رفع الدعم القول والفعل؟
سمعت الأستاذ الحاج وراق يتحدث عن رفع الدعم ويقول القول به سهل ولكن التطبيق صعب جداً. شبه حملة أقلام تكتب عن خطل دعم القمح والوقود ويعددون أسباب اقعاده بالاقتصاد بل صار شغل وزارة المالية الشاغل توفير هذه السلع المدعومة كواجب لا يقبل التفاوض.
المستفيدون من الدعم ، للأسف، هم الأغنياء سكان المدن في الوقت الذي يزداد فيه الريف قحطاً (بالطاء وليس التاء) مما يسبب النزوح الى العاصمة المترهلة. من منْ كتبوا عن الدعم بشفافية ضارباً المثال بما تستهلكه سيارته وسيارة زوجته من الوقود د.أحمد الطيب إبراهيم استشاري جراحة الكلى والمسالك معترفا بأنه يستمتع بمال الواقفين المنتظرين للمواصلات الداعمين لبنزين سيارته.
لا شك ان دعم هذه السلع الاستهلاكية القمح والوقود أثر على اقتصاد البلد المنهوك أصلاً المبتلى بقلة الإنتاج وكثرة الاستهلاك ، لو رايتم صف الحاويات المنتظرة في ميناء سوبا للحاويات لرأيت العجب بطول أكثر من كيلومتر شاحنات على ظهورها حاويات تنتظر دخول الميناء لا أجزم ماذا بداخلها ولكن جلها كماليات وسلع مترفين لا فيها تقانات زراعة ولا مصانع ولا ولا .
أن تدعم الدولة المدخلات الزراعية والصناعية أمر مطلوب وان تبتكر كل ما يزيد الإنتاج ويوقف النزوح الى المدن مطلوب جداً . كيف يرفع الدعم هل بقرار ويترك الناس يصطرعون كل يحسب وقود سيارته ويضعه على ما يبيع لترتفع الأسعار التي أصلا مرتفعة مع تدهور سعر الجنيه فهذا ليس الحل. وأن يُرفع دعم القمح دون بدائل ودون تشجيع الغذاء المحلي من ذرة ودخن وخلافه وطرق صناعته وتوفير كل معينات صناعة الخبز بكل انواعه خبز الذرة المخلوط والصافي والكِسرة حيث تُصنّع المواقد والافران محليا وبأسعار زهيدة حتى تدخل كل بيت.
التمهيد لرفع الدعم يحتاج دراسات مستفيضة واصطحاب كل الثغرات وتجارب الآخرين مع حملة إعلامية كبيرة تُبصر الناس بأن هذه الدعم أقعد البلاد واستفادت منه مافيا معينة ولوبيات في السوق على مستويات مختلفة كل يرضع من ثدي الدعم.
ويحتاج معالجات إحصائية يمكن ان يوفرها المركز القومي للمعلومات بكل سهولة ويبقى التطبيق بشفافية تامة حتى لا تكون هناك استثناءات لأي جهة مهما علت. كما لابد من إعادة النظر في العربات الحكومية وما تستهلك من وقود وهذا قطعاً يجر الى المرتبات وعدم مواكبتها للحاصل كيف يعيش أسرة من راتبه الف جنيه او الفا جنيه ، وهي لا تكفي لبعض الطبقات لوجبة واحدة.
أي استعجال في اتخاذ قرار رفع الدعم عن أي من الوقود والقمح سيكون غير محمود العواقب التأني ثم التأني واستصحاب كل التجارب واقصى ما انتجت التقانات والتطبيقات بحيث يكون مرصوداً كل لتر اين ذهب.وبعدها سيفكر صاحب أي سيارة عشر مرات في أهمية المشوار والعائد منه حتى يدير المحرك.
وبذا يكون واحد من شعارت الثورة قد تحقق (العدالة).
صحيفة السوداني نوفمبر 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق