السبت، 30 مايو 2020

كلية الدراسات العربية والإسلامية


كلية الدراسات العربية والإسلامية

 

  في  25 مايو 1969 م كان حدثاً  يسميه الناس انقلاباً عسكرياً على الديمقراطية التي أعقبت ثورة اكتوبر  ويسميه اليسار ونميري ثورة. لا تهم التسمية بعد هذا الزمن الطويل. الضباط الذين قاموا بالانقلاب سموا أنفسهم او الضباط الاحرار وكانوا ناصريون وشيوعيون لا أذكر هل كان للبعث العربي أفرع كما اليوم ام لم يولد  بعد. (الذي يحير في حزب البعث بدأ منقسماً بعث سوري وبعث عراقي والعداء بينهم كان أكبر من عدائهم لكل الاتجاهات وشبع البعث موتاً عند أهله ومازال الملكيون هنا يكابرون، الحكاية أكل عيش ولا شنو).

بدايات ثورة مايو كما يحلوا لنميري ومجلس قيادته رحمهم الله جميعاً (لم يبق منهم على قيد الحياة الا أبو القاسم محمد إبراهيم أمد الله في أيامه وأحسن خاتمتنا وخاتمته). هؤلاء القوم بدأوا بدايات انتقامية على كل موروث ومعتقد ظناً منهم أن المعتقدات هي التي تقف في طريق التطور والرقي. واستهدفوا فيما استهدفوا كثير مما يمت للإسلام بصلة. وكان من قراراتهم أن مادة التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية اختيارية من أراد ان يحضر حصصها فله ومن لم يرد فذاك المطلوب. الشهادة السودانية سنة 1971 كانت خالية من مادة التربية الإسلامية ومكانها الى يوم الناس هذا كالضرس المخلوع في شهادتي). 

اسمع من يقول: وصلنا للعنوان طولت المقدمة

حاضر.

 وكانت أغرب القرارات المايوية او اليسارية أن اتجهوا لتقزيم جامعة ام درمان الإسلامية وجعلوها كلية واسموها (كلية الدراسات العربية والإسلامية). بالله كيف كان شعور القوم وقتها؟ قطعاً ظنوا ان لن تقوم لجامعة ام درمان الاسلامية وللإسلام قائمة بعد ذلك.

من يُخبر الأموات منهم ويوقظ الاحياء من سكرتهم ويقول لهم كانت جامعة صغيرة وكليات نظرية فقط وها هي اليوم جامعة كبيرة جداً بها عشرات الكليات التطبيقية والنظرية والفروع في الولايات. وطلاب شهادة 1971 الذين لم يمتحنوا مادة التربية الإسلامية مازالوا يشهدون ان لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويصومون (إلا مصابي السكري شفاهم الله).      

الفرحين بالسلطة من اليمين واليسار يجب ان يقرأوا التاريخ جيداً ويعرفوا   الشعب ومقدراته والاستعجال على (والاستهبال) لا يوصلان لنتيجة. فليحصر اليمين واليسار مكائدهم في اللعب السياسي أما بنيات الشعب ومعتقداته عصية على الهواة.

فيا من لا يعرف الا المناهج ويستعجل تخريبها ولا يهمه تجريبها على رسلك القبلك كانوا اشطر وحصدوا الخيبات ولعنات التاريخ. لعنات التاريخ بديلاً لمن لا يؤمنون بالآية (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً).

البناء لا الهدم هو ما يحفظ الثورة والوطن.

السوداني مارس 2020

ليست هناك تعليقات: