الجمعة، 29 مايو 2020

حمدوك القدوة المفقودة


حمدوك القدوة المفقودة

 

 الف أهلا بعهد جديد ، عهد الفترة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أدى القسم الأربعاء 21/8/2019 بالقصر الجمهوري .غير أن أداء القسم عندي هو  بداية العمل ليس الا، فالذين وضعوا أيديهم على هذه المصاحف والاناجيل منذ الاستقلال حتى اليوم بالآلاف وقليل منهم من بر بقسمه أو تذكره بعد رفع يده.

جميلة تلك الاماني التي بثها السيد رئيس الوزراء من مجانية تعليم وصحة وزراعة (ان لم يذكر الزراعة فهي من محبتي لها وضعتها مع التعليم والصحة) وجميل انه قال انه لكل السودانيين خالعا أي ثوب حزبي وهذه ميزة أول مرة تتوفر لرئيس وزراء (لست متأكدا من حزبية السيد سر الختم الخليفة رحمه الله).

الآن يمكن ان تنعكس المنظومة التي هدت السودان (المصلحة الخاصة أولاً ثم مصلحة الحزب ثانياً وأخيرا مصلحة الوطن) فالسيد رئيس الوزراء الجديد لا حزب له ولا أظنه يسعى لمصلحة خاصة فعينه مليانة،ما شاء الله، إذاً ليس امامه غير مصلحة الوطن ( الله يكفيه شر أولاد ..... أو شياطين الانس).

نتمنى أن يكون واضحا أين ما شمَّ حبة (عكننة) أو انحراف بالأهداف ومحاولة تجيير أي خطوة لمصلح غير مصلحة الوطن أن يلجأ للشعب صانع الثورة ويقول هنا جهة تسبح عكس تيار الإصلاح. والشباب الذي صنع الثورة وضحى بالمئات كفيل بردع أي عابث.

طيب (كما تقول تراجي) من اين يبدأ الإصلاح وماذا ينقصنا؟ المشكلة الأولى هي الاقتصاد الذي تقوم عليه الحياة بخيرها وشرها وعلله معروفة لمعظم الناس قلة انتاج وكثرة استهلاك ، انفاق حكومي بلغ حد المبالغة وسوق للسمسرة عريض. وابتزاز لوبيات القمح والدواء والوقود للحكومات الضعيفة ( هل يمكن ارجاع ما نُهب؟ لما لا إن وجدت الإرادة والقضاء وقوة العزيمة وكله محسوب ومسجل).

بعدها يمكن ان يشارك المواطن في بناء الاقتصاد الصحيح إذا ما ضمن القدوة الصالحة. مثلا يمكن رفع الدعم عن البنزين لكن بشرط ان نرى سيارات الحكومة لا تستهلك الوقود الا لدولاب العمل، وليس رفاهية الموظفين ومناسباتهم الخاصة (يقال ان 70% من البنزين تستهلكه سيارات الحكومة ورئيس الوزراء السابق قال ان بالخرطوم وحدها 854 سيارة لاندكروزر حكومية .لا حول ولا قوة الا بالله ما اسفهكم!).

لكن لا يمكن رفع الدعم عن الوقود والمواصلات العامة شبه معدومة وعدد الركشات كاد ان يساوي عدد المواطنين والمقتدرون سياراتهم لا تسعها الشوارع فهذه منظومة مختلة لا يمكن إصلاحها في أيام.

ليبدأ الإصلاح من النظام المصرفي كما قال السيد رئيس الوزراء كثير من البنوك ضرها أكبر من نفعها وخصوصا البنوك الأجنبية والتي لإنشاء كل منها قصة وراءها بطل أو باطل. مراجعة تراخيصها ومطابقة الاهداف وما تحقق ويجلس لذلك خبراء لم يسمعوا بالظروف والاكراميات ويفضحوا هذه البنوك المحتالة ويخبروا الشعب بالبنوك التي تقوم بواجبها بكل شفافية ليحترمها ويتعامل معها.

المحيط الإقليمي والعالمي ودوره يحتاج الى كياسة وعزة نفس لا عنتريات ولا اذعان.

خلاصة الأمر الشعب في حاجة لقدوة أتمنى أن يكون هو حمدوك وقد نجح في يومه الأول بامتياز.

قوموا لسودان معافى من الجهوية والطائفية والقبلية.

22/8/2019

ليست هناك تعليقات: