الإثنين, 21 تشرين2/نوفمبر 2011
قبل أن يتهمني أحد من هذه الكليات، أنا أحمل هذا المؤهل منذ أكثر من ثلاثين سنة وألحقته بماجستير في تكنولوجيا التعليم، يعني أكتب من حرص وليس من أي زاوية أخرى. كم عدد كليات التربية في السودان؟ على أيامنا كانت واحدة فقط.
كم عدد الخريجين؟
أجيب في ولاية الجزيرة تقدم 20 ألف خريج لوظائف مدرسين بكل المراحل الثلاث «بالمناسبة مرحلة التعليم قبل المدرسي مرحلة حقيقية ولكن لا بواكي عليها تركت للقطاع الخاص «يعوس» فيها كما يشاء، جلسوا لامتحانات منافسة تربوية نجح نصفهم فقط. بعد كل هذا تم اختيار 1900 خريج فقط. كم بقي في البيوت حوالى 18000 خريج ويضاف إليهم خريجو السنة القادمة والتوظيف ليس سنوياً، بالمناسبة آخر تعيين للمدرسين كان في 2009م يعني كل ثلاث سنوات ولك أن تتخيل كم سيكون عدد الخريجين مِن مَن يتصف بصفة معلم وهم عاطلون وعندما يمتحنون ينجح نصفهم». لتطوير التعليم الذي عماده المعلم المؤهل ولنخرج من هذه الدوامة كيفية اختيار المعلم المؤهل المدرب المقتنع بعمله أقترح أن تلغى دراسة كليات التربية التي يدخلها آلاف الطلاب ليس رغبة في التعليم ولكن هذا نصيبهم من التنافس على الكليات الأخرى. وجانب آخر هو تلبية سوق العمل برفده بالعدد المطلوب فقط. لكل ذلك أقترح أن يكون دور كليات التربية هو دراسات عليا بعد البكالريوس دبلوم عالي في التربية أو أي مسمى يتفق عليه علماء بمواصفات علمية.
ميزة هذا المقترح نفترض أن ولاية الجزيرة في حاجة لعدد 200 معلم رياضيات بعد سنتين حسب خطتها المدروسة والمبرمجة جداً حيث عدد الطلاب معروف لعدة سنوات وأماكن المدارس معروف ومن أين تغذى معروف. كي ما توفر ولاية الجزيرة هذا العدد من أميز المعلمين مكتملي الخبرة تفتح الباب لكل خريجي الرياضيات في السودان للتنافس على هذه الوظائف المائتين وتختار منهم أجودهم كموظفين لدى وزارة التربية بولاية الجزيرة يتقاضون رواتبهم كاملة ويلحقون بكلية التربية التي تقدم برنامجاً تربوياً مكثفاً ومتطوراً بأحدث الوسائل والمناهج لمدة سنة أو سنتين «نترك المدة الزمنية ليبت فيها عدد من الخبراء»، وبعد ذلك يكون لدى وزارة التربية بولاية الجزيرة عدد من المدرسين الذين هم ليسوا في حاجة لتدريب إلا إذا جدّ جديد في عالم التربية يمكن أن يدرك بعدة وسائل.
وبهذه الطريقة تكون كليات التربية صارت كليات متخصصة تحقق أهدافاً محددة هي تخريج معلمين بمستوى عالٍ جداً ولأماكن محددة جداً وليس كما هو الحال «مرحات» من الخريجين مشكوك في كفاءتهم ورغبتهم والنتيجة أداء متخلف وضياع أجيال تزيد للواقع بؤساً على بؤسه ويحتاج من العلاج الكثير الذي يكلف مبالغ مالية كبيرة جدًا إذا ما قورنت بتوظيف العدد المطلوب فقط في المثال أعلاه.
عشرات الأسئلة يمكن طرحها ولكن هل المؤتمر العام القادم مؤتمر جد وتصحيح أم هو تظاهرة وديكور وخلاص وسجل يا تاريخ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق