الأربعاء، 25 يوليو 2012

ود الريح يكرم (زين)

الأربعاء, 25 تموز/يوليو 2012  
ليس هذا من باب عض الرجل الكلب.
ولكنه من وحي ذكرى قديمة في منتصف سبعينيات القرن الماضي، مسرحها الثورة الحارة الأولى في افتتاح مسجد حضره الرئيس النميري «رحمه الله» وخطيب المسجد الشيخ عبد الجبار المبارك «رحمه الله»  وقال عبد الجبار في خطبته عبارةً لصقت بالذاكرة لكثير من حضور ذلك الافتتاح أو تلك الجمعة قال عبد الجبار: «إن المسجد لا يتشرف بوجود الرئيس فيه ولكن الرئيس هو الذي يتشرف بوجوده في المسجد».
ليس تقليلاً لدور «زين»  في هذا المجال تكريم العلماء، وجائزة الطيب صالح وغيره من الذي تشكر عليه «زين» حيث قامت بما لم تقم به الجهات الرسمية إما لضيق ذات اليد عندها أو لقصور منهجي فيها أو الاثنين معاً. ولا ننسى دعمها الاجتماعي في كثير من المجالات خصوصًا «إسعافات المستشفيات».
غير أني أرى انه لمفخرة لزين حقاً أن تُكرم صديقنا وأستاذنا ود الريح فالبروف محمد عبد الله الريح أو حساس محمد حساس، الذي كنا ننتظر صفحته الأسبوعية ونتسابق على الحصول على الصحيفة لنشبع ضحكاً ودون أن نشعر كنا نتعلم منه ونخزن في عقلنا الباطن من ملحه وطرفه وطريقته في الكتابة. بالمناسبة أردت أن أذكر تاريخ ذلك ولكن تذكرت واحدة من مداعباته يوم قلت له تذكر في السبعينيات وقبل ان أكمل قاطعني يا أخي السبعينيات الحضرها منو قول التسعينيات.
تكريم «زين» لهذا العالم كان تكريماً له في دوره كمهتم بالبيئة بل من المسكونين بالبيئة ويرعاها وينشر وعيها كأنما هي رسالته في الحياة وهذا دور العلماء، فعبارة مثل انقراض نوع من الحيوانات إذا ما تلقاها إنسان عادي ستمر عليه دون أن تحرك فيه شيئًا ولسان حاله يا أخي ما ينقرض كنا مستفيدين منو شنو؟ أما وقع مثل هذه العبارة على العالم فتحتاج إلى صيوان عزاء. وود الريح رائد هذا المجال وله فيه أدوار لا تخطئها ولا تنكرها الجهات الرسمية والشعبية.
ولن نستطيع إعطاء هذا الرجل حقه أبداً ولو أردنا أن نذكر ذكرياتنا معه ومطالعاتنا  لكتاباته لما كفتنا صحيفة ناهيك عن عمود. مما أذكره له أنه كان من أحب أساتذة جامعة الخرطوم لطلابه وغير طلابه ففي ذلك الزمان كان الأستاذ الجامعي يحيط نفسه بهالة ويبتعد عن الطلاب إلا من رحم ربي وود الريح ممن رحم ربي، يجالس الطلاب كل الطلاب الذين يدرسهم وغيرهم ويمازحهم.
جديد «زين» اعتاد السودانيون أن يكرموا موتاهم لدرجة أن قولاً شائعاً «يوم شكرك ما يجي» ويقصدون به الموت فالناس لا تشكر إلا الأموات فها هي «زين» تكرم الأعلام في حياتهم حتى يشعروا بطعم احترام المجتمع وتقديره لما بذلوا وما ود الريح إلا علم من أعلامنا بل من روادنا أمد الله في عمره ونفع به.
شكرًا «زين» مرتين للحساب بالثانية ولتكريم ود الريح.

ليست هناك تعليقات: