الجمعة، 26 يونيو 2009

الجنيه الجديد في الدبلوماسية

دعانا المركز القومي للدراسات الدبلوماسية – مشكوراً – لندوة بعنوان ( استقرار النظام النقدي في السودان في ظل إجراءات تغيير العملة) قدمت فيها ورقتان واحدة من وزارة الاستثمار والثانية من بنك السودان.
وزارة الاستثمار عرضت نفسها وأجابت على:متى تم تأسيسها؟ وعدد إداراتها؟ وطريقة تنفيذها لما تقوم به؟ وعرضت نسب مئوية للاستثمارات التي سُجلت( أكر سُجلت) من القطاعات الثلاثة الصناعي والخدمي والزراعي.ولَقيَت ما لقَيَت من ردود ساخنة على عدم تناسب الاستثمار في المجالات الثلاثة إذ نسبة القطاع الزراعي 2% مما جعل رئيس قسم الاقتصاد بجامعة القرآن يطالب بحل هذه الوزارة وعدد من عيوبها مثل تهميشها للولايات وتوجيه المستثمرين في استثمارات عائدها على البلاد ليس بكثير فائدة.
ولكن بيت القصيد في ورقة بنك السودان.
في ندوة باتحاد المصارف قبل عدة سنوات قلت لدكتور صابر: بنك السودان عندما غير العملة من جنيه لدينار لم يهتم بمحو كلمة جنيه من أذهان الناس لا ترغيباً ولا ترهيباً ومفردة دينار غير ملزمة إلا في الشيكات وأوراق الحكومة ولكن الناس مازال على لسانهم وأوراقهم الخاصة كلمة جنيه. قلل دكتور صابر من أهمية حديثي وقال بمرور الزمن الناس ح يتعودوا على دينار.( هل جاء يوم شماتتنا في رد د.صابر؟).
يصعب تلخيص الندوة في عمود صحفي ولكن ورقة بنك السودان مليئة بالمعلومات التاريخية والرؤى المستقبلية وطُرحت على مقدمها أسئلة ساخنة مثل ماذا لو اختار الجنوب الانفصال؟ والنظامان البنكيان الإسلامي والتقليدي ( بالمناسبة التقليدي كلمة الدلع و هروبا من كلمة ربوي) (هسع يطلع علينا الصادق المهدي ويقول النظام الربوي ارحم على الناس من النظام الإسلامي المطبق في بنوكنا؟ ومعه بعض الحق).
في الربع الأخير من هذه السنة ستتطرح عملة جديدة أسمها الجنيه = 1000 جنيه من جنيه اليوم او 100 دينار من دنانير الزمن دا هذه العملة الجديدة ستسير جنبا إلى جنب مع العملة المتداولة الآن وستسحب العملة الحالية تدريجيا من أيدي الناس هذا بالإضافة إلى العملات المتداولة في الجنوب الآن وعددها سبع عملات. يعني سنقول في شهر تسعة اشترين عربية بثلاثين ألف جنيه تعادل 30 مليون الآن وهاك يا ربكة جنيه الجديد ولا القديم.وسيقول آخر راتبي 400 جنيه وسيضطر ليلحقها بجديد إذ لا يعقل أن يعمل الإنسان شهرا كاملاً ليشرب كباية شاي كما في أرباح أسهم بنك فيصل قبل عدة سنوات.
طرحت سؤالين أثنين على مقدم ورقة بنك السودان تحايل على أحدهما وهو: عند تغيير العملة في سنة1991م كشفت أن 70 % من أموال السودان في الخرطوم كم ستكون هذه المرة ؟ وما علاج ذلك؟
السؤال الثاني إن هذا الرجوع للاسم القديم سيربك القضاء ربكة كبيرة ويشغله شغلا شديداً وسنجد متخاصمين كثر كتبوا عقوداتهم بالجنيه واختلفوا في الجنيه القديم ولا الجديد.ومثال لذلك ايصال بين شخصين 200 الف جنيه مثلاً بالقديم إذا طالب به صاحبه لعدم وجود تاريخ سيطالب بمبلغ 200 مليون ولك أن تتخيل الفرق؟أما وجدوا مفردة في نيفاشا غير الجنيه؟؟؟؟
مع الاستقرار السياسي جاء عدم الاستقرار النقدي!

مايو 2006

مواردنا الذاتية

عبارة قاصمة لاقتصادنا وذممنا في آن معاً وهي بدعة إنقاذية أصيلة لم يسبقها عليها أحد. وقبِلها الناس في بداية الإنقاذ يوم ضيق ذات اليد الحكومي ولكن الحكومة اليوم مترفة وتسعى للانضمام للاوبك.
ما معنى مواردنا الذاتية؟ ما من جهة حكومية إلا وفرضت مبلغا على خدمتها سمته الموارد الذاتية تعني أنها لم تستلمه من وزارة المالية ولن تسلمه لوزارة المالية ويمكنها أن (تبرطع) فيه بلا رقيب ولا حسيب.مدخل للفساد وإرهاق للمواطن.ما معنى مورد ذاتي؟
إذا باع الموظف طعمية لزملائه صنعها ليلاً في بيته فهذا ليس موردا ذاتيا، إذ انه باعها في زمن العمل الرسمي وسرق من وقت العمل جزءاً منه ليبيع الطعمية.فما بالك بموظف أدى العمل الذي يتقاضى عليه الراتب واخذ مقابل ذلك اجرين واحد من الدولة والآخر من المواطن وهو كل مرة يزيد عليه الرسوم والدولة كلها في حالة موارد ذاتية وكل ختم يوضع على ورقة وراءه مورد ذاتي ينعكس فقرا على الناس وترفا على موظفي الحكومة في اكبر عملية فساد إداري يمر بتاريخ هذه البلاد. فهل من مجيب؟؟
متى تختفي هذه البدعة ؟ ومتى يعرف المواطن متي يدفع وكم يدفع؟ ولمن يدفع؟ وأين يذهب ما يدفع؟
وزارة المالية لا غيرها يجب أن ترينا قوامتها على المال العام وتخرج لنا نشرة قوية ومفصلة هذه عائدات الدولة التي على المواطن دفعها جمارك ضرائب وستعود عليه في الخدمات التالية1 ، 2 ، 3
المجالس التشريعية والمجلس الوطني الكبير ما دورها في محاربة هذه البدعة وما برامجها ان لم يكن هذا من أولوياتها رفع الظلم عن المواطن بالرقابة والتشريع؟
ما لم تختفِ عبارة الموارد الذاتية والإيرادات بالأوراق البيضاء فعلى العدل السلام وعلى ذمم موظفينا السلام وسيطول رهق المواطن من الدفع المكرر إلى أن يأتي يوم لا يجد فيه المواطن ما يدفعه.
على وزارة المالية ووزارة العدل أن تقفا على هذه الظاهرة وقفة إحقاق حق لا مجاملة فيه لأحد كبيرا أم صغيرا لنرى هذا الوطن كما نتمنى.

يونيو 2006

الجفوة بين العلماء والسياسيين

صديقي وبلدياتي الدكتور عبد الله حمدنا الله علق على هذا العمود ( استفهامات ) بأنه ذو طابع خاص ويكتب فيه ما يراه الكاتب في يومه مشاكل طرق ،مشاكل مزارعين ،مشاكل تعليم ،الجبايات ،الحفر في طريق مدني الخرطوم ، قضايا اقتصادية وقليل من السياسة. وللخروج من هذه التهمة نريد أن نطرح موضوعاً يشغلنا وأتمنى أن يكون شاغلاً لغيرنا ويعطى اهتماما ويحدث حراكاً.
يبدو انه من مشاكل هذه البلاد الجفوة بين النخب، والنخبة التي نريد ان نقف عندها اليوم هم العلماء والسياسيين. يمكن تعريف العالم بمؤهله بان نقول حملة الشهادات العليا ماجستير دكتوراة وما فوق والباحثين في شتى ضروب المعرفة. ولكن يصعب تعريف السياسي في السودان.
الذي ألاحظه أن السياسي والعالم كل منهم يتعالى على الآخر وهذه من علل السودان إذ الأصل أن يتكاملا ويستفيد كل منهم من الآخر. فعلى العلماء البحث لحل المشاكل وعلى السياسيين التنفيذ. فلا يعقل أن يكون منتهى بحث العالم المتعة الخاصة دون إنزاله لأرض الواقع ونشره على الناس. كما لا يمكن للسياسي أن ينفذ مزاجاته دون دراسات وكل همه أن يأتي بجديد وان هو أتى به نسفه خلفه في أول يوم لخلافته له وبدأ من جديده هو أو ما يعرف في السوق برزق اليوم باليوم.
والذي ألاحظه إن العالم حين يصبح سياسي يفقد كثير من علمه ولا يبقى له منه إلا اللقب الذي أمام اسمه. ولا تحضرني حالة سياسي تحول إلى عالم.
استفهام أيهما أكثر العلماء أم السياسيين؟ وهل هناك مؤهل محدد أو تجربة بعينها من اجتازهما أصبح سياسياً ؟ وهل يدخل في السياسيين الذين حملوا السلاح وفاوضوا ووقعوا الاتفاقيات مطالبين بمناصب سياسية وتعطى لهم ومن ثم يبحثون على من يملأ هذه الشواغر؟
إلى متى سينظر السياسي للعالم على انه مترف وهارب من الواقع؟ إلى متى ينظر العالم إلى السياسي بأنه فاقد الموهبة ويتكسب من السياسة؟
مصيبة العالم الذي يصبح سياسي تكمن في استغلال ما تعلم للكيد السياسي والذي ضرره اكبر من نفعه وعندها نكون فقدنا عالما ولم نكسب سياسي محترم ووطني غيور.
هذه خواطر مشاهد ليس سياسي وليس عالم فمن ينزلها مكنها ويعطيها من وقته كدراسة تستحق الوقوف ويكون جميلاً لو بدأها واحدٌ من طلاب الماجستير بدراسة حالة معينة يحدد اسما وزمانا ومكانا ويخرج لنا بما يفيد الفريقين علماء وساسة.
د.عبد الله أتراني وفقت أم أعود لحفر طريق الخرطوم مدني ونقاط مروره وجباياته؟؟؟
مايو 2006

متعهدي الأسواق

الأسواق الريفية هي أسواق تتوسط مجموعة من القرى يحدد لها يومين في الأسبوع يتجمع فيها
من أهل القرى - التي حولها - يبيعون ويشترون في أماكن كثيرة منها الثابت والمتحرك. هذه أسواق منذ أن وضعها الاستعمار إلى يومنا هذا مرت بتطورات كثيرة وتستحق دراسة أكاديمية.
لكن الذي يهمنا منها اليوم علاقتها بالحكومة المحلية.درجت المجالس الريفية سابقا على أن تتحصل من مرتادي هذه الأسواق رسوم نظير ماذا؟ وكيف؟ هذا ما نريد أن نقف عنده اليوم.تريد المحليات رسوما من كل من يبيع أو يدخل هذه الأسواق كيف السبيل إلى هذه الرسوم تطرح السوق في عطاءات ويتقدم المتعهد بمبلغ مثلاً يشتري السوق بعشرين مليون في السنة يسدده للمحلية على قسطين ويعطى بعد ذلك صلاحية مطاردة الباعة وتحصيل الأموال منهم. يجب أن يكون وفق أسس معينة تحددها له المحلية ولكن الواقع يقول أن المتعهد سرعان ما يستعين بالشرطة لإرهاب الباعة ويتحصل كما يشاء ضاربا بكل تسعيرة المحلية عرض الحائط ولا يرضى إلا بعشرة أضعاف ما دفع للمحلية.ونعيب على هذه الطريق الآتي:-
1 - فقهاً هذا بيع حرام إذ أن المتعهد اشترى شيئا مجهولاً.ولماذا لم يجد من يوقف هذا البيع الحرام إلى اليوم؟ هذا من الذي يحير اليسع وغير اليسع.
2 – استغلال سلطة إذ أن المتعهد يستعين بالشرطة ليرهب بها الباعة ويمارس عليهم إرهاباً باسم الدولة.
3 – الطريقة متخلفة ويمكن لكل سلطة محلية أن تبتكر في هذه الزمان المتطور ما تتحصل به رسومها مثل ترقيم الأماكن وحصرها وأخذ المبلغ دفعة واحدة أو على دفعات.
4 – الأوراق المستعملة لهذه الجباية باسم الدولة غير مبرئة للذمة ومن العيب استعمالها مجرد ورقة عليها ختم المتعهد في زمن ما عاد الختم مشكلة ملون أو غير ملون.
5 – بهذه الطريقة تبيع الدولة كرامة المواطن لرجل أقرب إلى تاجر البندقية إن لم يكن هو أشرس منه.
6 – ماذا تقدم المحليات نظير هذه الرسوم؟ المفروض أن تقدم خدمات داخل هذه الأسواق وتنظمها ولكن الواقع يكذب كل هذا.هذه الأسواق الآن غير مرتبة بل كانت مرتبة وفق خرائط المستعمر وبمرور الزمن فقدت ترتيبها لكثرة الناس.ومعظمها تنقصه دورات المياه والمصليات والأماكن النظيفة للأكل والشرب وإذا وجد هذا ففيه بطء شديد يحتاج الى من يقف معه.
لهذه الأسباب وأسباب أخرى أدعو المجالس التشريعية بالولايات أن تضع حلولاً لهذه المشكلة وان تشتري راحة المواطن وكرامته بتعب الضباط الإداريين. ولا مثيل لذلك إلا أن يقوم احد المدرسين ببيع المدرسة لغير متخصص في التدريس ويقول له أريدك أن تدرس هذا المنهج خلال سنة ويذهب إلى بيته ممدا رجليه ونائما في العسل.


مايو 2006

كنت ضيفاً على تشريعي الجزيرة

بدعوة كريمة من مجلس تشريعي ولاية الجزيرة حضرت جلسة الثلاثاء 16/5/2006 م والتي خصصت للجنة خاصة بمشاكل التعليم كونها رئيس المجلس طافت اللجنة ووقفت على التعليم في كل محليات الولاية وخرجت اللجنة بتقرير مفصل عن حال التعليم في الجزيرة. عدد المدارس التي زارتها اللجنة 134 مدرسة أساس و34 مدرسة ثانوية.
عرض الأخ رئيس اللجنة تقريراً أوضح فيه واقعا أليماً لحال التعليم في الجزيرة من كل جوانبه البيئة المدرسية ، الكتاب المدرسي ، عدد المدرسين،الرسوم المدرسية، الاجلاس المدرسي،وتطرق الى الجوانب السلبية والايجابية التي شاهدوها في طوافهم على مدارس المحلية.
قبل الدخول في التفاصيل نشكر للمجلس هذا الوضوح وهذه الشفافية ونشكر للجنة تعبها على التشخيص وهو من أهم المراحل ومتى ما شخصنا الداء قد يسهل الدواء.كما أشكرهم على دعوتهم لتربوي مثلي كتب كثيرا عن مشاكل التعليم وليس بصفتي الصحفية. وطال عهدي بمبنى المجلس فقد وجدته قد تغير وصارت قاعته الرئيسة قاعة فاخرة ومريحة وهندست و(فرنشت) بكل حديث هذا من حيث الشكل ومن حيث المضمون فالمجلس مكون من عدة أحزاب مما أضفى عليه روح الجدية واحترام كل للآخر والحديث في غاية المسئولية لا مزاودات ولا شعور بارتياح ،الكل حريص على ان يكون بقدر كبير من الجدية.
خلاصة القول أن التعليم في الجزيرة صار مشكلة تستحق حالة طوارئ وبالله ماذا بقي للجزيرة والتي قوامها تعليم وزراعة وكلاهما يحتضر؟ أما جاء اليوم الذي تفاوض فيه الحكومة المركزية الجزيرة وليس لاقتسام السلطة، فقط لاقتسام الثروة ولا نقول اقتسام الثروة بل نقول أن تفرج وزارة المالية عن مستحقاتها والتي سمعنا أنها 40 مليار. ويبدو أن المركز مازال ينظر للجزيرة بأنها مدللة ويبحث عن إرضاء غيرها وهي التي فقدت تعليمها وزراعتها.
بعد التقرير تحدث كثيرون ويقترحون حلولاً وقد بدأ وزير التربية – أعانه الله – في غاية الاهتمام بكل ما قيل ولسان حاله يقول كل هذا ينتظرني أصلاحه؟ بعض المتحدثين شككوا في قدرة الولاية على إصلاح هذا الدمار بمفردها دون تدخل من الحكومة المركزية.( ولكن هل تسمع الحكومة المركزية لمؤدبين - أمثال هؤلاء - لا يعرفون تمرداً ولا سلاح؟).
من التقرير:
1- الكتاب المدرسي في احسن المحليات بنسبة 30 % واقلها 11 % ومطبعة الجزيرة تطبع لولايات أخرى ( .... وشايلة موسها .....).
2- المباني المدرسية 10% جيدة 25 % وسط 65 % دون الوسط ولقد صاحب الجلسة عرض بالفديو لبعض الخرابات قيل انها مدارس.
3- الرسوم التي تفرض على الطلاب صارت عامل تنفير من التعليم ورهق للمواطن ومخالفة للدستور.
4- نسبة المعلمات 80 % والمعلمين 20 % .سوء التوزيع محلية مدني فائض معلميها 724 معلم مثلاً وعجز محلية الكاملين 518 وعجز المناقل 713 .
التقرير كان مفصلاً وممتازاً ولكن الكمال لله وحده فقد أغفل عن بعض من عيوب التعليم والآتار السالبة من النقابات على التعليم.
وبعد كل هذا نقول الحمد لله أن مشاكلنا في التعليم وغيرنا مشاكله في عدم التعليم.

مايو 2006

في ليلة( الصراع السياسي حول وضع الدستور)

هذا شعب فريد

في أمسية الأربعاء 4 رمضان 1416 بنادي الخريجين بأم درمان - ذلك الصرح الذي كلما ذكر تذكر الناس الأزهري – أقامت جامعة الزعيم الأزهري ندوة علمية بعنوان (الصراع السياسي حول وضع الدستور الدائم للبلاد 1956 – 1989).
لست بصدد ما دار في الأمسية من نقاش ولا أريد أن أناقش أوراقها التي قدم الأولى أخي د.عبد اللطيف البوني بعنوان ( الصراع بين علمانية وإسلامية الدستور) وقدم الثانية الأستاذ طارق المبارك بعنوان التطور الدستوري وما قاله المتحدثان موثق بعدة وسائل لكن سأتجول بقلمي طالقا له العنان ليكتب الفريد الذي شاهده.
كنت قبل تلك الليلة من الذين يعتبون على الأعلام الذي ينفخ في شعبه روح التفرد ويهول من محاسنه ويغض الطرف عن مساويه.ورددت كثيرا بان شعبنا هذا يجب إن يبصر بعيوبه – ولا يخلو شعب من عيوب-ويجب أن يقال له أنت شعب كسول واستهلاكي وكثير نقاش. وفي تركيبتنا الاجتماعية خلل كبير هو الاتكالية التي تصل حد العادة وفيه من الحياء والتواضع ما يجعل الواحد منه مستضعفاً تأكله الذئاب وفيه وفيه.
غير أني ومنذ تلك الليلة سكت وسأسكت عن هذا النقد الذاتي وسأكثر من إظهار ما نتفرد به .ولنا أن نفخر بأشياء كثيرة .
بعد هذه المقدمة نعود للندوة وحضورها.
أولاً: مكان النادي ما عاد لائقا به.إن كان المكان أنشئ سنة 1918 يوم كان سكان أم درمان في أحياء متناثرة هو الآن في منتصف السوق والخلاف بين الفكر والسوق ما عاد لصيقا كما في عكاظ فقد تباعدا.
وصل الدكتور البوني مبكراً - وأنا- غير إننا وجدنا مدير جامعة الأزهري جاء مبكرا جدا وبدأت في تفقد وترتيب المكان – طبعا معه آخرون من الجامعة أساتذة وموظفون قلت في نفسي مدير الجامعة في ما حولنا من دول يجلس في برج عالٍ ويتعمد الحضور متأخراً فمكانه في صدر المجلس محجوز ومكتوب عليه اسمه يحضر متأخرا حتى يقف له الجميع هذا إن لم يقدمه حرس يفتح الطريق أمامه ويبشر بمقدمه إما مدير جامعة الزعيم الأزهري فكان(شمساً) وكان كأم العروس سيشرف حتى على وضع الأكواب.
ومدير جامعة الخرطوم كبرى جامعات السودان جلس في كرسي عادي في أقصى الصف الأول وبكر في حضوره وكان يحق له - إن لم يكن من هذا السودان- أن تتقدمه زفة من رجال وكرسي عريض إليه حجز ولسألوه قبل يومين ماذا يفضل من مشرب ومن مأكل ليحسب حسابه في مأدبة الإفطار.أما وأنه سوداني فقد جاء(هادئاً) يلبس ما يلبس الناس وينتعل نعالهم ولن لا يعرفه يعرف بأنه فلان مدير جامعة الخرطوم دون ذكر لقائمة الألقاب كمعالي وسعادة ونيافة وهو راض ونحن راضون.
جاءت كوكبة من وجهاء المجتمع وزراء سابقون ووزراء حاليون سنعرض لأمثلة منهم بعد قليل إن شاء الله – بعد أن استجاب الناس لطلب مدير الجامعة بان يفطروا على تمرات ثم الصلاة ثم يعودوا ويكملوا الإفطار اصطف أناس للصلاة وأعمارهم وعلمهم متفاوت وقدموا الأخ عبد الله دينق نيال ليؤمهم فصلى بنا صلاة وزير شئون دينية بحق.افطر من كان هناك ومن الاشراقات السودانية أن دعيت شرطة المرور التي جاءت لتنظم خارج الدار إلى الإفطار قبل أن تبدأ الجلسة بدأت الشخصيات تترى في كل مرة يدخل مشهور عالم،أو سياسي أو صحفي إلى أن أهل على القوم السيد الصادق المهدي مبتسما ابتسامة عريضة وممتلئا صحة أدامها الله عليه وسأقف عنده طويلا السيد الصادق هو الرئيس السابق وفي كثير مندول العالم الثالث الرئيس السابق لا يمشي بين الناس فهو إما أن يقتل أو يسحل أو ينفي أو يهرب ويطارد بقية عمره.
أما رئيسنا السابق فقد دخل ومعه بعض خاصته وبدأ يسلم على الحضور في ثقة تامة وابتسامة عريضة عرض هذا السودان.ويعانق خصومه السياسيين ولا يخطر على احد كلمة من قاموس التصفيات الجسدية التي تنتشر حولنا وجلس جنبا إلى جنب مع أخيه دكتور على الحاج في صدر المجلس وكأن 30 يونيو لم يكن بدأ برنامج الليلة وقدم مدير الجامعة المتحدثين بنفسه إكراما لهم وللحضور وجاء أثناء الحديث الأخ احمد عبد الرحمن محمد وزير داخلية سابق في غير ابهة ولا عظمة جاء كمدرس يتقدم نحو صف سبقه إليه طلابه وقد تأخر عليهم قليلا. بالله تذكروا أي وزير داخلية في غير سوداننا في فترة وزارته أو بعدها كيف سيكون حاله لله درك يا سودان وجلس في الصف الثاني وصافح من حوله وكان أحرها ما ناله الصادق المهدي. وفي منتصف الليلة وإثناء حديث لأحمد زين العابدين يدخل محمد إسماعيل الأزهري ابن الزعيم الذي سميت الجامعة باسمه في دارٍ أبوه في صدر قائمتها ويعلوها ذلك العلم الذي رفعه أبوه . بعد كل هذا المجد تهامس :كثيرون من هذا؟ إلى أن قيل هذا محمد الأزهري إنا نعرف صورة خالد جمال رضينا أم أبينا فقد دق الإعلام المصري صورته في أذهاننا بأربعة مسامير من الصلب ونعرف صورة ولي عهد المغرب ونعرف كثيرا من أبناء روساء من حولنا إلا ابن الأزهري ولا ندري وليس لنا سيدة سودان أولى ألا يحق لنا أن نفخر بهذه اللا طبقية. اجتمعت هذه الكوكبة المتنافرة سياسيا في صعيد واحد وتعاملوا مع بعضهم بود واحترام شديدين. واجزم أن قلوبهم أصفى من اللبن - من غير السياسة طبعاً- وليس فيهم من عبس في وجه أخيه وإن لم يكن هذا في سوداني لخرجت مسدسات وخناجر.ولكن النقاش كان ساخنا وكان تناسب عكسي بين أدب القوم ونقاشهم ويبدو ذلك جليا في مقدمة الأستاذ احمد عبد الرحمن الذي حمد الله على تحريك الركود السياسي. ودكتور على الحاج الذي احتج على حصر التطور الدستوري ووقفه عند1989 وطالب أن يمضى به إلى ما بعده والى المرسوم الثالث عشر وقدم الدكتور شمس الدين أخاه دكتور الطيب زين العابدين ووصفه بأنه مشاكس. فما خيب الطيب ظن أخيه ومارس عادة المشاكسة وانتقد المرسوم الثالث عشر نقداً شديدا في بعض فقراته وفي عدم مشاركة كل ألوان الطيف السياسي في مناقشته قبل التوقيع عليه.
هذا ما نتفرد به على غيرنا حتى المؤيدين من الإسلاميين لهم رأي في ما يجري وليسوا مع الرئيس القائد في ما قال وما سيقول مع الفارق الكبير بين القائل والمقولة فيه. بعد كل هذا كان جهاز تسجيل الأستاذ كمال حامد قمة التكنولوجيا وخفة الوزن ويكاد لا يرى.
نشرت يوم 2 فبراير 1996 صحيفة الإنقاذ الوطني.

هذا شعب فريد ( ليلة لا تنسى)

في ليلة( الصراع السياسي حول وضع الدستور)
في أمسية الأربعاء 4 رمضان 1416 بنادي الخريجين بأم درمان - ذلك الصرح الذي كلما ذكر تذكر الناس الأزهري – أقامت جامعة الزعيم الأزهري ندوة علمية بعنوان (الصراع السياسي حول وضع الدستور الدائم للبلاد 1956 – 1989).
لست بصدد ما دار في الأمسية من نقاش ولا أريد أن أناقش أوراقها التي قدم الأولى أخي د.عبد اللطيف البوني بعنوان ( الصراع بين علمانية وإسلامية الدستور) ودم الثانية الأستاذ طارق المبارك بعنوان التطور الدستوري وما قاله المتحدثان موثق بعدة وسائل لكن سأتجول بقلمي طالقا له العنان ليكتب الفريد الذي شاهده.
كنت قبل تلك الليلة من الذين يعتبون على الأعلام الذي ينفخ في شعبه روح التفرد ويهول من محاسنه ويغض الطرف عن مساويه.ورددت كثيرا بان شعبنا هذا يجب إن يبصر بعيوبه – ولا يخلو شعب من عيوب-ويجب أن يقال له أنت شعب كسول واستهلاكي وكثير نقاش. وفي تركيبتنا الاجتماعية خلل كبير هو الاتكالية التي تصل حد العادة وفيه من الحياء والتواضع ما يجعل الواحد منه مستضعفاً تأكله الذئاب وفيه وفيه.
غير أني ومنذ تلك الليلة سكت وسأسكت عن هذا النقد الذاتي وسأكثر من إظهار ما نتفرد به .ولنا أن نفخر بأشياء كثيرة .
بعد هذه المقدمة نعود للندوة وحضورها.
أولاً: مكان النادي ما عاد لائقا به.إن كان المكان أنشئ سنة 1918 يوم كان سكان أم درمان في أحياء متناثرة هو الآن في منتصف السوق والخلاف بين الفكر والسوق ما عاد لصيقا كما في عكاظ فق تباعدا.
وصل الدكتور البوني مبكراً - وأنا- غير إننا وجدنا مدير جامعة الأزهري جاء مبكرا جدا وبدأت في تفقد وترتيب المكان – طبعا معه آخرون من الجامعة أساتذة وموظفون قلت في نفسي مدير الجامعة في ما حولنا من دول يجلس في برج عالٍ ويتعمد الحضور متأخراً فمكانه في صدر المجلس محجوز ومكتوب عليه اسمه يحضر متأخرا حتى يقف له الجميع هذا إن لم يقدمه حرس يفتح الطريق أمامه ويبشر بمقدمه إما مدير جامعة الزعيم الأزهري فكان(شمساً) وكان كأم العروس سيشرف حتى على وضع الأكواب.
ومدير جامعة الخرطوم كبرى جامعات السودان جلس في كرسي عادي في أقصى الصف الأول وبكر في حضوره وكان يحق له _إن لم يكن من هذا السودان- أن تتقدمه زفة من رجال وكرسي عريض إليه حجز ولسألوه قبل يومين ماذا يفضل من مشرب ومن مأكل ليحسب حسابه في مأدبة الإفطار.أما وأنه سوداني فقد جاء(هادئاً)يلبس ما يلبس الناس وينتعل نعالهم ولن لا يعرفه يعرف بأنه فلان مدير جامعة الخرطوم دون ذكر لقائمة الألقاب كمعالي وسعادة ونيافة وهو راض ونحن راضون.
جاءت كوكبة من وجهاء المجتمع وزراء سابقون ووزراء حاليون سنعرض لأمثلة منهم بعد قليل إن شاء الله – بعد أن استجاب الناس لطلب مدير الجامعة بان يفطروا على تمرات ثم الصلاة ثم يعودوا ويكملوا الإفطار اصطف أناس للصلاة وأعمارهم وعلمهم متفاوت وقدموا الأخ عبد الله دينق نيال ليؤمهم فصلى بنا صلاة وزير شئون دينية بحق.افطر من كان هناك ومن الاشراقات السودانية أن دعيت شرطة المرور التي جاءت لتنظم خارج الدار إلى الإفطار قبل أن تبدأ الجلسة بدأت الشخصيات تترى في كل مرة يدخل مشهور عالم،أو سياسي أو صحفي إلى أن أهل على القوم السيد الصادق المهدي مبتسما ابتسامة عريضة وممتلئا صحة أدامها الله عليه وسأقف عنده طويلا السيد الصادق هو الرئيس السابق وفي كثير مندول العالم الثالث الرئيس السابق لا يمشي بين الناس فهو إما أن يقتل أو يسحل أو ينفي أو يهرب ويطارد بقية عمره.
أما رئيسنا السابق فقد دخل ومعه بعض خاصته وبدأ في يسلم على الحضور في ثقة تامة وابتسامة عريضة عرض هذا السودان.ويعانق خصومه السياسيين ولا يخطر على احد كلمة من قاموس التصفيات الجسدية التي تنتشر حولنا وجلس جنبا إلى جنب مع أخيه دكتور على الحاج في صدر المجلس وكأن 30 يونيو لم يكن بدأ برنامج الليلة وقدم مدير الجامعة المتحدثين بنفسه إكراما لهم وللحضور وجاء أثناء الحديث الأخ احمد عبد الرحمن محمد وزير داخلية سابق في غير ابهة ولا عظمة جاء كمدرس يتقدم نحو صف سبقه إليه طلابه وقد تأخر عليهم قليلا. بالله تذكروا أي وزير داخلية في غير سوداننا في فترة وزارته أو بعدها كيف سيكون حاله لله درك يا سودان وجلس في الصف الثاني وصافح من حوله وكان أحرها ما ناله الصادق المهدي وفي منتصف الليلة وإثناء حديث لأحمد زين العابدين يدخل محمد إسماعيل الأزهري ابن الزعيم الذي سميت الجامعة باسمه في دار أبوه في صدر قائمتها ويعلوها ذلك العلم الذي رفعه أبوه . بعد كل هذا المجد تهامس :كثيرون من هذا؟ إلى أن قيل هذا محمد الأزهري إنا نعرف صورة خالد جمال رضينا أم أبينا فقد دق الإعلام المصري صورته في أذهاننا بأربعة مسامير من الصلب ونعرف صورة ولي عهد المغرب ونعرف كثيرا من أبناء روساء من حولنا إلا ابن الأزهري ولا ندري وليس لنا سيدة سودان أولى إلا يحق لنا أن نفخر بهذه إلا طبقية اجتمعت هذه الكوكبة المتنافرة سياسيا في صعيد واحد وتعاملوا مع بعضهم بود واحترام شديدين. واجزم أن قلوبهم أصفى من اللبن - من غير السياسة طبعاً- وليس فيهم من عبس في وجه أخيه وإن لم يكن هذا في سوداني لخرجت مسدسات وخناجر.ولكن النقاش كان ساخنا وكان تناسب عكسي بين أدب القوم ونقاشهم ويبدو ذلك جليا في مقدمة الأستاذ احمد عبد الرحمن الذي حمد الله على تحريك الركود السياسي. ودكتور على الحاج الذي احتج على حصر التطور الدستوري ووقفه عند1989 وطالب أن يمضى به إلى ما بعده والى المرسوم الثالث عشر وقدم الدكتور شمس الدين أخاه دكتور الطيب زين العابدين ووصفه بأنه مشاكس. فما خيب الطيب ظن أخيه ومارس عادة المشاكسة وانتقد المرسوم الثالث عشر نقداً شديدا في بعض فقراته وفي عدم مشاركة كل ألوان الطيف السياسي في مناقشته قبل التوقيع عليه.
هذا ما نتفرد به على غيرنا حتى المؤيدين من الإسلاميين لهم رأي في ما يجري وليسوا مع الرئيس القائد في ما قال وما سيقول مع الفارق الكبير بين القائل والمقولة فيه. بعد كل هذا كان جهاز تسجيل الأستاذ كمال حامد قمة التكنولوجيا وخفة الوزن ويكاد لا يرى.
نشرت يوم 2 فبراير 1996 صحيفة الإنقاذ الوطني.

التعليم في ولاية الجزيرة

ما له وما عليه
نحمد الله أن جعلنا في ولاية من مشاكلها أن إنسانها متعلم .وها هي تبحث في مشاكل التعليم وغيرنا يبحث عن التعليم نفسه.

الواقع.
م المشكلة جهة العلاج
1 المباني المدرسية. غير متجانسة كل مدرسة شكلها يختلف عن الأخرى،وكل مبنى مبنيٌ على قدرة أهله وليس وفق الحاجة الحقيقية.بعض المباني ضررها أكثر من نفعها
2 سوء توزيع المعلمين وفرة في مكان وندرة في مكان آخر.علاوة على عدم التدريب.هناك معلمين بوضع اليد أي وجد المكان خاليا واستقر فيه.
3 الإدارات التربوية خللها في التعيين السياسي وليس الترقي الطبيعي.وليس هناك مواصفات معينة للوظيفة الإدارية المعينة.كل من انفرد بوظيفة إدارية قفز فوقها.
4 شح الصرف على التعليم من قبل الحكومة المركزية والولائية. العجز في عدد المدرسين،البيئة التعليمية،الأثاث،المعينات من وسائل تعليمية وأجهزة.
5 التقويم التربوي ينقصه الصدق وتنقصه العلمية،وطغى الهدف المادي على الهدف التربوي.
الجبايات:
لا يقبل عقلنا ان يقف المدرس ليتحصل الأموال من تلاميذه وكأنه كمساري عندها يفقد احترام التلميذ له. ولا نقبل هذه الأموال السائبة بين إدارات المدارس وإدارات الوحدات والمحليات لا رقيب ولا حسيب والآباء يدفعون ويدفعون ولا يرون عائداً لما يدفعون في أغرب فوضى إدارية وتربوية
جوانب شرعية:
كيف أجاز القائمين على التعليم تعليم النساء لطلاب المرحلة الثانوي وتدريس الرجال لطالبات المرحلة الثانوية؟ وإذا قبلنا الثانية بحكم العادة كيف نلحقها بآفة جديدة هي تدريس المدرسات للأولاد المراهقين؟ هل كل ذلك لان نقصا في الرجال كان وان وزارة المالية تمسك..... ولا تجود إلا بمثقال؟
خلل مهني:
فصول اتحاد المعلمين في المرحلة الثانوية التي في نفس الزمن الرسمي أفسدت التعليم النظامي وغير النظامي. وإذا كانت قوة النقابات حامية لهذا الخلل التربوي فعلى النقابات والتربية السلام.
طموحات مستقبلية:
1 – تجيز القوانين لكل ولاية بان تضع ما يناسبها من المناهج المساعدة لبيئتها وعدد الطلاب في ازدياد وكلهم في اتجاه واحد هو الاتجاه الأكاديمي. لماذا لا تضع دراسات خاصة بالجزيرة تحدد احتياجات سوق عمل الجزيرة الآن وعلى المدى البعيد ؟

هذه بعض الخواطر في مشاكل تعليم الجزيرة وأسأل الله ان تجد أذنا صاغية ويد خير تريد أن تصلح خللاً.
مايو 2006

لا يمتثلون حتى للمحكمة الدستورية

يوم كتبت عن قرار مجلس الوزراء بخصوص نقاط الطريق الذي راح شمار في مرقة كنت احسب انه بقي لوقف هذه النقاط سلوك الطرق القانونية لإيقافها ولكني فجعت وفزعت يوم رأيت هذا الملف وهذه المكاتبات التي دارت بين وزارة العدل والمحكمة الدستورية ورئاسة الشرطة وملخصها كالآتي:-
1 – وزارة العدل تفتي بعدم دستورية نقاط تحصيل الرسوم من البصات والحافلات السفرية وترسل فتواها لرئيس الإدارة القانونية لولاية الخرطوم بتاريخ 30/9/2000 م .
2 – خطاب من مدير عام الشرطة إلى مدير الإدارة العامة للمرور ومدير شرطة الخرطوم موضوعه (الرسوم الولائية على وسائل النقل عبر الولايات) والخاص بإيقاف تحصيل الرسوم بواسطة أفراد الشرطة بتاريخ 6/2/2003 م .
3 - وزارة العدل المحامي العام يطلب من رئيس الإدارة القانونية بالولاية تفعيل الفتوى والخاصة بعدم فرض رسوم عبور وان بعض الولايات لا تتقيد بهذه الفتوى.عليه يرجى التكرم بالعمل بما جاء في هذه الفتوى ومتابعة تنفيذها باستمرار. بتاريخ 16/1/2003 م
4 - المحكمة الدستورية:اتحاد غرف النقل ضد ولاية البحر الأحمر وأخريات موضوعه فرض رسوم على وسائط النقل وفقا لقرار مجلس الوزراء الصادر 21/9/1996 م والقاضي بعدم فرض الرسوم .قررت المحكمة الدستورية وقف التحصيل موضع الطعن وإعادة كل ما تحصلوا عليه من تاريخ رفع الدعوى 5/7/2004 م وحتى تاريخ استلام الأمر إلى مجلس الوزراء – ونفاد.( هل أفادكم احد).
5- وزارة العدل المحامي العام ولاية البحر الأحمر وأخريات أحيل إليكم أمر المحكمة الدستورية القاضي بعدم تحصيل أي رسوم موضوع الطعن المقدم من الطاعنين أعلاه وإعادة ما تم تحصيله من تاريخ رفع الدعوى 5/7/2004 م
وبعد كل هذه العمل القانوني من أعلى جهاز ومازالت النقاط قائمة ولم يتحرك أحد.
أين الخلل؟ وما هذه الجهات التي تمد لسانها بكل استخفاف لأعلى سلطة قانونية ؟
وكيف تنفذ القوانين في بلادنا؟ ومن يقف على تنفيذها؟ وما عقوبة من لم ينفذ ؟ وما هي هذه الجهات التي مازالت تُشغل الشرطة على الطرق رغم خطاب مدير عام الشرطة وكلما كتبنا عن نقاط الطريق ازدادت شراسة وزادت قوة الشرطة بها ولكن لم يخبرنا احد باين تصب هذه الأموال التي تجبى بغير اورنيك 15.( تسويات مرور + رسوم طرق وكباري الخرطوم).وهي مليارات وليست ملايين.
يبدو - والله اعلم - أن هذه الحكومة في برج عالي ولا تعرف ولا تريد أن تعرف ما يدور على الأرض بل لا يريدوا أن يسمعوا بهذه الصغائر فهم في مواضيع اكبر من ذلك أمريكا ، ابوجا ، خليل ، عبد الواحد ، أمري ، عبري.
لنترك الحكومة التي إذا سارت في الطرقات في عربات مظللة ومكيفة لا تسأل ولا تعكر صفو وبرودة السيارة ودخول الهواء الساخن من جراء الوقوف والسؤال عما يجري بطرقاتنا.
ونحيل السؤال لهذه الأجهزة القانونية وزارة العدل والمحكمة الدستورية كيف تقف على تنفيذ قراراتها؟ وما هي دورة القرار فيها حكما وتنفيذاً ؟ أسال الله أن لا تكون تترك تنفيذ قراراتها لجهات هي المستفيد الأول من هذه الجبابات التي أفقدت الدولة احترامها.
إذا سرق سارق سخلة رأيناه يُجلد ويُغرم. أما من يسرق ...................
مايو 2006

انضمام ايرباص جديدة لسودانير

مدخل:
المكان مطار دبي
اللوحة مكتوب عليها زمان وصول كل الطائرات إلا سودانير.
الراكب السوداني يسأل: يا أخي متى تصل الطائرة السودانية؟
الموظف الخليجي يرد:لا لا هذه الشيخة.( الشيخة تعني الأميرة)
ماذا تقصد؟
الشيخة لا تُسأل عن موعد حضورها أو ذهابها تجي بكيفها تروح بكيفها.

بين الحين والآخر تطالعنا شركة الخطوط الجوية السودانية ( سودانير) بإعلان في الصحف يبشر بانضمام طائرة ايرباص جديدة للأسطول .وفي الإعلان توعد سودانير بمزيد من الخطوط والرحلات لمدن أخرى كفتح جديد.
من كل قلوبنا نريد أن نرى شمس سودانير تشرق كما كانت ومن منا لا يريد لهذا البلد كل خير؟ لكن في هذا الإعلان شيء من الغموض إذ لم يوضح بأي شكل هذا الانضمام هل بالشراء أم بالهبة أم بالإيجار؟ وهذه مهمة جدا للحكم على سودانير هل هي إلى الأمام بحق أم في مكانها أم إلى الوراء.
كثيرا ما سمعنا بان الطائرة المستأجرة حجزت في مطار كذا لعدم سداد الديون ، ولعمري هذا أشبه ببيت الإيجار ولم نر أحدا يحتفل بأنه استأجر بيتا ودعا أصحابه للاحتفال ببيت الإيجار ولكن يكون الرأس مرفوعا إذا دعا احد كل أصدقائه لبيت الملك ولكن أيضا نشترط أن يكون بيتا من حلال في زمن كثرت فيه البيوت المشكوك في أصلها والزمن الذي قامت فيه، وانتقال صاحبها من طبقة لطبقة على طريقة القفز بالزانة.
نعود لسودانير ونبارك لها انضمام طائرتين من طراز الايرباص المشهور ونبارك لها مكتبها الراقي بشارع المك نمر تقاطع البلدية وما فيه من خدمات ولكن مقياس شركات الطيران الأشهر هو التزامها بجدولها الزمني. فهل ثبت جدول رحلاتها؟ وهل بطلت الاعتذارات الكثيرة وتخلف طائراتها؟
من يستطيع أن يضع جدولاً لرحلته من مطار لمطار ومن خطوط لخطوط وسوانير واحدة من هذه ؟
مازال الراكب عند سودانير هو ذلك الشخص الذي يريد أن (يتفسح) ووقته رخيص لا يهمه متى يتحرك ومتى يصل وعندما يكون إرضاء الراكب هو غاية سودانير عندها نبارك لها الايرباص الجديدة.
يا ناقلنا الوطني سمعنا بتقدم كبير في موسم الحج الماضي نباركه.
ولكننا نريد أن نعرف طريقة الانضمام إيجار، هبة ، شراء؟ فالإعلان مبهم جداً بهذه الطريقة والتعاطف معه يكون صعباً. أفيدونا افادكم الله.
أخيرا كم صار عدد طائراتها بعد هذا الانضمام ( أتمنى أن لا تكون تلك البوينج 727 التي يدخل إليها الركاب من خلفها كما الجرادة واحدة من الأسطول).

مايو 2006

الواقع الأليم فصول اتحاد المعلمين

بداية علاقتي بفصول اتحاد المعلمين كانت في سبعينات القرن الماضي وقد كنت يومها مدرساً في حنتوب الثانوية ( بالله حنتوب تحتاج إلى تعريف أو وصف بالثانوية) وفي عصر كل يوم نركب الرفاس إلى مدني حيث لم يكن هناك كبري وقتها. وكانت هناك مدرسة ندرس فيها الذين لم يجدوا مقاعد في الثانوية الحكومية أو طلاب لم يحصلوا على ما يؤهلهم لدخول الجامعات. ولا زلت أذكر ذلك الطالب وهو من العمال وكان اكبر منا بكثير وكنا نحترمه غاية الاحترام.
بهذه الفكرة بدأت فصول اتحاد المعلمين لزيادة دخل المعلمين، والذي ما كان يحتاج زيادة في ذلك الزمان،ونبل غايتها. الفصول منفصلة تماما عن الفصول النظامية وإدارتها منفصلة تماماً وزمانها منفصل أيضاً.
واقع فصول اتحاد المعلمين اليوم هو فصول مليئة بكلاب( أردتها بطلاب وارد الله أن تخرج كلاب لتقارب الطاء والكاف في لوحة المفاتيح وتركتها) رسبوا في الامتحانات وغالبا ما يكونون قليلي الرغبة في التعليم وهم مجبورون من أسرهم أو مجتمعهم يحشرون في نفس فصول المدرسة النظامية وفي نفس زمانها ويقتطع لهم المدرس من زمنه الرسمي الذي يفترض ان يكون للطالب النظامي تدرسيا في الفصل ، تربية ، مناشط ، تصحيح ، تذليل صعاب تفهيم متخلف عن التحصيل لغياب أو لفروق فردية.
وقت المعلم في المدرسة لا فراغ فيه إرشاد، تربية، مناشط ،زراعية، مسرح،مكتبة،كل خطوة يخطوها هو فيها مصلح ومعلم ومربي. لماذا يشغل اتحاد المعلمين هذا المعلم بفصول خارجية؟ كانت حجتهم في ذلك رفع دخل المعلم ولعمري منطق مرفوض أن يرفع دخل المعلم على حساب كل العملية التعليمية وتحديدا على حساب التربية هذه سرقة علنية إنهم يسرقون وقت غاليا ليمارسوا فيه إلا تربية.
واقع فصول اتحاد المعلمين اليوم يقول هو إفساد للنظاميين والاتحاديين ( الاتحاديين هنا هم طلاب اتحاد المعلمين وليس ذلك الحزب الانشطاري على وزن القنابل الانشطارية إذ انه ليس في حاجة إلى إفساد) نقص في زمن النظاميين واختلاط هؤلاء الطلاب بالنظاميين مفسدة للنوعين.بالله هل وجدتم في فصول اتحاد المعلمين اليوم مثل ذلك الذي في عمر أبائنا؟ ما عادت ملاذا للطموحين بل هي مركم قمامة تربوي.
إن كان بقاء هذه الفصول بهذا الواقع ناجم عن قوة النقابات فعلى التربية السلام. وإذا كانت النقابات تحمي قواعدها بهذا الظلم الفاضح لكل العملية التربوية فعلى التعليم السلام . أليس لأعضاء النقابات أولاد وبنات وإذا خُير النقابي بمئات الآلاف وخروج ابنه فاشلا للشارع فماذا يختار؟
يجب مراجعة هذا الخلل الذي يسمونه فصول اتحاد المعلمين كبداية لمراجعة التعليم في هذه البلاد وما عادت مهنة التعليم طاردة مئات الآلاف المنتظرين على الرصيف وكليات التربية حبلى بكل جديد!!


مايو 2006

بنك الجزيرة السوداني الأردني

في أخبار الأسبوع الماضي أن بنكاً سودانياً ( جزيرياً) مع شراكة أردنية سيقوم في عاصمة ولاية الجزيرة باسم ( بنك الجزيرة السوداني الأردني).
اولاً من أعماقنا نرحب بهذه الشراكة والفتة البارعة ببداية خروج البنوك من الخرطوم اكرر رئاسات البنوك أما الفروع فمنتشرة من قبل ومن بعد . نريد أن نرى الفرق بين أن تكون رئاسة البنك لا فرعه في المدينة المناسبة وأثرها على اقتصاد المدينة نريد أن نرى أحلامنا تتحقق فقد صرح وزير زراعة ولاية الجزيرة مرة بان بولاية الجزيرة 3 ملايين فدان صالح للزراعة غير مشروع الجزيرة طبعا. التصريح الثاني هو ما صرح به والي الجزيرة يوم توقيع الاتفاق مع الأردنيين لإقامة البنك بان قوانين الاستثمار بولاية الجزيرة ستكيف لتحدث اكبر فائدة من وجود البنك الجزيرة السوداني الأردني. غير أني اذكر الأخ الوالي بان الاستثمار الناجح ليس الذي يحقق الأرباح فقط بل الاستثمار الناجح هو الذي يجعل المنطقة كلها شريكة فيه واستفادة إنسان المنطقة منه وتغيير وجه المنطقة ومقياسي الخاص هو أن يتقدم لوظائف الدولة 10% من عدد الذين تقدموا لوظائفها هذه السنة.
أسئلة مشروعة:-
1 – هل هناك دراسات وخريطة استثمارية واضحة المعالم قابلة للتنفيذ لا يتضرر منها مواطن بل تكون جاذبة للمواطن وللبنك؟
2 – هل قوانين بنك السودان تمكن لأرض المقر بان تكون المستفيد الأول.
3 – هل ولاية الجزيرة وعاصمتها مقبولة للجانب الأردني بحالتها الراهنة؟ ام سنرى طريق الخرطوم مدني مشغول جيئة وذهابا لعربات مكتوب عليها ( بنك الجزيرة السوداني الأردني) لأن كباره في فنادق الخرطوم.
4 – هل وضعت حكومة الولاية خطة متكاملة للحكومة الالكترونية مستفيدة من مزايا البنك الذي قطعا سيأتي بتكنولوجيا مصارف العصر وإلا على الدنيا السلام ؟هل في النية صرف الرواتب بشيكات من هذا المصرف او غيره؟ فقد مل الموظفون من الرواتب التي تشبه عطية المزين كل شهر هي برقم وكل جهة تقطع مما يليها ولا تبالي ويعطى الموظف وخصوصا المدرسين كل شهر رقما مختلفا.
5 – غير أن الذي حيرني وأنا الذي أفنى كثيرا من ماضي عمره في دراسة وتدريس الرياضيات كيف صارت نسب هذا البنك 101 % ففي الأخبار التي نشرت أن 51 % للجانب الأردني وان 25 % للجانب السوداني و25 % للاكتتاب العام وإذا جمعتها سيكون مجموع النسب 101 % وهذا ما لم نسمعه إلا في تحقيق الربط في الجمارك والضرائب. ولا أريد أن أسال عن كيف يكون لدولة المقر اقل من النصف؟ هذا اتفاق تم وحفظ الجانب الأردني حقه بتمثيل أكثر من النصف في الأسهم ومجلس الإدارة.
سؤال أخير لماذا يقابل الوفد الاقتصادي الأردني رئيس الجمهورية؟
عموما مبروك وربنا يحقق الأماني ويا جزيرة اخضري.


مايو 2006

السبت، 13 يونيو 2009

بروفيسور دكتور مهندس كيمائي

الألقاب العلمية هل لها نظام؟ استخدامها هل له رقيب؟ هل من قوانين تحكمها وتقيدها؟هل من عقوبات مادية او معنوية؟ أم كل من اشتهى لقباً علميا وضعه أمام اسمه. هذه مرحلة اقل من مرحلة الملكية الفكرية. يبدو أننا قفزنا فوقها بدون أدنى ترتيب – على حسب ما أرى واسمع – حتى الآن.
بالأمس أورد الأخ الطاهر ساتي قصة ذلك السفاح الذي وضع أمام اسمه لقب دكتور ليصبح على قدر المكان الذي عينه فيه صديقه المجاهد. وهناك همز ولمز عن ألقاب علمية كثيرة فيها شك.من ينظم هذا الفلتان الأكاديمي.وإذا كانت ساحة العلماء بهذه اللا شفافية فكيف تتطور هذه البلاد وتصبح دولة مؤسسات؟ كل لقب علمي له قدر من المعرفة وجهة تجيزه وتتحمل إجازته كيف تصبح الألقاب العلمية (للقشرة).
لا بد من جهة تنظم هذه الهرجلة الأكاديمية وقبل أن تكون آثارها السلبية على السودان كله. بالله ماذا يقول عنا العالم إذا سمع بان في السودان كل من استهواه لقب علمي وضعه أمام اسمه. وما الذي يمنع أن تنتشر هذه العدوى إلى القوات النظامية من شرطة وجيش وتجد عريفا أصبح في اليوم الثاني لواء واشترى عدد من النجوم وعلقها على كتفه. وقد تجد من علق على كتف عقيد وعلى الكتف الآخر عميد وعلى طريقته قد تجد من يكتب أمام اسمه رائد مقدم عقيد عميد لواء فريق فلان فلان.
أو تجد من يكتب أمام اسمه دبلوم بكالوريوس ماجستير دكتور فلان فلان.
اكرر أسئلتي أعلاه هل من جهة منوط بها تنظيم واستيفاء هذه الألقاب وهل لهذه اللقاب حرمة وما مداها؟ ومن تطاول عليها ما عقوبته؟ وإلا فمن غدٍ العبد لله سيخترع لقبا ما انزل الله به من سلطان ويضعه أمام اسمه.
مايو 2006

عايزين كهرباء بدون أسلاك

حكاية اليخوت البدت دي ما أظنها تقيف حتى ولو جاء الخريف. يوم داك جاء يخت وقف حالنا كلها ودهج القدامو كلو وانتظرنا عدة أيام لتعود الكهرباء لمنازلنا وبعدين الكهرباء دي مش عايزنها للمسلسل ، الكهرباء بقت هي الموية هي الطواحين وهي التلاجات وهي حاجات كثيرة وهي الورش وهي البناشر ( كلمة وافدة من الخليج يلا نقوم نسودنها ونقول تفوير اللساتك وتفوير اللساتك قريب من تفوير الدم بالله في ناس دمهم بفور غيرنا نحن السودانيين الخواجات متلجين ودمهم بارد والأفارقة مطرانين وجلدهم بارد الفوران دا كان هنا في السودان بالمناسبة درجة الحرارة كم؟).
بعد مانتهينا وحمدنا الله على إرجاع الكهرباء بعد شهر واحد جاء يخت تاني ونفس الفلم وقالوا الباقي ي الطريق يعني نحنا علشان يتفسحوا الجماعة ديلك في النيل نقوم نجوع ونعطش يومين تلاته؟؟
لما تقطع الكهرباء ناس كتار رزقهم بقيف ولما يحسبوا ترحيل اليخت الخسائر دي ما بحسبوها ولو شفتو عمال الكهرباء لما يجي يخت التقول جاتن الطامة الكبرى تلقاهم مشعلقين في العمدان يقطعوا في الأسلاك علشان اليخت يمرو ولعدة ايام هم جارين قدام اليخت يقطعوا في الأسلاك المعترضة الطريق وبعد ما يقوم اليخت يمشي يجو يرجعو الأسلاك تاني يقوموا يشعلقوا في العمدان .
وعلشان الجماعة ديل ما يتعبوا والناس ما يفقدوا الكهرباء عايزين كهرباء wireless وهذه دعوة للمخترعين والمكتشفين يعملوا لينا كهرباء بدون أسلاك علشان اليخوت تاخد راحتا وتمر طوالي. أيهما أسهل وقف استيراد اليخوت ام اختراع كهرباء بدون سلوك اوع واحد يتفلسف ويقول لي ما يعملوا كوابل بي تحت الواطة. دا اسمو كلام لو ما الكوابل غالية واندر من لبن الطير ما كان الهيئة القومية للكهرباء عملتها وريحت العمال والزبائن.
وكل يخت وانتو مضلمين
مايو 2006

حكومة شوارع

لهذه الحكومة ولع بالشوارع ما بعده، ويمكن أن نقول أنها حكومة شوارع ولنا في ذلك مسارين المسار الأول أنها عٌنيت بالشوارع والطرق وشيدت مئات الكيلومترات وما زالت تُشيد وما شهدناه من طرق وخطط للطرق يعادل كل ما مضى في عمر السودان بعد الاستقلال. ولكن المسار الثاني هو وصفك لأحدهم: دا ولد شوارع بكل ما فيها من قدح وعدم تربية وعدم رعاية من الأسرة والمجتمع والدولة.
فهذه دولة شوارع جد وأنها تقيم مكاتبها على الشوارع . ما طفت في هذا العالم كثيراً ولكن ما رايته منه لم أجد فيه ظاهرة مكاتب الدولة على الشوارع. ولم يخبرنا احد بان هذه المكاتب إلى متى؟ وهل هي مؤقتة وستتبعها مؤسسية تزيلها ؟ أم ليس هناك طريقة إلا المكاتب والصفافير.
وهذه المكاتب التي اعنيها تابعة لجهات عديدة. جعلت من الحركة والتجارة جرما يجب أن تثبت انك برئ منه حتى تتحرك في شوارع الدولة والجهات التي لا تريد لعملها مؤسسية ولم يفتح الله عليها ببديل هي:-
1 - ديوان الضرائب.
2 – ديوان الزكاة.
3 – وزارة الطرق والجسور.
4 – شرطة المرور.
5 – دمغة الجريح.
6 – مكاتب الولايات والمحليات.
إلى متى ستكون آلية هذه الجهات صفافير وشرطة ومكاتب على الشوارع في هذا السودان الحار. ومتى نستفيد من تقانة العصر ونضع سجلات ونظام يجعل المواطن يعرف ما له وما عليه بقوانين صريحة ومعروفة لكل الناس. وفي كل سنة يعرف المواطن عليه ان يدفع كذا مقابل كذا والعقوبة كذا ان هو لم يدفع ويكون جميلاً لو كان ذلك في كتيب ولا يدفع غيره لأي كان، وهناك مرجعية يشتكي إليها وهناك عزم حكومة لوقف هذا العبث الذي ما عاد يقبله احد.
وهذه الحكومة إلى متى تحكم بطريقة الدافوري كل الحكومة تجري نحو الكرة وليس هناك توزيع للادوار!!
الجبايات والصفافير هي حرب حقيقة تدمر اقتصاد وأخلاق المجتمع وليست كلها لخزينة الدولة وكثير منها ليس للحكومة منه إلا وش القباحة ويصب في مكان آخر. ولو رأيتم رحمة الله مطرودة فذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) واللعن هو الطرد من رحمة الله والعياذ بالله.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد

مايو 2006

تعليم الرحل أم توطينهم

لو لا خوفي من غضب بعض أصدقائي في المهنة لأوردت الطرفة التالية.
في اجتماع لواحدة من المحليات الغنية جداً في 1997 والمجلس منعقد ليناقش أمر شراء سيارتين للمحلية الوليدة اقترح احدهم ان تكون السيارتين موديل 81 . وبدأ النقاش 81 ام 83 قام عضو وقال: بالله تفكير السماسرة والمساعدين دا خلونا منو سيارتين جديدتين موديل سنتهم 1997. وقد كان.
دعاني أخي د. معتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التعليم العام لحضور ورشة عمل عن تعليم الرحل بدار الشرطة السبت 15/4/2006 م.صراحة أول ما قفز لذهني، وهم رحل إلى متى ؟ فوجئت بان هناك إدارة من إدارات الوزارة اسمها تعليم الرحل.
وفي واحدة من الأوراق تطرق مقدم الورقة إلى تاريخ تعليم الرحل وبدا التوثيق إلى تعليم الرحل منذ أيام الأستاذ حسن نجيلة ( بالمناسبة هذا العَلَم يجب أن يُذكر بخير فهو من أوائل النخب الذين تركوا الخرطوم وطلقوا شهوات النفس ليدرس في بادية كردفان في ظروف قاسية بل في وقت كان هم النخب إحلال المستعمر والاستمتاع بخير البلاد وليس بالعمل من اجلها وهذا ما سار عليه كثير من الساسة بعد ذلك إلى يوم الناس هذا). إن كان الأستاذ حسن نجيلة ومن جاء بعده ليس في إمكانهم ولا إمكانات زمانهم أن يفعلوا أكثر من أن يترحلوا مع الرحل أين ما ذهبوا ويعلموهم . فتفكير ذلك الزمان لا يصلح في زمن كثير من المشاكل فيه حلت.
ما سبب الترحال؟ سببان لا ثالث لهما البحث عن الماء والهروب من الآفات في موسم ما . لو عقدت هذه الورشة في وزارة الري لكان ذلك قمة الشعور بالمشكلة ولو كنت مكان القائمين عليها لسألت وزارة الري و وزارة الزراعة ووزارة الثروة الحيوانية ما خططكم لتوطين هؤلاء؟باستقرارهم ستحل عشرات المشاكل ولكن هذه الإدارة غرقانة في شبر موية فقط تعليم الرحل ولهم عشرات المشاكل لا حل لها إلا الاستقرار والتوطين.
معظم الأوراق بل شعار الورشة نفسه هو عودة الداخليات بالله أليس هذا هو التوطين الذي ذهبنا إليه بل الفرق هؤلاء يريدون ان يوطنوا ما يليهم من طلاب .
قال: احد المتحدثين الداخليات عايزة قرار سياسي ذي قرار سد مروي واستخراج البترول وحاجات تانية ما قادرين نقولها.( فضولي دفعني لا قول له بعد ان ترك المنصة بالله ما هذا الذي لم تستطع قوله : قال لي الفلل الرئاسية). وأزيد اليخت الرئاسي الذي وصل واليخت الذي في سوبا الآن.
يا إخوتي في تعليم الرحل كفى تجزئةً للموضوع .
الحل يجب ان يكون على قامة دولة تحترم مواطنها دولة تعالج المشاكل محليا وقبل ان يحمل المهمومين السلاح وتأتي أمريكا. يجب أن تكون هناك خطة شاملة لتوطين الرحل فيها كل الوزارات المعنية الري، الكهرباء،الزراعة،الثروة الحيوانية،الصحة والتعليم .المسالة كلها آبار وعلاج آفات وتتحول حالهم إلى مستقرين.
( يا د. دروسة ويا أبو الكرام ليس المهم أن يكون للرعاة مقعد في المجلس الوطني ومجلس الولاية ولكن أن يكون هناك برنامج لتوطين الرعاة وثروتهم وحل المشاكل التي جعلت منهم رحلاً).
المعتصم هل قلت في سرك أريتنا كان ما دعيناك؟
ابريل 2006

شكراً ولاية القضارف .... ولكن!

يحكى انه عندما كان الناس مشغولين برؤية هلال رمضان والكل يتمنى أن يكون له شرف الرؤية صادف أنّ (بخيت) رأى الهلال وشكره الناس على ذلك شكراً كثيراً. وبعد أن أعجب الثناء بخيتاً فجاهم بقوله: وكمان داك واحد تأني.
ولاية القضارف شغلت الإعلام بإعلانها وطرحها لعطاءات مشاريع تنموية الكل يتمناها للقضارف ولولايته - بارك الله لهم فيها – ونتمنى أن تقلدهم باقي الولايات في التنمية والشفافية .وقد كتب إخوة من أصحاب الأعمدة أن القضارف أحرجت باقي الولايات بشفافيتها ومشاريع تنميتها. وأردت أن أشاركهم الكتابة يومها ولكن قلت إن القضارف فقط فعلت الواجب وما تنص عليه اللوائح وكيف صار الواجب غائبا حتى عندما ينتهج يكال لمنتهجه المديح . ما هذا الزمان المقلوب؟
ثم لفت نظري في إعلاناتهم غلاء كراسات العطاء وإذا أراد احدهم شراءها جميعاً عليه أن يدفع 23.5 مليون جنيه وهو مبلغ كبير في زمنٍ الطباعة والتصوير أسهل وارخص ما يكون ولكن هذه المبالغ الباهظة يبدوا أنها صرفت في الإعلانات،ما تفتح صحيفة إلا وتجد صفحة كامله ملونة إعلانات القضارف.
وبخيت الذي نعني أنهم أعجبهم الثناء وصار فتح المظاريف يعلن عنه في عشرات الصحف وسكتنا وتحملنا ولكنهم جاءوا بما يفقع المرارة توقيع العقود صار عيدا ويدعى له وزير المالية الاتحادي وإذا ما سرنا في هذا التسلسل وهذه الإعلانات سيدعى النائب الأول لحجر الأساس والنائب الثاني لتسليم الدفعية الأولى والانتهاء من المشاريع يدعى له رئيس الجمهورية. أها تأني بتدعو منو؟
يا جماعة الخير توقيع العقود إجراء إداري يقوم به الموظفون المهنيون وليس السياسيين ودفع المقدم لا يتطلب كل هذا الإعلام ما لي أراكم أعطيتم الإعلام والاحتفالات كل هذا الحيز؟
نعم الإعلام مطلوب ويكفي أن تشعر الإعلام بالمشروع وسيتفجر المشروع بحجمه ونفعه وسيصبح على كل لسان. أم لأنكم الوحيدون الذين لا تريدون لعمائركم أم غمتي العطاءات ويوم تقع يسمع بها العدو والصليح وقوع العمارة صار أشهر من وقوع قنبلتي هيروشيما ونيازاكي.
ويا وزير المالية عندك 25 ولاية (طبعاً ولاية الخرطوم مركبة مكنة جمهورية وما فارق معها وزير المالية ولا غيروا دخل ترخيص العربات يعادل ميزانية 10 ولايات) يا وزير المالية إذا عايز تحضر توقيع العقود في الولايات الخمس والعشرين السنة كلها ستكون احتفالات وتوقيع عقود وسفر أعانك الله.( هذا اذا كانت كل الولايات بشفافية القضارف وليست لانكروزراتها من دبي بضعف السعر المحلي بفرق بسيط 1.33 مليار جنيه فقط في 11 سيارة إذا صحت الرواية).اخيرا نهجت كسلا وغرب دارفور نفس المنهج لهم الشكر أيضا
إخوتي في ولاية القضارف بارك الله في مشاريعكم وأتمها ونفع بها البلاد والعباد .
ابريل 2006

وقالها د.لام أكول

عفواً أيها القاري العزيز كأني قطعت عهدا بيني وبينك - غير مكتوب - أن لا أخوض في السياسة فالخائضون فيها كثر وعلى طريقتي اذهب إلى ما ينفع الناس بتفسيري.غير أني أجد نفسي اليوم مضطراً للخوض في السياسة أرجو أن أوفق.
أحس باحترام شديد لوزير خارجيتنا الدكتور لام أكول وعوامل هذا الاحترام كثيرة لا داعي لتعدادها وأظن كثيرون يشاركونني هذا الإحساس ولا نملك إلا أن ندعو له بالتوفيق وأشياء أخرى.
في الثانية صباحا من يوم الجمعة 14/4/2006 شاهدت قناة العربية تجري مع وزير خارجيتنا د.لام اكول لقاءاً من ذلك النوع الذي يواجه الضيف بأسئلة محرجة أو جريئة يعتمد ذلك على معد البرامج ومقدمه والإجابات تحتاج حضور الضيف ولباقته وشهادتي لله( عفوا ابننا الهندي لهذه الاستعارة) أن الدكتور لام أكول كان موفقا في كل إجاباته ولكن من الذي جعلنا نكتب في السياسة إجابته:( أن ليس هناك اختلاف بين أهل السودان ولكن الاختلاف اختلاف سياسيين).
هذه إجابة تكتب بماء الذهب الفرقاء في دارفور المتفاوضون منذ عدة شهور مع الحكومة هل كل هذا من اجل الجالسين في المعسكرات وهل ستحل قضايا دارفور إذا ما نصب فلان في منصب كذا ودخل القصر الجمهوري وادعى القسم ( يا سادتي لماذا لا نلغي أداء القسم ونحن نعلم ان بعضهم من كثرة وضع يده على المصحف ما عاد يرتعش ولا تأخذه رهبة انه يعاهد الله وبعضهم من كثرة أداء القسم صار يتعامل معه كتعامله مع الصحيفة ويحنس بقسمه بعد لحظات أو عند إمساكه بأقرب مايكرفون) عفى الله عنهم !!
نعود هل تنصيب فلان وفلان سيحل مشاكل دارفور أو الجنوب أو الشرق أم سيحل مشكلة صاحب التعيين فقط وبعض بطانته. لست ميالا للمهاترات السياسية ولكن بات بما لا يدع مجالا للشك أن كثيراً من الناس امتهن السياسة وصارت من سبل كسب العيش في السودان ومنهم من لا يستطيع ان يكسب قوته الا من السياسة وكنا نظنها محسوبة على البيتين ولكن الامر صار ملكا للجميع.
مالنا لا نرى ولا نسمع ببداية التنمية في الجنوب التي نمنى بها النفس من زمن؟
مالنا لم نسمع عن عقودات الطرق وقد تسلمت حكومة الجنوب اكثر من سبعمائة مليون دولار ونتمنى لها المزيد لكن بالمقابل نريد ان نرى طريق السلام من ربك إلى جوبا ونملي وببداية طيبة مسارين في كل جهة وبعدها ستقوم المدارس والمستشفيات والمصانع وستحفر الآبار. متى متى؟ ام ليس من حقنا ان نسال؟
لا خلاف بين أهل السودان ولكنه خلاف سياسيين واهل السودان يريدون تنمية وخدمات والسياسيون يريدون كماليات انظروا لوارداتنا جلها أثاث مستورد وسيارات وأدوات ترفيه و LUXCARY فارغة ومقدودة.
شكرا د.لام أكول على هذه الإجابة.وها انا اثبت اللقب العلمي رغم تجاهل مقدم البرنامج له طول الحلقة ولو كان د.لام من تلك الدولة لطالبه به ( دكتور من فضلك).

ابريل 2006

كان أبي صديقاً لكل الناس

سبقني للدار الآخرة أعزاء كثيرون ولكن فقدي اليوم عظيم وليس له بديل، بفقدي لأبي فقدت دعوات مستجابة كانت تلاحقني في كل مكان وأتذوق طعمها. كان أبي محباً للعلم والمتعلمين حرص على تعليمنا في وقت كان أي مستوى للتعليم يمكن يحقق وظيفة تأتي بالمال. يوم دخلت أول منافسة من المدرسة المجلسية إلى ذات الرأسين وتأخر اسمي «بكيت» وانا ابن العاشرة فما كان منه إلا ان قال لي: سأشتري لك مدرساً وأضحك القول من كان حولنا من الرجال ولم ادخله تجربة فقد جاء اسمي من ضمن المقبولين وقال له من حوله: الله ريحك من شراء المدرس. أكملنا المتوسطة وكان يمكن أن نلتحق ببخت الرضا ونتوظف بعد سنتين كما فعل أحد أقاربي ولكن أبي قال له: إن فعلك هذا كبيع محصول لم يستو. كان يدعو لنا جميعاً بدعوة محفوظة «الله يحضرني جامعتك» والحمد لله قد استجاب الله دعوته فقد تخرج كل بنيه من الجامعات ومن فاتته أدركه نظام الناضجين وفيه نجح وتعداه للماجستير. كان يعاملنا كإخوة لا يقسو علينا ابداً يحبنا حباً شديداً يمازحنا، يسامرنا، كل حديثه حكم ما لم ندركه في شبابنا أدركنا حكمته ونحن كبار. لم يجبرنا على شئ إلا ما يتعلق بحياتنا الاجتماعية وطريقة الزواج وكان مصراً علينا وعلى كل من يعرف بأن يتزوج على الأقل من القرية. لم يحلف بالطلاق أبداً وكانت له وصية يوصي بها كل من يتزوج في يوم زواجه بان لا يحلف بالطلاق ويتركه بعد ذلك وشأنه ويوم زواجي اوكل عمنا «عبد القادر-رحمه الله - ليوصيني بها» لتكون ابلغ وها أنا عامل بها إلى يومنا هذا نسأل الله الثبات. وكانت له قناعة في ذلك بأن من يحلف بالطلاق فإن ابناءه غير شرعيين. فقد تعلم الفقه من الشيخ مصطفى معلم جيله ومعلم قريتنا التي أورثها علماً كثيراً وورعاً. كان أبي مرجعاً إن لم نقل في الفقه المالكي فعلى الأقل في أصعب أبوابه وهو الميراث. عندما خالطنا علماء السعودية وجئنا ببعض الفقه السلفي كان يقول لنا: يا اخوانا السعودية جيبوا لينا منها الفلوس وبس. داعبني يوماً وهو يستمع للشيخ عبد الحي يوسف من التلفزيون: تعال اسمع العلم الموكتابة جرايد. كان محباً للعلم والعلماء والمتعلمين، له علاقات خاصة مع طلائع المتعلمين رغم فارق السن معهم. كان مصراً على ان يكون له دكان على الشارع العام مهما صغر رأسماله ويقول السلام عليكم وعليكم السلام وتفضل، هي خير من كل ربح وهي ربح الدكان الحقيقي. كان يدعو للمسافرين بطريقة يعرفها هو ويعرفها كل عارفي فضله وبعضهم لا يخرج من القرية إلا إذا ودعه. ويقصده أصحاب الأشياء الضائعة ويدعو لهم بدعاء يعرفه وعلمه لبعضهم. كان يفرح بالضيوف فرحاً ويبالغ في إكرامهم إن لم يكن في المأكل ففي طريقة راحتهم بان يأمرهم بالخلود الى السرائر بدلاً عن الكراسي التي يرى فيها عدم راحة للضيف والمسافر.كان مرحاً فكهاً له أصدقاء من كل الأعمار يوم وفاته بكاه الجميع رأيت دموع أعمام لو قيل لي إن لهم دموع لما صدقت، أصدقاؤه لا يحصون وكما أسلفت في كل الأعمار حتى ياسر ابن عمي ابن الرابعة عشرة كان له صديقاً حميماً ويقول ياسر صاحبي وبكاه الجميع. طول عمره وعمري ما رأيته في محكمة ولا في خلاف مع أحد. يوم كنا غير مواظبين على الصلاة يقول لنا قولاً لطيفاً يا اخوانا ورونا عيبها شنو عشان نخليها كلنا. ليس متزمتاً كان يحب المديح والمداحين وخصوصاً أولاد حاج الماحي ومن المتأخرين مدحة البرعي «بوريك طبك أحسن في من عادك ومن يحبك اذكر إلهك يوت» ومع ذلك كان فنانه المفضل جداً سيد خليفة وفنانه غير المفضل أبداً هو.......... لا يسمعه ولا يدع أحداً أن يسمعه في حضرته وفي آخر أيامه ظهر الفنان غير المفضل في التلفزيون وقلت ربما تصالح معه بمرور الزمن ولكنه فاجأني: اقفله. اللهم ارحم أبي رحمة واسعة واغفر له بقدر وبأكثر مما تعب علينا، وبقدر حبه للناس وحب الناس له، اللهم ارحمه واغفر له بقدر دعوات المعزين فيه. وشكرنا لهم جميعاً فكانت فيهم المواساة الحقيقية في فقدنا العظيم ويصعب على المرء مهما كان إيفاء موضوع كهذا حقه فهو خلاصة عمر عامر.
16 ديسمبر 2005

أهذه صيانة طريق الخرطوم مدني؟

هل سرت على طريق الخرطوم مدني قريبا؟
هل حاولت الخروج عن الطريق ورأيت كيف أن أكتاف الطريق تآكلت وصارت حافات الإسفلت مهشمة وبينها وبين الأرض ربع متر؟
هل حاولت تفادي حفرة في وسط الطريق؟
هل رأيت شاحنة تتلوى واتهمت سائقها بالنعاس أو بالسُكر؟ وهل استغفرت ربك في سرك بظلم الرجل بعد أن عرفت أن هذا التلوي كان من حفر الطريق ؟
هل حاولت تجاوز شاحنة ووجدت أن طولها ثلاثون متراً وأختها أمامها وسرت خلفهما لربع ساعة بسرعتهما وهما ينتظرن شاحنة فيات قديمة من الحرب العالمية الثانية سرعتها 30 كلم/الساعة؟
هل تمنيت أن يصان الطريق؟
كل السايرين على هذا الطريق دفعوا رسوم السير على طرق المرور السريع بمئات الآلاف هذا للشاحنات يومياً؟
كأني أسمعك تقول كفى هلهلةً ( من هل هل ) عايز تقول شنو؟
ونحن نتطلع إلى أن يُعرّض الطريق وتجري توسعته وتفتح فيه مسارات اقلها أربعة اثنان من كل جهة على الأقل مواصلة لجهد جياد وتكون توسعة جياد ( رواب) .عايزة شرح مش؟ (الرواب هو قليل من اللبن المتخمر يصب على لبن كثير ويجعله لبنا رايبا، طيب يجعله زبادي.)
لماذا لا تجتهد هذه الدولة النفطية في حفظ حياة مواطنيها خارج الخرطوم هل السودان أُختزل في الخرطوم ؟ تأني رجعت لعلامات الاستفهام؟ مش أسمو استفهامات؟
نريد بل نطالب وإلا استخدمنا اللغة التي تجعل الحكومة تسمع وسنخرج سيف التهميش من غمده ونقول كفى تهميشاً ، نحن مهمشون اسفلتيا وطريقنا خطرة ووعرة وتأخذ أرواحنا بالقطاعي وأحيانا بالجملة.
وبعد كل هذه الأوجاع جاءت شاحنة فيات قديمة تحمل ترابا احمر تصبه على مجاري الأمطار على جانبي الطريق وصار طريق الخرطوم مدني مشلخ شلوخ حمر .كل خوفي أن تكون هذه هي الصيانة التي انتظرناها ومنينا النفس بها زمناً وكل خوفي أن تكون هناك لجنة تصيغ في تقرير صيانة طريق الخرطوم مدني وتختمه (تمت الصيانة والحمد لله).
يا وزارة الطرق والجسور هذا الطريق صار كالطرق الداخلية بالعاصمة من زحمته وكثرة النقاط عليه فصيانتكم هذه لا تدرج إلا في خانة عيب والله عيب أن تسمى صيانة.
وشيء آخر : أقام وزير سابق هو الأستاذ عثمان عبد القادر عبد الطيف – جزاه الله خيراً- الدنيا ولم يقعدها إلا بعد أن حدد حرم الطريق بثلاثين مترا على كل جهة تحسبا لمثل أيامنا هذه
ولكن!
نجد الآن الطريق قد اعتدت عليه جهات كثيرة ولم يسألها احد ومنها جهات حكومية وعلى مقربة من الخرطوم في العشرين كيلو الأولى . من لها أليس في هذه الوزارة رجال يوقفون هذا الاعتداء؟


ابريل 2006

الأمر العسكري من يراجعه؟

اكتب برصيد صفري عن العسكرية حتى ما كان يسمى الكديت في ثانويات زمان لم أسجل فيه وعلى أيامنا كان اختياريا.( أرجو أن لا تسألني وتقول لي أيامكم دي كانت متين) وجهل تام بما يجري داخل هذه الكليات ولا أقول هذا إلا من باب الاعتراف وليس أي دعوى أخرى لأني سأكتب عن طلاب الكليتين العسكريتين. الى موضوعنا
في معظم أيام الخميس تمتلي شوارع الخرطوم ومنافذ المدن بطلبة الكلية الحربية( هل مازال هذا الاسم ساريا؟) وهم في زيهم المشهور ،كل منهم يحمل شنطة وعصا أو طلبة كلية الشرطة تراهم بهذا الزي الأنيق وفي عيون كل منهم مشكلة الأوامر العسكرية تمنعهم من ركوب المواصلات العامة لذا هم تحت رحمة أهل السيارات الخاصة ولانتظار هذه الرحمة يقفون الساعات الطوال إذ أن مجموعاتهم كبيرة ويقفون في مجموعات ومن له سيارة لا تؤخذ إلا ثلاثة أو أربعة لا يقف لهم .
نسال كيف صدرت هذه الأوامر العسكرية ؟
ومتى ؟ وما دوافعها؟ وقطعا لها دوافع .هل مازالت هذه الدوافع سارية المفعول ؟
هذه الكليات بين واحد من خيارين إما أن توصل هؤلاء الطلاب إلى منازلهم أو أن تتركهم يركبوا ما يجدون أو تسمح لهم بالزي المدني عند خروجهم وعندها سيركبون ما يجدون ولا من شاف ولا من دري.
أخشى أن يقول من يعرف دوافع هذا الامر يا راجل يا طيب.
طرفة:
في واحدة من الدوائر الحكومية اخبرني صديق بأنهم يؤخرون الواقف أمامهم أياما كثيرة بدعوى أنهم يفتشون له عن حاجته . وعندما لا يجدونها يقولون له تعال بكرة . صديق اخبرني بأنه اقترح عليهم طريقة ، بان يضعوا كل حزمة من هذه الأوراق في ظرف عليه تواريخ وأرقام . صاح الموظف يا سلام والله دا اقتراح طيب ومن بكرة سنعمل به. قال صديقي ان احدهم جذبه وقال له: يا لك من رجل طيب انهم يعرفون ولكنهم يفعلون هذا لحاجة في نفوسهم نحن نعلمها ياراجل يا طيب.
سبحان الله ، هل وصلنا الى هذا الحد من التردي الأخلاقي؟
ابريل 2006

القطن من يرحله؟

أين الإدارة ؟ أين الاتحاد المتبجح أبداً بخدمة المزارعين ومحقق النصر ؟ بل أين القانون ؟ وأين مجلس الإدارة ؟ كم شهر مر على توقيع القانون الذي يجب أن يتبعه مجلس الإدارة فوراً ( يا ربي يمكن فورا معناه تغير وأنا ما عارف ولا شنو) أصعب عليهم أن يجدوا رجالاً لهذا المجلس المعجزة أم في الأمر ترضيات ومجاملات والراجل دا دخلوه وداك امرقوه وداك اهلو بزعلو .إذا طال الأمر أكثر من ذلك قد نشتكي ليان برونك ؟ مش المناصير دخلو الراجل في مشكلتهم؟
ندخل في مشكلتنا اليوم وهي فشل ترحيل القطن إلى المحالج .
بشرونا ببيع القطن زهرة ولنفس المشتري القديم ولكنهم لم يجودوا الشغلانة أو هم أصلا لا يعرفون مكمن الخطر وليس لهم سابق تجربة .هذا إذا أحسنا الظن وان لم نحسن الظن يمكن أن نقول مصلحة المافيا دائما مقدمة على مصلحة المزارع .
من يصدق أن القطن في العراء ومنذ شهور لم يجد من يرحله عشرة آلاف جوال بمكتب واحد وضعت بغير ترتيب وترحيلها في غاية البطء والمزارعون محتارون حيرة لا يجدون لطلاسمها فكاً. منهم من قال ان المتعهد الذي وقع عليه عطاء الترحيل عجز ومنهم من قال إن المتعهد متعهد لعشرات المكاتب وقد عجز عن الترحيل. بسيطة إذا طُبق العقد . إذ يجب أن تكون هناك أمنية وشروط جزائية كفيلة بسد العجز. ومنهم من قال إن الترحيل من المحطات إلى المحالج دخلته المحسوبية وصار قطن فلان يرحل من يوم وصوله المحطة للمحالج ويصرف صاحبه مبلغه مبكرا في الوقت الذي فيه قطن علان يجلس منذ شهر أو أكثر ولم يغادر مكانه وهو يحلم بصرف مبلغه وفي انتظار الفرج وفي هذا عدم عدالة لم يقف عليه مسئول . علاوة على الضرر الذي يصيب القطن في العراء من فقدان الرطوبة والغبار ويصبح قطن صاحبنا علان فرز 20 وسيصرف اقل من فلان بكثير.
الذي يسمع شكوانا أعلاه يظن أننا فرحون بهذا القطن. يا جماعة والله المسألة مسالة إدمان فقط ومتى ما وجدنا طبيبا يعالجنا من هذا الإدمان لن نلتفت إلى القطن الذي فيه شركاء متشاكسون أبدا.وآخر المستفيدين هو المزارع.
من المسئول عن تدني الترحيل؟ ومن يحاسبه؟ وما مصير المزارع المسكين الذي دفع ثمن لقيط القفة 3.5 آلاف جنيه وأحياناً أربعة آلاف من دم قلبه ولم يصرف مليما واحد؟ من يصدق أن بعض المزارعين صاروا يدفعون الرشوة للمرحيلين ليرحلوا لهم قطنهم للمحالج (رازية ونطاحة) بالعربي (حشف وسوء كيلة). كل هذا في وقت يشهد فيه قطاع النقل كسادا لم يعرف السوق له مثيل. آلاف الشاحنات بلا عمل. قاتل الله الاحتكار.
هات جملة فيها تشبيه:
مشروع الجزيرة كمريض يحتضر في عنبر المستشفى وأهله يلعبون الكتشينة في نجيلة المستشفى.
ابريل 2006

يطالبون بالجمرة الخبيثة

من سوء حظ عداد الدفع المقدم للكهرباء انه تزامن مع ظاهرة الجمرة الخبيثة التي انتشرت في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر . ومقارنة برهبة تلك الجمرة سمي عداد الدفع المقدم للكهرباء وصار اسما شعبياً وربما ( تحت تحت ) اسما رسمياً بقي له أن يضاف للقاموس .
الآن علم الناس في الخرطوم أن للدفع المقدم عدة فوائد ، منها انه يبصر الأسر باستهلاكها ويدعوها للترشيد . وفر زيارة قاري العدادات وتسيبه أي عدم انتظامه في الموعد شهرا بشهر وما تحدثه القراءة غير المنتظمة من التحول من شريحة لشريحة استهلاكية يدفع المواطن أكثر مما يجب بلا وجه حق. جعل استهلاك الكهرباء على قدر الحاجة وسعره ثابت.
لكل ما تقدم ان مواطني منطقة شمال الجزيرة واخص التابعين لمكتب الجديد الثورة والمسيد يطالبون وزارة الكهرباء بتغيير عداداتهم القديمة إلى عدادات دفع مقدم وبأسرع ما يمكن وذلك للأسباب أعلاه وفوقها أنهم يريدون ان يتخلصوا من
1 - عدم انتظام قراءة العدادات.
2 - عدم انتظام توزيع الفواتير في وقتها المحدد.
3 – كثيرا ما يحتج الزبائن – المستهلكون – بان القراءة غير صحيحة أو أنها حسبت خطأ
4 – الشرائح الاستهلاكية مضطربة والمواطنون لا يعرفون كثيرا عن تفاصيلها.
5 – لا تدخل مكتب الكهرباء إلا وتجد مشكلة بين مواطن وموظف كهرباء وخلاف على الاستهلاك، وشك إما في العداد أو في الموظف.
وحسماً لكل هذه الظواهر فان أهل هذه المنطقة يطالبون بعدادات الدفع المقدم والتي هي قادمة لا محالة كما قالت وزارة الكهرباء ولكن إنهم يطالبون باستعجالها لهم وقد بدأت في بعض المرافق بالمنطقة مثل محطات الوقود ومحطة إعادة البث التلفزيوني بالمسيد. لماذا لا تسرع وتشمل كل دورهم ويريحون الهيئة وتريحهم من هذه المضايقات.
وأضم صوتي لمواطني هذه المنطقة بان تسارع الهيئة في مدهم بعدادات الدفع المقدم وهم ليسوا اقل من الخرطوم شأناً . أشعروهم مرة أنهم مواطنون مثل مواطني ولاية الخرطوم ، وأشعروهم أن وزارة الكهرباء تعرف الانجازات وتعرف أيضاً كيف تعدل بين المستهلكين بغض النظر عن ولاياتهم وان ليس لديها خيار وفقوس.
ابريل 2006

معركة التعليم، الوزير والنقابة

هل ينحدر التعليم في ولاية الجزيرة إلى الأسوأ بعد انجلاء المعركة الدائرة رحاها الآن بين وزير التربية وبعض من نقابة المعلمين؟
هل يُركِّب المنتصر في هذه المعركة ماكينة أكبر ويدهج ما يقي من التعليم؟
ما بالنا كلما تطلعنا إلى تغيير للأحسن يأتي الأسوأ ونكاد نزهد في إصلاح رغم إيماننا ب (لا تقنطوا من رحمة الله). أعقيمة هذه الأمة إلى هذا الحد؟ وليس في القوم رجل رشيد إلا هؤلاء الذين يملئون المناصب بالصياح والتطبيل والتضليل ويحافظون على مواقعهم بكل باطل؟
وهذه النقابة أليس من واجباتها تجويد التعليم أم كل الهم المحافظة على مشبوهين يقومون بدورهم بنجاح (جيبني وأجيبك ،حك لي واحك ليك)؟ وأجيالنا في ضياع في اكبر عملية تهديم للمستقبل.
المتابعون للمعركة في ولاية الجزيرة يمكن أن يفهموا السطور أعلاه جيداً ولنشرك كل القراء نؤجز المعركة في الآتي:داء صاحب امتحانات مرحلة التعليم الأساس بولاية الجزيرة نتائج غير واقعية ينكشف عدم واقعيتها في السنة الأولى ثانوي واضحاً .تحدثنا كثيرا وكتبنا عبر هذا العمود وفي أماكن أخرى قلنا لنعترف أن هناك مشكلة ونخضعها إلى بحث علمي لنقف على أين الخلل ونعالجه بكل جد.كثيرون يعرفون أين الخلل بدون بحث علمي وكثيرون يعرفون من يكذب على من ولكنهم سكتوا حفاظا على مصالح خاصة ضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط وضاربين الأمة في مقتل هو مستقبلها المبني على شبابها.
جاء الوزير الجديد واحسب انه يريد إصلاحا شاملا ولكنه ضل الطريق وكان عَجلاً وعديم الخبرة وأراد الخصم أن يستفيد من قلة خبرته واستعجاله وأحصوا الأخطاء وكبروها( كرامة المعلم سمعة المعلم إهانة المعلم مكانة المعلم) والله يعلم وهم يعلمون ان في المعلمين من لا كرامة له وما هم إلا بشر فيهم الصالح والطالح والضعيف والمقهور والمستكين والساكت على الباطل.
أتمنى أن نخرج من هذه المعركة وهي اكبر من معركة بين وزير ونقابة إلى معالجة الخلل في التعليم وخصوصا في ولاية الجزيرة وان لا تنحصر المعركة في هذه المشكلة وتعود حليمة لعادتها القديمة. التعليم في ولاية الجزيرة تهدده آفات كثيرة أرجو أن يجلس لها نفر من المختصين وان يتولى المجلس التشريعي الأمر بكل جد ويعقد الورش من مختصين من داخل الحقل ومن خارجه وان لا يكون الأمر حكرا حكومياً فقط بين موظفين لا يعرفون إلا مصالحهم الضيقة ومصلحة الأمة في مستقبلها والشباب هم أغلى الثروات .فان نحن أضعنا هذه الثروة مجاملين نفرا قليلا تصبح هذه جريمة. وأرجو أن لا يزج بالتعليم في معركة سياسية بين حزب وحزب أولادنا أغلى من كل الأحزاب ولا ترضوا حزبا بأولادنا.و ولاية الجزيرة مليئة بالخبراء في هذا المجال ويمكن أن يوظفوا علمهم لإصلاح الخلل ويقدموا المشورة.
مالي أرى ولاية الجزيرة تتعامل مع وزار التربية والتعليم بعقلية الأحزاب القديمة مع وزارة الثروة الحيوانية.
** في العمود القادم مع رسالة من الحقل من مدير مدرسة ثانوية بالجزيرة.
مارس 2006

شركات الصرافة والبنوك

هالو: معاك
حولت لي؟
نعم حولت
بالبنك ولا بالصرافة؟
بالبنك
لا حول ولا قوة إلا بالله!
مالك يا أخي؟
البنوك تلتلتها كتيرة بطاقتك، جوازك، ما مجدد ليه؟ الصرافات طوالي تاخد قروشك وتمشي.
نظامنا المصرفي افتخرنا به كثيرا لمتانتة في السابق وخبرة القائمين عليه وتجويدهم لما ورثوه من المستعمر. ولكن هذا النظام كان دائما ينقصه عدم المواكبة و انتظرناه طويلاً ليواكب ما يجري في العالم من تقنية مصارف وقلنا مرارا وتكرارا زبائن اليوم أضعاف زبائن الأمس وهم يختلفون عنهم وسوق اليوم ليس سوق الأمس ولا حركة الناس. وكان رد نظامنا المصرفي ولسان حاله ( في التأني السلامة) ويخطو نحو التقانة خطوة ويرجع خطوتين لنظامه القديم.
اليوم امتلأت الساحة بمصارف جديدة تبدأ من حيث وقف الآخرون وحال مصارفنا كحال عجوز تزوج عليها زوجها شابة صغيرة ( خليني من بنات الزمن دا الخفيفات الروش المرة كان ما بقت تقييييييلة طعما شنو). ملاوا الساحة أعذار كلما قلنا واكبوا قالوا السودان متخلف وليس نحن. يا عالم زيدوا دوامكم ساعتين بلاش حكاية من 9 إلى 12:30 وتقفلون أبوابكم عشرين ساعة ونصف في وجوه زبائنكم او عملائكم هذا لا يجوز.
لسنا شامتين ولكن السوق جاء بضرة جديدة غير الشابات.
جاءت شركات الصرافة وتعددت وبلغ عددها 14 شركة صرافة تعمل بموجب تراخيص من بنك السودان وتحت بصره وعليها إجراءات صارمة من رقابة وتفتيش. ونضرب مثالا بشركة الأمان للصرافة في اقل من سنتين صارت لها فروع في نيالا وكسلا وام درمان والأبيض وتعد بمزيد من الفروع في وقت نجد فيه المصارف تقفل فروعها مدينة مثل الكاملين كانت فيها فروع لخمسة بنوك الآن ليس بها غير فرع واحد.
لن تكون الصرافات بديلا للمصارف فهي ذات مهمة خاصة تحويلات وصرف عملات. وللمصارف خدمات أخرى كثيرة من فتح حسابات واعتمادات وضمانات ورهن وصيغ كثيرة من المرابحة والمزرعة والمضاربة والاستثمار كل ذلك معلوم ولكن يحتاج مصارف رشيقة مواكبة وليست ذات عشرات آلاف التوقيعات وامش وتعال .
معذرة جهازنا المصرفي إن كنا أثقلنا عليك ولكن نريدك كما كل مصارف الدنيا خد وهات.
إلى شركات الصرافة التحية والأمنيات بالتوفيق وكسر كل روتين.

ابريل 2006

يسألونك عن التأمين الزراعي.

ألف الناس تأمين السيارات لأن قانون المرور ربط حركة السيارات بالتامين وقد كان ذلك منذ زمن بعيد قبل التامين الإسلامي.( شفت الزوغة دي كيف من قولة تامين محرم).
وبتطور الحياة احتاج الناس لعدة أنواع من التامين ووجدوا لها الفتاوى التي تجعل التامين حلالاً مثل ان يكون التامين تكافلي بمعنى كأن هؤلاء المؤَمنين اتفقوا على أن يدفعوا مبلغا من المال يعالجون به الضرر الذي يلحق بأحدهم وبعد خصم كل المنصرفات الإدارية والتعويضات يعود على الشركاء ما بقي من مال أو يدفعوا حين يكون الناتج سالبا ( وهذا نادر). بهذه النظرة المتطورة فقها وواقعا كان لابد أن يأتي الدور على الزراعة وجاءت شيكان لتدخل مجال التامين الزراعي لتصبح الزراعة جاذبة ( ما هي حكاية جاذبة جاذبة التي دخلت حياتنا هذه الأيام وحدة جاذبة زراعة جاذبة) ويتكافل المزارعون فيما بينهم ليهونوا مصائب بعضهم بعضا.
مما يؤخذ على تجربة شيكان
1 - أنها بدأت بالمخاطر غير المزعجة وتركت المخاطر المتكررة والمزعجة جدا مثل العطش والغرق في مشروع الجزيرة ويبدو أنها أرادت أن تجعل مسالة التامين الزراعي جاذبة لتقنع به مجلس الإدارة ( برضو جاذبة؟؟).
2- أنها بدأت بأكثر الأقسام في مشروع الجزيرة نجاحا وقوة أقسام الأوسط التي لا تشكو من شيء.وتركت أطراف المشروع البعيدة حيث كل الآفات والمخاطر على الزراعة والإنسان.
3 – أنها ارتكبت نفس خطأ شركة الأقطان بان جعلت اتحاد المزارعين وكيلا عن المزارعين في حقوقهم.الاتحاد ليس وكيلا في الحقوق وإنما هو جهة تفاوضية وتنسيقية يجب أن تعود بين الحين والآخر لقاعدتها للتشاور هذا إذا كان الاتحاد يحترم قاعدته ويحتاج لهذه القاعدة في الأيام السودة أيام الانتخابات ولكن إذا ضمن الاتحاد عودته المكررة بالحلال والحرام سيفعل ما يريد . هذا إذا نسي يوم الحساب الأكبر.
نعود لتفويض الاتحاد في الحقوق هذا كسل من الشركة ليس إلا ، إذا وثقت الشركة من أدائها فسوف يؤمن كل المزارعين أن لم يكن اليوم فغداً هذا اذا ضمن المزارع علاقته مع الشركة وفتحت له حساب منفصل وكثرة عدد المزارعين ليست حجة ابد إذا أخذنا مثالا عدد مشتركي الكهرباء أو عدد مشتركي المياه أو مشتركي الهاتف وأجهزة الكمبيوتر حلت كثير من المشاكل ويسرت أقسى الأعمال.
4 – عدم مقابلة الشركة لقواعد المزارعين ولا تنويرهم إما تعاليا وترفعا او كسلاً وكلاهما لا مبرر لهم فقواعد المزارعين فيها من الكفاءات ما يمكن التفاهم معه وإذا كان كسلا فقليل من الهمة إما أن تفاوض وتنور الشركة ( نخب المزارعين) فقط ، ففي ذلك شبهة يجب أن تربأ بنفسها عنها.
ورغم كل ذلك مرحبا بشيكان في أطراف المشروع حيث المخاطر اكبر ومرحبا بالتامين الزراعي وقد ندعو لهم بالتوفيق إن هم ردوا الحقوق لأصحابها يدا بيد وليس عبر وكلاء.وان هم أحسنوا التقديرات على الفدان وذلك بعد أن تكون عندهم خبرات متراكمة.
هذه بعض الخواطر عن موضوع هام وجديد في حياتنا الاقتصادية وما هي الا حجر في هذه البركة الساكنة فهذا الموضوع كان يناقش في الخفاء مما يدعو للريبة رغم حيويته ونبل مقصده.

مارس 2006