مما يؤخذ على حكومة الإنقاذ – رحمها الله – أنها لا تفاوض إلا من يحمل السلاح ويتمرد عليها أو يعلن معارضته لها أو يلعنها من الخارج. وقتها تبسط لها طاولات المفاوضات وتقبل الوسطاء الأفارقة والعرب والاوربيون وتتنازل له عن عدة مقاعد والبقية مشهورة.....
الآن وبعد أن أصبحت حكومة وحدة وطنية والكل يطالب باقتسام الثروة والسلطة. بالمناسبة أذا أُعطي حاتم السر مثلاً منصب نائب والي الخرطوم ما نصيب جماهير الوطني الاتحادي – أن وجد – من هذا العطاء؟ أليست هي اقرب إلى الرشوة له ليسكت وان قبلها فنردد حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الراشي والمرتشي والرايش بينهما) جاءتك يا القاهرة. حاتم السر مجرد مثال ينطبق على كل من أُعطي منصب وسكت.
الآن نحن الشعب نطالب هذه الحكومة أن تسمع أناتنا ومن ماذا نشكو وماذا نريد؟ كنا كشعب محترم نحنُ على حال الحكومة أيام الكرب والنكبات والحروب وندفع لها كل ما تطلبه ونربط الحزام إلى أن يلتصق مع الظهر. لكنها فعلت معنا ما فعله الرجل الذي تبرعت له زوجته بكليتها وعندما شُفي تزوج عليها امرأة أخرى.
ألا تعرف هذه الحكومة أوجاع الشعب؟
ألا تعرف هذه الحكومة كم تجبي مؤسساتها لها أو باسمها من هذا الشعب ؟
ألا تعرف هذه الحكومة كيف يُصرف هذا المال وما نصيب الشعب منه؟
ألا تعرف هذه الحكومة أن 90 % من مال السودان يدور في الخرطوم فقط لذا نزح إليها كل من هب ودب؟
ألا تعرف هذه الحكومة أن مواطنها عجز عن أن يدير أي عمل؟ إن هو فتح متجرا صغيرا قفله بعد شهور لكثرة ما يطلب منه حملة الإيصالات. وان هو فرش طماطم ليبعها جاءته الحكومة ممثلة في مشتري السوق من المحلية وطلب أضعاف المصرح به وبوليس الحكومة خلفه في أسوأ استغلال للسلطة. وان هو فكر في عمل فيه ترحيل بوكس ، لوري ، وحافلة ، الويل الويل له عليه ان يقف ليدفع كل 25 كيلو ضرائب ،زكاة مخالفات مرورية.رسوم محليات فوق فوق غير التحت تحت.
وان لا يذهب ولده للمدرسة إلا بعد أن يحمل معه رسوم الدراسة وان مرض – لا قدر الله – عليه أن يدفع ويدفع إلى أن يموت.
طلاب الجامعات في ركوبهم المواصلات يدفعون ضرائب للدولة أخشى أن تكون أكثر من كثير من التجار إذ يدفع 1000 جنيه يوميا للضرائب عبر تذكرة المواصلات من خارج العاصمة.
متى وأين تبدأ المفاوضات مع الشعب؟
مارس 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق