الجمعة، 29 مايو 2020

أزمة مرور في العاصمة الخرطوم

 

أزمة مرور في العاصمة الخرطوم

 

ما عاد السير في شوارع الخرطوم ممتعاً كما كان في زمن مضى. ولأسباب عديدة منها ما هو قديم جداً ومنها ما هو متوسط القِدم ومنها جديد لنج؟ (بالمناسبة ما معنى لنج؟)

يوم كان السير ممتعا في شوارع العاصمة سكان العاصمة كانوا عُشر ما نرى الآن (يُقال أن سكان العاصمة بلغوا العشرة ملايين) طبعاً لا مجال للمغالطة في الرقم لأنه لا توجد جهة لديها إحصاء حقيقي لا الولاية ولا المركز القومي للإحصاء ولا المركز القومي للمعلومات. يبدو لي ان أزمة الإحصاء في بلادنا من أكبر المعيقات لوضع خطة او استراتيجية يُبنى عليها أي عمل. ( الصين مليار ونصف تقريبا وكلهم معروفين للدولة اين هم وبماذا تعشوا البارحة).

أما في بلاد صقر الجديان هذه (تقريبا) و(حوالي)  ما تديك الدرب أسال أي مسئول أي سؤال خصوصا لو طلبت إحصاء لبدأ اجابته بتقريبا او حوالي.    

نكون قد بدأنا الأسباب السبب الأول زيادة  السكان بسبب النزوح والسبب أوضح من الشمس عدم تساوي الخدمات في العاصمة والولايات. السبب الثاني لأزمة المرور في العاصمة لا توجد مواصلات عامة آخرمواصلات عامة كانت في السبعينات مواصلات العاصمة او بصاات ابو رجيلة البرازيلية ( ولم تسدد ديونها التي بلغت 40 مليون دولار قبل سنتين. 90 % من ها المبلغ فوائد ديون ربوية) وبما ان كل العهود السابقة والحكومات السابقة (كل عهد داخله عدة حكومات) لم تنفذ حلاً للمواصلات العامة مترو مثلا او خطوط دائرية ونقل نهري لجأ الناس الى الحلول الفردية المكلفة كل شخص يريد ان يمتلك سيارة ليتحرك بها مما جعل بيوت الأثرياء تعج بالسيارات الخاصة سيارة لكل فرد في الأسرة. (بالمشاهدة العادية دخلت الخرطوم 30 الف سيارة جديدة هذه السنة لوحات خ 5 فقط  وصلت 40 الف وما فوق).

 

السبب الثالث جوع الحكومات للدخل عبر الجمارك والضرائب المبالغ فيها  وصلت جمارك السيارات في يوم من الأيام  الى 130 % يعني الحكومة تاخد مرة وثلث قدر الشركة الصنعتها.

السبب الرابع ثقافة الليموزين المتزامنة مع عودة كثير من المغتربين بعد ان صارت الغربة طاردة. السبب الخامس الامطار التي جعلت في كل شارع عدد من الحفر مختلفة المساحات والعمق لن تبدأ الجهات المسئولة عنها صيانتها الا بعد الخريف حتى لا يكون عملاً مكرراً.

سادسا   تقَطُع الكهرباء الذي يتسبب في توقف إشارات المرور والتي لا تعمل بالطاقة الشمسية رغم سطوع شمسنا. سابعاً السلوك البشري الممتلئ بالانانية.

(خد نَفَس) على قول السادات.  لكل هذه الأسباب وغيرها لابد من حل كلَ ما ذُكر أعلاه ولكن قبل ذلك يمكن ان نقترح حلاً هو ان تسير المركبات ذات الأرقام الفردية يوماً وذات اللوحات الزوجية اليوم التالي وبذا نكون قد قلصنا عدد المركبات على الطرق الى النصف. كيف التنفيذ والمخالف سيكون واضحاً.

والله المستعان

صحيفة السوداني اكتوبر 2019

ليست هناك تعليقات: