الثلاثاء, 01 تشرين2/نوفمبر 2011
لا أجد رمية أو مقدمة لهذا الموضوع غير قصة أخي علي يس التي ذكرها كثيرًا، والتي تتحدث عن المسؤول الروسي الذي اتُّهم بأنه عميل للمخابرات الأمريكية CIA وتابعوه عدة سنوات ولم يجدوا عليه دليلاً.. وانتهت مدة وظيفته وزاروه ليتحققوا من صحة العمالة وقالوا له تتبعناك كل هذه المدة ولم نجد دليلاً واحدًا. ضحك الرجل واعترف لهم بأنه عميل وقبض الثمن من أول يوم والأمريكان فقط طلبوا منه طلباً واحداً هو كلما طُلب منك اختيار شخص من ثلاثة أشخاص لوظيفة ما نرجوك اختر أسوأهم وأقلهم إخلاصاً. وقد فعلت.. «ترى كم عميل في هذا السودان نفذوا مثل هذا الطلب؟»
إذا أردت أن تسافر وقبل أن تقطع التذكرة رمقت إطارات البص ووجدتها ممسوحة «لساتك سلكها بره» هل ستقطع التذكرة؟
إذا ذهبت لمدرسة لتسجل ابنك فيها وقيل لك إن مدير هذه المدرسة لا علاقة له بالتعليم البتة وتخرّج في كلية غزل ونسيج. ماذا أنت فاعل؟
وعلى هذا المنوال ممكن أن نضرب عدة أمثلة لبدايات تقود لنهايات مختلفة.
طيب إذا أراد مستشفىً ما أجهزة طبية من سيكون له المشورة في ذلك؟
الخفير، المدير، الأطباء، المهندسون الطبيون المتخصصون. طبعاً ليس كل ما ذكر صحيحاً ولكن جهة واحدة هي الصحيحة.
ما هي الخطوات التي تتبع غالباً في مثل هذه المواقف؟
طبعًا لم تعد هناك جهة مسؤولة عن مشتريات الحكومة بعد وفاة المغفور لها المخازن والمهمات والتي بقدر ما فيها من بيروقراطية إلا أنها حفظت المال العام زمنًا طويلاً وكان يمكن أن تتطور لولا شبابية الثورة حينها أيام الشرعية الثورية. المتبع الآن أن يعلَن عن عطاء في الصحف وهذه خطوة شفافية أولى، ولكن قابلة للإجهاز عليها بعدة أساليب.. كالاتصال ببعض الشركات وترك البعض الآخر ومساومتها تحت تحت.
تكوّن اللجان الفنية والإدارية والمالية للوقوف على خطوات العطاء. لا نريد إلا أن نقف عند نقطة اللجان الفنية وما هي مواصفاتها؟
ما هي مواصفات أعضاء اللجنة الفنية؟
إذا أردنا أن نشتري للدولة قطارًا مثلاً وكان رئيس اللجنة الفنية مدرساً وكذلك أعضاؤها وأبعدنا كل المهندسيين الميكانيكيين بحجة صغر سنهم مثلاً.. ترى كيف ستكون مواصفات القطار المطلوب.
أليس هذا بابًا من الفساد كبير لا يقف عنده الناس كثيراً؟
ما لم تولَ الأمور لأهلها كبرت سنهم أم صغرت والعمر ليس شرطًا ولكن المؤهل العلمي هو الشرط.
طبعاً كلكم تنتظرون في أي شارع شممت الرائحة ومن أي مطبخ خرجت؟ الرائحة تملأ وسط الخرطوم ولابد من كلاب بوليسية لتتبع الرائحة وتصل لمكان العطاء الفاسد والذي بفساده ستفقد البلاد أرواحًا أو أمولاً أو كليهما؟
من اليوم فصاعداً كل الأعمال مؤجلة لما بعد العيد «بعد العيد ستكون إجابة عشرات الأسئلة» ومن جانبي هناك جائزة بعد العيد لمن يعرف من أين انبعثت رائحة العقد الفاسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق