الاثنين، 4 مايو 2009

السياسي غير المحترم

أكاد لا اصدق ما أقرا أو إنني احلم. كل اسم كانت الحكومة تلصق به واحدة أو كل هذه الصفات مثل الخائن المتمرد الخارج المنشق . نجده الآن معها في طاولتها أو حاكما أو نائبا لحاكم أو وزير أو مستوزر وبين ليلة وضحها لم يعد خائنا ولا متمردا ولا منشقا وهو من جانبه يردد معها الله اكبر الله اكبر ( تكبيرا لا يقبله الله لانه بلا نية وبلا عمل وهذا المعارض بالأمس كانت عنده هي حكومة الجبهة وحكومة الطغمة وحكومة بيوت الأشباح والحكومة سارقة الشعب والاسلاموية.
مما يعني أن هؤلاء السياسيين لم تكن لهم قضية وكانوا يبكون على مناصب فقدوها أو مناصب يتطلعون إليها. ولا يقل عنهم عدم احترام من يقبلهم وهذه صفاتهم متذرعا بان الإجماع الوطني يتطلب هذه الترضيات وقد يدلل ذلك على انه اشد حرصا على مقعده لدرجة يقبل كل ما يجعله يلحس ما قال بالأمس ليسكت خصومه المعارضين السابقين وكأنه يقول لهم : هس ادخلوا ادخلوا الشعب ما يشوفكم ويأكلون الباسطة في غرف مظلمة معاً.
السياسيون لا يعيشون بأسمائهم ولا أجسادهم الفانية بل بمواقفهم وبرامجهم . كل سياسي لا برنامج له وغير مستعد للتضحية من اجله بكل رخيص الحياة هو سياسي غير محترم.
ليس محترماً السياسي الذي يعارض ومتى ما أُعطي منصبا سكت مهما كانت مبرراته من المنصب كإسقاط الحكومة من الداخل أو تغيير مسارها لصالحه وهو يعلم والشعب يعلم ان حكومات لحم الرأس لا برامج لها ولن تحقق إلا المصالح الخاصة.
مستقبل الديمقراطية – ولست من عشاقها - ليس بخير ما دامت هذه ممارسة السياسيين كبارا وصغارا وكل همهم المصالح الخاصة.لا نسمع حديثا عن برنامج حزب ولا مجموعة ولا أهداف ولا خطط . الأمر كلهو عينوا فلانا ليسكت وصالحوا فلانا ليسكت. وما أمر اقتسام الثروة بغريب لو لا لصق اقتسام السلطة به . جميل أن يتقاسم الناس كل الناس الثروة بعدالة وبقوانين يوقع عليها من يوقع ولكن في النهاية تظل قوانين تضمن للجميع حقوقهم أما اقتسام السلطة فهذا شبح أنانية وذاتية ومنافع خاصة كيف نقول أن للجهة الفلانية 50 % من السلطة هل ستأتي الولاية كلها للتسلط ام سيتسلط عدد منها باسمها هنا مربط فرس عدم الاحترام.
اسمع أن للسياسيين حصانة .هذا في الدنيا فهل لهم حصانة أمام الله ؟ يوم لا والد يحنو ولا كادر يطيع ولا بودي قارد body guard .
اذا صورت مجلس الوزراء الآن وقلت لأحدهم هذا فلان وهذا فلان سيقول هذه خدعة كمبيوترية حشرت الصور دي كده معقول فلان وفلان في مجلس الوزراء؟ ولا تنسوا المستشارين.
حفظك الله يا سودان.

فبراير 2006 م

ليست هناك تعليقات: