منع العباءة والنقاب.. في مدني
في سبعينات القرن العشرين وفي هذه الخرطوم مدرسة خاصة (وما أقلها في ذلك الزمان، تفرض زياً موحداً محتشماً على الطالبات. وتأتي طالبة بزي مشين وقصير طردها مدير المدرسة. في اليوم التالي جاءت الطالبة ومعها والدها وهو شخصية كبيرة تعلوا كتفها رتبة عسكرية عظيمة زمجر وسأل عمن طرد بنته خرج اليه المدير قائلاً: بالله انت راجل؟ خلي الدين بعيد في راجل يقولوا ليه عايزين نستر ليك بنتك يقول انا عايزه عريانة؟ وخرج ولم يعد ثانية لا هو ولا بنته.( من عندي والله أعلم المسيطر على البيت الحاجة وليس الضابط).
أمامي خطاب من شؤون الطلاب بكلية ود مدني للعلوم الطبية والتكنولوجيا موجه الى منسقي البرامج والمعاينات يمنع النقاب والعباءة اليكموه بالتفصيل ( أيوب صديق بي بي سي الله يطراه بالخير وامد الله في ايامه). ( عزيزي المصحح اليكموه ملكية خاصة لايوب صديق ارجو عدم التصحيح)
هكذا فهمت كلية ود مدني للعلوم الطبية والتكنولوجيا الحرية واصدر مجلسها الاستشاري للعميد في اجتماعه 7/2019 على جميع الطلاب بارتداء الزي الرسمي بالكلية وهو عبارة عن بلوزة واسكرت ويمنع ارتداء العباءة والنقاب. بتوقيع د.عبد الرحيم الأمين البلال منسق شؤون الطلاب.
قبل أن نسترسل في الأمر الا يفهم من هذا التعميم إن كان في الكلية طلاب ذكور عليهم ايضاً لبس البلوزة والاسكرت؟ وما طول الاسكرت وأين موقعه من الركبة فوقها وبكم سنتمتر او بكم ديسمتر؟
أحقا هذا مجلس استشاري ام مجلس باصم يخاف على رزقه ويحتفظ بآرائه وتقرر جهة واحدة؟ أم كلهم من طينة واحدة لا تفهم الفرق بين المنع والحرية؟ ولا تعريف للحرية عندها الا الانحلال والتنصل من عادات وتقاليد ومعتقدات المجتمع؟
مجلس العموم البريطاني رفض منع الحجاب وقال هذه حرية خاصة كيف تجرأ أبناء المسلمون في ود مدني على منع العباءة والنقاب؟ معلوم أن لكثير من الجهات المهنية والجامعات زي خاص الأطباء مثلاً لهم زي معروف والممرضين والممرضات والمهندسين فرض زي موحد فيه عدالة أما المنع ومنع أشياء محددة ينم عن غرض ومرض. وليس من ثمرات الثورة التي كان شعارها (حرية سلام و عدالة).
أحقاً كان يردد هذا المجلس او بعض منه (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)؟ أين الحرية هنا وهو يمنع زياً محددا ويترك الباقي دون تقييد او توصيف. ماذا يفهم المجتمع من هذا الإعلان او هذا التوجيه التبرؤ من الدين والأخلاق وعادات المجتمع؟ من ناحية تجارية وحسب مسمى الكلية انها كلية خاصة وليست حكومية من ناحية تجارية كم سيفقد من الزبائن الذين لا يرضون العري لبناتهم واحسب انهم أغلبية ليس شرطا ان يكونوا اخوان مسلمين أو سلفيين فمعظم المجتمع محافظ والحمد لله اللهم الا بعض سفهاء تغربوا أو أرادوا أن يقلدوا سفهاء الغرب. بالمناسبة في الغرب محافظون أكثر من هؤلاء الذين لا لموا في دين ولا دنيا.
أين وزارة التعليم العالي من هذا المنع؟
سبتمبر 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق