الجمعة، 10 مايو 2013

كتاباتنا وقادة الشرطة

 الثلاثاء, 07 أيار 2013

ما أجمل أن يولى الأمر لأهله!
 خلال مسيرتي في الكتابة الصحفية التي بدأت في منتصف تسعينيات القرن الماضي وأحسب أني بثثتُ فيها كثيرًا من قضايا المواطنين لقربي منهم ومعايشتي اليومية للواقع وكثيرًا ما أكتب عن ما يلاقيه المواطن من بعض رجال شرطة المرور وليسوا كلهم شرًا ولكن لا تخلو فئة من منْ لا يقدر المسؤولية ويتسلط على خلق الله.
أول مدير إدارة مرور التقيته أو طلب مقابلتي سعادة اللواء عادل سيد أحمد وكان رجلاً ودودًا وتناقشنا نقاشًا طيبًا بصرناه بما لا يعرف وبصرنا بما لا نعرف وافترقنا وكلنا يكنّ للآخر كل تقدير واحترام... رجل على قدر رتبته تماماً. وكثير من التطوير خصوصًا الربط الشبكي تم في عهده.
المرة الثانية كتبتُ تحت عنوان يا وزير الداخلية وعدَّدت عدة نقاط  وعيوب نراها أمامنا تحتاج إلى إصلاح وأحال السيد الوزير وقتها الأمر لمدير عام المرور اللواء التهامي وأيضًا تناقشنا في ما كتبت نقاشًا ملؤه الاحترام المتبادل بين رجلين راشدين لا تربطهما إلا هموم هذا الوطن اتفقنا على بعضها واختلفنا في بعضها. «بالمناسبة التهامي تحول لكلية الشرطة بعد عام قضاه في كلية التربية».
وكان لقاء ثالث مع رجل خلوق من قادة الشرطة اللواء عابدين الطاهر يوم كان مديرًا للمرور وكانت بيننا محادثات هاتفية كلها تصب في قائمة المصلحة العامة وإصلاح الخلل الذي نراه ولا يصل إليه من ممارسات بعض الشرطة على الطرق العامة «وليست الطرق السريعة طبعاً».
أما الرجل الكبير سعادة الفريق محجوب حسن سعد فقد صرح للسوداني في عددها الثاني يوم 11/10/2010 م أنه لو بقي في المرور لأسبوع واحد لألغى التسويات الفورية وحسب قوله إنها باب من أبواب الفساد كبير. كتبت مقالاً قاسيًا في حق الرجل ألومه على هذا التصريح الذي رأيت أنه غير ذي فائدة وعندما أعدت قراءته تألمت لبعض فقراته، فإذا بالرجل الكبير يتصل هاتفيًا وكأنه يعتذر لي بدلاً من أن أعتذر له ووضح أن هموم الشرطة يومها كانت أكبر من المرور والجانب الأمني أخذ كل وقتهم، وصارت صداقة بيننا إلى يومنا هذا.
أما صديقي القديم اللواء عبد الله أبو دومات مدير مرور ولاية الجزيرة السابق فقد امتدت العلاقة بيننا زمنًا طويلاً ملؤها الاحترام المتبادل وقضاء وحوائج الناس واستمرت العلاقة بعد أن جاء للخرطوم لرئاسة المرور وياله من رجل ورع. وبعض من قادة السجل المدني وأينما ذهبنا كان الاحترام المتبادل. هذه بعض النماذج لعلاقتنا بالشرطة وقيادة الشرطة التي نكنُّ لها كل احترام وتقدير ونؤمن بعظيم دورها في حياتنا.
  في زمن الحسرة هذا يبدو أن كثيرًا من الأمور ولِّيت لغير أهلها وجاء نرجسيون يُكثرون الحديث عن أنفسهم ومؤهلاتهم العلمية، المؤهل العلمي ما لم يؤهل صاحبه وينعكس عليه كنموذج لسعة الأفق وسعة الصدر وسعة الاطلاع يكون مؤهلاً يحتاج لإثبات بالوثائق والحبر والحديث عنه كل مرة.
غداً بإذن الله نكتب عن يوم أسبوع المرور العربي وما دار في حماية المستهلك وما قاله سعادة اللواء حقوقي الدكتور جداً الطيب عبد الجليل مدير إدارة المرور السريع وكله مسجل في كمبيوتري هذا.

ليست هناك تعليقات: