الجمعة، 29 مايو 2020

 

الوزراء الجدد... مهلاً

 

 نتائج الامتحانات في زمن سابق كانت تحدث حراكاً طلابياً كبيراً، على أيام الداخليات طبعاً، فبعد النتيجة التي كانت تقرأ جهرة في طابور الصباح أو تعلق على لوحة الإعلانات يعقبها حراك بين الطلاب والكل ينظر الى الطيش (نظرة مش كويسه) ولكن أكثر الشامتين والمعيرين سيكون ثاني الطيش ليبعد الأنظار عن نفسه. ولكن في واحدة من هذه التظاهرات السلمية كان الطيش متحسبا لصديقه اللدود الذي كان يصيح باعلى صوته (تعالوا شوفوا الطيش) ويلتفت اليه وانت خلاص الأول ما تاني الطيش.

ظهر بعض من وزراء الثورة، ولا أقول وزراء حمدوك، في الاعلام وخرمجوا خرمجمة شغلت الميديا كلها لا كبيرة السن سلمت ولا صغيرة السن وكلاهما في وزارات جد حساسة. الخارجية لا تحتمل هذا المستوى. والدبلوماسية لباقة وحضور وذكاء إذ كلمة واحدة ممكن ان تهدم عمل دبلوماسي تعب عليه أخرون سنين.

أما صغيرة السن التي تولت أمر التعليم العالي يكفي تصرفاتها واقوالها في جامعة أم درمان الإسلامية ويكفي انها (دُقست) من قبل أصحاب اجندة وليس أصحاب مصلحة عامة.  كيف تدخل وزيرة الى جامعة بهذا الحجم دون أن تبدأ بمدير الجامعة؟ وما هي الخطط التي بشرت بها في التعليم العالي والبحث العلمي؟ في عهد ثورة افرحت معظم الشعب. هل كل خططها الكنس والمسح والكسح؟ أهذا ما كان ينتظره الشعب وشباب الثورة.

واذا ما أُنتقد تصرف هؤلاء واسلوبهم جاءوك بأسماء الوزراء المتخلفين في عهد الإنقاذ وما أكثرهم، مما يذكر بالقصة أعلاه ( تعالوا شوفوا الطيش) هل اندلعت ثورة الشباب للتنافس على المقاعد الخلفية؟

نعصر على السيد رئيس الوزراء شوية. هل هذه هي الكفاءات التي أخرت تشكيل الحكومة؟ أين المعايير التي منيتنا بها؟ هل تعرض السيد رئيس الوزراء الى ضغوط من جهة ما؟ ماذا هو فاعل بهؤلاء المحبطين؟ هل سيطلب منهم تقديم استقالاتهم ام سيعفيهم هو؟ وإذا لم يفعل ماذا سيفعل مع تيرمومتر الإحباط الذي أصاب الشعب؟

طبعا الإصرار على الواقع بحجة أن الوقت غير مناسب (ولسا) الوقت بدري  على التغيير سيكون الإحباط أكبر. وقديما قال نميري: الثورة تراجع ولا تتراجع.

السيد رئيس مجلس الوزراء ننتظر منك الكثير رغم ان الوقت مبكرا على الحكم ولكن ما لم تكن هناك الشجاعة الكافية لإصلاح الأخطاء المتفق عليها مهما كان مرتكبها فلن تفلح الفترة الانتقالية في تنفيذ البرنامج الذي بشرتنا به وصفقنا لك.

نحمد الله على نعمة الحرية ولكن العدالة في خطر وننتظر السلام أليست هذه شعارات الثورة الثلاثة ( حرية ، سلام، وعدالة والثورة خيار الشعب). بقية الوزراء الله يرضى عليكم ساعدونا بالصمت

الا ترون أن هناك وزيرا لم نخسر فيه نقطة حبر ولا ضغط زر كي بورد؟ للدين رب يحميه.

صحيفة السوداني سبتمبر 2019

ليست هناك تعليقات: