كتبت في هذا العمود في فبراير 2005 (لست ميالاً لسماع الأحاديث السياسية ولكني عندما أجد مثل د.أمين حسن عمر – رغم رأي الناس فيه - اسمعه لأنه يخاطب العقل باحترام ووضوح ولا يهمه كيف يُستقبل كلامه . بالأمس سأله مقدم برنامج( بلا قيود) التلفزيوني هل الفترة ست سنوات كافيه؟ قال سنة واحدة تكفي حيث سيُظهر كل طرف ما في نفسه)
بعد خطاب الرئيس في جوبا والذي أثار أهم قضية تشغل السودانيين في الشمال والجنوب وهي قضية الوحدة بين الشمال والجنوب أو انفصالهما والذي جاء في الخطاب بعد رفع رايات الانفصال في وجه الرئيس قول الرئيس انفصال بإحسان خير من وحدة بحرب. جارين متعاونين يحتكمان للعقل والعدل وهذا الاحتكام يحدث بعد كل حرب إذاً لماذا الحرب فلنحكم العقل والعدل في حياتنا بدلاً من الحرب.
بعد خطاب الرئيس كتبت عشرات الأقلام تتحدث عن الوحدة والانفصال.وبقدر تقدير الشماليين لاتفاق السلام الذي قدموا فيه عدة تنازلات إرضاءاً للإخوة الجنوبيين وحقنا للدماء إلا أننا نجد بعض الإخوة الجنوبيين يريدون كل شي وجعلوا من الاتفاق ابتزازا. وقد سكت الشماليون عن مشاركتهم في الاستفتاء وتركوا الجنوبيين وحدهم للاستفتاء وهم الذين يحددون الوحدة أو الانفصال . وهم الذين يحكمون الجنوب ويشاركون في حكم الشمال.
الجوانب المالية مهمة جداً وأي قرش يذهب لمدرسة و بئر و مستشفى و طريق و كهرباء فهذا صرفه الذي نتمناه وبعد ذلك لا يهم المكان الجغرافي الذي فيه صرف. ونتمنى أن نرى الجنوب معمرا اخضرا وتشقه الطرق المسفلتة ومستفيدا من مياهه ومن خيراته دولة جارة أو من ضمن الوطن الواحد .
و إن كان الإخوة الجنوبيين يرون أنهم مستعجلون للانفصال فالشماليون منهم أعجل وليت اتفاق السلام لو نص على في ست سنوات او اقل ليكون الانفصال اليوم وليس غدا لينصرف كل طرف لما ينفعه بدلا من أن نضيع الوقت في استرضاء وابتزاز وزيارات من وراء الظهر لأمريكا وحديث هنا عن الوحدة وحديث هناك عن الانفصال . واتهام كل طرف للآخر بأنه لم يكن صادقا معه.
قبل ان تتطور الاتهامات وتزيد الجفوة وقبل أن يكرروا مقولة ( الشماليون ونقض المواثيق ) دعونا نبدأ من الآخر ونجرب الانفصال ويستقل كل طرف عن الآخر تماما وبعد ذلك ينظر كل طرف في مآله. في هذا الأثناء تُضع المسائل الخلافية تحت مفوضيات قانونية مثل آبيي والحدود.وليصدق كل طرف مع الآخر بان يذهب لما ينفع الناس ويتركان الحفر والاستعانة بالغريب.
كم كانت ربيكا كبيرة في نظرنا يوم وفاة زوجها الراحل قرنق وكم هي عكس ذلك يوم حجت لأمريكا وقالت ما قالت.
عود على بدء هذه سنة د. أمين حسن عمر انقضت فما النتيجة؟
فبراير 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق