الجمعة، 29 مايو 2020

الدولار عملة محلية


 الدولار عملة محلية

 

 يبدو ان الاقتصاد السوداني يسير على خطى لبنان ، منذ عدة سنوات ما عاد اللبنانيون يتعاملون بالليرة اللبنانية. فكل أسعار الخدمات والسلع صارت بالدولار. ويحدث ذلك في حالة تدهور العملة المحلية وانخفاضها بالخطى الارنبية (قفزاً) وليس مشياً محسوب الخطى.

أسباب تدهور قيمة العملة المحلية متعددة ابرزها قلة الإنتاج ، الفساد، وسوء الإدارة وأخيراً الانفلات. وكل ذلك عبر النظام المصرفي. عندما لا يلتفت القطاع المصرفي  الى تمويل الزراعة والصناعة ويغرق في الخدمات يكون ذلك. وإذا ما زاد عليها الفساد وتحكم إدارات المصارف الرقابية والتنفيذية ويتحكم في  المدخرات على هوى مجالس الإدارات التي فصلت لها قوانين بنك السودان تفصيلاً ليظل كل مصرف مرهوناً لأشخاص بعينهم. نتج عن ذلك أكثر من ثلاثين مصرف محلي وبضع  مصارف اجنبية (ستشد الرحال قريباً وقد بدأت بعد ان مصت أو (شفطت) كل خيرات البلاد بعون نافذين وبتطويع القوانين لتحقق مصالحها) للعلم الشفط أكبر درجة من المص.

نتج عن هذا الفساد وسوء الإدارة تدهور قيمة الجنيه السوداني وكان السوق قبل سنوات يجتهد في مجاراة الانهيار بتقدير وتوقع قيمة الانخفاض ويضع السعر . اليوم ما عاد التجار ،وتجار اليوم متعلمون ومواكبون للعلم، فصار الواحد منهم  يضع سعر سلعه بالدولار في تطبيق اكسل ويضع السعر يوميا على حسب سعر الدولار ولا ينسى هامش ربحه الذي لا رقيب عليه وفي كثير من الأحيان لا يقل عن 100% لذا حدث الغلاء وازداد الفقراء فقراً والاغنياء غنىً ودعماً.

هل ابعاد البنك المركزي عن التحكم في الذهب هو حل مشكلة تدهور العملة المحلية؟ وهل الحلول (الفاخرة) لمصلحة افراد ام لمصلحة الوطن وكيف تفتقت ذهنية وزير المالية ليرهن المعدن النفيس كأغلى سلعة في العالم (بعد الاخلاق) لشركة خاصة دون منافسة هذا اذا سلّمنا بخروج بنك السودان المركزي من التحكم في الذهب.

لم يقتصر أثر تدهور قيمة الجنيه على السلع المستوردة بل صار كل صاحب سلعة يُسعِّر كما يشاء في ظل عدم رقابة وانفلات اداري مهول من يصدق ان أسطوانة الغاز والمحروقات الى وقت قريب كانت مسعرة من وزارة النفط (الآن اسمها الطاقة والتعدين) اليوم زاد سعرها في الخرطوم المدللة على 200 ج في بعض الاحياء وصل سعرها 220 وسمعت ان بعضهم اوصلها 250 ج داخل الخرطوم فكيف سيكون الحال في الأقاليم البعيدة كل ذلك بحجة انخفاض العملة المحلية.

أخشى ان لا يقف السير على خطى لبنان على العملة (وانا ما بفسر وانتو ما تقصروا. حتى لا ندخل في مشكل دبلوماسي مع هذا البلد).

قال: كنت اشاهد في مظاهرات لبنان وعندما دخلت زوجتي حولت لحرب أفغانستان.

صحيفة السوداني ديسمبر 2019

ليست هناك تعليقات: