الثلاثاء، 31 يوليو 2012

أنتِ عندك أبو (2-2)

الإثنين, 30 تموز/يوليو 2012  
نواصل رحلتنا لتكريم الاستاذة سعاد عبد الجليل
وصلنا ود نوباوي في دقائق معدودة، كيف لا والاشارات أمامنا كلها مفتوحة ولا ألون توقفنا، وتذكرت نكتة تروى في السعودية، حيث قطع البدوي الإشارة واوقفه شرطي المرور ليش تقطع الاشارة؟ رد البدوي: يا خوك الإشارات للأجانب مو لينا حِنّا. يعادلها في تلك الليلة الاشارات للشعب وليست للحكومة.
دخلنا إلى بيت الاستاذة سعاد عبد الجليل، وامتلأ الصالون تماماً، وجلس المساعد والوزراء ورئيس المجلس التشريعي وهذا أستاذ رياضيات لا بد من ذكره بالاسم محمد الشيخ مدني، والمعتمد الذي نجا بجلده من كلية التربية إلى كلية الشرطة التهامي، والوكيلان الأسبق والحالي لوزارة التربية والتعليم، والمصورون والمسجلون بالصوت والصورة أضافوا عبئاً كبيراً على المساحة، مما جعل أشخاصاً مثل علي مهدي وآخرين وقوفاً طوال مدة الكلمات.
وتصدر الصالون الأخ المساعد والأستاذة صاحبة الدار، وقدم الحفل حاتم حسن بخيت. وكانت الكلمات جميلة في حق المعلمة الفاضلة، بعد أن قدم حميدة سيرتها الذاتية مع مداعبات دقش الحلوة من حين لآخر.. ومن سيرتها الذاتية أنها تخرجت في كلية معلمات أم درمان سنة 1954م، ونالت العديد من الكورسات في الادارة والاستراتيجية، وعملت في العديد من ولايات السودان في كسلا والجزيرة والنيل الأبيض والخرطوم، وخرجت «13» دفعة في الرياضيات الحديثة، ونالت جائزة أميز خريجة. وهي سيرة طويلة نكتفي منها بهذا. ولم تقصر الوزيرة في كلمتها ولا المعتمد، فكل أوجز وما أحلى الايجاز في ليالي رمضان.
 وجاء دور سعاد لتحدثنا عن سعادتها بالتكريم، وكيف أن هذه الليلة مباركة في شهر مبارك وفي حضرة وجوه مباركة، ودلفت تتحدث عن معاناة المرأة العاملة في ذلك الزمان، وكيف كان المجتمع قاسياً عليها وينظر لها نظرة غريبة وصلت ببعضهم إلى أن يسأل في استغراب «يا بت إنت عندك أبو؟» يعني كيف يسمح رجل لبنته بأن تعمل بعيداً عنه؟ وتحدثت عن كيف عانت في الجزيرة في ذلك الزمان الذي مواصلاته اللواري والكوامر، وكيف أنها جاءت من المعيلق لتضع في اليوم الذي بعده، وتحدثت عن جبيت في ذلك الزمان «بالله هي جبيت الآن ما بعيدة خليك منها قبل 40 أو 50 سنة؟» يا ما ضحيتي يا أستاذة. وكعادة كل امرأة فقد افتخرت بزوجها رحمه الله، وكيف صبر على تسفارها وافتخرت ببنيها وبناتها حفظهم الله لها وحفظها لهم. وتحدثت عن تفوقها في اللغة العربية كما الرياضيات.
وبعد ذلك كان مسك الختام مساعد رئيس الجمهورية، وفي كلمات قليلة جداً عبر عن الموقف في إيجاز شديد «في الحتة دي لم يرِث» وكأني به سمع همهمة محمد الشيخ مدني الذي شكا من تأخر موعد نوم ــ نقول العجائز أم الشيوخ؟
وبقي أن نسأل بالصوت العالي هل هناك علاقة بين تواصل تكريم المبدعين ببرنامج الراعي والرعية؟ وبرنامج الراعي والرعي في بداياته قبل «20» سنة تقريباً كان بحق عبادة لله، حيث كان يخرج الرئيس وبلا إعلان ومعه شخص واحد ويزور أسرة فقيرة ويعطيها بليل مبلغاً ويعود، ولا تسمع ذلك إلا من جيرانها وأقاربها، وهذا ما سمعت به في ذلك الزمان من بعض أقاربي في ضاحية من ضواحي الخرطوم.كل الأماني أن يكون ذلك البرنامج قائماً كما كان، وليس هذا بديله.

انت عندك أبو (1-2)

الأحد, 29 تموز/يوليو 2012  
الى كل خريجة متقدمة لوظيفة وجدتها أم لم تجدها وهن في الطرفين بمئات الآلاف على كل واحدة منهن أن تشكر الجيل الأول من النساء اللائي خرجن للعمل ولن تصدقن كم عانت هذه النساء في مطلع خمسينيات القرن الماضي. حيث كانت المهن المتاحة هي التدريس فقط وبشروط قاسية أولها أن تعمل في أي مكان وجهت إليه وثانيها أن لا تتزوج. أيوه لا تتزوج حتة واحدة. ومن تتزوج تلغى وظيفتها وتعمل بنظام المشاهرة.
من أين لك هذه المعلومات؟ كانت ليلة الخميس في برنامج التواصل الذي ينظمه مجلس الوزراء لشخصيات عامة يزوره مسؤول رفيع ويرافقه آخرون  لمنزل الشخصية العامة وبعض من صحفيين أو كتاب صحفيين كما في حالتي البارحة. كان من نصيبي أن أرافق مع كثيرين السيد مساعد رئيس الجمهورية الأخ عبد الرحمن الصادق المهدي من مجلس الوزراء الى منزل الأستاذة الكبيرة بل أستاذة الرياضيات «وهنا كان التواصل من جهة المهنة وجهة التخصص» الأستاذة سعاد عبد الجليل بودنوباوي وبالمناسبة قبل الزيارة بيوم أجريت عدة اتصالات لمعرفة سيرتها الذاتية واستعنت بصديقي محجوب فضل بدري ولم يبخل غير أن الأمر لم يكن سهلاً عليه وما فكَ طلاسمه إلا الدكتور إبراهيم دقش من داخل صالون الأستاذة حيث قال بالمناسبة اسمها الشائع بثينة وسعاد هذا اسم في الأوراق الرسمية فقط ولو سألت جيرانها لن يعرفوا إلا بثينة.
في صالون مجلس الوزراء كنت من المبكرين لأن الموعد تأجل ولم نُخطر بذلك التأجيل والتأجيل ليس كثيرًا في السودان «40» دقيقة فقط. كانت هناك مجموعتان واحدة لمبارك حسن بركات في العيلفون وأخرى لودنوباوي. يتوافد أعضاء الوفود واحداً واحدًا منهم من يعرفه الجميع ومنهم من لا يعرفه الا قليلون. ومن المعروفين للجميع التجاني حاج موسى وعلي مهدي وحمد الريح وعوض الكريم عبد الله وهيثم كابو هذا على سبيل المثال لا الحصر غير ان السياسيين مهما بلغوا ما عادوا من المشاهير حتى الوزراء ما عادوا معروفين لقصر عمر الوزارات ولكثرة الوزراء.
 في الطريق الى منزل الأستاذة سعاد كان من حظي ان أكون برفقة وكيل وزارة التربية الأسبق الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد وهو أكبر منا سناً ووكيل الوزارة الحالي الأستاذ محمد أحمد حميدة الذي يصغرنا بدفعة ويشاركنا التخصص نفسه، تخللت الرحلة كثير من النكات السياسية والقضايا التربوية التي طُرقت طرقًا خفيفًا يحتاج الى المزيد من التقصي وأخص «مدارس الموهوبين» رضيت مريم حسن عمر أم ابت سنعود لهذا الموضوع الذي بدأناه من سنوات. في هذه الرحلة من مجلس الوزراء للبيت كنا في موكب انتقدناه كثيرًا حيث صف السيارات والويويويويو التي تتقدمها ولكن يبدو أن كل ما يتمناه المرء لا يدركه. وأدركت أن «الفي البر عوام» مثل يستحق وقفة.
كنت أتخيل تعليقات من بالشارع ماذا يقولون وتخيلت من يقول قال تقشف قال، طيب حافلة واحدة ما ممكن تأخد العدد دا وبدون ضوضاء، وآخر لزومو شنو إعلان التكريم بهذه الطريقة اللافتة للنظر.. طبعاً مشكلتي الوضوح واذكر ان آخر مؤتمر لوزير المالية دُعيت له كان قبل سنتين وعندما سألت سؤالاً عن التجنيب واورنيك 15 لم ادع بعدها لمؤتمر من مؤتمراته قط «يا ربي مؤتمراته ام مؤامراته». ويبدو أنها ستكون هذه آخر دعوات الأستاذ حاتم حسن بخيت لنا لمنشط من مناشط مجلس الوزراء. غداً بإذن الله نواصل «يا بت انت  عندك أبو»  من داخل صالون الأستاذة.

بورما أو ميانمار

الجمعة, 27 تموز/يوليو 2012  
في العام الماضي كنت في مكة وركبت سيارة أجرة يقودها أخ وكل من في مكة مسلم. ودار بيننا النقاش التقليدي عن الوطن والعمل، وعلمت أنه من بورما او ميانمار وهي في آسيا، وصاحبنا أكبر حجماً من الآسيويين الذين نعرفهم. وانبرى في حديث سياسي واصفاً حاكمهم بأنه أكبر مجرمي العالم. قلت في نفسي الكل يشكو حاكمه أين الخلل؟ وما الحل؟
نسيت الأمر تماماً كأمر عادي يحدث يومياً. غير أن دعاء إمام الحرم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس في التراويح  هذه الأيام الذي يسأل الله فيه الرحمة والنصر لإخواننا في سوريا والعراق واليمن وفلسطين شمل هذا العام بورما، ولعدم معرفتي بما يجري هناك إلا حديث ذلك الرجل، قوقلت، أي استعنت بالعم قوقل. وفي النفس حديث: من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم وخرجت بالآتي:
هناك أمة مسلمة اسمها الروهينجا تعيش في ميانمار «بورما» التي يحكمها العسكر البوذيون، وهذه الطائفة المسلمة تمثل حوالى 10% من السكان، وهي تتعرض للإبادة والتشريد، والقصة هذه ليست جديدة بل هي تاريخية حسب القصة التالية:
 في عام 1784م احتُلت أراكان من قِبَل الملك البوذي «بوداباي» الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ «أصل هندي»على ذلك.
وفي عام «1824م» احتلت بريطانيا ميانمار، وضمّتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية.
وفي عام «1937م» جعلت بريطانيا ميانمار مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة ميانمار البريطانية.
وواجه المسلمون الاستعمار الإنجليزي بقوة مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلّص من نفوذ المسلمين باعتماد سياساتها المعروفة «فرِّق تَسُد» فعَمَدَتْ إلى تحريض البوذيين ضد المسلمين، وأمدّتهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام 1942م فتكوا خلالها بحوالى مائة ألف مسلم في أراكان!
وفي عام 1948م منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصلوا على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا وعودهم، واستمروا في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين «الروهنجيا» والبوذيين «الماغ» أيضاً، وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين. ولم تتغير أحوال المسلمين الروهنجيا بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجوداً، وقد نجحت هذه الممارسات في تهجير 3ـ 4 ملايين مسلم حتى الآن ومئات آلاف القتلى.
انتهى النقل:
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم اللطيف بعباده، أن يحفظ الإسلام والمسلمين ويهدي الضالين ويكسر شوكة المتجبرين. وأن يجعل كيد المتربصين بالإسلام والمسلمين في نحورهم وتدميرهم في تدبيرهم. آمين دعاء الصائم مستجاب واليوم جمعة كمان.

تحويلات المغربين ( اقتصاديات المهجر)

الخميس, 26 تموز/يوليو 2012 13:00
في الأدوية كثيرًا ما تجد اسمًا علميًا للدواء واسمًا تجاريًا. أحدهما للعامة وآخر للمتخصصين الذين يعرفون جزئيات الدواء مقاديرها ونسبها أما العامة فليس لهم الا الاسم الذي يحقق الغرض.
بعد هذا التشبيه، عاليه اسمان «تجاري وعلمي» لمؤتمر عقده جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج.. «ألا يذكرك طول الاسم بأنور السادات يوم كان يسخر من طول اسم ليبيا ويفصل بين كل مقطع والآخر بقوله: خد نفس» الآن هذا الاسم الطويل يختصره العامة بالمغتربين وبس.
هذا المؤتمر الذي انعقد في منتصف هذا الشهر يوليو سبقته ورش وندوات وتفاكر تمخضت عن ما قدم من أوراق أعدها علماء اقتصاد كبار ولم يتركوا قطعًا لا شاردة ولا واردة ولا مثال ولا مقارنة الا وذكروها. لم أحضر كل جلساته بل تشرفت ببعضها ومن هذا الذي سمعت ومن سابق تجربة بالاغتراب «ليست طويلة 17 سنة» أما سمعتم بالذي سئل عن الغربة رد : والله العشرة سنين الأولى شوية صعبة: صعبة تقرأ بالسين».
لنكن جادين: معضلة المعضلات في العلاقة بين المغتربين والدولة ضيق النَفَس كل من ولي من أمر المغتربين او كُلِّف بمهمة استعجل النتائج وكلٌّ يبدأ من الصفر. انعدام الخطة طويلة النفس والتي يكون البيان فيها بالعمل وليس الشعارات ولا الأماني ولا العواطف. قد جربت الدولة في مرات كثيرة استجداء عواطف المغتربين وما بخلوا عليها واستجابوا. ولكن حال الداخل الخرب والأنانية وانعدام القدوة الصالحة سريعًا ما يفقد المغترب الثقة في أمر القائمين بأمر الدولة.
لذا لجذب تحويلات المغتربين لا بد من وضوح العلاقة ووضوح الهدف والتحفيز «التحفيز وليس العقاب» الأفكار قديمة ولكن سوء التطبيق الذي لازمها هو ما يلقي بثقل زائد على الذين يودون تصحيح الماضي.
متطلبات المغتربين وأولوياتهم معروفة وأهمها المسكن ولانعدام الخطط وضعف الولايات كانت الحلول الفردية التي اتجهت كلها للخرطوم وزادت من أسعار الأراضي السكنية والمساكن إلى إن غدًا الاستثمار الوحيد والمضمون لكل صاحب رأس مال، وما أظن الخرطوم تحتمل أكثر مما احتملت مع هذا البناء الافقي وإن أصر المغتربون على الخرطوم فلا بد من البناء الرأسي.
غير أن الفرصة مازالت متاحة للولايات بأن تنافس الخرطوم في جذب مدخرات المغتربين ولكن ليس على طريقة سوق الكودة بالحصاحيصا مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت الفكرة بلا دراسة أضاعت الأموال والثقة. لا بد من دخول البنوك في مدن مدروسة وبمستويات متعددة تكون للمغتربين وبضمانات بنكية لا سياسيين فيها كل من دفع دولاراً اعطي ضمانًا بنكيًا بأن رصيده كذا ويوم تكتمل الصورة وتضع الأسعار ويجب أن تكون مشجعة يسحب من حساب المغترب سعر مسكنه ويسلم هذا المسكن وهذا يحفظ للمغترب مدخراته ويحميها من تذبذب سعر الصرف، يمكن أن يجلس مختصون لوضع تفاصيل مثل هذه الخطة وإقناع المغتربين على أسس جديدة لتحويل مدخراتهم. هذه فكرة واحدة أو مثال واحد يمكن أن يعمم في جميع القطاعات.
يشكر جهاز المغتربين على هذه الالتفاتة لاقتصاديات الهجرة أو تحويلات المغتربين التي أفسد بها السماسرة الاقتصاد السوداني.
هل يمكن أن يكفي عمود من 400 كلمة في موضوع كاقتصاديات الهجرة؟

الأربعاء، 25 يوليو 2012

ود الريح يكرم (زين)

الأربعاء, 25 تموز/يوليو 2012  
ليس هذا من باب عض الرجل الكلب.
ولكنه من وحي ذكرى قديمة في منتصف سبعينيات القرن الماضي، مسرحها الثورة الحارة الأولى في افتتاح مسجد حضره الرئيس النميري «رحمه الله» وخطيب المسجد الشيخ عبد الجبار المبارك «رحمه الله»  وقال عبد الجبار في خطبته عبارةً لصقت بالذاكرة لكثير من حضور ذلك الافتتاح أو تلك الجمعة قال عبد الجبار: «إن المسجد لا يتشرف بوجود الرئيس فيه ولكن الرئيس هو الذي يتشرف بوجوده في المسجد».
ليس تقليلاً لدور «زين»  في هذا المجال تكريم العلماء، وجائزة الطيب صالح وغيره من الذي تشكر عليه «زين» حيث قامت بما لم تقم به الجهات الرسمية إما لضيق ذات اليد عندها أو لقصور منهجي فيها أو الاثنين معاً. ولا ننسى دعمها الاجتماعي في كثير من المجالات خصوصًا «إسعافات المستشفيات».
غير أني أرى انه لمفخرة لزين حقاً أن تُكرم صديقنا وأستاذنا ود الريح فالبروف محمد عبد الله الريح أو حساس محمد حساس، الذي كنا ننتظر صفحته الأسبوعية ونتسابق على الحصول على الصحيفة لنشبع ضحكاً ودون أن نشعر كنا نتعلم منه ونخزن في عقلنا الباطن من ملحه وطرفه وطريقته في الكتابة. بالمناسبة أردت أن أذكر تاريخ ذلك ولكن تذكرت واحدة من مداعباته يوم قلت له تذكر في السبعينيات وقبل ان أكمل قاطعني يا أخي السبعينيات الحضرها منو قول التسعينيات.
تكريم «زين» لهذا العالم كان تكريماً له في دوره كمهتم بالبيئة بل من المسكونين بالبيئة ويرعاها وينشر وعيها كأنما هي رسالته في الحياة وهذا دور العلماء، فعبارة مثل انقراض نوع من الحيوانات إذا ما تلقاها إنسان عادي ستمر عليه دون أن تحرك فيه شيئًا ولسان حاله يا أخي ما ينقرض كنا مستفيدين منو شنو؟ أما وقع مثل هذه العبارة على العالم فتحتاج إلى صيوان عزاء. وود الريح رائد هذا المجال وله فيه أدوار لا تخطئها ولا تنكرها الجهات الرسمية والشعبية.
ولن نستطيع إعطاء هذا الرجل حقه أبداً ولو أردنا أن نذكر ذكرياتنا معه ومطالعاتنا  لكتاباته لما كفتنا صحيفة ناهيك عن عمود. مما أذكره له أنه كان من أحب أساتذة جامعة الخرطوم لطلابه وغير طلابه ففي ذلك الزمان كان الأستاذ الجامعي يحيط نفسه بهالة ويبتعد عن الطلاب إلا من رحم ربي وود الريح ممن رحم ربي، يجالس الطلاب كل الطلاب الذين يدرسهم وغيرهم ويمازحهم.
جديد «زين» اعتاد السودانيون أن يكرموا موتاهم لدرجة أن قولاً شائعاً «يوم شكرك ما يجي» ويقصدون به الموت فالناس لا تشكر إلا الأموات فها هي «زين» تكرم الأعلام في حياتهم حتى يشعروا بطعم احترام المجتمع وتقديره لما بذلوا وما ود الريح إلا علم من أعلامنا بل من روادنا أمد الله في عمره ونفع به.
شكرًا «زين» مرتين للحساب بالثانية ولتكريم ود الريح.

إهانة العلماء في مكاتب الاستقدام

الثلاثاء, 24 تموز/يوليو 2012  
من يصدق ما وصل إليه حال المواطن السوداني!
كيف تفرط الدولة في مواردها البشرية بكل هذه السهولة واليسر؟ قد يجد الأمر من يدافع عنه. سكتنا على هجرة الأطباء، سكتنا على هجرة الكوادر الطبية المساعدة رغم حاجة البلاد إليها، سكتنا على هجرة المدرسين ذوي الكفاءة والتخصصات النادرة. وحجة المؤيدين أن البلاد ولود وودود. ولكن الذي يحدث في هجرة الأساتذة الجامعيين وبهذه الكثافة أمر محير.
كيف تفرط الدولة في هذه الفئة بكل هذه السهولة، أليس هذا هو الدمار بعينه؟ ومن يسد النقص، وكيف تؤهل الدولة البدائل؟ وكيف تحافظ على سمعة الجامعات السودانية  إن بقيت لها سمعة،  هل ستتعاقد الجامعات مع آخرين بدل الذين ذهبوا وبكم؟ سمعنا عن عقودات بآلاف الدولارات لأساتذة من دولة عربية لكليات سودانية، وكل عاقل يقول: لو قسم مبلغهم على عشرة سودانيين لكفاهم.
إذا رضينا لهذه الفئة بالهجرة، أليس من واجب الدولة أن تحافظ على كرامة مواطنها العادي ،ناهيك عن أن يكون أستاذا جامعياً بدرجة علمية رفيعة؟ أليس من حق الدولة على مواطنها أن تحفظ حقوقه الأدبية والمادية؟
الذي يحدث في مكاتب الإستقدام إهانة علماء، وإهانة دولة في إحتقار مواطنها لهذا الحد. أن يقف الأساتذة بكل مقاماتهم أمام مكاتب الإستقدام لا ظل ولا صالة ولا مقعد وفي رمضان رغم أن المكتب يأخذ«05» جنيه عن كل (رأس) ودون تقدير لمكانتهم، يأتي الذي يريد أن يتعاقد معهم ،وينادي عليهم كما الأطفال: البروفات هنا، ويشير بيده العمداء هنا، ويشير بيده ،وهكذا لكل الدرجات أي سوق نخاسة هذا؟
أية دولة هذه التي تبيع عقولها كما تبيع أبقارها؟
ما دور وزارة التعليم  العالي، ما هي الشروط التي إفترضتها على الذين يريدون التعاقد لتحفظ حقها وحقهم. أين وزارة العمل والموارد البشرية التي تفرط في الذهب وتزرع البصل، ما هي الشروط التي وضعتها للهجرة لحفظ حق مواطنها المهاجر، رغم أني أشك أن الذي لم يجبر مكاتب  الإستقدام على إستئجار قاعات محترمة لأناس محترمين، فهو أمام الغريب أضعف.
من يوقف هذه المهزلة؟ من يوقف إهانة علماء بلادي إن لم يكن بتحسين أحوالهم، وهذا ما لم يحدث ولن يحدث في هذا الزمن الضائع، من يوقف إهانتهم أمام مكاتب الإستقدام؟ وقفاً فورياً وبعده يفرض على كل مكتب يريد أن يتعاقد مع أساتذة أفاضل لم تكرمهم بلادهم أن يلزم مكاتب الإستقدام باستئجار قاعات مكيفة ومريحة وبها مكبرات صوت حتى يتدافع علماء بلادي للخروج من بلادهم باحترام.
بالله من يرى مهانة العلماء وهوانهم على مكاتب الإستقدام كيف سيعاملهم بعد التعاقد معهم. إذا لم يحترمك ابن بلدك الذي جعل منك سلعة للسمسرة، كيف تطلب مني أن أحترمك، وأن الذي ضاعفت راتبك أضعافا؟
ما أشبه الليلة بالبارحة.

استورد أبقاراً من اثيوبيا

الإثنين, 23 تموز/يوليو 2012  
أطالب بان تكون العقاقير المهدئة مجاناً وأخص حبوب الضغط. لأن المتابع لأخبارنا ما لم يكن بارداً جداً ولا يحركه الا الشديد القوي يحتاج في كل نشرة أخبار إلى مهدئات.
سبب كل هذا ما شاهدته في خبر مصور من ولاية القضارف التي فرحت حكومتها بأنها أنشأت سوقاً بأسعار معقولة لاحظ سوق واحد فقط. ومن عيوبه أن احد المستطلعين قال اذا ما اضفت تكاليف المواصلات الى سعر السوق ستكون كأنك اشتريت من أي مكان. طبعًا ليس هذا الذي هيَّجني وجعلني أخبط الكيبورد خبطاً حيث قال «احد المسؤولين أظنه وزير مالية القضارف» ان هذه اللحوم بهذا السعر المنخفض لأننا استوردنا ابقارًا من الجارة إثيوبيا. وقلت بصوت عالٍ استوردت شنو؟؟
انا لست ضد الاستيراد من اثيوبيا او غيرها إذا ما كانت السلعة المستوردة من غير المنتج في السودان او التي فيها فجوة ولكن ان  نصل مرحلة استيراد ابقار، في الأمر عيب وقبل العيب خلل. وقبل يومين افتتحت ولاية الخرطوم مسلخ الصحافة وقال الوالي والمعتمد انه سيعين على الصادر وهو معد بتقانات عالية جداً. مبروك ولكن أرجو أن يبدأ التصدير لولاية القضارف!! إذا كان السعر منافسًا للأثيوبي. وإلا فاعلنوا الفشل الاقتصادي. وإذا ما تلازم الفشل الاقتصادي والفشل السياسي النتيجة معروفة.
ما هذا الذي يجري؟؟
فجوة في زيوت الطعام وتستورد البلاد التي كانت تصدر زيوتًا بملايين الدولارات وتبشرنا بأن الإنتاج هو من اولوياتها. من يرتب هذه الأمور؟؟ كيف تستورد القضارف او أي ولاية لحومًا من الخارج؟ ألا يحتاج مثل هذا الأمر لفهامة وعلى الصعيد الآخر مسالخ ومحاجر ومسارات وهلم جرا. هنا خلل كبير إما ماشيتنا غالية جداً ويجب أن يبحث سبب هذا الغلاء هل من الأعلاف؟ هل من الرسوم؟ هل من التعقيدات على الطرق؟ هل من شرطة المرور المتعطشة لكل مركبة منتجة؟ لا شك ان غلاء أسعار ماشيتنا من الأسباب ولقد أخرجها سعرها المرتفع من المنافسة في عدة مواسم حج. بالأمس قال لي الجزار إن هذا الخروف سعره «1100» جنيه كيف تريدني أن ابيعه؟ قلت في نفسي إذا ما رفعنا الأمر لعباقرة الاقتصاد في وزارة المالية سيردون بكل استخفاف نعم هذا سعره الطبيعي «200» دولار.. ولكن هل زادت الرواتب بنفس النسبة؟ هل زاد الإنتاج بنفس النسبة؟ كل الذي حدث أن الأسعار ارتفعت مع الدولار والذين يقررون في هذا الشأن مخصصاتهم «600» ألف في السنة  «يعني 600 مليون» الأمر بالنسبة لهم عادي وأكثر من عادي. ولكن كيف يشتريه مدرس مرتبه 100 دولار في الشهر «يعني مرتبه الشهري نصف خروف».
هنا خلل اقتصادي كبير، التضخم ليس السبب الوحيد فما هي الأسباب الأخرى؟ هل ترحيل المواشي من مناطق الإنتاج لمناطق الاستهلاك هو السبب؟ وهل السبب في ارتفاع تكلفة الترحيل هو زيادة سعر المحروقات؟ إن كان هذا هو السبب فقل لوزير المالية ابسط يا عم ابسط ما جنيته من زيادة سعر المحروقات ستدفع ثمنه أضعافاً في عدة بنود.
الله يستر ربما نستورد هواء من جارة أخرى لنتنفس.
رمضانيات: كل الأمنيات الطيبة والدعوات الصالحات بصوم مقبول وذنب مغفور وعتق من النار لكل من أرسل لنا رسالة sms وهذا بمثابة رد للجميع.

الاثنين، 23 يوليو 2012

في وزارة مالية ودمدني

الأحد, 22 تموز/يوليو 2012  
قضيت يوم الخميس الماضي في مدينة ود مدني، عاصمة ولايتنا، ومدني بالنسبة لمواطني شمال الجزيرة سفر بالعكس من الخرطوم التي هي ليست عاصمتهم، رغم ارتباطهم الدائم بها. المشوار لمدني كان في شأن عام فقد جاد الأخ وزير المالية مشكوراً على مستشفى اللعوتة بمبلغ من المال لتكملة بعض المنشآت التي بدأها الأهالي بجهد شعبي مقدر وساهم فيها وزير الصحة مشكوراً.
يوم الخميس كما يقول الموظفون يوم قصير ويكون من المستحيل انجاز ما تريد فيه كان هذا شعوري ومن معي واي خلل سيكلفنا يوماً آخر وسيكون هذا اليوم في رمضان. توكلنا على الحي القيوم ودخلنا وزارة المالية وسألنا «نحن ناس مستشفى اللعوتة من أين نبدأ؟».
كانت أول إجابة نعم خطابكم في الطباعة وهذا الخطاب يوجه إلى إدارة التنمية وهي الجهة التي ستمنحكم شيكاً. ذهبنا إلى مكتب الطباعة ووجدنا استقبالاً ممتازاً من الموظفتين وردّتا على سؤالنا انتظروا دقيقة ويكون جاهز. «بالمناسبة هنا شيء يجب أن يذكر في النهاية».
ذهبنا بالخطاب وعليه شيك التنمية للمراجعة وسار الأمر كأبدع ما يكون ومن موظف لموظف تقريبًا مررنا على سبعة موظفين كلهم في مكانه ويؤدي واجبه بكل احترام.. سبحان الله من أين جاء هؤلاء؟ من أين لهم هذا اللطف والإنجاز في زمن يتحدث فيه الناس عن انهيار الخدمة المدنية؟ لكم التحية جميعاً من الوزير إلى المديرة العامة إلى طاقم الموظفين هذا الرائع.
وفي التنمية وبنفس السلاسة. قام بالأمر أيضًا قرابة السبعة موظفين أو أكثر وفي أقل من نصف ساعة كان الشيك في يدنا. سبحان الله أيضاً التحية لكل إدارة التنمية على النظام الرائع والمرتب.
قلت لرفيقي بالله أليس ما تحقق يشبه الحلم أن تجد كل هذا العدد من الموظفين ويقوم بالواجب بدون أدنى تسويف؟ ألا يستحقون شكرًا على الصحف؟ ووافقني وها أنا أعمل.
أما مسألة الطباعة فقد طبعت الموظفة بالآلة الكاتبة وكان صوتها بالنسبة لي غريباً جداً وكأنك تسمع أسطوانة من أسطوانات الحقيبة. سألت: يا بنتي ما هذا لقد اختفت هذه الآلة الكاتبة تمامًا إلا في أغنية أبوعركي البخيت أليس لديكم كمبيوتر؟ أجابت بمزح لا نحن بنكتب بهذه. من مكان آخر علمت أن وصلة الكمبيوتر احترقت، طيب جيبوا غيرها كلها «25» جنيهًا؟ لجنة المشتريات أوقفت التعامل إلا عبرها مهما صغر المبلغ، يا سلام؟ أليس هناك نثريات يمكن التصرف فيها بدون لجنة المشتريات؟ لا أي مبلغ مهما صغر يجب أن يتم عبر اللجنة. هذا ما دار بيني وبيبن المكان الآخر وعلى طريقة «فضل عدم نشر اسمه».
هذا حرص شديد بل حرص مخل لا بد من مبلغ في شكل نثريات يمكن التصرف فيه دون الرجوع للجنة المشتريات تشترى منه مثل هذه الوصلة والأشياء العاجلة التي عدم توفرها يكون ضرره أكبر من نفع  الحرص على مبلغه.
نعم للحرص على المال العام، نعم للإتقان، ولكن الإمساك الشديد وعدم الثقة في الآخرين خلل يجب تداركه.

ولاية الجزيرة ومشاكل البئة

السبت, 21 تموز/يوليو 2012    
مشكلة  كمائن الطوب ليست في قرية واحدة، بل تشتكي منها كل القرى التي على ضفاف النيل الأزرق. وخلاف الكمائن هناك مشاكل بيئية كثيرة في السودان. ولكن ما يهمنا اليوم بهذه المناسبة أن في ولاية الجزيرة وزارة جديدة للبيئة، ونتمنى ان تكون أنشئت لهذه، وليس لأن حزبا اراد ان يشارك وأنبتوا له وزارة ، طبعا من أسهل الاشياء في السودان استنبات وزارة ، وكل الجهد انصرف في كيف يجدوا له مكاتب ومنزلا وأثاثا وسيارة (يا ربي واحدة ولا اثنين)؟ لكن السؤال الملح الآن هل وجدوا له آليات معالجة البيئة واولها القوانين. ثم الدراسات ، ثم الميزانيات ، اسأل الله ان يكون القوم جادين في أمر البيئة على الأقل من باب الغيرة. فولاية الخرطوم جعلت للبيئة مجلساً، وبالمجلس الآن معامل وأجهزة في غاية الحداثة.( ذكرنا ذلك قبل اليوم).
مهما كثر الحديث عن الجزيرة فلأنها تستحق. وغداً أيضا عن ولاية الجزيرة وبالأخص وزارة المالية . انتظرونا كما يقول اصحاب الاعلانات التجارية.
الى رسالة مهند بابكر التي أثارت هذا الذي قلنا وعممنا فهو يروي عن خاص ونحن نعمم.
....
(أما بعد فأنا واحد من معجبي كتاباتك وذلك لانك تكتب عن ما يمس المواطن المغلوب على أمره ، وخاصة مواطن الجزيرة  وبعد قراءتي لمقالك البارحة عن منطقة الباقير والتلوث الناتج من المدبغة، فكرت في ان اطرح عليك مشكلة من  المشاكل الخطيرة التي تواجه معظم سكان قريتي الحبيبة « قرية النوبة» ألا وهي مشكلة الأدخنة المنبعثة من الكمائن والتي سببت كثيرا من الامراض حيث ان الكمائن وصلت حتى منتصف القرية، وشكونا وفترنا  ولا حياة لمن تنادي، وعندنا 3 قرارات ايقاف للكمائن  من الولاية ووزارة الصحة، ولكن  الضابط المسؤول عن تنفيذ هذا القرار امتنع عن تنفيذه، ولا نعرف سببا لعدم تنفيذه لثلاثة قرارات، و عند مقابلتنا له قال التجار ديل دافعين رسوم للمحلية لموسم كامل،  فانتظروا الموسم دا ينتهي. وبعد داك نشوف البحصل شنو، وقبل الموسم يبدأ التجار بيدفعوا للمحلية  عشان لما الموسم يبدأ يقولوا لينا الناس دي دفعت، ونفس السيناريو الفات. وارجو منك الأستاذ احمد بأن تسلط الضوء على هذه المشكلة،  وان تصل الى الجهات المختصة لانها مشكلة صحية كبيرة، حيث قام  فريق طبي بزيارة المنطقة
قبل فترة ووجد مشكلة كبيرة في التنفس لدى معظم أطفال الروضة بسبب  أدخنة كمائن الطوب.
أليس لصحة المواطن  اهمية  عند المسؤولين في المحلية ؟أم أن الأموال الطائلة التي يجنونها من تجار الكمائن  اغلى من حياة مواطن المنطقة ؟
نناشدك باصدار قرار  الآن لأن التجار توقفوا بسبب الأمطار .

الى ابني محمد في عليائه

الجمعة, 20 تموز/يوليو 2012  
لك منا دعاءً صادقاً واستغفاراً خاشعاً في الجنة راتعاً والكوثر مترعاً والباب شافعاً.
أما بعد فهذه رسالتي عنك وإليك:
ابني محمد والدتك الأستاذة الكريمة عطيات بنت الأرباب عبد الرحمن أحمد رحمة «رمزي» زعيم الأنصار بمنطقة العبيدية نهر النيل.
أما جدك لأبيك فهو صاحب المقولة المشهورة أيام الجوع وعيش ريغان في الثمانينيات «طبقو الناس فوق بعضهم القوي بشيل الضعيف ما بتجيبو لينا عيش الكفار تهينونا بيهو»، وأما رباط والديك فقد تم على ترياق الحركة الإسلامية بلا رحم قبلها، ولا جوار.. وأما مجيئك إلى الدنيا فقد سبقته أحداث مهمة في أُسرتنا الصغيرة فقد تأخرت أربعة أعوام كاملة، وتحدث الناس أن لا أحد بعد أخيك عمر المولود في اليمن «1987م» وعند عودتنا به سأل جدك لأبيك «ولدكم سميتوهو شنو» قلنا عمر، فصمت برهة ثم قال «نان لا عاجبكم اسم الرسول ولا عاجبكم اسم أبوكم» ودمعت عيناه وبكينا جميعاً.. ثم سألنا الله مخلصين أن يهب لنا ولداً نبر به الوالد ونسميه محمد فكنت أنت عبر بشارة منامية قبل مولدك بثلاثة أيام، وأبوك بمعسكر المجاهدين بالقطينة إذ يأتي رجل أبيض يحمل قطعة خضراء فيها طفل مضئ، وقال ابشروا بمحمد فكانت السحابة التي ظللت الجميع بسعادة غامرة.
أما خصالك في نشأة الصبا فقد كان الصمت والجد والوضوح والتزام الجادة هي عنوان شخصيتك القوية، ولا أنسى إعجاب الأستاذ باقتراحك بأن يضربكم جميعاً حيث أخفيتم زميلكم الذي أتى بتصرفات لا تليق.. ثم إقناعك الطالب أن يعتذر للأستاذ أمام الطلاب.. وما زال يهامس أذني حوارك المسؤول معي حول عدم رغبتك في الدراسة بعد الأساس.. ولما الزمناك بالثانوية وجاءت ضعيفة كنت شجاعاً إذ قلت إنها لا تعبر عن إهمال ولكن عن عدم رغبة ولما صممنا على ضربك تأديباً عبرت عن رضاك لكن رجوت أن يكون الأمر داخل البيت فأدخلت سروراً عظيماً على قلب والدك.
أما معسكر الخدمة الوطنية فقد كان موقفك عظيماً بانحيازك للمعسكر وقياداته عكس موقف ثورة الطلاب المجندين الذين خربوا وكسروا وأساءوا لقيادتهم، ولما سألتك كيف تخذل زملاءك كانت إجابتك «أنا حكمدار سرية لو بقيت أنا زي المجندين منو البقنع الضباط عشان يتجاوزوا عن خطأ الطلاب» لله درك يرحمك الله.
ومواقف عظيمة كثيرة مماثلة تفردت بها بلقب الأرباب في أسرتنا الصغيرة.
أما رحيلك المفاجئ فقد كان بعد عشرين عاماً إلا قليلاً وأنت تبحث عن لقمة عيش كريمة مع الكادحين في صحراء الذهب بعيداً عن أمك وأبيك وإخوانك حيث كانت العقرب اللئيمة، وقطعت المسافة مسرعاً حتى فاضت الأمانة إلى بارئها بعد ساعة واحدة من وصولك لأهلك بالزيداب.
أما نحن فقد كان فقدك المفاجئ أعظم بلاء في بيتنا بعد أربعين يومًا فقط من فقد عمك العريس «التاج بديوي» في الحادث المشؤوم.. ونبشرك أن الله كان معنا صبراً وجبرًا وأن أهلك ومعارفنا أعانونا على تحمل فقدك لحظة الصدمة الأولى فضلاً من الله ونعمة.
أما بشاراتك المنامية فقد ملأت نفوسنا غبطة ورضى بين الماء والبياض والوجه الباسم الضحوك.
فامضي إلى جوار الحنان والمنان ونحن راضون عنك بقلوب مفعمة بالعفو والتسليم.
والداك علي بديوي
عطيات رمزي
يا أيها الشيخ علي بديوي جمعك الله به في الجنة وبارك في إخوته.. وجمعنا نحن معكم داخلين بلا حساب في هذا الشهر الكريم  الذي دعاء الصائم فيه مستجاب.

الأحد، 22 يوليو 2012

قتيلا قسم شرطة المزروب

الخميس, 19 تموز/يوليو 2012  
الأستاذ/ أحمد المصطفى إبراهيم حفظه الله ورعاه،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي  شاكراً أن أطل عبر عمودكم المقروء بخصوص الموضوع أعلاه:-
 قد جاء في صحيفة آخر لحظة العدد «2118» بتاريخ 12/7/2012م الصفحة الرابعة الآتي: «أولياء دم قتيلي المزروب يطالبون الرئيس برفع الحصانة عن شرطيين متهمين»
وبما أنني متابع لهذه القضية منذ حدوثها يوم 18/1/2012م لأن القتيل «عيسى فضل السيد جبريل» تربطني به صلة قرابة قريبة ولي علم بكثير من التفاصيل لكنني أوجز ما جاء في الصحيفة على لسان محامي الاتهام الأستاذ/ محمد الحبيب بابكر الطاهر الآتي:
1/ القتيلان عيسى فضل السيد من قبيلة الجوامعة وحامد حسن الرضي من قبيلة العريفية قد لقيا مصرعهما داخل قسم شرطة المزروب.
2/ ادعى أفراد الشرطة أن طلقاً نارياً عن طريق الخطأ أدى إلى وفاتهما.
 3/ شكت أسرتا القتيلين في الأمر وطالبنا بالنبش وإعادة التشريح وفعلاً قام الدكتور عقيل النور سوار الدهب كبير أطباء الطب الشرعي بإعادة التشريح وكانت النتيجة وجود طعن في أكثر من موضع ثم بعد ذلك القتل.
4/  قامت النيابة بتوجيه التهمة لشخصين هما الملازم ورقيب قسم شرطة المزروب.
5/ بتاريخ 12/4/2012م تمت إحالة الخطاب لوزير الداخلية لرفع الحصانة عن الملازم والرقيب.
     هذا ملخص ما ذكره محامي الاتهام للصحيفة وحتى الآن لم يتم أي تحرك ظاهر يرضي أولياء الدعم، ويرون أن في الأمر تسويفاً لدى جهة ما.
أما الاستفهامات فهي-:
 1/ القول بأن طلقاً نارياً قد تسبب في القتل!! هل يصدق أن «طلق» وليس طلقات يؤدي إلى وفاة شخصين في مواضع مختلفة ومن أين جاء هذا الطلق الناري.
 2/  ذكر التقرير الطبي أن هناك «طعناً» فمن الذي قام بالطعن هل هما الشرطيان؟ أم أنهما مكّنا آخر أو آخرين قاموا بذلك ولماذا لم يظهر هذا الطعن في التقرير الطبي الأول؟!
3/  منذ 18/1/2012م تاريخ الواقعة ومنذ أن قدم الدكتور عقيل سوار الذهب تقريره وحتى الآن ماذا حدث؟ حتى الآن لا محامي الاتهام ولا أولياء الدم لا يعرفون ماذا حدث!
  تأسيساً على ما ورد أعلاه فإني أرسل هذه الرسائل-:
1/  السيد/ مدير شرطة ولاية كردفان:
مع كامل الاحترام والتقدير: لقد أنفقنا الساعات والأيام والليالي ذات العدد في تهدئة الناس كهولاً وشباباً من أولياء الدم وأقول لك بكل صدق بأن القوم قد «دقوا بينهم عطر منشم» وشعارهم تجاه الملازم المذكور «لا نجوت إن نجا» هذا الأمر  سيدي- مهدد أمني وأي حل غير القانون«دونه خرط القتاد»
2/  السيد/ مدير عام الشرطة مع كامل الاحترام والتقدير:
أرجو ألا تأخذ علينا فيما ذهبنا إليه في هذا الموضوع فالله سبحانه وتعالى يقول وهو أصدق القائلين: «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا» 148 النساء. وبهذا فقد أوجد الله لنا العذر ونحن على يقين بأنه قد أصابنا ظُلم.
3/  السيد/ وزير الداخلية: مع وافر الاحترام والتقدير:
لقد قطع القبطي مسافة 1250 كليو متراً من الفسطاط إلى المدينة المنورة  على صاحبها أزكى الصلاة وأتم التسليم لأن بها عمر وبالخرطوم عمر حفظه الله ورعاه وهو يحمل من أثقال هموم السودان ما يفوق ثقل صخرة سيزيف لا تزد أثقاله أثقالاً.
وختاماً:- وتحقيقاً للعدالة وتجنباً لما لا تحمد عقباه نلتمس كريم تدخلكم رفع الحصانة عن المذكورين وتقديمهما للمحاكمة
إلى الديان يوم الدين نمضي       وعند الله تجتمع الخصوم
عطا السيد عبد الواحد محمد
مهندس معماري
تعليقنا: النار من مستصغر الشرر. التسويف يولد الغبن. وحتى لا تتسع الدائرة ونسمع بحرب قبلية في شمال كردفان ومعسكرات وتدخل خارجي أدركوا هؤلاء.

الشعب يريد إزالة ( افروتان)

الأربعاء, 18 تموز/يوليو 2012 13:00
كتبت قبل عقد من الزمان، تقريباً، مقالاً بعنوان «الحمد لله لست من الباقير» رغم قساوة العنوان من الوهلة الأولى، ولكنه أعجب كل من قرأه من أهل الباقير وذلك لأنه أثار قضيتهم مع المدبغة الشهيرة «الشهرة هنا للقضية والمدبغة ومتنازل عن حق هذا الإعلان لهذه المدبغة اللهم إلا إذا كان حقه رحيلها».
العنوان أعلاه كان واحدة من لافتات متظاهرين على طريق الخرطوم ـ مدني قبالة مدينة الباقير «تاني أي قرية سنسميها مدينة مبسوطين.. بلا قانون حكم محلي بلا وجع رأس طبعًا قانون الحكم المحلي يشترط للمدينة عدد سكان 30 ألف نسمة» نعود للعنوان.. كان المواطنون حاملو اللافتات يحتجون على الأذى الذي تسببه لهم المدبغة الكائنة في المنطقة الصناعية بالباقير.
وهذه المشكلة قديمة قدم قيام المدبغة، وكلما ثار المواطنون أو اشتكوا تدخّلت الحكومات بينهم وبين إدارة المدبغة وتفرض على المدبغة حلولاً تذهب هذه الروائح الكريهة المنبعثة منها، وما يمضي زمن قصير أو طويل حتى تعود الريحة الكريهة إلى المنطقة وخصوصًا الباقير أقرب القرى للمدبغة، مما يجعل نومهم صعبًا وسكنهم أصعب وكدت أسأل هل تضيِّع نساء الباقير أموالاً في العطور، وما فائدة العطور مع سحب المدبغة هذه.. ولو لا خوفي من أن أرمي بوصف لا يليق لسألت هل أثرت هذه الروائح المنبعثة على الإنجاب في الباقير هل قللت من عدد المواليد؟
 الحديث النبوي يقول: لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السأم.. مما لا شك فيه أن لهذه الروائح دواء بدليل أن إدارة المدبغة عندما «تزنق» تختفي الروائح وعندما يرفع عنها الضغط أو يخفف تعود الروائح.. أين الخلل مادام هناك علاج مهما غلا ثمنه يجب أن يتوفر لأن إنسان الباقير أغلى من كل المصانع او هكذا قال معتمد الكاملين في اجتماع الأمس الذي ضم وزير الصناعة الاتحادي ووزير البيئة الولائي «شفتو الوزارة دي مهمة كيف لو أعطيت حقها» وضم الاجتماع المعتمد وأهل المنطقة وإدارة المدبغة.
يبدو أن الاجتماع خرج بموجهات واضحة يجب أن تختفي الروائح مهما كانت التكلفة المالية وإلا ستكون العقوبة قاسية، وربما تصل إلى تحويل المدبغة إلى مكان آخر.. هذه المدبغة تصدر أكثر من نصف صادر الجلود السودانية ويقولون إنها تصدرها إلى الدولة إياها عبر حدود أخرى هذا لا يهمنا، ولكن دخلها عالٍ جداً أي لا تغلبها معالجة روائحها مهما كلفت.
دعونا نفترض جدلاً أن المشكلة هذه حلت نهائياً بهذا الاجتماع وهذا ما نتمناه ألا توجد مشكلات بيئة أخرى في هذه الولاية؟ قطعًا كثيرة على سبيل المثال لا الحصر ما ينبعث من غبار من مصهر جياد والذي شكا منه أهل الشقلة عوج الدرب كثيراً.. وغيره كثير ما من صناعة إلا ولها من الآثار السالبة على البيئة المحيطة وسمعنا عن شكوى كثير من سكان نهر النيل من مصانع الأسمنت التي أفرحت البلاد والعباد غير أن صدوراً هناك منها تأذت.
أيهما أحسن الإزالة الكلية أم إزالة الروائح؟ في كل شيء وليس المدبغة وحدها.. بالمناسبة المدبغة الحكومية فيها روائح؟؟
هل نغير العنوان إلى «الشعب يريد زوال روائح افروتان»

لكل حكومة كبوة

الثلاثاء, 17 تموز/يوليو 2012  
طبعاً من القراء من قال في نفسه كبوة بس؟
كان السياسيون في زمن سابق يستخفون بوزارة الثروة الحيوانية وهي دائماً وزارة الترضيات ويتقاتلون على وزارة التجارة لدرجة انها من الوزارات التي قد تفض الائتلاف وكان الحزب الاتحادي الديمقراطي لا يتنازل عنها أبداً مهما كلفته من ثمن. شفتو الوطنية دي كيف؟
ولو كان في القوم رجل رشيد وامسك بوزارة الثروة الحيوانية وأُعطيت حقها، لكان السودان اليوم مثل استراليا ولما دخلنا نفق النفط الذي تطارده اللعنة اينما ذهب لسهولة عائده وكثرة مستهلكيه والسبب الذي يتردد الإنسان في قوله رغم صحته هو ضعف البائع وقوة المشتري وهذا ما لا يحدث الا في النفط وفي حالة السودان جابت ليها «حسادة» شريك.
وجاءت الإنقاذ وزادت الاستخفاف غير المدروس وجعلت من وزارة التربية وزارة ترضيات متناسية أنها تهدم أمةً ولكن ببطء، لم تول الإنقاذ التربية  كثير اهتمام حتى جعلت من فلان الشيوعي التائب جعلته يومًا وزيراً عليها بدون أي علاقة بين تخصصه والتربية اللهم الا اذا كان تحرير العقود هو الهدف الأول في اهداف وزارة التربية.
ولنقفز فوق الاستخفاف بالزراعة فقد صار مشهوراً. أرى استخفافًا بوزارة الري فهي مرة ملحقة مع الزراعة ومرة مع الكهرباء ولا شك ان علاقتها بهما الاثنتين كبيرة ولكن هذه العلاقة تأتي بعد ضمان الماء وتوفره، وكثيرًا ما تقرأ الحرب القادمة هي حرب المياه وان العالم يشكو من المياه. ومنذ عدة سنوات بدأ تململ دول حوض النيل من اتفاقية مياه النيل وانقسمت الدول الى دول منبع ودول مصب والذي لا شك فيه ان السودان دولة منبع واسألوا العالمين ببواطن الأمور من خبراء الري والمهندس يحيى عبد المجيد كبيرهم موجود أمد الله في ايامه واسألوه.
أهمية وزارة الري، في رأيي أكبر من كل الوزارات المستخدِمة للمياه ان كان ذلك كهرباء او زراعة إذ بدون المياه قد تؤول هذه الولايات للصفر. هذه الوزارة وإذا ما حمى وطيس النزاع او التفاكر في أمر مياه النيل يجب ان تكون وزارة تكنوقراط وليس سياسيين يقف عليها مهندسو الري من داخلها وخارجها ويكون لكل دوره وبحثه ومعلومته غير القابلة للتكذيب.
كثيرًا ما شكا البعض من التبعية لمصر كأي جارتين في العالم  من باب الغيرة او غيره وأرى اننا في أمر اتفاقية مياه النيل المجحفة في حق السودان نتكئ على دور مصر كثيرًا وأن النيل حياتها وموتها ودائمًا ينتظر السودان مصر لتقوم بدور الدفاع عن مياه النيل.
يجب ان يكون للسودان دور واضح في أمر المياه لا مانع من التنسيق مع دول الجوار أما في حالة «مصر يا اخت بلادي يا شقيقة» يجب ان تكون الفاتورة واضحة.
عليه كبوة هذه الحكومة، وربما يراها آخر كلها كبوات، استخفافها بوزارة الري التي جعلت منها تابعة للزراعة مرة وتابعة للكهرباء هذه المرة، آن الأوان ان يكون على رأس هذه الوزارة علماء ري ولو وزير دولة «هذه البدعة التي انتقدناها كثيرًا» ولكن لمكانة فلان عند فلان الكبير لا يمكن ان نرفع سقف المطالب أكثر من ذلك.

ولاية الجزيرة ( البرنجي)

الإثنين, 16 تموز/يوليو 2012  
نبحث لولاية الجزيرة عن خبر سار، طبعاً غير رشاقة الحكومة التي سبقت بها كل الولايات مما كفاها شر التخسيس القسري الذي تألمت منه ولايات كثيرة (الألم هنا ليس للشعب بل للشحوم الزائدة التي فقدت مناصبها).. يقولون إن ولاية الجزيرة يوم جاء أمر الترشيق لم تفقد إلا منصبي «مستشار ومعتمد رئاسة فقط»، مما يدلل على أنها كانت أعقل الولايات ومن زمان.. مبروك.
غير أني وجدت الخبر السار ومن الأخبار التي تعجبني طبعاً ورأيت بأم عيني الاحتفال في قاعة المعلم بمدني (التي يحتاج تكييفها إلى صيانة) رأيت القاعة ممتلئة من أولها إلى آخرها وفي مقدمة الحاضرين والي ولاية الجزيرة، ووزيرة التربية الاتحادية، ووزيرة تربية الولاية، ومدير عام الامتحانات، ومدير عام الوزارة والمعتمدين.. وجمع من المعلمين والطلاب كبير.
كان ذلك الاحتفال في مدني يوم الثلاثاء «10/7/2012م»  بإحراز ولاية الجزيرة المركز الأول على ولايات السودان في امتحان الشهادة الثانوية.. الخبر حتى الآن لمن لا يعرف بواطن الأمور يستحق الاحتفال ويستحق الفرحة، وذلك لأن أمر التربية في يوم من الأيام جعل ولاية الجزيرة التي كانت رائدة أن تدرج ضمن الولايات الأقل نموًا.
نعم ولاية الجزيرة في امتحان الشهادة كانت الأولى في نسبة نجاح الجالسين.. حيث جلس للامتحان «69971» طالبًا ونجح منهم «54801» طالب بنسبة «78.3» كأعلى نسبة على كل الولايات.. ولكن هل هذا هو المعيار الوحيد في نظم التربية؟ قطعاً لا.. «ولنوضح قل كل هؤلاء الناجحين نجحوا بنسبة نجاح «50%» ما الفائدة».. لذلك هناك معايير أخرى يحسب بها النجاح، نسبة التحصيل أي مجموع الدرجات المتحصلة من الطلاب على مجموع الدرجات الكلي.. وعدة مقاييس إحصائية أخرى. إذا ما تُرك الأمر بهذه الطريقة ستحتفل غداً ولاية كذا بإحرازها المركز الأول في مادة الرياضيات وأخرى بإحرازها المركز الأول في التحصيل وثالثة بإحرازها المركز الأول في الذين نالوا فوق «90%».. وسيمضي نصف العام الدراسي والولايات في حالة احتفال. صراحة الاحتفال من الناحة المادية لم يكن مكلفاً، فيما رأيت، ولم يكن فيه مبالغة «قوم جلوس وأمامهم متكلمون يشكرون على ذلك».. غير أن وقته كان خصماً على اليوم الإداري اللهم إلا إذا كانت الاحتفالات عملاً إدريًا لماذا لا يكون مثل هذا الاحتفال عصرًا أو مساءً؟؟.
ثم سؤال من أين جاءت فكرة الاحتفال من الولاية أم من الوزارة؟ هل فات على السيد الوالي وهو الأكاديمي الكبير ومدير جامعة الخرطوم السابق أن يسأل الأسئلة التي سقتها أنا الفقير إلى الله، هل فات على البروف ذلك أم هو أيضاً يبحث مثلنا عن شيء مفرح؟ صراحة أفرحتنا مدرسة اللعوتة الثانوية بنات بإحرازها المركز الأول في محلية الكاملين التهنئة خالصة لأسرة المدرسة مني ومن كل أهل اللعوتة وبدرجات عالية جداً وهي مدرسة حكومية كاملة الدسم مما يطمئن إلى أن المدارس الحكومية بألف خير إذا ما رُعيت.
ولن أعفي صديقنا الدكتور عوض النو ولا وزيرته «اللذين حضرا هذا الاحتفال من العتاب واللوم» حيث هم الجهة التي يجب أن تخرج النتيجة كاملة ومنشورة بكل المقاييس الفنية وليس بمقياس واحد كما الجدول أعلاه. وبعد كل ذلك مبروك.

الصبر على القطن

الأحد, 15 تموز/يوليو 2012  
المزارعون الذين زرعوا القطن للموسم الماضي 2011/2012  في غاية الإحباط وذلك لعدة أسباب: تدني السعر مقارنًا بسعر الموسم الذي سبقه والذي كان من أكبر المحفزات لزراعة القطن رغم ما يعرفون من مراراته التي تتمثل في ارتفاع التكلفة «ودائماً بفعل فاعل» رداءة العقد الذي بينهم وبين شركة الأقطان، وقلنا فيه ما لم يقله بلاش مالك والخمر، نجدد شوية، قلنا فيه ما لم يقله جعفر شيخ إدريس في حسن الترابي.
بعد الذي لحق بشركة الأقطان صارت رداءة العقد أقل الأضرار التي طالت مزارع القطن. وقد صاحبت الموسم إخفاقات كثيرة أكبرها كارثة العطش، الذي أفقد المحصول ما لا يقل عن «50%» تبعه عدم تدفق سلفيات اللقيط، أعقب ذلك تأخر الترحيل وحاجات كثيرة لكن كارثة الكوارث يوم بدأت شركة الأقطان صرف «أرباح» القطن وما صاحب ذلك من أخطاء كثيرة جداً من فرق في كمية القطن المُسلَّم والقطن المقيد في الأوراق بل من المزارعين من لم يجد اسمه أصلاً وكل هذا يعني ضعفاً إدرياً شنيعاً، بعد ذلك كشف الحساب الذي لا يطابق الواقع فمن المزارعين من يجد أن كثيرًا من العمليات قام بها بنفسه أي دفعها من جيبه ويجدها مسجلة عليه.
مما ذُكر أعلاه سرت نبرة وسط المزارعين بأن هذه آخر سنة يزرعون فيها قطناً ولن يزرعوه بعد اليوم. لكن لن يكون زارعو القطن صفراً لابد أن يزرع بعض المزارعين قطنًا ونتوقع أن يكون في نطاق ضيق جداً هذه السنة ولسان حال المزارعين «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولكن لم يبق في جسمهم ما يلدغ»، وستكون المساحة المزروعة قطناً متواضعة جداً على الأقل في مشروع الجزيرة الذي كان عملاقاً.   
عليه وليعود المزارعون لزراعة القطن في الموسم 2013/2014 بنفس وهمّة، على شركة الأقطان في شكلها الجديد أن تبذل قصارى جهدها لتحسين واقع زراعة القطن، رغم علمي بالورثة الثقيلة التي ورثتها ومن الناس من قال لو أوقف مجلس الإدارة الجديد التدهور «كتر خيره». وأول ما تبدأ به تحسين طريقة الإدارة التي كانت في كثير من الأحيان كتلة من الأسرار وربما بذكاء خارق أو جهل خارق أفقد المزارع ثقته في شركةٍ يفترض أن تكون له عوناً لأنه جزء منها وله فيها نصيب. وعندما انكشف المستور بدأ العجز الإداري كما فرعون والطفل.
في هذه الأثناء يجب أن تكون الصناعات التحويلية للقطن جاهزة خصوصاً النسيج حتى لا نصَّدر القطن خاماً. بالمناسبة الى أين وصل مصنع نسيج الحصاحيصا؟؟
قبل أن تبدأ زراعة القطن في هذا الموسم محوراً أو غير محور نريد أن نسأل عن ضمانات الري، ثم نريد أن نسأل عن التكلفة، ونريد أن نسأل هل طرأ تغير على السعر المعلن مع تغير سعر الدولار؟
وسؤال آخر للسيد وزير الزراعة تقاوي القطن المحور وراثياً PT Cotton كم مدة صلاحيتها؟؟ هل يمكن أن تصبر عامًا آخر؟ لأن المساحات ستكون متواضعة جداً وبعيدة عن الطموحات.
رغم أن الحاكم والحسناء والغني لا يحبون أن يسمعوا إلا ما يطربهم، ولكني أقول من واقع معايشتي للمزارعين وأنا منهم يجب أن يطوِّل المهتمون بزراعة القطن بالهم ويعملوا لما بعد هذا الموسم. والله يعوض في هذا الموسم.

السبت، 14 يوليو 2012

ارحموا وردي وترحموا عليه

الخميس, 12 تموز/يوليو 2012  
لو كان وردي حياً لما دافعت عنه فهو أقدر مني على الدفاع عن نفسه العالية المتعالية. يوم كتب عنه صديقنا الكرنكي بعد رحيله تلك الحلقات المتتالية قلت له: إلا حكاية كان متواضعاً دي أنا ما معاك فيها، وضحك عبد المحمود وقال لي: لو ما عمل كده كانوا استضعفوه وأوقفوه من زمان. أو كما قال الكرنكي.
ولكن كما قالوا الوِلد ما مات «أي الذي ترك ذرية لم يمت» فقد قرأت قولاً في إحدى الصحف لجوليا محمد وردي يسألونها عن مهرجان وردي الوطن وكان بعد الافتتاح تقريباً فردت: مع شكري لهم جميعاً ولكني لا أطيق أن أسمع  غناء وردي إلا من وردي.
بدأ الافتتاح بكلمة العالم الكبير البروفسير علي شمو وهل تنتظرون مني تعليقاً على ما قال شمو ومن يعقب على قول شمو؟! جزى الله «عمنا»  وأستاذنا علي شمو ذلكم العلم العالِم المتواضع.. والعلم دائمًا مقرون بالتواضع. وصال وجال في مآثر وردي من أول يوم دخل فيه الإذاعة إلى أن فارق الحياة رحمه الله.
صراحة بعد اهتمام القنوات والإذاعات الفضائية وإعادة كثير من أعمال وردي وكثير من الحلقات المسجلة معه صراحة تمنيت أن أحضر وفاة فناني المفضل لأشبع من غناه وحلقاته الرائعة الكثيرة المسجلة معه والتي قدمها. هو مين؟ بلاش نسأل الله لنا وله طول العمر في رضاء الله وحسن الخاتمة.
والذي فقع مرارتي، هذا التعبير خرج منا يوماً وصار علامة مسجلة لكثيرين وعمَّ القرى والحضر والحمد لله. بعض المقلدين وأخص تلك التي غنت «عصافير الخريف» بوظتها خالص وصرنا نردد ليتها سكتت، ليتها سكتت. الذي حيرني كيف قبلوا منها هذا الأداء الذي رفضته أذني التي لا كبير باع لها ولا صغيره في الغناء ولا الأداء. من بارك لهذه لحنها وجعلها تعبث بهذه الأغنية الحلنقية الحلوة حلاوة شاعرها مع ملحنها العملاق وردي؟ يا ربي يمكن يريدون أن يُظهروا الشيء بضده. أي انظروا كيف غنى وردي «عصافير الخريف» وكيف غنتها هذه؟؟
أن يكون في البرنامج ليالٍ لاحقة فيها بحوث وأوراق تنقب في ورثة وردي   المشاعة لكل السودان وكثيرون يتركون ورثتهم لأولادهم وأقاربهم ولكن المبدعين يتركونها للمجتمع ولا حاجة لقاضٍ في تفكيك أنصبتها بشرط المحافظة عليها.
صراحة السياسة أزكمت الأنوف «والعقرب في نتحيها» قلنا نخرج لقضايا أخرى مثل قضية التي قلدت وردي ولم تنجح ولا نقول لها أعد بل نقول لها ابتعدي عن غناء وردي فهذا ملك عام للاستماع وليس للتشويه.
إن خرج هذا العمود يومًا عن مساره كما تخرج قطارات الهند احتملونا فليس «كل بَركة ولد». وإن اعتبر سعد أو سعيد هذا من باب عدم الجد فلكل فولة كيالها. ويقول رسولنا الكريم «ساعة وساعة يا حنظلة».

محلات الحكومة : تخفيضات هائلة ( 50 %)

الأربعاء, 11 تموز/يوليو 2012  
تلجأ بعض المحلات التجارية للتخلص من مخزونها، بعد أن تكون بالغت في أسعارها ولم تجذب العملاء لارتفاع سعرها، تلجأ إلى عمل تخفيضات في الأسعار وكثيرًا ما تجد أمام بعض المحلات التجارية إعلاناً كبيرًا «تخفيضات هائلة  من 20% الى 50%» وكلما قرأت مثل هذا الإعلان يجول في خاطري، قطعًا أنه لا يبيع بالخسارة طيب ما دام خفض «50%» كم كان مقدار ربح هذا الجشع قبل التخفيض؟؟ ولا يجذبني!
ومنذ إعلان التخفيضات السياسية الكبرى والحكومة التي كان ينتظر أن تكون رشيقة وخيبت الآمال وصار لسان الناس لا يردد إلا «ما في فائدة، العقرب في نتحيها».. ولكن ربما من وجهة نظر المؤتمر الوطني هذه هي الرشاقة عينها ولسان حالهم يقول «كنا وين واصبحنا وين من 76 وزير إلى 38  وزير يا إخوانا انتو ما عاقلين دا تخفيض 50%». وهنا أستعيد كم كان مقدار ربحكم قبل التخفيض هم والتاجر الجشع أعلاه سواء.
ليس العدد وحده هو المشكلة. وعد المؤتمر الوطني بإلغاء وزراء الدولة إلا أربعة فإذا بهم مضروب عددهم في ثلاثة فقط.. رغم الشعور الذي ينتاب كل من يسمع كلمة وزير دولة أنها ليست إلا ترضية وفرصة عمل لسياسي لم يجد مهنةً يأكل بها عيشه إلا السياسة  غفر الله لكم أتدرون مِن مال مَن أنتم عايشون؟؟؟
والذي  يبكي أن الأحزاب المستقطبة أو المشاركة في الحكومة لم تتنازل عن كعكتها ولا جرامًا واحداً مما يدلل على أن الاستيزار هو غايتها وليس لها هدف أو برنامج محدد يمكن أن ينفذه غيرها. ما أجمل ان تضع خطة أو عملاً وتنتظر غيرك ليقوم به! ولكن أين نحن من هذه الأحزاب (...) أملأ ما بين القوسين بما تشاء.
كنت أظن أن الذين يلجأون لأكل عيشهم من السياسة قوم بلا مؤهلات ولكن يبدو أن الأمر غير ذلك ففي التشكيلة طبيب وما أدراك ما الطبيب وخصوصًا إذا كان عمره فوق الستين يعني من جيل الرواد من الأطباء عمل مستشارًا للرئيس وعندما أُلغيت وظيفة المستشارين في التقشف الأخير يبدو أنه أصر أن يلحس الصحن إلى آخره فرضي بوزارة اتحادية. «يا راجل ما تمشي تشوف مهنتك وين بلا سياسة بلا قرف».
نبارك للمؤتمر الوطني أنه لم يخيِّب ظن الناس فيه ولا يستطيع أن يخرج من حالة الترضيات وتجميع خسائر السياسة وبالكاد قِدر على ناسو «هذا إن لم يكن ضمن لهم تحت تحت نفس المخصصات في مواقع أخرى». كيف أقتنع أن هذا المؤتمر الوطني قادر على قراءة الخريطة السياسية وله برنامج يريد أن يصل إليه وهذه حاله؟؟ الذي هذا حاله في السياسة الداخلية كيف سيكون حاله في السياسة الخارجية؟؟؟
غداً يخرج علينا صديقنا إسحق ويغمرنا في بحر من الأحلام وحقنتين مخدِّر.

أيها السادة توفي .....

الثلاثاء, 10 تموز/يوليو 2012  
ومنذ عشرات السنين وإذاعة أم درمان أطال الله عمرها، وعند الساعة الثامنة من كل مساء تتحف المستمع بأخبار محلية في نشرة عُرفت عند العامة بنشرة الأموات. بعد أن يوشك المذيع على نهاية النشرة، تجده غيَّر من صوته وبصوت مختلف يقول: أيها السادة توفي فلان الفلاني من مكان كذا قرية كان أو مدينة ووالد كل من ويعدد الأبناء ووظائفهم وأماكن وجودهم وربما ذكر الإخوان والأعمام او الأخوال وأحيانًا عندما لا يكون في القائمة مشاهير أو مهمين يملأ الفراغ: والفقيد قريب كل من فلان وفلان. والملاحظ أنه لا مكان للنساء في هذه القوائم مهما بلغت شهرتهن أو مكانتهن فهي دائمًا حكر على الرجال. وما أكثر ذكر الأرامل في هذه النشرات أرملة فلان مما يجعل شعورًا بأن الزوج غالبًا ما يموت قبل الزوجة. وعندما تكون الوفاة في المدن يلحق الخبر بزمان ومكان الدفن وسيشيع الى مقابر كذا في الساعة كذا.
وبمرور الزمن وتطور الحياة بدأت هذه الأخبار تحوي هذه الإضافات توفي بلندن أو الأردن أو القاهرة فلان بن فلان وسيصل الجثمان الساعة بالطائرة كذا ويذكر اسم الخطوط والفقيد والد الدكتور فلان بأبو ظبي والمهندس فلان بالسعودية والمستشار فلان بالإمارات.
وطبعًا هناك نشر فوق العادة يبدأ «تحتسب رئاسة الجمهورية عند المولى عز وجل ...» هذا عندما يكون المتوفى من السياسيين أو الشخصيات العامة جداً. أو يحتسب السيد وزير الثقافة والإعلام عند الله تعالى ... عندما يكون للمتوفى صلة بهذه الوزارة مذيعًا أو فنانًا أو ممثلاً أو أيًا من المبدعين.
ماذا تريد أن تقول؟ دوّختنا
يبدو لي والله أعلم لا يشاركنا في هذه العادة إلا الإعلام الكويتي والذي يذيع في نهاية كل نشرة أخبارًا وليس الثامنة فقط خبرًا مثل أخبارنا ويزيد عليه عن عمر ناهز كذا ويذكر عمر المتوفى. حتى يقل الحزن عليه أو يزيد في تناسب عكسي. وغالبًا ما يكون متوفى نشرة الكويت واحداً فقط وذلك لقلة سكان الكويت مقارنًا بسكان السودان والسبب الآخر أن هذا الخبر ليس حكرًا على نشرة واحدة بل في كل النشرات.
طيب أها وتاني:
سؤال في ظل ثورة الاتصالات هذه والهاتف المحمول سوداني أو زين أو mtn  هل منكم من علم بوفاة قريب منذ عشر سنوات من نشرة الثامنة؟؟ أشك لأن الخبر يصل عبر الهاتف بأسرع ما يكون وفي لحظة الوفاة وربما تحضر التشييع إن كان المكان قريباً.
وسؤال لقسم الأخبار بالإذاعة أمازال هذا القسم يتشدد في مصدر الخبر حيث كان هناك من يكيدون لبعضهم بنشر خبر وفاة كاذب يسبب كثيرًا من الحرج لآخرين.. لذا كانت الإذاعة تحرص على مصدر الخبر وإثبات شخصيته.
السؤال للإذاعة والمجتمع متى ينتهي هذا النشر الذي لا معنى له؟ والذي فقد أهميته التي كان يؤديها في السابق مشكوراً. اللهم إلا إذا أُدرج في قائمة القشرة والبوبار بمكانة أولاد وأقرباء المتوفى ومكان وفاته.

امتحان سكر النيل الابيض

الإثنين, 09 تموز/يوليو 2012  
بعد غدٍ الأربعاء (11/7/2012م) تفرح الإنقاذ بافتتاح مصنع سكر النيل الأبيض.. ويحق لها أن تفرح وستفرح ولاية النيل الأبيض وستصبح ولاية السكر بامتياز لوجود أكبر مصنعين من مصانع السكر الستة على أرضها.. وإنه لعمل رائع يستحق الإشادة من وزارة المالية لوزارة الصناعة لهذا المورد الذي ظل مهماً لوزارة المالية وبعض الجهات الأخرى.. وستغير زراعة السكر وصناعته وجه ولاية النيل الأبيض وإنسان النيل الأبيض، ونسأل الله أن يعود عليهم خيرًا كما عاد على منطقة سكر الجنيد.
ألا تروني أني أتحاشى فرح المواطن بهذا المصنع إذ ما عاد السكر حلو الطعم للمواطن بل صار مالحاً وحامضاً وحنظلاً أحيانًا لما يفعله بجيوب الناس.. السكر واللحم فقط كفيلان بإهلاك أي مرتب من مرتبات ذوي الدخل المحدود؟ السكر منذ زمن طويل تضع عليه الدولة من الرسوم والضرائب «والحاجات التانية الحامية صاحبنا» ما جعل المواطن لا يفرح بمصنع سكر أو استيراده.
   ليس هذا موضوعنا اليوم فهو بنية قد يستفيد منها المواطن في يوم ما إذا ما أُحسنت إدارة هذا البلد.. غير أن موضوعنا هو كيف سيكون الاحتفال؟؟ وهذا امتحان حقيقي لنرى هل وعت الحكومة الدرس وتقشفت فعلاً أم سادرة في غيها القديم؟ وستتحرك مئات السيارات من الخرطوم ومثلها من ربك وكوستي وكنانة والدويم وطائرات تنقل الرئيس ووزرائه الذين لا ندري على كم استقر عددهم؟ ويجمع مواطنو النيل الأبيض بالبصات من القرى والدساكر ويجمع التلاميذ ويوقفون الساعات الطوال بلا ماء ولا إفطار وإزعاج وساحات وشرطة وغناء وضجيج لا يفرح به إلا أصحاب مصانع المسكنات من بندول وأسبرين وغيرها.
إذا ما خرج (المتفيقهون) وأصحاب المصالح بنظرياتهم وأقنعوا الشنبلي والي النيل الأبيض بأن الحدث كبير ويستحق حشوداً على مستواه فستكون تلك الكارثة ولن ينعدل بعد ذلك بند صرف الحشود واللقاءات والافتتاحات، هذا البند الذي تنفرد به حكومة السودان على سائر  حكومات العالم.. وليتذكر الوالي كم من مدارسه في حاجة لمثل هذا المبلغ؟؟.
(لا نريد أن نفسد عليهم بهجة يومهم هذا فقد تمنوه زمناً طويلاً) أليست هذه هي عبارة المحجوب رحمه الله التي هنأ بها السيد الصادق المهدي عند توليه الوزارة لأول مرة في ستينيات القرن الماضي من داخل الجمعية التأسيسية؟ وما زال الصادق طامعًا في الكرسي!!!.
الدور اليوم على السيد الرئيس نفسه ليبدأ نهجاً جديداً أوله أن يقرأ خطاباً مكتوباً.. ما عاد الكلام كلام والسلام، ويتطاير مع الهواء بل أصبح مسجلاً ومتلفزاً ومنتتاً (من إنترنت) وأحياناً مدبلجاً.. انتهى زمن الخطب التي لا يسمعها إلا واقفون أمام مكبرات الصوت التي تزيد بزيادة التصفيق وتنقص بفتوره.
على الرئيس أن يقرأ من ورقة مكتوبة جلس لها خبراء القصر السياسيون والصحفيون وكل من له صلة بما يجب أن يقوله الرئيس.. ويقرأها الرئيس برزانة الرؤساء يساعده في ذلك صوته الجهور ولغته السليمة.
يا سيادة الرئيس من أمثالنا الشعبية (الرأي هميلة) بمعنى يمكن أن يوجد عند أي شخص.

مع الخرطوم في يومها الاول

الأحد, 08 تموز/يوليو 2012  
«تلقن تلقن تلقن» صوت جرس بداية العام الدراسي في ولاية الخرطوم، هذا إذا كان الجرس من النحاس. وإن كان جرساً كهربائياً ترررررررررررررر.
لماذا الاهتمام بالعام الدراسي في ولاية الخرطوم؟ جلّ سكان ولاية الخرطوم الذين قصدوها في الأعوام الأخيرة كان من أسباب هجرتهم إليها تعليم الأبناء، لتدني التعليم في ولايات كثيرة، وأكبر شاهد على ذلك نتيجة امتحان الشهادة الثانوية التي تُقبض الأنفاس يوم مؤتمرها الصحفي الذي تذاع فيه قوائم الشرف للطلاب والمدارس، عندها تجد الخرطوم متربعة على عرش التعليم.
هذا وسبب آخر لاهتمامنا بتعليم الخرطوم حيث هي من تقلدها الولايات الأخرى في كل شيء، رغم قلة حيلتها. ونسبة لكبر الموضوع وكثرة جزئياته نريد أن نبدأ بما يؤرقنا ويستحق علاجاً لا تهاون فيه رغم مرارة الدواء، ذلكم هو التعليم غير الحكومي. يجب أن ينظر إليه بأنه معين للتعليم الحكومي ويسد عجز التعليم الحكومي إن رعي رعاية جيدة وضُبط.
ولتقف عزيزي القارئ على كبر الموضوع وأهميته إليك هذه الفقرة من الإنترنت: عدد المدارس الخاصة بولاية الخرطوم «1703» مدرسة يعمل بها «18.528» معلماً ومعلمة، مشيراً إلى قبول أكثر من«13» ألف طالب وطالبة بالمرحلة الثانوية العام المنصرم، وأكثر من «26» ألف تلميذ وتلميذة في الفصل الأول أساس العام الماضي لافتاً إلى إمكانية زيادة العدد خلال العام الدراسي المقبل. إن عدد الطلاب الذين  جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية السودانية من التعليم الخاص بولاية الخرطوم  أكثر من «48» ألف طالب وطالبة.انتهى
« طبعاً حكاية» أكثر من« معيبة وتدل على ضعف قاعدة البيانات وضعف قسم الاحصاء».
كم من هؤلاء المعلمين الذين فوق «18» ألف مؤهل تأهيلاً تربوياً وفوق ذلك يعطي ما عليه من واجبات ويأخذ ما له من حقوق. بعض المدارس غير الحكومية تتعامل مع التعليم «بالمقطوعيات» تطلب من المدرسين الإسراع في إنهاء المنهج لتوقفهم عن العمل قبل  ثلاثة أشهر من نهاية العام الدراسي لتوقف رواتبهم مع ذلك. وعلاج هذه المسألة المخلة أكثر من بسيط وهي أن تلزم الوزارة المدارس الخاصة بعقود مع المعلمين تكون الوزارة ضامناً أو شاهداً عليها حتى تضمن تأهيل المعلم وتضمن له حقوقه ومن ثم القيام بواجبه كما يجب وليس كما يريد صاحب المؤسسة التعليمية غير الحكومية.
أعلم جيداً أن هناك قوانين جيدة تحكم التعليم غير الحكومي ولكن العبرة ليست في جودة القانون فقط ولكن من ينفذ القانون؟ ويبدأ التهاون والمجاملة « وربما أخرى» من الترخيص المبدئي حيث ينص القانون أن لا يمنح الترخيص إلا لمن يحمل مؤهلاً تربوياً. ثم متابعة الوزارة لهذه المدارس بأن تخصص مشرفاً معروفاً اسمه ويوم زيارته للمدرسة أحدثت علاقات غير حميدة وذلك «للظروف» التي تصاحب مثل هذ الإشراف.
يجب أن يكون الإشراف على هذه المؤسسات ــ لنضمن ضبطها ــ أن يكون فجائياً وبلجان وبتقارير مكتوبة وعدة مرات في العام الدراسي يقيم كل عضو لجنة ما وجد وتجمع هذه التقارير ويتلوها الحزم والتنفيذ وإلا الإغلاق. ولا مانع من أن يكون صرفها الإداري كبيرًا ولكن عبر الوزارة ومأخوذًا من المدارس الخاصة.
الموضوع كبير والعمود وصل حده. قد نعود إليه مرات أخرى.

المخترعون السودانيون أين هم؟

السبت, 07 تموز/يوليو 2012  
بالأمس كتب صديقنا الأستاذ محمد التجاني عمر قش في هذه الصحيفة موضوعه عن مخترع سوداني اسمه أبو القاسم أحمد عبد القادر، وهو حائز على براءات اختراع من الصين وألمانيا وبلجيكا وغيرها من الدول. ويتمنى محمد أن يجد أبو القاسم مكانه في السودان في جياد أو في أي مكان يخدم منه السودان. الرسالة موجهة للأخ الدكتور كرار التهامي أمين عام المغتربين.
هذا في الخارج ومثله عشرات والنوابغ لا حصر لهم. وقطعًا في الداخل عشرات براءات الاختراع المسجلة وما أكثرها!!. قبل عدة سنوات كان هناك مخترع قدّم آلة ري من النيل بدون وقود لا كثير علم لي بتفاصيلها. وكثيرون ابتكروا واخترعوا. سؤالي ما الرابط بينهم؟ وإلى أي جهة ينتمون؟ ومن يعرف عناوينهم؟ وماذا وجدوا من رعاية أو عناية؟ وهل تحولت مشروعاتهم إلى مشروعات تجارية حيث تتبناها جهة وتنشرها ليستفاد منها فائدة ملموسة. بدلاً من أن تكون شهادة معلقة على جدار منزل مخترعها؟  
هل لهؤلاء المبدعون رابط؟
قبل مدة سمعنا بهيئة رعاية الإبداع العلمي ولم نسمع لها إلا جوائز في نهاية كل سنة، هل هذا كل المطلوب من هذه الجهة؟ إذا كانت هذه هي الجهة المسؤولة عن رعاية المبدعين فمن يراجعها ليعرف كيف رعتهم وإلى أين وصلت بهم؟ وإن هي لم تفعل لماذا لم تفعل هل لتقصير في رؤاها أم ميزانياتها ومن يقف معها ومن يقف لها؟ 
ثم البحوث العلمية أو البحث العلمي الذي صار مادة في خطب الرؤساء أما  سمعتم الدكتور مرسي رئيس مصر كم مرة ذكر البحث العلمي؟ اللهم كثِّر من أمثال مرسي؟ اين استفادتنا ممّا هو موجود كبحوث تخرُّج أو أطروحات؟ ثم ما علاقة أصحاب العمل والصناعة بهذه الأجهزة ؟ إن لم يكن هناك رابط بين هذه الحلقات كيف نغيّر هذا الوجه الخالي من التجديد «يعني كنت عايز تكتب الوجه الكالح؟؟».
إن كان محمد ناشد كراراً فإني أفتح بابًا واسعًا وأسأل بالصوت العالي: المخترعون، المبدعون، الحكومة في وزاراتها، العلوم والتقانة والصناعة والزراعة، وأصحاب العمل والمدن الصناعية وأخص هيئة التصنيع الحربي، وطبعًا الملكية الفكرية حيث تسجل الاختراعات هل ينتهي دورها في التسجيل؟ أليس هناك محرض للاستفادة من قاعدة البيانات ــ إن وُجدت  ويفيد منها المبدع والوطن وتصبح محفزاً لاستنهاض طاقات وتنافس شريف وتفتيح أذهان ذوي الملكات ليزدادوا إبداعاً؟؟؟
متى نخرج من سخف السياسة والسياسيين وإهدار وقت الأمة في هذه الحلقة المفرغة والدوامة المملة ونرى نفرًا يبنون مستقبل وطن فيه من الخير الكثير لولا ...
كم علامة استفهام في هذا العمود اليوم ومن يجيب؟؟

يا وزارة العدل ... هنا مشكلة

الخميس, 05 تموز/يوليو 2012  
سوء تفاهم بين اثنين قريبين جداً وصلا إلى قسم الشرطة، فتح الشرطي دفتر البلاغات ودوَّن البلاغ. دار نقاش بين المتخاصمين اتضحت  لهما المشكلة وتصالحا وصارا سمناً على عسل وأرادا الانصراف. يا شرطي أنسى البلاغ نريد أن نغادر!. لا مشكلة، فقط انتظرا حتى يأتي وكيل النيابة ليصدق على هذا. ومتى سيأتي؟ يرد الشرطي: الله أعلم ربما الآن وربما بعد ساعتين وربما ثلاث وربما غداً. وكل هذه ننتظر في هذه الحراسة التي ليس فيها من حقوق الإنسان إلا الهواء؟ حتى الهواء ممزوج برائحة ...... «بلاش قرف حسي يكفي القرف المعنوي الذي أغرقتنا فيه».
حادث مروري خفيف جداً والسيارتان مؤمّنتان تأميناً شاملاً.. المطلوب من الشرطة فقط تقريراً يرفع لشركات التأمين يوضح الضرر والمتسبب. ترى كم سيكلف هذا من الزمن إن لم يكن هناك خلل في مكان ما من قوانيننا، والتي أنا لست مختصاً فيها حتى أحدده بالضبط ، مثل هذه الواقعة قد تكلفك أكثر من ست ساعات، ربع يوم على الأقل، هذا إن وجدت ضامناً تنطبق عليه شروط الشرطة، كل هذا الوقت لارتباط الأمر بوكيل النيابة الذي عليه أن يوقع على الضمانة التي غالباً لا يسأل عنها أحد بعد ذلك.
بعد هذه المقدمة الطويلة: هل رأيتم من يقف أمام باب مسؤول يطلب منه وكيل نيابة؟؟ قد يذهب وفد ضخم من قرية ما يطالب بطبيب لقريتهم وقد يذهبون ليطالبوا بعدد من المدرسين لمدرستهم ولكن مع تطور الزمن، هذي محلية الكاملين تتوجه بكل ألوان طيفها لوزارة العدل تطلب وكيل نيابة وذلك للأسباب التالية:
يوجد قسم شرطة في الباقير وأينما وجد قسم شرطة وجدت حراسة، وأينما وجدت حراسة وجد دفتر بلاغات، وأينما وجد دفتر ضمانات وهذا فك طلاسمه عن وكيل النيابة. ويوجد  قسم شرطة في جياد، وقسم شرطة في المسعودية، وقسم شرطة في المسيد، وقسم شرطة في المعيلق، وآخر في السريحة، وكبيرهم في الكاملين. كل هذه كان يطوف عليها ثلاثة وكلاء نيابة نُقِل أحدهم قبل أيام وصار وكيل النيابة الأعلى ومعه وكيل واحد فقط.. بالله يا وزير العدل إما أن تعطيهم طائرة هليوكوبتر أو تزيد عددهم حيث يصبح لكل قسم شرطة وكيل نيابة حتى لا يسافر الناس في اليوم عدة مرات للكاملين أو ينتظرون أياماً في حراسات الله لا ورّاك ليها.
 تروني حصرت مهام وكيل النيابة في الضمانات فقط ولكن لوكيل النيابة مع الجمهور علاقات كبيرة في تحريك الدعاوى إلى المحاكم وتحريك الشرطة للتحقيق وفتح البلاغات وكثير من الذي يعلمه أهل علم القانون.
يا وزير العدل، القانونيون الجالسون على الرصيف في انتظار التوظيف بالآلاف.

الخميس، 5 يوليو 2012

الزراعة تطير .. الحاضرة بخيتة

الأربعاء, 04 تموز/يوليو 2012  
بين أن أكتب عن التعليم الخاص أو السماد والزراعة والعطش، رجحت كفة الزراعة والسماد. احتملونا يا أهل المدن الذين ينتظرون قوتهم جاهزاً ولا يدرون من أين جاء.
كلمة الاستراتيجية تجعل دمي في عروقي يجري بسرعة الصاروخ وتكاد تسمع صوته. لكثرة ما أهينت هذه الكلمة في السنوات الماضية، ولقد كنا نسمعها بمقاطع مختلفة ربع قرنية خمسية وأخيراً خمسة.. خمسة، وكل ذلك عبر أجهزة الاعلام وفي الورق وعندما يجد الجد لا تجد استراتيجية لشهر ناهيك عن ربع قرنية.
غياب الخطط وغياب المصلحة العامة و«الشفقة» واستعجال النتائج، كل هذه بعض العوامل التي جعلت الزراعة لا تجد ما تستحق، فعائدها لا يأتي فوراً كما النفط والضرائب والجمارك ورفع الدعم عن الوقود. «حلك» أسرع محصول يحتاج لثلاثة أشهر ونصف الشهر، وهذا زمن طويل للذين شعارهم «الحاضرة بخيتة».
من أين أبدأ؟ مع التغيرات السريعة في الاقتصاد التي لازمت خفض قيمة الجنيه ورفع دولار الجمارك 4.4 جنيه وزيادة اسعار الوقود الذي يدلعونه برفع الدعم، ومع كل هذه التغيرات ارتفع جوال سماد اليوريا أكثر الأسمدة استعمالاً من «90» جنيهاً في العام الماضي إلى «180 ــ190» جنيهاً حسب المكان، مما يجعله صعب المنال لكثير من المزارعين الذين يمولون محاصيلهم من جيوبهم. وسيكون له أثر سالب على المساحات المزروعة وقلة الإنتاجية. وأعلم علم اليقين أن من الاقتصاديين من له حساسية ضد كلمة «دعم». وهم في شكل سلسلة تبدأ من عبد الرحيم حمدي وصابر محمد الحسن وعلي محمود. وقد يكون معهم بعض الحق في دعم سلع بعينها، ولكن هل هؤلاء وكل من يخطط لاقتصاد هذه البلاد، يعرفون كيف يكون عائد الزراعة إن دعمت؟ فهي كالطفل إن أحسنت تربيته عاد عليك نفعاً في الدنيا والآخرة، وإن أهملته فلا تلومن إلا نفسك.
ماذا لو أغرقت الحكومة السوق بسماد بسعر التكلفة «ولا مليم صدقة ما عايزنو وأيضا بلا أرباح وجشع» كيف سيكون عائده على الاقتصاد بعد أربعة أشهر مثلاً، كم طناً من الحبوب الزيتية ومن الذرة والدخن والسمسم سيزيد هذا السماد الذي هو بسعر التكلفة الحقيقية جد جد.. مثلاً سعر طن السماد في حدود «200» دولار، والطن «20» جوالاً.. يعني جوال السماد بعشرة دولارات بسعر السوق الموازي أو سعر السوق المحرر «53» جنيهاً، واضف عليه الترحيل ودعه يصل للمزارع بمبلغ «80» جنيهاً، وانتظر النتيجة بعد شهور قليلة. وبالمقابل في حالة عدم الدعم كم  ستستورد وزارة المالية لسد فجوة الزيوت والحبوب؟ ما لكم كيف تحسبون؟
هل البنك الزراعي وبنك المزارع التجاري اسم على مسمى؟
هل توجد كميات كافية من السماد الآن بالمخازن في كثير من المواقع، وكلها والحكومة شعارها «الحاضرة بخيتة» يريدون أن يربحوا في السماد، وإن شاء الله الزراعة تطير في السماء!!
هل ظنت الحكومة أن اختيارها للمتعافي أصلب أعوادها للزراعة يكفيها ويرفع عنها اللوم وحرج إهمال الزراعة؟ وإن فشل الموسم الزراعي هذا فلا حول ولا قوة إلا بالله.

انهم يتقشفون

الثلاثاء, 03 تموز/يوليو 2012  
بالأمس زار مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي محلية الكاملين. لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ هذا موضوعنا اليوم. نفس موضوع الزيارة كان من المفترض أن يقوم به نائب رئيس الجمهورية في منتصف يونيو كتبنا يوم 13/6/2012 م «نائب الرئيس أنت أكبر من ذلك» وقلنا ليس هناك ما يستحق أن يحضره نائب رئيس الجمهورية بجلالة قدره. «يمكن العودة للموضوع من الإنترنت».
فكّر القائمون بالأمر والذين يهمهم أن يكون هناك حدث، استبدلوا نائب الرئيس بمساعد الرئيس وللرئيس أربعة مساعدين وقع الأمر على العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي. وبالأمس انتظرته ولاية الجزيرة ممثلة في شخص واليها ومعتمد الكاملين وعدد كبير من المسؤولين عند «دريم لاند» بالمناسبة  ملف «دريم لاند» وقف وين؟
وتحرك الوفد بعد الاستقبال.. لا أقول عند مدخل الولاية فمدخلها هناك مع مصانع الحديد الماليزي وغيره.. تحرك نحو مدينة المسعودية لا أدري ماذا أقول لافتتاح أم لتدشين مركز الشباب الذي لم تكتمل فيه إلا اللوحة البلاستيكية. الغريب أن تلاميذ المدارس كانوا هم غالبية الحضور وأضاعوا ثلاث حصص من اليوم الدراسي «هنا تذكرت الرئيس محمد مرسي الذي اعتذر لطلاب جامعة القاهرة الذين تأخر امتحانهم بسبب انشغال القاعة لزيارته الجامعة وإلقاء خطاب فيها». صراحة لي معادلة في رأسي تقول الحشود تتناسب عكسياً مع التحضر».
قبل أن أمضي لمدينة السريحة «وانا دافع حاقة من قيبي كلها مدن» كان هناك إعادة افتتاح للمستشفى الذي افتتح عدة مرات، وزواج جماعي على ذكر الزواج الجماعي هل وجدوا لهم دفتر «قسائم» فالمأذونون في ولاية الجزيرة يشكون من زمن انعدام دفاتر القسائم في حين أن مأذوني الخرطوم يُعطون دفترًا ودفترين ولكن مأذون الجزيرة لا يجد ما يكتب عليه ولقد تضرر من ذلك مواطنون كثيرون.. «بالله وقود أي سيارة من سيارات الموكب الضخم يمكن أن يطبع عشرات الدفاتر وبالمناسبة لولاية الجزيرة مطبعة حديثة جداً».
وخرج الوفد لجملون السعدانة لافتتاح مستوصف تبرع ببنايه محسن، تقبل الله منه، وقامت وزارة صحة الولاية بقيادة د. الفاتح مالك بكل التجهيزات الطبية وساهمت المحلية فيه بنصيب.
الوفد الذي تحرك نحو السريحة يتكون من «24» سيارة ألم أقل لكم إنهم يتقشفون! فبدلاً من خمسين سيارة معظمها من سيارات الدفع الرباعي «لاندكروزر» جاءوا فقط بعدد (24) سيارة وتنتظرهم في موقع الحدث مثلها من سيارات شرطة وتأمين وخلافه وكل هذه لا تشطف من الوقود إلا بقدر سلندراتها الثمانية.
اتصل عليّ مدير واحدة من الوحدات الهامة وسألته: هل انت مع الوفد؟ رد: نعم؟ وما علاقتك بالزيارة يا تنفيذي؟ قال: نحن مع المعتمد أين ما ذهب ذهبنا.
ونسأل؟ كيف تدار الأمور في بلادنا ومن أين جاءت هذه البدع؟ سؤال هل ستنعقد لجان في مكتب مساعد الرئيس لمناقشة أهمية هذه الزيارة وتقويمها؟ وهل ينعقد مثلها في رئاسة الولاية؟ وفي رئاسة المحلية؟ أتمنى أن تقيّم مثل هذه الزيارة من كل وجوهها ماذا كسب المواطن وماذا خسر؟ وما الداعي لها أصلاً؟
أتمنى أن يحدث ذلك من جهة محايدة الأمن مثلاً.

يا مرسي أرسى

الأحد, 01 تموز/يوليو 2012  
وقف الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب أمام شعب ميدان التحرير، وهذا الميدان صار اسماً على مسمّى. فقد حرر المصريين من حاكم أرهقهم طويلاً وكاد يورث الكرسي لجماله. وقف الرئيس مرسي الذي فرحنا بفوزه فرحة لا يعلمها إلا الله، فرحةً ليست لشخص مرسي فما عادت الأسماء تكفي ولا البدايات تكفي للوقوف مع أحد، فرحنا للعملية الانتخابية الشفافة والتي تابعها العالم كله واشاد بها كأول تجربة انتخابات حقيقية في مصر ومن حولها.
     وقف مرسي أمام جماهير الثورة في ظاهرة اختفت من مصر زمنا طويلاً، بدون توثيق، كأن آخرها المنصة التي  قُتل عليها الرئيس السادات سنة 1981 م، وقف وكشف عن صدره عدة مرات بأنه يقف أمامهم دون واقٍ من الرصاص، قمة الثقة، وخطب فيهم خطبة حماسية طويلة، ما زالت الصحف والقنوات تحلل في تلك الكلمة والتي كانت مكتوبة وكان يحملها في ورق كان مطبقاً في جيبه وكان صعبًا عليه أن يقرأ من الورق ويمسك بالمايكرفون «المايك» أو اللاقط كما يحلو لعشاق استنباط الكلمات العربية، إلى أن ساعده في الإمساك من حوله.
    كان رائعاً أن يؤدي القسم أمام الشعب المصري ممثلاً في ميدان التحرير ساحباً البساط من عدة جهات كان يُنتظر أن يؤدي أمامها القسم، ورفع وأعلى من شأن الشعب في عبارة رائعة نقتبسها «يا رجال الثورة الصامدين.. يا أيها الشعب العظيم، جئت إليكم اليوم لأنني مؤمن تمامًا بأنكم مصدر السلطة والشرعية التي تعلو على الجميع..، من يحتمي بغيركم يخسر، ومن يسير مع إرادتكم ينجح، ونريد للوطن أن ينجح».
  يا للروعة «من يحتمي بغيركم يخسر، ومن يسير مع إرادتكم ينجح»!!
الخطاب كان متناسباً مع الحضور حماسةً بحماسة وكعادتي في بغض هذه «اللملمات» وكره اللقاءات الجماهيرية والحشود أسأل الله أن يكون هذا آخر خطاب لمرسي بهذه الطريقة وأن يقلل من خطبه ووعوده وأن ينهج نهجاً رزيناً «وأرنو بعيني من بعيد لأمثلة في رأس قائمتها رجب طيب أوردغان، أو مهاتير محمد» ومرسي أهلٌ لذلك ومصر أهلٌ لذلك، ألا تتفقون معي على أنها أعقل ثورات الربيع العربي؟ التي لم تقتل ولم تخرب بل زادت على ذلك أن تولى المتظاهرون والمعتصمون نظافة الشوارع وحفظ الممتلكات العامة والخاصة.
كثرة الكلام معها الزلل والكلمة «طنوب لبن» إن خرجت من الضرع لن تعود إليه. وكثرة الكلام ترهق صاحبها مما يُصَعِّب الإيفاء بما يقول وقد يكثر السالب إلى أن يسقط صاحبه من النظر.
يا رئيس مصر وما أدراك ما رئيس مصر ينتظرك الكثير، لست في حاجة لنصحي ولكنني أتمنى أن تلتفت إلى الدبلوماسية ولعب البلوتيكا فلا تطرح أوراقك في الهواء الطلق، فهذا عالم لا يعرف الصدق. ومِن منْ حولك تعلم انظر إلى تركيا في صمت حارب حزب العدالة والتنمية الفساد وعلا بالاقتصاد ولم يغرق في الشعارات. فكسب جل الشعب.. قلت جلو والفرق كبير بين جل وكل.
أمنياتنا لأم الدنيا بأن تعود رائدة في فترة د. محمد مرسي الرئاسية.

ساعة (اسكايب)

السبت, 30 حزيران/يونيو 2012  
سبحان الذي جعل التواصل بهذا اليسر. صراحة صرت عندما أسمع إماماً من على منبر يدعو على الكفار والمشركين أسأل نفسي لماذا لا يسأل الله لهم الهداية؟
في ليلة صافية من ليالي هذه الأيام التي صار الجو فيها حلواً ومكيفاً طبيعياً جمعت أربعة من الأصدقاء فرقهم الزمن سنين عددًا تخرجوا في كلية التربية في سبعينيات القرن الماضي ومضى كلٌّ في طريق «كما تقول أم كلثوم». وبتكنولوجيا الاتصال ومن موقع الاسكايب الذي يتيح لك الصوت والصورة من أي مكان في العالم كان هنالك على الموقع وفي لحظة واحدة: علي المهدي من الرياض بالمملكة العربية السعودية، وعبد الله أحمد حسن من جدة، وبدر الدين حسن الحاج من أمريكا، وشخصي من اللعوتة، كانت الصور واضحة عندما كنا ثلاثة ولكن بعد أن صرنا أربعة فقدنا الصور «سؤال لأهل العلم في الاسكايب هل له حد أقصى في الصور حيث لا يقبل أكثر من ثلاث صور؟؟ أفتونا».
بعد حديث طويل وذكريات وأسئلة عن الخاص والعام جاء سؤال من أكثرنا حظاً أي من السعيد فينا؟ الذي بالرياض أم الذي بجدة أم الذي بأمريكا أم الذي باللعوتة؟ طبعًا قد يكون خطر على بالك وما وجه المقارنة بين اللعوتة وهذه المدن؟ ولكن قد تندهش إذا علمت أن بدر الدين أقسم بالله إنه أشقانا لأنه في أمريكا وذهب وعدَّد الأسباب أولها أنه لم يسمع الأذان منذ أن جاء أمريكا وفي هذه الجزئية فعبد الله أفضلنا إذ يصلي في الحرم المكي متى ما شاء. لم يكتفِ بدر الدين بهذه بل جاء برغيف وعرضه على الكاميرا وقال 8 خبزات من هذه بدولار و«11» سنت صِحنا فيه ولكن قارنها بدخلك والساعة عندكم يقال بخمسين دولارًا أقسم إن الساعة صارت بعشرة دولارات وأقل وتُخصم منها الضرائب.
أما الآخران اللذان في دولة النفط الأولى ومهبط الوحي فلا شك أنهم لا ينقصهم إلا تفرق شملهم هم في مكان والأولاد في مكان آخر. إما بسبب الدراسة أو أي أسباب اجتماعية أخرى. وصرت أسأل نفسي هؤلاء الناس لا بد أنهم يجاملونني فأنا في قرية من قرى السودان الحمد لله أنها مكتملة إلى حد كبير من حيث الخدمات ولكن يمكن أن ينقطع التيار الكهربائي بمجرد هبة أي ريح ونزول أي مطرة.
نعود للتواصل الإسفيري لا بد أنه من مخففات الغربة فكثيرون يتواصلون مع أسرهم يومياً ويبدو والله أعلم أنه سيكون من المحفزات لطول الاغتراب وخصوصاً للذين تأقلموا على الغربة «تأقلموا هذه هروب من كلمة أدمنوا». والإدمان سأقيسه على الجوكية.. سمعت مرة في ندوة تعريف الجوكي حيث قيل الجوكي هو الذي هبر من البنوك مبلغًا فوق «17» مليار جنيه بالقديم طبعاً وما دون ذلك ليس جوكياً. وبما أني اغتربت «17» سنة فقط إذاً أنا لست مدمن غربة، وما زاد على ذلك فهو مدمن غربة أو أصبحت الغربة لا تؤثر فيه.
من طرائف ذلك اللقاء أن بدر الدين الذي قال هو من تقبل شهادته في هذه المسألة حيث له التجارب الثلاث السودان والسعودية وأمريكا وأقسم إن أجمل سنين حياته تلك التي قضاها في السعودية.
إلى لقاء آخر مع oovoo

يا أخوان مصر لا تحكموا

الجمعة, 29 حزيران/يونيو 2012  
أستميحكم عذراً أيُّها القراء الكرام في إعادة نشر هذا الموضوع الذي نشر يوم 17 فبراير 2011 م. وأحسب أن هذا أنسب وقت لنشره، يبدو أنني استعجلت نشره في ذلك التاريخ. والأمانة تقتضي أن لا أضيف ولا أحذف منه  شيئاً إليكموه كما نشر في ذلك اليوم:
  أعلم أن بين «الإخوان المسلمون» في مصر علماء وعقلاء كثيرون وليسوا في حاجة إلى نصحي، وما هذا إلا تنفيس من جانبي. غير أني أعلم أن العقلاء لا يسمعهم السياسيون ولا يحبونهم، أليس عبد الرحيم علي من بين عقلائنا؟ هل يسمعه أحد؟
    قبل أن تفكروا في الحكم، أمامكم تجربتان من حكم «الإخوان المسلمون» واحدة في تركيا وأخرى في السودان. بدأ الأتراك بما ينفع الناس وحاربوا الفساد وأنعشوا الاقتصاد ودحروا البطالة، وصارت تركيا دولة يحسب لها ألف حساب لم يجعجعوا ولم ينشروا الأماني في المكرفونات ولم يدخلوا الناس المساجد ليدخلوا هم الأسواق، بل بنوا دولة محترمة في سنوات غير طويلة  حققوا ما أرادوا من أيديولوجيتهم، وهزموا مؤسسات العلمانية بسلاحها بالانتخابات وإقناع الناس.
دستور أتاتورك كان كالكتاب المقدّس لا يقربه أحد والمؤسسة العسكرية لا يعلو صوت على صوتها. ولكن بأهداف بعيدة ونوايا صادقة قام إخوان تركيا بلعب بولتيكا حيّرت العالم فهم مسلمون ويجيدون التفاوض مع الغرب ومع إسرائيل ولا ينسون رسالتهم ولا يتنازلون عن مبادئهم لحظة. يفعلون كل ذلك وخلفهم جبهة داخلية قوية لا نقول كلها راضية عنهم ولكن الأغلبية راضية عنهم بعد أن رأت من صدقهم.
تجربة الحكم ليست سهلة  ما لم تعطِ حقها في كل عناصرها - ولقد وقع في فخها كثيرون ما أن يصعدوا على الكرسي إلا وتباينت الأهداف والوسائل وأحاط كل من أفراد الحكم قناعاته بما يحميها من الوسائل والتبريرات والرجال. وبعد زمن يطول أو يقصر ينفرد تيار بما يرى وليس بما يجب وتصبح الأسماء فوق المبادئ. وفي سبيل البقاء  لا يعدم من يزين له كل ما يريد ويقبض الثمن بشكل أو آخر. وفي سبيل البقاء تتنزل التنازلات تترى.
الحكم يحتاج مؤسسات حقيقية وليس أشخاصاً. أجهزة قابلة للتطوير والمحاسبة والمراجعة، وشفافية تامة يكون المواطن محورها يملك كل حقيقة تهمه «طبعاً لا نريد الإستراتيجيات العسكرية في الصحف لكن إذا ما أقام الجيش أبراجاً فيجب أن يعرف الشعب مصدرها ومبالغها وأولويتها».
الحكم يحتاج مؤسسات إذا قالت الصحف هنا فساد  قامت قيامة الجهاز التنفيذي ولم تهدأ نفسه إلا بعد أن يُملِّك الناس الحقيقة كاملة ويلقى الفاسد والمفسد عقاباً يسمع به القاصي والداني من أجهزة عدلية لا يساور الناس فيها شك في حياديتها ونزاهتها. أجهزته لم تسمع بمفردة «خلوها مستورة».
يا إخوان مصر، لا تدخلوا الحكم إلا بعد أن تعدوا له كامل عدته من خطط ورجال الدنيا ليست همهم. حتى لا يقول الشامتون في الإسلام  ما هو منه برئ.  

استمتعوا ثم ابكوا

الخميس, 28 حزيران/يونيو 2012  
أخي أحمد،
هذا إليك  فالحبلى بنت شقيقتي، وأنا شاهد ولا شهادة «عادل إمام» علها تسقط عليك تمراً بركاوياً فالرطب أوانه  «يوليو»!!!
شهدتُ وبأمّ عينيّ، وفي الزّمن الحجريّ حبلى موثوقة اليدين على حبلٍ يتدلى  واثنتان من النساء تشدانها من إبطيها إلى أعلى وتحتها تسط ٌ قد فاض بالدم، وعجوزٌ  تحيط التّسط بساقيها، تنازع رأس المولود المطل بعضه، والمتأبي كلُّهُ الباقي إلا أن يلزم ظلماته الثلاث! فالحوض أضيق من سَمّ الخياط،إنها ولادة الحبل!!.
ثم.. والوضع على ما هو عليه، كان لزاماً  الهروب بها إلى أقرب مستشفى ريفي يبعد ساعتين وباللوري، والذي في أحسن أحواله لا يزيد عن طبيب  واحد عمومي، واستجاب المولود لقيصرية «الحكيم» وخرج ونجت الأم. واليوم هي جدّة ُ أبنائه.
وبالأمس وفي زمن ما بعد الحداثة، وفي «قصور» المستشفيات الحديثة وفخامة وفِخاخ الأسماء التخصصيّة،،  شهدنا عياناً «ما سمعنا» وكنّا من رأى!!!
دراما سمسرة البذخ الكاذب، المستشفى محجة الثِقاة القادرين، منتجعٌ  في قلب المدينة الخرصانية، ونقطة ُ نهاية جملة المدح، أطباءٌ «أبو قراط وابن سينا» منهما يتعلمان، وخدمة «أميرية» في بلاط عرش الطاؤوس!!!
وحبلى ساعة طلقها تمنت أن يُساقط ذاك المستشفى عليها «رُطبَهُ».
والحوار بين الزوج والطبيب الاختصاصي:
ــ لابد من عملية قيصرية، وسريعة!
ــ لماذا وقد سبق وأنجبت ثلاثاً بولادة طبيعية.
ــ نعم ولكن الطفل هذه المرة جاء برجليه وليس برأسه!
ــ ولكن مساعديك ذكروا غير ذلك وأكدوا أن الأمور على ما يرام والحالة طبيعية!
ــ ليس كذلك بل الحالة ما ذكرتها لك!
ــ بلا شك فأنت الاختصاصي، إذن ماذا يتوجب عليّ أن أدفع في هذه الحالة؟
ــ فقط سبعة آلاف من الجنيهات «سبعة ملايين مما نعد نحن »!!
ــ كيف والرسوم لا تتعدى السبعمائة جنيهٍ !
ــ بلى، ذاك ربما في الولادة الطبيعية!
ــ لماذا لا تجرى لها ولادة طبيعية!
ــ عليك أن تكتب تعهداً يحمل عنّا  مسؤولية ما يترتب على ذلك من نتائج.
«ضغوط وتخويف من خطورة الولادة الطبيعية»
ــ سآخذها إلى مستشفى آخر فليس لي خيار غير ذلك!!!
همّ الرجل والزوجة تتوجع وتئن بالخروج، يلاحقه الطبيب:
ــ يا سيد، كم في مقدورك أن تدفع؟
ــ في مقدوري فقط، الخروج من  «دِلالة السيارات هذه!!!»
ــ  وغادر «مستشفى تاجر البندقية» إلى مستشفى آخر وهناك وبعد نصف ساعة خرجت إلى الوجود طفلته متدلية ًبرأسها لا برجليها وفي ولادة  أكثر من طبيعية،  وفي يومها الثالث أعدتْ لنا الأم عصير الليمون عربون تهنئتنا.
بيدي كل حروف الدراما التي تثبتُ «سمسرة البذخ الكاذب»..
عودُوا بنا إلى حبالنا القديمة وكفى « سراميكاً»!!
*محمد الفاتح
تعليقنا: كأني أسمعك عزيزي القارئ تقول: «حسبنا الله ونعم الوكيل!!». مثل هذا الطبيب لمن يُشكا؟؟يحفظ عشرات الإجابات لأسئلة المجلس الطبي. ألا يكون حسناً إن ذكرت يا أخي الفاتح اسم المستشفى ليتجنبه خلق الله ولو تلميحاً أحسب أنك فعلت.

ليتنا من ولاية الخرطوم

الأربعاء, 27 حزيران/يونيو 2012  
يوم كنا صغاراً كان يوم عيدنا هو اليوم الذي يصحبنا فيه آباؤنا للخرطوم لأي غرض أو مرض، في ذلك اليوم نشرب الماء المثلج ونأكل الرغيف الفاخر، لم يكن في قرانا في ذلك الزمن ثلج ولا ثلاجات ولا كهرباء ولا مخابز «أفران» إلا نادرة جداً.
كبرنا وما زالت الخرطوم حلمًا كلما تقدمت القرى خطوة تقدمت الخرطوم باعاً. قبل زمن قليل كانت مشكلتنا معها في سرعة الإنترنت التي تفوق سرعته في الأقاليم مئات المرات، هذا أيام الطفرة البترولية قصيرة العمر، والحال هكذا كل شيء يبدأ بالخرطوم وقد ينداح وقد لا ينداح على باقي السودان. «أمسك عندك الكهربة يادوب استعدلت وخلت القطِّيع في الإقاليم».
كل المقدمة دي ليه أقول لكم علشان أشياء كثيرة أولها السُكّر.
دلال ولاية الخرطوم لأبنائها ربما ليس حباً فيهم ولكن خوفاً منهم فما عادت الخرطوم هي حيث الرئيس بنوم والطيارة بتقوم فقط، ولكن حاجات تانية برضها بتقوم من الخرطوم أول حرف منها المظاهرا... لذا للخرطوم أسعار خاصة في السكر واللحوم والزيوت، وكلما اشتد الضنك بهم وخرج عليهم وزير المالية برفع دعم، يأتيهم عبد الرحمن الخضر بدعم جديد ولو إلى حين. «مشكوراً مالو قلبه على مواطنه». طيب الولاة الآخرون أليس لهم قلوب؟ أليس لهم مواطنون؟ لماذا يتفرجون؟ وبمناسبة السكر يطرشني ما سمعت ولا عرفت أن السكر يوزع على الولايات إلا بعد أن دار لغط كبير في ولاية الجزيرة في يومٍ ما وخرج أو أُخرج على إثره الشيخ عبد المنعم الدمياطي من  حزب المؤتمر الوطني أو جُمِّد عقوبةً له على حديث له عن السُكر وليس السَكَر.
نسأل: هل يوزَّع السكر على الولايات ومن ثم على المحليات ومن ثم على الوحدات الإدارية واللجان الشعبية ومنها للمواطن؟ بكم؟ هذا موضوع آخر ولكن لم نرَ ولم نسمع بالسكر منذ زمن بعيد. ولا ندري أين وقف في هذه السلسلة الذهبية. هل حسب ولاة الأمر أن مواطنهم ليس بحاجة لسكر!!! كم الفرق بين سعر السكر في الخرطوم والأقاليم هذه الأيام؟ مبالغة 10 كلجم في الخرطوم 35 جنيهًا في الأقاليم القريبة من الخرطوم وصل سعرها 60 جنيهًا. لماذا؟ ألا يعرف مواطن الولايات الزعل المفضي للتظاهر؟
واحد في اثنين إما يصير عبد الرحمن الخضر واليًا على عموم ولايات السودان أو يصير الولاة مثل عبد الرحمن الخضر. أيهما أسهل لا مانع عند المواطن.
لكن أن يظل المواطن ينظر للخرطوم كأمنية إلى يوم القيامة هذا هو الحشف وسوء الكيل.
صراحة أطراف الولايات المجاورة للخرطوم هي أكثر المناطق شعورًا بهذا الغبن لذا تجدهم من وقت لآخر يطالبون بالانضمام للخرطوم ولقد ذكرنا هذا هنا عدة مرات نسبة لارتباط شمال الجزيرة بالخرطوم وبُعدها عن مدني.
اتو الرئيس قال تقليص محليات أم ولايات ما سمعته كويس؟
أيهما أرخص أن تحصنوها بالعدل أم بالغازات؟

رفقا بظهور أبنائنا

الثلاثاء, 26 حزيران/يونيو 2012  
لا حجر على ما خطر ببالك: رفقًا بها من السياط.
ولكن رفقًا بها أيضًا من أشياء أخرى. يوم كنا صغاراً في المرحلة الأولية لم تكن الكتب وأدوات المدرسة بهذا الثقل فكانت حقيبتنا المدرسية قطعة من القماش المتواضع جداً يخيطها الخياط ويصنع لها شريطاً  عريضًا نحملها في كتفنا وغالباً ما تكون من قماش الدمورية.
في المرحلة المتوسطة والثانوية كانت الطاولات الدراسية مزودة بأدراج تقفل بقفل «طبلة» كتلك التي صورها الكراكتيرست عز الدين رحمه الله يوم كمم بها فم عضو برلماني لم يقل كلمة طوال الفترة البرلمانية، هذا يوم كان السكوت في البرلمان عيباً يعاقب عليه الرأي العام بعكس اليوم حيث صار السكوت في البرلمان ضمانًا لإعادة انتخاب العضو مرة أخرى. نضع في هذه الأدراج كل الكتب والدفاتر ونُخرج منها ما نريد وقتما نريد ونعيد قفلها ولا نحمل في ظهورنا كتباً ولا ماء.
في أيامنا هذه لا مدارسنا تطورت وتخلصت من هذه الحقيبة الثقيلة التي اجمع الأطباء على أثرها السالب على السلسلة الفقرية للتلاميذ والتي قد تسبب لهم عاهات وتشوهات مستديمة ورغم أن جهات كثيرة أثارت الموضوع ولكن لم نر جهة جادة تصدت للحل.
والمبررون لكل عيب يقولون ليس على التلميذ حمل كل الكتب يوميًا معه فقط يحمل ما يحتاجه الجدول المدرسي في ذلك اليوم متناسين أن استقرار الجدول المدرسي صار كالغول والعنقاء والخل الوفي.. وذلك لعدة اسباب عدم استقرار المدرسين وخصوصًا في المدن ولأسباب لا داعي لذكرها.
عدم استقرار الجدول المدرسي جعل التلاميذ ملزمين بحمل كل الكتب وكل الدفاتر والمساطر والاطالس ان وجدت. لذا  نحن امام واحد من حلين اما الرجوع للأدراج حيث يترك التلميذ جل كتبه ودفاتره في المدرسة في درج آمن مقفول «بطبلة» ويعود لبيته بمفتاحه وما يريد مذاكرته. أو أن نضع جداول صارمة لا تفلت فيها حيث يحمل التلميذ فقط مطلوبات ذلك اليوم. لم اتطرق لأعمار تلاميذ اليوم ولا نحالة اجسامهم مش وزير المالية عايز كدة.
ألا تروني حصرت الحلول بسذاجة ولم أطالب بوضع المناهج في CD  يزن جرامين او ثلاثة، وما منعني من ذلك التفكير المتقدم والذي خطت اليه كثير من الدول بل دول جاءت بعدنا كثيرًا في مضمار التعليم. بؤس ما نحن فيه هو الذي اصاب تفكيرنا بالضمور وكيف نفكر إلى الأمام وكثير من الأشياء تمشي «القيد حرن» هذا إن لم نقل «واقفه دج».
الأستاذة رقية هل تريني أوفيت الموضوع حقه وأنت التي تحدثتِ عن هذا الموضوع عدة مرات وأنا شاكر لك  غيرتك على مهنتك ومهنتي.. وما بين يديك من فلذات أكباد.. وبالمقابل هل يسمعنا أحد أم كلٌّ سادر في تيهه.

القضية دايرة فلفلة

الإثنين, 25 حزيران/يونيو 2012 11:59
أرجو أن تسمحوا لي بأن أعقِّب على الاستفهامات «الكبيرة» التي طرحها الأستاذ أحمد المصطفى حول القطن المحور وراثياً في عموده «إستفهامات» بتاريخ 24 يونيو 2012، ويبدو أن الأخ أحمد يملك معلومات كثيرة، ولكن آثر أن يقول: ما قادر أقول ما قادر أصرح!. وإليكم مشاركتي:
 بعد أن وضعوا الحصان خلف العربة بإدخال القطن المحور السودان، متجاوزين قانون البيئة سنة 2001، وقانون السلامة الحيوية 2010، وتجاوزًا تم  تمريرالقطن المحور بتاريخ 14 مارس 2012«في غفلة» من اللجنة القومية لإجازة الأصناف. تفاجأنا كما تفاجأ الكثيرون بأن وزير البيئة أصدر قراراً بأن اللجنة الفنية للسلامة الحيوية قد أجازت زراعة القطن المحور وراثياً.«لاحظ مباشرة من اللجنة إلى الوزير ولم يُعرض على المجلس».
سابقاًَ، بعد ضغط إعلامي تم تحديد الوزير المختص «مارس 2012» لقانون السلامة الحيوية الصادر في 2010م، وبقرار وزاري بتاريخ 22 أبريل تم تشكيل مجلس السلامة الحيوية، ووزع  القرار على الأعضاء بتاريخ 22 مايو أي  بعد شهر من تاريخ إصداره، على أن يكون الاجتماع الأول في 24 مايو 2012 «بعد يومين فقط لماذا؟ آسف سوف أحتفظ بالرد لنفسي».  على كلٍّ في أول اجتماع  للمجلس  اتضح أن تشكيل المجلس صدر من وزير البيئة بدلاً من مجلس الوزراء، لذا أعيد مرة أخرى لمجلس الوزراء، لاحقاً صدر التشكيل من مجلس الوزراء، ولم أطلع على التشكيل الجديد ولكن يبدو أن هناك تعديلاً في اسم رئيس اللجنة الفنية!.
أعيدكم إلى شهادة في مقال الأستاذ أحمد المصطفى في  يوليو 2009 حيث أورد أن السيد الدكتور المتعافي أبدى تحفظاً على قانون السلامة الحيوية خاصة فيما يتعلق بآلية  اتخاذ القرارات بشأن إدخال المحورات الوراثية ــ كل حالة على حده ــ حيث ذكر السيد الوزير أن دراسة  كل حالة تحتاج إلى أربع إلى خمس سنوات. نعم كان الوزير محقاً في أن الإجازة  من مجلس السلامة الحيوية ربما تأخذ  سنوات لأن الأمر يحتاج إلى تمحيص وتأكد من سلامة الكائن المحور، ليس في أمر  دراسة المخاطر آنياً ولكن آثاره ومخاطره المحتملة «المتراكمة» في المدى الطويل، ودراسة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لكننا يا سيدي وزير الزراعة، تفاجأنا بإجازة القطن المحور من اللجنة الفنية «فور تقديم الطلب»، مع ملاحظة أن بعض أعضاء اللجنة الفنية حتى الآن لم يستلموا خطابات تعيينهم أو يسمعوا بالاجتماع!! ومن الأعضاء من تغيّب ومن اعتذر ومن لم يخطر. بالمناسبة ما اسم الشركة التي كتبت خطاب طلب دخول القطن المحور وراثياً للسودان «الموردة  للقطن المحور حتى تُساءل قضائياً إن تطلب الأمر ذلك» لماذا هذه العجلة ولمصلحة من التسرُّع دون دراسة المخاطر، إن حدث ما لايحمد عقباه، كيف نتصرف؟
بعد هذه المقدمة الطويلة أطرح الأسئلة الآتية:
  هل المجلس أجاز لوائحه ولجانه وميزانيته وموظفيه وفرق للمتابعة والتقييم والمعامل المختصة، هل كل الأعضاء ملمون بقانون السلامة الحيوية والإطار الوطني للسلامة والاتفاقيات الدولية التي وقع وصادق عليها السودان؟ «عمر المجلس أسبوعان».
- هل المجلس كوّن فرق دراسة المخاطر ومن هم المؤهلون في السودان لذلك؟
- ما هي المخاطر المحتملة؟ هل نعرفها ولا هي في علم الغيب وعدم التنبوء بها والتوكل على الله دون أن نعقلها؟
إذا قدّر الله وانتشر الجين لنباتات أخرى غير القطن كيف نجمعه مرة أخرى ونطفئ ناره؟
لا قدر الله إذاحصل مرض جراء استخدام هذا القطن هل نعرف الدواء للعلاج «سواء للحيوان أو الإنسان» أقلها الحساسية؟ راجعوا إفادة  الدكتورة التي أشرفت على حيوانات البحث في اجتماع  لجنة الأصناف وفي قناة الشروق.
   كيف نعلن عن صادراتنا الزراعية لأن الدول سوف تطلب منا شهادة خلو من التحوير الوراثي «زيت بذرة القطن  والأمباز والخضروات  واللحمة حتى الصمغ العربي والكركدي والويكة؟ أنا كمواطن  من حقي أن أعرف مكونات اللحم واللبن والزيت والأمباز إن كان المنتج  يحتوي  تحويراً وراثياً، أليس كذلك يا هيئة المواصفات؟
الآن نسأل الوزير وبشفافية عن تكلفة فدان القطن المحور من زراعته وحتى حصاده وسعره محلياً وعالمياً، «ومنتجاته من بذرة وأمباز» منسوباً إلى الإنتاجية لأننا نتوقع أن يصرف في إنجاح القطن المحور إذا زرع «ما لا يخشى الفقر» ليثبت أنه على حق؟
هل تم تكوين المجلس فقط لتمرير القطن والسلام عليكم وسعيكم مشكور؟ ما هي خطط المجلس المستقبلية في باقي الكائنات المحورة التي ربما تكون لدى  بعض الجهات؟
لماذا يصرح الوزير بأن اللجنة سوف تجيز القطن في إيحاء وتأثير على قرار اللجنة؟؟؟
نريد أن نعرف ميكانيكية اتخاذ القرار في السلامة الحيوية؟ ومن الذي أجاز هذه المكانيكية؟
قانون السلامة الحيوية لا يسمح بأن يكون رئيس اللجنة الفنية له مصلحة في الإجازة. حيث إن رئيس اللجنة الحالية وهو كذلك رئيس اللجنة الفنية للمنتجات والموارد الوراثية بالهيئة القومية للمواصفات، وهو كذلك الذي أجرى التجارب!! وإليك ما كتبته في مقالي بـ«التيار» 4 يونيو 2012 ردًا على وزير الزراعة عند سؤاله: هل تتوقع أن يجيز مجلس السلامة الحيوية القطن المحور وراثياً؟ أجاب السيد الوزير: إذا القضية علمية سيجاز....لأن رئيس السلامة الحيوية هو الذي عمل الورقة والاختبار«انتهى». أرجو أن يراجع الأخ الوزير قانون السلامة الحيوية المادة 17«7» والتي تنص: لا يجوز لأي شخص أن يشارك في تقييم تقدير المخاطر بشأن أي مسألة له فيها مصلحة مباشرة أو غير مباشرة أو يرجح أن يكون هناك أي سبب في تضارب مصالح نتيجة لمشاركته في عملية التقييم. هل يريد الوزير مزيدًا من الخروقات؟
أين الهيئة السودانية للمواصفات من هذه القضية ونحن نقاتل من منازلنا!!!
وأخيرًا كما ذكر الأخ أحمد المصطفى القضية دايرة« فلفلة»
البروفسير أزهري عبدالعظيم حماده
المدير العام لهيئة البحوث الزراعية «سابقاً»

القطن المحور وراثياً

24 حزيران/يونيو 2012
يبدو أن الله ابتلانا بالكتابة في القطن.
جدل العلماء في ما ينفع الناس وما يضرهم لا ينتهي وليس لهذا الجدل جغرافيا ولا تاريخ. على مر العصور يوجد التباين في الآراء والنتائج العلمية يجب أن تكون هي الفصل. غير أن فقهاء اقل الضررين دائماً موجودون.
لا نريد أن نطيل في المقدمة. غير أن الناس في ما تنبت الأرض مجمعون على أن المنتجات العضوية هي الأولى وهي المفضلة بلا منازع ويعنون بها النباتات التي تخرج من الأرض بلا محسنات ولا مخصبات. تعقبها المنتجات التي تُدخل عليها الكيماويات في أي طور من أطوارها في شكل سماد أو مخصبات أو مبيدات وهذه تأتي في الدرجة الثانية أما الذي في الدرجة الثالثة فهو المحوّرة وراثياً أي التي تدخل الإنسان ليضيف إليها ما لم يخلقه الله فيها وهذه ليست في الدرجة الثالثة فقط بل هي مرفوضة في كثير من بلاد العالم وخصوصًا أوروبا التي ترفض التعامل معها تماماً.
في السعودية تنتج شركات الراجحي الزراعية خضروات عضوية بعدة أضعاف سعر المحسنة بالكيماويات ويُقبل عليها الناس بشدة لما عرفوا من ضرر الكيماويات. وفي أمريكا تطرح الأصناف الثلاثة مبين مصدر كل منها «عضوي، وكيماوي، ومحوّر» وأسعارها بنفس الترتيب وغالبا ما يكون المحور وراثيًا برخص التراب.
هل في بلادنا علماء يحتاطون وينقذون ويحافظون على شعبهم؟
ما دورهم في أمور الزراعة؟
هل من قوانين تنظم حياتنا ويحترمها الجميع؟
القوانين موجودة مثلاً قانون البيئة لسنة «2001م» وقانون السلامة الحيوية لسنة «2010م». بالمناسبة هذا القانون صدر سنة «2010م» ولم تكتمل حلقاته إلا هذه السنة وقد طالبنا بتنشيطه منذ أكثر من سنة ولكن كان ينقصه تسمية الوزير المختص إلى أن من الله عليه بوزير البيئة ليصبح وزيراً مختصاً.
ومنذ أن تم تكوبن مجلس السلامة الحيوية الذي عليه تفعيل القانون وتنفيذه لم يكن له إلا القطن المحور وراثياً. والذي يقول بعضهم إنه بدأ إجراءاته بالمقلوب حيث كان من المفروض أن تقدم للمجلس طلبًا بالرغبة في استيراد pt cotton  ويمر هذا الطلب بإجراءات كثيرة حتى يقرر في إجازته أو عدم إجازته. والمفروض أن يجتمع عددٌ كبير من المختصين في الزراعة لمناقشة كل شاردة وواردة لهذه التجربة الحديثة بل هذه المغامرة الخطرة عند بعضهم والمفيدة عند البعض الآخر. إذا كانت تقاوي هذا القطن دخلت قبل إجازته فهيئة المواصفات أو من يُسأل عن كيف دخل؟
الآن عدة أسئلة هل ما تم من إجراءات لتجربة زراعة هذا القطن هل هي إجراءات سليمة؟ هل هناك استعجال سياسي لتنفيذ هذا القطن المحوَّر وراثياً؟
هل المروجون لزراعته بمحاسنه ذات الإنتاج العالي وتقليل سعر التكلفة هل نوّرونا عن المخاطر؟ هل ضمنوا سوقاً لهذا القطن المحور وراثياً؟
هل له أثر ولو على المدى البعيد على محاصيلنا الأخرى والتي اشتهرت بطبيعياتها التي جعلت دول الخليج تفضلها على كثير من المنتجات المعروضة من دول أخرى؟
هل القطن نفسه يستحق هذه الضجة؟ هذا الملف «القطن المحور وراثياً» يجب أن «يفلفل» بشدة حتى يسمح له بالزراعة وعلى الساسة أن يسمعوا كلام العلماء.