعد الحرب العالمية الثانية عندما سأل عن اقتصاد بريطانيا وكانت الإجابة الاقتصاد محطّم تماماً وسأل عن القضاء وقيل له القضاء بخير قال إذاً بريطانيا بخير.
هل السودان بخير؟ أتمنى
اللافت للنظر أن هيئة الحج والعمرة كان لها نصيب الأسد في المخالفات من حيث الحجم والنوع وأورد هذه الفقرة «كما كشف التقرير عن تلاعب في القوائم المالية بالهيئة العامة للحج والعمرة وطالب باسترداد مبلغ 6.4 مليون ريال سعودي عبارة عن تجميع الأوقاف السودانية الضائعة بالسعودية، وطالب بمحاسبة المتسبب فيها، بالإضافة إلى تجاوز في الصرف خاصة في بند الخدمات والذي بلغ 3.01 مليون جنيه، وتحفظ المراجع العام على لائحة شروط الخدمة للهيئة العامة للحج والعمرة». حكاية الأوقاف هذه سمعنا بها قبل عدة سنوات أما زالت عالقة أم هذه قضية جديدة بنفس المسمى؟ أفيدونا بربكم. يا عالم هذه الهيئة كلما سكتنا جاءت بما لم يأت به الأوائل مليارات بالجنيه وبالريال ما الحكاية يا عالم من يُقَوِّم هذه الهيئة ويطلعنا على كل كبيرة وصغيرة أليس من حق المواطن أن يعلم؟ ولو من باب العلم بالشيء.
ثالثة الأثافي «التجنيب» وللذين لا يعرفون التجنيب هذا هو المال الذي لا تسمع به وزارة المالية ويقال إنه بلغ أضعاف ما يصل لوزارة المالية وبالمناسبة هذا هو أكبر أبواب الفساد مهما تعلل المجنِّبون وجاءوا من حجج ولكن المال المجنَّب هو أس بلاء هذه البلاد وهناك وزارات بها من المال أكثر من وزارة المالية كله تحت تصرف الوزير والرتب العالية في الوزارة.
اقرأ معي هذه الفقرة: وفي ذات السياق بلغ المال المجنب من إيرادات الموازنة العامة 11.8 مليون دولار للحكومة القومية و6.5 مليون جنيه للحكومات الولائية، وشدد المراجع العام على منع فرض أي رسوم غير قانونية أو تحصيلها من المؤسسات التي تعمل على التجنيب ومنع فتح حسابات بنكية إلا بموافقة وزارة المالية وبنك السودان، ومنع التحصيل إلا بأورنيك 15 التابع لوزارة المالية وكشف التقرير عن إغلاق 29 حساباً بنكياً لـ11 جهازاً تنفيذياً حكومياً.
أليس هذا ما ظللنا نردده منذ عدة سنوات التحصيل بالأوراق البيضاء والملونة لا يصل للخزينة العامة.
شكرًا المراجع العام وكل أجهزته وموظفيه وليتهم يسمعون.

شركات الاتصالات ... دوختونا

الأربعاء, 23 تشرين2/نوفمبر 2011

لم تعلن الهيئة العامة للاتصالات حتى يومنا هذا عن عجزها وفشلها وربما أزيد أو تواطئها في إجبار شركات الاتصالات للعمل بالحساب بالثانية. كل الذي بين يدينا لم يوصلنا للهدف.
بعض الشركات تحايلت ووضعت الحساب بالثانية خيارًا يطلبه المشترك وعندها تفرض عليه سحب كثير من الميزات التي منحتها سابقاً «زين» مثالاً إذا أردت الحساب بالثانية ستحرم من خدمات الاتصال بالعائلة والأصدقاء وسيكون سعر الثانية أكثر بكثير من قسمة 14 قرشاً على للدقيقة على 60 وهو ما يعرفه تلميذ الأساس ولكن «زين» تأتي بأن ناتج القسمة هو غير ذلك تماماً.
صراحة يبدو أن هناك شعارًا سرياً داخل شركة زين يقول: «شعارنا تدويخ الزبون حتى لا يعرف رأسه من رجله» مرة «استايلي» ومرة «موبي بيد» ومرة «إيزي» ومرة «أربعة في أربعة» وكلام كثير والنتيجة خدمة غالية جداً ولكن نشهد أن شبكتها محترمة وانترنتها غالية جداً وبطيئة هذا في الأقاليم ولكني لم أجربها في العاصمة.
أما «سوداني» فتشكر أنها لا تدوخ الزبون طويلاً وريحت باله بالشهر واليوم وقسمت راحة بال اليوم بين الانترنت والكلام برضو شيطنة. وفي ما يعلم بالضرورة أن خدمة الانترنت لا تكلف هذه الشركات مثقال ما يجمعون من أموال. غير أن «سوداني» الأخرى رغم روعتها وتقدمها وحنيّتها على الزبون لا تخلو من العيوب. مثلاً تجربة شخصية هذا الشهر فقدت الإنترنت قبل 6 أيام من نهاية «ريح بالك» وعندما سألت ما الخبر قالوا لقد خلصت 5 غيغا بايت التي خصصت لك يوم دفعت 50 جنيهاً للخدمة لمدة شهر «لاحظ للخدمة لمدة شهر» سأخبركم أين صرفت هذه الغيغا بايتات الخمسة في نهاية المقال. بالمناسبة أني أخصص شريحة كاملة لخدمة الانترنت ولا أتكلم بها مما يعني أن موازنة يجب أن تتم لمثل هذا المستهلك. طيب كيف اتصل بالانترنت هل عبر خدمة «ريح بالك» ليوم قالوا لا يمكنك ما دام مدة «ريح بالك» الشهرية مستمرة ولم تنته. طيِّب ماذا أفعل عرضوا علي عرضاً يكلف يومياً 4 جنيهات، أليس هذه مشكلة تحتاج حلاً برمجياً وإلا سنتهم «سوداني» أيضاً بالاستهبال وجرجرة الزبائن ليدفعوا رغم أنفهم. ألا يمكن للمبرمج أن يجد حلاً غير هذا. ثم أنني عندما لا أستهلك 5 غيغا بايت في شهر لماذا لا يرحل الباقي غير المستهلك للشهر القادم هل هو وجبة في مطعم تصب في القمامة؟ هذا حق مشترى يجب أن ينقل إلى الشهر القادم.
أما الشركتان الأخريان فليس لي معهما كثير تعامل وسألحق بهما «زين» قريباً إن هي ظلت في تعنتها ولا تريد أن تفتح الاتصال داخل شبكتها لمشتركيها بالمجان كما فعلت كل الشركات الأخرى.
هل تريدون أن تعرفوا أين استهلكت 5 غيغا هذا الشهر أنزلت عدة أغنيات لسيد خليفة وأوبريت الشريف الهندي كاملاً للدكتور الكابلي وعدد من ملفات You Tube إذا رحلت «سوداني» ما لنا عليها من غيغات سنستمتع وإلا نتقابل يوم القيامة مع هيئة الاتصالات وشركات الاتصالات.
حوّل كثير من معارفي وأبنائي لـ«سوداني» لنتصل داخل الشبكة مجاناً شكرًا لها وقريباً سنودع الشبكة المتعجرفة.

القطن .. من يفرزه؟

الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2011

يبدو أن القطن سيصبح له نصيب الأسد في كتاباتنا، من حرصنا وحبنا له.
وكلما فرح الفرحون بموسم القطن هذا ــ ونحن منهم ــ إلا وقلنا انتظروا النهايات كيف سيوزن؟ وكيف يفرز؟ وهل سيكون السعر مجزياً؟ وهل ستكون التكلفة واضحة أم سنجد بنداً مبهماً اسمه أعمال شمعون؟ وهل ستدفع شركة الأقطان فوراً أم على التراخي؟
كل هذا كوم ولكن موضوع اليوم عن مهنة الفريزين، فهذه المهنة يكتنفها خطر كبير ومن عدة جوانب. أولها ليس في كل جامعاتنا وكليات زراعتنا هذا التخصص، وكل الفريزين في السودان درسوه في الخارج، وخصوصاً في مصر وجامعة الإسكندرية على وجه الخصوص، أو دول أخرى منها بريطانيا وألمانيا.
عدد الفريزين الذين على قيد الحياة في كل السودان 117 فريزاً، يعمل منهم الآن فقط خمسة، وكل البقية بلا عمل وذلك لعدة أسباب. هذه المهنة قريبة من القضاء وهي التي تحكم في نوع القطن من عدة وجوه ومراحل فرز القطن الزهرة والقطن الشعرة، ولكل منهما درجات يعرفها هؤلاء الفريزون.
هل رأيتم من استأجر قاضياً ليقضي له في قضاياه، يعني هل يمكن أن تخصخص المحاكم، مثلاً يأتي متهم ويقول أنا لا أريد هذا القاضي وعندي قاضٍ خاص مستأجره من حر مالي. هذا ما تفعله شركة الأقطان بالضبط.. استأجرت فريزين اثنين فقط ليفرزوا القطن في كل مراحله، وهذا مستحيل طبعاً. ومعلوم أن القطن ملك للمزارع، ويجب أن يأتي طرف محايد يقول هذا القطن فرز كذا، ويحدد السعر على هذا الأساس، وبموجب شهادة هذا الفريز تدفع الشركة السعر المتفق عليه لكل فرز. أما أن يكون القاضي موظفاً لدى شركة الأقطان فهنا خلل واضح مهما كانت ثقتنا في هذا الفريز التابع للشركة. والفريز يجب أن يكون محايداً، ولا بد من جسم معترف به يضم هؤلاء الفريزين، ومن صيغة لتقديم هذه الخدمة تتفق عليها كل الأطراف.
وفي الماضي كان هؤلاء الفريزون عنصراً فاعلاً وموجوداً في إدارة مشروع الجزيرة وفي المحالج. وفي ظل قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م وأيلولة المحالج لنقابة العاملين وشركة الأقطان، لم يجد هذا المؤهل من يبحث عنه، وكان الواجب أن يسأل عن هذا الحكم هل هو المزارع أو اتحاده، ولكن مصيبة المزارع هو أن الاتحاد الذي يطالب له بحقوقه رئيس هذا الاتحاد هو نفسه رئيس مجلس ادارة شركة الاقطان، فهو المشتري الأول «إذا دفع سعراً مجزياً وإلا السوق مفتوح أمام المزارعين». ويبقى الأمر الأكثر أهمية أن الفرز في كل مراحل القطن تنبني عليه حقوق المزارعين، وهو أيضاً شرط لا يستغني عنه المشتري الداخلي ولا المشتري الخارجي. ونحن في زمن البار كود (bar code) هل يعقل أن يصدر قطننا بلا خدمات الفرز.
الأمر أكبر من أمر مائة متخصص عاطلين عن العمل، بل هم مبعدون عن العمل، فالأمر أمر مهنة ستضيع من بين يدي الوطن، وقد نبحث عنها يوماً ولا نجدها، في وقت يجب أن نكون فيه قد قطعنا شوطاً طويلاً، وصرنا مرجعاً في فرز القطن.
ادركوا الفريزين واجعلوا لهم جسماً معترفاً به.

الغاء بكالريوس التربية

الإثنين, 21 تشرين2/نوفمبر 2011

قبل أن يتهمني أحد من هذه الكليات، أنا أحمل هذا المؤهل منذ أكثر من ثلاثين سنة وألحقته بماجستير في تكنولوجيا التعليم، يعني أكتب من حرص وليس من أي زاوية أخرى. كم عدد كليات التربية في السودان؟ على أيامنا كانت واحدة فقط.
كم عدد الخريجين؟
أجيب في ولاية الجزيرة تقدم 20 ألف خريج لوظائف مدرسين بكل المراحل الثلاث «بالمناسبة مرحلة التعليم قبل المدرسي مرحلة حقيقية ولكن لا بواكي عليها تركت للقطاع الخاص «يعوس» فيها كما يشاء، جلسوا لامتحانات منافسة تربوية نجح نصفهم فقط. بعد كل هذا تم اختيار 1900 خريج فقط. كم بقي في البيوت حوالى 18000 خريج ويضاف إليهم خريجو السنة القادمة والتوظيف ليس سنوياً، بالمناسبة آخر تعيين للمدرسين كان في 2009م يعني كل ثلاث سنوات ولك أن تتخيل كم سيكون عدد الخريجين مِن مَن يتصف بصفة معلم وهم عاطلون وعندما يمتحنون ينجح نصفهم». لتطوير التعليم الذي عماده المعلم المؤهل ولنخرج من هذه الدوامة كيفية اختيار المعلم المؤهل المدرب المقتنع بعمله أقترح أن تلغى دراسة كليات التربية التي يدخلها آلاف الطلاب ليس رغبة في التعليم ولكن هذا نصيبهم من التنافس على الكليات الأخرى. وجانب آخر هو تلبية سوق العمل برفده بالعدد المطلوب فقط. لكل ذلك أقترح أن يكون دور كليات التربية هو دراسات عليا بعد البكالريوس دبلوم عالي في التربية أو أي مسمى يتفق عليه علماء بمواصفات علمية.
ميزة هذا المقترح نفترض أن ولاية الجزيرة في حاجة لعدد 200 معلم رياضيات بعد سنتين حسب خطتها المدروسة والمبرمجة جداً حيث عدد الطلاب معروف لعدة سنوات وأماكن المدارس معروف ومن أين تغذى معروف. كي ما توفر ولاية الجزيرة هذا العدد من أميز المعلمين مكتملي الخبرة تفتح الباب لكل خريجي الرياضيات في السودان للتنافس على هذه الوظائف المائتين وتختار منهم أجودهم كموظفين لدى وزارة التربية بولاية الجزيرة يتقاضون رواتبهم كاملة ويلحقون بكلية التربية التي تقدم برنامجاً تربوياً مكثفاً ومتطوراً بأحدث الوسائل والمناهج لمدة سنة أو سنتين «نترك المدة الزمنية ليبت فيها عدد من الخبراء»، وبعد ذلك يكون لدى وزارة التربية بولاية الجزيرة عدد من المدرسين الذين هم ليسوا في حاجة لتدريب إلا إذا جدّ جديد في عالم التربية يمكن أن يدرك بعدة وسائل.
وبهذه الطريقة تكون كليات التربية صارت كليات متخصصة تحقق أهدافاً محددة هي تخريج معلمين بمستوى عالٍ جداً ولأماكن محددة جداً وليس كما هو الحال «مرحات» من الخريجين مشكوك في كفاءتهم ورغبتهم والنتيجة أداء متخلف وضياع أجيال تزيد للواقع بؤساً على بؤسه ويحتاج من العلاج الكثير الذي يكلف مبالغ مالية كبيرة جدًا إذا ما قورنت بتوظيف العدد المطلوب فقط في المثال أعلاه.
عشرات الأسئلة يمكن طرحها ولكن هل المؤتمر العام القادم مؤتمر جد وتصحيح أم هو تظاهرة وديكور وخلاص وسجل يا تاريخ؟

لا داعي لأداء القسم

الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2011

أداء القسم للوظائف الدستورية هل هو عرف أم قانون؟
ما عاد يلفت النظر منظر دستوري أو أي مسؤول وهو يؤدي القسم أمام رئيس الجمهورية ورئيس القضاء. وحتى الذين يؤدون القسم صاروا من كثرة تأديتهم له أمراً عادياً لا يرتجف له قلب ولا يد وكأنه يضع يده على كراس مدرسة.
ما هي صيغة القسم؟ وما النيّة من القسم؟ أن يكون مخلصاً ومتفانياً وصادقاً وأميناً ولا يقدِّم خاصاً على عاماً أليس هذا مجمل المعنى؟ أروني رجلاً أبرّ بهذا القسم! أو امرأة مش صار عندهن نسبة الربع في كل شيء، وكمان جابت ليها شابات! « قيل إن سعادة المشير سوار الدهب تمنّع كثيرًا في أن يحل محل نميري متمسكاً بقسمه، ولم يفعل ما فعل إلا بعد فتوى مقنعة من العلماء. اللهم احفظ المشير عبد الرحمن سوار الدهب ولا أزيد».
طيب سؤال آخر، لماذا يقسم الدستوري كلمّا عُيّن؟ هل ينتهي القسم بمدة عمله في كل مرة؟من الدستوريين من أقسم عشرات المرات لماذا هذا الرهق إما أن يكون أبرَّ بالقسم الأول ولا حاجة لتحليفه مرة ثانية وثالثة، أو لم يبر وصار الأمر عنده مجرد وضع يد على ورق كورق الكتشينة. بالمناسبة الحكاية دي اختفت أم مازال هناك من يمارسون لعب الورق الممل الذي لا يدل إلا على رخص الوقت؟ إن بلغ هذه المرحلة سيحلف على المصحف والإنجيل وكل كتب الدنيا بقلب متبلد « أنا هنا يا د.سعد أحمد سعد لا أساوي بين المصحف والإنجيل ولكن من تخن جلده سيحلف ولا يبالي على ماذا حلف».
أرى أن القسم مرة واحدة يكفي اللهم إلا إذا كان في النص «أقسم بالله العظيم أن أعمل في وزارة كذا بما يرضي الله وأن لا أخون أمانة في هذه الوزارة» لو كان بهذه الصيغة إما أن تعدل الصيغة لتصبح ولكل أمر عام أتولاه لاحقاً أو يعفى من الحلف لاحقاً حيث إنه أقسم قسماً عاماً يكون ملزماً له في هذا الموقع وفي كل حياته حتى بعد الخروج من المنصب.
لكن رأيي أن تترك هذه العادة عادة تحليف الدستوريين فكل الشواهد تقول إن كثيرين استهانوا بهذا الحلف أو نسوه عندما انغمسوا في شهوات الحكم، والشواهد لا تحصى ولا تعد، بدون أمثلة أحسن ليس خوفاً من المضروب بهم كمثال ولكن خوف من الله الذي يسأل « مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» «18» ق.
كثرة الحلف بكتاب الله أو كثرة وضع اليد على المصحف تورث الاستهانة به وربما تصل مرحلة الاستهتار وكذا يفعل معتادو الإجرام في المحاكم لا يبالون من حلف ولا يعصمهم القسم عن قول الكذب ولا يردعهم عن مكروه.
أتمنى أن يجد حظه من الدراسة.

اقتراح مفتوح لوالي الجزيرة

السبت, 19 تشرين2/نوفمبر 2011

تحويل كلية الزراعة بأبو حراز إلى «بخت رضا» ولاية الجزيرة

في إطار اهتمام الدولة بالتعليم ممثلاً في الإعداد للمؤتمر المشترك لوزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي المزمع إقامته قريباً، هذا مقترح أبادر به، وآمل أن يجد القبول والتبني لسد حاجة الولاية من المعلمين المؤهلين.. المؤكد في تقديري أن الاستثمار الضخم في التعليم هو الخطوة الأساسية لأي مشروع نهضة وطنية.. لذا فإن الحاجة ملحة إلى تدريب المعلمين الجدد وإعادة تدريب المعلمين الذين هم في الخدمة الآن في عملية جادة وهادفة ومستمرة باعتبارها وسيلة فعالة لتحقيق التطور التربوي .. فتطوير المقررات الدراسية واستعمال الوسائل وإعداد الخطط والبرامج تقل فاعليتها كثيراً في غياب المعلم المؤهل ..مثلاً: مطلوب من المعلم تقويم الأطفال لمساعدة الطفل ليحقق قدراً من النمو بأقصى ما تسمح به قدراته كي يفهم موقعه في العملية التربوية.. فهل يمكن أن يقوم بهذه المهمة خريج لم يجد وظيفة فلجأ للتعليم؟ الشاهد أن قيام مثل معهد تدريب المعلمين المقترح هذا ليغطي حاجة الولاية من المعلمين بالمواصفات المطلوبة هو ضرورة آنية مُلحة.
المعلوم أن من أهداف تدريب المعلمين أثناء الخدمة: زيادة كفاءة المعلم ورفع مستوى أدائه.. وتجديد وتحديث معلومات المعلمين.. والتدريب يعظم قدرة المعلم على مواجهة المشكلات المختلفة داخل المدرسة.. تقويم الأطفال. ويمتاز العصر الذي نعيش فيه بسرعة التطور وخاصة في المجال التكنولوجي، بما فيها أدوات وأساليب التربية والتعليم، فمطلوب زيادة قدرة المعلم على استخدام المواد والوسائل التكنولوجية الجديدة التي استجدت بعد الالتحاق بالخدمة.. وتنظيم العلاقات الإنسانية بين المعلمين لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.. واتاحة فرص التجديد والابتكار للمعلمين، حيث أن البرامج التدريبية مناخ مناسب لتقبل أفكار المعلمين الجديدة وتشجيعها، كما تتيح الفرصة للمعلمين لكي يختبروا جدوى أفكارهم الابتكارية ومردودها العلمي، وإذا ثبتت صلاحيتها يتم نشرها بين المعلمين.. وتجديد الدوافع الذاتية للمعلم المتدرب، حيث يساعد تحسين آدائه ورفع كفاءته العلمية على اتاحة فرص الترقي التي تسره وترضي طموحاته. ومن المعلوم أيضاً أن البرامج التدريبية تتعدد وتتنوع، مثلاً يمكن أن تصنف من حيث الشكل «برامج التدريب الرسمي وبرامج التدريب غير الرسمي»، ومن حيث المضمون «التدريب الإداري والتدريب الإشرافي والتدريب التخصصي». ومن حيث إعداد المتدربين «التدريب الفردي والتدريب الجماعي والتدريب وجهاً لوجه والتدريب عن بعـد». أما في ما يتعلق بالأساليب التدريبية فمنها المحاضرات النظرية.. الندوات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات.. طريقـة تمثيل الأدوار. وذلك حتي تؤدي هذه الأساليب إلى: المشاركة الفعالة.. التحفز.. مراعاة الفروق الفردية.. مراعاة التتابع.. نقل الخبرات الشخصية. ومن كل هذا يتضح أن أي مركز تدريب معلمين بهذا الهدف يتطلب بنية أساسية ممتازة .. ومن هنا كان اقتراحي هذا لتحويل كلية الزراعة بأبو حراز لتكون مقر هذا المعهد «المماثل لبخت الرضا» لمعلمي ولاية الجزيرة.
وكلية الزراعة بأبو حراز اُفتتحت عام 1975م، وكانت تتبع لجامعة الجزيرة. ومنذ عام تقريباًَ أصبحت تتبع إدارياً لجامعة البطانة الوليدة. والكلية بها بنية أساسية ممتازة .. ولظروف خاصة بالكلية لم يتم القبول بها خلال الثلاثة أعوام السابقة، وبها الآن دفعتان فقط وعلى أبواب التخرج تتبعان لجامعة الجزيرة .. فلأهمية قيام معهد تدريب المعلمين هذا يمكن توفيق أوضاع أساتذة الكلية بشكل مرضٍ وتحويل الكلية لـ «بخت رضا» الجزيرة.
مجمل القول أنه بقيام هذا المعهد تقوم الولاية بتدريب معلميها في الخدمة الآن للوصول بهم للمواصفات التي ترجوها .. كما أنه لا يسمح لأي خريج بالتقديم لوظيفة معلم بالولاية ما لم يتحصل على شهادة هذا المعهد، أو تقوم الولاية بتدريب من تعينهم قبل بدئهم التدريس بمدارسها.. وتشارك في المعهد وزارات التربية والتعليم «الولائية والاتحادية» ووزارة التعليم العالي «جامعة البطانة وجامعة الجزيرة» لربط التعليم ما قبل الجامعي بالجامعي.. وبنجاح التجربة يمكن أن تتبناها باقي الولايات.. وعندها ستعود للمعلم هيبته العلمية والتربوية ودوره الفاعل في نهضة مجتمعه، وستعود أرباح الاستثمار فيه أضعافاً مضاعفة.
والله من وراء القصد.
د. عادل الخضر أحمد بلة
تعليقنا: نبصم بالعشرة.

محمد يوسف لم يشتر بنزينا منذ १९९४ م

الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2011

> خبر الصحافة:
«قطع محمد يوسف عبد الله رئيس لجنة الطاقة بتبني لجنته منذ العام الماضي زيادة أسعار البنزين برفع الدعم الحكومي عنه مع إبقاء الدعم على الجازولين، وقال إن الحكومة الآن تشتري المشتقات النفطية بالسعر العالمي وتبيعه للمصافي بسعر مدعوم بسعر 49 دولارًا للبرميل، والفرق كبير بين السعرين، وزاد: بحسب السعر العالمي ووفقا للإعلان الأخير لبنك السودان بتحديد سعر الدولار بـ 2,66 جنيه، فإن سعر الجالون يقع بـ13,3 جنيه ويباع حاليا بـ8,5 جنيه بدعم للجالون الواحد 4,8 ما يعني أن الحكومة تدعم البنزين بنسبة 36% والجازولين بأكثر من 50%.. ويمضي الخبر: وقال رئيس لجنة الطاقة بالمجلس «الوطني» إنه في حال ارتفاع سعر جالون البنزين ما بين 15 إلى 20 جنيهًا فسيكون أفضل لأنو العاملين زحمة ديل عندهم قروش وممكن يدفعوا، وأكد أن استهلاك الجازولين يساوي ثلاثة أضعاف أو أكثر استهلاك البنزين الذي يستهلك سنويًا بأكثر من 300 ألف طن والجازولين بما يقارب الثلاثة ملايين طن» الصحافة 15/11/2011م.
آههههه
أجزم دون قسم أن الأستاذ محمد يوسف عبد الله منذ 1994 م لم يشتر لتر بنزين واحد «لاحظوا أنا أستخدم وحدة اللتر امتثالاً لهيئة المواصفات والمقاييس وهو يستخدم الجالون تلك الوحدة المنقرضة» لم يشتر لتر بنزين من جيبه وكل البنزين الذي استخدمه خلال السبع عشرة سنة الماضية من خزينة الدولة أي من دافعي الضرائب وكذا سياراته التي استخدمها ليس هو وحده بل كل من يمسكون بالأقلام الآن من هذه الشاكلة.
يا سادتي نحن في أغرب حالة انقسام ليس لطبقات متعددة بل ننقسم لحكام ومحكومين وعلى هؤلاء المحكومين أن يدفعوا من دمهم لرفاهية الحكام «مش برضو كتر خيرهم رضوا يحكمونا».
ليس صحيحًا ما قاله رئيس لجنة الطاقة أن البنزين هو للأغنياء وهم يستطيعون أن يدفعوا وأكاد أجزم أنه ليس هناك من أغنياء في هذه البلاد غير الحكام والسياسيين ومن يقدمون لهم الخدمات وكل هؤلاء بنزينهم من الميزانية التي هي من دم المواطن.
إما أن نتساوى جميعًا حكامًا ومحكومين ونوقف كل وسائل الرفاهية كما في كثير من الدول يستخدم الوزراء النقل الجماعي والمواصلات العامة مع شعوبهم وعندها نقبل بأن نربط الحزام إلى أن يلتصق بالظهر. أما أن يضيق على الشعب والحكام في وادٍ آخر وهم يتجولون من عيادة تخسيس لعيادة تخمة فهذا ما يؤدي لنهاية الفيلم بسرعة لم يحسب لها رئيس الطاقة كثير حساب.
ليس صحيحًا أن ارتفاع سعر البنزين لا يشعر به إلا العندهم قروش وعاملين زحمة على حد قول رئيس لجنة الطاقة.. إن أي ارتفاع في المحروقات يتأثر به كل المواطنين ولنبدأ بالتاكسي والأمجادات وخلافها عندها سيرفع كل هؤلاء أجرتهم وبالتالي سيرفع أصحاب مركبات الجازولين وبدون سبب وجيه أجرتهم وارتفاع هذا سيؤدي لارتفاع النقل الذي سينعكس على ارتفاع أسعار كل شيء ويزيد الغلاء الذي يطحن الناس طحنًا.
لم تصل الصين لما وصلت إليه إلا بعد ثورة مرتبة كان الوزير يركب في زمن ما الدراجة. هل رئيس لجنة الطاقة مستعد لأن يركب «كورولا» دعكك من الدراجة؟
صراحة بعض حكامنا أسكرتهم السلطة وما عادوا يعرفون ما يجري في الشارع ولا يشعرون بأنّات الناس وهذا منهم.
> شكر:
نشكر مدير تعليم محلية الكاملين الذي أصدر قرارًا يمنع بموجبه طلاب أولى وثانية وثالثة أساس من درس العصر بعد أن قرأ «درس العصر والعصِر».

شركة النيل للبترول ..ماذا هنالك؟

الأربعاء, 16 تشرين2/نوفمبر 2011

بعد أن طفح الكيل وكثر البكاء من الشركات الحكومية مجهولة العدد كثيرة الضرر والتي أقعدت الاقتصاد السوداني وأضرت بالقطاع الخاص وأخرجت معظمه من السوق، بعد ذلك جاءت القرارات تترى من الرئاسة بتصفية الشركات الحكومية.
لكن يبدو أن الاستفهامات لن تنتهي.
ما هي الشركات التي ستصفى؟
وما هي الشركات التي ستبقى؟
وما هو معيار الشركة الحكومية الصالحة والشركة الحكومية الطالحة؟
وهل ستبقى شركات حكومية لبعضهم نصيب منها دون إعلان و «تحت، تحت».
هل سيكون لبعضهم نصيب في أنجح الشركات أي نسبة مئوية دون أي منافسة؟
متى تكون هناك ضرورة لإبقاء الشركة الحكومية؟
هل توجد أي شفافية في ما يدور حول تنفيذ قرارات حل الشركات الحكومية؟
أولاً : نعلم أن الشركات الحكومية أنواع منها ما بدأ منذ زمن بعيد «النيل للبترول مثالاً» يوم كان الهدف من الشركة الحكومية تقديم خدمة ليس للقطاع الخاص بها خبرة لتحفزه على ذلك النمط من الخدمات وتنسحب الحكومة من السوق متى ما تحقق الهدف.. ومن الشركات الحكومية الحديثة ما جاءت للسوق لتتغطى بغطاء الحكومة متهربة من الضرائب والرسوم وبذا تصعب منافستها وتحتكر السوق الذي إليه ولجت والأسوأ ألّا تدخل أرباحها للخزينة وانما تصرف امتيازات ومخصصات للقائمين بأمرها وما أكثر هذا النوع في العقدين السابقين وهذا ما أضر بالسوق وجعل القطاع الخاص يبكي بدموعه.
هل قرار تصفية الشركات الحكومية ولجنة التخلص من المرافق الحكومية يا عبد الرحمن نور الدين جاء هكذا وبلا تفصيل لكيف يتخلص من الشركة الحكومية؟
إن كانت الإجابة نعم فسيكون ضرر هذا القرار أكبر من نفعه. ويكون مع الذين هرولوا للشركات الحكومية يريدون أن يتقاسموها يكون معهم ألف حق «ودار أبوك كان خربت شيل ليك شلية» وستكون الكارثة مركبة.
بأي صيغة هرول من هرول لأنجح الشركات التي تغذي أكبر المرافق الحكومية بالوقود شركة الكهرباء وسكر كنانة وخلافها والتي تستهلك كميات كبيرة جداً من الوقود ليطبق فيها قرارات تصفية الشركات الحكومية لتؤول لأفراد جيوبهم كجهنم كلما سئلت هل امتلأت؟ قالت هل من مزيد.
المعلوم أن شركات توزيع المنتجات البترولية كثيرة جدًا منها ما هو تابع للقطاع الخاص ومنها ما هو حكومي 100% « حتى الآن» كشركة النيل للبترول ومنها ما هو تحت غطاء الحكومة باسم أو آخر. وهذا ما لا يستطيع كائن من كان أن يعرف سره إلا إذا عُدل قانون الشركات الذي لم تطله يد تغير ولا تعديل منذ 1925 مما يجعله في أشد الحاجة الآن للتعديل، وسنعود لقانون الشركات هذا القانون المقدس الذي لم يجرؤ رجل ولمدة تقارب القرن من إضافة شولة ولا نقطة إليه.
أدركوا شركة النيل للبترول قبل أن تجدوها «دغمست» وصار أكثر من نصفها لشخصين اثنين بدون أي منافسة ولا إعلان «أم غمتي».

درس العصر والعَصِر

الثلاثاء, 15 تشرين2/نوفمبر 2011

بين يدي المؤتمر التربوي العام المقام في ديسمبر القادم.
إليكم هذه الواقعة الأليمة
جاء التلميذ الصغير فرحاً ليسجل اسمه في الرحلة المقامة يحمل مبلغ الرحلة الذي انتزعه من والده بعد دموع غزيرة وذلك ممنياً نفسه بركوب الحافلة مع أقرانه ويزوروا العاصمة ويمروا على متاحفها ويأكلون وجبة أو وجبتين ليست كالتي في بيوتهم ويغنوا ويفرحوا طول الطريق.
المعلمة استلمت المبلغ وشطبت اسم التلميذ من قائمة الرحلة وانتهرته: إنت ما دافع حق درس العصر وهذا المبلغ سنسدد لك به درس العصر وما تمشي الرحلة.
لو حدث هذا في بلد راقٍ لتحول لقضية أمام المحاكم من جراء الصدمة التي أصابت التلميذ الصغير، ولو حدث هذا في بلاد صعاليك لحمل والد التلميذ عكازته وأدارها في من لقي من المعلمين والمعلمات انتقاماً لما أصاب ولده من هذه الحادثة.
وبعد
كان الولاء لمهنة التعليم كبيراً من المعلمين قبل عقود وكان الراتب مجزياً جداً وكانوا يتنافسون في ما بينهم على إنجاح التلاميذ ـ النجاح بتعريفهم هو دخول المرحلة القادمة متوسطة كانت أم ثانوية ـ كل معلمي مرحلة كانوا حريصين كل الحرص على إدخال أكبر عدد من تلاميذ المدرسة للمرحلة الأعلى.
وسائلهم في ذلك زيادة الجرعات أو التكرار الذي يعلم الشُطار وذلك بزيادة الزمن الرسمي.. وجاءوا بما سميَ درس العصر للمدارس التي لا كهرباء فيها وهذا يعني جمع الطلاب عصراً ليقدموا لهم مزيداً من الدروس أو تكرارها.. والتي فيها كهرباء وداخليات كانت هناك «المذاكرة» وهي زمن بعد المغرب يصل لساعتين يذاكر فيها الطلاب دروسهم في صمت وتحت إشراف المعلمين الذين يقومون بمراقبة الانضباط من حضور وغياب وصمت. كل ذلك كان يقدم بلا أي مقابل مادي لا من الحكومة ولا من الطلاب.
وتبدل الزمان
وصار كل ما ذكر آنفاً بمقابل مادي يدفعه الطلاب بدءاً بنهايات المراحل مثلاً السادس سابقاً أو الثامن الآن. دفع أولياء الأمور برضا إعانة للمعلمين الذين يقطعون من وقتهم الخاص وحرصاً على دخول الأبناء للمرحلة القادمة. واعترافاً مبطناً بأن الراتب لا يكفي. وكل ذلك تطوعا من أولياء الأمور هم يحددون الفئة وطريقة الدفع.
وتولى الأمر بعد ذلك المدرسون وكأنه حق غير قابل للتفاوض.. أوصلوا الأمر إلى الفصل قبل الأخير السابع مثلاً وصار الدرس الإضافي للثامن والسابع وهكذا تمدد إلى الفصول الدنيا إلى أن بلغ في أغرب حالة إلى الصف الأول الابتدائي ولم يعد الأمر اختياريًا ولا تطوعًا بل صار بمقابل مادي باهظ يزيد كل سنة في متوالية حسابية كبيرة الثابت «اسألوا أهل الرياضيات عن ثابت المتوالية وحدها الأول وحدها النوني» نعود بالله كيف يجبر تلميذ الصف الأول ذو السنوات الست على درس عصر؟ وبمقابل والويل كل الويل لمن لا يدفع.
ليس من التربية وليس من المعقول ما يجري في مدارسنا التابعة لوزارة التربية والتعليم.. وأطفال الحلقة الأولى حاجتهم إلى اللعب أكبر من الدروس «المعسمة». الحلقة الأولى تعني أول وثاني وثالث هذا الشرح للبعيدين عن التربية.
ما لم أرَ قراراً يمنع طلاب هذه الحلقة من درس العصر سأتهم كل القائمين بالتربية تُهم أقلها الجهل التربوي.

مدير ومدير

الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2011

كان في القرية مدرستان على رأس كل مدرسة مدير ومعه معلمون وقطعاً طلاب.. كان مدير المدرسة الأولى يبدأ العام الدراسي بخطبة في الطابور طويلة يحدثهم عن ماضي التعليم ويقارن بين كيف كان التعليم في الماضي وكيف أصبح الآن، ويزيد في خطبته عن خطته ومستقبل المدرسة التي يريد والطلاب يتململون من طول الخطبة وهم وقوف والشمس تلفح وجوههم والشطار منهم يحصون الأخطاء والهنّات لتكون موضوع أنسهم حتى الخطبة القادمة.
بالمقابل في المدرسة الثانية يجمع المدير هيئة تدريسه ليعدوا خطبة بداية العام ويصر على أن تكون مكتوبة ومصححة من مختصين، مدرس اللغة العربية هو من يقوم بالتصحيح، وشعارهم في ذلك من واقع خبرة طويلة أن الطلاب يتصيدون الأخطاء وخصوصًا أخطاء المدير ولا ينسونها أبداً، وخطبة المدير هذه دائمًا تكون قصيرة وبلغة منتقاة - لتكون هي ذاتها درسًا يُحتذى ــ وينتظرها الطلاب بشوق شديد ويحدد فيها بوضوح أهداف العام الدراسي وبرنامجه وينصرف.
مدير المدرسة الأولى ما إن يأتي بالطباشير حتى يجمعهم ويصف لهم كيف جاء بهذا الطباشير وكيف أنه من أجود أنواع الطباشير ولولا حنكتهم لمنعهم قُطاع الطريق من الوصول بهذا الطباشير ويظل يحدثهم عن الطباشير إلى أن يقولوا ليته سكت ليته سكت.
وفي الأسبوع الثاني يأتي بالكتب وبنفس الطريقة المملة يظل يحدثهم عن طباعة الكتاب وكيف هي مكلفة ولكنه بعلاقاته استطاع تمويل الكتاب المدرسي وهذا ما قدر عليه بعد جهد جهيد كل تلميذين في كتاب وعليهم المحافظة على هذه الكتب وتغليفها وهم يصفقون له وفي نفسهم يقولون ليته سكت، من طول الوقوف وحرارة الشمس.
المدير الثاني لا يقف عند التفاصيل ويظل صامتاً ومراقباً كل صغيرة في المدرسة ومتابعًا لعمل مدرسيه وأخلاق طلابه ويظل صامتاً يحاسب هذا ويثني على ذاك بعد تمحيص شديد حتى لا يعود في نتائج تقاريره.. الطلاب يحسبون له ألف حساب وكذا المدرسون، الطلاب يتشوقون لكلمة منه ولكنه يتمنع ولا يتحدث إلا في المواقف الكبيرة وعندها يحدثهم بكلمات تظل ترن في آذانهم زمنًا طويلاً ويحفظها بعضهم وأحياناً يؤرخ بها «يوم قال المدير كذا وكذا» ولا يفاجئ المدرسين بكلمة فكلهم يعرف ما سيقوله إذ هم شركاء في الكلمة المكتوبة منذ البارحة ولا يضيف لها المدير إلا هيبته وحسن الإلقاء.
لم يخيب المدير الأول ظن طلابه عندما ما أراد تقديم النتيجة فقد كال لهم السباب لسوء ما أحرزوا من النتائج وكيف أنهم مقصرون وأن مدرسيهم لم يكونوا كما هو مأمول فيهم وهو الذي سمح للمجاملات أن تأتيه بالمدرسين عديمي الخبرة والغيرة على التربية وكل مؤهلاتهم أنهم أقرباء فلان الذي أمدّهم بالكتب وذاك الذي رحّل لهم الطباشير لهذا المدير لم يستطع محاسبة أيٍّ منهم لأنهم أصحاب وأولياء فضل عليه.
وبالعكس تمامًا كانت كلمات الثناء عند إعلان النتيجة تخرج من المدير الثاني ثناء على الطلاب والمدرسين الذين أدوا واجبهم على أكمل وجه ولم يستنكف أحد منهم المحاسبة والمتابعة وكان أثر ذلك على النتيجة واضحاً.
وحكينا الحكاية دي ليه؟ علشان نعرف قيمة الجنيه.

ني هاو

الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2011


باسم الله نبدأ.
عيدكم مبارك، وجعل الله أيامنا كلها عيد. وقطعاً لم تكن الأضاحي كما صوّرها الإعلام ولم تبلغ الملايين كما هددت بذلك أخبار ما قبل العيد ونسأل الله أن يتقبل.
أما بعد وليس كما هو عمود أخينا الرزيقي أما قبل.
شركات الاتصالات سيطرت على أجهزة الإعلام الضعيفة أمام موارد الإعلانات سيطرة شبه كاملة، وما تنتهي إعلانات شركة الا وتبدأ شركة أخرى دعاية إعلان تجاري يُرغب المستهلكين وتعلن عن خدمة بسعر أقل من رصيفاتها، وهذا شيء محمود أن تتنافس الشركات في تقديم خدمات ممتازة وبأسعار معقولة، وهذا ما عجزت عنه الهيئة العامة للاتصالات بالقوانين، نجد المواطن يجنيه من جراء تنافس هذه الشركات.
تفننت الشركات في جذب المستهلكين إليها فكل شركة تحاول أن تقدم عروضاً أفضل من منافساتها.. وتفننت هذه الشركات في عرض الإعلان المرئي والمقروء والمسموع. لكن شركة MTN حفرت في الذاكرة حفراً، إعلان الحبوبات المتحدثات مع الصين وصارت كلمة «ني هاو» أشهر من الفول.
ولم تهنأ سوداني حتى نافست بإعلاناتها المنتهية بعبارة «وحكينا الحكاية دي ليه؟؟؟علشان نعرف قيمة الجنيه». كل ذلك مقبول غير أن اللا مقبول هو شراء وقت الفضائيات في برامج كاملة يقدمها مذيع ومذيعة من القناة ويوظف كل البرنامج كإعلان تجاري لشركة من شركات الاتصالات.. تشبع فيه بالمن والأذى كل من قدمت له خدمة، وبما أن ما يقدم لا يقدم من فرد وإنما يقدم من شركة ولا علم لي بفتوى تستوجب النية في تقديم مثل هذه الخدمات حيث الشركات غير مكلفة بعبادات ولكن المكلفين من يقومون عليها.. إذا كان ما تقدمه الشركات من خدمات للمجتمع من ضمن بنود الدعاية والإعلان فلا يضيرها بعد ذلك المنّ بما قدمت.. أما إن كان القائمون عليها يرجون من ذلك أجراً من الله فقد فقدوه بهذا المن والأذى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ...» البقرة 264..
ثم لماذا تحشر هذه القنوات نفسها في تقديم خدمة الإعلان بمعاولها ورجالها وبناتها «لاحظ لم أقل نسائها» لماذا لا تعد شركة الاتصالات أو أي شركة تريد خدمة إعلانية أن تفعل ذلك كاملاً خارج مكوِّنات القناة البشرية واللوجستية وتأتي ببرنامج معد في شركة خارجية شركة متخصصة في فن الإعلان وقطعًا هذه الشركات موجودة والدليل المثالان آنفا الذكر «ني هاو والجنيه» فكلاهما أُعد بعيدًا عن مذيعي القناة وقُدِّم فيها كأنجح عمل دعائي.
صراحة إني أشفق على المذيعين الذين يقدمون هذه البرامج مدفوعة القيمة وتشعر كأنهم يقومون بهذا الدور غصبًا وليس في دواخلهم أي انشراح.. اللهم إلا إذا كان هناك بنود أخرى للدفع تحت الطاولة لفتح النفس المقدِّمة للبرنامج، غير معلَن عنها.
بعد كل هذا هل شركات الاتصالات كما نتمنى؟
وحكينا الحكاية دي ليه؟ علشان نعرف قيمة الجنيه.

لماذا لم يسرق أردوغان؟

السبت, 05 تشرين2/نوفمبر 2011

في استفهاماته يوم الأربعاء الموافق 26/10/2011م، ذكر الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما سُئل عن كيف نهض الاقتصاد التركي في عهده من حالة العجز إلى الفائض، أجاب بأنه «لم يسرق» كلمتان خفيفتان على اللسان وهما من صدق الإيمان حبيبتان إلى الرحمن، نعم لم يسرق أردوغان لأنه استشعر «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالحاكم مؤتمن على رعيته، لم يسرق لأنه تعامل بالأمانة والإخلاص في العمل وحسن النية فيه، وتحمل المسؤوليات، وحرص على مصلحة الجماعة والأمة والصدق في المعاملة وتجنب الغش والخيانة، لم يسرق لأنه فهم الدين معنى وليس مبنىً، ورسخ في جنانه ولم يكن على أطراف لسانه، لم يسرق لأنه بوصفه حاكماً تهيأت له فرصة اختلاس المال العام دون أن يعرفه أحد من الناس أو دون أن يكون عرضة ليكشف أمره، فعف عن ذلك المال، فتجسدت فيه أسمى قيم الصدق والأمانة، لم يسرق لأنه فهم السرقة بمعناها الواسع وليس الضيق، ولذلك قام بإسناد الأمر العام والوظائف والمسؤوليات القيادية إلى الأكفاء والمخلصين والأمناء، تأسياً بالخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما تاق إلى الإمارة، فلما وجدها تاق إلى الخلافة، فلما وجدها تاق إلى الجنة ولم يتق إلى الدنيا، لم يسرق لأنه استشعر قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من استعمل رجلاً من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، لم يسرق لأنه عرف الأمانة وقدرها حق قدرها، فلم يضيعها لأنه وضع نصب عينيه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضى الله عنه، قال: بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث إذ جاء أعرابي فقال متى الساعة؟ قال «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وسد الأمر إلى غير أهله». وهؤلاء هم الذين يقولون ما لا يفعلون، أردوغان لم يسرق لأنه لم يستعمل هؤلاء. وهنا لا بد من وقفة وتوجيه رسالة إلى ذوي الحكم في السودان «من استعمل رجلاً من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين» وأنتم سادتي على أعتاب تشكيل حكومة الجمهورية الثانية جمهورية الشريعة غير «المدغمسة» حريُ بكم ألا تخونوا الله ورسوله والمؤمنين بدعوى أن أولئك من هم أرضى لله ليسوا معنا في حزبنا أو لم يصلوا معنا إلى اتفاق بشأن المشاركة في الحكومة، سواء أكانوا في حزب الأمة أو الاتحادي أو الإخوان المسلمين أو أنصار السنة أو الآخرين ممن هم من أهل القبلة، ففي هؤلاء من هو أرضى لله ممن هو معكم في المؤتمر الوطني، فلا تخونوا الله والرسول والمؤمنين.. وأعلم سيدي الرئيس أنك أنت المسؤول الأول عن كل ذلك وأن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه يطول فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك يسلمونك في قعره وحيداً فريداً، فتزود له بما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، واذكر إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور، فالآن وأنت في مهل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل، لا تحكم في عباد الله بحكم الجاهلية ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة فتبوء بأوزارك وتحمل أثقالك وأثقالاً مع أثقالك. وفقنا الله جميعاً لما فيه خير البلاد والعباد.
د. محمد علي محمد علي الضو
أبو قوتة
< من أحمد المصطفى:
تقبل الله من الحجاج ومن الصائمين ومن كل من عمل خيراً، وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين.. اللهم اصلح الحال.