السبت، 13 يونيو 2009

شكراً ولاية القضارف .... ولكن!

يحكى انه عندما كان الناس مشغولين برؤية هلال رمضان والكل يتمنى أن يكون له شرف الرؤية صادف أنّ (بخيت) رأى الهلال وشكره الناس على ذلك شكراً كثيراً. وبعد أن أعجب الثناء بخيتاً فجاهم بقوله: وكمان داك واحد تأني.
ولاية القضارف شغلت الإعلام بإعلانها وطرحها لعطاءات مشاريع تنموية الكل يتمناها للقضارف ولولايته - بارك الله لهم فيها – ونتمنى أن تقلدهم باقي الولايات في التنمية والشفافية .وقد كتب إخوة من أصحاب الأعمدة أن القضارف أحرجت باقي الولايات بشفافيتها ومشاريع تنميتها. وأردت أن أشاركهم الكتابة يومها ولكن قلت إن القضارف فقط فعلت الواجب وما تنص عليه اللوائح وكيف صار الواجب غائبا حتى عندما ينتهج يكال لمنتهجه المديح . ما هذا الزمان المقلوب؟
ثم لفت نظري في إعلاناتهم غلاء كراسات العطاء وإذا أراد احدهم شراءها جميعاً عليه أن يدفع 23.5 مليون جنيه وهو مبلغ كبير في زمنٍ الطباعة والتصوير أسهل وارخص ما يكون ولكن هذه المبالغ الباهظة يبدوا أنها صرفت في الإعلانات،ما تفتح صحيفة إلا وتجد صفحة كامله ملونة إعلانات القضارف.
وبخيت الذي نعني أنهم أعجبهم الثناء وصار فتح المظاريف يعلن عنه في عشرات الصحف وسكتنا وتحملنا ولكنهم جاءوا بما يفقع المرارة توقيع العقود صار عيدا ويدعى له وزير المالية الاتحادي وإذا ما سرنا في هذا التسلسل وهذه الإعلانات سيدعى النائب الأول لحجر الأساس والنائب الثاني لتسليم الدفعية الأولى والانتهاء من المشاريع يدعى له رئيس الجمهورية. أها تأني بتدعو منو؟
يا جماعة الخير توقيع العقود إجراء إداري يقوم به الموظفون المهنيون وليس السياسيين ودفع المقدم لا يتطلب كل هذا الإعلام ما لي أراكم أعطيتم الإعلام والاحتفالات كل هذا الحيز؟
نعم الإعلام مطلوب ويكفي أن تشعر الإعلام بالمشروع وسيتفجر المشروع بحجمه ونفعه وسيصبح على كل لسان. أم لأنكم الوحيدون الذين لا تريدون لعمائركم أم غمتي العطاءات ويوم تقع يسمع بها العدو والصليح وقوع العمارة صار أشهر من وقوع قنبلتي هيروشيما ونيازاكي.
ويا وزير المالية عندك 25 ولاية (طبعاً ولاية الخرطوم مركبة مكنة جمهورية وما فارق معها وزير المالية ولا غيروا دخل ترخيص العربات يعادل ميزانية 10 ولايات) يا وزير المالية إذا عايز تحضر توقيع العقود في الولايات الخمس والعشرين السنة كلها ستكون احتفالات وتوقيع عقود وسفر أعانك الله.( هذا اذا كانت كل الولايات بشفافية القضارف وليست لانكروزراتها من دبي بضعف السعر المحلي بفرق بسيط 1.33 مليار جنيه فقط في 11 سيارة إذا صحت الرواية).اخيرا نهجت كسلا وغرب دارفور نفس المنهج لهم الشكر أيضا
إخوتي في ولاية القضارف بارك الله في مشاريعكم وأتمها ونفع بها البلاد والعباد .
ابريل 2006

ليست هناك تعليقات: