الجمعة، 29 مايو 2020

منير البعلبكي - المورد


منير البعلبكي  - المورد

 

 رجاءً لا داعي لاستدعاء المثل السوداني ( الناس في شنو و ال..... في شنو؟).

كلما نظرت الى مكتبتي الورقية المتواضعة لفت نظري أكبر كتبها حجماً وهو قاموس المورد الشهير لجامعه منير البعلبكي والذي عندي هو المورد 80 أي طبعة 1980 الطبعة الرابعة عشرة. وعلى صفحته الأولى مكتوب عليه بخط يدي (جده 17/4/1980.)   

 المورد او القاموس إنكليزي - عربي كما كُتب على غلافه وبعض صفحاته الداخلية وبالمناسبة عدد صفحاته غير الملاحق 1115 صفحة. طُبعت منه خمسة وثلاثون طبعة آخرها سنة 2005 مما يدل على أهميته وانتشاره في ذلك الزمان.

لذا من حقكم عليّ وحقه عليكم ان تعرفوا بعضاً من السيرة الذاتية لمنير البعلبكي. من مواليد مدينة بعلبك في 1918 م .أسس دار العلم للملايين سنة 1945 م توفي 1999 م .عمل بالترجمة (بنتي تُصر علىَّ أن أكتب  من أشهر الكتب التي ترجمها كتاب البؤساء )

آخر طبعة وهي ما سماه (المورد الأكبر) الذي أتمه ابنه د.رمزي بعد وفاة والده وبلغت صفحاتها 2000 صفحة.

طيب (كما تقول تراجي)

هذا المجهود الضخم والعمل الشاق للكاتب والباحث عن معاني الكلمات او الترجمة من لغة الى لغة، في المورد تحديداً اللغة الإنجليزية والعربية. هذا المجهود اليوم تقابله عشرات التطبيقات على الانترنت وعلى الهواتف الذكية والكمبيوترات بسرعة فائقة يمكن ان تجدها على تطبيق الترجمة المفضل لك ويسعفك بالكلمة ونطقها وتصريفها وأمثلة على استعمالاتها كل ذلك في ثوان. لا شك ان هذه التطبيقات استفادت من هذه القواميس الورقية ولكنها طورتها وأكسبت الناس وقتا كبيرا فالبحث عن الكلمة في القاموس، لغير المتدربين، يأخذ وقتا طويلاً.

    لا أظن في عالم اليوم من يفتح قاموسا ورقياً (يا ربي أمكن في خدمتنا المدنية من لا يطيق ذكر الكمبيوتر ودنيا الاتصالات ومصرٌّ على ما ورث من رؤسائه الانجليز البيض والانجليز السود الذين اعقبوهم).

السؤال الآن هل نحتفظ بهذه القواميس الورقية؟ والى متى؟

هل الخوف من كارثة، لا سمخ الله، تهدم هذه الشبكة العنكبوتية وتعيدنا الى عصر ما قبل الانترنت هل هذا الخوف وارد؟ تقنية الهواتف والأجهزة الالكترونية الأخرى هل قابلة للانهيار لأي سبب وبأي نسبة مهما كانت ضئيلة.

  لا سمح الله هل ستأتي حرب أخرى حرب تكنولوجيا مثلا تفرض على المستخدمين شروطا ورسوما فوق طاقة العامة هل تستمر مجانية الانترنت والى متى؟ ولنكن متفائلين ربما يأتي ما هو أسرع من الانترنت (طبعا البطء الانترنتي سوداني محض وهو (استكرات) شركات الاتصالات وضعف الحكومات ذات الضرائب البالغة 35 % على خدمة الاتصالات).

       سؤالي هل نحتفظ بما عوضتنا له التكنولوجيا الحديثة من كتب وغيرها؟ هل سيأتي يوم نندم على أننا تخلصنا من قديمنا أو دلقنا ماءنا على السراب؟ الأمر ليس مقتصرا على مورد منير البعلبكي ولكنه ينطبق على الآلة الحاسبة والساعة والمصباح الضوئي وأجهزة الجي بي اس والتي كلها ادمجت في الموبايل والحق بها الراديو والمسجل والفيديوبلير والقائمة طويلة.

هواة التحف السؤال ليس لكم؟

 أغسطس 2019

ليست هناك تعليقات: