23 حاوية إجلاس. عيب!
في اخبار الأسبوع الماضي أن ولاية الخرطوم تلقت 23 حاوية أثاث مدرسي (يقولون اجلاس لكنها لم ترق لي) من دولة الامارات العربية المتحدة (بالمناسبة هذه الامارات توحدت وأصبحت دولة على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في 1971م وأول من هنأ واعترف وزارها الرئيس جعفر نميري).
لا أدرى هل جاءت كطلب من ولاية الخرطوم (شحدة يعني) أم هي هدية من الامارات لما رأت من حال مدارس الخرطوم الحكومية البائس؟ كيف (تشحد) دولة أو عاصمة دولة عمرها مئات السنين من دولة عمرها فقط خمسون سنة؟ (هنا جريمة والمتهمون كُثر ولكن الشرطة عليها بمن وجدت المعروضات المشحودة في يده).
تشكر دولة الامارات، إن كان الأمر بيدها، فهديتها للجارة مصر 12 مليار دولار نقداً وللسودان مليار ونصف دولار مواد عينية بترول وقمح. ما على الشحاد إلا أن يرضى بما يُقدم له. وهكذا اليد السفلى دائماً.
على الصعيد المحلي الى متى سياسة العاصمة أولاً التي جعلت من الخرطوم مهبط نزوح؟ يُقال (ويُقال هذه لغياب الإحصاء الذي يستحق كل عشر سنوات) يُقال إن ربع سكان السودان الان في الخرطوم على ما بها من قُبح الطرقات وانتشار النفايات وانعدام الضروريات.
ما الذي سبب النزوح؟ هو حال الخدمات المائل من تعليم وصحة في الأطراف إن لم اشطح وأقول الاطراق فقط بل كل ما هو خارج ولاية الخرطوم. كيف تقبل ولاية الخرطوم أو من هم فوقها أن يزيدوا مدارس الخرطوم تميزاً بهذا الأثاث المشحود.
بالله شحدة الاثاث لماذا؟ الصينيون يقولون لا تطعمني سمكةً لكن علمني كيف اصطاد السمكة. ماذا لو كانت الهدية مصنع أثاث ليكفِ كل السودان خلال عام؟ ماذا لوكان المشروع ستة مصانع أثاث لكل إقليم مصنع مثلاً (باعتبار ان الأقاليم ستة وليس هناك 18 ولاية كل واحدة أفقر من الأخرى).
كيف تفرح ولاية الخرطوم ب 23 حاوية أثاث مدرسي؟ وكم تكف هذه الكمية من المدارس؟ ولماذا هذا الرقم 23؟ وبالمناسبة الحاويات التي اعرفها (للأسف بالقدم) حاوية10 قدم، حاوية 20 قدم و40 قدم. من أي الاحجام حاويات الامارات هذه.
متى يبدأ بناء دولة محترمة لها استراتيجية وخطط قابلة للتنفيذ؟ ومتى ينتهي طق الحنك والشحدة والتطلع لما بأيدي الغير؟ متى تُحرك طاقات السودان الخاملة؟ وما دور الحكومة الانتقالية؟ ألم تشبع من التشفي والانتقام؟ التاريخ يسجل خطل كل عيي لا يعرف البناء في كل العهود والشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره. قلنا التاريخ يسجل ولم نقل (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) لأن من القوم من لا يؤمن بهذا.
أربعة عشر علامة استفهام؟
صحيفة السوداني فبراير 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق