الثلاثاء، 19 مايو 2009

مجلس المصنفات الأدبية يتغذي بالحرام

الحادثة:
مغترب طلب منه ولده إحضار طابعة كمبيوتر للاستعمال الشخصي في البيت.الوالد يستجيب لطلب الابن ويحضر الطابعة من النوع الرخيص اقل من 130 ألف جنيه.ويدخل عبر مطار الخرطوم الدولي ( والله دولي دي عايزة إعادة نظر إذ الجبايات التي تجري فيه لا تجري في أي مطار في العالم). نعود لمغتربنا حجز منه موظفو الجمارك بالمطار طابعة الكمبيوتر وطلبوا منه الذهاب لرئاسة مجلس المصنفات الأدبية والفنية . سأل أين هذا المجلس؟ وما علاقته بطابعة ابني؟ قالوا في ام درمان أما علاقته بطابعة ابنك فهذا لا شان لنا به ولا من حقنا الرد . لا استطيع الذهاب لام درمان الآن وأنا قادم من سفر وهذه حالي كما ترون . نحجز الطابعة وتحضر في أي يوم بعد أن يأذن لك مجلس المصنفات الأدبية بإدخال هذه الطابعة.
حجزوا الطابعة.
المغترب في البيت وولده لا يهمه من ما جاء به أبيه إلا طابعة الكمبيوتر. فتش دون أن يسال والده ولم يجد الطابعة . أيوه ابوي كضب عليّ وانا مش حاسالوا.
بعد يومين تلاتة ذهب الوالد يحمل أمر حجز الطابعة المتهمة إلى مجلس المصنفات الأدبية بأم درمان قرأ الموظف أمر الحجز.واخرج دفتر إيصالات مالية اورنيك 15 عديل كده وقال ليهو تدفع 83 الف جنيه. لماذا رسوم استيراد مدخلات ومعدات طباعة. ذهل المغترب وقال بتتكلم جد ؟ قال نعم . يا أخي سعرها 130 ألف ادفع رسوم إدخالها 83 ألف 63 % من سعرها ؟ مقابل شنو بس أقنعني؟ على كيفك عايز تدفع ولا ما عايز خليها تقعد في المطار. طبعا المغترب دفع 83 ألف.ولك أن تتصور ما خرج به من شعور نحو وطنه (العزيز).

قيل:
قيل ان احد الجهلاء من الهمباتة سال الله ان يؤتيه الصحة ومو مسؤل من رزقه.
وحال هذا الهمباتي كحال هذه المجالس قالت للحكومة والوزارات المسئولة عنها أدينا إيصالات وماكي مسئولة عن ميزانياتنا.
اعتراف
اعترف بعدم الاطلاع على قانون المصنفات الأدبية والفنية لسنة 2000 المستند عليه لهذه الجباية.
ولكن من هذه الحادثة إن في هذا القانون خلل صريح وعدم تفصيل إذ قد اقبل أن يكون المجلس قيما على المطابع الكبيرة وعليه أن يعرف ما تقوم به من طباعة وكمية ما طبعت وماذا طبعت ويقدم لها من الخدمات والخبرات وتوزيع المطبوعات بعدالة كل هذا قد يكون مسوغا له ليأخذ ما يسد رمقه ويعمل به مكيفاته ويحرك به سياراته ويوزع به حوافزه على موظفيه ويبحبح مش كل خلق الله مبحبحة؟
لكن أن يكون المجلس مسئولا عن هذه الأشياء الصغيرة هذا ما لم يدخل دماغي. وما الذي يمنع الإذاعة من فرض مثل هذه الرسوم على كل راديو يدخل البلد أو حجر بطارية أو قطع غيارها. وكذا يفعل التلفزيون.
خاتمة:
مما يدهش أن الأمين العام للمجلس شاعر رقيق ومشهور ومحبوب كيف رضي لنفسه أن تنسف الدنانير صورته الزاهية في نفوسنا بهذه الإجراءات الإدارية المعكننة.
أعيدوا قراءة هذا القانون وسدوا هذه الثغرات يرحمكم الله ( يا أميننا الله يسلمك) بإخراج طابعات الاستعمال الشخصي من هذه القائمة.

مارس 2006

ليست هناك تعليقات: