هل سرت على طريق الخرطوم مدني قريبا؟
هل حاولت الخروج عن الطريق ورأيت كيف أن أكتاف الطريق تآكلت وصارت حافات الإسفلت مهشمة وبينها وبين الأرض ربع متر؟
هل حاولت تفادي حفرة في وسط الطريق؟
هل رأيت شاحنة تتلوى واتهمت سائقها بالنعاس أو بالسُكر؟ وهل استغفرت ربك في سرك بظلم الرجل بعد أن عرفت أن هذا التلوي كان من حفر الطريق ؟
هل حاولت تجاوز شاحنة ووجدت أن طولها ثلاثون متراً وأختها أمامها وسرت خلفهما لربع ساعة بسرعتهما وهما ينتظرن شاحنة فيات قديمة من الحرب العالمية الثانية سرعتها 30 كلم/الساعة؟
هل تمنيت أن يصان الطريق؟
كل السايرين على هذا الطريق دفعوا رسوم السير على طرق المرور السريع بمئات الآلاف هذا للشاحنات يومياً؟
كأني أسمعك تقول كفى هلهلةً ( من هل هل ) عايز تقول شنو؟
ونحن نتطلع إلى أن يُعرّض الطريق وتجري توسعته وتفتح فيه مسارات اقلها أربعة اثنان من كل جهة على الأقل مواصلة لجهد جياد وتكون توسعة جياد ( رواب) .عايزة شرح مش؟ (الرواب هو قليل من اللبن المتخمر يصب على لبن كثير ويجعله لبنا رايبا، طيب يجعله زبادي.)
لماذا لا تجتهد هذه الدولة النفطية في حفظ حياة مواطنيها خارج الخرطوم هل السودان أُختزل في الخرطوم ؟ تأني رجعت لعلامات الاستفهام؟ مش أسمو استفهامات؟
نريد بل نطالب وإلا استخدمنا اللغة التي تجعل الحكومة تسمع وسنخرج سيف التهميش من غمده ونقول كفى تهميشاً ، نحن مهمشون اسفلتيا وطريقنا خطرة ووعرة وتأخذ أرواحنا بالقطاعي وأحيانا بالجملة.
وبعد كل هذه الأوجاع جاءت شاحنة فيات قديمة تحمل ترابا احمر تصبه على مجاري الأمطار على جانبي الطريق وصار طريق الخرطوم مدني مشلخ شلوخ حمر .كل خوفي أن تكون هذه هي الصيانة التي انتظرناها ومنينا النفس بها زمناً وكل خوفي أن تكون هناك لجنة تصيغ في تقرير صيانة طريق الخرطوم مدني وتختمه (تمت الصيانة والحمد لله).
يا وزارة الطرق والجسور هذا الطريق صار كالطرق الداخلية بالعاصمة من زحمته وكثرة النقاط عليه فصيانتكم هذه لا تدرج إلا في خانة عيب والله عيب أن تسمى صيانة.
وشيء آخر : أقام وزير سابق هو الأستاذ عثمان عبد القادر عبد الطيف – جزاه الله خيراً- الدنيا ولم يقعدها إلا بعد أن حدد حرم الطريق بثلاثين مترا على كل جهة تحسبا لمثل أيامنا هذه
ولكن!
نجد الآن الطريق قد اعتدت عليه جهات كثيرة ولم يسألها احد ومنها جهات حكومية وعلى مقربة من الخرطوم في العشرين كيلو الأولى . من لها أليس في هذه الوزارة رجال يوقفون هذا الاعتداء؟
ابريل 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق