الثلاثاء، 19 مايو 2009

الأستاذ حمدي وسعر الصرف

(الأذكياء دائما غرباء) أحمد
نقلت صحف الخميس الماضي خبرا وقف عنده كثيرون الخبر مفاده أن الأستاذ عبد الرحيم حمدي طالب بإخراج سياسة تحديد سعر الصرف من إشراف البنك المركزي وأن تؤول إلى لجنة مختصة تشارك فيها جهات عدة من بينها البنك المركزي.
وقد اعتاد الناس من الأستاذ حمدي الأفكار الجريئة والمدهشة وكيف لا وهو شيخ سياسة التحرير الاقتصادي ورغم ما حققته من نجاح إلا أن لها منتقدين من المثاليين وهو يدافع عن آثارها السالبة بان معالجاتها للآثار السالبة لم تنفذ وان الحكومات المتعاقبة أخذت ما يفيدها من سياسة التحرير ولم تعالج الآثار السالبة.وقبل فترة خرج على الناس بما عرف بمثلث حمدي.رجل بهذه القامة الاقتصادية وهذه الجرأة لا بد ان يقف الناس عند قوله في الاقتصاد.
اتصلت هاتفيا بالأستاذ عبد الرحيم حمدي استفسره عن ما نسب إليه: رد يا أخي هؤلاء الصحفيين الذين نقلوا عني لم يكونوا دقيقين في النقل فقد قلت يجب أن تحدد سعر الصرف عدة جهات يعني لجنة يكونها البنك المركزي وتكون برئاسة البنك المركزي وهذا معمول به في كثير من بلدان العالم. قلت : اذا الفرق كبير بين هذا القول وما نسب إليك ، فقد فهم من الذي نسب إليك هو أن تحدد سعر الصرف لجنة بنك السودان واحد منها.
بما ان قيمة العملة المحلية تدهورت بسعرة وبمعدلات انحدار شديدة في بداية سياسة التحرير وكل شي نسب لسعر الدولار في ذلك الوقت فاننا ننتظر ان يتعافى السعر بنفس معدلات الصعود ولكن هذا لم يتحقق وان الحياة لم تساير التحسن في عافية الاقتصاد وعزا الاقتصاديون ان اشياء كثيرة مرتبطة بسعر الصرف الذي لا يمكن تحديد سعره الحقيقي مرة واحدة وفجأة.
إذ الديون مرتبطة به وكثير من العقودات ستتأثر بسعر الصرف والصادر الآن هو أول المتأثرين بسعر الصرف رغم بطء تدرجه ومعلوم ومشهور خروجنا من سوق الهدي في الحج الماضي اذ بلغ كل الصادر 250 ألف راش في ادني صادر للهدي منذ زمن بعيد.وكي نعود لابد من سياسات منها على الأقل دعم الصادر بالحد الذي يجعل خرافنا منافسة لغيرها وهي على مرمى حجر من منى ومكة.
أخي حمدي مرحبا بالديمقراطية الاقتصادية التي في مقترحك بان يتشاور البنك المركزي مع لجنة من أهل الشان المتعلق بسعر الصرف ويحدد على ضو مقترحاتها حيث لا نقع في طائفية اقتصادية جديدة وقد شبعنا من المشايخ في السياسة والدين.


مارس 2006

مجلس المصنفات الأدبية يتغذي بالحرام

الحادثة:
مغترب طلب منه ولده إحضار طابعة كمبيوتر للاستعمال الشخصي في البيت.الوالد يستجيب لطلب الابن ويحضر الطابعة من النوع الرخيص اقل من 130 ألف جنيه.ويدخل عبر مطار الخرطوم الدولي ( والله دولي دي عايزة إعادة نظر إذ الجبايات التي تجري فيه لا تجري في أي مطار في العالم). نعود لمغتربنا حجز منه موظفو الجمارك بالمطار طابعة الكمبيوتر وطلبوا منه الذهاب لرئاسة مجلس المصنفات الأدبية والفنية . سأل أين هذا المجلس؟ وما علاقته بطابعة ابني؟ قالوا في ام درمان أما علاقته بطابعة ابنك فهذا لا شان لنا به ولا من حقنا الرد . لا استطيع الذهاب لام درمان الآن وأنا قادم من سفر وهذه حالي كما ترون . نحجز الطابعة وتحضر في أي يوم بعد أن يأذن لك مجلس المصنفات الأدبية بإدخال هذه الطابعة.
حجزوا الطابعة.
المغترب في البيت وولده لا يهمه من ما جاء به أبيه إلا طابعة الكمبيوتر. فتش دون أن يسال والده ولم يجد الطابعة . أيوه ابوي كضب عليّ وانا مش حاسالوا.
بعد يومين تلاتة ذهب الوالد يحمل أمر حجز الطابعة المتهمة إلى مجلس المصنفات الأدبية بأم درمان قرأ الموظف أمر الحجز.واخرج دفتر إيصالات مالية اورنيك 15 عديل كده وقال ليهو تدفع 83 الف جنيه. لماذا رسوم استيراد مدخلات ومعدات طباعة. ذهل المغترب وقال بتتكلم جد ؟ قال نعم . يا أخي سعرها 130 ألف ادفع رسوم إدخالها 83 ألف 63 % من سعرها ؟ مقابل شنو بس أقنعني؟ على كيفك عايز تدفع ولا ما عايز خليها تقعد في المطار. طبعا المغترب دفع 83 ألف.ولك أن تتصور ما خرج به من شعور نحو وطنه (العزيز).

قيل:
قيل ان احد الجهلاء من الهمباتة سال الله ان يؤتيه الصحة ومو مسؤل من رزقه.
وحال هذا الهمباتي كحال هذه المجالس قالت للحكومة والوزارات المسئولة عنها أدينا إيصالات وماكي مسئولة عن ميزانياتنا.
اعتراف
اعترف بعدم الاطلاع على قانون المصنفات الأدبية والفنية لسنة 2000 المستند عليه لهذه الجباية.
ولكن من هذه الحادثة إن في هذا القانون خلل صريح وعدم تفصيل إذ قد اقبل أن يكون المجلس قيما على المطابع الكبيرة وعليه أن يعرف ما تقوم به من طباعة وكمية ما طبعت وماذا طبعت ويقدم لها من الخدمات والخبرات وتوزيع المطبوعات بعدالة كل هذا قد يكون مسوغا له ليأخذ ما يسد رمقه ويعمل به مكيفاته ويحرك به سياراته ويوزع به حوافزه على موظفيه ويبحبح مش كل خلق الله مبحبحة؟
لكن أن يكون المجلس مسئولا عن هذه الأشياء الصغيرة هذا ما لم يدخل دماغي. وما الذي يمنع الإذاعة من فرض مثل هذه الرسوم على كل راديو يدخل البلد أو حجر بطارية أو قطع غيارها. وكذا يفعل التلفزيون.
خاتمة:
مما يدهش أن الأمين العام للمجلس شاعر رقيق ومشهور ومحبوب كيف رضي لنفسه أن تنسف الدنانير صورته الزاهية في نفوسنا بهذه الإجراءات الإدارية المعكننة.
أعيدوا قراءة هذا القانون وسدوا هذه الثغرات يرحمكم الله ( يا أميننا الله يسلمك) بإخراج طابعات الاستعمال الشخصي من هذه القائمة.

مارس 2006

هذه النقاط إلى متى وأين تصب؟

من لم يشعر بالجمال الذي طال الخرطوم وشوارعها في عينيه رمد.
السير على شارع إفريقيا صار متعة ويذكر بدول الخليج و السير على شارع النيل صار سياحة وأخشى على السايقين من أن تسحرهم الزهور ويسرحوا.وغير ذلك كثير ومثل ذلك في المدن الثلاثة بحري وأم درمان غير أن الأخيرة شمطاء يصعب معها المكياج ، رغم تغني الشعراء بها. لكل ذلك لا نملك إلا أن ندعو لوزير التخطيط العمراني وفريق وزارته جزاهم الله عنا كل خير.
مثل هذه السلسة من الأعمال تحتاج عوننا ولكن
من المعلوم ان ولاية الخرطوم وعبر مجلسها التشريعي فرضت على الشاحنات واللواري ووسائل النقل 10 آلاف عند دخولها للخرطوم او عبورها لكبري من كباريها واسم هذا الرسوم ( طرق وكباري ولاية الخرطوم ). وعندما وجدت هذه الرسوم غير كافيه أصدرت بالتنسيق مع جهات أخرى زيادة على لتر الوقود وهو الزيادة الأخيرة وللأسف حزت كل الولايات حزو الخرطوم في زيادة الوقود دون أن نشعر لعائدات الوقود – في كثير منها – بخدمات تساوي هذه الزيادة ولم نعرف فيما وظفتها.
صارت ولاية الخرطوم تأخذ تحت هذا البند جبايتين ان لم تكن هناك ثالثة عند الترخيص .هذه الرسوم التي على الشاحنات واللواري فيها من عدم العدالة الكثير اذ ليست وحدها التي تسير على الطرق والكباري ولا يعقل أن تدفع هذه الوسائل ويجدها غيرها ممهدة بلا دفع وهذا أشبه بالحال السابق حيث كانت جل ميزانية السودان يهدر لترفيه الخرطوم.
وبعد زيادة الوقود والتي فيها من العدالة الكثير حيث يدفع للطرق والكباري معظم من يستهلك وقودا.كان يجب أن توقف رسوم الطرق والكباري.
ونقاط تحصيل رسوم الطرق والكباري عند كل مداخل العاصمة من كل الجهات تمارس عملها بكل تعسف وتخنق الطريق بعدة حواجز وعليها رجال غلاظ.
عيب هذه النقطة الأكبر غير عدم العدالة أنها تتحصل هذه الرسوم بورق عليه شعار ولاية الخرطوم فقط ، في مخالفة صريحة لوزارة المالية التي قالت إن أي رسوم بغير اورنيك 15 هي رسوم غير قانونية، والعجيب الإصرار على هذه النقطة يدخل في النفس ريبة بان هناك جهات مستفيدة غير خزينة ولاية الخرطوم.أليس عدد المطابع من الكثرة بحيث لا يعرفها إلا اتحادها؟ والكل يمكن أن يطبع ويرقم من الدفاتر ما شاء؟
أخي والي الخرطوم في هذه الرسوم عدم عدالة رغم إجازة المجلس التشريعي لها لأنها أعقبها ما يجبها. ولي أن اشك في أن خيرها ليس للولاية.فأقم العدل بإلغاء هذه الرسوم التي هي على فئة دون فئة وأنها بغير إيصال 15 وأرجو -إن كان من الممكن - مراجعة عائداتها وتقصي أين تصب؟ ولن تعدم طريقة إذا أردت.

مارس 2006

إزعاج صرف (أرباح) القطن

قول واحد:
اتصل بي احد الأصدقاء المهتمين بالشأن العام
يقول: لقد صرف أرباح القطن مزارعو تفتيش مكتب 40 اللعوتة ؟
قلت : بدأ الصرف ولكنها ليست أرباح.
قال: لماذا لم تكتب أن أحد المزارعين صرف 11 مليون جنيه؟
قلت : صحيح ولكن آلاف المزارعين لم يتجاوز صرف احدهم المليون جنيه.أتريدني أن أضلل الناس بان المزارعين صاروا مليونيرات وبحبحوا خالص.
قال : لا ولكن يجب ان يذكر مثل هذا الرقم.
قلت : يا أخي هذا الذي صرف 11 مليون ليست ذات بال بالنسبة له وهو من القادرين الذين صرفوا على حواشتهم صرفا لا يستطيعه الكثيرون إن لم نقل الباقين.وهل وظيفة الإعلام أن يذكر إما كل الخير او كل الشر؟
قال : الم تكن هذه المرة الأولى التي تصرف فيها أرباح القطن في هذا الموعد؟
قلت : سأتوقف عند كلمة أرباح كعادتي كل سنة هذه ليست أرباح ولكن الحمد لله بدأت بوادر خير بان يدفع المشتري فوراً وللمرة الأولى منذ زمن بعيد.
قول اتنين:
صديقنا بروفسير الأمين دفع الله صرح للصحف قبل أن يبدأ الصرف وقال( ولقد وجد صرف أرباح القطن ارتياحا بالغا عند المزارعين) وأحلف يوم صرح بذلك انه لم يستلم مزارع واحد مليما واحدا ( وين السيد المليم الذي كان يتوسط مسائل الحساب في المرحلة الأولية على أيامنا تلك؟).
قول تلاتة:
اتحاد المزارعين لا تسعه الفرحة بهذا الانجاز وهو بيع القطن زهرة ولأول مرة يصرف المزارعون قبل الإداريون والمقاولون وأخشى أن تقف التدفقات المالية عند هذه المرحلة الإعلامية وتعود حليمة لعادتها القديمة ويطول الانتظار. إذ أن هذا البيع هذه المرة ليس طبيعيا فقد تدخلت فيه عوامل سياسية ولم يكن عرض وطلب ولم يطرح في سوق الله واكبر ولم يطرح في عطاءات عالمية او محلية. غير أننا نحفظ لوزارة المالية هذه الوقفة في تركيز الأسعار.

الرابعة
اما الذي يفور الدم ويجعله يغلي ويسير بسرعة تجعل القلب يدق وعروق الرأس تتشحط هو قولة أرباح القطن ، هذه ليست أرباح هذا ما بقي للمزارع من سعر بيع القطن إذ أن المخصوم ليس كل التكلفة فلم تحسب كل العمليات الزراعية التي يقوم بها المزارع وأولاده وما صرفه على اللقيط وعلى الترحيل.وعلاج البلهارسيا والملاريا ودوالي المريء.
ثم افرض أنها أرباح صافية لماذا تعطى بهذه المنة وهذا الإعلام الضخم لماذا عائد المزارعين يصاحبه دائما هذا الضجيج وكل ما صرفوه لا يسمن لا يغني من جوع ما معنى أن يصرف مزارع مليون جنيه كل 12 شهر بهذه المنة وهو ما يتقاضاه اقل موظف في شهر واحد.بالمناسبة قالوا في ناس راتبهم الشهري 45 مليون جنيه يعني في السنة 540 مليون يعني يساوي عدد مزارعي تفتيش بحالو.
سنعود لهذا الموضوع بعلمية وبأرقام في المرة القادمة هذا مجرد تنفيس.



مارس 2006

الثلاثاء، 5 مايو 2009

انفصال وحدة

كتبت في هذا العمود في فبراير 2005 (لست ميالاً لسماع الأحاديث السياسية ولكني عندما أجد مثل د.أمين حسن عمر – رغم رأي الناس فيه - اسمعه لأنه يخاطب العقل باحترام ووضوح ولا يهمه كيف يُستقبل كلامه . بالأمس سأله مقدم برنامج( بلا قيود) التلفزيوني هل الفترة ست سنوات كافيه؟ قال سنة واحدة تكفي حيث سيُظهر كل طرف ما في نفسه)
بعد خطاب الرئيس في جوبا والذي أثار أهم قضية تشغل السودانيين في الشمال والجنوب وهي قضية الوحدة بين الشمال والجنوب أو انفصالهما والذي جاء في الخطاب بعد رفع رايات الانفصال في وجه الرئيس قول الرئيس انفصال بإحسان خير من وحدة بحرب. جارين متعاونين يحتكمان للعقل والعدل وهذا الاحتكام يحدث بعد كل حرب إذاً لماذا الحرب فلنحكم العقل والعدل في حياتنا بدلاً من الحرب.
بعد خطاب الرئيس كتبت عشرات الأقلام تتحدث عن الوحدة والانفصال.وبقدر تقدير الشماليين لاتفاق السلام الذي قدموا فيه عدة تنازلات إرضاءاً للإخوة الجنوبيين وحقنا للدماء إلا أننا نجد بعض الإخوة الجنوبيين يريدون كل شي وجعلوا من الاتفاق ابتزازا. وقد سكت الشماليون عن مشاركتهم في الاستفتاء وتركوا الجنوبيين وحدهم للاستفتاء وهم الذين يحددون الوحدة أو الانفصال . وهم الذين يحكمون الجنوب ويشاركون في حكم الشمال.
الجوانب المالية مهمة جداً وأي قرش يذهب لمدرسة و بئر و مستشفى و طريق و كهرباء فهذا صرفه الذي نتمناه وبعد ذلك لا يهم المكان الجغرافي الذي فيه صرف. ونتمنى أن نرى الجنوب معمرا اخضرا وتشقه الطرق المسفلتة ومستفيدا من مياهه ومن خيراته دولة جارة أو من ضمن الوطن الواحد .
و إن كان الإخوة الجنوبيين يرون أنهم مستعجلون للانفصال فالشماليون منهم أعجل وليت اتفاق السلام لو نص على في ست سنوات او اقل ليكون الانفصال اليوم وليس غدا لينصرف كل طرف لما ينفعه بدلا من أن نضيع الوقت في استرضاء وابتزاز وزيارات من وراء الظهر لأمريكا وحديث هنا عن الوحدة وحديث هناك عن الانفصال . واتهام كل طرف للآخر بأنه لم يكن صادقا معه.
قبل ان تتطور الاتهامات وتزيد الجفوة وقبل أن يكرروا مقولة ( الشماليون ونقض المواثيق ) دعونا نبدأ من الآخر ونجرب الانفصال ويستقل كل طرف عن الآخر تماما وبعد ذلك ينظر كل طرف في مآله. في هذا الأثناء تُضع المسائل الخلافية تحت مفوضيات قانونية مثل آبيي والحدود.وليصدق كل طرف مع الآخر بان يذهب لما ينفع الناس ويتركان الحفر والاستعانة بالغريب.
كم كانت ربيكا كبيرة في نظرنا يوم وفاة زوجها الراحل قرنق وكم هي عكس ذلك يوم حجت لأمريكا وقالت ما قالت.
عود على بدء هذه سنة د. أمين حسن عمر انقضت فما النتيجة؟
فبراير 2006 م

تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق

هل أنت معلم؟
أأنت أب ؟ أأنتِ أم؟
أيرضيك ما تعلمه لتلاميذك؟ هل يرضيك تحصيل ابنك او بنتك؟ ( ام كل الهم المفاخرة بهم يوم النتيجة)
العام الدراسي هل هو كافٍ لتغطية المقرر؟
المقرر هل هو كافٍ ومشبع للتلميذ ويجعل منه مشروع عالم أو مخترع؟
هل يرضيك حال تعليمنا؟
المدارس الأُول أو الطلاب الأُول هل يمكن المنافسة بهم عالمياً؟
مدارسنا ما واقعها هل بها من وسائل العصر شي؟ أم مازال معظم المدارس وسائل التعليم فيها سبورة وطباشيرة ومعلم وناظر له شنبات وسوط؟
هل مللت من الأسئلة عزيزي القاري وتنتظر بعض الإجابات وقلت في نفسك ماذا يريد أن يقول هذا؟
الإجابة على كثير من الأسئلة أعلاه أجابت عليها ورشة عمل بعنوان ( تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق ) أقامتها الدفعة الثامنة لطلاب ماجستير تكنولوجيا التعليم بجامعة الزعيم الأزهري( كاتب هذا العمود من طلابها) وكان ذلك في قاعة جميلة ورائعة - قاعة تدخل السودان في القرن الواحد وعشرين - هي قاعة النقابة العامة لعمال التربية والتعليم.( جزا الله القائمين عليها خيراً) كان ذلك في يوم 21/2/2006 م.
شارك في الورشة عدد كبير من علماء التربية في بلادنا وعدد من المدرسين والموجهين والطلاب وطلاب غير سودانيين من معهد الخرطوم للغة العربية للناطقين بغيرها.
المشكلة الرئيسة للورشة متى ننزل نظريات تكنولوجيا التعليم لواقعنا أو في مدارسنا؟
وهل نساير العالم في نظمه التربوية أم نسير بسير أبطنا؟
مشكلة التعليم الآن - في كل الدنيا- انفجار المعرفة وانفجار السكان وما نتج عنهما كيف نعلم كل هذه المعرفة وكيف نعلم كل هؤلاء الناس؟
وحل هاتين المشكلتين هو ما تحاوله تكنولوجيا التعليم وذلك بالتعليم المفتوح والتعلم الذاتي.
والعمود الفقري للتعليم و التعلم الذاتي الذي نفتقده في مدارسنا هو (مراكز مصادر التعلم) بكل مستوياته وقد قطع العالم حولنا في ذلك شوطا بعيدا ولم يسمع به عندنا كثيرين من القائمين على أمر التربية. غير أن مدير جامعة الأزهري ووزير التعليم العام الذين كانا من حضور هذه الورشة وعدا بإنزاله لأرض الواقع قريبا ( قريبا هذه من غير المعدود) ولكن نسأل الله أن يوفيا بما وعدا وكذا وعدت ولاية الخرطوم.
ولو لا خوفي من مثلث جديد يسمونه مثلث أحمد المصطفى لقلت فلنبدأ بتكنولوجيا التعليم في ولايتي الخرطوم والجزيرة وبذا نكون قد حققنا التغطية بنسبة الثلثين في تعليمنا العام.
سؤال:
هل هذا مكان مثل هذا الموضوع ؟ أم الصحف حصريا للنقة السياسية والاقتصادية والإعلانات والكورة؟


مارس 2006

رد من بثينة الجنوبية

الاستاذ الموقر/ أحمد المصطفى ابراهيمايماناً بمبدأ احترام الرأى والرأى الآخر ارجو منك مشكوراً نشر ردّى هذا على مقالك الذى ورد في «الصحافة» الغراء بتاريخ الخميس 24 محرم 1427هـ الموافق 23فبراير 2006م العدد 4565 بعنوان «انفصال... وحدة».بدءاً تناول المقال زيارة الرئيس لجوبا وما حدث من أن المواطنين رفعوا رايات الانفصال في وجهه مما دعاه للقول بأن انفصال باحسان خير من وحدة بحرب، لعل خير الكلام ما قلَّ ودلَّ. وأرى أن ما قاله الرئيس هو عين الحكمة حتى يتكىء كلٌّ على الجانب الذي يريحه.ورد في المقال ان الشماليين قدموا تنازلات إرضاء للأخوة الجنوبيين وحقناً للدماء إلا أننا نجد بعض الاخوة الجنوبيين يريدون كل شئ، وجعلوا من الاتفاق ابتزازا وقد سكت الشماليون عن مشاركتهم في الاستفتاء وتركوا للجنوبيين وحدهم ممارسة الاستفتاء، وهم الذين يحددون الوحدة أو الإنفصال وهم الذين يحكمون الجنوب ويشاركون في حكم الشمال.ليت صاحب المقال سمى وعدّد تلك التنازلات التى يدعى ان الشمال قدّمها. في تقديرى انه حتى لو كان هناك تنازلات فليس ذلك فضلا ومعروفا منهم حتى يمتنوا به على الجنوبيين، إذ أن الشمال تنازل وإن صح التعبير إيماناً بالحق الشرعى للجنوب الذي تغول عليه جراب الحكومات في الشمال سنينا عددا دون أن يوقظهم صوت الضمير ولو لهنيهة من الزمن. الجنوبيون لا يتوقعون منكم شئياً حتى يستنزفكم فلا تغرنكم تلك الفتافت التى تحاول الحكومة أن تلقى بها للجنوبيين ثم أن الجنوب هو المتظلم والشمال هو الابن البكر الذي لهف ورثة اخوته دون معروف، أبعد كل ذلك تريد من الشماليين ان يتكلموا ويفتوا في شأن الوحدة إو الانفصال مالكم كيف تحكمون؟ في اعتقادى أن الجنوب وحده هو صاحب الصوت فقد صمت كثيراً وآن الأوان أن يتكلم وبئس المشاركة في حكم الشمال أي إفتراء وهراء هذا اذا كانت مشاركة صورية مجرد نمر من ورق لا تسمن ولا تغنى من جوع ولا تقيم له أي اعتبار، ولا يفوتنى أن اسدى لك شكرى على نواياك الحسنة أخى مصطفى تجاه الجنوب بأن يلحق بركب التعمير.. جاء أيضاً في المقال إن كان الأخوة الجنوبيون يرون أنهم مستعجلون للانفصال فالشماليون منهم أعجل... الخ.أحمد المصطفى لو أن الشماليين يتعجلون الانفصال قبل الست سنوات المقررة وذلك بأن يكون غداً اقولها بملء فمى ليت الانفصال يكون الساعة فالجنوبيون هم الاعجل فإن كنت فيَّ زاهدا فأنا فيك أزهد.ويختم أحمد المصطفى مقاله قائلاً: كم كانت ربيكا كبيرة في نظرنا يوم وفاة زوجها الراحل قرنق وكم هو عكس ذلك يوم حجت لأمريكا وقالت ما قالت.اخي احمد ربيكا عندما حجت إلى امريكا على حد قولك لم تذهب خلسة حتى يعاب ذلك عليها، ثم ان هناك علاقة شخصية بين زوجها الراحل وواشنطن فضلاً عن انها غير ملزمة بتقديم إخطار عن الجهة التى تود أن تزورها والكلام الذى يجب أن تتفوه به لان لا أحد وصيٌّ عليها، ثم أنها لم تأتى من عندها ولعل خير دليل على ما قالته الوضع الراهن ولا يخفى على عاقل تلكؤ الحكومة في تجسيد الاتفاقية واقعاً، فكم كانت ربيكا كبيرة في نظرنا يوم وفاة زوجها وكم هي أكبر وأكبر اليوم بعد أن ترجمت حرصها على مصير الوطن والآمال العراض للمناضل الراحل قرنق ولك جزيل شكرى.بثينة عوض الله جابو مينججامعة بحر الغزالتربية ـ آدابتعقيبابنتى بثينة: اذا كان هذا رأيي وهذا رأيك في الوحدة والإنفصال وأنا شمالي وانت جنوبية فلماذا لا نستفتي كل الشماليين وكل الجنوبين الآن وليس غداً، ونقبل بنتيجة الاستفتاء بكل ود ونحفظ ما بقى بيننا من إحترام؟
مارس 2006

الاثنين، 4 مايو 2009

متى تفاوض الحكومة الشعب ؟

مما يؤخذ على حكومة الإنقاذ – رحمها الله – أنها لا تفاوض إلا من يحمل السلاح ويتمرد عليها أو يعلن معارضته لها أو يلعنها من الخارج. وقتها تبسط لها طاولات المفاوضات وتقبل الوسطاء الأفارقة والعرب والاوربيون وتتنازل له عن عدة مقاعد والبقية مشهورة.....
الآن وبعد أن أصبحت حكومة وحدة وطنية والكل يطالب باقتسام الثروة والسلطة. بالمناسبة أذا أُعطي حاتم السر مثلاً منصب نائب والي الخرطوم ما نصيب جماهير الوطني الاتحادي – أن وجد – من هذا العطاء؟ أليست هي اقرب إلى الرشوة له ليسكت وان قبلها فنردد حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الراشي والمرتشي والرايش بينهما) جاءتك يا القاهرة. حاتم السر مجرد مثال ينطبق على كل من أُعطي منصب وسكت.
الآن نحن الشعب نطالب هذه الحكومة أن تسمع أناتنا ومن ماذا نشكو وماذا نريد؟ كنا كشعب محترم نحنُ على حال الحكومة أيام الكرب والنكبات والحروب وندفع لها كل ما تطلبه ونربط الحزام إلى أن يلتصق مع الظهر. لكنها فعلت معنا ما فعله الرجل الذي تبرعت له زوجته بكليتها وعندما شُفي تزوج عليها امرأة أخرى.
ألا تعرف هذه الحكومة أوجاع الشعب؟
ألا تعرف هذه الحكومة كم تجبي مؤسساتها لها أو باسمها من هذا الشعب ؟
ألا تعرف هذه الحكومة كيف يُصرف هذا المال وما نصيب الشعب منه؟
ألا تعرف هذه الحكومة أن 90 % من مال السودان يدور في الخرطوم فقط لذا نزح إليها كل من هب ودب؟
ألا تعرف هذه الحكومة أن مواطنها عجز عن أن يدير أي عمل؟ إن هو فتح متجرا صغيرا قفله بعد شهور لكثرة ما يطلب منه حملة الإيصالات. وان هو فرش طماطم ليبعها جاءته الحكومة ممثلة في مشتري السوق من المحلية وطلب أضعاف المصرح به وبوليس الحكومة خلفه في أسوأ استغلال للسلطة. وان هو فكر في عمل فيه ترحيل بوكس ، لوري ، وحافلة ، الويل الويل له عليه ان يقف ليدفع كل 25 كيلو ضرائب ،زكاة مخالفات مرورية.رسوم محليات فوق فوق غير التحت تحت.
وان لا يذهب ولده للمدرسة إلا بعد أن يحمل معه رسوم الدراسة وان مرض – لا قدر الله – عليه أن يدفع ويدفع إلى أن يموت.
طلاب الجامعات في ركوبهم المواصلات يدفعون ضرائب للدولة أخشى أن تكون أكثر من كثير من التجار إذ يدفع 1000 جنيه يوميا للضرائب عبر تذكرة المواصلات من خارج العاصمة.
متى وأين تبدأ المفاوضات مع الشعب؟

مارس 2006 م

زفـت وقطـن

أن نحمل أقلامنا ونجعل منها سياطا تلهب ولا تسطر إلا لعيوب، في ذلك عدم إنصاف. وقد يدخلنا في قول الشاعر (والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا) ولكن نفوسنا والحمد لله نفوس مؤمنة وأملها في الله كبير وحسن ظننا بالله يجعلنا نتمنى الخير لكل الناس.
لما هذه المقدمة ؟
دخلت غرب الخرطوم بالأمس بعد طول غياب ورأيت ما صار إليه لدرجة كدت أسأل أين أنا فالشوارع جميلة ومسفلتة وعريضة ومرصوفة في أناقة جعلت المقرن يطالب كل الذين تغنوا له أن يعيدوا أغنياتهم وينظروا لجماله اليوم فقد زادته وزارة التخطيط العمراني حلاوة على حلاوته.وإذا خرجت منه لشارع النيل لكان يومك سياحة حقيقة والمداومون على شارع النيل لا يعرفون جماله إلا إذا لفتهم له زائر - وخصوصا الخليجيون – نيل وخضرة وزادات زهور ونوافير لله در القائمين عليه وعلى كل جماليات الخرطوم وتحريكها من أقبح ثلاثة مدن رآها زائر قبل عقد من الزمان ورفيقتيها صنعاء ومقديشيو ليتنى اعرفه لأقول له اخرج خرطومنا من القائمة وابحث لك عن مدينة غيرها.فخرطوم عبد الوهاب وعماد وصحبهم صارت تغطيها الخضرة وصار للأطفال والأسر في لياليها حدائق وسمر ومتنفس وإضاءة.
تذكرت كل هذا الخير وهذا التحول ولكن النفس الأمارة بالسوء سألتني وماذا عن القطن؟ قلت لها إن في هذه البلاد عدم توزيع ادوار وهذه البلاد تدار بالاجتماعات والمغانم والتطبيل وليس لها وجيع .
فقد امتحنها ربي هذه السنة بخير كثير في الزراعة والثروة الحيوانية فرسبت في الامتحان بل كادت تأخذ صفر عديل. قطن لم نره منذ زمن طويل أهمله الجري وراء المغانم والمشغوليات الفارغة حتى الخيش عجز القائمون عليه من توفيره ناهيك عن كذب الوعود بالشراء المباشر والدفع الفوري . المزارعون المدمنون على الزراعة إدمان بعض الناس - شفاهم الله- على الخمر باعوا كل الذي أمامهم ليدفعوا مصاريف جني القطن(اللقيط ) وهم يبيعون معزة الشاي وعجل البقرة والفول السوداني برماد القروش ليفوا القطن حقه. وبعد ذلك يلتفتون ولا يجدون حتى الخيش ليجمعوا فيه قطنهم . وحالهم هذه يسالون ما السبب؟ تأتي الإجابة أقبح من الذنب :مجلس الإدارة ما تكون. ويرد احدهم الم يتدخل يان برونك ويطالب الحكومة بتكوين مجلس الإدارة ؟ وإلا يكلم عميه انان و بوش ويرفع تقريره بعدم تكوين مجلس الإدارة علشان ما يشتري خيش ويجيب سلفيات للقيط. وبعد قليل نرى قضية القطن في الفضائيات ،عجز السودان عن لقيط قطنه، السودان يرفض التدخل في لقيط القطن ، لقيط القطن مسألة داخلية لا يسمح السودان بالتدخل في سيادته ،المزارعون موافقون ويثمنون دور الاتحاد العظيم الذي انتخبوه في انتخابات نزيهة شهدها العالم كل العلم أرسل المراسلين وشهدوا بنزاهة وباركوا اختيار المزارعين لاتحادهم الدائم أبدا. الدائم الله.
صورتان متناقضتان تماما الخرطوم تزداد جمالا والإنتاج الزراعي والحيواني في تدهور مستمر من يعدل الصورة المقلوبة يا فتح العليم؟ أين السمسار القديم أين الشركة السلعلع من يسلفنا ارخص أنواع الخيش لنلم قطننا؟
لعمرى كيف صار الزفت ابيضاً والقطن اسوداً؟

فبراير 2006 م

إذلال المعاشيين

تقودني خطايا كل ثلاثة أو أربعة أشهر لنافذة الصندوق القومي للتأمينات الاجتماعية بشارع الجمهورية بالقرب من جامعة الخرطوم لصرف معاش احد أقاربي الذي خدم في وزارة الري وتحديدا في مشروع الجزيرة 33 سنة من عمره قضاها على حماره من ترعة لترعة يسجل مناسيبها ويبلغها عبر الهاتف ( هذا يوم كان للترع والقناطر هواتف ومناسيب لا تزيد ولا تنقص وليس هبتليات الحفر والانسياب الحالية القوي يغلب الضعيف).
اُحيل قريبي للمعاش بسبب الشيخوخة فقد بلغ الستين ونسبة لصعوبة حركته لأنه يمشي برجل اصطناعية فتوكلت على الله وصرت اصرف له معاشه بالوكالة منذ 2001 م ولضآلة المبلغ المخجلة والتي لا تستحق ان تذهب له كل شهر فصرت اذهب لهناك بعد كل ثلاثة أشهر فمعاشة 37 ألف جنيه يعني لا تكفي لإعاشة أسرته ليومين قل ثلاثة كيف يقضي باقي الشهر .( بالله وجبة أي زائر لمؤتمر كم تكلف ؟ نزله في فندق كم يكلف؟ دع عنك مؤتمرات القمة ذات اليخوت أتحدث عن المؤتمرات التي انعقدت وانفضت ولم يطبق من توصياتها إلا الإعلام والظهور على الشاشات وفائدة المقاولون ومقدمي الخدمات).
الصورة داخل نافذة الصرف تلك مخجلة ومؤلمة وتحتاج شاعرا مثل صلاح احمد إبراهيم ليصورها بدقة . الناس هناك لا تعلو وجههم ابتسامة فإما امرأة عجوز أو رجل عجوز يمشي على ثلاثة أو يقوده ابنه والصفوف طويلة والمقابلات من الشباك خارج المبنى وكأننا في القرن الماضي. والمعاشيون لا يلومهم احد إن هم تدافعوا لصرف هذا المبلغ الزهيد في أول كل شهر وجاءوا بالآلاف .
لا أريد أن انقل هذه المأساة التي تقطع القلب من ضآلة المبلغ إلى طريقة صرفه.
ولكن
أسئلة للصندوق القومي للمعاشات
هل قارنت هذه الطريقة بالطريقة التي تصرف بها المعاشات في أي مكان في الدنيا اسألوا متقاعدا قادم من بريطانيا وقولوا له كيف يا معاشك لا اعني العبارات الجميلة التي ترافقه بل المبلغ. ببساطة ينزل في حساب منتظم ؟
ما الذي يمنع أن تنزل هذه المبالغ إما في بنوك بعينها وإما أن تقدم بطريقة أريح من هذه كأن يكون الشهر كله أيام صرف والكل يعرف متى يومه ويقف وقفة واحدة أمام موظف واحد من شباك واحد ليأخذ مبلغه في كرامة.
بقي أن نشهد أن هذا الصندوق يقدم دعما من حين لآخر بعد أن وجد المبلغ مخجل جداً. وشهادة أخرى إنهم يستخدمون الكمبيوتر في تجهيز أوراق الصرف.ولكنهم لا يستخدمون كل طاقة موظفيهم.
بالمناسبة : هل يعرف الجماعة الفوق مثل هذه المتاعب؟
مارس 2006 م

مرحباً بنك الإمارات والسودان ولكن!

من الطرف التي تروى أن سودانيا سمع خليجيا يقول وزير الزراعة في دولتنا قرر وقبل أن يكمل كان بالقرب منه سوداني شبع ضحكاً
التفت الخليجي وقال:ما يضحكك يا سوداني ؟
السوداني: عندكم وزير زراعة ؟ هي وين زراعتكم؟
الخليجي : طيب انتو مش عندكم وزير مالية؟

رغم عدم مواكبة الطرفة لأننا الآن لنا أكثر من 30 وزير مالية.
من قلوبنا نرحب بكل تقدم وبكل تطور على جميع الاصعده لاسيما الصعيد الاقتصادي الذي هو مفتاح كثير من الخير إذا باركه الله وحسنت نوايا القائمين عليه. يوم الخميس 24/2/2006 م تم افتتاح بنك الإمارات والسودان. نرحب بالبنك الجديد لعدة أسباب وليس منها قلة المصارف والبنوك في بلادنا فهي في ما اعلم 26 مصرفا بخطأ تقريبي + او – 1 . وكل هذه المصارف لها عيوب خاصة وعيوب مشتركة من عيوبها المشتركة انها تعمل للجمهور لفترة قصيرة جداً من اليوم من 9 صباحاً حتى 12:30 ظهراً ما مجموعه ثلاث ساعات ونصف فقط وتظل مقفولة في وجه المتعاملين معها عشرون ساعة ونصف في اليوم وهذا العيب الكبير هو الذي يجعل وسط الخرطوم مزدحما جدا في هذه الفترة ووسط الخرطوم هو مركز ثقل هذه المصارف لدرجة انك تجد المركز في وسط الخرطوم وله عدة فروع في نفس وسط الخرطوم. ومن عيوبها المشتركة التي يعرفها كل متعامل معها قلة تعاملها مع التقانات المصرفية الحديثة ولنكون ادق تعبيرا بطء تعاملها وجلبها للتقانات الحديثة ( يعني الاسوفت swift في المركز وتتدحرج بعد الاسوفت يدويا مما يفقد الاسوفت كثيرا من مزاياها) صراف آلي في بداياته ويتحرك ببطء وتجريب في غاية الحذر وكأنهم يتعاملون مع عقارب سامة والعالم عرف الصراف الآلي قبل فترة طويلة أكثر من عقد ونصف. ومصارفنا على كثرتها فخيرها شبه محتكر لمجالس إداراتها وقليل من الناس . لن أتحدث عن تواضع رؤوس أموال بعضها ولكن الواضح الآن حتى البنوك المتخصصة لا تستطيع القيام بواجبها كما نريد مصرف المزارع التجاري مثالاً أردناه للزراعة وتمويل المزارعين عمل ليهو صيدلية على شارع البلدية.
لهذا الضعف العام والخاص في مصارفنا نريد من المصارف الجديدة الإمارات والسودان ومصرف السلام أن تحدث ثورة في هذا القطاع الهام الذي ( غلب الداوي الداواي هنا يمكن يكون دكتور صابر).
نريد مصرفا نجده معنا في أي مكان بالهاتف بالانترنت في كل شوارعنا في كل مدننا لا تحده الساعة 12:30 هذا من حيث الخدمات المباشرة ومن حيث الخدمات غير المباشرة نريده أن يعلم المصارف العدل في التمويل فقد شبعت الخرطوم اسمنت وباقي السودان مازالت أرضه بور أينما ذهبت وإذا زُرعت عجز المزارع عن جني محصوله وإذا جناه عجز عن بيعه وأمر الثروة الحيوانية أعجب 130 مليون رأس فقط كان صادرنا منها 250 ألف رأس في موسم الهدي الماضي يعني الباقي كم 129 مليون وثلاثة أرباع المليون بسيطة مش؟
مرة أخرى مرحبا مصرف الإمارات و السودان منك المال ومنا الأرض والضرع لخير السودان ناقص الخرطوم المترفة.


فبراير 2006 م

السياسي غير المحترم

أكاد لا اصدق ما أقرا أو إنني احلم. كل اسم كانت الحكومة تلصق به واحدة أو كل هذه الصفات مثل الخائن المتمرد الخارج المنشق . نجده الآن معها في طاولتها أو حاكما أو نائبا لحاكم أو وزير أو مستوزر وبين ليلة وضحها لم يعد خائنا ولا متمردا ولا منشقا وهو من جانبه يردد معها الله اكبر الله اكبر ( تكبيرا لا يقبله الله لانه بلا نية وبلا عمل وهذا المعارض بالأمس كانت عنده هي حكومة الجبهة وحكومة الطغمة وحكومة بيوت الأشباح والحكومة سارقة الشعب والاسلاموية.
مما يعني أن هؤلاء السياسيين لم تكن لهم قضية وكانوا يبكون على مناصب فقدوها أو مناصب يتطلعون إليها. ولا يقل عنهم عدم احترام من يقبلهم وهذه صفاتهم متذرعا بان الإجماع الوطني يتطلب هذه الترضيات وقد يدلل ذلك على انه اشد حرصا على مقعده لدرجة يقبل كل ما يجعله يلحس ما قال بالأمس ليسكت خصومه المعارضين السابقين وكأنه يقول لهم : هس ادخلوا ادخلوا الشعب ما يشوفكم ويأكلون الباسطة في غرف مظلمة معاً.
السياسيون لا يعيشون بأسمائهم ولا أجسادهم الفانية بل بمواقفهم وبرامجهم . كل سياسي لا برنامج له وغير مستعد للتضحية من اجله بكل رخيص الحياة هو سياسي غير محترم.
ليس محترماً السياسي الذي يعارض ومتى ما أُعطي منصبا سكت مهما كانت مبرراته من المنصب كإسقاط الحكومة من الداخل أو تغيير مسارها لصالحه وهو يعلم والشعب يعلم ان حكومات لحم الرأس لا برامج لها ولن تحقق إلا المصالح الخاصة.
مستقبل الديمقراطية – ولست من عشاقها - ليس بخير ما دامت هذه ممارسة السياسيين كبارا وصغارا وكل همهم المصالح الخاصة.لا نسمع حديثا عن برنامج حزب ولا مجموعة ولا أهداف ولا خطط . الأمر كلهو عينوا فلانا ليسكت وصالحوا فلانا ليسكت. وما أمر اقتسام الثروة بغريب لو لا لصق اقتسام السلطة به . جميل أن يتقاسم الناس كل الناس الثروة بعدالة وبقوانين يوقع عليها من يوقع ولكن في النهاية تظل قوانين تضمن للجميع حقوقهم أما اقتسام السلطة فهذا شبح أنانية وذاتية ومنافع خاصة كيف نقول أن للجهة الفلانية 50 % من السلطة هل ستأتي الولاية كلها للتسلط ام سيتسلط عدد منها باسمها هنا مربط فرس عدم الاحترام.
اسمع أن للسياسيين حصانة .هذا في الدنيا فهل لهم حصانة أمام الله ؟ يوم لا والد يحنو ولا كادر يطيع ولا بودي قارد body guard .
اذا صورت مجلس الوزراء الآن وقلت لأحدهم هذا فلان وهذا فلان سيقول هذه خدعة كمبيوترية حشرت الصور دي كده معقول فلان وفلان في مجلس الوزراء؟ ولا تنسوا المستشارين.
حفظك الله يا سودان.

فبراير 2006 م

شركات محظوظة (موبيتل مثالاً)

في كل الدنيا الشركات التجارية التي تقدم الخدمات تبحث بشتى السبل للزبون وتبحث عن رضائه لتأخذه من مثيلاتها في منافسة حامية الوطيس . اللهم إلا في سوداننا هذا فكل شركة تبحث لها عن ظهر تتكي عليه أو تستند عليه وتجلس بعيدا تقدم من الخدمات ما يروق لها وفي الوقت الذي يروق لها وبالطريقة التي تدر عليها أكثر ويجد الموطن نفسه عبداً للشركة يطلب خدماتها في انكسار وكأنها تمنحه الخدمة مجاناً.
ضعف القوانين وعدم معرفة السبيل إلى انتزاع الحقوق هو ديدن سوداني وأسبابه كثيرة،
أولا التربية المتساهلة التي تربى عليها المواطن وعدم حب المشاكل . ثانيا تعود المواطن على الخدمات التي تقدمها شركات الحكومة واختلط الأمر على الناس هل الشركات التي تقدم ا لخدمات ماء، كهرباء،هاتف هل هي حكومية محمية من الدولة ام شركات تجارية يمكن مقاضاتها والوقوف أمام المحاكم حين تقصيرها كما تفعل هي بتقديم المواطن للمحكمة ولوكيل النيابة شركات الكهرباء والمياه مثالاً.
نعود لموبيتل هل سمعت بان أحدا قاضى موبيتل على انقطاع الشبكة بدون عذر وفوت عليه هذا الانقطاع صفقة بملايين الجنيهات او كلفه حياة قريب له لأنه لم يجد الطبيب في الوقت المناسب؟
عموما نحن أهل منطقة كاملة قدمت لنا موبيتل خدمتها عبر برج يبعد عنا 6 كيلومترات وبعد فترة انقطعت الخدمة بسبب ان موبيتل أرسلت مهندسيها وغيروا اتجاه الخلايا وخرجنا من تغطيتها كان ذلك قبل أكثر من سنتين ومنذ ذلك اليوم نحن نلاحق موبيتل بالهاتف والخطابات أن ردي علينا خدمتك ومسئولوها يوعدون ويخلفون وكان أغنية الكابلي شعار لهم ( توعد وتخلف توعد وتخلف).
وقد بلغ الضيق يوما بأخي د.البوني أن حلف بالطلاق في عموده حاطب ليل بان شعار موبيتل (أي مكان أي زمان ) كضب في كضب وانه يفقد خدمتها متى ما دخل قريته.
أخيراً قلنا نكون علميين وعمليين مع الشركة وتقدمنا بخطاب من اللجنة الشعبية للقرية ومرفق معه قائمة باسماء 341 مشترك من الرجال بالاضافة لعدد المشتركات الذي لا يقل عن ذلك ( عيب نشر أسماء المشتركات ولا إيه يا رجاله). كان ذلك قبل اكثر من شهرين ولا رد وكلما اتصلنا وعدونا واخلفوا.
بالله هل هناك شركة محظوظة أكثر من موبيتل التي يلاحقها الناس لتقدم لهم خدماتها – على كثرة عيوبها – وهي تتمنع. ولما جاءها منافس طلع من النوع طويل البال الذي يعمل بهدوء وصمت . على العموم نحن جاهزون لتغيير هواتفنا الى أي شركة توصل لنا الخدمة مادام موبيتل مش حاسة بينا ولن تكلف نفسها عمل ساعة واحدة في برج مقسم التي او برج جديد في مقسم اللعوتة علشان تكسب كل المنطقة جنوبنا.
شركات محظوظة يا عم مش حاسة بزبائنها وتحس لييييه اهو وهذا حالها بيع جزء منها بمبلغ 1.2 مليار دولار مبرووووووووووووووووووك.
فبراير 2006 م

السبت، 2 مايو 2009

من يحارب هذا الفساد؟

إشراقات التنمية وهذه النهضة وهذه الدولة المتوثبة لماذا نبطل الفرح بها في نفوس الناس ببعض المظاهر السالبة؟ لماذا لا يتفرغ بعض المسئولين لمحارية الظواهر السالبة حتى يرى الناس هذه الصور المشرقة بلا غصة في الحلق؟ لماذا نترك الفئران تحفر؟
بالمناسبة هل هناك جهة جادة في محاربة الفساد؟
وبالمناسبة هل الفساد معرف أم مختلف عليه؟
أمريكا تدعي محاربة الإرهاب ولكن لها عينان كل واحدة تنظر للإرهاب وترسل إشارات للمخ الأمريكي بان هذا إرهاب مرضي عنه وهذا إرهاب مغضوب عليه ؟
هل عرّفنا الفساد أم سيظل بهذه الهلامية ؟ ما أراه فسادا يراه آخر شطارة وحق مكتسب؟
قبل أن نترك الأمر للفتاوى الخاصة، على الجهة التي أوكل إليها محاربة الفساد ان تبدأ بهذا الفساد الذي لا يختلف عليه اثنان واعني به أن يكون للشخص الواحد أكثر من وظيفة واحدة بمعنى أن تكون له عدة وظائف يتقاضى رواتبها جميعا من الدولة الواحدة ؟ أنا اعرف إن هناك تصوير مستندات بان تكون للورقة الواحدة عدة صور ولكن تصوير الآدميين بحيث يملأ الشخص الواحد ثلاث وظائف في وقت واحد هذا ما لم اسمع به . يا سادة ان كنتم تظنون أن عبقرية بعض الناس لا مثيل لها ولن يملأ مكانه إلا هو فهذا وهم وقصور . وإذا أراد البعض بهذه الممارسة أن يجامل بعضهم بعضا ويزيدوا لهم دخلهم بهذه الحيلة فهذا فساد لا يختلف عليه اثنان زد راتبه بأي مبرر تختاره وليكن في مكان واحد يفيد منه ويستفيد ويفسح المجال لآخرين ليسدوا النقص.
( قد يقول قائل يا لك من ساذج وهذا فقط هو الذي يضايقك ؟ هل تعلم أيها الساذج بأنه بعد هذه الوظائف الثلاثة أو الأربعة هو عضو مجلس إدارة في عشر مؤسسات وعائده من كل واحدة عشرة أضعاف هذا الراتب الذي تبكي عليه).
سأظل في سذاجتي وكل محاسبة مقدور عليها ولكن الجمع بين الوظيفتين اشد حرمة من الجمع بين الأختين وعلاجه مقدور عليه إذا أرادت جهة محاربته .
الأمر في عهد الحواسيب جد بسيط قاعدة بيانات بأسماء الموظفين ووظائفهم في كل الولايات داخل شبكة يدخل منها مسئول محاربة الفساد ليرى الأسماء المكررة في الشهر الواحد. لهذا النظام عدة فوائد لإدارة شئون الموظفين ومعرفة أماكنهم وتعدادهم وتمركزهم وفائضهم .
حوسبة الرواتب وصرفها بشيكات سيوفر على الدولة كثيرا من التعاميم والمنشورات التي تنادي مطلع كل سنة بان الصرف بالبطاقة فقط . وما يمر شهر أو شهران إلا وتعود حليمة لعادتها القديمة.نريد أن يصرف الموظفون رواتبهم عبر شيكات من بنوك وما على وزارة المالية الاتحادية أو الولائية إلا تغذية حساب الرواتب لدى البنوك وتُذهِب كثيرا من الهم عن نفسها . ومن خلال الشاشة وبدون مغالطة يمكن لوزير المالية أن يعرف الفصل الأول وما طرأ عليه في أي لحظة دون الدخول في جدل مع أي جهة مستفيدة من فوضى الرواتب.
ابدوا بهذا الفساد الصغير المنتشر كالسرطان حتى نشعر أن جهة ما تريد أن تحارب الفساد.
فبراير 2006 م

يا وزير المالية حُرمة الرواتب

كتبت في زاوية ( استفهامات ) يوم 30/12/2004 م مخاطبا الوزير كمال عبد اللطيف بان نقيم الحق ونحوسب الرواتب ، ونحارب ظاهرة غريبة هي عدم تسليم الرواتب لأصحابها كاملة. واقترحت أن تصرف الرواتب بشيكات تخرج من وزارة المالية للموظفين وعددت عدة فوائد منها تعليم الموظفين الادخار والتعامل مع البنوك واحترام الإنسان ورفع ظاهرة غريبة هي ( تقريم )الرواتب .
ولقد رد الأخ الوزير رداً لطيفاً ( ألا يقولون لكل أمريء شيء من اسمه) وعد في رده بتطبيق نظام حوسبة الرواتب خلال سنة 2005 م باذن الله . وانقضت 2005 ولم يشاء الله لنظام حوسبة الرواتب ان يرى النور.
أريد أن أعيد الاقتراح مرة أخرى وهو أن تبرمج على حاسوب كل رواتب الموظفين وتخرج في شيكات متى ما انتهى شهر يسلم كل موظف شيكه في يده وهو حر بعد ذلك في متى يصرفه أو يدخره في حسابه كاملاً أو يأخذ منه ما يشاء أو يدخل مع البنك في عمليات استثمارية أو مرابحات أو شراء بالتقسيط كما يحدث في كثير من دول العالم .
وأمر حوسبة الرواتب ليس جديدا وعملت به دول قبل عقدين من الزمان. ماذا ننتظر نحن؟
وفائدة أخرى تهم وزارة المالية وتحاول إيقافها بمنشور لا يتم الصرف إلا بالبطاقة ولكن هذا الشرط كثيرا ما يتحايل عليه أصحاب الغرض الذين يدّعون خدمة قواعدهم.
وظاهرة اخرى اذا بنينا قاعدة بيانات متينة سنكتشف الذين يصرفون من الدولة عدة رواتب شهرية ويشغلون عدة وظائف في وقت واحد ويقال ان هذه الظاهرة في ازدياد أن تجد الموظف موظف في عدة وزارات ( وليس هناك دبلكيت بشري) .
سكتنا على شغل عدة مناصب كيف تسكت دولة تدعي محاربة الفساد وتقيم العدل على مئات الآلف من العاطلين ومئات من موظفيها للواحد منهم ثلاث أو أربع وظائف يتقاضى رواتبها جميعا في وقت واحد كيف يستحل ذلك؟ هذا يبدو في نظر بعضهم سؤال ساذج.
مرة واحدة نريد أن نشعر بان الفساد في هذه الدولة له أعداء ومتى ما أشار لهم به احد هرولوا لاجتثاثه.
فقط لتجرب وزارة مالية ولائية واحدة واقترح أن تبدأ ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم، هذا إذا عز الأمر على وزارة المالية الاتحادية قاعدة بيانات ضخمة لتأمر كل الولايات ببرنامج رواتب موحد سيخدم وزارة المالية في عدة وجوه اقلها صدق ميزانيات الولايات.
بل لتطرح أي وزارة مالية هذا المقترح على البنوك ، البنك الذي يريد آن يكون وكيلاً لرواتب الولاية عليه تصميم البرنامج والشيكات. وستهرول البنوك متنافسة على هذه الحسابات.
يا قوم خطوة واحدة تشعرنا ان الفساد في تراجع وان هناك من يريد محاربته.
فبراير 2006 م

مراجعة البيت الإسلامي

مليار من المسلمين غضبوا ولهم الحق أن يغضبوا وكيف لا يغضب من مس في أعز معتقداته؟
الغرب لا معيار للقيم عنده ، أو نحن على خلاف معه في معايير قيمه. طغت المادية على المجتمعات الغربية وفقدت بوصلتها هذا إن لم نقل بوصلتها صارت بيد غيرها يخدم بها أهدافه ويوجه الغرب كيف شاء وبترتيب محكم وبنَفَس طويل.إلى أن صار يُحرك كل أهدافه من خلال آلتي الغرب الإعلامية والعسكرية.
ولكن ألم يحن الوقت لمراجعة البيت الإسلامي من الداخل ؟
تخيل غربياً لا علاقة له بالإسلام ولم يسمع به إلا من خلال الإعلام ولم يعش في بلاد المسلمين يوما وكل معرفته بالإسلام من خلال شاشات التلفزيون. إذا رأى هذا الغربي احتفال الشيعة بعاشوراء وتعذيبهم لأنفسهم والدماء تسيل من وجوههم وهم يضربون صدورهم وظهورهم بهذه السلاسل. ما الصورة التي تتكون عنده عن الإسلام ، إذا قيل له هذا هو الإسلام وهذه عبادتهم؟ قطعا ستكون الصورة سالبة جداً ولن يجد ما يجمعه مع هذا الدين.
وإذا رأى الغربي احتفالات الصوفية بالمولد النبوي الشريف. في ثيابهم الملونة وطبولهم الصاخبة وهم يدورون حول أنفسهم بحركات بهلوانية وإذا قيل لذلك الغربي هذا هو الاسلام وهذه عباداتهم. ماذا ننتظر منه؟ وما الصورة التي يرسمها في ذهنه عن الإسلام والمسلمين؟
كيف ننقي هذا الدين مما لحق به في عهود سابقة ؟
ما واجب علماء الأمة ؟ لماذا يسكت علماء الأمة عن الإصلاح الحقيقي ولماذا يجاملون أتباعهم وكل من أراد أن يصحح وقُف له بالمرصاد ووصف بأنه خارج .
هذه المجمعات الإسلامية: رابطة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي في مؤتمراتها ماذا تناقش؟ أيناقشون فقط القضايا السياسية وعلاقات الدول ويسكتون عن مناصحة بعضهم وتنقية هذا الدين مما لحق به من انحرافات طغت على أصله وصار التمسك بالانحرافات من اهمم هموم الشيع والطوائف.
كل من أراد كلمة حق في إصلاح مذهب رُمي بالخروج عن الملة وذهب بعيداً مستنصراً بالغرب ولسان حاله يقول ليت قومي يعلمون؟
لماذا لا نتخذ من هذه الصحوة ، صحوة لمعالجة الانحرافات بعلم ورجوع الى أصل هذا الدين من كتاب وسنة مطهرة؟ ويتم ذلك في هدوء وبين علماء من كل الطوائف بعيداً عن تهريج العامة ويتم ذك بعيداً عن التكفير والتعصب.
لا نقول أوقفوا الغضب على الغرب ولكن لنخرج منه بصحوة ونهوض الأمة وتصفية الدين الإسلامي مما لحق به.
وفي خطوة أخرى نعود لإصلاح أخلاق الأمة حتى لا نسمع مثل عبارة ( ذهبت للغرب ووجدت مسلمين بلا إسلام وجئت إلى بلاد المسلمين ووجدت العكس إسلام ولم أجد مسلمين)
فبراير 2006 م

200 بئر بولاية الجزيرة

مقتل عشرين عراقيا ، مقتل ناشط فلسطيني بصاروخ إسرائيلي ، رايس تحذر سوريا، بوش يحذر ايران.
الدولة رقم 144 في قائمة الفساد، محادثات ابوجا تتعثر، أمريكا تعد قانون لعقوبات السودان،حرمان السودان من حقه في النفط ،المزارعون محبطون، الميرغني سيعود قريباً.
من هذا الغم الذي سيطر على حياتنا وبتكرار ممل نريد أن نسمعك شيئاً يفرح له حتى العدو وان لم تفرح له فأنت غير سوي.
ولاية الجزيرة ، هذه الولاية تعيش على بنيات الخمسينات التي شيدت فيها بمال الخدمات الاجتماعية المستقطعة من القطن يوم كان القطن ذهبا ابيض يقوم عليه من يعرف قدره والخدمات الاجتماعية كان يستقطع لها 2 % من عائد القطن بهذا المال حُفرت الآبار التي صار عمرها الآن بعمر الاستقلال ( بالله في داعي للمقارنة بالاستقلال) ومدارس الآن صارت كالخرابات وشفخانات ونقاط غيار عفا عليها الزمن ولكن الذي يريد إعادة عاجلة هي الآبار وصهاريجها ومن الماء خلق الله كل شي حي.
كل هذه المقدمة لأني علمت من وزير التخطيط العمراني – حفظه الله – انه اعد العدة لحفر 200 بئر في سنة 2006 بولاية الجزيرة ( بالله في خبر اسعد من كده؟ ) ووصلت كل مواسيرها. والماكينات وباقي المستلزمات من طلمبات و صهاريج في الطريق.
هذا الماء هو الحياة وبغيره يشقى الناس أيما شقاء. هل رأيت طفلا يقضي جل يومه على ظهر حمارة كحيانة ليحضر لأهله جركانة ماء ؟ هل رأيت رجلاً يحمل بطنه أمامه وكأنه امرأة في شهرها التاسع وذلك من مضاعفات البلهارسيا؟ هل قدم لك ماء وشككت في هل هو عصير انناس أم ماء وقربته لفمك وفاحت منه رائحة منعتك من شربه؟ يا ناس أم درمان بتعرفوا الدغلوب؟
نسال الله أن يغيض لكل ولاية وزير بهذه الهمة وهذا القدر من الأخلاق وحب العمل في ما ينفع الناس. التقيت هذا المهندس عباس الطيب وزير التخطيط العمراني مرات قليلة جداً ولكن في كل مرة كنت أحس باني أمام رجل اقل ما فيه من ميزات انه ليس سياسي أبدا لا يبيع الناس كلاما ، ولكنه يعطيهم عملاً ومن أمثلة ذلك- الذي اعرفه أنا- وهو قطعا ليس إلا قليل . أن المنطقة المحاذية للنيل الأزرق في شمال الجزيرة كانت كل التقارير التي في الوزارة أن ليس في جوفها ماء. ولكن همة الوزير أخرجت من باطنها ماء وحفر بئر لكل قرية من هذه القرى أم مغد ، التكينة ، المسيد ، ألتي ، البشاقرة. وكان الماء في هذه المنطقة حلماً. وشي آخر قرية المسيد هددها الهدام وهو زحف النيل على بيوتها بجرف التربة وكاد مسجد ود عيسى ان يجرفه النيل وإذا بمشروع لبناء الضفة وتثبيتها كلف مبلغا ليس بالقليل وقف عليه الوالي والوزير وجاءا بأشياء من ايطاليا لهذا الغرض وتنفس أهل المسيد الصعداء ونظروا للنيل نظرة مودة بعد طول عداء.
وأهل المناقل يحفظون له عدة جمائل .
بالله في انجاز في صمت اكثر من إنارة مئات القرى بالكهرباء في سنة واحدة. لو التفتت هذه الحكومة الى مثل هذه الخدمات لما أنفقت مئات الملايين في مؤتمرات الترضيات والإزعاج.
كل خوفي أن نفقد هذا الوزير في الحكومة القادمة ترضية لحزب أو جهة. ولكن من كان هذا عمله فالله ناصره.يا رب أكرم الجزيرة بهذا الفارس.يا والي الجزيرة سعادة الفريق عبد الرحمن دع عباس يكمل مشواره واتخذه ساعداً أيمنا واحمد الله عليه.
ديسمبر 2005 م

هوان القطن عليهم

دخل الصمغ العربي إلى السياسة وهذا شي محبط ففي ما قرانا لم نستنتج أن خيراً يراد بالصمغ ولا إشفاقا على منتجيه ولكن مزيد من الوصاية والمصالح الخاصة هذا إذا لم نزد في تشاؤمنا وعملنا بنظرية المؤامرة ونقول إن ملفات الصمغ ليست هنا بل هناك خارج الحدود .
لنترك الصمغ ذلك المحصول الذي يسير بخطىً حثيثة ليلحق باليورانيوم الذي كلما اكتشف في مكان تصارعت الفيلة( أمريكا ، وتابعتها العجوز بريطانيا بلير ،و فرنسا ) وأبادت الحشايش التي تحتها.وجرّت المنطقة إلى حروب وقودها البسطاء وزرفت عليهم الدمع الثخين.
إذا أردت أن تعرف قيمة المحصول في بلادي فلا تنظر للبورصات العالمية والسعر العالمي بل اهتمام السياسيين به بالوكالة أم بالأصالة.
كلما تحدث سياسي بان البترول لن يشغلنا عن كوننا بلد زراعي ( أقول في نفسي يا رب يلحق القول بالعمل ) والتفت ولا أجد لذلك تطبيقا على ارض الواقع لا تخطيطا ولا تنفيذا ولو لا علم الله وحده بالسرائر لزدت وقلت ولا نية.
دعوت قبل عدة سنوات المزارعين لوقف زراعة القطن حتى نعرف المستفيد الحقيقي من القطن الذي هو حتما ليس المزارع كما يتبادر لكل ذهن صافٍ. ولكن دعوتي ذهبت أدراج الرياح لأنني كنت أخاطب مدمنين للزراعة، والزراعة عندهم مظهر اجتماعي وليست نشاط اقتصادي يحسب بالربح والخسارة. واستفادت جهات كثيرة ليس منها المزارع.
ونحن في دوامة القطن والصبر على كل ما يصاحبه من ظلم من فرق الوزن، والفرز المزاجي ،والترحيل البدائي ، والحليج الغالي ، والبذرة المفقودة والبيع للسماسرة وليس المستهلكين الاصلاء.
وجاء قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 وانتظرنا الفرج ولكن تكوين مجلس الإدارة لم يتم ومضت شهور بعد التوقيع والمجلس في رحم الغيب. قبل تكوين مجلس الإدارة زفت لنا بشريات بان القطن سيشترى من (الحيطة) ويسلم المزارع مبلغه فورا وتأتي الجهات المشترية بسرعة البرق لترحل أموالها حتى لا تخسرها بتعدي الحيوانات عليها أو تلوثها بالغبار.
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث والمزارع المسكين وحده يتحمل كل هذه الخسائر وكل هذه الاحباطات وزاد الكيل حشفا بارتفاع تكاليف اللقيط هذا العام لندرة عماله ولجودة المحصول وزيادة إنتاجيته فالمحصول هذه السنة - على الأقل في شمال الجزيرة محير وكأنه امتحان من الله لنرى هل نحن جادون ام امة مهلهلة وكسلانة.
لا أنسى ونحن صغار في المرحلة المتوسطة أيام حكومة عبود 1963 كيف استُنفرنا للقيط القطن الطلاب والجيش. تلك حكومات تحترم محاصيلها.
محصول القطن الآن في خطر من عدم الإفاء بالوعود وهذه لم تكن صدمة للعقلاء .وقلة الايدي العاملة وغلاء اليد العاملة.
هل للقطن من وجيع؟ أيها المستفيدون مدوا أيدكم مرة لهذا الخير الوفير ولا تتركوا المزارع وحده يخربشه الكركعوب. اعتذر عن الشرح حتى يتنازل الفوق ليعرفوا كيف يخربش الكركعوب المزارعين.
فبراير 2006