رفع دعم الوقود
إجماع أو شبه اجماع على ان بداية الإصلاح من الاقتصاد والاقتصاد السوداني واضح ومكشوفة عيوبه واصلاحاته. ولكن من أين نبدأ وكيف؟ هذا هو المحك. بالزراعة ام الصناعة أم التعدين أم بها جميعاً؟ وقبل ذلك ميزان مدفوعاتنا صادراً وواردا ما أمره؟ يقولون يشكو عجزاً يقدر بمليارات أربع وفي رواية ستة مليار دولار. رد المال المنهوب بكم يساعد أو يقضي على هذا العجز؟ وكيف يمكن استرداده؟ وهل هو محصور ومعروف (سمعت مناضلاً يتحدث عما جنى أحد مافيا القمح والدقيق كم جنى من الدولارات باسم القمح من بنك السودان وكيف باعها في السوق الأسود. سمعته يتحدث بأرقام مفصلة ويحدث بأنه يملك كل الوثائق ويحذره من شراء المعتصمين بالماء البارد والمياه الغازية وزادهم) يصلح شاهداً وقبل ذلك الجهة التي بيدها كل المعلومات.
كتب أحد رجال الاعمال أن رفع الدعم عن القمح والوقود فقط يوفر3 مليار دولار. وكتب من ميزات رفع الدعم تقليل الاستهلاك إذ ستختفي ظاهرة التهريب (التهريب المعني هنا لدول الجوار وليس خارج الخرطوم كما درج بعض موظفي وزارة نفط الخرطوم، كما يحلو لي ان اسميها، الذين يعملون بنظرية امنية فاشلة تقول إذا ما اكتفت الخرطوم فلا مظاهرات وستبرد أضان الحكومة).
عن أي دعم نتحدث الوقود ام القمح أم هما معاً؟ الذي يريد ان يرفع الدعم عليه أن يحسب كثيراً ويقضي وقتا طويلاً في هذا الملف. الوقود هل كله حزمة واحدة؟ الجازولين واستخداماته في الزراعة والصناعة والمواصلات كيف سيكون أثر رفع دعمه؟ وأثره على المواطن؟ بعد الإجابة على هذا السؤال هل يمكن فصل جازولين الزراعة والصناعة والمواصلات ليصبح لكل سعر؟ جربوا ذلك في جازولين الزراعة ولم ينجح بنسبة كبيرة اذ تداخلت الاستخدامات. ورفعوا سعر جازولين الصناعات وانعكس سلبا على السوق ورفع أسعار كثير من السلع. نأتي للبنزين وهو الذي يجب ان يرفع عنه الدعم ولكن بشرط ان تبدا الحكومة بنفسها تقشفاً مقنعاً لا يمكن ان يظل الصرف الحكومي بهذه الحالة الموروثة من الإنقاذ بحبحة للساسة وضيق على المواطن (انفنيتي) إذا ما استمر بجبجة السياسيين كأنا يا عمرو لا رحنا ولا جينا.
الفرع الثالث الغاز وهذا من أسوا الملفات الآن. إن كان مواطن الخرطوم يراه مدعوما ويشتري الأسطوانة 12.5 كلجم بمبلغ 140 – 180 جنيه فمواطن آخر لا يبعد عن الخرطوم 50 كيلومترا يشتري الأسطوانة بأسعار عدة 250 ، 270 ، 300 ، 400 جنيه ولا ادري كم سعرها فيما هو ابعد من ذلك. لماذا لا يتساوى كل مواطني السودان في سعر واحد للاسطوانة وهو الوقود الوحيد الذي يدخل كل البيوت الفقراء والاغنياء على حد سواء.
أما وقود الطائرات لا أفقه فيه كثيراً.
لا يمكن الحديث عن رفع الدعم ما لم تُكوّن حكومة قدوة وقوية ولا تتخذ قرارا ارتجالياً يمكن معالجة كل هذه الإشكالات المؤقتة والتي حلها الأكبر في الوفرة والاقتصاد المعافى بحيث يصبح الكل منتجا وله دخل لا تهزه الصغائر ولا ينتظر صدقات الحكومة وعطفها ودعمها.
أقنعني بأنك تعيش مثلي وارفع ما شئت من الدعم.
أغسطس 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق