الجمعة، 29 مايو 2020

الحصة وطن


الحصة وطن

 

 نقول الحمد لله على السلامة علما تم بالأمس من توقيع اتفاق.

فليعلم السياسيون من لدن مؤتمر الخريجين الى يوم (قحت) هذا أن عهود اللعب على الشعب قد ولت وان عوامل كثيرة دخلت وغيرت من القاعدة التي هي الشعب. مستوى التعليم ارنفع الى حد كبير، ولكنه دون المطلوب حتى الآن، وسائل الاعلام قد انتشرت لم يعد الراديو الموجة المتوسطة هو الأداة الوحيدة ولم تعد قناة الحكومة التلفزيونية وحيدة.

الاعلام اليوم سلاح رهيب أفتك من الرصاص وحتى الرصاص صار يخاف من الاعلام وكاميرات الموبايل. والذين لا يخافون الله الرقيب عليهم صاروا يخافون من الكاميرات أكثر من خوفهم من الله (يا لقلة ايمانهم).

لهذا ولغيره من نفاد الصبر وطول الانتظار لحكم راشد أرى ان لا مجال لأحد ليلعب لصالح ورقه وورق حزبه بأي حركات بهلوانية يظن ان لم يسبقه عليها أحد وكل شيء مكشوف الآن امام الأضواء وما اكثر تتبع السودانيين للأخبار (الشمارات) كاذبها وصادقها وسرعة البث على الانترنت (الا ترون اني قدمت الشمارات الكاذبة على الصادقة؟).

لذلك لن يكون التصحيح تراكمي كما كان سابقا حيث ينتظر الناس توالي الأخطاء والفساد الى ان ترى بالعين المجردة لكل الناس. لا الان سيكون التصحيح بالمجهر أي صغيرة وكبيرة ستخرج للناس وعلى الفاسد او المخطئ حزبا كان ام شخصاً ان يثبت العكس امام القضاء الذي نفترض فيه ان يكون مستقلا تماما وأي فهلوة قحتية من (قحت) في هذا الملف ستكون الكارثة التي تطيح ب قحت وربما بالوطن كله.

بناء هذا الوطن (الفضيحة) ليس مسؤولية الحكومة وحدها على المواطن دور اكبر من دور الحكومة في امر البناء ما لم يحاسب كل مواطن نفسه على كل صغيرة وكبيرة ويسلك سلوكا راشدا سنخسر كلنا. مثلا على كل مواطن ان يسال نفسه عندما يأوي الى فراشه كما يسالها عن الحسنات والذنوب  ان يسألها كم انتج وكم استهلك (السمسرة والسياسة ليست انتاجاً وليست مصدر رزق شريف).

والتربية هي الأساس ولن تحدث بين يوم وليلة وهي قبل كل شيء تحتاج الى قدوة حسنة من البيت ان يكون الوالدان قدوة حسنة ونخرج الى ان نصل الى قمة الهرم (يا ربي قمة الهرم حمدوك وللا الثاني)  ان يكون الراس قدوة بحق قليل الكلام كثير العمل رائدا لا يكذب أهله . إذا حدّث الناس عن التقشف بدأ بنفسه ومكتبه وحاشيته وكان ذلك في مركبه وصرفه. وإذا حدث الناس عن الإنتاج يسال ما معوقاته ويزيلها. لا يخرج في حشود ولا يطالب الناس باستقبال ولا يخطب في الهواء ولا يرقص. لا يدير البلاد بالعصا ولا بكثرة الحديث ولكن بالخطط ومتابعة التنفيذ والتقويم المستمر.

أتمنى ان تكون مسيرات الفرح التي سارت بالأمس آخر حشود تشهدها البلاد بعدها ينصرف كل لواجبه لا يتوانى فيه لحظة ويحتمل معوقات اليوم لنبني وطناً للأجيال القادمة يفاخرون به.

نحسن فيهم الظن الى ان يُظهروا غير ذلك

18/8/2019

 

ليست هناك تعليقات: