الطرق القومية تحتضر
الخدمات والسلع كلها بمقابل مادي . هل رأيتم مستهلكاً دلف الى متجر او (سوبرماركت) كما يقولون وطلب سلعة ودفع سعرها ورفض البائع ان يسلمه السلعة بلا أي حجة. كيف سينتهي هذا المشهد؟ 999 النجدة.
على طرقنا القومية يحدث هذا واكثر هناك نقاط تحصيل رسوم الطرق القومية محسوبة بالكيلومتر كلما بعدت المسافة كبر رسم العبور . هذه النقاط التي أُريد لها ان تواكب العصر جاءت أكثر تخلفاً هذه النقاط في كثير من دول العالم مزودة بكاميرات وآلات كلما مرت سيارة تم خصم رسوم من حساب صاحبها تلقائياً حيث السيارة هي الأخرى بها جهاز مربوط بالشبكة. مقابل ذلك يتحصل السائق طريقاً أملس من جلد الثعبان ومضاء وملون وبه من الاشارت ما يحفظ حياة البشر الغالية الا هنا.
هذه النقاط أُريد لها ان تكون كذلك ولكن للاسف جاءت بادارة بشرية كاملة بحجة ضعف شبكات الاتصالات وعدم انتشارها وجعلت لها بوابات الالكترونية تفتح بمجرد ان تدفع الرسوم هذه ايضا توقفت لأن البشر ارخص من الآلة (في الدول المتخلفة فقط). لذا صارت تغلق بجدار بلاستيك يحركه شاب عندما تاتيه اشارة افتح والعكس.
الذي يدفع رسوم عبور الطرق القومية يجب ان يجد مقابلها، طريقا لا عيب فيه لا أعني الخشونة ولكن أعني خلوه من الحفر ( طموحاتنا في طرق مزدوجة ننتظر بها حكومة ما بعد الانتخابات) أما الحكومة الانتقالية فقط صيانة ما هو قائم.
كل قادم من جهة يشكو رداءة الطرق ويأتي في المقدمة (حبوبة عجوز) طريق الموت طريق الخرطوم مدني. ويقال ان طريق سنار الدمازين بلغ من السوء مرحلة كبيرة أما طريق التحدي وخصوصا شمال الخرطوم ينطبق عليه ما على طريق مدني ان لم يكن اكثر.
أين هيئة الطرق والجسور من هذه الطرق كل يوم حفرة جديدة وأي حفرة اما تسببت في حادث مروري موت واصابات أو أصاب مركبة وعطلها عطلاً يحتاج قطع غيار وهذه خسارة على الصعيد الشخصي لصاحب المركبة وعلى الدولة التي تستورد قطع الغيار وكل ذلك كان يمكن تفاديه بكوريق زفت يصب على هذه الحفرة.
قطعا لهيئة الطرق والجسور من الحجج الكثير، وهذه طبيعة كل مُقصِر لابد ان يبحث عن شماعة، ولكن المستهلك او المواطن يريد ان يعرف مقابل ما يدفعه من رسوم عبور الطرق القومية. كيف يدفع بلا مقابل وهذا المنطق هو ما يجعل التكدس في هذه النقاط كثيرون لا يريدون ان يدفعوا بحجة أن هذه الطرق وما وصلت اليه لا يستحق دفع رسوم. ولسان حالهم يقول ما في شي يستحق الدفع الا 20 كلم شمال ود مدني.
اردموا هذه الحفر ولتكن بداية جادة لكل الطرق بارك الله فيكم وبعدها سنسال عن المسارات والتوسعة والاضاءة.
كلاهما يحتاج تربيةً شعبٌ وحكومة.
صحيفة السوداني فبراير 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق