الجمعة، 31 مايو 2013

زلازل اليابان وزلازل السودان

  الأربعاء, 29 أيار 2013

الحمد لله الذي أعاد أب كرشولا لأحضان الوطن. والتحية والاحترام لكل من جاهد بنفسه فيها وأعاد البسمة للشفاه.
الدول التي اعتادت على الزلازل مثل اليابان وإيران يكون خبر الزلزال فيها كأخبار الأمطار في بلادنا خبرًا عاديًا في نشرة عادية ولكن هناك فرقًا متخصصة في العمل المطلوب لاحتواء آثار الزلزال، وفيما عدا ذلك تمضي الحياة عادية ليس عادية بنسبة «100%» ولكن بنسبة فوق «90%» مما يمكن أن نسميه التطبيع مع الكوارث. والحمد لله رب العالمين أن بلادنا السودان ليست في موقع زلازل الأرض وآخر هزة أرضية كانت في بعض أنحاء الخرطوم في يوم الجمعة 9 يوليو 2010 في الساعة الثانية وثمانية وأربعين دقيقة ولمدة ثانيتين تعرضت فيها الخرطوم لهزة أرضية خفيفة بلغت «3» درجات على مقياس ريختير. ومثل هذه الهزة في اليابان وإيران قد لا تُنشر ولا تُذاع.
مضيّ الحياة باعتيادية في هذه الدول عند المحن وخصوصًا الزلازل لم يأت بين يوم وليلة ولكن بعد مران طويل مع الكوارث جعل منهم أمة تخطط وتنفذ في أحلك الظروف.
في سوداننا هذا زلازل من نوع آخر هي الحروب والاعتداءات لماذا كل اعتداء يقلب موازين البلاد من أقصاها لأقصاها وتنصرف الحكومة والمجتمع كلاهما للحدث الواحد وتبقى كثير، إن لم نقل كل، شؤون الحياة معطلة؟ على هذه الحال يكون الاستهداف الخارجي قد حقق هدفه البعيد وهو شغل هذه الأمة عن الإنتاج وتبقى في فقرها إلى يوم يبعثون أو إلى يوم يريدون هم. هذا من الجانب الاقتصادي ويحقق هدفًا آخر بتفتيت هذه الأمة.
إذًا ما إن أطلت علينا خدعة السلام وصدقناها نحن لسنا جديرين بالحياة، لا أرى سلامًا في هذا العالم الذي ما عاد يعرف غير المصالح والتي يسعى الغرب كله بلا أدنى ذرة من أخلاق للوصول إلى مصالحه الخاصة وتأمينها في حرب غير خفية في تأمين النفط بكل السبل الذي بدونه ستذهب حضارة الغرب في خبر  كان.
لذا والوضع هكذا يجب أن نكون على قدر الواقع يد تعمر ويد تحمل السلاح. والعمار لا يأتي بالزعيق والصياح والهياج. بناء الأمم في استنهاض طاقاتها، طاقات العلماء والمخترعين والمكتشفين، وأن يتقن كل إنسان ما أُوكل اليه من عمل.
جاء اليوم الذي نتعامل فيه مع الحروب والاعتداءات بطريقة واقعية وأن نفترض أنها لن تنتهي بين يوم وليلة والحال هذه، ونعطي الخبز لخبازة تمضي وزارة الزراعة كأن شيئًا لم يكن وتزرع بخطط، وتمضي وزارة التربية في التربية ولا تنسى أن تكون في المنهج جرعات مدروسة تحفظ تماسك المجتمع على المدى الطويل. وبنفس القدر تقوم وزارة الدفاع بالدفاع كعمل روتيني هو من أول واجباتها دون طلب العون من أحد إلا الاستخبارات وما يتطلبه الدفاع من تموين ويأتي خبر رد الاعتداء إن حدث لا سمح الله كخبر افتتاح العام الدراسي أو جدول الامتحانات. ويكون خبر رجوع أب كرشولا من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة وليس وزير الدفاع.
اللهم احفظ البلاد والعباد.

الاثنين، 27 مايو 2013

اختصاصي سرطان الأطفال

 الجمعة, 24 أيار 2013

تلقيت هذه الرسالة المهذبة عبر الإيميل ولم يذكر فيها اسم صريح، اللهم إلا اسم الإيميل الذي ليس بالضرورة أن يكون اسماً حقيقياً. تقول أو يقول كاتب الرسالة مشكوراً موضحاً تاريخ قسم سرطان الأطفال، وناسباً فضل تأسيسه للدكتور الخطيب. وأن الذي هاجر لم يمكث فيه غير فترة تقل عن السنتين. وأشكرها أو أشكره على ملاحظة أن الموضوع رغم خطورته لم يعره مسؤول انتباهاً، أو لم نحصل على كلمة واحدة من مسؤول يعلق على هذه الكارثة التي تمثلت في ضياع هذه الثروة وفقد أطفال مرضى السرطان للإختصاصيين، واحد هاجر ومؤسس القسم يشكو المرض، نسأل الله له من قلوبنا عاجل الشفاء ليسد هذه الثغرة التي لا يعرف عظمها إلا من ابتلاه الله بطفل مصاب بالسرطان، ويفرح مئات الأسر الضعيفة التي لا تستطيع تحمل علاجات السرطان المكلفة جداً.
وأسأل: هل ماتت قلوب المسؤولين لهذه الدرجة وما عادت مثل كارثة مستشفى بلا أطباء لا تهز فيهم شعرة؟ كيف يقابل  هؤلاء رب العالمين وهذه ليست بغلة بالعراق عثرت وعمر يخاف، لماذا لم يسو لها الطريق. هل من مقارنة؟ طبيب وأحد لدولة كاملة، والطبيب مريض ولم يعنه على مرضه أحد، اللهم أشف د. الخطيب وافرحه بالشفاء قدر ما أدخل من سرور في أطفال شفاهم الله على يده وزد.
المسؤولون عن صحة سرطان الأطفال كيف ينامون، وقد تركوا الأول يهاجر ولو أعطوه مصاريف مؤتمر واحد لكفته سنين. أدق جرس إنذر عال لكل من ولاه الله على أطفال  مصابين بالسرطان وبنى لهم برجاً جميلاً ولم يوفر لهم المتخصص ولم يحافظ على وجوده ولو بالنذر القليل.
وكارثة أخرى جمعيات خيرية تتاجر بأسماء أطفال السرطان وتجمع الأموال باسمهم ولا يرى لهم دور ولو على مستوى صيانة مكيفات العنابر. حسبي الله ونعم الوكيل.
إلى الرسالة التي فجرت كل هذا الغضب. ويا د. الخطيب الذي لا أعرفه لك العتبى حتى ترضى، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً.
السيد المحترم: أحمد المصطفى إبراهيم
 في إشارة إلى مقالك الذي نشر في جريدة «الإنتباهة» الموافق 15 مايو 2013 م عن إختصاصي سرطان الأطفال، الذي أشرت به، مشكوراً إلى حدث لم يلقَ الآذان الصاغية، و لم تعره وزارة الصحة الاهتمام الكافي، ولكنك غفلت عن بعض الحقائق الهامة.
 د. الخطيب جاء إلى السودان وأسس ــ لأول مرة في تاريخ السودان ـ قسماً لأورام الأطفال سنة 2004 م وبدأ بـ «3» سراير حتى وصل إلى «14» سريراً، وهو يستقبل في العيادة المحولة أسبوعياً من «80 ــ 100» مريض، ويومياً لعلاج اليوم الواحد حوالي «20 ــ 30» مريضاً «حوالي 1200 مريض في الشهر.
  وما زال هو الإختصاصي الوحيد، حتى انضم إليه  د. محمد الأمين في نوفمبر 2011م.                                                                                                                وشكراً...

من فرعنك؟

  الأربعاء, 22 أيار 2013 

عندما بلغ الأمر بفرعون ما بلغ من علو نسي حتى بداياته وما قدمه له هامان من مشورة في حبك الألوهية. وتُروى تلك اللحظة التي صدَّق فيها فرعون نفسه ونسي عرابه الأول فقال لهامان:  عندما كنت أخلق الناس  مكثت زمنًا طويلاً في رأسك هذا وقد أتعبني، فما كان من هامان إلا أن رد عليه الرد الذي أصبح مثلاً: على هامان يا فرعون؟ أي أنا عراب اللعبة كلها وتريد أن تمررها عليَّ أنا؟
شاهدت جزءًا من مسرحية كويتية تسخر من صدام حسين وتصور صلفه وقهره لمن حوله وكيف يعاملهم وكيف يضحكون لكل حركة يتحركها وكل نكتة بايخة يرويها والطاعة العمياء للأوامر. لم أجد زمنا لأكمل المسرحية ولكن هذه فكرتها الأساسية.
يبدو أن الأمر ليس حكرًا على فرعون ولا صدام ولا القذافي ولكن متى دجن الزعيم من حوله وصاروا لا يستطيعون نصحًا ولا مشورة ولا تقديم رأي وكلٌّ يخاف أن تفقده كلمة حق إما كرسيه او رقبته فعلى المملكة السلام والطوفان قادم لا محالة، إذ أن نفس الفرعون مهما طال فهو إلى نهاية، وعندها يضرب كل الكومبارس كفاً بكف ويقولوا ليتنا قلنا المشورة في وقتها. ماذا لو قالت حاشية صدام لا داعي لاجتياح الكويت فالبلاد غنية ومكتفية من كل خيرات الدنيا ولا تنقصها إلا الحرية وتداول الرأي والمشورة؟ وبعض من غبن وتسلط من حولك باسمك يا أيها القائد المهيب.
ماذا لوكان هناك رجال حول القذافي وقالوا له ما أنت إلا واحد منا تأكل كما نأكل وتمارس فسيولوجيا مثلنا فالرأي لنا جميعًا ومتى ما أتممت أربع سنوات عليك أن تتنحى ويجلس غيرك على هذا الكرسي، ولكن المستفيدين هم الذين يلعبون دور الكدايس في حضرة السلطان ويتفرعنون على من هم دونهم. وكلما كثرت الكدايس صال القائد الأممي وجال وقال أنا ربكم الأعلى.
متى ما أدار الفراعنة الدولة بالأمثلة أعلاها ولم يجدوا هاماناً بشجاعة هامان فرعون الذي رده من علاه الفوق وأضحك سنه بعبارته التي أصبحت مثلاً: على هامان يا فرعون؟ سيندمون جميعاً.
وزيادة البشر تستدعي زيادة الفراعنة وكأنما لكل عدد من الملايين فرعونًا. الأمر ليس مقصورًا على حكام الدول غير الديمقراطية يمكن أن ننزل بذلك حتى الصمد «وهي وظيفة زراعية لكل عدد من المزارعين صمد أي مسؤول عنهم ويكون حلقة وصل بينهم والموظف الإداري الذي يسمى المفتش وهي درجات مفتش أول وثاني وثالث وهذا موضوع آخر قد نقف عنده يومًا ما» حتى الصمد إن لم يجد من يقول له هذا خطأ وهذا صحيح فسيتفرعن ويركب مكنة مفتش.
إذًا الفرعنة سليلة الكنكشة وكل فرعون ذاهب لا  محالة وكل كمبارس سيعض أصبع الندم لما ضيع من فرص، بالمناسبة هذا الكمبارس لا يشترط فيه أي عمر يمكن أن يمارس دور الكمبارس كبير العمر ومن هو في عمر الشباب.
وعلاج مثل هذه المسائل الشفافية وبسط الشورى ولو في دائرة قوامها عشرة أشخاص.

وللخبراء كلمة

  الثلاثاء, 21 أيار 2013

الأخ/ أحمد المصطفى إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم وباسم ملايين السودانيين الغافلين، على إثارتكم موضوع تلوث الطماطم بالمبيدات الزراعية في عمودكم المقروء «استفهامات».
ليس الموضوع وقفاً على الطماطم، وإنما يشمل التلوث الكيماوي كل الخضروات تقريباً، وأشهرها الباذنجان الأسود والخيار والطماطم، حيث تصل نسبة التلوث إلى ألف ضعف الحد المسموح به عالمياً. ومن أخطر مواطن التلوث هذه البلوى التي تسمى «البيوت المحمية» التي اندفعت تجاهها حكومة ولاية الخرطوم وأنشأت آلاف البيوت المحمية دونما دراسة، فأصبحت هذه البيوت المحمية سبباً للتلوث بالمبيدات الكيماوية، فالبيوت المحمية تهيء أجواء «ممتازة» لتكاثر أمراض النبات وتكاثر البكتيريا والحشرات الضارة مما يستلزم رش البيوت المحمية بكثافة أكثر من الحقول المفتوحة، والأثر المتبقي من الكيماويات في منتجات البيوت المحمية أكثر ديمومة عن الحقول المفتوحة التي تتعرض للعوامل الجوية التي تساعد على «تخفيف» الآثار المدمرة للكيماويات الزراعية، سواء أكانت مبيدات حشائش أو حشرات أو مبيدات للأمراض الفطرية والبكتيرية على تعدد أسمائها التجارية.
حكومة الخرطوم أو أية جهة حكومية لا يمكنها مراقبة الحقول أو الأسواق، لأن الحقول والأسواق نفسها عشوائية وبالتالي لا يمكن السيطرة على الداخل إليها والخارج منه، ويبقى الحل الوحيد هو مقاطعة هذه المنتجات نهائياً والاستعاضة عنها  «على المستوى الشخصي» بالزراعة داخل البيوت، وهذه تقانات أصبحت متوافرة مثل الزراعة المائية والزراعة بدون تربة في المواسير، في الحيشان والأسطح وحتى البلكونات.
أنا شخصياً أقاطع الطماطم والخيار والباذنجان الواردة في فصل الصيف تحديداً، إذ أن هذه الخضروات التي تنتج في البيوت المحمية أو الحقول المفتوحة في فصل الصيف تكون عرضة للأمراض والحشرات أكثر مما هي في فصل الشتاء وبالتالي فإن نسبة تلوث الخضروات تكون بمعدلات أعلى.
أعلم يقيناً أن أي مزارع لا يلتزم بفترة التحريم بعد الرش «من 7 إلى 21 يوماً حسب نوع المبيد»، لأن هذا الالتزام يفقده كامل محصوله، إذ أن هذه الخضروات تجمع ثلاث مرات في الأسبوع الواحد وإلا تكبد المزارع خسائر فادحة.
الحل على مستوى الدولة: الحد من انتشار ظاهرة البيوت المحمية لحين الوصول إلى وسائل مكافحة ووقاية آمنة، وتحريم استخدام المبيدات والكيماويات في الخضروات والاستعاضة عنها بالمكافحة البيولوجية واستخدام المبيدات الآمنة المستخرجة من النباتات مثل النيم والريحان واستخدام تقانات الزراعات المحمية بالنباتات الطاردة للحشرات والمانعة للأمراض وتسوير الحقول بمنظومات من النباتات مثل الكسبرة والشطة والتبغ والنيم الجاتروفا، واستخدام الأعداء الطبيعيين في البيوت المحمية.
مهندس: عثمان حسن تبد
خبير زراعي
> من الاستفهامات:
جزاك الله ألف خير على هذا الرد العلمي، وما نحن إلا ملاحظون وعندما تأتي الكلمة من العلماء المتخصصين يجب أن يحسب لها ألف حساب، ولنبدأ بولاية الخرطوم. ما رأيك يا أزهري خلف الله وزير زراعة الخرطوم؟؟

لا تفرحوا بالطماطم

 الإثنين, 20 أيار 2013  

قال محدثي وهو من علماء الزراعة بدرجة بروفيسور: لم تدخل بيتي من عدة سنوات حبة طماطم. قلت: لماذا؟ لما رأيت من استعمال خاطئ  للمبيدات وما شاهدته من قطفها قبل أن تكمل الكيماويات فترة معينة تختلف من مبيد لآخر. يقصد أنه بعد رش الطماطم بالمبيدات يجب أن تبقى لمدة معلومة حتى تصلح للاستعمال الآدمي. ولكن الواقع غير ذلك تمامًا ترش من هنا وتقطف إن لم يكن في نفس اليوم ففي اليوم التالي وذلك حسب حاجة السوق دون مراعاة لصحة البشر.
صراحة منذ أن سمعت هذا الكلام ما عدت أفرح بالطماطم لا بحجمها ولا بلونها وفي أحيان كثيرة أجد طعم الكيماويات منبعثًا منها قبل طعمها ومذاقها. ومعلوم أن أغنى الغذاء وأسلمه هو الغذاء الطبيعي أو المسمد بالأسمدة العضوية.
مسؤولية من هذا الاستهتار بأرواح الناس؟
قبل أن نجيب أو ننتظر الإجابة من موقع صحة النبات على الإنترنت أنقل لكم هذا الجزء:
(نظرًا لتشكيك البعض بأنه لا توجد مبيدات أو كيماويات مسرطنه للإنسان، وأن هناك عملية تضخيم لهذه القضية  فقد أردت أن أبين الحقيقة للناس وطلبت من وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA أن تمدني بقائمة حديثة بالكيماويات المسرطنة للإنسان ووصلتني في التو القائمة المرفقة بجميع الكيماويات المسرطنة أو المشتبه في كونها مسرطنة ومنها العديد من المبيدات الحشرية والفطرية والمنظفات التي تستخدم في المنازل وكيماويات تضاف للغذاء للتلوين واكساب الطعوم أو الحفظ ..الخ. ووكالة حماية البيئة الأمريكية EPA المرجع العالمي الوحيد تقريبًا والموثوق فيه لمثل هذه الأمور التي تحتاج إلى دراسات بالغة التعقيد وتحتاج دراساتها إلى تكلفة مرتفعة لا تستطيع معظم دول العالم أن تتحملها.
وفقرة أكثر أهمية من موقع (البيئة والصحة) على الإنترنت.
اكتشف العلماء التأثيرات الضارة لبعض مبيدات الحشائش المستخدمة في الزراعة على البيئة ومحاصيل الحبوب التي يتناولها الإنسان مثل ثلاثي كلور فينوكسي إيثانولT.C.P.E. ويسمى بيوفينولBuvinol ولاحظوا أن المركب ديوكسين Dioxin(T.C.D.D.) هو من أكثر هذه المركبات الكيماوية سمية للإنسان، وثبتت فعاليته السمية في الإنسان وهو عامل مسرطن، وكذلك المركب فينوكسي هيربسيد phenoxy herbecide المعروف بعامل البرتقالOrange agent والذي استعملته القوات الجوية الأمريكية كأحد أسلحتها الكيماوية في حرب فيتنام، وأظهرت نتائج التجارب العلمية لاستخدامه على ذكور فئران التجارب إصابتها بأورام خبيثة.
اكتشف دور استخدام مبيدات الحشرات في تلوث الهواء والبيئة وصاحب ذلك انتشار حدوث بعض الأورام الخبيثة نتيجة التعرض لها، ودرس العلماء التأثيرات المسرطنة لمجموعة من المبيدات الكيماوية الشائع استخدامها في مكافحة الآفات الزراعية على حيوانات التجارب، فاكتشفوا دلائل علمية كافية عن الفعالية المسرطنة لبعض مبيدات الحشرات مثل أراميت وكلورديكون وثنائي بروموكلوروبروبان و ال د.د.ت وميركس وتوكسيفان ومبيدات الأعشاب مثل أميترول ونتروفين وسلفاليت ومبيدات الفطريات مثل سداسي كلور البنزين ومبيدات تتسامى مثل ايثلين ثنائي البروميد وأكسيد الايثلين على حيوانات التجارب). انتهى النقل.
نأسف للخوض في هذه التفاصيل المتخصصة والتي مكانها غير الصحف ولكن أردت أن أدعم ما أخافني وأخاف الكثيرين من الخضروات ذات الطعم الكيماوي. مسؤولية من استيراد هذه المبيدات؟ وكيف الحد من استخدامها الخاطئ؟ هل نطالب المواصفات والمقاييس الوقوف على أبواب الأسواق؟ وكم عدد الأسواق وكم عدد الأبواب؟
هل نطالب جمعية حماية المستهلك بالتصدي لهذا الاستعمال الخاطئ للمبيدات؟ أم نكتفي بتنوير المواطن؟.

تُقبل الاستقالة

  الأحد, 19 أيار 2013  

كتبنا الأربعاء الماضي عن اختصاصي سرطان الأطفال الذي تقدم باستقالته وهو مكره ومشبه حالته كالتولي يوم الزحف، تقدم باستقالته ولم يسأله من قدمها له من أنت؟ وما موقعكم؟ ولماذا استقالتك؟ وكم مثلك؟ فقط استلًّ قلمه وكتب تُقبل الاستقالة، وهاجر والدموع في مقلتيه تبكي حال أطفال السرطان الذين تركهم لزميله الوحيد والمريض، شفاه الله. وتوقف قسم سرطان الأطفال تماماً عن معالجة الحالات القديمة واستقبال الجديدة. الغريب لم يرد مسؤول واحد على هذا الحال البائس، يبدو أنهم مشغولون بالاستثمار في الصحة. حسبنا الله ونعم الوكيل.
ويتصل الصديق الأستاذ إبراهيم دقش «الصغير» طبعاً الصغير هنا بالنسبة لإبراهيم دقش الكبير المشهور جداً. أما عزيزنا دقش الصغير خريج كلية التربية في سبعينات القرن الماضي «دفعة» حيث كنا يومها نقرأ لدقش الكبير هوامش بقلم الرصاص متعه الله بالصحة والعافية.
اتصل إبراهيم ليقول مركز المناهج ببخت الرضا قسم اللغة العربية به ثلاثة خبراء مناهج لغة عربية تعاقدوا جميعهم في هذه الأيام مع واحدة من جامعات المملكة العربية السعودية وسيتركون القسم كفؤاد أم موسى، أشك أنهم تقدموا للبروفيسور الطيب حياتي، الذي أعرفه، ويكون كتب عبارة «تُقبل الاستقالة»، فالرجل أعقل من ذلك بكثير. ولكن بالمقابل ماذا يملك بروفيسور حياتي من صلاحيات مالية حتى يعدل هذه الرواتب المخجلة التي لا يقبل بها صاحب أية مهنة في سوق الله أكبر، إني على يقين لو عُدلت رواتب هؤلاء الأساتذة لما هاجر منهم أحد.
خبر الأساتذة الثلاثة المتخصصين وذوي الخبرات الطويلة في وضع المناهج الذين تعاقدوا، هؤلاء من وصلنا خبرهم، ونخشى أن يكون كل خبراء المناهج في المواد الأخرى قد تعاقدوا وحقبوا حقائبهم، وعندها ستحل بالبلاد أنيميا في واضعي المناهج يصعب حلها بالسرعة المطلوبة.
هجرة العقول مصيبة وقد حلت بالبلاد مثل هذ المصيبة في آخر سبعينات القرن الماضي وهاجر كثير من المعلمين والأساتذة وتركوا المدارس «للجنس اللطيف» هذه رشوة لأننا لو استبدلناها بالمدرسات ستقوم علينا قيامة الجندريات، وما زالت مضاعفات ذلك الفراغ ماثلة ولم تحتوَ تماماً.
الآن تتكرر نفس هجرة العقول وبصورة أبشع في كل المجالات، ولا يلتفت إليها أحد، مجرد تعديل في رواتب أساتذة الجامعات يمكن أن يوقف هذه الهجرة، ولكن هل من عاقل يسمع. وربما يقول لك قائل: «يا أخي نحنا في شنو وإنت في شنو»؟ والأمر عندي إدارة الدولة لا تدار كما فريق الدافوري، ويجب أن تدار وفي أحلك الظروف بأن يجود كل فرد فيها عمله الذي هو فيه، أما أن تذهب حكومة بكاملها ومجلسها التشريعي لتجاهد وتترك ولاية كاملة في فراغ، فهذا عمل غير رشيد. فليس مهمة المجلس التشريعي ولا الحكومة الولائية حمل السلاح، فتلك مهمة الجيش ولو أتقنها المسؤولون عنه لما احتجنا لهذا الصياح. كم تمنيت لو كانت عبارة «تُقبل الاستقالة» لغير هؤلاء. بعبارة أخرى الذي يجب أن يستقيل لا يفعل والعيون كلها عليه. اوقفوا هذا النزيف.

الجمعة، 17 مايو 2013

جامعة المعيلق

  الخميس, 16 أيار 2013

زحفت أقاليم المملكة العربية السعودية نحو المدن الكبيرة الرياض، الدمام، جدة الكل يتحجج بوجود خدمات في هذه المدن لا توجد في المدن الصغيرة. لا ينصرف ذهنك أخي القارئ  لخدمات مثل الصحة والكهرباء والماء فهذه موجودة في كل قرى المملكة العربية السعودية، ولا بد هنا من ذكر فقيد الأدب د. غازي القصيبي يوم تولى وزارة الكهرباء، وكان قراره الأول أن تدخل الكهرباء كل بيت خلال خمس سنوات، وقد كان أن عمت الكهرباء كل قرى المملكة العربية السعودية، كان ذلك في بداية ثمانينيات القرن الماضي.
ومن منطلق «حاجة من عاش لا تنقضي» كان هؤلاء الزاحفون للمدن الكبيرة يطلبون القرب من الجامعات والمطارات، توسعت الرياض العاصمة إلى أن بلغ طولها أكثر من «70» كيلو متراً، هل تسكت الحكومة إلى أن ينتقل كل شعبها ويتكور في مدن ثلاث أو خمس؟ بدأت في علاج مشكلة الهجرة إلى المدن الكبيرة، فصارت المطارات في كل مدن ومحافظات المملكة وكذا الجامعات والكليات الجامعية وفروع الجامعات. وهذا هو الحل وهدأت الهجرة نحو المدن.
في سوداننا، هذه الهجرة من القرى والمدن الصغيرة كانت لأسباب منها عدم الخدمات الضرورية ناهيك عن المطارات والبحبحة الزائدة، وأبسطها التعليم والصحة وبهذه الحجة ماتت مدن صغيرة كثيرة.
أشك أن هناك دراسات مفصلة لعدد الطلاب في الخرطوم وتصنيفهم من أي مكان جاءوا ولماذا جاءوا؟ وكيف يمكن علاج مثل هذه المشكلة؟ لكن بعين المراقب يمكنني أن أقول «60 %» من ركاب المواصلات المتجهة للخرطوم من ولاية الجزيرة هم طلاب جامعات. إذاً مشكلة المواصلات داخل العاصمة وخارجها لها سببان، طلباً لخدمتي الصحة والتعليم، لنقُل التعليم الجامعي.
ما الحل؟ الحل في نشر التعليم الجامعي وتوزيعه خارج الخرطوم، وهذا ما فطنت إليه محلية الكاملين ممثلة في المعيلق. وهل المعيلق إلا عاصمة المنطقة القديمة، ويوم كان مجلس ريفي المعيلق ملء السمع. مدينة المعيلق اختارت أكثر الجامعات عراقة ورزانة، جامعة أم درمان الإسلامية لتقيم فرعاً للجامعة بمدينة المعيلق، ووافقت الجامعة وكان المهر أرضاً واسعة وجميلة وبنية تحتية واعدة ومقومات بشرية لا ينكرها مكابر، آل الحوري مثالاً.
بالأمس زار وفد الجامعة الإسلامية بقيادة البروفيسور حسن عباس مدير الجامعة هذا الفرع، وقالوا كلاماً يطمئن على أنه سيكون لهذا الفرع ثمار كثمار الشجرة الأم، بدأ الفرع بكلية للاقتصاد وتنمية مجتمع وستكون هنا كلية علوم تمريض «علشان نعدل الصورة المقلوبة يا فتح العليم الطاهر من ممرضة مع سبعة أطباء، وتصبح سبع ممرضات مع كل طبيب».
لا يخلو لقاء كهذا من مطالب، فقد كان طلب أهل المعيلق أن يضمَّن فرعهم في دليل القبول لهذا العام. وإذا ما سئلت، الطلب من حيث الشكل كما يقول المحامون مقبول، ولكن سيفقد جامعة المعيلق أهدافها التي منها تنمية المنطقة ووضع الدراسات الملائمة للمنطقة والبحوث، فسيدخل جامعة المعيلق من لا علاقة له بالزراعة ولا مشروع الجزيرة  الذي وضعوا تطويره من أهداف جامعتهم، وسيدخلها من لا يفرق بين الذرة الرفيعة والذرة الشامية.
هل كان العنوان موفقاً «جامعة المعيلق»؟ بإذن الله ستكون كذلك يوماً ما نحضره أو لا،  فذاك أمر آخر.
اكثروا من هذه الفروع، ولتكن الخطوة التالية جامعة... فرع ألْتي.

امسكوا هذا الرجل

  الأربعاء, 15 أيار 2013

رجاء احضر علبة المناديل وضعها بالقرب منك لتكفكف الدموع.
عندما يفقد الإنسان وطنه مصيبة وعندما يفقد الوطن إنسانه المصيبة أكبر.
عند نشر هذا المقال يكون قد سافر واحد من اختصاصيي سرطان الأطفال وأمراض الدم بعد أن أعياه عدم الإنصاف والتقدير والمعينات على العمل تقدم الدكتور محمد الأمين عبد القاد اختصاصي «سرطان أطفال وأمراض الدم» باستقالته لوزارة الصحة ولم يسأله أحد ما سبب الاستقالة ولم يقل له أحد أطفال السودان «في انتظارك» وليس لهم بعد الله غيرك وزميلك الآخر. بالأمس فقد مستشفى الذرة وخصوصًا قسم سرطان الأطفال نصف اختصاصييه . ماذا تنتظر من رجل بهذا التخصص النادر ويطلب العون من وزارة الصحة ولا تعينه ويتقدم باستقالته ولا تقول له كلمة مجاملة واحدة ولا اعتذار ولا شكر فقط كلمتين «تقبل الاستقالة».
سافر يقول محدثي وهو يتألم ويشبه حالته بالتولي يوم الزحف.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
بقي بهذا التخصص الدكتور محمد عوض الخطيب اختصاصي سرطان أطفال وأمراض الدم وهذان هما من قامت عليهما وحدة سرطان الأطفال التي بدأت بـ «3» سراير سنة «2004م» وطوراها إلى أن بلغ عد سرايرها «24» سريرًا. بعد مغادرة الاختصاصي محمد الأمين ستنخفض إلى «14» سريرًا. هذان الاختصاصيان كانا يقابلان «80» حالة أسبوعياً  «70» من الحالات القديمة و«10» حالات جديدة. ولك أن تتخيل ما يُحدثه هذا الخلل في علاج عشرات المرضى والذين ستتأخر جرعاتهم وما أدراك ما تأخر جرعة علاج السرطان قد تهدم الذي تعالج وتنتكس الحالة. ليس هذا كل الخبر ولكن الفاجعة الكبرى أن الاختصاصي الذي بقي يشكو من المرض وتوقف عن معالجة الأطفال حتى يشفى. نسأل الله له شفاء عاجلاً يا رب. ونتمنى أن تتولى وزارة الصحة علاجه. وهو أيضًا إذا بقي الحال على ما عليه من تدنٍ في المعينات ونقص في العلاجات والأدوية لن يكون له مخرج إلا أن ينجو بجلده ويهاجر لبلاد تريد أن تعالج أطفالها وتحترم أطباءها وتدفع لهم ما يريدون.
 بالله كيف يُترك تقدير هذه الأمور لمن يكتب «تُقبل الاستقالة» وكأنها استقالة كناس يمكن أن يُعوَّض ببديل في أقل من ساعة، هذه كنوز يجب أن يُنظر في استقالتها على أقل تقدير وزير الصحة، ويجب أن تنعقد الاجتماعات لحل كل ما يقف في طريقهم. اختصاصيان اثنان فقط يجب أن يُغرَيا بالعقود الخاصة ويشرف عليهما على الأقل الصف الأول من وزارة الصحة لتذليل ما يقف في طريقهما. ومنذ الأسبوع القادم لن يستقبل مستشفى الذرة وبرج الأمل على وجه التخصيص مريضًا واحدًا ناهيك عن «80» مريضًا والانتظار كان لشهر كامل لقلة الاختصاصيين، لن يكون هناك أي انتظار بعد اليوم ولكن المقابر ستستقبلهم. الأمين سافر والخطيب مريض والأطفال بالعشرات يتألمون وأسرهم أكثر ألمًا منهم، من ننادي ومن نناشد وزير الصحة؟ نائب رئيس الجمهورية، النائب الأول، الرئيس نفسه رب قائل إنهم مشغولون بما هو أكبر من ذلك، ولكن ما نحن بصدده هو أيضًا حياة مواطنين. السادة نواب الرئيس الأمر بيدكم بعد الله أن تُولوا هذه القضية حقها، وذلك بإرجاع الذي سافر وإغرائه بأضعاف ما عُرض عليه، وعلاج مشكلات الذي بقي وأن تلتزموا لهما بتوفير كل معينات مرضى سرطان الأطفال. بقي أن أنوه بأه لا تربطني أي معرفة بكلا الاختصاصيين ولكن فقدهما كارثة تُنصب لها السرادق.

تهنئة المرور بأسبوعه العربي

  الثلاثاء, 14 أيار 2013

درجت وزارات الداخلية العربية على إقامة أسبوع من كل سنة للتوعية المرورية ويكون لكل سنة شعار يطرح في جميع دول الجامعة العربية من السعودية إلى موريتانيا (المدى هنا ليس جغرافيًا وإنما بعدد السيارات). تقام في هذا الأسبوع الندوات والمهرجانات التي تكثف من عملها حتى يلتفت المواطن إلى هذه القضية المعقدة المشتركة وهي قضية السلامة المرورية. أسبوع هذا العام كان من 4 مايو إلى 10 مايو وشعاره السلامة مسؤوليتي وهذه المسؤولية تتفاوت من دولة لأخرى.
سلامة المرور لها ثلاثة أركان أو أضلاع السائق أب كراعين والمركبة والطريق. السائق يكون مشترك الصفات في كل دول الوطن العربي ولا يفرق بينهم إلا قدرة امتلاك السيارة ونوعها من بلد لبلد، لكن في كل دولة عقلاء وطائشون وما بينهم. الاختلاف الجوهري في الطرق بينما تفعل دول في الوصول بالطريق إلى مداه المثالي من مسارات أربع في الطرق السريعة التي تربط بين المدن وسياج على طول جنبات الطريق لمئات الكيلومترات حتى لا تدخله حيوانات ولا هوائم وأحيانًا معابر جمال من تحت الطريق، ونجد دولاً أخرى لا توفر للطريق ذو «7» أمتار عرضًا لا توفر إلا نقاط الشرطة لتزيد خلق الله عناء على عنائهم.
بمناسبة أسبوع المرور درجت الشرطة أن يكون من ضمن احتفالها أن توقف التسويات الفورية طوال هذا الأسبوع ويكون دور الشرطي الإرشاد فقط لا لا ليس فقط الإرشاد والابتسام الذي ظاهره العيدية وباطنه (اصبروا خلي الأسبوع دا ينتهي نطلع زيتكم).
كمراقب ومستخدم لبعض طريق الخرطوم مدني وهو أكثر الطرق حوادثاً لذا كان من علاج هذه الظاهرة أن وضعت دورية مرور سريع كل «25» كيلومتر تحمل عددًا من دفاتر إيصالات الغرامة الفورية وهذه الدفاتر يجب أن تستهلك أي يجب أن يغرم عامة الناس وهذا موضوع أسهبنا في تفاصيله.
الذي شاهدته وحرصت عليه في غياب هذه الدوريات بمناسبة أسبوع المرور العربي أن أسأل عن الحوادث التي حصلت بين الرابع والعاشر من مايو أكاد أجزم بدون مراجع لم يحدث أي حادث أو لم تنقل لنا أخبار الناس ولا الصحف حادثًا واحدًا خلال هذه الفترة مما يبطل أن هذه الدوريات هي التي تقلل الحوادث بل قد أصل إلى أن هذه الدوريات هي التي تسبب الحوادث ولو بطريقة غير مباشرة مما توقعه على السائقين من غبن وعكننة مزاج وكلها من أسباب الحوادث.
أتمنى أن يجلس قسم الإحصاء والدراسات في المرور وحتمًا هناك قسم بهذا الاسم أو قريب منه ويرصد ويحلل ويقارن بين الوضع في وجود هذه الدوريات وفي غيابها ويخرج لنا بنتائج علمية بعيدة عن تحقيق الربط والحوافز والتسيير. وأهداف بحثه يجب أن تشمل الاقتصاد من حركة في الأسواق زادت أم نقصت؟ المواصلات انفرجت أم اختنقت؟ ولا يغفل الحالة الاجتماعية والنفسية بحث علماء لا دهماء قصيرة النظر لا ترى إلا من خلال جيوبها.
أليست هذه تهنئة عمرية؟ أي مأخوذة من قول الفاروق لأن تهدي اليّ عيباً من عيوبي خير من أن تضع في يدي دينارًا؟
إني أخاطب عقلاء الشرطة فقط.

أخيراً شركة الأقطان

  الإثنين, 13 أيار 2013

ظللنا نكتب عن القطن وشركة الأقطان منذ أكثر من عشر سنوات ولاقينا ما لاقينا من هذه الكتابة كنا زرقاء يمامة رأت ما نحن فيه قبل أكثر من «15» سنة. في تسعينيات القرن الماضي كتبت، يوم شكت الدولة من ديون المزارعين، وقلت هذه ديون غير حقيقة واستشهدت بأن ليس هناك راكوبة مزارع بداخلها كريسيدا. (يومها كانت الكريسيدا ملكة السيارات) وما زال صديقي المهندس محمد علي السراج يذكرني بتلك الجملة.
في سنة «1998م» السنة الوحيدة التي حصلنا فيها على حسابات القطن كتبت العائد على المزارعين من القطن «6%» فقط وهذه معادلة ستخرج القطن من السودان. بعده حرصت على أن أعرف كيف تسير هذه الشركة المسماة شركة الأقطان والمملوكة للمزارعين (واكتشفت أنها مملوكة لغيرهم وليس لهم نصيب منها إلا الاسم). كنت كثيرًا ما أحرص على اجتماعات الجمعية العمومية بصفتي الصحفية إذ كمزارع ليس هناك ما يثبت لي حق في هذه الشركة وناديت وظللت أنادي أن الاتحاد لا يمثل الناس في حقوقها ويجب أن يعطى كل مزارع صكًا يثبت نصيبه في هذه الشركة، وهذا ما تم لاحقاً نسأل الله أن يثبت أجرنا.   الصفة الصحفية كانت تتسبب في طرد كل الصحفيين بعد الجلسة الأولى لتظل مداولات الجمعية العمومية المدعاة  سرًا وكانوا يطردوننا بصلف.
في سبتمبر «2002م» قدمت ورقة عن شركة الأقطان في ندوة عن مشروع الجزيرة أقامتها صحيفة الحرية، ما كان يهمني كثيرًا توجه الصحيفة ولا قصدها ولكن كان همي المزارع وزراعة القطن التي ما عادت مجزية للمزارع والسبب عندي كان أكثر من واضح وهي كيف تدار الشركة المسؤولة عن بيع القطن. وعينك ما تشوف إلا النور تم استدعائي لجهاز الأمن من دون كل المتحدثين في الندوة، المسؤول الذي استجوبني، لا أعرف اسمه ولا رتبته، ولكن لا أستطيع أن أقول كان لطيفًا ولا خشناً كان يمارس الصفتين في وقت واحد يريد أن يتأكد مما قلنا ويريد أن يخيفنا أن لا نكتب عن شركة الأقطان بعد ذلك. ولم نلتزم وانتهى الأمر أن أرضى الوشاة الذين قالوا له أسكت لنا هذا القلم وأدبه حتى لا يكتب عن شركتنا والله أعلم. لو كانت أهداف ذلك الاستدعاء المصلحة العامة لوقف على كل ما كتبنا بالأرقام وقتها وعدل مسار الشركة وأبعد فاسديها ولكن الهدف كان تخويف الكاتب وليس إصلاح البلاد. ومضينا نبصر بعيوب هذه الشركة ووبالها على القطن والبلاد وزراعة القطن، وكل الجهات راضية أو متسترة على ما يجري في هذه الشركة. إلى أن تدنت زراعة القطن وتدنت عائداته. وجاء قانون «2005م» وترك عقلاء المزارعين زراعة محصول القطن الذي أسراره كأسرار  المفاعل النووي الإسرائيلي. وانتفخت جيوب وأوداج وما عاد الحمل سرًا فقد امتلأت البطن وكان لا بد الإجهاض.
بالله ماذا لو سمع كلامنا بتجرد في حينه؟ بالله ماذا لو تعاقب على هذه الشركة أكثر من رئيس مجلس إدارة؟ بالله ماذا لو تعاقب على هذه الشركة أكثر من مدير؟ بالله هل كان سيحدث ما حدث. لا يتعفن إلا الماء الراكد. إلى عدالة الأرض وعدالة السماء هم ذاهبون؟

منْ يطور التعليم؟

  الأحد, 12 أيار 2013

هل يعقل أن يدرس الحفيد كما درس الجد؟
نفس الفصول، نفس السبورات، كتب مع تغير فيها، للأحسن أم للأسوأ هذا مختلف عليه، المدرسون والمدرسات توارثوا الطريقة والنمط ولا اختلاف إلا في الأسماء. كم عدد وزراء التربية؟ بقدر عدد الولايات «بالمناسبة حتى عدد الولايات ما عدنا نجزم به فكل يوم تولد ولاية»  قلنا عددهم بقدر عدد الولايات زائداًَ الوزير الاتحادي ووزير الدولة وربما وزراء الدولة. من منْ هؤلاء أو من سبقهم وضع بصمته على التعليم؟
هؤلاء الوزراء هل وظيفتهم تنفيذ ما ورثوا والمشي فوق خطوات من سبقوهم خطوة خطوة وتوقيعاً توقيعاً؟ هل مؤتمر التعليم الذي انتظره الناس طويلاً من توصياته تطوير التعليم؟ كم من توصيات ذلك المؤتمر نفذ؟ أشهر توصياته رفع سن المعاش إلى «65» سنة وحتى هذه على ظهر سلحفاء. وتوصية أخرى إرجاع السنة التي حذفت يوماً ما، وما زال الخلاف على أين توضع وكيف؟ منهم من قال تضاف لمرحلة الأساس ليصبح تسع سنوات، ومنهم من قال تضاف للثانوي ليصبح أربع سنوات.
ليست هذه علة التعليم التي نحن بصددها اليوم، ولكننا نسأل عن من المسؤول عن تطوير التعليم؟ وما مؤهله لذلك وما صلاحياته؟ وقبل ذلك هل في وزارة التربية الاتحادية قسم لتطوير التعليم؟ قطعاً يوجد قسم ومدير لهذا القسم وسكرتارية وموظفون وسيارة وحوافز وهكذا مثله مثل أية إدارة لا تملك خطة ولا صلاحيات وربما يكون الذي على قمتها جاءها بحكم التدرج الوظيفي. «والله لا أعرف منهم أحداً».
هل واقع تعليمنا اليوم يناسب هذا العصر وهذا المتعلم. مثال على تخلفنا التعليمي، في التعليم الحديث مرفق تربوي اسمه مركز مصادر التعلم، وكلما حاضرت في هذا العنوان سألت هل في هذا السودان الواسع مركز مصادر تعلم في أية مؤسسة تعليمة خاصة أو عامة، لم أجد إجابة ولم أجد مثالاً، وبارك الله في الانترنت التي تقرب الصورة. ما عادت المكتبة المدرسية القديمة تفي بالغرض، وما عاد الكتاب مصدراً وحيداً للمعرفة ووسائل العصر الحديث يجب أن تكون من معينات التعليم، وطالب اليوم بارع فيها وتلبي طلباته ولانتشار المعرفة واتساعها ما عاد الوقت المدرسي يكفي، فلا بد من مضاعفة الجهد ليحاول الطالب اللحاق بمعرفة العصر. والتعليم لم يعد كافياً فلا بد من التعلم.
اسأل الله أن يفتح على قلب الوزيرة أو صديقنا الوكيل الأستاذ محمد أحمد حميدة، ليخرجوا من الروتين اليومي توقيع تصديق اجتماع، ويضع أنموذجاً واحداً لمركز مصادر التعلم في كل ولاية حتى يكون قدوة، وينتشر في كل مرافقنا التعليمية. والأمر ليس مستحيلاً ولا غولاً ولا عنقاء ولا خل وفي، هو بيئة تعليمية أكثر تطوراً من المكتبة المدرسية، به عدة أماكن للتعلم الذاتي والجماعي وعدد من الأجهزة وتصميم خاص يتيح حرية كبيرة ويبارك الوقت والجهد ويفتح الآفاق.
ثم الأمر ليس أجهزة فقط، فكثير من المدارس بها أجهزة حاسوب تخلفت وهي في كراتينها ولم يستفد منها أحد لأن الأمر بلا خطة والأجهزة لا تعمل بفائدة إلا داخل منظومة متكاملة.
الذين همهم المؤتمر الصحفي لنتائج الشهادة لن يعجبهم هذا، فهؤلاء يحملون مكابس شحن يشحنون بها رؤوس الطلاب لتذاع المدرسة في العشرة الأوائل. بئس التقييم هذا؟

الجمعة، 10 مايو 2013

بيننا واللواء د. الطيب عبد الجليل «1- 2»

  الأربعاء, 08 أيار 2013

في يوم السبت 5 مايو 2012م حضرت منتدى جمعية حماية المستهلك بصفتي عضواً فيها، وكان تحت شعار «غلطان المرحوم إلى متى؟» وذلك بمناسبة أسبوع المرور العربي، تحدث في ذلك المنتدى اللواء الدكتور الطيب، وعلقنا في عمودنا في يوم الأحد 6 مايو 2013 م بالآتي:
«إلى أن جاء دور أصدقائنا شرطة المرور، وتحدثوا كالعادة وقالوا إن المواطن كله عيوب وغير مثقف مرورياً، وإن الغرامات المرورية ليست جباية ولكنها رسوم، وتكلفة إدارة التشغيل المروري عالية جداً، لذا لا بد من الغرامات المرورية لتسيير وتشغيل عملية المرور. وصراحة هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذا التبرير، ومن يتدبره يشتم ضرورة تسيير المرور من الغرامات، مما يعني أن كل مستخدمي الطريق لو صاروا في دقة الملائكة وبلا أي أخطاء مرورية فإن هناك حاجة ماسة لجمع ميزانية التشغيل المروري منهم، وهذا عين ما كنا نقوله دائماً، ولكن بلغة أخرى، حيث كنا نقول إن هذه الغرامات معظمها من المنتجين، هذا إن لم نقل كلهم، حيث تتصيد دوريات المرور اللواري والشاحنات والحافلات والدفارات لتجمع منهم أكبر قدر من المال». يبدو أن الرجل لم يعجبه تعليقنا على قوله أو تعرض لمحاسبة من هذا الذي قاله والله أعلم.
لم اهتم كثيراً، لقد قال كل منا ما قاله ومضى الأمر. انتقل اللواء مديراً لدائرة المرور السريع، وفي يوم من الأيام جاءنا من يقول إن التفتيش الشهري غير المقنع والذي كتبتم فيه كثيراً تم رفع قيمته من «20» جنيهاً إلى «50» جنيهاً طق طرق. اتصلت بواحدة من الدوريات أسأل عن صحة الخبر وكانت الإجابة نعم، ومن يوم أمس ونحن نعمل بالفئة الجديدة «50» جنيهاً، قلت ممكن أحصل صورة من القرار قالوا هذه أوامر تأتينا بالهاتف، وعلينا تنفيذها. اتصلت باللواء، يا سعادة اللواء كنا نحتج على أن التفتيش الشهري غير المقنع واليوم رفعته بنسبة «150%» هذا أمر غير مقبول. ممكن نعرف الجهة التي أصدرت هذا القرار؟ وكيف تم اتخاذه وتطبيقه بهذه العجالة؟ يبدو أن الرجل اتخذ قراره بمفرده ولم يتبع فيه الإجراءات المعتادة. يُشكر أن ألغى القرار بعد ذلك وحفظاً لماء وجهه غيرت الموضوع الذي كتبته بهذا الخصوص. ولكن ما زلت أسأل عن الذين دفعوا «50» جنيهاً طوال اليوم ونصف اليوم الذي صدر فيه القرار ما ذنبهم؟
أبدلته بموضوع قديم لضيق الوقت. في اليوم التالي اتصل علي اللواء الدكتور الحقوقي وقال أنت تتهم الشرطة بالغباء، قلت من أين لك هذا؟ قال: في هذا المقال. قلت: في أية جملة هذا وفي أي سطر هذا؟ قال: أنا حقوقي واقرأ ما بين السطور؟ قلت: هذا شأنك، وضحكت وانقطع الخط.
صراحة في مقال بعد ذلك بأيام بعنوان «المعتمد وشرطة المرور» وختمته بعبارة «آل حقوقي آل».
وجاء أسبوع المرور التالي، وجاء المنتدى في نفس الجمعية يوم 4 مايو 2013 م، وتكرر المشهد ولكن في الأمر جديد.  وغداً بإذن الله نكتب كل ما قاله اللواء الدكتور الطيب عبد الجليل، وكيف دعا علينا وشكانا لله وسأل الله أن يأخذ له حقه منا في الدنيا قبل الآخرة، وكيف حوَّل الأمر لعداء شخصي، وكل ذلك أمام جميع حضور المنتدى والتسجيل بطرفنا كاملاً.
الله يصبحنا طيبين.

كتاباتنا وقادة الشرطة

 الثلاثاء, 07 أيار 2013

ما أجمل أن يولى الأمر لأهله!
 خلال مسيرتي في الكتابة الصحفية التي بدأت في منتصف تسعينيات القرن الماضي وأحسب أني بثثتُ فيها كثيرًا من قضايا المواطنين لقربي منهم ومعايشتي اليومية للواقع وكثيرًا ما أكتب عن ما يلاقيه المواطن من بعض رجال شرطة المرور وليسوا كلهم شرًا ولكن لا تخلو فئة من منْ لا يقدر المسؤولية ويتسلط على خلق الله.
أول مدير إدارة مرور التقيته أو طلب مقابلتي سعادة اللواء عادل سيد أحمد وكان رجلاً ودودًا وتناقشنا نقاشًا طيبًا بصرناه بما لا يعرف وبصرنا بما لا نعرف وافترقنا وكلنا يكنّ للآخر كل تقدير واحترام... رجل على قدر رتبته تماماً. وكثير من التطوير خصوصًا الربط الشبكي تم في عهده.
المرة الثانية كتبتُ تحت عنوان يا وزير الداخلية وعدَّدت عدة نقاط  وعيوب نراها أمامنا تحتاج إلى إصلاح وأحال السيد الوزير وقتها الأمر لمدير عام المرور اللواء التهامي وأيضًا تناقشنا في ما كتبت نقاشًا ملؤه الاحترام المتبادل بين رجلين راشدين لا تربطهما إلا هموم هذا الوطن اتفقنا على بعضها واختلفنا في بعضها. «بالمناسبة التهامي تحول لكلية الشرطة بعد عام قضاه في كلية التربية».
وكان لقاء ثالث مع رجل خلوق من قادة الشرطة اللواء عابدين الطاهر يوم كان مديرًا للمرور وكانت بيننا محادثات هاتفية كلها تصب في قائمة المصلحة العامة وإصلاح الخلل الذي نراه ولا يصل إليه من ممارسات بعض الشرطة على الطرق العامة «وليست الطرق السريعة طبعاً».
أما الرجل الكبير سعادة الفريق محجوب حسن سعد فقد صرح للسوداني في عددها الثاني يوم 11/10/2010 م أنه لو بقي في المرور لأسبوع واحد لألغى التسويات الفورية وحسب قوله إنها باب من أبواب الفساد كبير. كتبت مقالاً قاسيًا في حق الرجل ألومه على هذا التصريح الذي رأيت أنه غير ذي فائدة وعندما أعدت قراءته تألمت لبعض فقراته، فإذا بالرجل الكبير يتصل هاتفيًا وكأنه يعتذر لي بدلاً من أن أعتذر له ووضح أن هموم الشرطة يومها كانت أكبر من المرور والجانب الأمني أخذ كل وقتهم، وصارت صداقة بيننا إلى يومنا هذا.
أما صديقي القديم اللواء عبد الله أبو دومات مدير مرور ولاية الجزيرة السابق فقد امتدت العلاقة بيننا زمنًا طويلاً ملؤها الاحترام المتبادل وقضاء وحوائج الناس واستمرت العلاقة بعد أن جاء للخرطوم لرئاسة المرور وياله من رجل ورع. وبعض من قادة السجل المدني وأينما ذهبنا كان الاحترام المتبادل. هذه بعض النماذج لعلاقتنا بالشرطة وقيادة الشرطة التي نكنُّ لها كل احترام وتقدير ونؤمن بعظيم دورها في حياتنا.
  في زمن الحسرة هذا يبدو أن كثيرًا من الأمور ولِّيت لغير أهلها وجاء نرجسيون يُكثرون الحديث عن أنفسهم ومؤهلاتهم العلمية، المؤهل العلمي ما لم يؤهل صاحبه وينعكس عليه كنموذج لسعة الأفق وسعة الصدر وسعة الاطلاع يكون مؤهلاً يحتاج لإثبات بالوثائق والحبر والحديث عنه كل مرة.
غداً بإذن الله نكتب عن يوم أسبوع المرور العربي وما دار في حماية المستهلك وما قاله سعادة اللواء حقوقي الدكتور جداً الطيب عبد الجليل مدير إدارة المرور السريع وكله مسجل في كمبيوتري هذا.

جامعة الخليفة عبد الله، لماذا؟

  الإثنين, 06 أيار 2013

في النية جامعة باسم الخليفة عبد الله التعايشي، أول سؤال خطر على بالي هل هناك حاجة لجامعة جديدة أم هناك حاجة لمؤسسة يضع عليها اسم الخليفة؟ ثم ما هي الجهة التي تحدد الأسماء القومية التي يجب أن تُخَلّدْ «والخلود لله»، وما حجم الاسم الذي يضع على طريق أو جامعة أو مدينة أو شارع؟
وما الضمان للتخليد؟ هذه الحديقة التي في وسط الخرطوم كان اسمها حديقة عبود صار بعد أكتوبر اسمها حديقة القرشي، وتلك المدينة في جنوب الجزيرة التي كان اسمها «24» عبود تغير بعد أكتوبر وأصبح «24» القرشي. هذه بعض الأمثلة لعدم الخلود وتغير المزاج السياسي وكل ما يبنى على السياسة ليس ثابتاً. فالمتمرد قد يصبح وزيراً وكبير المساعدين أضحى متمرداً.
ثم أين هي قائمة الرموز الوطنية؟ ومن وضعها وما مواصفاتها؟
هل هناك تعريف واضح للرمز الوطني؟ وهل الرموز الوطنية كلها في قامة الأزهري أو عبود أو سوار الذهب، أليس للعلماء والأدباء حظ في أن يكونوا رموزاً وطنية أم الأمر حكراً للسياسيين. قد نجد من بحث في الرموز الوطنية من السياسيين ولكن ما مقدار الحياد والصدق في سير هؤلاء من يراه «س» رمزاً وطنياًَ، يراه «ص» عميلاً خائناً لوطنه.
هذا الخليفة عبد الله التعايشي خليفة الإمام المهدي مثله مثل كل سياسي له ما له وعليه ما عليه من خير وشر،  كيف تجازف جهة وترمي به اسماً لجامعة،وغداً يخرج معارضوها بواحدة من اثنين إما أن يحرجوا الناس ويطالبوا بجامعة باسم واحد من رموزهم وإذا ما أجادوا الخبث والدهاء السياسي قد يخرجون أسوأ ما في كنانتهم ويقولون مثل ما أنشأتم جامعة باسم الخليفة، نريد جامعة باسم «س». أو يلجأون للخيار الثاني ويخرجون كل مسكوت عنه في سيرة الخليفة وتاريخنا كله من نسختين نسخة للتداول ونسخة لليوم الأسود.
هذه الأجيال التي ستدرس في الجامعة هل سمعت بالخليفة عبد الله أم ستنصب عند مدخل الجامعة عند قيامها، لا سمح الله، لوحة جميلة يكتب عليها اسمه وصورته وغزواته وتسكت عن باقي السيرة الذاتية كعادة كل لوحات التعريف.
لا داعي لجامعة جديدة والأولى تجويد ما بين أيدينا من جامعات حتى تظهر في قوائم الجامعات المحترمة إقليمياً وعالمياً وتكون مخرجاتها ذات فائدة لا تخطئها العين، وإذا ما جودت ستصبح استثماراً أكثر وأعظم من استثمارات مصطفى إسماعيل، ودليلي التعليم في ماليزيا. ماليزيا الآن تسترد كل ما صرفت على التعليم بفضل هجرة طلاب الخليج والوطن العربي إليها بحثاً عن تعليم ذي جودة عالية. الذي اقترح الخليفة عبد الله اسماً لجامعة يريد أن يحدث فتنةً. وقبل الانزلاق في هذا الفخ أتمنى أن يجلس مختصو اجتماع وسياسة وأدب «بالمناسبة السياسة والأدب هل يجتمعان؟» ليحددوا مواصفات من تنطبق عليه يصنف كرمز وطني وبعد ذلك تأتي مراتب الرموز الوطنية حسب الدرجات من حصل على بين «90 ــ 100» تسمى به جامعة وما دون ذلك طريق، ويأتي الشارع والقاعة والحي. أما أن تفرض جهة أو تحرج القوم، عندها ستصبح هذه المسميات بلا قيمة إلى أن تصل هو فلان دا منو؟ وسوا شنو؟ هذا إذا لم تمتد إليه الأيدي وربما الأحذية.

الرقم الوطني لا!

  الأحد, 05 أيار 2013

كم من الأوراق الثبوتية تحمل؟
هل شهادة الجنسية ورقة ثبوتية؟ الجهات العدلية ترفضها كوثيقة، المحامون لا يقبلونها مستنداً عند التوثيق؟
هل رخصة القيادة ورقة ثبوتية؟ هل البطاقة ورقة ثبوتية؟ هل الجواز وثيقة ثبوتية؟ كتبنا قبل اليوم وقلنا عن الجواز «ما عدا إسرائيل وبنك السودان» إذ أن بنك السودان كان يرفض الإثبات بالجواز، كتبنا ذلك في 2010م.
ما معنى وثيقة ثبوتية؟ إذا طلب مني تعريفها هي ورقة من جهة رسمية تضمن تطابق الاسم والصورة، وثانياً بها من المعلومات أو لدى الجهة التي استخرجتها معلومات توصل لهذا الشخص عند الحاجة إليه مثل مكان ميلاده ومكان سكنه وعنوانه مفصلاً ليسهل الوصول إليه عند الحاجة.
كنا نحسب أن الرقم الوطني سيجبُّ ما قبله، وكنا نحسب أن الرقم الوطني سيكون انطلاقة السوق الإلكترونية ومنه يمكن أن تشتري وتبيع عبر الانترنت بضمانات الأرصدة من بنك السودان والبنوك التي تحت إمرته.
ولكن يا للأسف وزارة الداخلية أو السجل المدني الذي استخرج الرقم الوطني مجاناً ليضبط هذا الشعب، غير المنضبط، وزارة الداخلية تطالبك باستخراج البطاقة الشخصية التي تجدد كل خمس سنوات «يا ربي هل المقصود الرسوم والبند المالي؟؟».
دع وزارة الداخلية وبنك السودان صاحب المبادرات الإلكترونية المتواضعة الذي أدخل الصراف الآلي بعد أكثر من عشرين سنة وشوية شوية يا دوب بدأت الفروع تربط بشبكات وبعضها له مواقع على الانترنت يمكن أن تعرف منها فقط رصيدك وحركة حسابك أما أن تحول منها أو تشتري منها هذا مازال حلماً.
تطلب البنوك التجارية تحديث معلومات عملائها وذلك أمر محمود إن كان منها أو بأمر من البنك المركزي، وكنا نجدد الرخصة كل خمس سنوات ونعدل التجديد مع فرع البنك، في هذا الأسبوع طلب منا فرعنا الذي نتعامل معه بحساب في غاية التواضع، طلب تحديث البيانات، وقلت الله ريحنا إليك الرقم الوطني. جاء الرد لا لا لا الرقم الوطني بنك السودان لا يقبله. قلت في دهشة: نعمممم!! لماذا قال محدثي جواز بطاقة رخصة. يوم قال جواز علمت أن هذا البنك إما متخلف أو معاند، قبل سنتين كان لا يقبل الجواز، هل ننتظر سنتين أخرتين ليقبل بنك السودان الرقم الوطني؟
سؤال لبنك السودان: ما هي المعلومة غير المتوفرة في الرقم الوطني؟ ربما يقول بصمة العين طبعاً لن يقول لأنه ليس متقدماً على وزارة الداخلية بل متخلفاً عنها. يا محمد خير الزبير ويا بدر الدين محمود مجرد مقارنة بين أداء بنوكنا وما حولنا من بنوك، وكيف يدير الناس اقتصادهم عبر الشبكة الإلكترونية وأهم مستند ضابط لذلك الرقم الوطني وليس رخصة القيادة.
هل تقبل إدارة السجل المدني التي تعبت ومازالت تتعب في استخراجه وشكرناها عليه مرات ومرات، هل تقبل له هذه الإهانة أو هذا الرفض من البنك المركزي؟؟
السؤال الأخير: من المسؤول عن تناغم الأجهزة الحكومية، أم لكل جزيرة ملكها؟

الجمعة، 3 مايو 2013

إلــى الــغافلــين

  الجمعة, 03 أيار 2013

في هذا اليوم الجمعة يعتلي خطباء المساجد المنابر ليقولوا للناس خيراً تبصرة أو تذكرة أو عبرة من سيرة. نحن معشر الكتاب أيضاً لنا منابرنا نبصر، نوعظ  وننشر بعضاً من وعي، ونتفاوت في ذلك، والخطباء أيضاً يتفاوتون غير أن الحضور اإليهم فرض وسماعهم عبادة والنوم والنعاس عندما يكون المكيف بارداً والخطيب بارداً قد يحدث.
أريد أن أخاطب الغافلين ولا أنكر أن الغفلة درجات والذي يشير لبعض الناس ويصفهم بالغافلين هناك أيضاً من ينظر إليه كغافل، لذا نريد أن نخاطب من لا يختلف الناس على غفلتهم أولئك الذين يلهثون وراء الدنيا وتمر الساعة والساعتين لا يستغفرون الله ولا يصلون على النبي ولا يسألون الله الجنة ولا يستعيذونه من النار.
قد يكون الغافل تاجراً همه الربح وتصريف بضاعته وحفظها من الضياع، وقد يكون الغافل موظفاً كل يومه لعمله طمعاً في الترقي وزيادة الراتب، وقد يكون الغافل شاباً أو شابهة طالباً أو طالبة صارت حياته كلها للفيس بوك والموبايل وما تطرح القنوات من لهو، وهذا قد لا يكون غافلاً عن الاستغفار، الله يستر ما يغفل عن الصلوات ذات نفسها، ترى ماذا نقول لهذا الجيل الذي ما عاد يرى في وضع سماعات الموبايل طول النهار في أذنيه عيباً ولا تقصيرااً. لا ننكر أن هناك من يضعها ليسمع بها قرآنا أو خطبا أو محاضرات مفيدة، ولكن كم نسبة هؤلاء؟؟
غير أن الغافلين من السياسيين كان الله في عونهم إذ كثير منهم يزيد الغفلة تفقصيراً في ما ولي عليه.
أخي المسلم هل تمعنت في قول الله عز وجل «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوارَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً» (12) نوح.
كم ساعة مرت عليك وأنت وأنا جار وراء المال ولم تستغفر الله وإن استغفرته يمددكم بأموال وبنين، ترى كم طبيب زرت لترزق بالبنين والحق عز وجل لا يطلب منك لترزق بالأموال والبنين غير استغفاره ويمددكم بأموال وبنين ولا ننكر الأسباب.
ترى كم ساعة مرت عليك ولم تذكر الله فيها قط لا من بعيد ولا من قريب؟؟
هل تخضع نفسك للمحاسبة قبل النوم؟ وهل نومك يأتي عقب إعياء من مشاهدة التلفزيون ينسيك الدعاء؟ هذا السؤال الأخير  لي وليس لك كم مرة نمنا ولم نقل اللهم إني وجهت وجهي إليك وأسلمت نفسي إليك. ما أغفلنا ما أغفلنا.
كل مسؤول عن وقته فيما أبلاه؟
نغمة أحد المشايخ الأعزاء تقول: «املأ وقت الانتظار بالاستغفار، ويظل يردد استغفر الله استغفر الله، استغفر الله» تقبل الله منك شيخنا العزيز ويا لك من داعية واسع الأفق.
اسألوا أنفسكم في أية درجات الغفلة أنتم؟

حُفَر الترابي


  الخميس, 02 أيار 2013  

كنت حديث عهد بالكتابة الصحفية اكتب استراحة في الصفحة الأخيرة لصحيفة الإنقاذ الوطني في منتصف تسعينيات القرن الماضي مرة في الأسبوع، حملت موضوعاً بالعنوان أعلاه «لاحظوا حملت حيث لم تكن هناك إنترنت ولا إيميل ومن يكتب يجب أن يسلم ما يكتب يومياً يدًا بيد وتعاد كتابته ويصفّ ويُلصق وشغل كتير بدائي كان سببًا في أن تكون هناك صحيفتان أو ثلاث على الأكثر وليس كصحف اليوم أكثر من عشرين صحيفة» حملت الموضوع فإذا برئيس التحرير ــ يومها الأخ سيد الخطيب يغير العنوان إلى «حفر ود الترابي». ما كان القوم يحتملون في شيخهم حديثًا لا تلميحًا ولا تصريحاً فرفع سيد الحرج بأن نسب الحفر للقرية وليس للشخص.
كنت يومها أعني حفرتين على طريق الخرطوم مدني قبالة قرية ود الترابي وكان الطريق أملس ونظيفًا وما به إلا الحفرتان، صراحة كان هذا ظاهر الموضوع ولم أبخل عليه بتحميله تلميحًا ما يدل أنني لا أعني الحفر وحدها . محافظ الكاملين في ذلك الزمان حمَّل الموضوع أكثر مما يحتمل وأصر على أنه هو المقصود وليس الحفر الحسية، ولم يجد منا توضيحًا ولا اعتذارًا.
بعد هذه المقدمة الطويلة ولا أقول الرمية لما تمتاز به الرمية من القصر والمباشرة، بعد المقدمة نقول كثرت الحفر في طريق الخرطوم مدني هذا الطريق بمثابة الجد أو الحبوبة يجب الإحسان إليه. وبما أننا بَشرنا قبل فترة بأن توسعة الطريق صارت وشيكة جدًا وما بقي إلا أن تستلم الشركة المنفذة الموقع. ولكن الطريق ما زال مستعملاً. في الآونة الأخيرة كثرت الحفر على الطريق وتعددت وهذا ما لم يكن يحدث يوم كان الأخ المهندس الرشيد عربي مشرفًا على الطريق، وكنا في تواصل معه شديد نبصره وهو لا يحتاج لتبصير أن في المكان كذا حفرة أو قرمة وتجد الأمر قد سوِّي إن لم يكن في نفس اليوم ففي اليوم التالي.
هذه المرة وبعد أن شكا كل مستخدمي الطريق من الحفر وكثرتها وتزايد اتساعها يومًا بعد يوم وما سببته من حوادث اتصلت على الأخ وزير الدولة بالطرق المهندس حامد الوكيل أخبره ما بالطريق من حفر ووعد خيرًا رغم أنها لا تقع ضمن اختصاصه. بعدها تحصلت على هاتف المهندس عمر عثمان مدير الهيئة العامة للطرق والجسور وشكوت ونقلت شكوى مستخدمي الطريق ووعد خيرًا وجزاه الله خيرًا شرع في صيانة الطريق في اليوم التالي مباشرة. وتنفس الناس الصعداء وحمدوا الله. وأيضًا هاتفته ونقلت شكري وشكر المواطنين للاستجابة السريعة والشكر أقل ما يقدم لمن يستجيب لقضاء حوائج الناس.
شكرًا عمر شكرًا مهندسي وعمال الهيئة العامة للطرق وسنشكر أكثر يوم تبدأ توسعة الطريق.
خاطرة لماذا نقل المهندس الرشيد عربي من موقع الإشراف على الطريق؟

زمن الفيل والظل

  الأربعاء, 01 أيار 2013  

إليكم هذا الخبر: وأجمل ما في الخبر أنه ورد في همس وجهر بهذه الصحيفة!!
تعديلات في قيادة الدفاع الشعبي:
علمت الزاوية أن الترتيبات قد اكتملت لإحداث تغييرات واسعة على منظومة الدفاع الشعبي، حيث تأكد إسناد المنسقية العامة للوزير السابق الصادق محمد علي الشيخ خلفاً للمنسق الحالي عبد الله الجيلي، وسيتبع ذلك تغيير على مستوى المساعدين والمنسقين.
سألت قوقل وكتبت عبد الرحيم محمد حسين، فقال لي ورد الاسم حوالى 3.170.000 من النتائج «عدد الثواني: 0.35» ثلاثة ملايين ومائة وسبعون ألف مرة، وكان ذلك في ثلث الثانية. وأعدت السؤال على قوقل كم مرة ورد اسم عبد الرحيم محمد حسين خلال الاربعة والعشرين ساعة الماضية، فقال «677» مرة . هذا على الانترنت. ترى لو كان هناك عداد لحديث الناس في الهواء كم مرة سيكون عدد مرات تكرار هذا الاسم في هذين اليومين، ثم نقفز الى: وماذا قالوا؟ من يربط بين الفقرتين أعلاه، من الذي أجرى التعديلات على قيادة الدفاع الشعبي؟ أليس أمراً مضحكاً وفاقداً للإقناع أن يجري تغيير في قيادة الدفاع الشعبي ولا يجري تغيير في وزارة الدفاع.
عندما ينحرف قطار عن مجراه ويقتل في الحادث عشرة أشخاص مثلاً، يتقدم الوزير المعني باستقالته دون أن يطلب منه أحد ذلك!! ما هي الحاسة المسؤولة عن الحياء من الخطأ التي تصدر أمراً للمخ الذي يصدر أمراً لليد التي تكتب الاستقالة؟ أم أن عثرة وزير السكة الحديد في البلدان الاخرى لا تساوي عثرات السودانيين الذين يتضررون من تقصير الوزير السوداني.
الشعوب هي مرآة الحكومات ترى فيها رضاءها عنها وقناعتها بها، والذي يعكس رأي الشعب هو وسائل الإعلام، وإذا دجنت أو قهرت وسائل الإعلام بألا تسبح إلا بحمد الحكومات ستدفع الحكومات الثمن طال الزمن أو قصر. وعندما تحاول أجهزة الحكومات حمايتها بالقهر فإنها تحفر قبر تلك الحكومات. وما لم تقرأ الأجهزة الواقع وما لم تنصع الحكومات للواقع وتفعل ما يرضي هذه الشعوب فإنها تسبح عكس التيار. بعد هذه المقدمات وهذه الحوامات حول الموضوع حتى لا يحجبه حاجب، ما الذي جعل التغيير في قوات الدفاع الشعبي ولم يصل للقوات الما شعبية؟ فإذا ما تعدت العلاقات الخاصة وطغت على المصلحة العامة ستذهب المصلحتان.
ترى متى سيكون ذلك؟
القراء الأعزاء عهد بيني وبينكم ألا أكتب في السياسة لكثرة الخائضين فيها، لذا من حقكم عليَّ أن أعتذر عن هذا الخرق، وما أجبرني عليه إلا ما نحن فيه اليوم، ونبحث لك يا أم روابة عن الماء وجاء زمان يا أم روابة تبحثين فيه عن الأمن!!

مؤتمر المؤتمرات!!

  الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2013

هل مرَّ على قاعة الصداقة أسبوع بلا مؤتمر؟ بالله ماذا لو استأذنا الصين العظمى لنغير اسم هذه القاعة؟ بدلاً من قاعة الصداقة إلى قاعة المؤتمرات التي بلا مخرجات.
هل هناك جدول منظم لهذه المؤتمرات؟ هل هناك برنامج محدد لعدد المؤتمرات التي ستعقد في السنة، بلاش السنة في الشهر أم كل من راقت له فكرة وجد اسماً ولملم خلق الله من جهات الدنيا الأربع، وصرف عليها صرف دولة بترولية؟ كم هي تكاليف مؤتمر الأحزاب الإفريقية كآخر مؤتمر انعقد بقاعة الصداقة؟ كم تذكرة طيران دفعتها خزينة المؤتمر الوطني؟«...»؟ كم عدد الوفود التي شاركت في هذا المؤتمر؟ بماذا خرج المؤتمرون أو المتآمرون أليس هناك شبه في الحروف والأفعال؟ ماذا جنت بلاد السودان التي تشكو الفقر والفاقة من هذا المؤتمر ولنكن أكثر دقة ماذا استفاد السيد نافع من هذا المؤتمر؟ وماذا استفاد المؤتمر الوطني صاحب الدعوة؟؟
مؤتمر البرلمانات مرة العربية ومرة الإفريقية لماذا؟ ما هي القضية المشتركة التي يمكن أن تعرض في مؤتمر البرلمانات العربية أو الإفريقية؟ ما هي الأحزاب الإفريقية التي شاركت وما مقدار رضي قواعدها عنها، هذا إن كانت لها قواعد أصلاً؟
ثم هؤلاء المفتتحون لهذه المؤتمرات والذين تقوم المؤتمرات تحت رعايتهم من رئيس جمهورية أو نائبه الأول أو النائب الثاني، هل سألوا يوماً عن توصيات هذ المؤتمرات أو مخرجاتها وتابعوها حتى تصل إلى نهايتها؟ هل كلفت رئاسة الجمهورية نفسها يوماً تخلد فيه لنفسها وتضع فنجاناً من القهوة وتطلب عدد المؤتمرات التي انعقدت لا أقول منذ مجيء الإنقاذ فهذه مهمة شاقة وتحتاج لشاحنات لتحمل الورق المطبوع والحقائب والس ديسز وبواقي الطعام «بمناسبة بقايا الطعام أتمنى أن لا تحرق لأني قرأت قبل يومين موضوعاً للبروفيسور أزهري حمادة يتحدث فيه عن فئة اجتماعية تسمى النكاشون وهؤلاء هم الذين ينكشون القمامة ليأكلوا الذي يمكن أن يؤكل» أرجو أن تطلب فقط توصيات مؤتمرات الربع الأول لهذه السنة وتنظر من صرف عليها، ومن المستفيدون من الصرف وماذا جنت البلا د من هذه المؤتمرات؟
هل يستأذن من يريد أن يعقد مؤتمراً محلياً أو إقليمياً أو عالمياً جهة بعينها أم كل واحد فقهه في رأسه؟ هل تشارك وزارة الخارجية في صناعة المؤتمرات؟ هل لها رؤية في المؤتمرات الإقليمية أو العالمية؟ هل تضع من الخطط ما يخرج به المؤتمر ولو اختيار الرئيس مجاملةً أو نائب رئيس مجاملة، وهل بعد ذلك ستكون المصلحة مصلحة بلاد بأكملها أم المرشح الفائز بالرئاسة هو الرابح؟ كم مرة ضنوا علينا وأهانونا في عقر دارنا ولم نظفر برئاسة ولا نائب رئيس؟
أدعوكم قرائي الأعزاء أن تدلوني على مكان أجد فيه إحصاء لعدد المؤتمرات التي عقدت في السودان ولو في سنة واحدة وميزانيتها؟ وتوصياتها أين رقدت؟ ومن المستفيد الأول؟
ثمانية وعشرون استفهاماً، هل تريدون المزيد؟ صاروا تسعة وعشرين استفهاماً هل من مجيب؟ ثلاث

تشويه الاستثمار

 الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2013

أماني السياسيين التي تنطلق من الغرف والقاعات المكيفة وتلحق بالسفر لا تكفي ولا توصل الى نتيجة مرتجاة. اللهم الا إذا كان تضييع الوقت كما في المباريات عندما يكون أحد الفريقين كسب النتيجة ولا يريد الآخر ان يستفيد من الوقت ويلجأ لتضييع الوقت بالقذف بالكرة بعيدًا بعيدًا طبعًا زمان كانوا بجيبوا نفس الكرة ويأخذ ذلك وقتاً أما الآن فيبدو انها تستبدل بأخرى. «بالله شوف الثقافة الكروية دي جاءت من وين؟».
   كنت شاهداً على نزاع طويل وشرس في أواخر التسعينيات في بدايات فكرة مدينة جياد الصناعية بدأت الحكومة من الآخر، وكانت الانقاذ شابة وللناس فيها أمل، جاءت بالمعدات والحاويات ورمت الحديد دون ان تشاور أحدًا من أهل المنطقة ولم تسلك الطرق المتبعة في تسجيل الأرض ونزع الأرض للصالح العام والخطوات المعروفة التي آخرها التعويض المجزي .
ودارت مظاهرات وقطع لطريق الخرطوم مدني وما ادراك ما طريق الخرطوم مدني في أواخر التسعينيات حيث كان الشريان الوحيد الرابط بين الميناء والعاصمة. وتمت اعتقالات واستعمال للقوة من الطرفين وصل الامر ان أُصيبت سيارة وزير الداخلية وتحطم زجاجها ويومها كانت سيارة وزير الداخلية كريسيدا ورقمها 1989 وكان بكري يومها واسع الصدر.
ولأن المنطقة منطقة وعي تقِّم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وبعد العراك بدأ التفاهم وتبصير الناس بما سيعود عليهم وعلى السودان من خير من هذه المدينة الصناعية. قبلت المبررات وقبلت التعويضات وقامت مدينة جياد الصناعية.
يبدو ان وزارة الاستثمار لا تحمل خططًا ولا دراسات وزادها الوحيد لغة الانشاء وطق الحنك وارضنا واسعة وتعالوا يا مستثمرون ولم تفكر في القوانين والعادات المتعلقة بالأرض وأي مشروع تفكر فيه وزارة الاستثمار وتدعو اليه مستثمرًا عليها ان تزيل كل العوائق اولاً بالقانون والتراضي التام مع أهل المنطقة وما يعود عليهم مباشرة إذ لا يُعقل ان يقبل مواطن ان تُنزع ارضه ويقام عليها مثل مدبغة افروتان بالباقير التي تبث روائحها الكريهة لعشرات السنين وتلوث كل المنطقة وتجعل السكن في الباقير جحيمًا وليس لأهل المنطقة من هذه المدبغة الا التلوث والروائح الكريهة. او مشروع زايد الخير الذي عاد على المستثمر بالخير الوفير وعلى المنطقة بالبعوض والفئران.
ما لم يستفد المواطن ويصبح شريكًا ومنتفعًا ومتعلمًا من المستثمر فلن يقبل بفقد ارضه ويقبض الريح هذا إن لم تكن للمستثمر ملوثات يرمي بها على المنطقة.
وقبل كل هذا الميزات التي تعطى للمستثمرين والإغراءات أليس أحق بها المواطن قبل الغريب؟ كم من المواطنين تركوا مهنهم من كثرة الرسوم وما يدفعون للحكومة؟ الإعفاء الضريبي أولى به الغريب أم كثير من المواطنين الذين اوقفوا نشاطهم الزراعي والصناعي والخدمي من جور الضرائب وجزافيتها وتعسفها؟ «بالمناسبة من هو مدير الضرائب الذي خلف الذي مكث يومًا واحدًا وأعفي؟».
لا يحدثنا مصطفى عثمان عن استثمار ما لم يكثف الدراسات ويزيل المعوقات ويستعن بعلماء الاجتماع والاقتصاد ويضع خريطة متفق عليها ثم يبدأ في دعوة المستثمرين بلا فضائح ومعارك مع المواطنين عند بداية كل مشروع.

ما هذا يا حكومة القضارف؟

 الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013

المنجمون أو التعدين الاهلي او الدهّابة كلها مسميات للذين يذهبون من تلقاء انفسهم مستثمرين أوقاتهم واموالهم لاستخراج الذهب من باطن الارض في عملية شاقة. غير انها صارت مهنة لآلاف إن لم نقل مئات الآلاف من الشباب الذي يبحث عن العمل.
في منطقة شاور بمحلية السباغ ولاية القضارف ينقب عن الذهب كثيرون، من شمال كردفان وحدها هناك حوالى 700 شخص بقيادة «ح ز ي» وصلوها في يناير 2010 منطقة شاور هذه أصبحت سوقًا وحراكاً اقتصاديًا نفع المنطقة كلها ولكن المحليات كعادتها تريد نصيب الأسد وشعارها «الحاضرة بخيتة» يعني يحبون العاجل من الايرادات التي تنعكس عليهم حوافز وعلى المواطن بعضًا من خدمات .
فرضت المحلية على كل حفار «كراكة» رسومًا شهرية «3000» جنيه وعلى كل جوال خام يخرج من البئر مبلغ «18» جنيهًا «بالمناسبة هذا الجوال ما به من ذهب من نصف جرام إلى 3 جرامات» وفرضت رسومًا على كل بئر «212» جنيهًا. ولتعرف كبر هذه الرسوم على المنقبين يقول محدثي انه دفع للمحلية منذ «2010» حتى الآن «350» مليون جنيه بالقديم هذا منقب واحد ترى كم هم؟ ولتقريب الصورة في الربع الأول من 2013م دفع محدثي 95 مليون جنيه للمحلية.
وهؤلاء الناس راضون رغم ان المحلية لا تقدم لهم أي خدمات ولم تطور في المنطقة شيئًا ويعيشون في منطقة مليئة بالغبار والازعاج يعني تلوث يصل لحد فرضها منطقة كوارث الغبار من جهة والازعاج من جهة والزئبق واثره في الكلى.
ما الجديد؟
رأت المحلية ان تحولهم من مكانهم هذا، لماذا؟ لم تقل لهم ولم تنذرهم ولم تستأذنهم ولم تعطهم مهلة ليدبروا أمرهم جاءت المحلية بجرافات وهدمت كل الأحواض التي يغسلون فيها التراب كمرحلة من مراحل التنقيب، بالمناسبة الحوض الواحد يكلف تشييده 7 آلاف جنيه أبناء ام روابة وحدها لهم 200 حوض أصبحت أثرًا بعد عين بأمر المحلية. وبالمناسبة مخرجات أحواضهم هذه فيها كمية من الذهب لا يستطيعون استخراجها وتأتي شركات أكثر منهم تقانة وتشتري هذا التراب. ويوم جرفت المحلية آبارهم وجدت هذه الشركات فرصتها وأخذت ترابهم بلا مقابل «يا ربي هل هناك اتفاق او علاقة بين من الجرف وهذه الشركات؟ أم الحظ فقط هو الذي أعطى الشركات عرق آخرين؟».
صاحبنا له الآن 1500 جوال لا يستطيع الوصول إليها الا بعد رسوم تعجيزية للمحلية  تكاليف استخراج الجوال «140» جنيهًا ويخشى ان تستولي عليها الشركات بلا مقابل كما فعلت مع مخلفات تحطيم الأحواض التي أخذتها الشركات عينك يا تاجر.
هذا حال محلياتنا مع أبناء جلدتها لماذا البحث عن مستثمرين من الخارج؟ هذا الاستثمار يحتاج إلى من يقف معه. كم من الناس رضى بباب الرزق هذا رغم قساوته وخطورته وبعد ذلك لم تتركهم المحليات ليأكلوا من حفر الأرض؟

وكالات تسمسر في العقول

  السبت, 27 نيسان/أبريل 2013  

رب قائل هذه الوزارة ألفيها مكفيها عندما تصلح حالها ستلتفت لما يليها من أعمال سوق البشر. الوزارة المعنية هنا وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل.
فلاش باك:
في عام 1977 م جاءت لجنة من وزارة المعارف السعودية  لتتعاقد مع معلمين برئاسة المغفور له بإذن الله د. إبراهيم الصليفيح وهذه المرة الأولى التي تحضر فيها لجنة لذلك الغرض منذ مطلع الستينات، حيث جاءت لتسد فراغ المصريين بعد سوء العلاقات السعودية المصرية الناتج عن أحداث اليمن. كانت اللجنة تترجانا وتتوسل للمعلمين بأن يقبلوا بشروطها وراتبها الذي هو قريب من الراتب السوداني يوم كان سعر الجنيه ثلاثة دولارات. ومازلت أذكر قول الصليفيح لنا يا أخي أدينا سنة من عمرك تحج فيها وترى بلاداً جديدة ويفرد لك خريطة المملكة ويخيرك أي مدنها تريد؟ ونتعزز ونقول نفكر ونعود إليك، ونأتي في اليوم الثاني والثالث إلى أن وافقنا أخيراً. «طبعاً في ذات العام بدأ تدهور الاقتصاد السوداني وعام الجنيه ومازال في الماء إلى يومنا هذا. وبعد سنتين أو ثلاث كانت صفوف المعلمين تنظمها الشرطة».
عزة الإنسان من عزة بلده.
الدور على الأطباء ولكن ليس كما كنا بين وزارة ومواطن بل دخل سمسار في النص، وهم الوكالات وهذه وضعت رسوماً عجيبة على الذين يريدون السفر، وربما تأخذ من المخدم بعد ذلك وربما في الأمر أكثر من ذلك كما كتبنا سابقاً عن فنيي المختبرات المباعين للكويت.
انظر هذه الرسوم التي اتفقت عليها الوكالات وتستلمها بدون أي ايصال أو سند قبض حتى لا تسأل عما تفعل.
«يدفع الطبيب 6000 جنيه مقابل التقديم  عبر الوكالة و1200جنيه مقابل إجراءات السفارة للطبيب و1000 جنيه مقابل إجراءات السفارة للمرافق البالغ و800 مقابل إجراءات السفارة للطفل الواحد». انتهى الاقتباس من رسالة أحدهم.
تخيل كم يدفع طبيب له ولأسرته المكونة من طفلين 9800 جنيه!!! من وضع هذه الرسوم؟ وهل مرت على وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل؟ وما هي حدود الوكالات وما وظيفتها؟ وهل تأخذ من الجهات التي كلفتها بتجهيز الضحايا أم تأخذ من الضحايا فقط. إلى متى نستثمر في مص دماء بعضنا بعضاً، ما أثر ذلك على الواقع الاقتصادي والاجتماعي؟ مقابل ماذا هذه المبالغ الطائلة؟ وهل يستفيد بعض من الناس من هشاشة القوانين وقلة الرقابة هذا إن لم نقل واستغلال النفوذ واستغلال حاجات تانية حامياني.
أليس هذا مؤشراً سيئاً فقدان عقول وفقدان ضمائر؟ هذه الوكالات لمن؟ وشروطها كيف؟ والرقيب عليها قطعاً هو وزارة الموارد البشرية والعمل، يا أستاذه إشراقة يا وزيرة ضعي هذه في قائمة ما تقومين به من معالجات وفقك الله.
هل من الوكالات ما يطالب بنسبة من الراتب؟ ياهو الفضل.