الكشة والمكشوشون
في اخبار الأسبوع الماضي أن المملكة العربية السعودية مقبلة على مراجعةوجود الوافدين عليها وتنوي ابعاد ما بين الثلاثة ملايين الى الخمسة وافداً غير نظامي. مثل الذين بدون اقامات وهذه قديمة والذين يعملون في الاعمال التجارية، والذين يعملون مع غير كفلائهم، والذين يعملون في غير مهنهم، والجديد هو كل من تجاوز عمره الأربعين وفحص حالته الصحية.(فحص آلي بشري ربما تكون النتيجة تغيير رُكب) بالإضافة الى معايير أخرى لا يسع المجال الى تفاصيلها كلها.
من حق المملكة أن تسن من القوانين ما يخدم مصالحها ويحفظ أمنها ومواردها فهي ليست كندا ولا أمريكا ولا استراليا هذه الدول تقبل كل مهاجر بشروط ميسرة.
كمغترب سابق في المملكة العربية السعودية عاد قبل أكثر من ربع قرن أقدر تمسك المملكة بتنظيم الوافدين وهم كثيرون احتاجت لهم المملكة العربية السعودية في بداية نهضتها أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ويسمون تلك الفترة (بالطفرة). يوم قفز سعر برميل البترول من الثلاثة دولارات الى الثلاثين دولاراً. احتاجت المملكة وقتها الى كل التخصصات والمهن والعمالة. (ولا أنسى أول فصل دخلته سنة 1977م حيث كان مبنياً من الطين ومسقوفاً بالجريد واذا رفعت يدك لامست السقف هل تصدقون؟ وكنت قادماً اليه من حنتوب الثانوية وللذين يعرفون حنتوب أن يقارنوا. لم يدم الأمر طويلاً في اقل من خمس سنوات كان البديل مدرسة آخر روعة وتكييف كمان).
ليس هذا موضوعنا اليوم سؤالي كم سيكون عدد السودانيين الذين تلحقهم هذه القرارات؟ او بلغتهم كم سيكون عدد (المكشوشين) والكشة مصطلح مغتربين يطلقونه على حملات الجوازات التي تقوم بها، في السابق، على الذين لا يحملون إقامة فقط ومع مرور الزمن تطورت المخالفة وهذا امر بدهي.
نعيد السؤال كم من السودانيين ستشملهم هذه (الكشة)؟ وماذا اعددنا لهم؟ الأمر في غاية الحساسية ونسأل او نستفهم جهاز المغتربين هل في أجندته علاج لمثل هذه العودات الكبيرة أم سيتركهم (وكل واحد يأكل نارو).
هل سيعودون الى قراهم واريافهم بعد ان تعودت العوائل على التكييف والشوبقن والحدائق نهاية الأسبوع؟ (بالمناسبة من العوامل المطيلة للغربة العوائل ومتطلباتها اختصاراً النسوان) هل سيتكدس المكشوشون في العاصمة ليزيدوها رهقا على رهقها وترتفع الإيجارات وتزدحم المواصلات وتنتشر النفايات؟ وكم من الأطفال في سن الدراسة وهل في الحسبان استيعابهم وأين؟
هل سيعود كل منهم ومعه سيارة تريد طريقا ووقوداً وربما شركة ترحال.
الأمر في رائي لا يقل خطراً عن (الكرونا) مثل ما يتحسب الناس للكرونا يجب ان يتحسبوا لهذه العودة القسرية.
ختاماً قيل له تم الاستغناء عنك ودقوا ليك خروج ، كان رده: الحمد لله طهرنا الزوجة وحججنا الوليد. ما في مشكلة.
صحيفة السوداني فبراير 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق