وزير الداخلية اسمعنا مرة
من سيرتك الذاتية يا سعادة الوزير أنك من واحدة من قرى ولاية الجزيرة ،الجديد ولن أقول الجديدة الثورة، خليف وعمران واخواتهما هم الجديد الذي نعرف. سيادة الوزير لابد انك في زياراتك لمسقط رأسك وانت قادم من الخرطوم قابلتك هذه النقاط الكثيرة وتوقفت عند نقطة الماليزي ونقطة الجناين واستوقفتك شرطة المعابر واستوقفتك نقطة الباقير ونقطة تحصيل رسوم عبور الطرق (السريعة).
هذه خمس نقاط في اقل من اربعين كيلومتر (اردت ان اكتب كيلاً ولكن الخطأ المشهور خير من الصحيح المتروك) ترى كم سيكون عدد هذه النقاط في كل السودان؟ سعادة الوزير هل سألت نفسك ما هي وظيفة هذه النقاط وأهدافها على الورق؟ وما تقوم به الآن اصبح اكثر من مشهور. لن اتحدث بلغة القانون التي لا اعرف عنها الكثير ولكن رجل المرور في هذه النقاط يمتلك اكثر من سلطة، سلطة توجيه التهمة والحكم الناجز بلا مرافعة والتنفيذ الفوري.
سيدي الوزير كم من المقالات كتبت عن هذه النقاط على الأقل في الشهر الأول لدولتك هذا وكم من الناس شكى من تعسفها واهدارها للوقت والاقتصاد والأخلاق. وأخيرا وزير التجارة الذي تطرق اليها في جانب ضررها على الصادر.
يقول مستخدمي الطرق إنهم صاروا يخشون على تجارتهم ودينهم من هذه النقاط المنتشرة على الطرق وصفافيرها التي هي أحدَّ من صافرات إنذار الحرب التي تطلق في المدن.
الشباب الذي ثار على الظلم في العهد الانقاذي البائد ادخلوا كلمات جديدة على اللغة مثلا (مدنيااااو) كشكوى مرة من العسكرة طيب اين المدنيااااو من هذه الطرق هذه عين العسكرة المتعسفة الشكوى من العسكرية ليست في طاقم الوزراء فقط ولكننا نريدها في كل الحياة.
ربما يقول لك مستفيد، هذه النقاط منوط بها سلامة المواطن دحض هذه الحجة كفيلة بها السجلات والاحصاء في وزارة الداخلية. لقد شهدت هذه الطرق شهر ونصف عند فرض التحصيل الالكتروني شهر ونصف بلا شرطة على الطرق لعدم توفر أجهزة ونظم التحصيل الالكتروني لم نشهد في تلك الفترة أي حادث وبيني وبينك السجلات.
وكثير من أدوات السلامة الالكترونية موجود ومعطل لتعمل هذه النقاط اللا سلامة (وحاجات تانية حامية ب البوني) أين الكاميرات التي تسجل مخالفات السرعة او ما يسمى بالرادار أليست حكما اعدل من البشر؟
سيادة وزير الداخلية كان شعار هذه الثورة (حرية سلام وعدالة) نحن الان لسنا أحراراً على هذه الطرق ولا تتمتع بالعدل فمركبات مغضوب عليها توقف عشرات المرات ومرضي عنها لا يسألها سائل.
نريد تحقيق اهداف الثورة في هذه الجزئية بعد ان فقدنا الأمل في كثير من أهداف الثورة التي استحوذ عليها اليسار واقصى حتى الشباب الذي فجرها. القراي دليلاً.
نسال الله ان تكون الطرق سالكة في عهدكم.
صحيفة السوداني اكنوبر 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق