الجمعة، 29 مايو 2020

لجان مقاومة (بَروس)

 

 لجان مقاومة (بَروس)

 

 لابد من شرح كلمة (بروس) هذه الكلمة تطلق على النباتات التي تنبت في الخريف دون رعاية من احد، أي لم يبذر بذرتها مزارع ولم يتعهدها شخص بالرعاية. وبعضها مفيد وبعضها ضار والملوخية البروس والموليتا البروس أحلى مذاقاً من التي تزرع وتروى وتسمد وينتظر زارعها منها سوقاً وربحا.غير أن أكثر البروس انتشاراً هو الحنظل.

كثر الحديث عما يسمى بلجان المقاومة عشرات الأقلام كتبت إن لم اقل مئات عن هذه اللجان خصوصاً بعد ان بدأت تتدخل في المؤسسات الحكومية محليات ومستشفيات ومدارس وكلها أماكن حساسة لا تحتمل الفوضى ولا انتهاك القانون.

حوادث الأسبوع الأخير في محلية الكاملين و الحصاحيصا ومستشفى الدروشاب وغيرها الكثير كلها خروج على القانون من فئات سمت نفسها لجان المقاومة لايسندها أي قانون وهي ليست كلها شر هناك شباب يقومون باعمال جليلة ويقدمون خدمات تلقى الاستحسان والشكر من المواطنين مثل ترميم الشوارع وإنارتها ونظافتها. لكن بالمقابل هناك من يقومون بدور البلطجة والعصابات ويستخدمون نفوذا مزيفاً لا يسنده قانون ليحققوا شهوة السلطة او الانتقام من خصومهم وهذه بدايات عواقبها وخيمة وكل من يساندها فهو قصير النظر وسياسي فطير.

خطاب من سموا انفسهم لجان مقاومة محلية الكاملين ، وكاتب هذه السطور  من محلية الكاملين، خطابهم لمدير شرطة محلية الكاملين بأنهم أغلقوا المحلية، بدأ بهذه العبارة( إشارة للموضوع أعلاه نفيدكم نحن لجان مقاومة محلية الكاملين المنتخبة والمفوضة من مواطني المحلية ......). إذا ما سُئلت هذه اللجان عن اثبات الانتخابات أين ومتى قامت؟ وتحت أي قانون؟ ومن أشرف عليها؟ ومن أجازها؟ هل يملكون جواباً أنا كمواطن من هذه المحلية لم اسمع بأي انتخابات ولم اسمع بقانون لجان المقاومة.

بالله ما يقوم به هؤلاء أليس جريمة منصوص عليها في القانون الجنائي ( التعدي على موظف دولة اثناء قيامه بعمله ) كيف قبلت الشرطة هذا الخطاب وماذا اتخذت من إجراءات؟

ثانياً بعد كل هذه الكتابات والحوادث لم نسمع برد فعل حكومي لا من مجلس السيادة ولا مجلس الوزراء وهل منهم من يعجبهم ما تقوم به هذه اللجان؟ ومن قننها؟ هل وضع قانون للجان المقاومة؟ ومن شرعه؟ والمجلس التشريعي مازال في رحم الغيب (ما عدنا نسمع عن إنشائه المضمن في الوثيقة الدستورية شئياً).

أين شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) فهذه اللجان بهذه الأفعال تنتهك كل مكونات الشعار ليس انتهاكاً فحسب بل تكنس وتمسح وتكسح كل المكونات وكانها تقول لا حرية لسوانا ولا سلام الا لنا وبلا عدالة بلا بطيخ.

ما لم تبادر الحكومة وتوقف سريعاً هذه اللجان ربما تكون العواقب وخيمة وربما نصل لفوضى أكثر من تلك التي كنا نخافها قبل الاتفاق الذي حفظ للسودان سلامته بفضل من الله  ثم عقلاء هذه البلاد.

إن لم تقل السلطات كلمتها سريعاً تكون المشكلة أكبر وإن خلافاً وعدم تماسك أصاب المجلسين أو ضعفٌ وخوار.

 

صحيفة السوداني نوفمبر 2019

                              

ليست هناك تعليقات: