العبث باللوحات
قبل أن يقول لي أحد القراء :الناس في شنو وانت في شنو؟ ابادر وأقول التطبيع كَتبت فيه مئات الأقلام أزمة الخبز، أزمة الوقود ، كل ذلك وجد من طرحه للنقاش غير أن أزمة الضمير و أزمة الثقة مازالتا تنتظران مزيداً من الحبر او نقرات الكي بورد.
أما أزمة المرور أو الاختناق المروري في العاصمة فذاك بند آخر يمكن ان يقول قائل كثرة السيارات أو المركبات هي السبب ، ومن قائل ضيق الشوارع هو السبب قبل أن يشده آخر من يده ويقول هي ويني الشوارع تقصد الحفر؟ أو على رأي بروف ود الريح ليس اليوم ولكن قبل اربعة عقود كتب يقول: سيدي المحافظ نشكو لك وجود الظلط في حُفرنا. وربما يتجه آخر ليقول جغرافية العاصمة تحتاج إعادة نظر أسواقها ومكاتبها وجامعاتها ومستشفياتها كلها في مربع واحد وكيف لا يحدث الزحام المروري؟
كل ما ذُكر أعلاه ليس جديداً.
الجديد في رأيي ظاهرة بدأت تنتشر وهي بداية فوضى غير خلاقة ، ومتى كانت الفوضى خلاقة. المعروف ان لوحتا السيارة من أهم ما يميزها واللوحة بمثابة الرقم الوطني للسيارة وليس من حق صاحب السيارة ان يتصرف فيها أي تصرف. بدات في الاونة الاخيرة تشاهد بعض اللوحات طمست بعض ارقامها باللون الابيض لتبح بدلاً من خمسة ارقام رقم او رقمين ومنهم من يطمس ما بعد رمز الولاية متلاً خ 4 يجعلها خ فقط. وآخرون بدأوا هوساً جديداً يضع لوناً أزرقا على الجزء الايس من اللوحة لا ادري هل هو ملصق مؤقت ام دهان ثابت لتشابه لوحات بعض دول الخليج وتكون المصيبة أكبر لوكان لهذا اللون الأزرق له علاقة بفريق الهلال. واذا ما ثبت هذا ستقوم جماهير الفريق الآخر بتلوين نصف لوحات سياراتها باللون الاحمر.
وأسوأ من كل ذلك انتشار سيارات بدون لوحات تجوب الشوارع وتتقدل لا أعني سيارات الدفع الرباعي أيام الثورة فقد استجابت للنقد وصارت لها لوحات.
قد يبدو العبث بلوحات السيارات للبعض موضوعاً تافهاً ولا يستحق الالتفات اليه في هيلملنة المشاكل التي تعاني منها البلاد خصوصاً السياسية والاقتصادية والأمنية التي حيرت الحكومة الانتقالية وقحت من ورائها.
ولكن إجتثاث الظاهرة في بدايتها مطلوب حتى لا تنتشر وتصبح وباء تصعب محاصرته.
كلهم يحتاج تربية شعب وحكومة.
صحيفة السوداني ديسمبر 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق