الاثنين، 4 مايو 2009

شركات محظوظة (موبيتل مثالاً)

في كل الدنيا الشركات التجارية التي تقدم الخدمات تبحث بشتى السبل للزبون وتبحث عن رضائه لتأخذه من مثيلاتها في منافسة حامية الوطيس . اللهم إلا في سوداننا هذا فكل شركة تبحث لها عن ظهر تتكي عليه أو تستند عليه وتجلس بعيدا تقدم من الخدمات ما يروق لها وفي الوقت الذي يروق لها وبالطريقة التي تدر عليها أكثر ويجد الموطن نفسه عبداً للشركة يطلب خدماتها في انكسار وكأنها تمنحه الخدمة مجاناً.
ضعف القوانين وعدم معرفة السبيل إلى انتزاع الحقوق هو ديدن سوداني وأسبابه كثيرة،
أولا التربية المتساهلة التي تربى عليها المواطن وعدم حب المشاكل . ثانيا تعود المواطن على الخدمات التي تقدمها شركات الحكومة واختلط الأمر على الناس هل الشركات التي تقدم ا لخدمات ماء، كهرباء،هاتف هل هي حكومية محمية من الدولة ام شركات تجارية يمكن مقاضاتها والوقوف أمام المحاكم حين تقصيرها كما تفعل هي بتقديم المواطن للمحكمة ولوكيل النيابة شركات الكهرباء والمياه مثالاً.
نعود لموبيتل هل سمعت بان أحدا قاضى موبيتل على انقطاع الشبكة بدون عذر وفوت عليه هذا الانقطاع صفقة بملايين الجنيهات او كلفه حياة قريب له لأنه لم يجد الطبيب في الوقت المناسب؟
عموما نحن أهل منطقة كاملة قدمت لنا موبيتل خدمتها عبر برج يبعد عنا 6 كيلومترات وبعد فترة انقطعت الخدمة بسبب ان موبيتل أرسلت مهندسيها وغيروا اتجاه الخلايا وخرجنا من تغطيتها كان ذلك قبل أكثر من سنتين ومنذ ذلك اليوم نحن نلاحق موبيتل بالهاتف والخطابات أن ردي علينا خدمتك ومسئولوها يوعدون ويخلفون وكان أغنية الكابلي شعار لهم ( توعد وتخلف توعد وتخلف).
وقد بلغ الضيق يوما بأخي د.البوني أن حلف بالطلاق في عموده حاطب ليل بان شعار موبيتل (أي مكان أي زمان ) كضب في كضب وانه يفقد خدمتها متى ما دخل قريته.
أخيراً قلنا نكون علميين وعمليين مع الشركة وتقدمنا بخطاب من اللجنة الشعبية للقرية ومرفق معه قائمة باسماء 341 مشترك من الرجال بالاضافة لعدد المشتركات الذي لا يقل عن ذلك ( عيب نشر أسماء المشتركات ولا إيه يا رجاله). كان ذلك قبل اكثر من شهرين ولا رد وكلما اتصلنا وعدونا واخلفوا.
بالله هل هناك شركة محظوظة أكثر من موبيتل التي يلاحقها الناس لتقدم لهم خدماتها – على كثرة عيوبها – وهي تتمنع. ولما جاءها منافس طلع من النوع طويل البال الذي يعمل بهدوء وصمت . على العموم نحن جاهزون لتغيير هواتفنا الى أي شركة توصل لنا الخدمة مادام موبيتل مش حاسة بينا ولن تكلف نفسها عمل ساعة واحدة في برج مقسم التي او برج جديد في مقسم اللعوتة علشان تكسب كل المنطقة جنوبنا.
شركات محظوظة يا عم مش حاسة بزبائنها وتحس لييييه اهو وهذا حالها بيع جزء منها بمبلغ 1.2 مليار دولار مبرووووووووووووووووووك.
فبراير 2006 م

ليست هناك تعليقات: