السبت، 30 مايو 2020

وانكشف الامتحان


وانكشف الامتحان

 

عبارة وانكشف الامتحان خبر كالصاعقة يصيب التلاميذ واسرهم بالإحباط ويحرك كل الأجهزة الحكومية المالية تتحسس جيبها وتحسب الخسارة، الشرطة تعيد جدولة افرادها، الأمن يبحث عن الجاني أما المعلمون قد يصابوا بالدوار.

الامتحانات بأنواعها من وسائل التقويم ذات العيوب الكثيرة ورغم عيبوها هي الوسيلة التي لم يجد التربويون أفضل منها، إذا ما أُتبعت قواعدها وأخذت بحقها ومن ذلك شمولها لكل المقرر، والعدالة في توزيع درجاتها، والتنوع والتدرج أي ان تبدأ بالسهل ثم المتوسط وأخيرا الصعب والتميز أي لابد ان يجد الضعيف ما يجيبه والذكي ما يشبعه ويميزه على العامة. هذا باختصار شديد وكل معلم درس التربية او دُرب عليها يعلم ذلك.

لا ينسى جيلي، جيل ما قبل الكمبيوتر والتصوير، كيف كان المعلم يعد الامتحان في سبورة متحركة قبل يوم او بعض يوم من الامتحان بعد ان تغسل السبورة جيداً ويختار لها من الطباشير الملون والتسطير الدقيق بين كل سؤال وآخر وفي وقت الامتحان تكون مقلوبة حتى يجلس كل تلميذ في مكانه ويخرج ورقته ويكتب اسمه. بعدها تعرض التحفة أي سبورة الامتحان وينال كلٌ نصيبه مما فيها.

جاء زمان في مرحلة متقدمة كانت تطبع الامتحانات في المدرسة بالآلة الكاتبة وتنسخ بماكينة الرونيو كل ذلك قبل الكمبيوتر وماكينات التصوير والكل مؤتمن على الامتحانات العامل والناسخ والمعلم.

كان المعلم في مدرسته يقوم بدور التقويم كجزء من دوره الأصيل. ولا ينكشف الامتحان.

بالأمس ضجت وولاية الجزيرة بانكشاف امتحاناها الموحد للنقل، نعم ما معنى امتحان موحد قالوا امتحان الفترة الأولى يُضع في المحليات ويوزع على المدارس وامتحان النقل يوضع في الولاية ويوزع على المدارس. قلت: من متى هذا؟ قالوا أكثر من عشر سنوات. قلت: لماذا؟ قالوا لأن بعض المعلمين يضعون امتحانات صعبة جداً وبعضهم يضعها سهلة جداً وبعضهم لا يكمل المقرر. لذا يجب ان تكون موحدة. رغم كل هذا الرهق من ترحيل وسرية، هل هذا علاج العيوب اعلاها أم إعداد وتدريب المعلم هل الحل؟

اسمحوا لي بإطلاق مصطلح الشمولية التربوية على هذه الظاهرة كنكشة وتصغير للآخر الذي هو المعلم وكأن الذين فوقه ملائكة بأجنحتهم.

لم تسألني عزيز القارئ، ألا يرهق بند الامتحانات الموحدة خزينة المحلية والولاية؟ ههههههه هنا بيت القصيد لا بل العكس الطلاب هم من يدفعون للمحلية والولاية لتمتحنهم برسوم تحتار كيف حُسبت وكيف توزع قمة اللا عدالة من يتعب أكثر يأخذ أقل ومن يجلس فوق يأخذ أكثر.

لابد من حساب هذه الشمولية التربوية بطرق أخرى تعود الامتحانات كما كانت وتعالج العيوب. ليس كل المعلمين مقصرين ولا يكملون المقرر ولا كلهم متشفٍ في طلابه ولا كلهم مستهتر ولا يعرف قواعد الامتحان الممتاز.

وقبل كل ذلك هل يحمل المعلم رخصة مجلس المهن التربوية؟

 صحيفة السوداني مارس 2020

حدنا الساعة 12

 

حدنا الساعة 12


في مطلع ثمانينات القرن الماضي ازدحمت المدن السعودية وخصوصاً مدينة جدة. وبعد دراسة لعلاج الازدحام كان من التوصيات تطوير الهاتف لأقصى درجة حتى يقلل الحركة الجسدية من مكان لآخر. لا داعي لأن يركب مواطن سيارته ليسأل عن شيء يمكن الإجابة عليه بالهاتف. ولا أن يخرج عامل او موظف بسيارته ليوصل ورقة من مكان لآخر لو في نفس المدينة، طبعاً هذا أيام الفاكس. كثير من الحركة قللتها الاتصالات. وطبعاً الأمر الآن متطور جداً بعد انتشار الانترنت وما يقدم من خلالها من معاملات شراء وبيع وتحويل وعقد مؤتمرات ومما جميعه.

لكن مثل هذه التطور له مقومات أولها الانسان وقابليته للتطوير وهذه تريبة يجب ان تراعي في مناهج الغد جماعة (النسى قديمه تاه) هذا ليس زمانهم. بعد الانسان تأتي مقومات أخرى مثل البنى التحتية من شبكات اتصال متطورة وكهرباء مستقرة أو مصادر طاقة متجددة مستقرة. بعد توفر كل ذلك يفترض ان نقول في كل السودان ولكن بما ان السودان اليوم هو الخرطوم فقط ، لنتدارك زحام الخرطوم وحركتها وضيق شوارعها وكثرة سياراتها ومحدودية زمن العمل فيها.

نقيف في النقطة الأخيرة دي زمن العمل.

الزمن الرسمي للدولة من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة مساء يعني ثمان ساعات . كثير من دوائر الحكم او الإدارة التي يتم فيها تحصيل مبالغ نظير الخدمات التي تقدمها الدولة ( والتي لم تخضع لمراجعة منذ عهد المخلوع) تجدهم يقولون حدنا الساعة الثانية عشر؟ لماذا؟

في زمن سابق يقولون ما تبقى من وقت الدوام يكون لجرد الخزينة ومعرفة المتحصل الأمر الآن لا يحتاج الآ تقرة زر علة الكمبيوتر لتعرف كل شيء من الشاشة ولكنهم يصرون على الاستفادة من المتبقي من الزمن كالعادة وكأن تطوراً واحداً لم يحدث وما بقي لهم الا ان يقولوا :الخزنة قفلت. بالله في تاجر بقفل خزنته والزبائن قدامه؟

نتدرج في الحلول:

 الحل الأول هو مسايرة الواقع ومد زمن تحصيل أي مصلحة تقدم خدمة للجمهور حتى الثالثة على الأقل. وطبعا هناك من الموظفين سيقول: وبعدين القروش نوديها وين؟ إذا كانت اصلاً تودع في حساب يتم الاتفاق مع بنوك معينة بأن يكون لها متسع لاستلام الأموال الحكومية حتى الخامسة مثلاً. على الأقل بنك السودان الذي له فرع في كل عواصم الولايات وهناك قرار سابق بأن تكون حسابات المصالح الحكومية في بنك السودان وليس البنوك التجارية.

الحل الثاني وهو الحل العصري استعمال الانترنت لسداد الرسوم الحكومية من المنزل ليس الرسوم فقط كثير من الخدمات يمكن ان تطلب وتقدم من المنزل عبر الانترنت.

سيقول قائل نعرف كيف مقدار هذه الرسوم. هنا يأتي دور مواقع المصالح الحكومية لتقدم كل ما له علاقة بالمواطن من معلومات على موقعها على الانترنت.

متى نخرج من الوادي لنلحق العالم؟

السوداني مارس 2020

استراحة الجمعة


استراحة الجمعة

 

  صديقتنا الجديدة المانيا احتفلت قبل شهور بعدم انقطاع الكهرباء ثلاثين سنة ولو لثانية واحدة. ما شاء الله. الاربعاء 4/3/2020 م عطل بالمحوّل الذي يمدنا بالكهرباء، انقطعت الكهرباء 12 ساعة (فقط). خلالها نامت بطارية الموبايل ونامت بطارية اللاب توب وطبعاً أجهزة كثيرة تعطلت. وعقد الكهرباء الذي لا يقرأه أحد لا يلزمها بشيء تتعطل تلاجتك تخسر صفقات تجارية يبوظ الأنسولين (علاج مرضى السكري، حماكم الله، لا يحتمل أي حرارة). يبوظ الآيسكريم (في ناس عندهم آيسكريم في الثلاجة السودان دا بلد المحن مش كان في معرض توب سوداني في احد الفنادق الخرطومية الأسبوع الماضي وتذكرة الدخول 4 آلاف جنيه وسعر التوب 500 دولار. الدخلوه واشتروا بالدولار هذه الطبقة هل ثلاجاتها فيها كسرة بايتة يعني أو طبيخ بايت ما لازم يكون فيها حاجات آيسكريم والجاتوه ومش عارف ايه.(سئل العبيط جابوا ليكم شنو في الغداء قال جابوا لينا الرغيف والشنو والشنو والشنو) أي لم يعرف الا الرغيف وانا لا اعرف من حاجات الطبقة ديك الا الآيسكريم والجاتوه.

الذي لفت نظري مع نفسي احتجت الى عملية حسابية قسمة عدد كبير على آخر من ثلاثة ارقام ولانقطاع الكهرباء وفقدان الأجهزة الميتة أمامي موبايل ولاب توب امسكت بالقلم والورقة وأجريت عملية قسمة طويلة ورجعت بذاكرتي متى فعلت ذلك آخر مرة زمن طويل كنا فيه مستخدمين لهذه الأجهزة بكل سهولة في كل صغيرة وكبيرة (بمناسبة صغيرة وكبيرة دي أحد الموظفين في دولة خليجية في زمان بعيد امسك بالألة الحاسبة ليضرب 8 × 100 سأله: بالله دي عايزة آلة حاسبة؟ قال ليه طيب ليش الحكومة جابت الآلة الحاسبة؟)

سؤالي الاعتماد على هذه الأجهزة أليس فيه مخاطرة؟ ماذا يفعل كثير من الناس الذين نسوا العمليات الحسابية، كمثال، يا أخي العمليات الحسابية الأربع دي مفروض تكون في أي رأس متحرك لكن هل الواقع يؤيد ذلك؟

هل نتحسب بل يجب ان نتحسب في سودان الصفوف هذا لكل شيء انقطاع او انعدام الكهرباء وارد، لا سمح الله، هل من الناس من كان يصدق قبل هذا ان تقف نساء القرى في صف الرغيف؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.

الباك أب (او تخزين المعلومات في مكان آمن) لا يكفي لابد من الاحتفاظ بأشياء كثيرة مادية مثل الملفات بكل أنواعها ورقاً وغير مادية إذ لابد من شحن الرؤوس بالضروريات ومنها الحساب الذي احتجناه بالأمس.

ليس هذا تقليلاً من سهولة الالة وما تقدمه من خدمات سريعة ومضبوطة ولكن التحوط مطلوب. جربوا اقسموا 39265 ÷ 150.

سألوا انشتاين ما هي أسلحة الحرب العالمية الثالثة قال لا ادري عن أسلحة الحرب العالمية الثالثة ولكن في العالمية الرابعة أسلحتها العصي والحجارة.

السوداني مارس 2020

 

كلية الدراسات العربية والإسلامية


كلية الدراسات العربية والإسلامية

 

  في  25 مايو 1969 م كان حدثاً  يسميه الناس انقلاباً عسكرياً على الديمقراطية التي أعقبت ثورة اكتوبر  ويسميه اليسار ونميري ثورة. لا تهم التسمية بعد هذا الزمن الطويل. الضباط الذين قاموا بالانقلاب سموا أنفسهم او الضباط الاحرار وكانوا ناصريون وشيوعيون لا أذكر هل كان للبعث العربي أفرع كما اليوم ام لم يولد  بعد. (الذي يحير في حزب البعث بدأ منقسماً بعث سوري وبعث عراقي والعداء بينهم كان أكبر من عدائهم لكل الاتجاهات وشبع البعث موتاً عند أهله ومازال الملكيون هنا يكابرون، الحكاية أكل عيش ولا شنو).

بدايات ثورة مايو كما يحلوا لنميري ومجلس قيادته رحمهم الله جميعاً (لم يبق منهم على قيد الحياة الا أبو القاسم محمد إبراهيم أمد الله في أيامه وأحسن خاتمتنا وخاتمته). هؤلاء القوم بدأوا بدايات انتقامية على كل موروث ومعتقد ظناً منهم أن المعتقدات هي التي تقف في طريق التطور والرقي. واستهدفوا فيما استهدفوا كثير مما يمت للإسلام بصلة. وكان من قراراتهم أن مادة التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية اختيارية من أراد ان يحضر حصصها فله ومن لم يرد فذاك المطلوب. الشهادة السودانية سنة 1971 كانت خالية من مادة التربية الإسلامية ومكانها الى يوم الناس هذا كالضرس المخلوع في شهادتي). 

اسمع من يقول: وصلنا للعنوان طولت المقدمة

حاضر.

 وكانت أغرب القرارات المايوية او اليسارية أن اتجهوا لتقزيم جامعة ام درمان الإسلامية وجعلوها كلية واسموها (كلية الدراسات العربية والإسلامية). بالله كيف كان شعور القوم وقتها؟ قطعاً ظنوا ان لن تقوم لجامعة ام درمان الاسلامية وللإسلام قائمة بعد ذلك.

من يُخبر الأموات منهم ويوقظ الاحياء من سكرتهم ويقول لهم كانت جامعة صغيرة وكليات نظرية فقط وها هي اليوم جامعة كبيرة جداً بها عشرات الكليات التطبيقية والنظرية والفروع في الولايات. وطلاب شهادة 1971 الذين لم يمتحنوا مادة التربية الإسلامية مازالوا يشهدون ان لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويصومون (إلا مصابي السكري شفاهم الله).      

الفرحين بالسلطة من اليمين واليسار يجب ان يقرأوا التاريخ جيداً ويعرفوا   الشعب ومقدراته والاستعجال على (والاستهبال) لا يوصلان لنتيجة. فليحصر اليمين واليسار مكائدهم في اللعب السياسي أما بنيات الشعب ومعتقداته عصية على الهواة.

فيا من لا يعرف الا المناهج ويستعجل تخريبها ولا يهمه تجريبها على رسلك القبلك كانوا اشطر وحصدوا الخيبات ولعنات التاريخ. لعنات التاريخ بديلاً لمن لا يؤمنون بالآية (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً).

البناء لا الهدم هو ما يحفظ الثورة والوطن.

السوداني مارس 2020

خبير مناهج على الخط


خبير مناهج على الخط

 

مواقع التواصل الاجتماعي على الويب ليست كلها شر ولا كلها خير ويتوقف ذلك على المستخدمين. لنا عدة مجموعات بأسماء متشابهة التربويون، معهد المعلمين العالي، معظم المنتمين اليها من خريجي السبعينات وقليل منهم مثل مكي سنادة وآخرون من قبل ذلك .رجال ونساء(معليش بنات) يقطرون تربيةً. وعندما توسعت دائرة النقاش السياسي حزبي وحزبك يسار ويمين وقلَّ نصيب التربية وقضاياها في هذه المجموعات أنشأنا مجموعة (تربويون لا سياسيون).

في هذه المجموعة إعادة الذكريات وتجميع الصحاب والترفيه والمواساة وقضايا تربوية. بالأمس كان النقاش عن المناهج والمراحل الدراسية وخرج علينا أخ فاضل وخبير مناهج معتق (فضل حجب اسمه على طريقة وسائل الاعلام).

وكتب الآتي:- بالله برواقة كده

ان تغيير المناهج او تطويرها او تعديل بعض من المقررات فيها ليس امر يتم فجأة بدون دراسة ومسح لحاجات المجتمع او لحاجات المتعلمين وقدراتهم او مسح لحاجات سوق العمل او الوقوف على كفايات المعلمين الذين هم في الميدان

وبعد اجراء المسوح السابقة يتم الوصول الي النتائج التي على ضوئها يتم التالي

١- تحديد فلسفة التربية وغايات  التربية في الدولة

٢- وضع الاهداف التعليمية

٣-تحديد المراحل الدراسية أي السلم التعليمي

٤-تحديد المواد التعليمية

٥- وضع الاهداف  التعليمية للمواد الدراسية

٦-بناء مصفوفات المدي والتتابع  لكل مادة دراسية

٧- بناء نواتج التعلم التي يتخرج بها او يكتسبها التلاميذ او الطلاب

٨-تحديد استراتيجيات التعلم والتعليم اعتمادا على نظريات تعلت محددة

٨ - تحديد الانشطة وتقنيات التعليم ومصادر التعلم

٩- تحديد اساليب التقويم

١٠ - وضع مواصفات الكتاب المدرسي وادلة المعلمين

١٢- وصع مواصفات الكتاب المدرسي الجيد

١١- تحديد لجان تأليف الكتاب المدرسي

١٣ - تكليف لجان اعداد الكتب المدرسىية

١٤ - تحكيم الكتب المدرسية

١٥ - تجريب الكتب المدرسية

١٦- تعديل مخطوطات الكتب المدرسية تبعا لنتائج التجريب

١٧ - تحكيم الكتب المدرسية للمرة الثانية

١٨٠ تنزيل الكتب المدرسية الي المدارس سنة بعد اخري

١٩- تقويم الكتب المدرسية بعد شنة اوسنتين

٢٠- تنقيح الكتب  اعتمادأ علي نتائج التقويم

٢١- بعد مدة قدرها ٣ الي ٥ سنوات تغير المناهج او تعدل اويتم تطويرها

ان كل الخطوات التي ذكرتها او اغلبها تم القيام بها في المناهج القائمة الان في المدارس في فترة قدرها اربعة سنوات في المركز القومي للمناهج

والذي اري انه من غير الممكن وضع مناهج جديدة وتطبيقها في العام الدراسي القادم ٢٠_٢١ وهذا يجعلنا نقع في نفس الاخطاء التي كانت في مناهج ١٩٩٠ ومناهج ٢٠١٢ حيث لم يتم تجريب هذه المناهج لمعرفة صلاحيتها التربية المدرسية

ومن الاخطاء السابقة عدم تدريب المعلمين على المناهج السابقة فكيف ننزل مناهج في العام الدراسي القادم ولم ندرب المعلمين عليها.

 

 

صحيفة السوداني مارس 2020

العلاج بالخارج لماذا؟


العلاج بالخارج لماذا؟

   

 أحد الأقارب احتاج لعملية قلب مفتوح تغيير صمام أو شيء من هذا القبيل. وصارت الاجتماعات تعقد في الاسرة والخيارات تطرح يعمل العملية في الهند ام في السعودية ام الأردن ام مصر، وخيار السودان كان من يقدمه يعرض نفسه لعدة (صرات وش).

بعد تقليب كل الخيارات والزمن لا يسمح كان لابد من عملها في مستشفى أحمد قاسم للقلب والكلى، ما شاء الله، مستشفى في غاية الكمال وكوادر طبية عالية المستوى ويعملون في صمت. يومياً عمليات قلب بكل أنواعها تقريباً 21 عملية قلب اسبوعياً وزراعة كلى ست عمليات تقريباً اسبوعياً ما شاء الله.

مستشفى أحمد قاسم هنا مثالاً وهناك عدة مستشفيات حكومية وخاصة تقدم كثير من الخدمات الطبية بدرجات متفاوتة. (وبأسعار متفاوتة طبعاً لن نسمي مستشفىً خاصاً ولا عام، عملاً بالمثل السوداني الخواف ربى عيالة).

باستعراض بسيط للمنطقة التي من حولي أجد كثيراً من الذين يتعالجون في الخارج لعوامل اجتماعية (نحن أقل من منو ما نسفر مريضنا بره) وبعضهم مسألة وجاهة اجتماعية (أنا فلان دا اتعالج في السودان؟) هذا وهناك فعلاً حاجة لعلاج في الخارج إما لعدم توفر الأجهزة او الاخصائيين وهذه قليلة طبعاً وتخرج عن طريق القمسيون الطبي. بعد أن يقرر المختصون عدم توفر العلاج بالداخل ذاكرين الأسباب.

أها يا ناس الحقل الطبي قصرت معاكم تعالوا للعيوب.

اشعر بعدم استقرار في الحقل الصحي الأطباء مبعثرون بين العيادات الخاصة والمستشفيات الحكومية والخاصة. ماذا لو تكاملوا في مجمعات صحية ضخمة متوفر كل شيء فيها من أجهزة ومختبرات وغرف عمليات وكوادر طبية (طبعاً مؤهلة هذه لا يشك فيها أحد فعُمر كلية الطب قارب القرن من الزمان). وسمعة أطبائنا شهد بها كثير من دول العالم في مقدمتهم بريطانيا والمملكة العربية السعودية التي كررت في تقاريرها السنوية خلو قائمة الأخطاء الطبية من الأطباء السودانيين.

يتحدثون عن تجميع البنوك والصحف أو لملمة الصغار ليصبحوا كباراً أي بنكين مش ولابد يضموا مع بعض أي صحيفتين فيهما (كاني ماني) يدمجوا مع بعض.

الآن ندعو للملمة المنشآت الصحية مع بعضها البعض لتقدم خدمات طبية سريعة (ورخيصة). حتى نوفر هذه العملات التي تذهب لدول الجوار حيث يعود المرضى إما بنفس التشخيص أو الدواء أو على صناديق بطائرات تاركو (بارك الله فيهم إذ ان تاركو للطيران متبرعون بحمل جثامين الموتى مجاناً).

توطين العلاج بالداخل يحتاج الى مجهود كبير أولاً على الصعيد الاجتماعي بلاش قشرات بالمرض. ويحتاج من الأطباء تجويد التشخيص والتأني في ذلك إذ لا يعقل أن يكون زمن المريض مع الطبيب 3 دقائق.

وعلى الدولة أن تجود منشآتها الصحية وتعطي الأطباء والكوادر الطبية ما يستحقون إذ لا يعقل أن يكون راتب الاخصائي 100 دولار طبعاً لا نقارنه براتبه في دول المهجر.

من يجلس لمثل هذه القضايا؟

صحيفة السوداني فبراير 2020

 

الكشة والمكشوشون

 

 الكشة والمكشوشون


 في اخبار الأسبوع الماضي أن المملكة العربية السعودية مقبلة على مراجعةوجود الوافدين عليها وتنوي ابعاد ما بين الثلاثة ملايين الى الخمسة وافداً غير نظامي. مثل الذين بدون اقامات وهذه قديمة والذين يعملون في الاعمال التجارية، والذين يعملون مع غير كفلائهم، والذين يعملون في غير مهنهم، والجديد هو كل من تجاوز عمره الأربعين وفحص حالته الصحية.(فحص آلي بشري ربما تكون النتيجة تغيير رُكب) بالإضافة الى معايير أخرى لا يسع المجال الى تفاصيلها كلها.  

من حق المملكة أن تسن من القوانين ما يخدم مصالحها ويحفظ أمنها ومواردها فهي ليست كندا ولا أمريكا ولا استراليا هذه الدول تقبل كل مهاجر بشروط ميسرة.

كمغترب سابق في المملكة العربية السعودية عاد قبل أكثر من ربع قرن أقدر تمسك المملكة بتنظيم الوافدين وهم كثيرون احتاجت لهم المملكة العربية السعودية في بداية نهضتها أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ويسمون تلك الفترة (بالطفرة). يوم قفز سعر برميل البترول من الثلاثة دولارات الى الثلاثين دولاراً. احتاجت المملكة وقتها الى كل التخصصات والمهن والعمالة. (ولا أنسى أول فصل دخلته سنة 1977م  حيث كان مبنياً من الطين ومسقوفاً بالجريد واذا رفعت يدك لامست السقف هل تصدقون؟ وكنت قادماً اليه من حنتوب الثانوية وللذين يعرفون حنتوب أن يقارنوا. لم يدم الأمر طويلاً في اقل من خمس سنوات كان البديل مدرسة آخر روعة وتكييف كمان).

ليس هذا موضوعنا اليوم سؤالي كم سيكون عدد السودانيين الذين تلحقهم هذه القرارات؟ او بلغتهم كم سيكون عدد (المكشوشين) والكشة مصطلح مغتربين يطلقونه على حملات الجوازات التي تقوم بها، في السابق، على الذين لا يحملون إقامة فقط ومع مرور الزمن تطورت المخالفة وهذا امر بدهي.

نعيد السؤال كم من السودانيين ستشملهم هذه (الكشة)؟ وماذا اعددنا لهم؟ الأمر في غاية الحساسية ونسأل او نستفهم جهاز المغتربين هل في أجندته علاج لمثل هذه العودات الكبيرة أم سيتركهم (وكل واحد يأكل نارو).

هل سيعودون الى قراهم واريافهم بعد ان تعودت العوائل على التكييف والشوبقن والحدائق نهاية الأسبوع؟ (بالمناسبة من العوامل المطيلة للغربة العوائل ومتطلباتها اختصاراً النسوان) هل سيتكدس المكشوشون في العاصمة ليزيدوها رهقا على رهقها وترتفع الإيجارات وتزدحم المواصلات وتنتشر النفايات؟ وكم من الأطفال في سن الدراسة وهل في الحسبان استيعابهم وأين؟

هل سيعود كل منهم ومعه سيارة تريد طريقا ووقوداً وربما شركة ترحال.

الأمر في رائي لا يقل خطراً عن (الكرونا) مثل ما يتحسب الناس للكرونا يجب ان يتحسبوا لهذه العودة القسرية.

ختاماً قيل له تم الاستغناء عنك ودقوا ليك خروج ، كان رده: الحمد لله طهرنا الزوجة وحججنا الوليد.  ما في مشكلة.

صحيفة السوداني فبراير 2020

 

23 حاوية إجلاس. عيب!


23 حاوية إجلاس. عيب!

 

  في اخبار الأسبوع الماضي أن ولاية الخرطوم تلقت 23 حاوية أثاث مدرسي (يقولون اجلاس لكنها لم ترق لي) من دولة الامارات العربية المتحدة (بالمناسبة هذه الامارات توحدت وأصبحت دولة على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في 1971م وأول من هنأ واعترف وزارها الرئيس جعفر نميري).

لا أدرى هل جاءت كطلب من ولاية الخرطوم (شحدة يعني) أم هي هدية من الامارات لما رأت من حال مدارس الخرطوم الحكومية البائس؟ كيف (تشحد) دولة أو عاصمة دولة عمرها مئات السنين من دولة عمرها فقط خمسون سنة؟ (هنا جريمة والمتهمون كُثر ولكن الشرطة عليها بمن وجدت المعروضات المشحودة في يده).

تشكر دولة الامارات، إن كان الأمر بيدها، فهديتها للجارة مصر 12 مليار دولار نقداً وللسودان مليار ونصف دولار مواد عينية بترول وقمح. ما على الشحاد إلا أن يرضى بما يُقدم له. وهكذا اليد السفلى دائماً.

على الصعيد المحلي الى متى سياسة العاصمة أولاً التي جعلت من الخرطوم مهبط نزوح؟ يُقال (ويُقال هذه لغياب الإحصاء الذي يستحق كل عشر سنوات) يُقال إن ربع سكان السودان الان في الخرطوم على ما بها من قُبح الطرقات وانتشار النفايات وانعدام الضروريات.

ما الذي سبب النزوح؟ هو حال الخدمات المائل من تعليم وصحة في الأطراف إن لم اشطح وأقول الاطراق فقط بل كل ما هو خارج ولاية الخرطوم. كيف تقبل ولاية الخرطوم أو من هم فوقها أن يزيدوا مدارس الخرطوم تميزاً بهذا الأثاث المشحود.

بالله شحدة الاثاث لماذا؟ الصينيون يقولون لا تطعمني سمكةً لكن علمني كيف اصطاد السمكة. ماذا لو كانت الهدية مصنع أثاث ليكفِ كل السودان خلال عام؟ ماذا لوكان المشروع ستة مصانع أثاث لكل إقليم مصنع مثلاً (باعتبار ان الأقاليم ستة وليس هناك 18 ولاية كل واحدة أفقر من الأخرى).    

كيف تفرح ولاية الخرطوم ب 23 حاوية أثاث مدرسي؟ وكم تكف هذه الكمية من المدارس؟ ولماذا هذا الرقم 23؟ وبالمناسبة الحاويات التي اعرفها (للأسف بالقدم) حاوية10 قدم، حاوية 20 قدم و40 قدم. من أي الاحجام حاويات الامارات هذه.

متى يبدأ بناء دولة محترمة لها استراتيجية وخطط قابلة للتنفيذ؟ ومتى ينتهي طق الحنك والشحدة والتطلع لما بأيدي الغير؟ متى تُحرك طاقات السودان الخاملة؟ وما دور الحكومة الانتقالية؟ ألم تشبع من التشفي والانتقام؟ التاريخ يسجل خطل كل عيي لا يعرف البناء في كل العهود والشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره. قلنا التاريخ يسجل ولم نقل (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) لأن من القوم من لا يؤمن بهذا.

أربعة عشر علامة استفهام؟

صحيفة السوداني فبراير 2020

 

 

أزمة عدالة ام إدارة؟

 

أزمة عدالة ام إدارة؟

 

كيف تصنف المخابز في ولاية الخرطوم؟(أصابنا داء العاصمة اولاً) حسب طاقتها الإنتاجية أم حسب ما تمد من سكان؟ أم موقعها الجغرافي؟ أم أم أم.

قبل أن نجد الإجابات على الأسئلة اعلاها نعرض الى حالة واحد من المخابز الآلية باهظة الثمن لأحد المواطنين بحي من أحياء الخرطوم المتوسطة او القريبة من الراقية (بالله الخرطوم فيها احياء راقية؟ هل رأيتم شوارع المنشية في الخريف وفي غير الخريف) مجاملة نقول المخبز في الاحياء المتوسطة القريبة من الراقية.

هذا المخبز طاقته الإنتاجية 40 جوالاً من الدقيق ولو أعطوه 70 % من هذه الطاقة لما وقف مواطن في صف في تلك المنطقة، ترى كم يعطونه في اليوم الآن 5 جوالات فقط. أي ان المخبز يعمل بطاقة 12.5 %، بالتقريب بعُشر طاقته. ذهب صاحبه الى جهة لتمده بالدقيق خيروه بين ان يشاركهم أو يستأجروه او يشترون المخبز منه؟ (يا عيني؟) ورفض الخيارات الثلاثة.

إذا كانت هناك جهة تريد ان لا ترى الصفوف في ذلك الحي الأمر ابسط ما يكون زيادة حصة هذا المخبز والتي على شاكلته من مخابز.

الغريب ان الشركة الأشهر في عالم الطحين لها مخابز وضعت لها اسعاراً خرافية او على الأقل ضعف سعرها في السوق (أوعك تستعجل وتقول لي طيب الناس يشتروها ليه بالسعر دا ما يمشوا السوق) لا يا صديقي ان فقرة في العقد مغرية بأن الشركة الأشهر توفر لك مع هذا الفرن او المخبز يومياً 25 جوال دقيق مدعوم يعني نشيل من الخزينة العامة من مال الدعم لتضعه محفزاً لمخابزها التي ضاعفت سعرها. (انت طيبة بشكل يا وزارة المالية). أليس هذا هو الفساد الذي يبحثون عنه ولم يجدوه أهو أنا قلتلكم روحوا فتشوا هو عندكم كم مطاحن كبرى هناي وهناي وهناي.

اتحاد المخابز ما دوره؟ كيف تكوّن؟ وهل تميز مخابز أعضاء الاتحاد على غيرها في الحصص؟ هل هناك ما يمنع أعضاء الاتحاد من كشف كل المستور؟ بمعنى آخر هل في فمهم ماء؟ أو المثل الدارفوري الشهير (دابي في خشمو جرادية ولا بعضي).

بدأت أشك في بناء دولة على أسس عامة، مصالح الافراد دائماً ضد التجويد والضبط كثيرون يستثمرون في الفوضى وعدم النظام.

قبل ان يقول لي أحدهم الحل في الوفرة. نتفق معك رغم أن حتى الوفرة تحتاج ضبطاً.

أعوَل على الرقم الوطني كثيراً في ضبط كثير من مناحي الحياة، يمكن بالتنسيق مع المركز القومي للمعلومات ولجان الاحياء (ألا تشمون اني لست براضٍ عن الاسم الحالي لهذه اللجان، مقاومة منْ؟) يمكن مع هذه الجهات وضع قاعدة بيانات تحدد موقع كل مخبز وطاقته وما حوله من سكان وكمية استهلاكهم. وانتاجية (المطاحن الكبيرة) ومنْ الواقفون على توزيعها؟ وهل يعدلون ام يستفيدون على طريقة المثل (الفي ايده قلم ما بكتب رقبته شقي).

كلاهما يحتاج تربيةً الشعب والحكومة.

صحيفة السوداني فبراير 2020

 

 

 

هاكم المليار دولار دا

 

 

هاكم المليار دولار دا

 

لا يخطر على بالكم أنى قبضت فاسداً ولا أرجعت مالاً منهوباً ولا بعت عقارات فاسدٍ حصل عليها بغير وجه حق. ولا مالاً مجنباً وهذا ما انتظرناه طوال شهور السيد حمدوك وفترته الانتقالية لنردد مع الشباب (شكراً حمدوك).

المسألة غير ذلك تماماً.

سألت: يا اخوانا أين علّي لم اره على رأس عمله منذ عدة أيام؟

جاءت الإجابة: علّي سافر الى مصر؟

أنأ: ما له عساه ما مريض او عنده مريض؟ (والعلاج بالخارج لنا معه وقفة قريباً بإذن الله)

الآخر: لا عنده مشروع تجارة من مصر.

ترى فيم سيتاجر علّي؟ ما هي السلعة المهمة التي سيستوردها من مصر؟ وبكم اشترى الدولار او الجنيه المصري؟ ترى كم علّياً في مصر أو في طريقه من مصر وهو لا يدري عن أولويات الاقتصاد كثير شيء.

       ما هي الواردات المصرية؟ الا تحتاج وقفة؟ نعم لمدخلات الصناعة ومدخلات الزراعة إذا ما تساوت مع المواصفات العالمية؟ لكن كم تمثل هذه الواردات المهمة نسبةً مئوية مما نستورد من مصر؟ كم نسبة البلاستيكيات التي لا معنى لها ومثلها موجود في السودان؟ كم من الحلويات التي وجودها من عدمها واحد لا يفقدها أحد هذا إذا كانت بجودة عالية وليست بهذه الرداءة والغلاء. ناهيك عن الصابون والمعجون كل ذلك له ما يقابله في مصانعنا المحلية لِمَ الاستيراد؟ سيقول أهل السوق ان منتجاتنا غالية لما عليها من ضرائب ورسوم وضعف كهرباء ووقود فيرنس. هنا على الحكومة ممثلة في وزارة الصناعة والتجارة والضرائب ان تقارن بين الاستيراد وجماركه والصناعة المحلية وما توفره من فرص عمل وإنعاش لعدة قطاعات، سيقول قائل تجارنا إذا ما حجب الاستيراد سينفردون بالسوق ويجعلون منه ناراً حمراء. أين الدولة لماذا لا تسعِّر بحسب ما أعطت من تسهيلات؟ (بلا اقتصاد حر بلا كلام فارغ).

         أعلم أن عضوية الكوميسا لا تسمح بتحديد صادر ولا وارد وهو مبدأ طيب ليتنافس المتنافسون من دول شرق ووسط افريقيا في الصناعة والزراعة ويجودوا سلعهم. والذي لا يستطيع ان ينافس عليه الانسحاب من الكوميسا او تجميد عضويته فيها وإلا لأصبح (ملطشة) ليتعلم الكل فيه ما يريد. (حلوة ما يريد مش).

مصر ما أدخلها الكوميسا الا إغراء السوق السوداني الذي استغلته خير استغلال والقوم نيام. يا قوم وارداتنا من مصر وحدها فوق المليار دولار. ولا اريد ان اسرد كل مصائب مصر علينا الآن فقط الوقوف على الوارد وما قيمته وما فائدته. وما لم تتساوى صادراتنا لها بوارداتها علينا تجميد عضوية السودان في الكوميسا الى ان يتقدمه رجالٌ علماء وطنيون همهم مصلحة الوطن لا مصالح الأحزاب والمصالح الخاصة.

هذا مليار أيها البدوي ابحث باقي العجز.

كلاهما يحتاج تربية الشعب والحكومة.

صحيفة السوداني فبراير 2020