الجمعة، 29 مايو 2020

لا تحبطوا شباب الثورة

 

 

لا تحبطوا شباب الثورة

 

 الحمد لله على الاتفاق الذي تم ويكفي أن اسمه اتفاقاً وكل مفاوضات بين حادبين على مصلحة وسلامة البلد في المقام الأول لن تجد لها عدوا الا عدوا غير عاقل. ولكن هل سيكون يوم 17 أغسطس يوم بداية البناء؟

وما هو البناء الذي نريد وما هي نواقضه؟ الشعار المرفوع (حرية ، سلام ، عدالة) الحرية: بدايةً ما لم نتمتع بحرية منضبطة حيث كل الذي كان يقال في المجالس الخاصة يصبح البوح به في القنوات الفضائية والصحف ممكناً ولا يحتاج الى إذن من جهة ما، فلن تك تلك حرية ( مثلاً الميناء الجنوبي تم بيعه او استئجاره  لدولة كذا) يناقش في يومه مع كل الجهات ويأتي كل طرف بمستنداته ومبرراته إذا ما وصل الأمر الى منْ اتخذ القرار وبالقنوات المعروفة ووزارة العدل واقفة على عقده. ووزارة المالية واقفة على ريعه وأيهما أجدى وما عيب العقد وما محاسنه على البلاد والعباد. وإلا كيف نقض العقد وما هي الشروط المبطلة له وهل في الامر سمسار؟ هذا مجرد مثال وذلك قبل ان يكون هناك نظام محكم لمن يتخذ مثل القرار في أصول الدولة وما هي الطرق التي تمر بها هذه القرارات الخطيرة ذات الأثر السيادي.

هذه الحرية تحتاج الى العدالة (قبل ان نصل خيار الشعب) العدالة بكل مكوناتها شرطة ونيابة وقضاء والأخير قضاء لا يعرف الا القاضي الذي في الجنة (إشارة لحديث :قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة) إذا ما تم اختيار مجلس القضاء الأعلى من أهل المهنة ولم يشم احد رائحة أي شبه في تدخل جهة سياسية في اختيار قضاة المحكمة العليا او أي مستوٍ من مستويات القضاء وصار القضاء نظيفاً ومجرداً ولا يخشى أحداً ( طبعا هذا لا يعفي السلطة القضائية من المراجع العام وهي التي خزانتها منتفخة انتفاخا مزمناً تفعل في مالها خارج وزارة المالية تجنيباً).

إذا ما طبقت الحرية والعدالة وهي التي بأيد الناس للتجويد لن يبقى من شعارات الثورة الا السلام وها هو المحك الآن لم تكن الثورة سلمية بالقدر المطلوب لا في الاقوال ولا الأفعال وحماس بعض الجهات سببا والسبب الآخر خبث بعض الجهات وهذا ما يُحزن.

هذا الشباب يحلم بوطن خالٍ من أمراض السياسة السودانية منظومة المصلحة الخاصة أولاً ومصلحة الحزب ثانيا ويأتي في ذيل القائمة مصلحة الوطن ولن تجد حظها إذ الاولويتان كفيلتان بامتصاص الوقت والموارد.

طاقات هذا الشباب الآن جاهزة لبناء الوطن الجديد معظمهم مؤهل  لسد ثغرة خيرا من عشرات الان لا يقدمون الا الذكريات والحكي المكرر. هؤلاء الشباب إذا ما وجدوا مخلصا وجههم لخير البلاد ستنهض أما إذا ما سعى كل حزب الى استخدامهم وقودا للانتخابات القادمة فكانا يا عمرو   لا رحنا ولا جينا وسيظل هذا الوطن طاردا لهم.

ماذا لو كان الاحتفال بيوم التوقيع أن يعيد الشباب الانترلوك الى مكانه؟

8/8/2019

ليست هناك تعليقات: