الجمعة، 29 مايو 2020

القراي


  القراي

 

 منْ من القراء ،غير المتخصصين، يعرف واحداً من مدراء المركز القومي للمناهج الذين سبقوا د.عمر القراي؟ سبعة مدراء منذ إنشاء المركز في 1995 م أعرف بعضهم بحكم تخصصي التربوي، منهم من درسني د.محمد المزمل رحمه الله ومنهم زميل دراسة د.الطيب حياتي ومنهم أصدقاء مثل د.عبد الرحيم أحمد سالم ود.عبد الغني ابراهيم.  

كل هؤلاء الذين جلسوا على هذا الكرسي لم يملأوا الدنيا صياحاً وتصريحات ولقاءات تلفزيونية ومؤتمر صحفي أو مؤتمرات بل جلسوا بكل هدوء يؤدون وظيفة تربوية لها مواصفاتها ومطلوباتها وكل قضى فترته وترجل بكل هدوء. لم نسمع من أحدهم فخراً بنفسه وعلمه كما فعل القراي الذي قيل أنه قال انه أكثر سوداني مؤهل لهذا الموقع. يا لتواضع العلماء! وهل يعرف د.عمر القراي كل السودانيين ويعرف مقدراتهم؟

الذي يحير أن هذا الرجل في أقل من عشرة أيام عقد مؤتمراً صحفياً ولقاءاً بقناة سودانية 24 وآخر بقناة الشروق هذا ما رايته وفي كلا اللقاءين لم يغير الا البدلة والقميص نفس الافتراء والأفكار الفطيرة والادعاء الكاذب. وصار كالوباء.

مما ردده كثيراً مسألة 23 سورة من القران لتلميذ الصف الأول والمعروف ان وحدة قياس القرآن الكريم (والكريم دي نكاية في كل من له رأي في القران غير رأي إجماع المسلمين) المعروف كما قلنا وحدة قياس القرآن الجزء والحزب وليس السورة فالمصحف الشريف فيه 30 جزءاً وهي ستون حزباً وكل حزب مقسم الى ارباع . وهذه 23 سورة التي حملها القرأي ،بكل عدم أمانة للتهويل وحشد امثاله ليرددوها، هي في الحقيقة نصف حزب أي  (1 ÷ 120) من المصحف الشريف . وطبعاً لا يمكن مقارنة سورة البقرة ذات 286 آية بسورة الكوثر ذات الثلاث آيات.

كم من الأقلام كتب عن هذا الرجل؟ كم من الناس لم يعجبه إختيار وزير التعليم لهذا الرجل وتوصيته الى السيد رئيس الوزراء؟ ما رأي الشارع في أقوال هذا الرجل؟ لماذا انحرف القرأي وسيس هذا المنصب بهذه السرعة؟ هل كان يحمل أجندة جاهزة؟ هل هناك جهة خلف وزير التربية ورئيس الوزراء تملي عليهم ما تريد؟ (لا تتعجبوا من كثرة علامات الاستفهام اسم العمود استفهامات).

يفعل السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير التربية خيراً لو تراجعوا عن تكليف هذا الرجل ويومها نضعهم في درجة عالية، درجة من يسمعون النصح ولا يعتزون بالاثم. نسبة لما لقي هذا الاختيار من رفض واسع. اللهم الا إذا كان الرجل وتياره مفروضان من قوة عالمية. وعندها نحوقل ونتحسبن.  

ماذا لو أعطت حكومة الفترة الانتقالية الرأي الآخر فرصة ليقول قولاً يزيد من عمر الفترة الانتقالية ويمنحها وقتاً تتفرغ فيه الى ملفات أخرى متفق عليها مثل كشف الفساد واسترداد الأموال المنهوبة ورد المظالم بعيداً عن الغبن الحزبي وفش الغبينة.

السيد رئيس الوزراء إبعاد بعض الأسماء التي لم تجد قبولاً من الشارع يزيد من عمر حكومتك ويبارك وقتها.

صحيفة السوداني ديسمبر 2019

ليست هناك تعليقات: